|
في ذكرى أربعينه : رسالة من أسرة المغدور به / محمد طه محمد أحمد الى قبيلة Sudaneseonline
|
أحبتي الكرام في هذا المنبر الوطن أعضاءا وزوارا :
هذه هي الرسالة الثانية من أسرة الزميل المرحوم محمد طه محمد أحمد .. والتي لا زال لسان حالها
- رغم المرارة والألم الممض - يلهج بالشكر والعرفان الى كل فرد من أسرة سودانيزأونلاين لوقفتهم
المشهودة حتى ممن أختلفوا مع المغدور به ..
ومهما أختلفنا أو اتفقنا مع الرجل - رحمة الله عليه - تظل تساؤلات بلا حدود حول ذبحه تدور في
الفضاء علها تجد سماءا يحتضنها وتجد في رحابه الواسع اجابة شافية ومن تلك التساؤلات التي يمسك
بعضها برقاب بعض :
كيف يواجه من لا يملك سلاحا الا قلما وفكرا بمثل هذا الأسلوب الانتفامي الغادر وعلى هذه الطريقة
الجزائرية/ العراقية الهمجية المفلسة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟..
من هو الجاني الحقيقي ؟؟
فهل هو من أمسك بتلك السكينة وقام بهذه الفعلة التي لا يقرها شرع ولادين ولاقانون أرضي
أو وضعي .. أم من كان سببا في شحن مثل هذا المعتوه بافكار صورت له أن مفتاح الجنة تحت
نصل سكينه المسمومة ؟؟؟؟
هل تكون الحادثة - بكل تداعياتها الآنية والمستقبلية - حدا فاصلا لعهد الفوضى والمتاجرة باسم
الدين ؟؟؟..
وهل ما نشر وأذيع - حتى الآن - يمت للحقيقة بصلة ؟؟؟
واذا لم يكن كذلك - وهو ليس كذلك في أغلب الظن - فأين تكمن الحقيقة ؟؟
ومتى ترفع - هذه الحقيقة - الستار عن نفسها وتكشف عن وجهها عارية بلا ( روج )
أو ( مكياج ) ؟؟؟؟؟؟؟؟..
ومتى يكون الدين لله والوطن للجميع ؟؟؟؟؟..
ختاما : نظل جميعنا استنكارا لبشاعة الحادثة وتعاطفا بلاحدود مع هذه الأسرة المكلومة
المفجوعة .. وانتظارا للقصاص والعدل الوضعي والسماوي معا ..
عيدكم سعيد .. وكل عام وجميعكم بألف خير وخير .. والوطن الجريح يرفل في ثوب العافية والسلام ..
مع خالص مودتي ..
خضرعطاالمنان [email protected]
**********************************************************************************
Quote: From : Mutwakil Taha Sent : Saturday, October 21, 2006 3:16 PM To : [email protected] Subject : رسالة الوفاق للزملاء والرفاق
الاخ خضر عطا المنان تحياتى لك ولك قبيلة سودانيز اون لاين على وقفتكم ومتابعة القضية وتخصيص مكتبة لشهيد الصحافة السودانية ونعاهدكم ان ننقل لكم الاخبار اولا عبر هذا الموقع النابض وجسر التواصل ومن اليوم سوف نرسل عبرك رسالة الوفاق لقراء هذا الموقع ..
خوكم / متوكل طه محمد أحمد ..
