كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عدلان أحمد عبدالعزيز( عدلان أحمد عبدالعزيز)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2006, 02:10 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية!

    مشروع بحث ودعــوة للحوار..

    كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية:

    الهدف المعلن والنهائي للحركة الشيوعية، أحزابها ومنظماتها، هو: تلبية حاجات الفرد المادية والروحية.

    الفكرة قديمة قُدم جمهورية "افلاطون" وأقترب بها الإشتراكي الطوباوي "روبرت أوين" من الواقع الدنيوي بشروعه في تسخير ثراؤه الواسع ليبني نموذجاً حقيقاً في "نيو لانارك ميلز-اسكتلندا" لمجتمع اشتراكي صغير اسماه مجتمعات المصانع التعاونية، وحاول أن ينقل النموذج الي مجتمعات زراعية وكان نصيب المشروع كله الفشل.. وبقيت أفكار أوين الإصلاحية ملهمة، وتحديداً ألهمت المفكر الألماني كارل ماركس.. كما أن "أوين" قدم اسهامات جليلة للحركة النقابية، وكان قد ترأس أكبر تنظيم نقابي في بريطانيا.

    توصل كارل ماركس الى أن شرور البشرية منبعها الرئيسي التقسيم الطبقي واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.. ودائماً ما تكون الطبقة المــستغِلة (بكسر الغين) هي الأقلية في المجتمع ولكنها تبسط سيطرتها على باقي طبقات المجتمع من خلال أدوات متعددة تشمل ملكية وسائل الإنتاج والتحكم فيها، السيطرة على جهاز الدولة واستخدامه في القمع المباشر أو الناعم، وبناء المنظومات الفكرية و الآيديولوجيات - بما فيها الدين - التي تبرر لهيمنتها وتكرس لسطوتها على كل جوانب الحياة. وللتخلص من شرور البشرية يطرح ماركس مشروعه الضخم الساعي إلي الغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وذلك عبر الغاء الفوارق الطبقية بين البشر واقامة المجتمع الشيوعي، حيث تنتهي الفوارق الطبقية، ويعطي كل فرد حسب طاقته وقدرته لينال حسب حوجته، ولتضمحل أداة السيطرة الطبقية المسماة "الدولة"، ولينتهي التمييز ضد المرأة، والتمييز ضد الأعراق، الخ

    نواصل..

    (عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 01-16-2006, 02:24 PM)

                  

01-16-2006, 04:06 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .
    اِلهام "روبرت أوين" لكارل ماركس، لم يمنع الأخير من انتقاد مشروع "أوين" الخيالي والمبني على النوايا الحسنة وحدها.. فتقدم ماركس بمشروع أكثر واقعية للإشتراكية استخدم فيه أحدث منجزات عصره من مناهج البحث العلمي وقسا على نفسه كثيراً متمسكاً بصرامة البحث العلمي وجديته فدرس آلآف الأوراق بما فيها دفاتر اليومية العادية في المجالات العمالية، سبراً لأغوار وأحوال الطبقة العاملة البريطانية، ومنقباً في جذور الإستغلال الطبقي، وفي ذلك أضاف اسهاماته الفردية هو وصديقه رفيق دربه فردريك انجلز، صاحب السفر العملاق في علم الإجتماع " أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة".. في مناهج البحث والتوصل للنتائج استخدم كارل ماركس المنهج الجدلي للفيلسوف الألماني "هيغل" مع تعديلات وإضافات ماركس لها.. حيث أنتقد "ماركس" جدل "هيغل" واعتبر منطلقه خاطيء كلياً حيث يتم ارجاع كل الظواهر عند "هيغل"، في النهاية، أو من المبتدأ، إلى الــوعي، ولذلك سمى جدل "هيغل" بالجدل المثالي. على عكس "هيغل" فقد أرجع ماركس أصل الظواهر إلى المادة.. ليضحى بعدها المنهج مادياً جدلياً، وقد استفاد ماركس من أطروحات الفلسفة المادية للفيلسوف الألماني فيورباخ، والذي يرجع اليه الأصل المادي لفلسفة ماركس. جذور الفلسفة الماركسية وأركانها الثلاث الرئيسية نجدها في إشتراكية "روبرت أوين"، وجدل "هيغل"، ومادية "فيورباخ".. وكما قال كارل ماركس عن نفسه –فيما معناه- أنه يرى أبعد لأنه يقف على أكتاف مفكرين عظام، وأن كل مفكر يضع "مُدماكاً" في تشييد البناء الفكري للإنسانية.

    لإنجاز المهمة التاريخية في الإنتقال بالبشرية إلى مجتمع العدل الأرضي، رشح كارل ماركس، الطبقة العاملة الصناعية كقائد لتلك المهمة التاريخية بحكم موقعها في العملية الإنتاجية والإستغلال الرأسمالي الواقع عليها، بجانب درجة وعيها التنظيمي العالي بحكم تجمعها بأعداد كبيرة في المنشآت الصناعية، كانت تلك هي الأسباب الرئيسية التي أهلت الطبقة العاملة -عند ماركس- لقيادة الثورة والتغيير نحو المجتمع الشيوعي.

    بحسب "ماركس" فإن سبيل الطبقة العاملة –عبر ممثلها التاريخي، الحزب الشيوعي!" للوصول للسلطة السياسية هو الثورة، الثورة التي تحطم علاقات الإنتاج الرأسمالية البالية القائمة علي الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، واحلال علاقات انتاج اشتراكية قائمة على الملكية العامة لوسائل الإنتاج -عبر جهاز الدولة-، وتلك هي المرحلة السابقة للمجتمع الشيوعي، المسماة المرحلة الإشتراكية.. ذلك التصور "الماركسي" هو بالضبط المسؤول الأول عن انتاج النظام أو النموذج الذي أسماه المفكر الماركسي -البريطاني من أصل فلسطيني-، توني كليف "رأسمالية الدولة الإحتكارية في روسيا"، وقد كان "كليف" ثاقب البصر في تحليله للنموذج الإشتراكي الأول، وقد حاز كتابه "رأسمالية الدولة في روسيا" المنشور في 1955 علي سخط وغضب الشيوعيين، وتم تصنيفه ضمن الدعاية البرجوازية المضادة!.

    وسيلة الطبقة العامة للإستمرار في السيطرة يكون عبر فرض دكتاتورية البروليتاريا كبديل لديكتاتورية البرجوازية المسماة بالديمقراطية الليبرالية، وأداتها البرلمان. عندما تضمحل الطبقة العاملة الصناعية -كما وصفها "ماركس" بتجمعاتها الكبيرة في المنشآت الصناعية- يخرج علينا الماركسيون الجديد بتأويلات حديثة ومصطلحات جديدة تتحدث عن توحد وذوبان طبقة العمال من ذوي الياقات البيضاء في طبقة العمال من ذوي الياقات الزرقاء، أو العكس! لا يهم.. فالمهم هو أن الطبقة العاملة تغيرت نوعياً ونمت نمواً كمياً، تبعاً لأوصافها الجديدة كل الجدة -بحسب الماركسيون الجدد- والبعيدة كل البعد عن الطبقة العاملة عند كارل ماركس.. بل أن كارل ماركس كان يعتبر ذوي الياقات البيضاء من الخونة، وهم كلاب الرأسمالي البرجوازي القابع في قصره، بينما هم -ذوي الياقات البيضاء- يلعبون الدور المباشر في التأكد من استمرارية الإستغلال وشدة وتائره! أما البرلمان عند كارل ماركس، فصحيح أنه نتاج تقدمي وأحد أهم منجزات الثورة البرجوازية، ولكنه تحول إلى أداة لإحكام السيطرة السياسية للبرجوازية وتكريس هيمنتها، ومن ثم كانت الدعوة لتحطيمه وإحلال دكتاتورية البروليتاريا مكانه، حيث الطبقة العاملة تنتخب ممثليها مباشرة ودون عوائق تمويل، أو كوابح أرزاء الفقر التي تمنعها من نيل تعليم عال أو وقت للإضطلاع والمثاقفة.

    نواصل..
                  

06-11-2006, 03:21 PM

محمد احمد ابراهيم
<aمحمد احمد ابراهيم
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاخ/ عدلان
    تحيه طيبه
    كلما اقتربنا من فهمنا للحاضر
    ورسمناهو بفلسفات العصر و من ضمنها الماركسية
    يصبح الواقع اروع و اجمل مما كان
                  

01-16-2006, 07:40 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .
    أول مظاهر اقتراب الشيوعية من الواقع، وابتعادها عن الماركســية، سطرتها العشرة أيام التي هزت العالم في أكتوبر 1917! إذ أنه و وفقاً لكارل ماركس فإن الرأسمالية هي أرقى وأعلى حلقات التطور في سُلم التشكيلات الإجتماعية الإقتصادية (المشاعة البدائية الأولى، المجتمع العبودي، الإقطاع، ثم الرأسمالية)، والقراءة المادية للتاريخ تكشف لنا أن الإنتقال للتشكيلة الأعلى دائماً ما تحدث في الجبهة المتقدمة للتشكيلة القائمة، في لحظات الطلق التاريخي المؤذن بميلاد الجديد.. لكن الواقع كذب تنبوءآت ماركس، فلم تندلع الثورة الإشتراكية لا في بريطانيا ولا ألمانيا.. بل في روسيا القيصرية التي كانت مازالت ترسف في بقايا الإقطاع، وفيها حركة برجوازية ضعيفة وصناعة متخلفة.. في تفسير الحدث تم تعديل في وجهة نظر ماركس، يقر بإمكانية قيام الثورة في أضعف حلقات الرأسمالية! أيضاً قيل أن وجود نظام اشتراكي "أُم" يوفر امكانية قيام ثورة اشتراكية في بلدان أكثر تخلفاً..

    هكذا يتم الإبتعاد عن ماركس، ثم يأتي منظرون لا يألون جهداً في الإدعاء أن الماركسية ليست عقيدة صماء، وأننا لانلوي عنق الواقع، واننا مازلنا ماركسيون، إلخ، إلخ.. ولم يجرؤ أحدهم لفرز كوم ماركس وتبيان مفارقته للواقع، أي مفارقة نظرية ماركس التي ما عادت تطابق الواقع، وأن كل محاولات "مركسة" الظواهر اللاحقة بإدعاء الإقتراب من الواقع.. ما هي في جوهرها إلا اعتراف بقصور جوانب في النظرية الماركسية.. ويبقي الإعتراض بدراسة الواقع (الإستخدام الخلاق للمنهج الماركسي)، يبقى إعترافاً صريحاً بأن النظرية الماركسية في هيئتها الكاملة لاتصلح بما هي عليه أصلاً.. ويغدو الإقتراب من الواقع بابدال بعض أصولها النظرية، مثل دكتاتورية البروليتاريا بالإعتراف العلني بصلاحية الديمقراطية الليبرالية كوسيلة للتداول السلمي للسلطة.. يغدو ذلك الإقتراب من الواقع.. بعداً عن الماركسية لاينكره إلا مكابر.

    لاحظ أننا عندما نتحدث عن الشيوعية فإننا نعني الحركة الشيوعية.. منظمات وأحزاب، وعندما نتحدث عن الماركسية فإننا نقصد النظرية الماركسية، أما الماركسية كمدرسة فكرية، فتلك تحوي اضافات شتى عصية على الحصر، وتتناول قضايا ربما لم يسمع بها كارل ماركس نفسه، مثل السيبرنطيقا، وعلم الجمال، الحداثة، الخ..

    نواصل..
                  

01-16-2006, 08:36 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيز عدلان..

    هذا خيط جميل، ووافر الظلال الفكرية.. ولك الشكر عليه..

    فيلسوفان، عبر تاريخ الحركة الفلسفية الأوروبية، هما الأعظم في نظري.. أفلاطون وهيغل..

    إن دياليكتيك (أو جدل) هيغل هو أفضل تبويب فلسفي لدراسة حركة التاريخ، في نظري، وأنا أرى فيه رونقا صوفيا فواحا، ولو لم يكن هيغل فيلسوفا لكان قديسا كاثوليكيا، كثيريسا نيومان، المرأة المعجزة.. ولكن هيغل كان فيلسوفا، وعليه فقد أصبح أكثر الفلاسفة "روحنة" وشفافية، في تاريخ أوروبا الحديث..

    وماركس، بلا شك، قامة فلسفية أوروبية سامقة، ولكنه ما كان ليكون كذلك لولا استيعابه لديالكتيك هيغل، وتوظيفه الذكي له في دراسة حركة التاريخ.. ورغم هذا، فإن هيغل، على التحقيق، فقه الديالكتيك أكثر من ماركس، ولهذا ربط انعكاس الأفكار في العقل البشري بما وراء المادة، أما ماركس، فقد قبع خلف المادة، ولأمر ما، لم يستطع النظر لأعلى..

    وقيمة ماركس تكمن أكثر في التطبيقات العملية لمنهج الديالكتيك، في الاقتصاد خصوصا، وفي السياسة العالمية عموما.. وماركس أيضا كان حالما، يستلهم حلما أشبه بأحلام الشعراء والفنانين، ومن ثم يحاول، باستماتة، حشر عالم الأحلام في مسودات الدفاتر، وحصرها في عالم المادة، في ماديته الدياليكتيكية..

    من الإشارات اللطيفة التي وردت هنا هي نبوءة ماركس بقيام الثورة الاشتراكية من إنجلترا أو فرنسا، وكان يراهن أكثر على إنجلترا.. والغريب في هذه النظرة أن ماركس كان حاضرا للتطورات النقابية والإنجازات الوئيدة نحو الإشتراكية التي قامت بها نقابات العمال في بريطانيا، استلهاما لخط روبرت أوين.. ورغم أن ماركس كان سعيدا بهذه الإنجازات، إلا أنه كان شديد السخط على الطبيعة التطورية لعمال بريطانيا، وكان يريد لهم أن يكونوا ثوريين أكثر من تطوريين، ولكنه لم يفلح، على أية حال، في اجتذابهم إلى وجهة نظره، بصورة عامة..

    قام ماركس بعمل تعديلات في نظرياته وقراءاته المستقبلية أكثر من مرة، لدرجات كان فيها الكثير من التناقض في بعض الأحيان، ولكنه كان كل مرة يقدم طرحا أكثر ذكاءا وأكثر دقة، مما يدل على أنه كان بالفعل متفاعلا بشكل إيجابي، لحد بعيد، مع حركة الواقع الأوروبي من حوله.. ولكن، على أية حال، فإن نتاج ماركس الفلسفي اليوم، هو أصلح لتناول التاريخ، ولكن ليس له في دراسة الواقع والمستقبل كبير حظ، وحتى تناوله التاريخي، كان فيه سطحية في فهم مفهوم الدين، وهو مفهوم صاحب الحركة البشرية، حذو النعل بالنعل، طوال التاريخ، وما زال، وارتبط معها بقوة وتعقيد عظيمين، لم يعطه ماركس حقه من الانتباه..

    باب دخول ماركس في نقد مفهوم الدين هو ما أسماه بظاهرة تغريب الإنسان (Alienation of Man)، والتي قاوم فيها، باختصار، المفهوم القائم على جعل الإنسان خاضعا لقوة أجنبية عنه، يخضع لها تمام الخصوع، ولا يملك معها سوى محاولة التماشي والتماهي.. انتقد ماركس هذه النظرية في الدين (وأيضا كأداة سلطان طبقي)، واعتبر فيها تقويضا لقيمة الإنسان.. ولكنه غفل عنها في جوهر ماديته الديالكتيكية! وكيف تقوم للمادية الديالكتيكية قائمة إذا لم نسلم بأن الأفكار ليست سوى انعكاسات مبعوثة من المادة الخارجية؟ أو ليست هذه أيضا قوة أجنبية على الإنسان، لا يملك معها سوى محاولة التماهي؟

    وتبقى الماركسية، رغم ذلك، أكبر نظام فكري متكامل قدمته أوروبا في تاريخها الحديث.. وأعتقد أن الحصيلة العملية للفلسفة الأوروبية لم تتجسد، من قبل وإلى الآن، كما تجسدت في ماركس ورفيقه إنجلز..

    وإلى عودة، أو متابعة..


    قصي همرور
                  

01-16-2006, 08:44 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عدلان عبدالعزيز، دقيقة لوسمحت:

    احنا مالنا او مال الشيوعية، الاشتراكية، الماركسية، روبرت اوين، اسكتلندا، والي اخر هذه الاسماء الافرنجية؟

    كيف روبرت بتاعك ده فكر في حل اشتراكي لي مشكلتو، احنا طوالي في النصف الجنوبي من الكرة الارضية، نبطل الشغلة اونقعد ذي قرد الجنينة نحاكي في ناس روبرت، ماركس، اوغيرم؟

    ياخي ديل ناس اجتهدو عشان مايشوفو حل لي مشاكلم انطلاقا من معطيات التراكم التاريخي لي ثقافتم. من وين ليك هذا الافتراض المسبق، المجاني، انو مشاكل الناس ديل مشاكلنا، اوحلولم حلول لي مشاكلنا؟

    ليه بتفترض كدر الحمار امتداد لي ويلز مثلا؟

    بعد كل الحصل والحاصل كنتيجة لي طريقة تفكيرك دي او مرجعيتك الاوربية دي، انت مواصل في النظر لي واقعنا بعيون زرقاء انجلوساكسونية؟

    حدو وين ذي وداركم ده؟
                  

01-16-2006, 09:18 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    عزيزي عدلان
    كل عام وانت بخير
    كلامك مرتبط بالعولمة كما افهم ذلك في خطاب مفكرين مثل ماركس,
    ومحمود محمد طه
    وكل منهما تعامل مع العولمة بشروطها في زمانه
    فحتى النزعة الاقليمية لا يمكن ان تتم بدون النظر الى حال العولمة,
    او الكوكبة في ترجمة أخرى
    المشاء
                  

01-16-2006, 09:34 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    عزيزي بشاشة.. تحياتي وأشواقي..

    الدكتور والتر رودني، مؤلف الكتاب المشهور (How Europe Underdeveloped Africa)، وهو من الكتب الأم للحركات الثورية الأفريقية المعاصرة.. لقد كان والتر رودني ماركسيا- تروتسكيا..

    ووالتر رودني هو تلميذ الماركسي-تروتسكي الكاريبي الأسود الشهير أيضا سي-إل-آر جيمس.. وهذان الاثنان قد أثرا تأثيرا بالغا على حركات المركزية الأفريقية في أفريقيا ودول الكاريبي.. ولوالتر رودني كتاب (Grounding with my Brothers)، والذي حكي فيه قصة علاقته القوية مع مجموعة الراستافاريين في جامايكا، قبل أن تمنعه الحكومة الجامايكية من دخول جامايكا، وهو القرار الذي بسببه قامت ثورة عنيفة في عاصمة جامايكا، كنجستون، في عام 1968.. وقد أصبح كتاب رودني هذا، فيما بعد، من الكتب الأم، شبيهة القداسة، للحركة السوداء في دول الكاريبي..

    ووالتر رودني قد عاش في تنزانيا فترة غير قصيرة من الزمان، التقى فيها بزعماء كبار من الثوار الأفارقة، وعلى رأسهم شهيدنا الدكتور جون قرنق، الذي كان صديقا شخصيا لرودني.. والمتابع لفكر الحركة الشعبية لتحرير السودان، منذ بداياته، يستطيع أن يلحظ فيه تأثير والتر رودني، كمدرسة ثورية أفريقية، على أجندة الحركة وسبل مقاومتها..

    إذا فالماركسية يا عزيزي قد وصلت مسبقا إلى عمق قارتنا الأفريقية، وجنوب سوداننا وشماله، عن طريق تلاقح الأفكار العالمية مع حركة التاريخ، شئنا أم أبينا.. وأنا لم أسق هنا إلا أمثلة بسيطة عن وجود الفكر الماركسي وتغلغله الفعلي في أفريقيا في حركة القرن الماضي.. الماركسية، إذا، قد فرضت وجودها مسبقا على مجتمعاتنا، ولا مناص من التعامل معها، كما لا مناص اليوم من التعامل مع المفهوم الأمريكي المعاصر للعالم، لعلة واضحة، هي فرضه لنفسه على واقعنا المعاصر..

    والاشتراكية يا عزيزي ليست بضاعة مستوردة من الغرب، وهي متوغلة في ثقافاتنا الأفريقية المتنوعة منذ قديم الزمان، فكيف لا نأبه بها؟ والاشتراكية هنا لا تعني الماركسية، لأنها أوسع بكثير من حصرها مع الماركسية، إذ ما الماركسية إلا مدرسة واحدة من مدارس الاشتراكية..

    أرجو يا عزيزي أن تتمهل، فهذا خيط من الخيوط الجادة والمثمرة في هذا المنبر، ولن يعود علينا القدح فيه بهذا الشكل بنفع..

    هل قرأت المادة المكتوبة في هذا الخيط عن نقد الماركسية؟

    مع خالص تحياتي..
                  

01-16-2006, 09:15 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Quote: إن دياليكتيك (أو جدل) هيغل هو أفضل تبويب فلسفي لدراسة حركة التاريخ، في نظري،

    قصي مشتاقين بركة بالشوافة.
    فيمايلي اعادة لمانشرناهو في بوست الاصل السوداني للتصوف-منبع الفكر الجمهوري، في 18يناير 2004 احتفاء بي ذكري الاستاذ محمود الانت شاركت فيهو، عن تاريخ نظرية الجدل المنسوبة خطا لي ماركس او الفلسفة الغربية:

    Primitive matter also contained the law of transformation, the principle of evolution of matter through time, equally considered as a divinity;Khepra.

    It is the law of becoming that, acting on matter through time, will actualize the archetypes, the essences, the beings who are therefore already created in potentiality, beofre being created in actuality, etc. Thus Plato's "the Same and the Other", the theory of reminiscense, etc; and Aristotle's matter and privation, potentiality and actualiy, etc.

    Thus carried by it's own evolutionary movement, eternal matter, uncreated, by dint of going through the stages of orgnization, ends up by becoming self-awre. The first consciousness thus emerges from the primordial Nun; it is God, Ra, the demiurge (Plato) who is going to

    راجع الاصل السوداني للتصوف - منبع الفكر الجمهوري.

    فلاهيغل ولاماركس ولا غيرو ماابتدعو الجدل، بقدرما شوهو المفهوم، كعادة العقل المادي الغربي، عندما يشتغل في بناء اصلا روحاني!
                  

01-16-2006, 09:40 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    عزيزي بشاشة.. مرة أخرى لك التحايا..

    أرجو أن تلاحظ أني تحدثت عن ديالكتيك هيغل كـ"تبويب فلسفي"، وليس في هذا أي َأشارة إلى أن هيغل هو مبتدع الديالكتيك.. هيغل نفسه لم يدع ابتداع الديالكتيك..

    هيغل أول فيلسوف أوروبي (ولا حظ "اوروبي") قام بتبويب المنهج الدياليكتيكي ووضعه في خطوط عريضة.. أنا أتحدث عن الفلسفة بصورة عامة، وعن الفلسفة الأوروبية بصورة خاصة، ولم أخرج عن هذا النطاق كثيرا.. ولاحظ أيضا وصفي لديالكتيك هيغل بـ"الرونق الصوفي الفواح".. من أين تظنني توصلت لهذه النتيجة؟

    مع خالص محبتي..
                  