الخرطوم : الوفاق
.....هذه هى رسالتنا فى ذكرى أربعين الشهيد .. رسالتنا إلى جماهير الشعب عاشقة الحرية أن أرفعوا عقيرتكم بالنداء معنا (القصاص – القصاص) فالوقت مضى وانصرم منه أربعون يوماً كل ثانية منها تنكأ جراحات وجراحات فى قلب والد هدّه الحزن , وزوجة انفطر قلبها أسى ولوعة , وصغار انتزع الجناة القساة الإبتسامة البريئة من بين شفاههم , واخوة وأخوات كان الشهيد لهم نعم الشقيق وخير الصديق فظلوا بعده يحترقون بنار الفراق المرير ويتقلبون على جمر الصبر الوقاد متمسكين بالأمل متعلقين به عسى أن يشفى الصبر أوجاعهم ويبصروا بأعينهم الجناة وهم يساقون إلى مصيرهم المحتوم جزاء فعلتهم الخسيسة الدنيئة الكريهة. هذه هى رسالتنا فى ذكرى أربعين الشهيد .. رسالتنا إلى أخوة ورفاق وزملاء المهنة أن سخروا أقلامكم لتنادى مدوية مطالبة بالعقاب الصارم والبتر الصارم للأيادى القذرة التى أمتدت لتخطف من بينكم واحداً منكم.. واحداً لم يكن ككل واحد لكنه نذر النفس والنفيس لتبقى المهنة حرة وشريفة.. شفافة وصادقة.. شجاعة مصادمة ومقدامة.. منصفة ونظيفة ومبرأة من حقد الحاقدين.. منزهة من كيد الكائدين..جسورة كجسارة فارسها..عظيمة رسالتها كعظمة الرسالة التى أفنى الشهيد عمره من أجلها. هذه هى رسالتنا فى ذكرى أربعين الشهيد .. رسالتنا إلى الرئيس البشير ونائبيه ومساعديه ومستشاريه وإلى وزير الداخلية ومسئولها ومدير عام شرطتها ورفاقهما الأجلاء : أن ثقوا أننا نقدر شعوركم الوطنى بفداحة الفقد ونجل وقفتكم الجادة فى هذه المحنة الكبرى والمصاب الجلل ونثمن حرصكم وجهودكم المبذولة لمحاصرة القتلة المجرمين وحصرهم وكشف هوياتهم , ونتفهم ما يحيط بالوطن من خطوب وملمات من الداخل ومن الخارج.. وندرك ونعى أنكم العيون الساهرة على أمنه وأمن مواطنيه.. لكن.. لكن طال الأمد والساكن لم يتحرك .. وما تسرب لا يروى غليلاً ولا يشفى عليلاً.. لا يسكت أنيناً ولا يمسح دمعة ولا يطفى لوعة. فأخرجوا إلينا يا أهل السلطة والسلطان , يا من اؤتمنتم على هذا الوطن والمواطن , أخرجوا إلينا بالحقيقة الكاملة وأعلنوها عبر كل المنابر وأفضحوا الجناة القتلة المجرمين وقدموهم لمحاكمة عاجلة , فالإنتظار قد طال ودم الشهيد أمانة فى أعناقكم.. فهلا استجبتم؟؟ هلا استجبتم؟؟؟ منقول من صحيفة الوفاق ============================ روح الشهيد محمد طه ..ستطارد الجناة الى حبل المشنقة...!
الوفاق
يوم آخر يمضى بعد مرور اربعين يوماً على اغتيال صاحب الوفاق الشهيد محمد طه محمد احمد ولا تزال الاسئلة التى طرحت منذ اليوم الاول للحادثة المأسوية, لاتزال تبحث بمشقة عن اجاباتها ولا تجد غير الصمت والتصريحات العامة التى تحتمل الشئ وضده,ولا تزال دماء الشهيد محمد طه حمراء وساخنة تذكر الجميع بأنها لن تجف ولن تتلاشى حمرتها قبل ان تمضى ارادة القصاص على رقاب الجناة..!
طال الانتظار ولاجديد يجيب او يعين على السؤال المركزى ..من قتل طه؟ ولماذا فعل ذلك؟..الصمت يغرى باطلاق الشائعات وتتسع على مداه دائرة الظنون,والتساؤل المر لا يعنى التشكيك فى ما يبذل من جهود واجتهادات من الجهات الرسمية وهى تصل الليل بالنهار لاكتشاف الحقيقة,ولكن التصريحات التى تخرج والخطوات التى تتخذ لا تشجع على التفاؤل,بل انها تعطى انطباعاً ان التحريات لا تزال فى طورها الاولى الذي تطاول كثيراً.
ولأن المعلومات حول القضية كـ "لبن الطير"، فقد خلا المجال للإجتهادات التي تحاول تفسير الحدث، بعضها مغرض، وبعضها تقتله البراءة والسذاجة، فغياب المعلومات وطول التحقيق يتيح ذلك، وكان يمكن القضاء على الإشاعات في مهدها، لو أن نهجاً شفافاً اتبع في التعامل، نهج يملك المعلومات التي لا تؤثر علي سير التحقيق لوسائل الإعلام، ولذوي الفقيد، لكن ندرة المعلومات تفتح الباب واسعاً أمام الخيال المغرض، والإشاعات التي يمتد أثرها ليشتت الجهود الهادفة للوصول للجناة، بل وربما يشتت جهود المحقيقين الرسميين.
ما زالت تفاصيل المؤامرة غير معلومة بعد مرور أربعين يوماً على مقتل الشهيد، وكل المعلومات الرسمية المصرح بها لا تزيد معلومات مفتوحة، يطلقها هذا المسؤول أو ذاك، وهي معلومات من النوع الذي يكون "الصمت" أفضل منها، لأنها لا تقول أي شئ، وكل ما تفعله انها توصل رسالة مفادها "اصبروا"! فهل يا ترى ينفع الصبر في مثل الحرقة والفجيعة التي تركتها الجريمة البشعة.
فالتصريحات تتنقل بين الأيادي المحلية والأجنبية مرة تشير إلى دور أجنبي في التحقيق دون أن تقول ما هو، ومرة أخرى تتحدث عن "نسب مئوية" عن معرفة خيوط وتفاصيل الجريمة، لكن محصلة أربعين يوماً من التحقيقات شديدة السرية غير مشجعة وغير موحية بامكان الوصول للجناة في وقت وجيز.
فقضية اغتيال الشهيد محمد طه محمد احمد ليست قضية جنائية عادية فهى قضية راى عام تجد الاهتمام والمتابعة على جميع المستويات فهى لا تزال حديث المجالس ولا تزال موضع اهتمام النخب ومصدر متابعة كثير من الجهات الداخلية والخارجية,فهى لا تحتمل الانتظار الطويل, فمرور الوقت دون وضع اليد على الجناة وتقديمهم للمحاكمة قد يهدر بعض قيم القصاص,فالحادث ولغرابته وغموضه يعتبر تحدى حقيقى للاجهزة الامنية والتى هى موضع ثقة الجميع ولكن الراى العام ينتظر خطوات واضحة تجاه من فعل تلك الفعلة الشنيعة,او توفير معلومات كافية توضح ابعاد الجريمة,فرماح وروعة والخمينى والرنتيسى وقبلهم الحاج طه جنقال ينتظرون قبل قدوم العيد المبارك لحظة تقديم الجناة للمحاكمة العادلة؟,حتى لا يشعرون ان دماء الراحل يمكن ان تراق دون ان يكون مقابل ذلك الجزاء اللازم,الجميع فى انتظار مؤتمر صحفى تعقده الجهات الرسمية تضع فيه النقاط على الحروف والا يكون الامر الى الان رهن انوف الكلاب البوليسية..! =============== الوفاق فى الأثنين 16/10/2006م:- رغم أن الشهيد محمد طه محمدأحمد كان يقرأ كتب الشهيد سيد قطب حتى حفظها عن ظهر قلب إلا أنه كان يحتفظ بها فى أدراج مكتبه وحينما غادر مكتبه فى الثامنة من مساء الثلاثاء 5/9/2006م ترك كتاب الشهيد سيد قطب (معالم فى الطريق) مفتوحاً وفى ذات الصفحة كانت عبارة ( ولم أعد أفزع من الموت ولو جاء اللحظة) والذين وصلوا إلى مكان الجثمان وجدوه مبتسماً وكأنه يقول لمن غدروا به أننى فى رحاب ربى سعيد ولكنكم ستظلون مطاردين من أهلى وعشيرتى وأحبائى وهم منتشرين فى كل بقاع العالم الإسلامى وستظل لعنات رماح وروعة والخمينى والرنتيسى تطاردكم وإذا عجزت السلطات الأمنية بكل إمكاناتها عن فك طلاسم الجريمة حتى الآن ورغم مرور أربعين يوماً على الحادثة فان القلق على البلاد ومستقبلها يبقى مشروعاً ليس من أسرة محمد طه وحدها ولكن من كل أهل السودان. ====================== ومنذ أن هز النبأ الفاجع كل أهل السودان ولا سؤال على الأفواه وفى القلوب الا أهمية كشف القتلة وسرعة تقديمهم للمحاكمة العادلة والناجزة حتى يلقوا الجزاء