01-16-2006, 09:40 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    up
                  

01-16-2006, 10:33 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    قصي تحياتي،
    لامانع من تناول الماركسية من موقع مركزية، ومرجعية مستقلة واعية بذاتيتها.

    اما تناول الماركسية، انطلاقا من مركزية اوربية لمعالجة واقع ثقافي مغاير تماما، كواقعنا، فهو حرث في البحر كما اثبتت تجربة الحزب الشيوعي في بلدنا!

    ده نموذج لي وصول الماركسية لي عمق قارتنا!

    مما يؤكد كيف مجرد وصول الماركسية الي قارتنا، لايغير في استنتاجنا شئ خالص.

    بعضا من رموز المركزية الافريقية وظفو بعض المفاهيم الماركسية، وقد فعلوا ذلك من موقع مستقل ومرجعية مستقلة كمانوهنا.

    في الختام الماركسية منبعا ومصبا، تظل اكبر تجسيد للتعارض الماثل مابين قطبي ثقافة هذا العالم، الشمالي الاري او القوغازي، المادية، والجنوبي الافريقي، او الزنجي، الروحانية اوالمثالية!

    لامعني للاستناد الي اداة تحليل مادية، في فهم وتشريح ثقافة اصلا مثالية او روحانية!

    عشان كده روح هيغل المثالية، اللي جذورا مروية كوشية، كما اوضحنا في بوست الاصل السوداني،{اذا لا بد} هي الاقرب لي ثقافتنا الموحدة، مش مادية ماركس الملحدة!
                  

01-16-2006, 11:40 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ العزيز الأستاذ/ عدلان .. كل سنة وانت طيب .. ومزيداً من النوافذ لفتح آفاق لحوار مثمر .. وسوف أعود .
                  

01-17-2006, 11:51 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيز قصي، تحياتي..

    سعدت جداً بزيارتك والإضافات القيـمة التي تعكس غزارة علمك وثراء روحك وكرم قلمك.. فضلاً أبقى معنا هنا، خليك مجـاور.. أثرت ملاحظات غاية في الأهمية حفزتني وفتحت شهيتي للحـوار حولها.

    محبتي، وكن بخير


    بشاشـا، تحياتي..

    اِن جيت للحـوار حول الموضوع المطروح.. مرحبتيـن حبابك الِف.. واِن جيت للوعظـ، ده.. سووه ، وما تسوو داك.. فوعظك قد أرسلته.. وقد كان غـليظــاً.. أتركنا، اِن درنا سنعمل به.. نحن أحرار في وقتنا، وكذلك أنت.


    العزيز أسـامة الخواض، تحياتي و وينك يا راجل مشتاقين..

    ذكرني كلامك عن أن ماركس، ومحمود محمد طه "وكل منهما تعامل مع العولمة بشروطها في زمانه" بكلام سيدي الإمام المهدي عليه السلام عندما حاججوه بقول السابقين؛ هــم رجال ونحــن رجال. لم يخطر ببالي ربط خطاب ماركس بأطروحات العـولمة، ويكــون من المفيد أن تضيف لنا ذلك البعد في حـوارنا هذا..

    الأعزاء عبد الحميد البرنس، و محمد عبد الجليل، تحياتي..

    حضوركم هنا مطلوب جداً، خليكم مرابطين وما تبخلوا علينا بإسهاماتكم وملاحظاتكم، فلها قيمتها الخاصة عندي، وأعتقد أن كثيرين يشاركونني ذلك الرأي..

    لكم جميعاً، محبتي..
                  

01-17-2006, 02:21 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ عدلان
    كيف ستبتعد الشيوعية عن الماركسية كلما أقتربت الأولي - وأنت تشير بها للحركة
    كلها - من الواقع ? أنا لا أدعي أن لي إلماما إلا ببعض الخطوط العامة
    للماركسية , لكن هذه الخطوط التي عندي تخرج عنوان بوستك من جنة الماركسية
    وسقطها لأني أفهم - بناء علي قليل الخيوط التي عندي - الماركسية كدعوة مفتوحة
    ومطلقة لأحزابها وقواها الإجتماعية للإقتراب من الواقع لا لفهم سيرورته فحسب
    بل حتي لإغنائها وتجديدها . هذه العملية هي شرط لازم إذا ما أردنا تجديد الماركسية في ظل الظروف المحلية والعالمية المعاصرة . لا رميها وتشليت كل إسهامها متعدد الجوانب لمجرد إنها مرت بأزمة أو لمجرد أن أحزابا سالفة حنطتها
    فتحنطت كما يفعل آل تجديد تجديد في الحزب الشيوعي السوداني .
    الغالب أن وحي موضوعك هذا هو فهم سابق خاطئ للماركسية صور للناس شرقا
    وغربا بأنها - أي الماركسية - سليمة , كاملة لا يأتيها باطل لا من فوق ولا من
    تحت .!! مع إن سلامتها وكمالها , حسنها يجئ من تواضع حملتها وإقترابهم بها
    من واقعهم . هذا هو منهج ماركس والذي لا يفهمه هو الوحيد الذي يري أن
    إقتراب حزبنا كمثال دوما من الواقع سيعني إبتعاده عن الماركسية !!
    .......

    .......

    ......

    عجبي ..!!!

    ما الماركسية يا عدلان إذا لم تكن هي الإقتراب من الواقع ?!
    كيف سيبقي حزبا ما ماركسيا إذا لم يتفحص واقعه دوما علي ضوء مصباحها ?!
    وكيف يكون جديرا حتي بأسمه إذا لم يقترب بها من واقعه ?

    أبوعبيدة الماحي
                  

01-17-2006, 03:04 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ أبوعبيدة الماحي، تحياتي والبركة في العودة..

    لتقريب الصـورة، لندرس المثالين التاليين..
    في الستينيات من القرن الماضي كان الحزب الشيوعي السوداني يبشر ب دكتاتورية البروليتاريا.. في العقود اللاحقة، وللإقتراب أكثر من الواقع، تخلى الحزب الشيوعي السوداني - وأحزاب شيوعية أخرى- عن دكتاتورية البروليتاريا نهائياً..

    كثير من المنظمات الشيوعية اليوم، تدعـو للتعايش مع الأديان وعملياً يمارســونه..

    أعتقد أن المواقف أعلاه تجاه تقبل الديمقراطية الليبرالية والإعتراف بدور الدين في الحياة أقتراب من واقع البشر.. هل تعتقد أنت أنه إقتراب أيضاً من النظرية الماركسية؟! أم أن الماركسية في الأصل كانت تنادي بذلك ولكننا كنا أسيري "فهم سابق خاطئ للماركسية"، أو أننا اليوم نفهم ماركس أكثر من ماركس "هيم سِلف"!

    بالمناسبة.. كثير جداً من الماركسيين (مفكرين ماركسيين)، عزفوا عن الإنخراط في الحركة الشيوعية، بإعتبار أن الحركات الشيوعية لا تعبر عن الماركسية!

    لي عــودة..

    .
                  

01-17-2006, 05:58 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    قلت عزيزي عدلان
    Quote: كثير جداً من الماركسيين (مفكرين ماركسيين)، عزفوا عن الإنخراط في الحركة الشيوعية، بإعتبار أن الحركات الشيوعية لا تعبر عن الماركسية!
    ربما ان الأمر مرتبط ب"تأويل الخطاب الماركسي" ولذلك قال ماركس في حياته:
    Quote: لست ماركسيا

    سأعود لو الله هون للكلام عن علاقة ماركس ومحمود محمد طه بالعولمة




                  

01-17-2006, 06:28 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Quote: اِن جيت للحـوار حول الموضوع المطروح.. مرحبتيـن حبابك الِف.. واِن جيت للوعظـ،


    عدلان تحياتي،
    معليش احنا البنحدد جايين ليه او كيف، ماانت ولا اي مخلوق اخر، او No hard feelings ياعزيزي!
                  

01-17-2006, 07:07 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    قبل ان نتحدث عن علاقة الخطاب الماركسي في صيغته التقليدية بالعولمة,
    نحب ان نقول ان :
    البيان الشيوعي
    هو واحد من أكثر الكتب رواجا في القرن العشرين,
    وهذه مكانة لا يدانيه فيها سوى:
    الانجيل
    وأدناه كلام عن "عولمة" البيان الشيوعي


    Quote: Although it at first had little or no impact on the widespread and varied revolutionary movements of the mid-19th century Europe, the Communist Manifesto was to become one of the most widely read and discussed documents of the 20th century

    http://www.wsu.edu:8080/~wldciv/world_civ_reader/world_...v_reader_2/marx.html

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 01-17-2006, 07:12 PM)

                  

01-17-2006, 08:42 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: osama elkhawad)

    ا عدلان
    كيف الحال , أتمني أن تكون بخير
    المثالين أعلاه وأي أمثلة أخري مشابهة لا يدللان علي إبتعاد الحزب من الماركسية
    بل هي في الحقيقة إقتراب مبدع من جوهر الماركسية , أقصد إنه استخدام خلاق لمنهجها الديالكتيكي , إستخدام هذا المنهج مع إحترام معطي إستخدامه حتي لو
    فارق بعض مقولات الماركسية وموضوعاتها { في الأصل } هو بالضبط الماركسية نصا
    مفتوح أمام التغيرات التي لا راد لها ... هكذا بالمطلق !
    الكلام كتبر حول دكتاتورية البروليتارية .. لكن نقدها والتخلي عنها صاحبه
    ما يشبه التكويش والتعمية حتي وقف نقادها حزاني أمام جثث ودماء الشعب الشيلي الشهيرة لتعلم الماركسيين كلهم أن الأغيار كما يسميهم هادي العلوي
    هم شلة لن تحترم خيار الجماهير إذا ما كان هذا الخيار هو الشيوعيين وحلفائهم
    ببرنامجهم الذي نعرف .
    الشعوب التي لمست نار شيلي عن قرب تعلمت وأمامك تجربة فنزويلا والتي يتهمها
    بعض التجديديين هنا وهناك بالدكتاتورية لمجرد دفاعهم الباسل عن خيار
    شعبهم , كأن الأمر ولتكون ديمقراطيا في نظر هؤلاء هو أن يذهب هؤلاء للموت
    ويسلموا بلادهم للصوص برة وجوة !
    ...
    ...
    الماركسية بالرغم من موقفها المادي من الدين إلا أنها قدرت وثمنت دوره
    في حياة الفرد والمجتمع وما مورس سابقا في التاريخ القريب بعد 1917 لا
    علاقة له بالماركسية لكن له علاقة بفهم صبياني لها
    لم يستخدمها كأداة لفهم واقعه ..
                  

01-17-2006, 09:35 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ بشاشا، ما في أي "هارد فيلينغز" من ناحيتي.. ولم أحدد، ولن أحدد لأي مخلوق جاي ليه، أو كيف.. يا أخي "فيــل فريي"!

    عزيزي أسامة الخواض، سلام..

    هل تعني ب "العولمة" .. واسعية الإنتشار؟!
    Quote: وأدناه كلام عن "عولمة" البيان الشيوعي
    Quote: Although it at first had little or no impact on the widespread and varied revolutionary movements of the mid-19th century Europe, the Communist Manifesto was to become one of the most widely read and discussed documents of the 20th century
    إذاً.. ماذا عن شهرذاد وألف ليلة وليلة؟!

    الأخ أبوعبيدة الماحي، سلامي و.. جاييك..

    لكم جميعاً، محبتي..

    .
                  

01-17-2006, 11:03 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عدلان و الشباب تحياتي ,

    الإقتباس أدناه يشكل مقاربة موضوعية تبشر بحوار مفيد في منطقة عدلان/بشاشا, نأمل أن لا يفلت من

    بين إيدينا كعادة الكثير من بوستات هذا المنبر البروة !

    Quote: كثير من المنظمات الشيوعية اليوم، تدعـو للتعايش مع الأديان وعملياً يمارســونه..

    أعتقد أن المواقف أعلاه تجاه تقبل الديمقراطية الليبرالية والإعتراف بدور الدين في الحياة أقتراب من واقع البشر..
                  

01-18-2006, 00:45 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Elmuez)

    الشيوعية...
    بما لها..
    وعليها..
    هي مذهب فكري يقوم على الإلحاد..
    ولو تنمقت تداعيات وتفسيرات مقولة الدين أفيون الشعوب..
    فإنكار وجود الله سبحانه وتعالى..
    ومعاها كل الغيبيات..
    وبشدة كمان..
    يحتم هذه الفرضية..
    بل يؤكدها..
    والفكرة قائمة على أساس أن الحياة..
    دي كلها عبارة عن مادة..
    وده أساس كل شيء..
    في هذا الكون..
    وأنتم لا تنظرون إلى الإبل كيف خلقت..
    فالشيوعية كقاعدة..
    تفسر التاريخ على أنو شيتاً بيسمي بصراع الطبقات أو بالعامل الإقتصادي..
    والشعار هنا هو..

    نؤمن بثلاثة..

    ماركس..
    لينين..
    وستالين..


    ونكفر بثلاثة..

    الله..
    والدين..
    والملكية الخاصة..


    وعلى هذا المنوال..
    هم في تضليلهم سائرون..
    بعدين تفتكرو إنو نكران البعث وإنو في يوم آخر للحساب..
    مع الإيمان بأزلية المادة..
    ومحاربة الأديان السماوية بلا هواده كلها..
    ومعاها مسألة الملكية الخاصة..
    والدق في شرور الحاسد إذا حسد..
    بتلقى ليها رواج..
    في مجتمع يعتقد نقيض ما تبغبغون..

    الحكاية من زمان..
    والناس..
    كانت بتقول..
    شعارات الشيوعية العسكرية..
    كانت تقول بالحديد والنار تنتصر الثورة..

    المعروف عن الشيوعية عالمياً..
    وسودانياً محلياً..
    حبها للعنف..
    وإبادة الخصوم بصورة وحشية..
    خصوصاً المخالفين ليها...

    فغابات سيبيريا بالإتحاد السوفيتي (سابقاً)..
    ومحلياً..
    أنموذج قصر الضيافة..
    وأحداث ود نوباوي..
    معاها أحداث الجزيرة أبا..
    وكرري وأم دبيكرات...
    في رحلة البحث والإنتقام لغلفة اليهودي سلاطين باشا..
    من مطهره الخليفة عبدالله التعايشي..
    هذا إن لم تكن عبرة تاريخية فقط..
    فآلة الموت قد حصدت مئات من حفظة الدين..
    وهي مثال حي...
    لكل مغيب ثقافياً..
    ما سخافات وثقافات الريف والحضر..
    ولكل من أراد أن يعتبر ..
    وأن لا يلدغ من الجحر مرتين..
    من وحي أجندة برتكولات بني صهيون..
    المعلنة.. وغير المعلنة..

    المراجع التي تؤكد يهودية أصحاب الفكرة..
    وعملهم وفق برتكول بني صهيون هي:
    المرجع الأول كتاب التضليل الماركسي صفحة 59..
    تحدث عن..
    كارل ماركس اليهودي ولد سنة 1818م في ألمانيا، وتوفي سنة 1883م واضع الأسس الفكرية والنظرية للشيوعية، كان أنانياً متقلب المزاج حاقداً.

    المرجع الثاني كتاب الموسوعة الميسرة.. ص 309
    لينين وهو فلاديمير أليتش، ولد سنة 1870، وتوفي سنة 1924م، يهودي الأصل، قائد الثورة البلشفية في روسيا، عام 1917م.

    المرجع الثالث الموسوعة الميسرة، ص 310..
    تحدث عن إستالين: وهو جوزيف فاديونفتش، ولد سنة 1879م، وتوفي سنة 1954، سكرتير الحزب الشيوعي..
    وفي جريدة الشرق القطرية بتاريخ 05/06/1991م..
    ورد مقال طويل عن.. يقول بالرغم من أنهم يعلنون محاربة الأديان وينكرون وجود إله، فإنهم يقولون بشأن اليهود وفلسطين "إننا لا نؤمن بالله حقاً، لكننا مقتنعون بأنه (أي الرب)، خصص أرض فلسطين لشعب إسرائيل".

    وللإستزادة أقرأ مدارج السالكين..

    توضيح لازم هنا...
    ما يجمع بين أهل الفكرة الشيوعية..
    والفكرة الجمهورية..

    ليس خيط توارد الخواطر فحسب..
    بل إنسجام خواطرهم وتحالفها في محاربة هذا الدين..
    مع إختلاف المواقع والسواتر..
    فهذا من الداخل وذاك من الخارج..
    ومثال لذلك الدليل الحي....
    لمعني ركون أستاذ الفكرة وإستعداء الدين من تحت مظلة المسلمين..
    كما حدث لمجموعة محمود محمد طه في عباية النميري الشيوعية..
    وتمردهم عليه بعد إعلان صاحب النهج الإسلامي لماذا وكيف..
    تطبيقه للشريعة الإسلامية..

    والأمور بخواتيمها تحسب..
    شوفتو كيفن..
    الخيط هنا وارد..
    وسنعيدها سيرتها الأولى..
    ونكرر بذات المنوال..

    إلين..
    يشهد شاهد..



    هبــــشة (منقولة)...
                  

01-18-2006, 01:59 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: A.Razek Althalib)

    تحياتي لكل المتداخلون..
    في هذا البوست الجميل وقد ذكر المشاء..
    Quote: سأعود لو الله هون للكلام عن علاقة ماركس ومحمود محمد طه بالعولمة


    خيط..

    العلاقة واضح..
    عداء وإستعداء لأهل القبلة..

    المرجع المنقول هنا..
    بعضاً من وحي...
    بروتكولات بني صهيون..

    المعلنة..
    وغير..
    المعلنة..
    بالعصى لمن عصى..
    والجزرة.. في معني التذرية..
    ومد..



    الكتاآآآآآآآآآآآحة...
                  

01-18-2006, 02:03 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: A.Razek Althalib)

    A.Razek Althalib

    شكـراً على رفع هذا البوست الـكافر.. يخـدِّر ضــراعك!

    .
                  

01-18-2006, 12:11 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    خلّف ماركس اِرثاً مجيداً في علم الإقتصاد السياسي، والتاريخ، والإجتماع .. اِرث ماركس ونظريته في الإقتصاد والتاريخ (النظرية الماركسية) أسسّت لمدرسة فكرية نُسبت له وسميت (الماركسية) ولكن إرث ماركس نفسه (النظرية الماركسية) هو اِرث "ساكن" شأن كل المواريث، أي أنه توقف عن الحركة بعد وفاة ماركس. في مقابل سكون "النظرية" فإن الواقع في حركة دائبة وديناميكية لا تكِّل.. الواقع دائماً متجدد، غني ومتشعب، ولكن يمكن مع ذلك الخروج بتعميمات نظرية -من حصيلة التراكم التاريخي والتجربة- تفسر الماضي، وترشح الحلول لمعضلات الحاضر.. التعميمات النظرية التي خرج بها ماركس والنتائج التي توصل إليها مستخدماً المنهج الجدلي في التحليل، من القوة والسطوع ما مكنها من ترك بصماتها في كل العلوم الإجتماعية تقريباً، بهذا المستوى أو ذاك.. وفي تقديري، ودون التقليل من صحة كثير من النتائج التي توصل إليها ماركس، إلا أن أعظم منجزات ماركس تمثلت في صقله للمنهج الجدلي واستخدامه، أي في السبب لا النتيجة، في الأداة لا في المنتج..

    امتدّ تأثير ماركس الطاغي علي المدرسة الفكرية التي نشأت بعده، وتعرف ب"الماركسية" وأصبحت المنجزات الفكرية لأعضاؤها، تُنسب إلي "الماركسية" لا إلي منتجيها! وبقيام الدولة السوفياتية، أصبحت الدولة هي الراعي الرسمي للماركسية.. وبتعدد الإنقسامات في الدولة، ولاحقاً الدول الإشتراكية، إنقسمت مدارس الماركسية ومراكزها، وظهرت منها نُسخ متعددة، الماركسية-اللينينية، الماركسية-اللينينية-الستالينية، الماركسية-التروتسكية، الماركسية-الماوية، الخ.. ولأن الماركسية قد طرحت نفسها كنظرية "شاملة" فقد أصبحت مثل كرش الفيل.. كل انتاج فكري داخل أحد مراكزها ينسب إليها، لا إلى منتجها.. عشان كده ممكن تتوقع من الماركسي أن يفتيك (من الفتوى) في كل شيء.. ومن غير المعروف من هو حامل أختام الماركسية! يطرح السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني مشروع يسميه "الدولة المدنية" ولا ينسى أن يختمه بختم الماركسية بإعتباره فهم ماركسي للواقع.. ويطرح الحزب الشيوعي العراقي مشروع الدولة العلمانية وهو أيضاً مختوم بختم الماركسية حسب الواقع المحلي.. فأصحبت للماركسية فروقات محلية مثل فروقات الوقت، وعلى كل ماركسي مراعاة الفوارق المحلية، وكلها في النهاية تصب في كرش الفيل..

    السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، لماذا لايتم فرز ما لماركس لماركس وما للحزب للحزب؟ الأحزاب والحركات الشيوعية لماذا تُصر على الطلاء الماركسي لمنتجات لا تمت لماركس بِصلة؟ مثل الديمقراطية الليبرالية.. أنه من العبث والإستخفاف القول بأن الإجتهاد الماركسي الخلاق ومعرفة الواقع هو من قاد الحزب الشيوعي السوداني مثلاً لقبول الديمقراطية الليبرالية!! حركة المجتمع أكبر بكثير من محاولة تفسيرها بالماركسية وحدها، والتفاسير نفسها.. ما الداعي لمحاولة "مركستها" كلما ثبت صحة إحداها.. حتي ذلك الذي ثبتت صحته وصلاحيته اليوم، قد لا يصلح بعد ربع قرن من الزمان..

    نواصل..

                  

01-18-2006, 02:18 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    مرة اخري ياعدلان،

    نزل لينا الماركسية دي علي واقع السودان، او اثبت لينا كيف الماركسية كانت اوفر حظا من المشروع الحضاري، للاسلام السياسي.

    احتار، بعد ماحرقنا من عمرنا نصف قرنا، لهثا خلف سراب الماركسية، بعضنا عندو نفس، يشيل او ينفخ في "سعن" الماركسية المقدود ده!

    ياخونا ماتو ملايين بي سبب فشل الماركسية هذه، كاداة تحليل، وانتو لسة شابكننا الماركسية!

    ده شغل ناس نصاح؟

    اما الجدل"التوحيدي"، فقد ارجعناه الي غمده الكوشي، ففضوها سيرة، اوبلاش تزوير للتاريخ ياحواريي المركزية الاوربية.

    نرجع اونقول، ثنائية مرجعيتي، الماركسية والاسلام السياسي، ابدا ماخرجو عن ثنائية مرجعية البناء الفوقي كلو، حسب مفردات الادب الماركسي- لي سودان الاحتلال الثنائي!