الوفاق وحتى تطمئن النفوس التى هزها الحادث وزعزع كيانها وهز ثقتها فى امكانية أن يعيش هذا الوطن فى سلام وأمن وطمأنينة وبدأت الأيام تتسرب وتمضى وكنا منذالبداية نسمع مؤشرات وتطمينات من الأجهزة الأمنية وعلى أعلى مستوياتها بأن التحقيق يسير فى الاتجاه الصحيح وكان نعرف منذ البداية أيضاً أن الجريمة لم تكن جريمة عادية وكنا أيضاً ندرك أن الشهيد نفسه هو شخص غير عادى وكنا نعلم أيضاً أن الطريقة التى تم بها تنفيذ الجريمة كانت طريقة غير عادية. كنا نعلم كل ذلك وكنا نعلم أن كافة الأجهزة الأمنية قد استنفرت كل كوادرها منذ الدقيقة الأولى التى تلقت فيها النبأ وكنا على قناعة أن تلك الأجهزة هى الأفضل والأكفأ فى كل المنطقة كنا نعلم كل ذلك وكان علمنا على مستوى اليقين فى كل ذلك وكنا ندرك أن أجهزتنا الأمنية وهى على دراية بالمواصفات غير العادية التى تتميز بها الجريمة لن ترضى بتقديم قضية ناقصة وأنها سوف تخرج لنا فى النهاية بالحقيقة كاملة لأن أهل السودان لن يرضو الا بالحقيقة الكاملة ولأن روح الشهيد والتى زارت بعض أهله فى ليلة السادس والعشرين من رمضان المبارك قد نصحتهم بالصبر و بشرتهم بقرب الفرج وقد نصحتهم بألا يأخذوا الناس بالشبهات ونحن هنا فى الدنيا كنا نعلم أنه علينا الصبر ولكن من أين لنا الصبر على مصيبة كتلك التى ألمت بنا! ونحن طيلة هذه المدة التى انقضت كنا واثقين ومتيقنين من مسألتين لم يراودنا بشأنهما قط أدنى شك: الأولى ثقتنا أن دم الشهيد هو ليس دما يمكن أن يذهب هدراً هكذا ويدفن تحت التراب ويهدأ وينساه الناس ويذهب الذين سفكوه الى بيوتهم ليناموا ثم ينطلقون يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق وكنا نعلم أن هذا الدم الزكى لن يرتاح هو ولن يجعل الذين بعده يرتاحون والذين بعده هم أهله واخوانه وأحبابه وأبناؤه وكذلك الأجهزة الأمنية وكذلك قتلته هم أيضاً لن يدعهم دم الشهيد يرتاحون حتى يكشفوا عن أنفسهم والأمر الثانى الذى لم تهتز قناعتنا قط بشأنه هوثقتنا فى الأجهزة الأمنية والتى لم تترك لنا منذ البداية أدنى شك فى مقدرتها على كشف الجريمة وفك طلاسم واحدة من أخطر القضايا التى شهدها المجتمع السودانى فى تاريخه الحديث وكنا منذ البداية وحتى زمان الناس هذا ندرك أن تلك الأجهزة التى فكت قبل ذلك ألغاز جرائم وجرائم لقادرة فى النهاية على الوصول الى قتلة الشهيد صحيح أننا كنا نضيق ذرعاً ويخوننا مخزون الصبر الموجود لدينا ونحن نشاهد الأب المفجوع والأم الثكلى والزوجة الأرمل والبنت الباكية والأبن الزائغ النظرات ينتظر الى أفق يعيد اليه توازنه النفسى وثقته فى مستقبله وكنا ندرك أيضاً أن جزعنا ذلك لن يهز شعرة فى أجهزتنا الأمنية والتى كانت منذ البداية تتعامل مع جريمة قتل وأنها لن تتأثرالا بمهنيتها واحترافيتها والتى ستقودها فى نهاية المطاف الى الوصول الى الجناة والآن والشهر الفضيل يلملم أطرافه ويؤذن مناديه بالرحيل وسيأتى بعده العيد السعيد وهذا العيد هو عيد الفرحة والسرور وأبناء الشهيد وبناته وزوجته وأمه الصابرة ووالده المحتسب وجميع اخوان الشهيد وأحبابه المنتشرين فى كل ربوع الوطن كل هؤلاء فى حاجة الى العيدية وهم لن يرضوا بعيدية أقل من كشف الجناة القتلة وتقديمهم الى منصة العدالة وصولاً الى منصة القصاص! ================= محمد محمد خير من اقاصى الدنيا كتب يقول بصحيفة الرأى العام أربعون يوماً
مر أربعون يوماً الآن على تلك الحادثة التى لم يُفك طلسمها لنعرف قاتل أو قتلة محمد طه!
باستثناء الأسبوع الذى قضيته متقبلاً العزاء في والدتى فقد أمضيت شهراً كاملاً لم أراوح منزل الشهيد محمد طه. وجودى ليس مواساة إنه محاولة لفك الطلسم مع أسرته ومع العم طه الذى ترك القرير و«حش التمر» ومكث هنا ليعرف قتلة أكبر أبنائه ولم يبرح الخرطوم حتى الآن.
المشهد في منزل محمد طه مشهد أكبر من المأساة ولا يقل حجماً عن الحدث الذى أودى بحياته فكل أفراد الأسرة تشدهم حالة واحدة ويحاولون الإجابة على سؤال أوحد يتجدد يومياً أكثر من مائة مرة من قتل محمد؟ ولا مجيب!
أحياناً يتوتر الحضور من أهله الذين جاءوا من القرير ومكثوا هنا دون ومضة توحى بالشروق ويعز عليهم الرجعة دون معرفة تفاصيل الحدث «باقالنا تقيلي نرجع ساكت» هكذا كان يحدثنى أحدهم ممن مكثوا هنا منذ ان سرى الخبر حتى عّم اللغز وأكتنفت الحدث الظلمة دون قطرة ضوء تبدد طلسمه.
ابنه رمّاح في حالة ذهول منذ ان رأيته لأول مرة وفي كل مرة يردد «أبوى قالهم جداً» فيقاطعه وائل «إنت سمعتهم؟» فيركن للشرود ويحّدق في أفق مجهول ويجيبه «أيي سِمع» ثم يدخل كل الحضور في جدال مفتوح معالمه الرئيسية أن المرحوم الشهيد شديد المعرفة والثقة بالشخص الذى طرق له الباب ولم يقل «جداً» إلا تعبيرا عن هذا الاطمئنان لذا ركب العربة وهو مسربل بهذه الحالة، ولكن وائل أخوه الأصغر الذى لم يكن في موقع الحدث ينفى ذلك بشدة متعللاً بالنظارة التى لا تفارق عينى الشهيد فقد خرج دون نظارته ولولا ان المختطفين «خّدروه» لعاد ولبس نظارته كعادته التى درج عليها. ثم يعم الصمت وتتربع الحيرة وينفتح باب الشرود. ثم تتجدد الحالة بقدوم أحد العشيرة للمنزل متسائلاً بعد التحية والشاى «لي الليلي مالقولن شي؟»..