    فكما قدم الاسلام السياسي لي يمين الجلابة، علي ظهور جمال متاع جيوش محمد علي، كذلك ادخل الانجليز الماركسية في نافوخ اليسار الجلابي!

    الطريف كيف الماركسية والاسلام السياسي، منبوذين ملفوظين في بلدي الصادر، انجلترا ومصر!

    وهكذا ومن تاريخه، اصبح السودان قبلة لي نفايات الافكار الفاسدة، المعلبة، المنتهية الصلاحية، كالوهابية، البعثية، واللجان الثورية، لنختتم المسيرة بترشيحنا كافضل كوشة او دورة مياه لي فضلات اليونان البشرية!

    الماركسية والاسلام السياسي لايختلفان، كنفايات، عن "هرار" اليونان في شئ!

    كان الله في عونا!
                  

01-18-2006, 04:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    تحدث عبد الرازق عن مقولة:
    Quote: الدين أفيون الشعوب

    وليس في حوزتي الآن ترجمة عربية لما قال به ماركس عن ان الدين أفيون الشعوب

    كلام ماركس حول أن الدين أفيون الشعوب,
    هو من اعظم ما قيل حول استخدام الدين وتوظيفه
    وماركس من أسرة يهودية
    ويعرف ذلك معرفة عميقة
    المشاء
                  

01-18-2006, 05:14 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
                  

01-19-2006, 07:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    في انتباهته اللماحة لموضوعة العولمة تحدث الاستاذ محمود محمد طه عنها ,
    تحت مسمى:
    Quote: البيئة الكوكبية الجديدة

    وأدناه مقتطف من كتابه:
    مشكلة الشرق الأوسط
    يقول في ص 11:
    Quote: والناس,كل الناس,لا يريدون أن يكونوا رجالا,فهم قج طاب لهم التقلب في مهاد الطفولة,ولن يندرجوا منها الى مناشط الرجولة تحت حوافز أقل الحاحا من حوافز التحدي التي تواجههم بها هذه البيئة الكوكبية الجديدة

    ويستمر في الحديث عن البيئة الكوكبية الجديدة و أحيانا تختصر الى :
    Quote: البيئة الجديدة

    في صفحتي 11 و12 قائلا:
    Quote: ومفترق الطرق الذي قلن أن البشرية تقف عنده اليوم,انما هو مفترق من طريقين ان أردت الدقة.هما طريقا الطفولة والرجولة,فان أصرت البشرية الحاضرة على التشبث بطفولتها فان منطق البيئة الكوكبية الموحدة الحاضرة سيلفظها,وسيجيئ لفظها اياه في صورة انقراضها لتخلي مككانها لفصيلة جديدة تنهض بالتزامات البيئة الجديدة وان شبت البشرية الحاضرة عن طفولتها ودرجت في مدارج رجولتها,فانها تكون قد أصبحت فصيلة جديدة يهديها الله سبل السلام بسلامة قلوبها وصفاء عقولها-برجولتها


    نلاحظ في مقاربة "جندرية" ان خطاب الاستاذ هنا يتجاهل مفهوم الأنوثة ,و يرتكز أساسا على مفهوم الرجولة

    المشاء
                  

01-19-2006, 09:40 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Quote: نلاحظ في مقاربة "جندرية" ان خطاب الاستاذ هنا يتجاهل مفهوم الأنوثة ,و يرتكز أساسا على مفهوم الرجولة


    اسامة تحياتي،

    عايز تقول علي الاستاذ ذكوري لانو ماسوي شغل ا/ة؟

    حرام عليك ياخي!

    اهو ده نموزج حي يجسم فشل الماركسية كاداة تحليل لي واقعنا المغاير او مختلف جذريا، عن الواقع الانجب الماركسية اللي هو ذاتو الانجب الطرح الجندري الغريب والوافد هو الاخر!

    ذي ما اهدرتو نصف قرن بحثا عن سراب تكوين طبقي لاوجود له في بناءنا الاجتماعي، فانت حتطش مرة واحدة لوجاي تفهم خطاب الفكري الجمهوري في الحتة دي انطلاقا من مفاهيم الطرح الجندري، بالطريقة النصوصية التسميعية دي!

    طرح الاستاذ، يسلتهم ارث ثقافة في جذورا اموية، لعبت المراة فيه الدور الاساسي، اجتماعيا وسياسيا، بعكس الثقافة الغربية الابوبية، المن واقع قهرها، وقمعها للمراة خرجت للوجود الحركة الانثوية، وطرحها الجندري!

    ذي ماالاسلام السياسي بصور زي المراة العربية المتمثل في الحجاب، كزي اسلامي سماوي، انتو برضو ياحواريي المركزية الاوربية، بتفتكر الطرح الجندري، هو المعيار للعلاقة الامثل بين النوعين، بغض النظر عن معطيات التراكم التاريخي للثقافة المحددة!

    ده شغل الوهابية ذاتو!
                  

01-19-2006, 10:55 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    قال بشاشة:

    Quote:
    اسامة تحياتي،
    عايز تقول علي الاستاذ ذكوري لانو ماسوي شغل ا/ة؟
    حرام عليك ياخي!
    اهو ده نموزج حي يجسم فشل الماركسية كاداة تحليل لي واقعنا المغاير او مختلف جذريا، عن الواقع الانجب الماركسية اللي هو ذاتو الانجب الطرح الجندري الغريب والوافد هو الاخر!

    عزيزي بشاشة
    كل يوم تتكشف هشاشتك ,ولا أقول,بشاشتك,
    المعرفية

    كلامي عن الجندر في خطاب الاستاذ :
    محمود محمد طه
    مثبت باستشهاداتي عنه
    وكلامي هذا له علاقة بالماركسية,
    حين امتزجت ب:
    الجندر
    هذا كلام جديد
    واذا ما أردت أن تراهن حول مقولة:
    Quote: الطرح الغريب الوافد

    فهذا هو نفس خطاب الوهابية

    محبتي
    المشاء
                  

01-19-2006, 10:57 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاخ عدلان/

    سلام

    هذا خطو جرئ...و محفز نحتاجه الان اكثر من اي وقت مضى...قطعاً سنحاول الخوض معك.

    لك الشكر علي هذا السبق... اقصد الزاوية التي نظرت منهاانت الي الموضوع.

    تحياتي،

    صديق عبد الهادي.
                  

01-19-2006, 11:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: صديق عبد الهادي)

    نسيت أن اقول يا بشاشة أن المسألة هنا,
    أي موقع الجندر في خطاب الأستاذ:
    محمود محمد طه

    مرتبطة بالمناهج المتداخلة
    أي

    Interdisciplinary approach

    أي الماركسية و الفيمينزم "أي النسوية" في ترجمة ما,
    و تحليل الخطاب

    محبتي

    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 01-19-2006, 11:19 PM)

                  

01-19-2006, 11:58 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Quote: كل يوم تتكشف هشاشتك ,ولا أقول,بشاشتك,
    المعرفية


    عزيزي اسامة،
    حواري المركزية الاوربية، من الطليعة الجهوية الجلابية امثالكم، مايتكلموا عن الهشاشة المعرفية خالص خالص، بالذات في حضرة طرح ادواتو منحوتة من قرنيت التراكم التاريخي لي ثقافتنا، او "بوص" قلمو
    مغموز بي عزة في دواية، مرجعيتو، اللاغربية، ولاعربية! بل سودانية، افريقية مية المية يااسامة!

    حصل بريت قلم مصنوع من البوص، غمزتو في حبر الدواية، المصنوعة من سكن الدوكة، صوف غنماية اللبن، او حبة صمق شدر صنط، عتيق شارب من جروف النيل؟

    نجي لي اصرارك علي ان الشهيد محمود ذكوري، حسب مفردات ادبيات الطرح الجندري المنب والدخيل:

    ياعزيزي، هل تعلم ان اللغة النوبية الكوشية مثلا، بتخاطب النوعين بي صيغة واحدة، لانها خالية من التذكير والتانيث؟

    بي ذي فهمك النصوصي التسميعي ده، هل معني كده اللغة النوبية ولاالثقافة الكوشية، ذكورية مثلا؟

    شخصيا ومع احترامي للاخرين، بخاطب النوعين بي صيغة واحدة، لاني نشات في بيئة مافيها فرز نوعي حاد، كما مجسدة في نموذج لغتي الام المذكورة اعلاه.

    علي كده وبنفس فهمك النصوصي ده، بشاشا، ذكوري؟

    ابدا لا، ولكن بالنسبة للبشوفو الكون بعيون زرقاء انجلو ساكسونية، فكل شئ حيشاف ليهم سماوي اللون!

    عشان كده يااسامة وبحكم عدسات مركزيتك الاوربية الجندرية، اللاصقة، انت بتشوف الاستاذ محمود ذكوري!

    عشان كده قلنا، المركزية الاوربية في تناولا لي تاريخ ثقافتنا، لاتملك والا تمسخو اوتشوهو تماما من دون ماتقصد، لانو مرجعية معايرا مختلفة اختلاف جذري، عن مرجعية معايير الثقافة، موضوع البحث!

    او ده بالضبط ملخص مشكلتك هنا، اللي هي مشكلة كل يسار السودان القديم!
                  

01-20-2006, 01:23 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    قلت عزيزي بشاشة:
    Quote: نجي لي اصرارك علي ان الشهيد محمود ذكوري، حسب مفردات ادبيات الطرح الجندري المنب والدخيل:
    ياعزيزي، هل تعلم ان اللغة النوبية الكوشية مثلا، بتخاطب النوعين بي صيغة واحدة، لانها خالية من التذكير والتانيث؟


    وهذا كلام في صالحي ,
    فلو كانت اللغة العربية التي كتب به الاستاذ خطابه لا تحتوي على صيغتين للمؤنث والمذكر,
    لقلنا ان كلامك صائب
    وأحيلك في هذا الصدد الى مقال عبد الله بولا عن الاستاذ محمود,
    وهو مقال لي حوله مآخذ كثيرة سبق ان قلت بها اضمارا,
    وعلق بولا تعليقا مسهبا وطويلا على ذلك الاضمار,
    وحين قلت به,لم يقل بكلمة واحدة حول اعتراضاتي الاساسية على مقاله

    وهنا يتحدث بولا عن "ذكورية " خطاب الاستاذ:
    محمود محمد طه
    Quote: وتحية للرجل وهو يمتخض، اليوم، في أحشائها، وقد اشتد بها الطلق، وتنفس صبح الميلاد."(32) والرجل المعني هو رجل الرسالة الثانية، داعيتها "المأذون له"، و إنسانها المتخلق من قيمها وبها. و هذا قول يطاول قمم الشاعرية المجيدة و لكنه، مع ذلك، لا ينفي ذكورية الخطاب ويحرج منطق مقولة المساواة التامة بين الرجل والمرأة وهذه معضلة لم يتوفر للأستاذ، ولا لأاي واحد من المجددين حلها بصورة متماسكة تمام التماسك، وإن ظل رأيه فيها متميزاً جداً


    المشاء
                  

01-20-2006, 02:52 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Quote: خلّف ماركس اِرثاً مجيداً في علم الإقتصاد السياسي، والتاريخ، والإجتماع .. اِرث ماركس ونظريته في الإقتصاد والتاريخ (النظرية الماركسية) أسسّت لمدرسة فكرية نُسبت له وسميت (الماركسية) ولكن إرث ماركس نفسه (النظرية الماركسية) هو اِرث "ساكن" شأن كل المواريث، أي أنه توقف عن الحركة بعد وفاة ماركس. في مقابل سكون "النظرية" فإن الواقع في حركة دائبة وديناميكية لا تكِّل.. الواقع دائماً متجدد، غني ومتشعب، ولكن يمكن مع ذلك الخروج بتعميمات نظرية -من حصيلة التراكم التاريخي والتجربة- تفسر الماضي، وترشح الحلول لمعضلات الحاضر.. التعميمات النظرية التي خرج بها ماركس والنتائج التي توصل إليها مستخدماً المنهج الجدلي في التحليل، من القوة والسطوع ما مكنها من ترك بصماتها في كل العلوم الإجتماعية تقريباً، بهذا المستوى أو ذاك.. وفي تقديري، ودون التقليل من صحة كثير من النتائج التي توصل إليها ماركس، إلا أن أعظم منجزات ماركس تمثلت في صقله للمنهج الجدلي واستخدامه، أي في السبب لا النتيجة، في الأداة لا في المنتج..

    امتدّ تأثير ماركس الطاغي علي المدرسة الفكرية التي نشأت بعده، وتعرف ب"الماركسية" وأصبحت المنجزات الفكرية لأعضاؤها، تُنسب إلي "الماركسية" لا إلي منتجيها! وبقيام الدولة السوفياتية، أصبحت الدولة هي الراعي الرسمي للماركسية.. وبتعدد الإنقسامات في الدولة، ولاحقاً الدول الإشتراكية، إنقسمت مدارس الماركسية ومراكزها، وظهرت منها نُسخ متعددة، الماركسية-اللينينية، الماركسية-اللينينية-الستالينية، الماركسية-التروتسكية، الماركسية-الماوية، الخ.. ولأن الماركسية قد طرحت نفسها كنظرية "شاملة" فقد أصبحت مثل كرش الفيل.. كل انتاج فكري داخل أحد مراكزها ينسب إليها، لا إلى منتجها

    الأحزاب والحركات الشيوعية لماذا تُصر على الطلاء الماركسي لمنتجات لا تمت لماركس بِصلة؟ مثل الديمقراطية الليبرالية.. أنه من العبث والإستخفاف القول بأن الإجتهاد الماركسي الخلاق ومعرفة الواقع هو من قاد الحزب الشيوعي السوداني مثلاً لقبول الديمقراطية الليبرالية!! حركة المجتمع أكبر بكثير من محاولة تفسيرها بالماركسية وحدها، والتفاسير نفسها.. ما الداعي لمحاولة "مركستها" كلما ثبت صحة إحداها.. حتي ذلك الذي ثبتت صحته وصلاحيته اليوم، قد لا يصلح بعد ربع قرن من الزمان..


    سلام يا عدلان
    هنا بالتحديد تكمن ام المشاكل المخلية طيبة الذكر "المناقشة العامة" و المدعو التجديد ما يمشو خطوة واحدة لقدام, بل انو كثير من المدارس والمنظمات "الماركسية" الجامدة ما عارفة تسوى شنو, السؤال المهم لم يطرحوهو على انفسهم: هل توجد "الماركسية"؟ ما هى هذه "الماركسية" و ما علاقتها بما كتبه ماركس؟
    اعود لاحقا
                  

01-20-2006, 05:32 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: esam gabralla)

    الديالكتيك، أم مادية الديالكتيك..

    يتحدث بعض المتحدثون اليوم عن منهج ماركس، ويقولون أنه "الديالكتيك"، ومن ثم يجعلون تراث ماركس، كفيلسوف اجتماعي، مرتبط تلقائيا بصلاحية هذا المنهاج في استقراء واقعنا المعاصر، وعليه تكون الماركسية فكرة متجددة ومتألقة ومتفاعلة دوما مع الواقع..

    غير أن هناك خلطا بينا في هذه المحاجة.. أولها، أن منهاج ماركس الذي اشتهر به ليس هو "الديالكتيك"، فهذا، إن كان ينسب لفيلسوف ما، فإنما هو لهيغل، وليس لماركس حظ تبويب له في التاريخ الفلسفي.. ماركس كان من الهيغليين في بداية مشواره الفلسفي، ولكنه بعد ذلك ارتجل لنفسه منهاجه الخاص، والذي زعم له أنه أكمل من ديالكتيك هيغل، ذلك المنهاج هو "المادية الديالكتيكية"..

    المادية الديالكتيكية، عند ماركس، هي الوريث الشرعي والتطور الطبيعي لديالكتيك هيغل.. وفي هذا المنهاج، يقوض ماركس أي تأثير على المادة من خارجها، وأي انعكاس للفكر البشري من خارج بيئته المادية.. وهذا فرق جوهري بين ديالكتيك مارس، وديالكتيك هيغل..

    والمادية الديالكتيكية، منذ الوهلة الأولى، تقتضي الإلحاد! لانها ترفض أي وجود لما وراء المادة! بل ولا يصح فيها أي تفسير لأي ظاهرة كوكبية إذا لم يكن يقتضى الإلحاد، ورفض أي تأثير على البيئة المادية من خارجها..

    لهذا، فإن محاولات تعديل موقف ماركس من الدين، وتشذيبه وتهذيبه اليوم، لا يلقى غير الإنكار من ماركس نفسه! ولماركس نصوص كتابية كثيرة قيلت في الدين، يمكن أن ننشر منها هنا البعض حسب طلب القراء والمشاركين.. صحيح أن ماركس قد أعطي لمفهوم الدين قيمة في حركة التاريخ، ولكنه لم يقيمه إلا تقييما ماديا بحتا! وهو، من ثم، ذهب ليقول بأن مفهوم الدين من المفاهيم التي صاحبت البشرية في عهد طفولتها الفكرية، وهو، من ثم، يصبح اليوم من مخلفات التاريخ التي لا يقبلها الواقع المعاصر والمجتمع الشيوعي المرتقب.. ماركس يعتقد، وبثقة زائدة في النفس، أنه قد هزم مفهوم الدين هزيمة تامة، وهو اعتقاد قد أثبت التاريخ خلله بشكل واضح..

    الماركسية، كفكرة، لا تصح أن تقوم إلا على دعاماتها، ومن دعاماتها الأساسية الإلحاد، وماركس لم يكن واضحا في أمر أكثر مما كان واضحا في وضع دعامات منهجه الفلسفي للناس، وهو أحد الفلاسفة الذين لم يكونوا يحبون تذويق الكلام وتمييعه في القضايا الفكرية الحاسمة.. ليس للمرء أن يكون اليوم ماركسيا، مستلهما لتراث ماركس ومنهجه المادي الديالكتيكي، كقاعدة فكرية ينطلق منها، إلا إذا أقر بدعامات الفكر الماركسي، وتبناها، ومن أهم هذه الدعامات الإلحادّ! ويليها في الأهمية العنفّ كأداة تغيير مجتمعي!

    أما عن العنف، فدعونا نتحدث قليلا أيضا.. ماركس يقول بأن أي تغيير جوهري في المجتمع لا يكون إلا بوسيلة العنف.. هذه دعامة من دعامات الفكر الماركسي، وهذه الدعامة اليوم قد أسقطتها حركة التاريخ بعد ماركس سقوطا مدويا! أسقطها غاندي في الهند، وأسقطها مارتن لوثر كنج في أمريكا، وأسقطتها ثورة أكتوبر في السودان.. وقد نجحت كل هذه المحاولات في إسقاط هذه الدعامة الماركسية بواسطة مفاهيم مستلهمة من المفهوم الديني العام، وهو ذات المفهوم الذي ادعى ماركس انتهاء صلاحيته لواقعنا المعاصر!

    والحديث عن أننا، حين ننظر لتراث ماركس، يجب أن نعتبر منهاجه التاريخي قبل أن نعتبر نتائجه التي توصل لها بواسطة ذلك المنهاج، والتي قد أثبت التاريخ خطأها.. هذا حديث هلامي جدا، إذ كيف نميز بين منهاج الشخص التفكيري والنتائج التي وصل لها باستخدام ذلك المنهاج؟ وماذا يتبقى من قيمة في ذلك المنهاج إذا فقدت نتائجه قيمتها؟ خصوصا وأنها حديثة العهد نسبيا، ولم يمض على خروجها للناس سوى القليل القليل من عمر التاريخ؟

    لا يسعني الوقت الآن لتناول تفاصيل أكثر، رغم أن الحديث ذو شجون، ولكن يبقى الأمل بالعودة، وبقراءة إثراءات المشاركين في هذا الخيط اللطيف..

    وللجميع تحياتي..
                  

01-21-2006, 08:41 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأعــزاء..

    المُعـز، شكراً على المرور والمتابعة والتعليق.. نتوقع منك أكثر..

    أسامة الخواض وبشاشـا، أعتقد أن بصمات إستخدام المنهج الجدلي –الجدلي المادي!- في إنتاج الأستاذ الشهــيد محمود محمد طه.. لا تخطئها العين، وسأحـاول التفصيل في ذلك ربما عبر مبحث آخر.. مداخلاتكم هي الحافز.

    شكراً عصام جبرالله وصديق عبد الهادي، وفي إنتظــار مســاهمتكم.

    .
                  

01-21-2006, 09:47 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيز قصي،

    عالِم الفيزياء إسحق نيوتن قال –فيما معناه- أنه لايسمح لل إلــه بالتدخل في منظومته الميكانيكية.. إلا بالتدويرة الأولى! وقوله ذاك، فيه مقاربة للقول الكريم "تَنزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" ورغم النبرة الإيمانية الواضحة في تصريح عالم الفبزياء نيوتن، لكن، ومن وجه نظر فلسفية، هو -أي نيوتن- ينطلق من وجهة نظر مادية.. ويمكن تصنيفه تحت بند المادية الميكانيكية. ما أود الإشارة إليه، هو أن المقابلة بين المادية والإلحـاد، في هكذا إطلاق.. كما فعلت في مكتوبك " ليس للمرء أن يكون اليوم ماركسيا، مستلهما لتراث ماركس ومنهجه المادي الديالكتيكي، كقاعدة فكرية ينطلق منها، إلا إذا أقر بدعامات الفكر الماركسي، وتبناها، ومن أهم هذه الدعامات الإلحادّ!" وسأبين ذلك في تفصيل أكبر.

    الجدل المادي هو التعبير الأكثر قرباً عند التحدث عن منهج ماركس، وهو الترجمة الصحيحة ل "Materialistic Dialectic" ولا بأس من تجاوز هذه الجزئية طالما أن المصطلح السائد هو مصطلح "المادية الجدلية"، وطالما أن جوهر الموضوع مفهوم لكلينا، ولكن، ولمصلحة نقاشنا هنا كان لزاماً علي إيراد هذا التصحيح. الجـدل المادي في جوهره هو طريق لإستيعاب الواقع.. سواء كان واقعاً مادياً طبيعياً، أو فكرياً، أو حتى عاطفياً.. وهو مادي لأنه يعتبر أساس التفكير في الظواهر، هو وجـودها المادي خارج وعــينا.. وفي إستقلال عنه، خاصـةً فيما يتعلق بالسؤال عن أصل المعرفة.. قارن ذلك بالقول الكريم في سورة البقرة "وأتقوا الله ويعلمكم الله" وذلك القول هو سبيل معرفة الأستاذ الشهيد محمود محمد طه، رغماً عن بصمات المنهج الجدلي المادي الواضحة في إنتاجه المعرفي (وذلك مبحث آخر) لكنني أُحيلك إلى مبحث ضخم قائم في مجلدين ينوء بحملهما الصبي.. تناول فيهما مولانا العارف بالله، الشهيد حسين مـروة شأن "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية".. وما أود أن أخلص إليه هنا، هو أننا في تناولنا للجدل المادي، فإننا معنيين بالوقائع المادية في علاقاتها المتشابكة الدينمايكية المتصارعة والمتغيرة.. وقد عرف المفكر الثوري لينين المنهج الجدلي المادي على أنه "التحليل المادي الملموس للظواهر المادية الملموسة" عليه يكون مقابلة وتعريف مادية المنهج الجدلي بإرجاعها للإلحاد، فيه تبسيط مخل وإجحاف بيِّن.

    تأمّـل.. أحدهم يبرر للطغيان بتفسير كون أن حزب الجبهة الإسلامية على سـدة الحكم في السـودان برئاسة عمر حسن أحمد البشير، على أنه "إرادة المولى" وكفى بالله شهيدا! ذلك قول مثالي غارق في المثالية يرجع كل الظواهر إلى قوى خارجية ويدعـونا للإذعان والتسليم.. في المقابل يمكن أن يكون هناك تفسير وتحليل آخر يُرجع تلك الظاهرة إلى هشاشة التجربة الليبرالية السابقة التي مزقتها وعـود رئيس وزراءها الكاذبة بإلغاء قوانين سبتمبر، ومعارضته إتفاق الميرغني-قرنق، علاوةً على ضعف قوى الإنتفاضة نفسها التي أنهكتها وشتتّها الإجراءات القمعية لنظام مايو.. مروراً بالغفلة والتغاضي عن النشاط التآمري لحزب الجبهة الإسلامية داخل القـوات المسلحة بدءاً بالمسيرة المسماة مليونية، مروراً بقنطار ذهب، تبرع النواب بسياراتهم، وإنتهاءً بإستغلال مذكرة الجيش وإيهام ضباط الجيش أن الإنقلاب هو تكملة للمذكرة.. هـذا التحليل السابق يبحث في أسباب نجاح حزب الجبهة الإسلامية في الإستيلاء على السلطة صبيحة الثلاثين من يونيو.. ونزعم أنه تحليل مادي جدلي يبحث في العلاقات المادية العينية الملموسة وينظر إلى تراكماتها الكمية وتحولاتها النوعية، مستوعباً لوحدة وصراع الأضداد.. دون الإعتناء بشرط الإلحاد الذي وضعته أنت ياقصي.

    يفترض السـؤال التقريري " كيف نميز بين منهاج الشخص التفكيري والنتائج التي وصل لها باستخدام ذلك المنهاج؟" ضمن ما يفترض.. أن أي إثنين علي وجه هذه البسيطة، يجب أن يتوصلا إلي نفس النتيجة إذا إستخدما نفس المنهج! ذلك قول وإستناج لا جدلي ولا علمي، وليس بمقـدوره الإجابة على التسآؤلات بشأن الإنقسامات داخل الجماعة المسلمة، بين السنة والشيعة، أو الكاثوليك والبروتستانت، اللينيين والماويين، حق وحق، إلخ.. رغم توحد المناهج في غالبيتها.

    أجدني في إتـفاق معك، حـول خطأ ماركس الفادح في إعتمـاده العنف كوسيلة ضرورية للتغيير، وقد رأينا –بالإضافة لما أوردته من أمثال- كيف أن إنسانة بسيطة مثل "روزا باركز" وبتصرف بسيط أكدت فيه على إنسانيتها، وذلك برفضها الجلوس في المقاعد المخصصة للسود داخل البص.. كيف أن موقفها ذاك الشجاع، قد غيّر عميقاً في حركة الحقوق المدنية في أمريكا وأمتد أثره إلي كثير من البقاع في العالم.. التحليل الجدلي –صائباً- يقول أن تصرف روزا وموقفها ذاك، ربما كانت ستدفع حياتها ثمناً له إذا ما قُدر له أن يحدث قبل خمسين عاماً من تاريخ حدوثه.

    لكم جميعاً مودتي والإحترام..

    .

    عذراً، فالتعديل إقتضاه تصحيح ما ورد في شأن مصطلح الجدل المادي، في الفقرة الثانية.

    (عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 01-21-2006, 10:26 AM)

                  

01-21-2006, 02:17 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي عدلان.. لك جزيل الشكر على هذا الحوار الجميل..

    في البداية، دعني أشيد بإشارتك لبصمات المنهج الجدلي (وليس الجدلي المادي، في نظري) في انتاج الأستاذ محمود الفكري، وهو أمر أنا أراه أيضا، فقط يبقى الحديث بعدها عن موارد المنهج الجدلي الذي اتبعه الأستاذ، وهل هو تابع لتبويب هيغل الفلسفي، أم أنه تابع لمنهاج موجود ومتوارث أساسا في جوهر المعرفة الدينية..

    هذا ودعني أيضا أشير لك بأني قد اطلعت على كتاب "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" لكاتبه الدكتور حسين مروة، وهو كتاب لا أجد له كبير حظ من القيمة الفكرية، خصوصا في تناوله للمدارس الصوفية الإسلامية.. تناول حسين مروة لحركة التصوف الإسلامي بمنهج الجدل المادي جعله ينظر لهذه الحركة بسطحية تفوق الوصف، وبتعنت بالغ في فهم النصوص والأحداث، وهو لم يكن ليملك أن يحلل حركة التصوف تحليلا عميقا في الأساس بمنهج كهذا.. لقد قلت أن مشكلة ماركس مع الدين كانت في أنه لم يقيمه إلا تقييما ماديا، وهذا هو نفس الشيء الذي فعله حسين مروة، فلم ينته إلى شيء ذي قيمة، كما لم يفعل ماركس، في هذا الأمر..

    أما ماركس ياعزيزي، فرأيه في الدين مبذول جدا في كتاباته، وهو رأي ملحد، أي أنه لا يحلل الواقع فقط بناءا على معطيات المادة، بل هو أساسا يرفض أي تأثير على حركة الواقع وحركة الفكر من خارج المادة، وهذا الرفض عنده هو رفض لأي وجود خارج نطاق المادة.. ماركس تحدث عن أن أدواته التحليلية ستضع لمفهوم الدين حدا (ويمكنني تزويدك بالنصوص قريبا).. أنا اعتراضي ليس على المادية الجدلية ككل، فهي، بحكم جدليتها، تملك شيئا من الحق الذي يمكننا تمييزه، ولكن الماركسية، كفكرة ومنهاج، تقوم على الإلحاد كدعامة أساسية لها.. الإلحاد ببساطة هو رفض الاعتقاد بما وراء المادة المحسوسة، لا مجرد عدم اعتباره في تحليل الواقع..

    دارون، على سبيل المثال، قد أعلن إلحاده بعد أن رأى أن ما توصل إليه من مفهوم لنظرية النشوء والارتقاء يعارض ظاهر النصوص المقدسة التي تقول أن الإنسان خلق من طين على صورة الله (تجسيدا).. دارون هنا لم يشكك فقط في ظاهر المعنى الموجود في الكتب المقدسة، وحتى لم يشكك فقط في هذه الكتب المقدسة، بل ذهب دفعة واحدة لينكر أي وجود لما وراء المادة.. هذا تماما ما فعله ماركس، وهو قد كان من المعجبين جدا بدراسات دارون، ويرى فيها انتصارا له شخصيا في حربه الفكرية على مفهوم الدين.. مشكلة ماركس ودارون هنا، كلاهما، أنهما لم يكونا ذوا اطلاع على المفاهيم الدينية خارج المدارس الأصولية فيها، والتي كانت منتشرة في أوروبا بلا منازع في عصرهما، لهذا تعاملوا مع النصوص والمفاهيم الدينية تماما كما الاصوليين، غير أنهم فقط اعترضوا على الطرح بعد ذلك، ولكن فهمهم للنصوص الدينية لم يتجاوز الفهم الأصولي بأي حال من الأحوال..

    الكثير من الماركسيين اليوم يقولون بأن المنهج الماركسي (أو المادي الجدلي) لا يعني تلقائيا الإلحاد.. ذلك لأنهم ليسوا ماركسيين حقيقة، بمعنى تبنيهم للطرح الماركسي، والطرح الماركسي هو طرح ينسب لصاحبه ماركس، وإلا فإن المادية الجدلية، مع التعديل الذي جرى لها من بعد ماركس، لا تعبر حقيقة عن جوهر الماركسية كما هي عند ماركس..

    وحديثك عن المنهج ونتائجه هو حديث فيه هلامية أيضا، فنحن هنا لا نتحدث عن الطوائف التي تفرعت من الماركسية، وإنما نتحدث عن الصاحب الأصيل للمنهاج، وأول من طرحه عبر التاريخ الفلسفي، وهو، فوق ذلك، طرح جديد جدا في عمر التاريخ، ولم يمض عليه من الوقت بعد ما يجعله عرضة لتفسيرات مبعثرة كما هي عند الطوائف الدينية.. ماركس أقام منهجه وربطه بنتائج "حتمية" في نظره.. ماركس، في فكره، قد طرح دينا جديدا، في مبادئ ونبوءات، وصحة تلك المبادئ مربوطة عنده بصحة تلك النبوءات..

    أنا أستطيع اليوم أن أستفيد من إنتاج ماركس الفلسفي، وبصورة كبيرة، ولكن دون أن أسمي نفسي ماركسيا، ودون أن أدعي أن الماركسية فكرة متجددة مع الواقع، فما هي كذلك.. الماركسية بنت قواعدها على "الحتمية التاريخية" ووضعت نبوءات لهذه الحتمية، أنا شخصيا لا أعترض عليها جميعا، ولكن هذا لن ينفي أن مجرد وجود الحتمية التاريخية في أصل المنهاج الماركسي يجعل النتائج التي وصل إليها ماركس مربوطة بشكل مباشر بمدى صحة منهجه.. والحتمية التاريخية ليست عيبا، فهي موجودة أيضا في الفكر الديني، وإنما يظهر العيب في فشل نبوءات تلك الحتمية..

    وماركس، في تحليله المبني على التاريخ، قد سحب الكثير من سوءات التاريخ على المستقبل، ولم يستطع أن يميز، بسبب خلل أساسي في منهاجه، أن مستقبل المجتمعات لا يتصل دوما بنفس صيغة الأسباب والنتائج التي حملها الماضي.. ديالكتيك هيغل يمنح الفرصة بأن تظهر قوانين جديدة تسير الحركة العامة للمجتمعات، أما ديالكتيك ماركس فلا يمنح الفرصة لذلك.. لهذا كان هيغل أفقه في الديالكتيك من ماركس، كما ذكرت سابقا، وليس كما ادعى ماركس، وكما ادعى من لحق به من أتباع منهجه..

    وهناك إشارة أخرى لأمر قد ذكرته، فأنا أرى أن المصطلح المعبر عن منهاج ماركس أكثر هو المادية الدياليكيتية (Dialectic Materialism)، إذ أن ماركس مادي قبل أن يكون ديالكتيكيا، باعتبار الأولوية..

    هذا، ولك مودتي مجددا..
                  

01-23-2006, 12:09 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    تصفحت اليوم موقع "سودانيز أونلاين" فوقع بصري على إسم الأخ حيدر قاسم، كمُتداخل في بوست مسارب الضي ........الحاج وراق ( الشيخ أزرق طيبة شيوعيآ!!!) وكنت قد زرت ذلك البوست في أيامه الأولى ثم توقفت لإعتقادي آثماً، أن البوست إستنفذ أغراضه.. ولما كانت كتابات الأخ حيدر قاسم تقع في نفسي موقع التقدير، فقد راجعت الخيط وهالني مستوى الطرح الرفيع المميز لتناول حيدر للماركسية (بختك بيهو ياقصي)، وتحسرت أنني لم أقرأءه قبل أن أبدأ هذا الخيط فهناك الكثير مما يشبه توارد الخواطر، وذلك أمر مبرر عندي لأننا لامسنا تلك القضايا من قبل في بوست الأخ هشام أدم حول تجربته -أي هشام- في صفوف الحزب الشيوعي.. أعتقد أنني بفتحي لهذا البوست أحاول أن (أُركِّز) النقاش حول قضايا مدى ماركسية الحزب الشيوعي! هذه دعوة للأخ حيدر لمواصلة النقاش في الخيطين، أو بالأحرى -يدينا حبة فيض هنا كمان- وإن لم يفعل فأسقوم بنقل مساهمته هناك، إلى هذا الخيط، مستخدماً حقي القانوني في ال Fair Use!

    لكم جميعاً مودتي..

    ونواصل
                  

01-23-2006, 03:13 PM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Well... Is MBA (Master of Business Administration) Amero-centric??! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Talking Marxism

    Is Marxism Eurocentric?

    By Abbie Bakan

    The argument that Marxism applies only to workers in wealthy advanced capitalist countries — or only to white workers within these countries — is one that many of us have likely heard.

    It is articulated with some coherence among some influential writers. For example, Cedric Robinson, an American writer associated with the Institute for Race Relations here in London, develops this view in his book, Black Marxism.

    "Marxism is a Western construction — a conceptualization of human affairs and historical development which is emergent from the historical experiences of European peoples mediated, in turn, through their civilization, their social orders, and their cultures. Certainly its philosophical origins are indisputably Western. But the same must be said of its analytical presumptions, its historical perspectives, its point of view."

    Others take a less committed view in opposing Marxism specifically, but oppose "membership" in any totalistic worldview, including Marxism.

    One important thinker in this school was Edward Said. His experience with a Stalinist version of Marxism in the Middle East convinced him to resist even a discussion of the meaning of the term. (Said did, however, rather ambiguously embrace the views of certain Marxists, like Antonio Gramsci and Georg Lukacs.)

    Marxism vs. Stalinism

    But many who reject Marxism for its Eurocentrism confuse Marxism with Stalinism.

    For the sixty year period between 1929 (when the Stalinist bureaucracy in Russia definitively crushed the young workers’ state led by the Bolshevik Party) until 1989, when the state capitalist regimes in the east collapsed — a great lie dominated the world.

    This was the lie that equated socialism with the state capitalist USSR.

    Marxism was touted as an ideology that justified the activities of expansionist, oppressive states, and particularly Stalinist Russia. The so-called "Marxism" of these states, which shared nothing with the liberationist, democratic content of Marx’s ideas, was no less repressive than western capitalism in its treatment of national minorities.

    The Stalinist versions of Marxism that were put forward by Communist Parties were in no way similar to the tradition developed by Marx and Engels. But when the charge of Eurocentrism is raised against Stalinism, there is some substance to the claim.

    In the name of supporting Russian state foreign policies, Communist Parties around the world commonly took up untenable positions, ones that opposed the right of national self-determination for oppressed peoples or played into the hands of racism and chauvinism.

    For example, in 1927, it was the direction of the Communist International, then in the grip of Stalin, that ensured a massacre of the Chinese workers’ revolt in Shanghai.

    In 1933, it was the Communist Party of Cuba that ensured the defeat of a workers’ revolution, whose failure meant the continued subordination of Cuba to US imperialism.

    The Communist Party of the US maintained that in the 1950s that blacks were only oppressed in the southern states where apartheid style Jim Crow laws continued, but were not oppressed in the nominally "integrated" north.

    One of the targets of these debates in the 1920s and 1930s, for example, was Marx’s notion of the Asiatic mode of production. As Chris Harman summarizes in A People’s History of the World:

    "Karl Marx referred to an ‘Asiatic’ form of class society in which private property did not exist at all. Instead, he argued, the rulers were able, through their collective control of the state machine, to exploit entire peasant communities which farmed the land jointly without private ownership. . . . The social surplus was in the hands of the priests who ran the temples or the king-led administrators of the palaces. They got hold of it through their direction of certain aspects of production — irrigation and flood control works, the labour of dependent peasants on the temple or palace lands, and control over trade. But neither the priests nor the palace administrators exercised private control or ownership. They benefited from class exploitation only in so far as they were party of a collective ruling group."

    Marx’s theory of the Asiatic mode of production demonstrated his sensitivity to different paths of development in class society.

    But this theory was explicitly identified as a misinterpretation of Asian societies by Soviet theorists in 1931. The alternative stance, consistent with the political aims of Stalinism, was that all societies passed through a rigid pattern of linear stages, with characteristics common to western Europe.

    Despite the weight of Stalinism, some of the most committed anti-racist and anti-imperialist activists were attracted to Communist Parties. In the 1930s, the Communist Party of the USA in Harlem, for example, successfully organized black and white workers in a united movement against racism and capitalism.

    But in time the weight of Stalinism shattered the gains of the CP USA.

    Marx’s original method, and the movement he and Frederick Engels inspired, was based on the principle of revolutionary solidarity and internationalism, challenging divisions of race and nationality.

    The real revolutionary tradition of Marxism, the tradition of socialism from below, could not be further from Eurocentrism.

    Revolutionary Marxism emphasizes the centrality of working class self-emancipation, not only in resisting capitalist exploitation but also in shaping a new socialist society.

    Marx and Engels understood that the working class was the source of all profit for the capitalists, and that it was the class with the most collective traditions of mass action.

    They studied the early development of the European working class, but not because it was "European." They saw Europe as a laboratory of class struggle that held lessons about how capitalism would operate and expand.

    But Marx and Engels also studied the working classes and other oppressed classes in the colonies of India and Ireland. They studied capitalist production with all its unevenness and variations in the east and the south, and plantation slavery and the emancipation movement in the west and the north.

    For decades, Marxism — despite repression and attempts to discredit it — has been studied and followed by masses of workers and students in the Third World. This appeal stands as testimony, at least in part, to the internationalist character of the real Marxist tradition.


    -------------------------
    Socialist Worker 435, October 6, 2004 N www.socialist.ca
    ---------------------------------
    Well, if Africa - like the rest of the world- is shaping it's public policy according to the capital-serving institutions such as the IMF and the World Bank, then there is no such thing as dismissing Marxism- or any theory for that matter- as Eurocentric. It would just be like saying, Bashasha has no business studing MBA -not only that- but in a US institution, because he is African.

    Whether we like it or not, Africa's past, present, and future are shaped by it's relationship to the West i.e. Capitalism, and it's hegemonic desires and un-ending thurst for the accumulation of capital. Africans are under the spell of Capitalism-may be even Bashasha- so why capitalism is not Eurocentric??
    ---------
    Sorry, to write in English, but have no Arabic keyboard now.

    (عدل بواسطة Outcast on 01-23-2006, 03:20 PM)

                  

01-23-2006, 05:23 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    *.*
                  

01-23-2006, 09:53 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Bashasha)

    شكرا عدلان على هذا الخيط المتميز
    أرجو أن أجد سعة من الوقت للإسهام فيه.
                  

01-24-2006, 02:08 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي النور
    اولا اعتذر عن عدم حضوري اليوم الثاني في احتفالية استشهاد الاستاذ محمود محمد طه لظروف طارئة
    أتمنى عودتك للتعليق على ما قلنا به من كلام عابر عن علاقة الاستاذ محمود بالعولمة,
    وهي أي تلك العلاقة تجعله وثيق الصلة بماركس باعتبار أن الاثنين مواطنان عالميان,
    ينطلقان من فهم كوكبي "عولمي" في ترجمة أخرى لقضايا الانسان المعاصر
    كما نرجو عودتك للتعليق على "جندرية" خطاب الاستاذ,والتي علق عليها عابرا الصديق :
    حيدر بدوي صادق
    في اليوم الاول من تلك الاحتفالية الرائعة بحق
    كما نرجو التعليق على ما اثاره الصديق عدلان حول علاقة الاستاذ بالديالكتيك
    معليش مطالبي كثيرة
    ولك محبتي كاملة
    المشاء
                  

01-24-2006, 07:48 AM

osman ageeb

تاريخ التسجيل: 01-17-2006
مجموع المشاركات: 130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Dear Adlan

    Your narrative indicates that you have a deep understanding of the theory.

    My concern is how can this theory be applied to the Sudanese dilemma in a way that it can be narrowly tailored to the Sudanese cultures? Especially, in the absence of the democratic education that dismantle all forms of discrimination. Especially, after some individuals from the Sudanese Communism Party corrupted the image of the social meaning of such an endeavor, which is eliminating the gap between social stratifications.

    I am hoping that one day whoever believes in the "ultimate claim" of Marx theory, can come with a creative way to make it a motivation to the people, instead of, a hated subject, especially among the Sudanese.

    In short, this is not the time when we keep applauding for Mr. Marx as much as it is the time for all to use the available knowledge to come up with solutions to the Sudan problem.
                  

01-24-2006, 12:59 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: osman ageeb)

    عزيزي عدلان..

    شكرا لك على الإشارة إلى القامة العظيمة (روزا باركس)، والتي أغفلتني الذاكرة عن ذكرها، وهي الأم الروحية لحركة اللاعنف السوداء التي قامت في الولايات المتحدة.. لعل التحليل الدقيق يجعل روزا باركس في أمريكا هي شبيه غاندي في الهند، وليس مارتن لوثر كنج، مع الإحترام لقدره.. وقد تسمح الظروف بالعودة مرة أخرى لهذه المسألة بتفصيل أكبر وتناول أعمق..

    وقد ذهبت إلى ذلك الخيط (والذي كنت قد ظننت مثلك انه قد استنفد غرضه منذ زمن) وقرأت طرفا كبيرا من مشاركة الاستاذ حيدر قاسم هناك.. وفعلا (بختي بيها) على حد قولك، فقد أعجبتني كثيرا، في دقتها وسلاستها..

    ولك، ولجميع رواد هذا الخيط، عظيم المودة..
                  