فيجيبه الحاج طه «لا لا والله» وهنا يسأل القادم الجديد للمجلس رمّاح «إنت يا رمّاح الناس ديل شفتهم؟» فيشرد رمّاح مشدوداً لروح أبيه الوثابة: «أنا ما شفتهم لكين أبوى قالهم جداً» فيهمهم الرجل القادم «معناهو بيعرفن ويثق فيهم» وهنا يتدخل وائل بجريرة «النظارة» ثم يشتعل الجدال وتمضي الإحتمالات منفتحة على كل الإتجاهات!! ==================== اغتيال محمد طه ... لا تزال الحقيقة غائبة ! تحليل : علاء الدين بشير مرت قبل ايام ذكرى اربعين اغتيال الصحفى ورئيس تحرير صحيفة الوفاق , الاستاذ محمد طه محمد احمد , حزينة , خاصة على اسرة الراحل وزملائه فى مهنة الصحافة , والمجتمع السودانى الذى هزته بشاعة الجريمة , بصفة عامة , لجهة ان ملابسات الاغتيال وخيوط الجريمة لاتزال غامضة , وان ما تسرب من حقائق حولها لم يشف الغليل ويسكن روعة الافئدة التى فقدت طمأنينتها . اول تصريحات حول الجريمة صدرت عن وزير الداخلية , البروفيسور الزبير بشير طه , عشية يوم الاغتيال بان ايادى اجنبية وراء الجريمة , لكن مدير الشرطة , الفريق اول محجوب حسن سعد استبعد فى مؤتمر صحافى عقده بعد ايام من الحادثة ان تكون هناك ايادى اجنبية وراء الجريمة غير انه اعترف بان مكونات الجريمة تبدو من الغموض والصعوبة ما يجعلها عصية على فك طلاسمها بسهولة , غير ان ما اثار دهشة اسرة الراحل فى حديث مدير الشرطة , تلميحه بان احد اسباب المصاعب التى واجهتها الشرطة فى عدم مقدرتها على اللحاق بالجناة قبل تنفيذهم لجريمتهم , هو تأخر الاسرة فى ابلاغ الشرطة الى ما بعد الساعة الواحدة صباح اليوم التالى لاختطاف الراحل محمد طه والذى كان فى نحو الحادية عشرة ليلا , وكان المدير فى تلميحه ذاك كأنما يحاول رفع اللوم والحرج عن قواته التى طالتها سهام النقد على ما اعتبر تقصيرا منها على السهولة التى افلت بها القتلة وهم يختطفون المجنى عليه من داره بحى كوبر العريق بقلب الخرطوم بحرى , ويفرون به داخل عربتهم التى قالت اسرة الراحل انها لم تكن تحمل لوحات اوكانت لوحة ارقامها قديمة وغير مرئية , الى حيث نفذوا جريمتهم , والقوا بالجثة فى جنوب الخرطوم جوار معسكر شرطة الاحتياطى المركزى , بينما ترتكز قوات الشرطة بكثافة على نقاط متقاربة داخل العاصمة , بل وان معدل انتشارها عشية يوم الاختطاف كان فوق المعدل الذى درجت عليه بسبب استعدادها لصد التظاهرة التى كانت اعالنتها القوى السياسية لمناهضة قرار زيادة اسعار المحروقات والسكر , الا ان اسرة الراحل كانت رفضت تلميحات مدير الشرطة حول تاخرهم فى الابلاغ , وقالت له عند زيارته بمعية وزير الداخلية لمنزل الراحل ذات مساء قى بدايات رمضان وكنت حاضرا, انها ابلغت قسم الشرطة فى الحى بعد نحو نصف الساعة من الاختطاف اى حوالى الحادية عشرة والنصف . مدير الشرطة وفى مؤتمر صحافى عقده يوم الرابع والعشرين من الشهر الماضى وكان خاصا (بالتسويات المرورية) حاصره الصحافييون بقضية الساعة اغتيال محمد طه , كشف عن القاء الشرطة القبض على 16 شخص تعرف (الكلب البوليسى) على اثنين من المشتتبه بهم , ومع ان الرجل عاد وقال ان بينة الكلب البوليسى تعتبر غير مقبولة فى المحاكم , الا انها احدى الوسائل المساعدة على كشف الجريمة ! , وقد كانت تصريحات الرجل تلك مثار استغراب كثيرين يراقبون اداء الشرطة واساليبها فى منع الجريمة وكشفها , وكانوا