01-27-2006, 09:29 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأستاذ عدلان .. تحياتي.. لو سلمنا بصحة فرضيتك أن اقتراب (الممارسة الشيوعية) من الواقع يبعدها عن الماركسية .. لسلمنا بأن الماركسية فكرة خيالية تهويمية .
    ولعل أهم إنجازات الماركسية .. دراستها وتحليلها العميقين للصراع الاجتماعي من وجهة نظر الطبقة العاملة وتأسيسها للنظرية الماركسية انطلاقا من واقع هذا الصراع .. والذي رأى فيه ماركس أن المستقبل سيكون لصالح قيادة الطبقة العاملة الصناعية للثورة الاشتراكية.
    من العبارات التي تمثل حجار زوايا الماركسية .. عبارة ماركس
    (The emancipation of the working class is the act of the worker themselves) ومقولة فريدريك أنجلز (نظريتنا ليست عقيدة جامدة ولكنها مرشد للعمل) ، غير أن هذه العبارات الناصعة تم تشويهها من قبل الكثير من الأحزاب الشيوعية التي اتخذت من النموذج الإستاليني مرجعيتها المنهجية.
    .. أشار بحثك لكتاب توني كليف لرأسمالية الدولة في روسيا.. وسخط وغضب الشيوعيين وتصنيفهم له بأنه ضمن الدعاية البرجوازية المضادة .. وهذا أمر يتسق مع التبعية غير النقدية لكثير من الشيوعيين للدولة الإستالينية في روسيا .
    إن ثورة أكتوبر 1917 لم تكن أول مظاهر الاقتراب من الشيوعية .. فهنالك (كومونة باريس 1871) .. وهي النموذج الذي أشار إليه ماركس كشكل للدولة التي تقيمها الطبقة العاملة عندما تتولى السلطة .. حيث تمت سيطرة القوى المنتجة لما يقارب الثلاثة أشهر على إدارة المجتمع في باريس .. أما نموذج ثورة أكتوبر 1917 فهو نموذج يحتاج لكثير من إزالة ما اعترى تاريخه من تشويش بسبب السيطرة المبكرة لديكتاتورية البروقراطية الإستالينية، فما أن إنتصرت ثورة أكتوبر في روسيا حتى إندلعت الحرب الأهلية وحدث الهجوم الخارجي على روسيا من أكثر من عشر دول من بينها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، ونشبت الخلافات والصراعات داخل الحزب البلشفي .. كل هذه العوامل أدت إلى تراجع تنفيذ البرنامج الاشتراكي حينما هبت أكثر العناصر ثورية في أوساط البلاشفة والطبقة العاملة للدفاع عن الثورة ليحل محلهم في المجالس العمالية القاعدية التي أقامتها الثورة المنتصرة عناصر بلا أي أفق ثوري لتبذر بذلك النواة الأولى للنظام الذي طوّر شكلاً جديداً للإستغلال الذي يمارس على أوسع نطاق لمصلحة دولة حظيت فيها البيروقراطية الحزبية بالامتيازات والعلاقات وأستشرى فيها الفساد (المحمي) وسار فيها إتساع الفوارق الطبقية جنباً إلى جنب مع إنتفاء كل أشكال التعبير والديمقراطية، ففاق في قبحه حال الرأسماليات الغربية التي يسودها الإستغلال الذي تحميه دساتير الرأسماليات الغربية وتمارس بجانبه الحريات التي تتيحها الديمقراطية الليبرالية -تحت سقف استقرار - النظام الطبقي القائم.
    ورغم كل ذلك فقد أثبتت تلك التجربة إن النجاح "المؤقت" للثورة الاشتراكية في روسيا في أكتوبر 1917 قد أوضح حقيقة هامة وهي أن الطبقة العاملة ومن خلفها جماهير الفلاحين استطاعت أن تنجز ثورة منتصرة تسيطر فيها الجماهير (تحالف العمال والفلاحين والجنود) وتدير عجلة الإنتاج وتقيم دولة مؤهلة لإنفاذ جميع القرارات التي تحقق تطلعات القوى الاجتماعية التي أنجزتها، حتى في بلد متخلف مثل روسيا في ذلك الوقت، لأن حقائق الواقع قد أوجدت في روسيا دولة متفسخة وجيش منهزم وأغلبية فلاحية ترهقها شروط الإقطاع وترنو لحيازة الأرض، كما كانت هناك نواة بروليتارية متقدمة وتوفر قيادة صحيحة للثورة الاشتراكية تمثلت في انفصال الحزب البلشفي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (1903)، لقد اختمرت تجارب هذا الحزب خلال ثورة 1905 في روسيا وعاش المخاض الثوري العنيف في روسيا (1911 –1914) والذي قطعته الحرب العالمية الأولى كما أختزن التجارب الثورية وما صاحبها من نجاح أو إخفاق، كل ذلك في مرحلة بدأ فيها اقتصاد أكثر البلدان تخلفاً مرتبطاً بالاقتصاد العالمي ومكتسباً الصبغة العالمية .. كما إندلعت الحرب العالمية الأولى 1914 – 1919م لتساهم في دفع الصراع في روسيا إلى حده الأقصى.. لقد كان الوضع الثوري مهيأ تماماً وفي دولة تعتبر من (أضعف حلقات الرأسمالية) في ذلك الوقت .. ولكن وحتى بعد اندلاع الثورة في مثل هذه الظروف الاستثنائية الناصعة .. كان هناك المترددون حتى بين قيادات الحزب البلشفي، فقد ظل كامينيف يردد "إن الثورة الديمقراطية لم تنتهى بعد" .. إنه أحد "البلاشفة" الذين أطلق عليهم لينين "الشيوخ البلاشفة" .. (الذين يتخذون مواقفهم من الملخصات المدرسية وليس من موازين قوى الصراع في الواقع).. فعفوية الجماهير تبدع انتفاضة التغيير غير آبهة بالأطر والبرامج المسبقة "الثورة الوطنية الديمقراطية" أو "الثورة الاشتراكية" ولكنها وبالتأكيد وهي تدير صراع حياة أو موت فإنها تهدف لتحقيق تطلعاتها وليس لتسليم السلطة للبرجوازية لاستكمال مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، وفكرة التدرج في انتزاع سيطرة الطبقة المتميزة كانت دائماً هي مكمن ضياع الثورات وهزيمة الثوريين.. ويتساءل المرء .. عن مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وما يؤمل فيها من إصلاحية (بائسة) والتي تتردد في أوساط الأحزاب الشيوعية .. أليست هي التي أضاعت أكتوبر السودان وإبريله؟؟!!
    مازالت التجربة الروسية تحتاج لمزيد من الدرس – من قبل كل مهتم بالأمر - فالإستالينية التي بدأت بوادرها في أوائل العشرينيات من القرن الماضي هي التي ساهمت في تحويل روسيا من إمكانية لدولة اشتراكية إلى نموذج قمعي لرأسمالية الدولة.
    وأقول لبعض الاخوة المتداخلين في هذا البوست من الذين يرون ألا معنى لفتح هذا الموضوع أقول لهم بأن البشر سيظلوا ينقبون عن آليات يديرون بها الصراع للخروج من دائرة قبح الواقع وظلمه الكريهين .. ولا أرى أي منطق في قبول الظلم الذي ينسرب إلينا من عباءة ثقافتنا المحلية ..
    لا أتفق مع قولك أن الشيوعية في التطبيق تبتعد عن الماركسية .. بل أقول أن التجارب التي كانت تدعي أنها اشتراكية لا تشبه الاشتراكية التي تحدث ماركس عن شكل علاقاتها إلا (كما يشبه الميت مخنوقاً الأحياء).
    وسوف أعود

    الأخ/ علاء الدين حيموره يسأل عن خبرك
                  

01-28-2006, 00:05 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيزة Outcast، شكراً على إهتمامك بموضوع البوست، أظنك لاحظتي كيف أن Abbie Bakan نحى منحى ما أسميهم "الدراوّشة" في دفاعه عن ماركس ضد إتهامات الماركسية بأنها تعبير عن المركزوية الأوربية.. Abbie Bakan إختار الشماعة المحببة لتعليق كل الخطايا الماركسية، عنق ستاليـن!

    الأخ بشاشا شكراً على إهتمامك بالبوست..

    الأخ د. النور حمد، منوِّر.. أرجـو لك أن تجد لنا سعة من الوقت، مساهمتك محل تقدير وإحتفاء..

    الأخ أسامة الخواض، أبقى مُرابط، والحمد لله مطالبك موجهة لغيري..

    الأخ عثمان عجيب، أتمني أن تجد في خاتمة أطروحتي –لاحقاً- ما يفيد الإقتراب تجاه الإجابة علي تساؤلاتك الحيوية حول كيفية تطبيق النظرية أو الإقتراب بها من واقعنا السوداني المعقد..

    الأخ قصي، أشكر لك متابعاتك وتعليقاتك الذكية والمحفزة، والتي أرجو إستمرارها، هي حقاً مساعدة لى في تعديل بعض أفكاري، مثال مراجعة القيمة العلمية لكتاب النزعات المادية، وكنت قد قرأته قبل أكثر من عشرين عاماً، قرآءة جديدة قطعاً ستكون جد مختلفة..

    الأخ محمد عبدالجليل، مساهمتك حفزتني لختم أطروحتي بما يستوجب نقداً لما أوردته أنت، وما أوردته أنت، وجدت فيه تقاطعات مع كثير من المدافعين عن الماركسية، خاصة Alex Callinicos والدعـوة لتنقيتها –أي الماركسية- من دنس الستالينية، وإستعادتها وتقديمها في حلتها الأصلية، وفي ذلك يحضرني قول عضو منبر سودانيز أونلاين، الصديق معروف سند "اي حاجة فيها استعادة معناها فيها رجعه لي ورا ." وأخاله يعني أنها دعـوة رجعية! معروف ده زول حكمة، تأمل في سطوره القليلة المنثورة هنا وهناك، وستوافقني.. أقدر جهدك الجاد وأنا وإن إختلفت معك، معتنٍ جداً بكتاباتك.. وفي إنتظار مساهمتك القادمة.. تحياتي للأخ علاء ورجاءً راجع المسنجر..

    لكم جميعاً معزتي وعامر الود..

    عدلان.
                  

01-28-2006, 00:17 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العيــب في التطبيق، ولكن الماركسية بخير!.. الحل في الإسلام، أما إنحطاط المشروع الحضاري فهو عيب في التطبيق.. إنحراف صـدام حسين -أو الأسد- هو تطبيق خاطيء لمباديء القومية العربية.. التخريجات الآنفة، نسمعها مراراً من دراوِّشة كل مشروع سياسي إجتماعي نال حظه من الإنحطاط المذري حتي سقوطه، وجوهر سقوط تلك المشاريع سببه علل داخلية تفقع العين.. لكن الدراوِّشة، لا يرونها، لذا يصبون جام لعناتهم علي الخارج.. ونحن في هذا المقام لا نهمل العامل الخارجي، فهو موجود ولا يسعنا إنكاره، ولكننا نتسآءل عن كنه الظروف الموضوعية –المادية- التي سمحت لهذا الخارج، بالتأثير على المشروعات السياسية الإجتماعية إلى أن تسقط وتذروها الرياح وتشيع باللعنات.. هل ما حدث وما يحدث، كان ممكناً بغير واقع الإنحطاط الداخلي الشامل، الذي أصاب تلك المشروعات؟ في الإجابة على ذلك نرجع إلي تحليل ماركس ودراسته لتاريخ التشكيلات الإجتماعية الإقتصادية، والتي شرح فيها كيف أن كل تشكيلة إجتماعية إقتصادية مكتملة النمو، كان تطور القوى المنتجة فيها يصل مستوىً يصبح معه الإستمرار في علاقات الإنتاج السائدة مستحيلاً.. ويكون جنين العلاقات الجديدة قد تخلَّقَ في رحم القديم، حيث لا مناص من الثورة لولادة الجديد وتسيدّه.. كما بيّنَ ماركس أن ذلك التغيير، غير ممكن الحدوث إلا في المجتمعات التي تسنمت فيها قوى الإنتاج ذُرى ناصية التقدم، حيث يغدو العائق في وجه تطورها أكثر، وإلى مستوى أرفع، هو العلاقات الإنتاجية القديمة السائدة.. بالمقابل، وفي تماه مع تحليل ماركس أعلاه، فإن محاولة التدخل الواعي المتعسف لتسريع الولادة قبل إكتمال الخِلقة، وفي غير بيئتها، كما حدث في روسيا القيصرية ولاحقاً شرق أوربا، كان لابد لها من إنتاج ذاك المسخ المشوه، المسمي الكتلة الإشتراكية.

    هل من الممكن أن نتصور أنه يمكن، وبفعل خارجي، هزيمة مجتمع تسيدت فيه علاقات الإنتاج الجديدة لتطابق مستوى تطور القوى المنتجة المتطورة والناهضة، هزيمة نهائية؟ تقريباً للصورة نطلق لخيالنا العنان ونتصور أن مستوى تطور القوى المنتجة في أوربا الغربية وأمريكا واليابان وصل مستوىً كان لابد فيه من تغيير علاقات الإنتاج، ولنقل تغييرها إلى علاقات إنتاج إشتراكية، وأن ذلك التغيير قد حدث.. هل يمكن أن نتصور، مهما بلغ بنا الجموح في الخيال، أن هناك قوى خارجية بمقدورها إرجاع العجلة؟ ذلك غير ممكن لسبب بسيط جداً.. مستوى القوى المنتجة خارج مثلث أوربا الغربية وأمريكا واليابان، وجهازها السياسي المعبر عنها، لا يزال ضعيفاً جداً، وسيكون جُلّ همه في تلك اللحظات منصباً في حماية نفسه من رياح التغيير.. ما أود الإشارة له هو أن مشروع إقامة نظام علاقات إنتاج إشتراكية في بلد متخلف، هو مشروع يناقض تحليل ماركس في المقام الأول، قبل أن ننسب أسباب فشله إلى القوى الخارجية.. وبما أننا في السودان وضمن خارطة التشكيلات الإجتماعية التاريخية ومستوى تطور القوى المنتجة القائم، مازالنا نبعد محيطات وصحارى عن ذلك التصور الماركسي للتغيير الشامل، فإننا غير معنيين به في صورته الشاملة تلك، وإن كنا نأخذ الحكمة حتى من أفواه الحالمين، فهي –أي الحكمة- ضالتنا، لكن ماركس ليس نبينا.

    أصحاب الحكمة الباطلة "أن النظرية جيدة ولكن العيب في التطبيق" دراوِّشة بحق، لأنهم رغم السقوط الداوي، ما انفكوا في غيهم سادرون.. هم دراوّشة لأن إيمانهم المطلق في صحة النظريات الإجتماعية التي تبنّوها، وكأنها تنزيل من حكيم حميد، لم يهتز لهم فيها شعره.. فوق ذلك هم ثانياً، كسالى وعاطلي الذهن، كسالى بسبب إختيارهم السهل، الذي لسان حاله يلهج بأن العبقري الكامل –واضع النظرية- لا يأتيه الباطل لا من التاريخ ولا الجغرافيا ولا الحاضر ولا من المستقبل.. فالأمر كله لا يعدو سوء تطبيق وإنحراف من جانب الصحابة، أو التابعين، أو تابعي التابعين! وهم في ثالث الأمر.. يتسمون بقدر عال من اللامبالاة وإحساس متبلد بالمسوؤلية الإنسانية، أو قل أن مصالحهم الذاتية ربما مرتبطة بالنظام الزائل..، أو كيف نفسر طلبهم الفرصة الثانية لتطبيق "نفس" النظرية.. بحجة ودعاوي التطبيق الصحيح؟ هل رخُصت حيوات البشر لدرجة تسليمها لنفس الجزار الذي "حرجمها" أول مرة، ليحسن ذبحها في الثانية؟! العيوب والثقوب النظرية في الماركسية فاقعة.. فإذا سلمنا بصحة نظرية "النظرية صحيحة والعيب في التطبيق" فإن هناك قضايا أساسية تمثل مقام "العضُم" عند النظر في إمكانية تطبيق النظرية الماركسية "النقية!" وانزالها على أرض الواقع الراهني أو المستقبلي المنظور، وهي قضايا تتطلب مخاطبة جادة، ومباشرة.. أولها؛ كيف تتحقق الملكية العامة لوسائل الإنتاج؟ بتملك الدولة لها وإدارتها وإعادة توزيع فائض الإنتاج.. أم بتمليكها للقوي المنتجة مباشرة؟.. الأولي ما هي إلا تكرار لنموذج "رأسمالية الدولة"، بينما الثانية هي إعادة إخراج الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، بممثلات وممثلين جدد. ثاني القضايا؛ ماذا سيكون عليه حال نظام تداول السلطة السياسية؟ والإجابة علي هذا السؤال لا تنفع معها المراوغات مثل القول ب "الديمقراطية المباشرة" على غرار السوفيتات، أو لجان القذافي الثورية! كيف يعني ديمقراطية مباشرة.. نريد تفصيلاً حول ما إذا ستكون حرية التنظيم، والإجتماع، والكلام، والصحافة، محاطة بضمانات كافية.. وما إذا سيتحقق الفصل بين السلطات؛ التنفيذية، والتشريعية، والقضاء.. وما إذا كان مسموحاً للبرجوازية بالدعاية لنفسها والصعود للحكم إذا قرر الناخبون ذلك.. فإن كانت كذلك، فهي الديمقراطية الليبرالية –البرجوازية- وإن لم تكن كذلك، فالبشرية في مستوى تطورها الحالي لا تقبل الإنتقاص -طوعاً- من تلك الهيئة القائمة.. أما إن كان لكم مزيد في البناء في ذلك المقام، فمرحبتين حبابك، اليوم السعيد الليلة جابك.

    في مجرى تحسس المخارج النظرية من ورطة التمسك بالنظرية الماركسية على علاتها، كمصدر وحيد، أحد، صمد، لنظرية الثورة السودانية.. في مشروع الدستور المقر من اللجنة المركزية، الفصل الأول، المادة (٢ عن طبيعة الحزب وأهدافه العامة، نتأمل طرح الحزب الشيوعي في البنود التي ترشح الفئات الإجتماعية التي يستنهضها الحزب الشيوعي:
    Quote: ٢- يستند الحزب في تكوينه على الجماهير العاملة في المصانع والمعامل والمؤسسات ودور العلم والحقول والمراعي والمثقفين ويضم في صفوفه الثوريين من كل الطبقات والفئات الاجتماعية الذين يقبلون برنامجه ودستوره ويعملون من أجل تنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي واستشراف الأفق الاشتراكي.

    مشروع الدستور، ص ٢٢.
    إذاً، سيكف الحزب الشيوعي السوداني -بحسب مشروع دستوره- عن الإدعاء بتمثيل الطبقة العاملة، فهو حزب الجماهير العاملة، وليس الطبقة العاملة فقط، وفي الحقيقة أن ذلك أقرب لواقع التكوين الإجتماعي الحالي للحزب الشيوعي السوداني. بذلك تنتفي تلقائياً الدعوة الماركسية لإقامة دكتاتورية البروليتاريا.

    البند ٤ حدد مشروع الدستور المصادر النظرية للحزب كما يلي؛
    Quote: ٤- هو حزب سوداني يسترشد بما توصلت إليه البشرية من معارف لمصلحة السودان وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من انتمائنا العربي والأفريقي، وفوق ذلك كله مستنداً إلى تجارب الواقع السوداني واضعاً في الاعتبار كل مستجدات العصر ومتغيراته ومستعيناً بالماركسية كمنهج في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع.
    مشروع الدستور، ص ٢٣.
    يبدو أن ورود "الماركسية" و تخصيصها بالذكرها في البند الرابع أعلاه، من دون خلق الله جميعاً، ورغماً عن وجود "ما توصلت إليه البشرية من معارف" إنما القصد منه إبتغاء مرضاة من سيروعه عدم ذكرها! ولكن على العموم، ورغماً عن عدم إحكام الصياغة، إلا أنني أعتقد أن في البندين ٢ و ٤ يكمن التجديد الحقيقي للحزب الشيوعي السوداني، فالأول منهما يعتني بتوضيح طبيعة القاعدة الإجتماعية التي يخدم الحزب مصالحها، وأحسب أنها الجماهير المنتجة السودانية، وبالبداهة نستبعد منها الشرائح الطفيلية.. بينما الثاني منها يعتني بالوسائل والأدوات المستخدمة لصياغة وترجمة مصالح تلك المجموعات في برنامج سياسي يعبر عنها.

    إنتهى.

    .
                  

01-28-2006, 02:06 AM

عادل طه

تاريخ التسجيل: 11-14-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلما اقتريت الشيوعية من الواقع ابتعدت عن الواقع (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاخ عدلان
    الاحزاب اللينينية(الشيوعية) لا علاقة لها بالماركسية وهى تستخدم الماركسية كوسيلة للوصول الى السلطة كاى تنظيم عقائدى وكما تفعل الجبهة الاسلامية مع الاسلام
    ان لينين هوالذى دعا الى دكتاتورية البروليتاريا اما ماركس فانه كان يدعو الى الادارة
    الجماعية ولا اظن ان حزبا لينينيا فى كل المنطقة العربية فد تبنى مثل هذا الطرح حتى الان
                  

01-28-2006, 02:09 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ عادل طه،

    أثرت نقطة هامة جداً، كما أنه لأمر جيد أن يتبرأ الماركسيون من الدعوة لإقامة دولة دكتاتورية البروليتاريا، ولكن.. هل صحيح أن ماركس لم يشر إليها؟ دعـنا نتفق أولاً أن ماركس وأنجلز لم يتناولا بوضوح كاف أو بتفصيل موضوع سلطة دولة البروليتاريا - يمكننا هنا أيضاً أن نعقد مقارنة بالإرث المحمدي، حيث أن الإسلام في هيئة نزوله الأولى لم يفصل في موضوع الدولة!- وإنما بعض إشارات عامة، بغموض في مخطوطتي "البيان الشيوعي"، و "بؤس الفلسفة"، و بتوضيح أكثر قليلاً حين دعا في كتابه في كتابه "الثامن عشر من برومير لويس بونابرت" إلى تحطيم جهاز الدولة.

    في سنة 1907، نشر مهرينغ في مجلة «Neue Zeit» (نويه تسايت) فقرات من رسالة وجهها ماركس إلى ويديميير في 5 مارس سنة 1852. وقد كتب ماركس:

    Quote: "فيما يخصني ليس لي لا فضل اكتشاف الطبقات في المجتمع المعاصر ولا فضل اكتشاف صراعها. فقد سبقني بوقت طويل مؤرخون برجوازيون بسطوا التصور التاريخي لصراع الطبقات هذا، واقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الاقتصادي. وما أعطيته من جديد يتلخص في إقامة البرهان على ما يأتي:
    1- أن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل معينة من تطور الإنتاج (historische Entwicklungsphasen der Produktion)،

    2- أن النضال الطبقي يفضي بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا،

    3- أن هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الانتقال إلى القضاء على كل الطبقات وإلى المجتمع الخالي من الطبقات"

    الإقتباس عاليه هو ترجمة ل:
    Quote:

    In 1907, Mehring, in the magazine Neue Zeit (Vol. XXV, 2, p. 164), published extracts from a letter from Marx to Weydemeyer dated March 5, 1852. This letter, among other things, contains the following remarkable observation:
    ". . . And now as to myself, no credit is due to me for discovering the existence of classes in modern society, nor yet the struggle between them. Long before me bourgeois historians had described the historical development of this struggle of the classes and bourgeois economists the economic anatomy of the classes. What I did that was new was to prove: 1) that the existence of classes is only bound up with particular historical phases in the development of production [historische Entwicklung sphasen der Produktion ]; 2) that the class struggle necessarily leads to the dictatorship of the proletariat; 3) that this dictatorship itself only constitutes the transition to the abolition of all classes and to a classless society. . . ."

    راجع لينين، الدولة والثورة: http://ptb.sunhost.be/marx2mao/Lenin/SR17.html
    أيضاً نقرأ في: http://www.marxists.org.uk/arabic/lenin/works/1917-sr/02.htm

    11 . The term itself appeared for the first time in Marx's Class Struggles in France (1850) as the`dictatorship of the working class.' The term became famous as `dictatorship of the proletariat' in his well-known letter to Weydemeyer (March 3, 1852). Actually, the specific term seems to have been used for the first time by Marx's friend Weydemeyer in the New York organ Turnzeitung (January 1, 1852). (See the remarks by M. Rubel along with Weydemeyer's article in Marx 1994: 1095, 1679-81.)