ينتظرون من المدير ان يتحدث عن استخدامهم لتقنية البصمة الوراثية فى كشف غموض الجريمة التى ارهقت الاجهزة الامنية فى فض طلاسمها , وتعد هذه التقنية ثورة هائلة فى عالم الادلة الجنائية منذ اكتشافها فى العام 1984 , حيث اسفرت فى العقدين الاخرين طبقا لدراسة عنها نشرتها الباحثة ريما سلوم فى مجلة الجيش اللبنانى , فى حل الاف المعضلات المتعلقة بجرائم بالغة الغموض , وقادت الى ادانة وتبرئة الاف المتهمين بجرائم مختلفة , يبدأ تكوين البصمة الوراثية عبر جمع عينات من الحامض النووى من خلال الاثار التى يتركها الجانى على مسرح الجريمة . ويمكن سحب هذه العينات من الشعر واللعاب والدم وخلايا البشرة وااسائل المنوى العظام والاسنان والعرق والانسجة ... الخ . وتوفر تقنية البصمة الوراثية خيارات عدة امام الباحث الجنائى , فقد تم الوصول الى الجناة فى قضايا كثيرة عبر العالم من خلال تحليل اللعاب الموجود فى اعقاب السجائر او على طوابع البريد , اومن خلال سبائب شعر سقطت على مسرح الجريمة او جسد المجنى عليه . وبحسب علمى فان هذه التقنية تدرس ضمن مناهج جامعة الرباط التى تتبع لوزارة الداخلية , وبالتالى يمكن المقارنة بين عينات جمعت من مسرح الجريمة مع الحامض النووى للمشتبه بهم والمحتجزين لدى الشرطة الان . بل ان تقنية البصمة الوراثية تفيد حتى فى حالة عدم وجود مشتبه بهم فى حالة مقارنة العينات بقاعدة بيانات للدول التى تملك سجل بيانات لمواطنيها تاخذ فيه بصماتهم الوراثية , والتى تختلف بصمة كل فرد عن الافراد الاخرين فى انحاء العالم الاخرى . وكان وزير الداخلية قد اجاب على اسئلة الصحافيين الملحة فى التاسع من الشهر الجارى عندما حاصروه فى (مناسبة افتتاح عدد من مكاتب السجل المدنى) التابعة لوزارته انهم امسكوا بالخيوط الرئيسية فى حادثة محمد طه وانهم تمكنوا من كشف الغموض المحيط بها , وان الامساك بالجناة صار مسالة محسومة , ولم يخض الوزير فى تفاصيل بحجة ان سلطات التحرى تريد ان تقدم قضية مرافعة كاملة , واصر الوزير فى تصريحاته على فرضية ان اياد اجنبية يمكن ان تكون متورطة فى الجريمة . تصريحات المسؤولين العرضية حول ملابسات التحقيق فى الجريمة , وتطاول امد التحقيق دون تمليك الراى العام معلومات (حقيقية يمكن الامساك بها) فتحت الباب اما العقل الجمعى للتاويل وتوسيع دائرة الاشتباه , وقد تاذى كثيرين نتيجة ذلك سواء داخل الوسط الصحافى او فى المجتمع العريض , فعملية استدراج الراحل من بيته تنم عن ان مستدرجه او مستدرجيه كان شخصا مقربا منه وموضع ثقته , الى جانب طقوس القتل وفتاوى التكفير بحق الراحل من قبل مجموعات دينية متشددة , اضافة الى خلافات محمد طه الفكرية وخصومته السياسية , مع تيارات وافراد , ومعاركه الصحفية ضد بعض المسؤولين , وما نما للعلم بانه هدد بكشف ملفات فساد تطال رموزا فى المجتمع , كلها وقائع وسعت دائرة الاشتباه فى الوعى الجمعى , ومن شان ذلك ان يربك عمل الجهات المختصة ويشتت تركيزها . ويرى كثيرون ان تعدد مستويات التحقيق (شرطة , امن , استخبارات عسكرية) يشتت الجهود , وربما يقود التنافس (المحتمل بين تلك الجهات الى ضياع الحقيقة وافلات الجناة من العقاب . ان استمرار الغموض فى قضية اغتيال محمد طه من شانه ان يرسل اشارات الى ممتهنى الصحافة والكتابة وكل المشتغلين فى مجال حرية التعبير, بأن حرية