    ما يعضد من صحة الإقتباسات أعلاه نجد جذوره فيما خطه ماركس وانجلز في البيان الشيوعي [نوفمبر 1848]
    "وبإجمالنا أطوار نمو البروليتاريا في خطوطها الكبرى، تتـبّعنا أيضا الحروب الأهلية الكامنة تقريبا داخل المجتمع القائم، حتى الحين الذي تنفجر فيه هذه الحروب ثورة علنيّة، تُرسي البروليتاريا سيطرتها بإطاحة البرجوازية بالعنف."
    http://www.marxists.org/arabic/archive/marx/1848-cm/01.htm

    وفي الفصل الثاني من البيان الشيوعي:
    Quote: "والهدف الأول للشيوعيين هو الهدف نفسه لكل الأحزاب البروليتارية الأخرى: تشكّل البروليتاريا في طبقة، إسقاط هيمنة البرجوازية، واستيلاء البروليتاريا عن السّلطة السياسية."
    ولاحقاً:
    Quote: "فالعمّال لا وطن لهم. فلا يمكن أن يُسلب منهم ما لا يملكونه. وبما أنه ينبغي على البروليتاريا أن تستولي، أولا، على السلطة السياسية، وأن تنصّب نفسها طبقة قومية، وأن تتـقوَّم كأمّة، فإنّها ما تزال وطنية، لكن ليس قطعا بالمعنى البرجوازي للكلمة."
    إلى أن يصل البيان الشيوعي، إلى:
    Quote: "فعندما تتوحد البروليتاريا وجوباً في طبقة إبّان كفاحها ضد البرجوازية، وعندما تـنصّب نفسها بثورة طبقة سائدة، وتلغي علاقات الإنتاج القديمة بالعنف، بصفتها طبقة سائدة، فإنها تلغي أسباب وجود التناحر الطبقي وتلغي بالتالي الطبقات عامة، تلغي سيطرتها الخاصة كطبقة."


    http://www.marxists.org/arabic/archive/marx/1848-cm/02.htm

    ماركس دعا البروليتاريا وبوضوح، لإقامة دولتها بالإستيلاء على السلطة السياسية بالعنف، والدولة في عرف ماركس هي أداة قمع طبقية. الإستناج المنطقي يدفع دفعاً لا لبس فيه أن ماركس عنى دولة "دكتاتورية البروليتاريا" ولا يخفف من ذلك أنه حقيقةً يعتبرها مرحلة إنتقالية لحين زوال الطبقات والتناحر الطبقي.

    ليتك ياأخ عادل تشير إلى السياق الذي دعا فيه كارل ماركس إلى "الى الادارة الجماعية" وليتك تتكرم بشرح كيف يمكن تحقيق ذلك على مستوى إدارة الدولة.

    لك شكري، وعامر الود..

    عدلان.
                  

01-29-2006, 12:28 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي عدلان.. سعيد انا بهذا الخيط..

    إن دعوة ماركس لدكتاتورية البروليتاريا هي أمر واضح ومبذول في انتاجه الفكري، كما أشرت أنت.. ومن ناحية كافية (غير النواح الأخرى) فإن التغيير المجتمعي العنيف لا يمكن أن يكون، عند تدقيق النظر، غير جوهر الدكتاتورية! رغم التفاوت النسبي..

    الديموقراطية فقدت معناها عند ماركس، لا لأنه لم يعيها، ولكن لأنه لم يتعرض لنموذج لها إلا من خلال التاريخ، والتاريخ لم تكن فيه ديموقراطية في يوم من الأيام، حتى في أثينا، عند النظر الدقيق، لهذا ذكرنا أن إحدى المشاكل الرئيسية في ديالكتيك ماركس أنه يبني قواعده على قوانين حركة التاريخ دون السماح لمعادلات جديدة في التولد من رحم هذه الحركة، بعكس ديالكتيك هيغل.. والديموقراطية أيضا فقدت معناها عند ماركس لأنها مرتبطة أساسا بحق الفرد في المجتمع، وعند ماركس فإن المجتمع مقدم على الفرد تماما بشكل ليس منه فكاك، وفي هذا لم يفطن ماركس، في تحليله التاريخي، إلا أن الفرد هو مخترع المجتمع، وليس العكس، وهو قد اخترعه ليستفيد منه، لا ليصبح مستعبدا له أبد الدهر.. الديموقراطية تعنى أساسا بحربة الفرد في المجتمع، وعند ماركس لا توجد حرية ولاقيمة تذكر للفرد في إطار المجتمع.. طريقة ماركس في التفكير المجتمعي، باختصار، تحمل في طياتها نفس مساوئ تغريب الإنسان (Alienation of Man) التي عابها على مفهوم الدين الأصولي..

    وماركس يفترض افتراضا أن دكتاتورية البروليتاريا ستؤدي تباعا إلى إلغاء الطبقات، وبالتالي أسباب دكتاتورية الطبقات، وهو افتراض مبني على استنتاجات وجيهة، ولكنه قابل للنقد بصورة كبيرة.. وقد تكون لنا عودة لهذه النقطة..

    في نظره للتاريخ، فإن ماركس يبدأ دراسته لحركته مع بدايات المجتمعات الشيوعية الأولى، وكأن البداية كانت من تلك المجتمعات! ولكن حركة التاريخ تشير بوضوح إلا مرحلة المجتمعات هذه نفسها كانت مرحلة لاحقة لمراحل سبقتها لم تتميز بصيغة مجتمعية واضحة، أي أن الأفراد كانوا فيها معزولين، بصورة عامة، عن عرف مجتمعي ينطوون تحته.. مرحلة المجتمعات الشيوعية البدائية هي في الأساس نتيجة لتجربة بشرية سابقة لها، وهي تجربة العيش الفردي وصراع البقاء الفردي.. عليه فإن التجربة التي كانت في مرحلة صراع البقاء الفردي هي التي هدت البشر الأوائل إلى اختراع المجتمع، وهو أعظم اختراع اخترعه الإنسان حتى اليوم، ذلك أنه اختراع دائم التطور والتفاعل.. ما أريد أن أخلص إليه هنا هو أن الدراسة الدقيقة للتاريخ تقضي بأن المجتمع هو اختراع الإنسان، وليس العكس، وهو آلة الإنسان، وليس العكس، وعليه فإن قيمة المخترع تعلو قيمة الإختراع، إذ أن الإختراع إنما هو سيلة المخترع إلى غايته، وليس العكس.. والماركسية بنت أسسها الفكرية على افتراض أن الفرد إنما هو أداة من أدوات تفاعل المجتمع، وطرف واحد من معادلته، وهذا افتراض يضع العربة أمام الحصان، والمفضول أمام الفاضل، وبالتالي فهو "تغريب الإنسان" في أعظم تجلياته..

    وإلى عودة أو متابعة.. مع خالص الود للجميع..
                  

01-30-2006, 04:24 AM

عادل طه

تاريخ التسجيل: 11-14-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلما افتريت الشيوعية من الواقع كلما ابتعدت من الماركسية (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاخ عدلان
    كما قلت فان ماركس وانجلز لم يقدما نموذجا محددا للادارة بعد استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية
    اما لماذا قلت بان ماركس كان يدعو للادارة الجماعية فلان مصطلح كوميونزم الذى ظهر لاول مرة على يد ماركس ترجمته الصحيحة هو جماعى وليس شيوعى ولمزيد من المعرفة فاننى ادعوك لقراءة كتاب الصادق النيهوم( محنة ثقافة مزورة)ففيه كثير من التوضيحات المهمة بهذا الشان
    مع ودى
                  

01-30-2006, 06:29 AM

عبدالعظيم محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 03-13-2005
مجموع المشاركات: 1141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Quote: الفكرة قديمة قُدم جمهورية "افلاطون" وأقترب بها الإشتراكي الطوباوي "روبرت أوين" من الواقع الدنيوي بشروعه في تسخير ثراؤه الواسع ليبني نموذجاً حقيقاً في "نيو لانارك ميلز-اسكتلندا" لمجتمع اشتراكي صغير اسماه مجتمعات المصانع التعاونية، وحاول أن ينقل النموذج الي مجتمعات زراعية وكان نصيب المشروع كله الفشل.. وبقيت أفكار أوين الإصلاحية ملهمة، وتحديداً ألهمت المفكر الألماني كارل ماركس.. كما أن "أوين" قدم اسهامات جليلة للحركة النقابية، وكان قد ترأس أكبر تنظيم نقابي في بريطانيا.وتوصل كارل ماركس الى أن شرور البشرية منبعها الرئيسي التقسيم الطبقي واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.. ودائماً ما تكون الطبقة المــستغِلة (بكسر الغين) هي الأقلية في المجتمع ولكنها تبسط سيطرتها على باقي طبقات المجتمع من خلال أدوات متعددة تشمل ملكية وسائل الإنتاج والتحكم فيها، السيطرة على جهاز الدولة واستخدامه في القمع المباشر أو الناعم، وبناء المنظومات الفكرية و الآيديولوجيات - بما فيها الدين - التي تبرر لهيمنتها وتكرس لسطوتها على كل جوانب الحياة. وللتخلص من شرور البشرية يطرح ماركس مشروعه الضخم الساعي إلي الغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وذلك عبر الغاء الفوارق الطبقية بين البشر واقامة المجتمع الشيوعي، حيث تنتهي الفوارق الطبقية، ويعطي كل فرد حسب طاقته وقدرته لينال حسب حوجته، ولتضمحل أداة السيطرة الطبقية المسماة "الدولة"، ولينتهي التمييز ضد المرأة، والتمييز ضد الأعراق، الخ


    الاستاذ عدلان أحمدعبدالعزيز

    محاول تستحق التشجيع والاحترام


    اخى عدلان .. (لايكفى ان نحلل العالم ولكن كيف نغيره)

    لاشك ان انهيار الاتحاد السوفيتى أدى إلى فقدان الثقة في الماركسية وفي دور الطبقة العاملة وفي مشروع الثورة ، وقد تزامن ذلك مع تبلور نظريات اجتماعية إصلاحية تصف نفسها بالواقعية, كنظرية "الحركات الاجتماعية الجديدة" ونظرية "المجتمع المدني". وشكلت هذه النظريات جسراً للتخلي عن مبادئ ومفاهيم الماركسية الثورية، مثل ضرورة بناء الحزب الثوري، والدور القيادي للطبقة العاملة، والربط بين قضايا الاضطهاد والصراع الطبقي، وبين النضال اليومي من أجل الإصلاحات وبين المشروع الثوري ،وفي كثير من الأحوال كان ذلك التخلي بمثابة رد فعل مباشر ليس فقط لما بدا في ذلك الحين انتصارا نهائياً للإمبريالية والرأسمالية عالمياً بل أيضاً للطبيعة المشوهة لوضعية الحركة الشيوعية العالمية ومن بينها الحزب السودانى , ولكن على الصعيد الاخر هناك تطورات عالمية ومحلية لهاتأثيرها وهى جديرة بان يتم النظر لها بعين الاعتبار( والاقتراب من واقعها ) وتتمثل فى فشل سياسات السوق الحر والراسمالية في العديد من دول العالم بما في ذلك دول الكتلة الشرقية السابقة وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وعادت الحروب الإمبريالية للسيطرة على مصادر الطاقة والأسواق والتنافس بين الكتل الرأسمالية الكبرى ، كماهناك نهوض الحركات الفلاحية والعمالية المناهضة لسياسات الليبرالية الجديدة في مختلف أنحاء العالم, خاصة في أمريكا اللاتينية ونشاط الحركات العالمية المناهضة للعولمة الرأسمالية والياتها؟
                  

01-31-2006, 08:31 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عبدالعظيم محمد أحمد)

    الأخوة عدلان ... قصي

    وكل المجموعة الناظمة لهذا الخيط الفكري الحيوي

    أحييكم وأثمن عاليا جهدكم ... فالتوفيق من حظ الدائبين ... وهنا أحط بأمنياتي لكم

    ومجددا عدلان ...

    وقد رميت بأعوادك الصندلية على موقد تتآلف حوله مشاعري

    أشكرك على الإطراء ... ويتصل أمري هنا بالتماهي فى الفرضية الشعبية السودانية

    والتي تقرن إطراء الراسل بحسن ظن المستقبل ( بكسر الباء )

    فأرجو فى حالتي أن هذا يكون ...

    الفكر حري بالتأمل والإستغراق ... وربما الإسترجاع

    لكن الماركسية ترفض الأخيرة ... بإعتبارها نكوصا عن مراداتها الثورية

    وبحسبانها مدخلا للمعايرة وللنقدية وللنسبية بالطبع

    فهذه فى الظنية الماركسية موبقات العصر ... وآفة الزلف البرجوازي

    أو بالأحرى هى حصان طروادة ... وهو يتلمظ بالحتميات التاريخية الماركسية

    أعجبني إجتراحك يا عدلان ... ويكفي خطابك عنوانه

    خاصة عندما تأتى من شيوعي مثلك ... فالجرأة هنا تجب التناقض

    وتمهد السبيل للتوازن ... وللتصالح مع الذات والمجتمع فى نهاية المطاف

    ومن قبل ( فى ضيافة الأخ هشام آدم ) قلنا الكثير ... لكن تتقد الآن فى مخيلتي

    عبارة ختمت بها إحدى مداخلاتي إليك ... حين قلت:

    ( كن عدلان ... تكون أجمل ) ... وهكذا تتبدى لي اليوم

    أو على الأقل ... دعني أدغم خيالي فى تالد أحلامي لأراك كما أود.

    ما أسهمت به من قبل فى خيط أزرق طيبة ... فإن نال مقدارا ... هو ملك للجميع

    فلا إستثناء ... ولا إستئذان ... وأبشر يا راجل

    وأكثر من ذلك ... سأتوفر لهذا الخيط ... ما وسع زمني من ناحية

    وما در ضرع تجربتي من أخرى ... وما إستطابه القراء من ثالثة

    وأخي قصي ...

    يعجبني فيك تماسك الفكرة وطريقة إيداعها فى ذهن القارئ ...

    تبدو لي كبيرا فى تفكيرك ... مع بداهة صغر سنك

    ربنا يواليك العافي ... ويلزمك إمتدادات علية فكرا وعمرا

    أدهشتني بمشروع ما قبل المشاعية الأولى ... حيث الفرد بطل التاريخ

    وحيث الفردية مشيئة ذاك ا لوقت ... ولم لا ... سأنقب هنا عن وصلة تاريخية

    وأقبل منك ومن غيرك ما يغني هذا المبحث

    سأعاود ... وأنتم طيبين





                  

02-01-2006, 11:26 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: HAYDER GASIM)

    عزيزي الأستاذ حيدر قاسم..

    سعيد أنا بظهورك هنا في هذا الخيط، فهو إضافة ثرة بلا شك..

    ولك الشكر على طيب كلماتك، وأرجو أن يكون لي منها حظ..

    سأحاول العودة للحديث عن ما قبل مجتمعات الشيوعية الأولى في التاريخ.. لن أقول أن هناك مصدرا تاريخيا، أو مصادر معينة أعرفها يمكن أن أشير لك عليها في هذا الصدد، غير أن من حسن الحظ أن دراسة التاريخ نفسها تسمح بمد النظر ما بين البداية والنهاية، وباستنتاج مرحلة من المراحل نستطيع استنتاج المرحلة السابقة لها واللاحقة، بشيء من الدقة التي تتطلب سعة البحث والتنقيب.. ونظرة التاريخ في هذا الأمر (أي بداية المجتمعات وما قبلها) تتوفر في كتابات لمفكرين أعتد أنا بهم، مثل الأستاذ محمود محمد طه، وتتوفر في دراسات أنثروبولوجية لها قيمتها في هذا الصدد..

    سأحاول التركيز على حالات معينة قد تفي برسم الصورة.. هذه الحالات تتضمن شخص الإسكيمو ومجتمعه، وإنسان الكهف (Cave Man) ومجتمعه، وبعضا من حالات صحراء الكالاهاري في جنوب أفريقيا، حيث معاشر الجوتواسي وجيرانهم، والذين يطلق عليهم عامة (The Bushmen of the Kalahari).. وأرجو أيضا أن أتمكن من الحديث عن صفة بشرية أساسية، يشترك فيها الكائن البشري مع الحيوان منذ ظهوره وإلى اليوم، وقد كان لها الأثر الكبير في تطور قوانين المجتمعات.. هذه الصفة هي "الغيرة الجنسية"، وهي صفة أجد أن ديالكتيك ماركس وإنجلز، ومن شايعهما، قد غفل عن دورها الأساسي في رسم صورة القانون المجتمعي، مما أدى إلى خلل في تصوير حركة التاريخ المجتمعي..

    ولك مني خالص الود، ولكل رواد هذا الخيط الظليل..
                  

02-04-2006, 11:04 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Yaho_Zato)

    لإنسان الإسكيمو موقع خاص في حلقة التطور، فرديا ومجتمعيا.. وهذا رأي خاص..

    في ظل الظروف البيئية القاسية، يكافح إنسان الإسكيمو عدوه الأول والأخير، وهو البيئة.. لم يجد إنسان الإسكيمو، حتى وقت قريب، مساحة مقنعة من الفراغ، يعمل فيها فكره في التأمل واصطناع الحيلة الثقافية المجتمعية.. لهذا لم يشهد أسلوب حياته تطورا ذا شأن منذ قرون.. ونحن هنا نتحدث عن واقع قد تم تجاوزه، تدريجا، في النصف الثاني من القرن العشرين..

    لماذا إنسان الإسكيمو ونحن نتحدث عن ماركس ونظرته التاريخية للمجتمع؟ هذا أمر قد يصعب تحديد مبتغاه بدقة في كلمات، وقد لحظت أن هذا الخيط قد اندرس منذ عدة أيام، وكنت قد وعدت في مداخلة سابقة بمحاولة العودة لتناول مسألة (لمن الأسبقية في التاريخ.. للفرد أم للمجتمع؟).. وفي ذلك الإطار ذكرت أني سآتي ببعض الأمثلة من التاريخ، وذكرت منها إنسان الإسكيمو..

    في مجتمع الإسكيمو (إن صح أن هناك مجتمع، بالمعني المقصود "ماركسيا" للمجتمع) لا توجد طبقات، ولم تكن هناك منذ البداية.. ذلك أن صراع إنسان الإسكيمو كان منذ البداية محصورا في جهة واحدة، تستهلك كل وقته وحيلته، وهذه الجهة هي البيئة كما ذكرنا.. ونلاحظ هنا أن إنسان الإسكيمو، باختياره لتلك البيئة الشاقة، قد نأى بنفسه عن صراعات كثيرة كانت ستفرض نفسها عليه لو كان في بيئة أكثر أمنا وخصوبة، مثل الصراع بين أبناء الجنس الواحد على الكلأ وملكية الأرض.. يمكن القول أن إنسان الإسكيمو، بذهابه إلى حيث لا يحبذ، حصر أوجه صراعه، بصورة كبيرة، نحو وجه واحد.. وإنسان الإسكيمو يعرف الترحال والتنقل، ولو كان راغبا لارتحل من تلك الظروف البيئية الغاضبة جنوبا، حيث البيئة ألطف وأرحم بكثير، غير أنه كان بذلك سيعرض نفسه لصور جديدة من صور الصراع التي لم يرها في الشمال البارد..

    ومجتمع الإسكيمو هو عبارة عن تواطد أليف بين مجموعات مستفردة.. تتشكل المجموعة غالبا، في أكبر صورها، من مجموعة من الأخوة وأزواجهم (ولا أبغي الحديث حاليا عن خلفية عرف الزواج في مجتمع الإسكيمو وتاريخه، فذلك يقتضي من الوقت ما ليس لي الآن)، وفي أصغر صورها من أسرة واحدة (زوجين وأطفالهما)، وهذه الوحدة المجتمعية الصغيرة أيضا ليس لها مقر واحد، فهي دائمة الترحال.. وطعام الإسكيمو ينحصر في الصيد، خصوصا في الفصل الأطول والأكبر تأثيرا (فصل الشتاء)، وهو عمل رجالي بحت، ويقتصر دور النساء على رعاية الأطفال، بصورة عامة.. ولا يعرف مجتمع الإسكيمو الصراعات حول مناطق الصيد، ولهذا يندر جدا في ذلك المجتمع ظهور توجهات عدوانية نحو الآخرين لأسباب بقائية، وتنحصر الأسباب، حين تنحصر، إلى أسباب اجتماعية، تنحصر هي الأخرى، لدرجة كبيرة، إلى سبب أصيل، هو "الغيرة الجنسية"، وهي الطبيعة البشرية التي ذكرنا قبل اليوم أن ماركس وإنجلز، ومن شايعهما، لم يعيراها الاهتمام اللائق بها.. تماما كما لم ينتبها للأهمية الجوهرية لمفهوم الدين في حركة التاريخ، فرديا ومجتمعيا..

    ومجتمع الإسكيمو يقل فيه الموت الطبيعي بشكل كبير نسبيا، خصوصا عندما يكون حديثنا عن مجتمع ذي طبيعة مسالمة كهذا (طبعا نحن نتحدث، كما قلنا، عن واقع تم تجاوزه بعد النصف الثاني من القرن العشرين)، ذلك أن الموت بسبب الجوع كثيرا ما يكون هو السبب المؤدي للموت، وبصورة مستفحلة ومستمرة عبر تاريخ إنسان الإسكيمو.. مما يجعل إنسان الإسكيمو وريثا شرعيا لحقبة قديمة جدا من تاريخ الحياة البشرية على هذا الكوكب، حيث كان الموت بسبب الجوع سببا رئيسيا لانقراض أنواع بحالها، من أسلاف البشر والحيوان على السواء..

    لهذا، ولأسباب كثيرة، فإن مجتمع الإسكيمو هو مجتمع بطله الفرد، وبصورة شديدة الوضوح، والمجتمع لم يكن يوما سوى أداة واحدة من أدوات الفرد من أجل البقاء في تلك المنطقة..

    وهذه الميزة في إنسان الإسكيمو لم نذكرها إلا لضرب المثل فقط، وقد يتيح لنا الزمن لذكر أمثلة أخرى.. وأيضا ربما نذكر القليل عن مملكة الحيوان، إذا توفر الزمن، لنعود إلى البداية الأصلية للمجتمعات، عند القرود العليا والحيوانات الأقرب ذكاءا لدرجة الإنسان، وهو أمر سيعود بنا إلى ماركس في نقطة حساسة جدا، حيث أن افتراضه لصورة تطور المجتمع لا تتناول كثيرا المجتمعات التي يفترض أنه يرى أننا تطورنا منها، وهو المقتنع جدا بنظريةالنشوء والارتقاء كما أسس لها دارون.. فماركس، مثلا، عندما يتحدث عن بداية من بدايات المجتمع كان فيها شيوع حتى في العلاقات الجنسية، إنما تجده يتحدث عن مجتمع هو أدني في التطور من مجتمعات القردة العليا، حيث تلعب الغيرة الجنسية محركا أساسيا في وضع صيغة مجتمعية يحترمها أفراد تلك المجتمعات.. بهذا يصبح ماركس متحدثا عن التاريخ وتطور التاريخ من خارج الإطار التاريخي! ذلك أن منطق التاريخ يقضي بأن ماركس يقول بإن المجتمعات البشرية الشيوعية الأولى كانت انتكاسة عن مجتمعات القردة العليا، والتي يفترض بها أن تكون أدني من البشر في سلم التطور النوعي!