اقلامهم وضمائرهم دونها رقابهم . وان غياب الحقيقة وافلات الجناة بفعلتهم الشنعاء ضربة قاضية لسلام وامن المجتمع ولثقته فى التدابير المستخدمة من قبل السلطات فى توفير الامن والحماية للمواطنين فى دورهم واماكن عملهم . ويخشى الناس وفى ظروف الاحتقان التى تمر بها البلاد الان , ان يطرأ من الاحداث والنوازل (الطبيعية والمصطنعة) ما يجعل قضية محمد طه فى طى النسيان , كما فعلت جريمة اغتياله بقضية زيادة اسعار المحروقات والسكر !!. ===================== كتب عثمان العمدة يقول (وجاء العيد وافتقدك كثيرا ياصديقى مازلت اذكره بملامحه التى لاتغيب عن ذاكرتى صباح مساء حضرت اليه فى العام الماضى لكى يذهب معى للقرير لحضور عيد الاضحى كان الوقت باكرا والساعة تشير الى الثالثة والربع صباحا عندما طرقت باب منزله صاح اتفضل اتفضل ياعمدة نشرب الشاى ونتحرك سويا ودخلت بيته وشربنا الشاى وتوجهنا سويا صوب الشمال وكان يردد الشمال طولنا منو الشمال بلد الاحبة وكان همه الاكبر ان يقوم سد مروى ليحول السودان لسلة غذاء للعالم كان يقول لى عارف ياعمدة البلد دى بعد قيام السد بتبقى جنة لكن ياعثمان نحن باقيلك بنحضر السد وارد عليه قائلا (شوف يا استاذ سنة بالكتير والموية تدفق فى الخلاء ونبقى بلد خضراء) فى طريقنا نتوقف فى مدينة امرى الجديدة ويعلق قائلا المفروض ناس السد كان يبنو المدينة دى فوق الاسفلت والمشروع فوق ليها ويصمت من على البعد يبدو لنا نخل القرير والمساجد حينها يرد قائلا( ياسلام ريحة البلد بدأت تظهر عندما ندخل القرير وأصل بيتى أصر عليه ان نفطر سويا ويقولى خلاص شرط الفطور يكون قراصة بى ملاح ويكة وقبل ان الفطور يزور خالته ( آمنة بت محمد نور التى تسكن بالقرب منا ويأتى ونفطر سويا وبعدها نذهب سويا وقبل أن يدخل بيت أهله لتقديم واجب العزاء فى الراحلين ويستحضر بيتا من الشعر يقول الليلة القرير محزون .......وين عمدتنا وين حسون وين احمد بشير مدفون ليه رحلتوا يارائعين وخليتوا الصغار تائهين ماكان يظن ان هذه الابيات تساوى حجم الفقد الذى تركه برحيله وكان الفقد فيه كبير وكان اليوم دا ما خاتنو فى الحسبان وجاء العيد وفقدنا شهيد يساوى امة بحالها لكن اقدار الله وانا لله وانا اليه راجعون فى هذا العيد سوف يفتقدك الايتام والارامل الذين كانو ينتظرون عودتك بفارغ الصبر وسوف تفتقد نسوة الحى واخرى تقول لجارتها محمد طه جاء وعندى ولد امتحن الشهادة انا عائزة اكلم ود بخيتى يسوقو معاه يشتغل فى الوفاق باقيلك بسوقو معاه ويستغل زى ناس فضل الله لكنها ماكانت تعلم ان الشهادة التى نالها ابنها خطفت محمد طه شهيدا بجدارة ويالها من شهادة طيور السافل المحزونة جات بى ليلا تاركة جناها للريح والمطر والزيف وروح ترهاقا روح ابواتنا والعباس وروح يات من ملك روحانى روحو شفيف ريحة الماضى كلها جات ملوك شايق وقف شاويش منكس فى ترابو حرابو واقف تابعو شايل بى قفاهو السيف وناس مجهولة مامعروفة جات من وين وتبكى مهيرة ست الوجعة على النعش المسافر من كتيف لى كتيف مادفنوك فى بطن التراب قبرك فى قلب كل زول وقبرك فى قلب كل جيل بعد الفجعة يا الله نظل شاكرين نظل واقفين على بابك وبس لكين معاى طلبين يكون التوم ومعاهو رحاب معاهو التوم كذا وشاهدين يقودوا وفاق الى بر الصدق والزين الى ماشئيت يا الله الى يوم الفصل والدين..
|
|
|
|
|
|
|