    والصيغة المجتمعية، منذ بداياتها وإلى يومنا هذا، تقوم في أساسها على كبت غريزتين أساسيتين، هما "الغريزة الجنسية" و"عريزة التملك"، وخصوصا الأولى، وبدون كبت محكم لهاتين الغريزتين لا يقوم مجتمع في أدنى مستوياته، أي المستويات الحيوانية، دع عنك المجتمعات البشرية، والتي لا تحد الغريزة الجنسية فيها مواسم تزاوج ورغبات محددة في بقاء الجنس، بعكس المجتمعات الحيوانية.. المجتمع يقوم، أولا وأخيرا، حينما يتفق جماعة من الأفراد على التنازل على قدر من حرياتهم ليتواضعوا على أحكام تضمن لهم العيش مجاورة بأمان وتكافل، مما يجني على هؤلاء الأفراد فوائد أخرى جراء ذلك، هي في أصلها من أجل ضرورة البقاء عامة.. هذا التعريف البسيط للمجتمع غني عن التفصيل والتفلسف، فهو شاهد على نفسه بنفسه..

    فنحن نشاهد، إذا، ان التكوين الفلسفي لمفهوم المجتمع نفسه هو تكوين فيه تعقيد وربط لأسباب ومسببات ونتائج ومحظورات، مما يشكل، في كليته، إنتاجا فكريا لا يمكن أن يصدر من غير عقل مفكر، ولو في أدنى مستوياته.. يصعب، منطقيا، أن تخرج هذه المنظومة الفكرية المعقدة من "غير فكر"، بل وتكون هي أساس وبداية الفكر! إذ أنها بذلك، تقدح في قيمة الفكر منذ البداية، وتهزم قضيته منذ ولادته.. إن لم تكن حركة الفكر البشري سابقة لوجود المجتمع البشري، فهذا يعني أن الفكر البشري نفسه غائب عن الصورة في أهم المواقع، وبالتالي فهو يصبح فاقدا للقيمة بشكل مثير للشفقة، وعليه لن يكون لحديث ماركس عن محاولة تغيير الواقع المجتمعي أي قيمة، إذ أنها متولدة من اعتبارات محكومة ولا حكم لها، وهي فاقدة لأي إمكانية في التغيير.. الديالكتيك نفسه لن يكون إلا ديالكتيكا أعرجا إذا قدمنا العربة على الحصان (إقرأ "المجتمع على الفرد") بهذه الصورة.. دراسةالتاريخ، ودراسة التطور البيئي والمجتمعي والنوعي للحياة على هذا الكوكب تتلخص في أن مفهوم المجتمع هو مفهوم تولد من رحم التجربة الحياتية لمخلوقات هذا الكوكب.. خصوصا عندما نسحب المسألة إلى نهاياتها المنطقية (خصوصا منطق الديالكتيك ومنطق المادية)، وهذه النهايات المنطقية متجسدة، حسا ومعنى، في حيوان الخلية الواحدة، حيث "الفرد" هو المصدر الأوحد لبداية التاريخ، وحيث لا يقوم المجتمع منه إلا مقام الوسيلة من الغاية.. بل إن هذا التجسيد المنطقي في حيوان الخلية الواحدة يصل للحد الذي فيه تكون عملية إعادة الإنتاج النوعي (reproduction) هي عملية فردية، لا حاجة فيها لأي شريك!

    ملخص ما أريد قوله هنا هو أن التفكير الذي يضع المجتمع سابقا للفرد في حركة التاريخ، ويجعل الفرد وسيلة للمجتمع في سيرورة هذه الحركة، هو تفكير يسير "مقلوبا" منذ صفارة البداية.. ورغم "قلبته" هذه فإنه قد استطاع أن يرتع في منطقة صغيرة من مجال الحركة الفكرية، ويصول فيها ويجول، ولكنه يبقى مسجونا في هذه المنطقة ما بقي على قلبته هذه، وليس له من حرية الفكرة إلا قليل حظ، مقارنة بالحرية المطلقة (أو الشبه مطلقة) المكفولة للفكر "القويم" الذي يميز جيدا بين الغايات والوسائل، والمقدمات والنتائج، والسوابق واللواحق..

    وأرجو أن يتوفر لي المزيد من الوقت للتركيز على هذه النقطة، فهي في غاية الأهمية، وفي غاية الحاجة للتناول الفلسفي الدقيق، الواسع، والمتأني.. مصحوبا بالأمثلة التوضيحية والمنطق المقبول.. وهي مسؤولية لا أرى لي بها قبل، غير أن أشارك في تقصيها مع المشاركين هنا بقدر الطاقة..


    والتحايا مجددا لجميع رواد هذا الخيط..
                  

02-05-2006, 11:22 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Yaho_Zato)

    مزيدا من التناول والتفاكر..



    ترد عن الأستاذ محمود محمد طه مقولة حكيمة ودقيقة.. في مجملها يكمن عين نقد الماركسية.. في تعليق للأستاذ في إحدى محاضراته (الماركسية في الميزان) جرى ذكر مقولة ماركس بأن حركة التاريخ ما هو إلا سجل لصراع الطبقات، والتطورين، الفكري والعضوي، هما أيضا نتيجة لذلك الصراع (في ارتكاز عقيدي تام على طرح دارون).. قال الأستاذ ما معناه (وتطور الجنين في بطن أمه.. هل هو أيضا نتيجة لصراع الطبقات؟)..

    في هذه الكلمة الموجزة أظهر الأستاذ ضيق تناول الماركسية لمسألة الوجود في عمومها، وأظهر جوهر "تغريب الإنسان" الموجود فيها.. عبارة بسيطة، ولكن التأمل فيها سيعيدنا إلى الحديث عن عواقب "التفكير المقلوب منذ صفارة البداية"..

    ومزيدا من التناول والتفاكر..
                  

02-05-2006, 10:13 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Yaho_Zato)

    الاخ قصي ... تحياتي

    تاريخ البشرية حدث وكما قيضته الإرادة الكونية , وهذه الإرادة وفق أحكام المرجعية الدينية تنتمي إلى المشيئة الإلهية , ووفق النظم الماركسي تنتمي إلى الطبيعة , ودعني هنا أشير للماركسية ( كممثل ) لكل التيارات الفكرية الوضعية, التي حاولت أن تجترح مجرى ماديا للتأسيس لتاريخ البشرية , , وهذا بالطبع يتضمن الدارونية وكل المدارس والإتجاهات التى آثرت بتر الآصرة الماوراطبيعية , وإلى الدين كواجهة لأنماط التفكير المثالي . كان من الممكن أن يكون الجهد الماركسي إضافة فى وجهة البحث عن الحقيقة , طالما توارت أو إستخبت بأثر من هيبة الطبيعة على نحو , وبضعف الإنسان ومحدودية تفكيره على آخر , وبنزوع آليات التنقيب الديني إلى اليقين أكثر من البحث والتعليل و الإستنتاج ثالثا , لكن إختارت الماركسية أن تكون لذاتها أكثر من أن تتماهى فى موضوعها , فكان جردها الفكري يستدعي أولا ( التميز ) ولسان حالها ينطق بأن الحكمة تكمن ها هنا , ومع أن هذا التوجه يشبه الماركسية فى كلياتها , إلا أنه يجافي جزعها والقائم أصلا على فرضية التطور , والتطور المعني هو ركام المعارف والتجارب والأفكار , وحيث لم تستثن الماركسية هنا الافكار والتصورات الدينية , على الأقل فإن كانت مراداتها سماوية فحواملها بشرية , وهذا ما كان كافيا لإعتبارها جزئيات من التاريخ ومعطيات من الواقع , فمع أن الماركسية تدعي لنفسها التصالح ومنهاج التطور , إلا أنها إختارت مسارا مختلفا ومفارقا لناموس الحياة وأحوال البشر عبر التاريخ , فكان نداؤها بالبتر لا التواصل , وبالجدة لا التقادم , وبإفتراع الهيئة الماركسية بديلا للتراكم , فربما لا تهمنا هنا تناقضات الماركسية مع إدعاءآتها , لكن يهمنا مؤداها وهي تحاول أن تعيد نظم البشرية على طريقتها, ويهمني أكثر هنا إنسجام المناولة مع رأس الموضوع , ولما إختاره صاحبه كما أراد , وكما أردنا أن نتوالى فى السياق , فالضابط التنظيمي يقتضينا هنا أن نقرن كل إسهام بموقعه من موضوعة الاخ عدلان , وكما إختارها عنوانا لهذا البوست , هل نوافقه الرأي أم لا .

    أقبل صيغة الفرد ... قبل أن يشيع المجتمع الأولي بالفرضية الماركسية ... وأرى فى هذا إستدراك ذكي فى مقارعة الماركسية ... خاصة وقد أسست منهاجيتها الفكرية والإجتماعية على نفي الفرد وإلحاقه القسري بالمجموع ... وعلك تعلم أن الماركسية تحدثت وكثيرا حول دور الفرد فى التاريخ , لكنه وعلى أية حال ليس هو الفرد الذي تعني , ليس هو الفرد الطبيعي كنواة للمجتمع أو كحلقة ما قبل مجتمعية , إنه الفرد ( المتميز ) والذي من الممكن أن يلعب دورا فى التاريخ يؤثر على المعادلة الماركسية الطبقية , بإعتبار أن الفرد ومهما كان إسهامه , فهو يتقيد بدواعي ومآلات الصراع والتكيف الطبقيين , لهذا فشلت الماركسية مثلا فى إستيعاب ( غاندي كظاهرة سياسية مناوئة للعنف ) ومع أن غاندي كفرد ألهم بني وطنه وعالمه الثالث جلائل أخلاقية ومنجزات وطنية وقلائد تاريخية , إلا أن المحلل الماركسي يصر على ( التعميم ) ويبحث عن جذور الظاهرة الغاندية فى حيثيات الصراع الطبقي , فالفرد وإن علت مقاديره وتجبرت قدراته وتميزت منجزاته , فلا بد وأن يدغم فى الوعاء الإجتماعي الكبير , ليس لأن المجتمع أجل من الفرد وإنما لان الفرد لا يمكن أن يصنع التاريخ أو أن يعدل فى مجراه وفق التقدير , أو الجزم الماركسي إن جاز التعبير . فأن كان هذا يجافي الموضوع فهو يأنف عن الواقع بالضرورة , وهنا أقيد نقطة لصالح الأخ عدلان ولفرضيته ( الواقعية ) .

    ويتصل الحوار ....
                  

02-06-2006, 10:31 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: HAYDER GASIM)

    لا يتوقف الموضوع فى حالة كونه يتصل بالتميز الفردي عند غاندي فحسب , ومع أن التاريخ فى ملامحه الاساسية وفى تغيراته النوعية إرتبط وبشكل أساسي بالافراد , ودون إلغاء للحركية الإجتماعية التي تلهم الأفراد إجتراحاتهم وأعمالهم المتميزة , فالتقييم الماركسي لم يسع لكل هذا وذاك , بل إعتسف شأن الفرد ولدرجة توحد الأفراد وكأنهم متماثلون فى كل شئ , وهذا بالضبط ما تنشده الماركسية , التضحية بالفرد لحساب المجموع , وإعلاء راية الجماعة وإن تواضعت وتنكيس راية الفرد وإن تجلى , ففى حالة غاندي ربما يحاجج الماركسيون بالتأكيد على الجذر الاجتماعي للظاهرة , ومع أن هذا ليس كافيا بإعتبار أن غاندي يقف على رأس الإنجاز وإن إتخذ بعدا إجتماعيا , فالرد الماركسي يشي بتقزيم المبادرة الفردية , وكأنهم يقولون , إن لم يكن غاندي فربما كانت غادة , بمعنى أن الفعل فى جوهره الإجتماعي ناضج وليس من دور للفرد غير الدور الرمزي فى الإعلان والمباركة , فالمشيئة هنا إجتماعية طبقية لا ريب .

    والشاهد أن حتى الإخراج الماركسي الفني هذا , والذي يمنح الفرد دورا شكليا فى حالات التغيير الإجتماعي , فهو غير حميد فى النخاع الماركسي الأشم , لهذا تفضل الماركسية الثورة بكل تجريداتها الفكرية والمعنوية , وتتبناها مفهوما وفعلا آخذا فى عمقه الإجتماعي , حيث تعلو مقادير الجماعة وبالأحرى الطبقة , وحيث يستوي الأفراد على مقامهم الإجتماعي الذي قيضه التاريخ وذهب على إثره الواقع .

    كل هذا ( الشطط ) الماركسي , لأنها , أي الماركسية , وعدت الناس بالمساواة , ومن ثم لا يستقيم تقديم فرد على آخر , أو فرد على المجتمع , ولعل الأمر قد لا يتوقف عند هذه التصورات النظرية فحسب , لكنه يمثل فى نهاية المطاف مستودعا قيميا للشيوعيين ولمن يتبنون النهج الماركسي , وذلك عبر الجنوح المستديم لإسباغ الحكم الجماعي على المبادرة وإن كانت فردية , فمن هنا يتأتى خنوع الفرد أو ( العضو ) بإعتبار أن لا صوت له غير صوت الحزب , ولا أذن تسمع إلا و ( صوانها ) الحزب , ولا لسان ينطق إلا بإرادة الحزب , ولا قدم تترجل إلا ويسوقها الحزب , وحتى الشهيد بينهم , فما لروحه من مقام ولا لأجله من مردود غير الحزب . أعتقد أن الشيوعي يذوب فى المعطف الماركسي وكأنه طفل بين يدي أمه , وأعتقد أن الحزب هو الإله الصغير الذي يسترضعهم كل ماء الحياة , وأن الماركسية هي الإله الكبير الذي ( يزابون ) به الآلهة الأخرى , بمن فيهم من فى السماء .

    ضريم ( الفرد ) فى الجخ الماركسي , مع هذا فهو وجع لا يصمد أمام محكمة الواقع ولا التاريخ إن شئت , ولهذا تجوز الاسئلة التالية : إن لم يكن هناك ماركس ( الفرد ) فهل يا ترى كانت ستكون هناك ماركسية؟ وإن لم يكن هناك لينين ( الفرد ) فهل كانت ستكون هناك لينينية؟ وإن لم يكن هناك ماو ( الفرد ) هل كانت ستكون هناك ماوية؟ وإن لم يكن هناك غاندي , هل كانت الهند كما نراها , وإن لم يكن هناك مانديلا هل كانت جنوب أفريقيا ستتوشح ذات الثوب , وإن لم يكن نيوتن والنشتاين هل كان العصر كما نشهده , وإن لم يكن بل قيت هل كنا سنتواصل بذات الأريحية والتي نتحاور من خلالها اليوم ؟

    ويتصل الحوار ...
                  

02-07-2006, 03:15 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأحباء واردي هذا الخيط، وال فاتلون لحبله.. سلام..

    رغبتي في مواصلته والتواصل معكم أكيدة.. الموضوع لا يحتمل التعليقات العابرة، وكلما أقرأ مداخلة.. تزدحم برأسي عشرات الأفكار، أحاول ربطها، و التاريخي منها لابد من التحقق منه وربطه بالمصادر المعززة، وتبيان أصوله وفرزه عن ما هو محض استنتاج، لنصل معاً لنهايات معقولة –ولا أقول اِتفاق- فربما كل منا يصل إلى استنتاجات و نتائج مختلفة.. ولأن البوست نفسه بوست "باحث" فللبحث أدواته ويحتاج للوقت، والوقت عملة نادرة في حالة كوني غير متفرقاً، ومما يزيد الأمر سوءاً أن اليوم 24 ساعة غير قابلة للتفاوض حولها، ولست جيداً في مسألة ترتيب زمني.. أعزكم جدا، فأعفوا لي تأخري.

    العزيز عبدالعظيم محمد أحمد،

    شكراً على الكلمات المشجعة، أتفق معك أنه (لايكفى ان نحلل العالم ولكن كيف نغيره).. فهل تتفق معي أنت، أن تلك مهمة تتجاوز حدود البوست –بوستينا هذا!- فهمت أنك تعني البرامج العملية، أو كما عبر عن ذلك الأخ عثمان عجيب، في مداخلته أعلاه:
    ?"how can this theory be applied to the Sudanese dilemma"
    أود أن أطمئنك أن ذلك يقع منا موقع العين والرأس، ولكن لابد لنا من أفق تفكير إستراتيجي أولاً بالتبادي.. وقد كان هناك انتقاد من البعض لصدور مشروع دستور الحزب الشيوعي قبل مشروع البرنامج، وأنا هنا أقول أن صدور مشروع الدستور أولاً، كان أمراً صائباً – رغم عدم معرفتي ب هل ذلك كان أمراً مقصوداً، أم أنه حدث لأن لجنة الدستور كانت أنشط؟- إذ أنه، ولازما علينا وفي البدء، من تحديد القوى الاجتماعية التي تشكل "دومين" الحزب وتحدد مضمون مشروعه للتغيير الاجتماعي (البرنامج) ومصادر معرفته النظرية–أي الحزب- التي يتوسل بها ل "نجر" برنامجه.

    العزيز حيدر قاسم، تحايا وسلام..

    فرحت لاستجابتك وتلبيتك الدعـوة، فقد حضرت كريماً كما العهد بك.. سأدعك تكمل مداخلتك القيمة، رغم تحفظي على معارضتك المطلقة للفرد بالمجتمع، باعتبار أن ذلكم هو ما دعا له ماركس، ولا أظن أن ذلك الإدعاء صحيحا، فالفرد عند ماركس هو جوهر مشروعه وقمة هرمه الفكري، وسأعـود بقليل من التفصيل حول ذلك، لاحقاً..



    العزيز قصي،

    كتبت أن "الصيغة المجتمعية، منذ بداياتها وإلى يومنا هذا، تقوم في أساسها على كبت غريزتين أساسيتين، هما "الغريزة الجنسية" و"غريزة التملك"، وخصوصا الأولى، وبدون كبت محكم لهاتين الغريزتين لا يقوم مجتمع في أدنى مستوياته" وقد أوليت عناية كبيرة لما أسميته أنت ب "الغيرة الجنسية" وعزيت لها الأثر الكبير في تطور قوانين المجتمعات..، قد أتفق مع قولك أن "ماركس وإنجلز، ومن شايعهما، لم يعيراها الاهتمام اللائق بها" ولكن استنتاجك عن عدم صحة شيوع العلاقات الجنسية والذي بنيته على أساس نظرية "الغيرة الجنسية" أعتقد أنه ليس صحيحاً –سأدلل على ذلك بعد قليل- وفي تقديري أن الغيرة الجنسية هي قيمة مجتمعية نمت وتطورت مع نمو الملكية الخاصة، وأتفق في ذلك مع التحليل الماركسي.

    تفشل نظرية "الغيرة الجنسية" في تعليل وفهم المجتمع "الأمومي".. حيث المرأة هي المسيطرة اجتماعياً، تقيم علاقاتها الجنسية مع من تشاء من الرجال، وينسب لها الأطفال.. ونجد أن جذور المجتمع الأمومي آثاره ممتدة عميقاً حتى في تربة مثيولوجيا ما بعد الحياة الأخرى، ففي الإسلام والذي هو أحدث الديانات السماوية في التاريخ –الرسالة الخاتمة- نجد أن الناس يوم يبعثون تتم مناداتهم بأسماء أمهاتهم.. مثلما هو الحال وسط نوبة شمال السودان، وهم ليسوا الوحيدين في العصر الراهن في السودان الذين ينادون الرجل ب "فلان ود فلانة".

    حتى تاريخ قريب جدا..ً كان عادياً تماماً في السودان ممارسات مثل تلك التي كانت قد صاحبت سيرة الأميرة نصرة بت إدريس ود عدلان، التي كانت تتزوج وتقيم علاقاتها مع من تشاء، ومن بعدها كذلك اِبنتها – التي كان أحمد باشا أبو ودان أحد عشاقها- ولا تجد أي استنكار من المجتمع القائم آنئذٍ.

    من خلال المثال السابق ولأمثلة التالية المأخوذة من المجتمع السوداني، وهو مجتمع كامل التشكل ويبعد مئات السنوات عن مجتمع المشاعة البدائية، وإلى وقت قريب..، سندلل على، وسنرى كيف أن الغيرة الجنسية كقيمة مجتمعية تتراجع أمام رغبات التملك والثراء؛

    في الشرع الإسلامي يطلق مصطلح "التتييس" على الممارسة الاجتماعية التي تهدف إلى تحليل الزوجة لزوجها بعد طلاقها شرعياً ثلاث مرات، فلا تحل له إلا إذا تم زواجها ومن ثم طلاقها من رجل آخر. ذلك ضرب في التحايل معروف ويطلق عليه مصطلح "التتييس" المشتق من كلمة "تيس" وقد مارسته أُسر معروفة في السودان، بل وفي أحد البيوتات الحاكمة.. وهناك أيضاً القصة المشهورة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث دفع رجل الأعمال السوداني المعروف (خ.ف) مبلغاً ضخماً لأحد الأزواج مقابل أن يطلق الرجل زوجته لتحل لرجل الأعمال!

    *
    Quote: "أوقفت سلطات قبيلة البشاريين في عام ١٩٣٢م دفع ناقة (يقابلها دفع بقرة أو أكثر عند الدينكا والنوير) كتعويض لزوج الزانية بناء على أن الأزواج كانوا بصورة متعمدة يشجعون زوجاتهم على الزنا حتى يتلقوا تعويضاً على ذلك، وقد أدت الإباحية الجنسية إلى تفشي الأمراض التناسلية مما أثر سلباً على معدلات المواليد، فالزوجة تزداد قيمتها و مكانتها لدي الزوج كلما شعر بأنها مرغوبة بواسطة غيره من الرجال، حتى ولو أدى الأمر إلى الزنا:
    (Paul 1954: 79) " Paul, A, M. A.: 1954 A History of The Beja Tribes of The Sudan, Cambridge, University Press.



    ليتواصل الحوار إلى حين عودة.. مع خالص الود للجميع..


    * أ.د. مختـار عجــوبة – المرأة السـودانية: ظلمات الماضي و إِشراقاته، ص 86.

    .
                  

02-08-2006, 01:04 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي حيدر قاسم.. مع التحايا نظل نتابع ونتفاكر..


    عزيزي عدلان.. سعيد بعودتك

    في قولك

    Quote:
    تفشل نظرية "الغيرة الجنسية" في تعليل وفهم المجتمع "الأمومي".. حيث المرأة هي المسيطرة اجتماعياً، تقيم علاقاتها الجنسية مع من تشاء من الرجال، وينسب لها الأطفال.. ونجد أن جذور المجتمع الأمومي آثاره ممتدة عميقاً حتى في تربة مثيولوجيا ما بعد الحياة الأخرى، ففي الإسلام والذي هو أحدث الديانات السماوية في التاريخ –الرسالة الخاتمة- نجد أن الناس يوم يبعثون تتم مناداتهم بأسماء أمهاتهم.. مثلما هو الحال وسط نوبة شمال السودان، وهم ليسوا الوحيدين في العصر الراهن في السودان الذين ينادون الرجل ب "فلان ود فلانة".


    هل المجتمع الأمومي ليس فيه تحديد لمدى العلاقات الجنسية؟

    الغيرة الجنسية تكون معدومة، أو غير قائمة في التشريع، فقط إذا لم تكن هناك ضوابط شرعية مجتمعية تحدد مدى التصرف الجنسي.. أما الحديث عن الأمثلة التي ذكرتها من المجتمعات الأمومية، فهي لا تنفي ذلك، وإنما تظهر التباين التاريخي والثقافي البيئي في التشريعات المجتمعية التي قوضت الحركة الجنسية للأفراد..

    ونحن لسنا بحاجة للذهاب بعيدا إلى عهد المجتمعات الأمومية، ففعي عهد قريب جدا في القرن الماضي (وربما لا زال إلى الآن) تواجدت مجتمعات في شرق ووسط آسيا تتزوج فيها المرأة من أكثر من رجل، أما الرجل فليس له سوى زوجة واحدة (بمعنى تعدد الازواج بدل تعدد الزوجات).. وهناك أيضا مجتمعات يحق فيها للأخ أن يعاشر زوجة أخيه، رغم أنها تبقى في العرف المجتمعي زوجة أخيه فقط، لا زوجته!

    كل هذه الأمثلة، ومثلها الكثير، لا تنفى وجود ضوابط للغيرة الجنسية، وإنما تظهر تجليها في تشاريع متعددة ومتباينة.. وتشريع العبودية نفسه، عبر التاريخ، فيه ما فيه من ما يشبه الحالات التي ذكرتها أنت هنا من المجتمعات الأمومية.. والغيرة الجنسية على كل حال ليست مقصورة على الرجل (كما يوحي حديثك بأنك فهمت مني) فالمرأة أيضا، بالطبع، لها فيها حظ متساو مع الرجل.. واختلاف التشاريع وتباينها لا ينفي وجود القيود.. حتى أن حديثك عن أن بعض النساء في بعض المجتمعات الأمومية كن يملكن حق المعاشرة لمن يشأن فيه تعميم كبير، وهو ليس صحيح بأي حال من الأحوال.. إذ أمكن للنساء في تلك المجتمعات معاشرة أبائهن على سبيل المثال؟ أو أبنائهن؟ أو أخوانهن؟ (أعلم بوجود حالات زواج الأخوان في التاريخ، ولكن الحديث هنا عن مدى التعميم الموجود في كل مجتمع على حدة في قضية العلاقات الجنسية).. حديثك هذا يصبح صحيحا فقد إذا كان الرجال والنساء، سوية، أحرار تماما من أي قيود وضوابط تحكم علاقاتهم الجنسية..

    والأمثلة التي ذكرتها أنت من صور تحايل البعض على الشرع المجتمعي الجنسي من أجل أغراض خلفه (جنسية أو تملكية)،إنما تدل أيضا على شديد الاعتبار للتشريع المجتمعي في هذه القضية، والمتراكم عبر تاريخ التجربة المجتمعية، بحيث لا تمكن مواجهته بشكل مباشر، وصرفه من المعادلة دون عواقب وخيمة.. وهو، في نهايته، لا يعتبر سوى تصرف أفراد مارقين عن الصيغة المجتمعية العامة، والتي تدين لها الأغلبية بالولاء والطاعة..

    حديث ماركس، والتاريخيين الذين اعتمد عليهم، من أن بداية المجتمعات الشيوعية كان فيها شيوع تام للعلاقة الجنسية هو حديث لا سند له من التحليل ولا من التدليل.. وأنا أردت بإيراد مثال مجتمعات القردة العليا (Great Apes)-مجتمعات الشامبانزي والغوريلا - سوق المسألة إلى نهاياتها المنطقية، خصوصا باعتبار نظرية النشوء والارتقاء (والتي لا أختلف معها، إلا ما قد يكون في التفاصيل).. فمجتمعات القردة العليا هي مجتمعات أدني من أكثر المجتمعات البشرية بدائية، باعتبار سلم التطور، ولكنها، رغم ذلك، تملك نظاما مؤسسا في ضبط غريزة الجنس وغريزة التملك عند الأفراد..

    ومرجعي في تناول هذه القضية يعود أيضا لأساس "نظرة الماركسية للفرد في إطار المجتمع".. الماركسية، وبوضوح شديد، قد قوضت الفرد من أجل المجتمع، وهو أمر في حد ذاته ليس عيبا، إذ انه وريث تاريخ المجتمعات البشرية، ولكن المشكلة تكمن في أن هذاالتقويض عند الماركسية هو تقويض لا انفكاك منه على طول المدى، وفيه بخس لقيمة الفرد بصورة كبيرة، وفيه "تغريب للإنسان" بصورة كبيرة.. لهذا تكون العودة لحديثي عن أن مجرد تقديم المجتمع على الفرد، في الصيغة التاريخية (مما يجعل المجتمع دوما هو صانع الفرد عبر التاريخ، كما تقول الماركسية) هو سرد مقلوب لحركة التاريخ البشري، وبالتالي هو سرد مقلوب لحركة المجتمعات نفسها.. تقديم العربة على الحصان يفقد كلاهما قيمته..

    والديموقراطية هي قيمة فردية في الأساس قبل أن تكون متصلة بالمجتمع، لأنها في الأصل ترعى قيمة الفرد، وتنميها، في إطار المجتمع في محاولة للوزن بالقسط بين حق الفرد وحق الجماعة، إذ أن الفرد هو نواة الجماعة، وهو، عند النهاية، الغاية من وراء الجماعة (كل فرد في الجماعة).. لهذا لم يكن للماركسية أن تؤسس لقيمة الديموقراطية، كما ذكرنا سابقا، لأنها ترفض قيمة الفرد في الإطار المجتمعي منذ البداية..

    وحديثك يا عزيزي عدلان من أن الفرد عند ماركس "هو جوهر مشروعه وقمة هرمه الفكري" يحتاج منك إلى الكثير من التبيين.. وهو ما سننتظره.. وبالتبيين لا أعني بعض مقولات ماركس الحالمة، التي كان يضعها بين حين وآخر بين سطور أحاديثه المادية الجافة، وإنما أعني الصيغة العمليةالتي توضح موضع الفرد في المجتمع، وحقوقه وممارساته التعبيرية، وماركس فيلسوف عملي كما هو معروف عنه..

    ولقد ذكرنا منذ البداية أن ماركس "كان حالما، يستلهم حلما أشبه بأحلام الشعراء والفنانين، ومن ثم يحاول، باستماتة، حشر عالم الأحلام في مسودات الدفاتر، وحصرها في عالم المادة، في ماديته الدياليكتيكية".. وهذه العبارة، لو أعدنا النظر فيها، لرأينا لماذا يصر البعض على أن ماركس قد اعتني بقيمة الفرد.. ذلك لأنه قد أشار له، وبشاعرية كبيرة، في أكثر من مرة في كتاباته، ولكن عند التطبيق العملي لمنهاجه لا نجد للفرد أي فكاك من الإفلات من نمط القطيع، ولا مجال للتفرد أساسا في مجتمع ماركس..

    وإلى حين عودة أو متابعة يا عزيزي..
                  

02-08-2006, 08:29 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاستاذ عدلان .. البوست مثير .. وباب التنظير على مصراعية .. والواقع يضغط على الفقراء .. وشكراً لمن يمتعوننا بمداخلاتهم التي تستحق التقدير.
                  

02-08-2006, 11:22 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيز محمد عبدالجليل،

    بسبب أن "الواقع يضغط على الفقراء" كان هذا البوست بالذات.. حيث هدفه إيجاد الوسائل التي تقربنا من فهم ذلك الواقع، ومن ثم إيجاد حلول واقعية تهزم الفقر وتقتله وتوقف إنتاج الفقراء.. وهو أيضاُ معني بمساعدة ودعـوة الفرسـان والفارسات المهمومين والمهمومات بقضايا الفقراء، أن لا يبددوا طاقاتهم النبيلة في مشاريع قد تخص أجـيال قادمة، لها فرسانها وفارساتها أيضاً.. شكراً يازول يا جميل على المتابعة والمشاركة، والتقريظ، و أبقى قريب..

    عزيزي قصي،

    الغريزة الجنسية أحد مظاهرها الرغبة الجنسية، ومظهرها الآخر والأكثر أهمية، هو المحافظة على النوع وإستمراره.. وفي سبيل تحقيق هذا المظهر الأخير، أي إستمرار النوع، فإنه من الضروري حماية الأنثي حاضنة النوع، ولابد من حماية الناتج أيضاً –الزواغب- حتي مرحلة الإعتماد على النفس.. وذلك مظهر أولي من مظاهر تشكل العائلة، التي هي الخلية أو اللُبنة الأولى في بناء المجتمع. العائلة المتشكلة إستجابةً للغريزة الجنسية تنتهي وينتهي دورها ببلوغ ناتج تشكيلها -الأطفال- مرحلة الإعتماد على النفس، وذلك يمكن ملاحظته ليس في سلوك القردة العليا (Great Apes) فحسب.. بل أيضاً في مستويات أدني كثيراً في سُلّم التطور البايولوجي، مثل سلوك ذكر طائر "التكّـو" الشهير في السـودان، حيث يحبس هذا الطائر أنثاه فيما يشبه "حراسة" صغيرة مبنية من الطين وبها فتحة تسمح فقط بدخول الطعام لأنثاه، ويستمر وضع الحبس ذاك حتي يصير بمقدور الصغار الطيران.. شُفـت كيف حُــكم التكّــو؟

    إستمرار ووجود العائلة المحددة لما بعد الفراغ من مهمة حفظ النوع وظهور السلالة الجديدة، لم يكن إلا مظهر لاحق لظهور الملكية الخاصة.. ففي حالة القردة العليا كما في حالة طائر "التكّـو"، ليس هناك ضوابط أو قيود تمنع الأنثى أو الذكر من إتخاذ شريك جنسي آخر.. فخارج دورة المحافظة على النوع، لا وجود لما يسمى ب "الغيرة الجنسية" في مجتمع الحيوان، أو حتي مجتمع الإنسان البدائي. الغيرة الجنسية شعور –أتحفظ على تسميته غريزة- إرتبط بظهور الملكية الخاصة حيث نشأت مفاهيم ضرورة الحفاظ على فائض الناتج الإقتصادي ضمن حدود العائلة.. والغيرة عموماً شعور ناتج عن التنافس، التنافس للفوز بالمرأة/ أو الرجل، الأرض، الثروة إلخ ومن ثم تملكها والإحتفاظ بها إلى الأبد، وفي أحيان كثيرة الموت دونها وفي سبيلها.

    طـيب.. إذا انتهت الملكية الخاصة، وكل الناس عملت بالحديث الشريف "من يكن له فضل زاد فاليعد به على من لا زاد له" وعندما تسأل كل شخص عما ينفق فيقول العفو.. هل سينتهي الشعور بالغيرة؟ الإجابة لا، لن ينتهي.. ولكن المرأة لا يجبرها شيء للبقاء بجانب رجلها سوى الحب، وذلك أيضاً ينطبق على الرجل.. وكل منهما يدرك أن الآخر إنما هو باق معه لسبب وحيد، هو الحب.. فليس هناك داع لأي شكوك، ولكن يبقى القلق من هجر الحبيب إلى حُب آخر، هو الذي يبقي على شعلة الغيرة الجنسية متقدة.

    نستنتج من ذلك العرض السريع، أن المجتمع المشاعي البدائي، والذي لا يعرف الفائض الأقتصادي، لم تتوفر له شروط تاريخية تقيد، أو تمنع الرجل أو المرأة من إتخاذ شركاء جنسيين متعددين، في فترات مختلفةـ أو في نفس الفترة.. ذلك لا ينفي أن المرأة تحب رجلاً معيناً وكذا الرجل يحب إمرأة بعينها، ولكن إحتفاظ كل محب بحبيبه يعتمد في الدرجة الأولى على القوة البدنية والمقدرة على إزاحة المتنافسين وإخضاع أو السيطرة على المحبوب، وبما أن حــواء "والدة" فإستمرار الحال دائماً غير مضمـون، المهم، يا عزيزي قصي، وفي تقديري.. أن العامل الحاسم في إستمرار وجود العائلة كوحدة، هو ظهور الملكية الخاصة كما أثبته فردريك أنجلز، ويمكننا التوصل إلى فهم مشترك بضرورة الإعتراف يأهمية عامل الغيرة الجنسية، ولكن بإعتبارها شعور منشأه حب التملك.

    لكم جميعاً خالص الود والمحبة..

    .
    تعديل؛ في الأصل ورد "شعور منشأه غريزة حب التملك" كلمة غريزة لا تعبر عما أراده الكاتب، لذا وجب حذفها..

    (عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 02-13-2006, 10:59 PM)

                  

02-08-2006, 03:23 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي عدلان..

    أرى أنك في واقع الأمر قد سقت لي من الامثلة ما يؤكد زعمي في موضوع الغيرة الجنسية، ولكنك أتيت في النهاية باستنتاج يختلف بعض الشيء عن ما أركن له أنا.. وهو أمر لا غبار عليه، فقراءات التاريخ تنعكس ومن ثم تتلاقح قبل ان يكون بالإمكان خروج صيغة مرضية لعدد اكبر من الناس.. أو ليس هذا هو جوهر الديالكتيك؟ بلى!

    مأخذى الأساسي يأتي من كون الغيرة الجنسية آتية في الأساس من الغريزة الجنسية، وهي تستند عليها أكثر من استنادها على غريزة التملك (صحيح أنها في بعض تشوهاتها تستند على غريزة التملك، ولكن استنادها الأساسي لا يزال قائما على الغريزة الجنسية).. والحب يا عزيزي، كما ذكرت، هو أيضا وليد الغريزة الجنسية، ولكنه وليدها في سبحاتها العليا، حيث العلاقة الإنسانية المبرأة من الحيوانية، وكذلك الغيرة الجنسية في تلك السبحات العليا تكون ألطف وأعمق من الصورة العامة للغيرة الجنسية المعاصرة.. وهذا ليس حديثا شاعريا بقدر ما هو رؤية ديالكتيكية لإمكانية التلاقح بين المعاني النامية اليوم في الفكر الإنساني لتصل لنهاياتها المنطقية، والتي يطلبها البشر اليوم طلبا حثيثا، ويعبرون عنها بشتى ضروب الفن والدين والفلسفة (وكل هذه منتجات فكرية من الدرجة الاولى، ومرتبطة بالبيئتين المادية والروحية)..

    لهذا ذكرت أن ماركس وإنجلز لم يعيرا الغيرة الجنسية أهميتها الحقيقية، وذلك أيضا يعود لأنهما لم ينظرا للغريزة الجنسية إلا كأداة إعادة انتاج نوعية، وهي في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير.. إذ انه لو كان الغرض منها حقا هو إعادة الإنتاج فقط (كما هي النظرة المادية)، فإن حيوان الخلية الواحدة يكون قد سبقنا (بني البشر) في سلم التطور بما لا يحصى من المراحل!

    واصطحابي لنموذج مجتمعات القردة العليا هو أيضا من باب ضرب المثل فقط، وليس الحصر، حيث ان الأمثلة من مملكة الحيوان كثيرة كما ذكرت أنت.. وفي مملكة الحيوان وجود الغيرة الجنسية باستناد تام على الغريزة الجنسية وحدها (دون غريزة التملك) له من الشواهد الكثير.. ويمكننا ان نعود له في مشاركات قادمة قد تاتي..

    ولك مجددا عظيم الود..
                  

02-08-2006, 03:20 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيز قصي،

    كتبت أن الأستاذ الشهيد محمود محمد طه قال في معرض نقده ماركس:
    Quote: جرى ذكر مقولة ماركس بأن حركة التاريخ ما هو إلا سجل لصراع الطبقات، والتطورين، الفكري والعضوي، هما أيضا نتيجة لذلك الصراع (في ارتكاز عقيدي تام على طرح دارون).. قال الأستاذ ما معناه (وتطور الجنين في بطن أمه.. هل هو أيضا نتيجة لصراع الطبقات؟)..

    أرى بعض الغرابة في ذلك التسـآؤل، منشأؤه أن ماركس قطعاً لم يكن يعني التاريخ الطبيعي،.. ولا أظن أن ماركس يمكن أن يقول بأن التطور الطبيعي هو سجل للصراع الطبقي؟ ّّأرجـو شاكراً مدي بالمصدر الذي يشير فيه ماركس بأن التطور العضوي هو أيضاً سجل أو إنعكاس للصراع الطبقي.. ماركس لا يسعه مثل ذلك القول.

    لك خالص الود..
                  

02-08-2006, 05:28 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    تسجيل حضور ومتابعة وإشادة بصدقك ومدى جديتك وإخلاصك لما تعتقد فيه.. ياعدلان!.
                  

02-08-2006, 06:35 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي عدلان..

    ماركس أساسا لم يعزل تاريخ الصراع الطبقي وعلاقات الإنتاج عن التاريخ الطبيعي والتطور العضوي للكائنات الحية.. والحق أن النظرة الماركسية للتاريخ تفقد مرتكزها الأساسي من التاريخ إذا عزلنا التاريخ الطبيعي (اقرأ "العضوي") عن التاريخ المجتمعي.. التاريخ المجتمعي هو تطور وامتداد تلقائي للتاريخ الطبيعي، والصراع الطبقي المقصود هنا يتجلى في صور أخرى في علاقات وقوى الإنتاج التي سبقت المجتمعات الشيوعية الأولى.. وهو نفس الصراع التي يتم بواسطته الاختيار الطبيعي للفصائل والأنواع الحيوية في صراع البقاء النوعي..

    وماركس، بتأييده لنظرية دارون، جعل هذا الأمر من بداهات منهجه التاريخي.. عليه يصبح التطور العضوي هو استجابة لمتطلبات المادة الخارجية من أجل البقاء، وهذا صراع طبقي أيضا.. ماركس استخدم مصطلح الصراع الطبقي ليشير إلى تجلي المادية الديالكتيكية في حركة المجتمعات، والمادية الديالكتيكية عنده هي أيضا متجلية في التاريخ الطبيعي عن طريق التطور العضوي، فالتطور العضوي والصراع الطبقي عند ماركس هما وجهان لعمله واحدة، هي المادية الديالكتيكية.. إذا دققنا النظر في هذا الأمر..

    وقبل أن أحاول إيراد بعض النصوص لك من كتابات ماركس، والتي تجد فيها إشارة إلى ما عنيته أنا هنا، سأرفق لك وصلة للمحاضرة (الماركسية في الميزان) للأستاذ محمود، حيث ترد العبارة التي نقلتها أنا هنا عن الأستاذ، إذ قد تفهم أنت منها شيئا مختلفا عما فهمت أنا من سياقها..

    هنا تجد المحاضرة: http://alfikra.org/talks/l005a.htm
    وفي (الجزء السادس) تستطيع سماع مقولة الأستاذ التي نقلتها أنا..

    وأيضا أرفق لك بعض النصوص، على سبيل المثال، التي يتضح منها ربط ماركس لحركة التاريخ العضوي مع حركة التاريخ المجتمعي (الصراع الطبقي)..



    Quote:
    “The individual is the social being. His life, even if it may not appear in the direct form of a communal life carried out together with others –is therefore an expression and confirmation of social life. Man’s individual and species life are not different, however much –and this is inevitable- the mode of existence of the individual is a more particular or more general mode of life of the species, or the life of the species is a more particular or more general individual life.”*

    “It shows that history does not end by being resolved into ‘self consciousness’ as ‘spirit of the spirit’, but that in it at each stage there is found a material result: a sum of productive forces, a historically created relation of individuals to nature and to one another, which is handed down to each generation from its predecessor; a mass of productive forces, different forms of capital, and conditions, which, indeed, is modified by the new generation on the one hand, but also on the other prescribes for it its conditions of life and give it a definite development, a special character.”**

    “All history is the preparation for ‘man’ to become the object of sensuous consciousness, and for the needs of ‘man as man’ to become [natural, sensuous] needs. History itself is a real part of natural history – of nature’s coming to be man.”***

    *(Essential Writings of Karl Marx) – edited by David Caute. Quotation from “Economic and Philosophic Manuscripts of 1844” Translated by Martin Milligan, London, Lawrance & Wishart, 1961 – p.10

    **Same book. Quotation from “The German Ideology” (1864). Edited by R. Pascal, New World Paperback Edition, 1963, London, Lawrance & Wishart. Pp.28-30

    ***Same book. Quotation from “Economic and Philosophic Manuscripts of 1844”. P.111



    هذا مع الود مجددا..
                  

02-08-2006, 11:00 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Yaho_Zato)

    فالفرد فى المجتمع الانساني من الممكن أن يأتي ما لا يأتيه المجموع , بل ومهما تخصبت البيئة الاجتماعية , وحضرت بدواعيها الذاتية كل عناصر التغيير والتهيؤ لمرحلة أو فكرة جديدة , فلا بد من فرد يجترح الأمر , ويسوقه للأقربين الفكريين , ثم المهتمين المستنيرين , ثم قادة العمل الاجتماعي , حتى ينهض للفكرة مرتكز إجتماعي يؤهلها للسعي بين الناس . والشاهد في خضم التجربة المشهودة أو المرصودة للمجتمع البشري , فإن دور ( الفرد ) فى صياغة التاريخ أفعل شأنا وأضرب أثرا من الطبقة أو التيار الإجتماعيين , وقد سقت من قبل بعض الامثلة , لكني أضيف هنا معشر الرسل والانبياء , خاصة وأن الماركسية تجردهم من دعوى علاقتهم بالسماء وبكل المسوغات الماوراء طبيعية , فتحيلهم بهذا إلى دعاة ( أرضيين ) لتتمكن من تحليل رؤآهم وإنبثاقاتهم طبقيا , إذ هذه أداة الوصل والتحليل الأساسية لدراسة تاريخ المجتمع البشري ماركسيا .

    وإنطلاقا من موقف الماركسية من الدين , والقائم أصلا على إنكاره جملة وتفصيلا , فإن رهط الدعاة والرسل والمبشرين يحتلون موقعهم فى الأروقة الماركسية كقادة لسرايا الإقطاع , وكإمتداد نوعي فى إتجاه التمكين للملكية الخاصة , ولتعزيز الإنفلاقات الطبيقة فى المجتمع الإنساني , فهم بهذا المعنى يعمقون فى إستغلال الإنسان للإنسان , ويمتصون رحيق الصراع الطبقي والأمل فى التغيير الإجتماعي عبر مسوغات غيبية , تزيد فى ضعف المستضعف وتستعيض عن معاناته الارضية بجنة غائمة فى السماء . هكذا تفهم الماركسية الدين وهكذا توقع دور المبشرين .

    لكن تعالوا لنرى كيف تعامل المجتمع البشري مع الدين ومع حملة ألويته , فالشاهد أنه , أي الدين , أضحى مكونا وجدانيا ضاربا فى جذوره عند جل الملل البشرية فى هذه الدنيا , بك أضحى من مكونات الشخصية فى هذه المجتمعات , كما توطدت قيمه ومعانيه حتى تحولت إلى ثقافة عامة , يمكن رؤيتها وتحسسها وملاحظة درجة أثرها ومستوى فعاليتها , قد تختلف الامم فى مداوات تعلقها بأديانها عمقا وتسطحا , لكن لاسبيل للإنكار الجزمي الذي تتبناه الماركسية . فالواضح أن الدعوة الماركسية للإلحاد كان يقابلها من طرف المجتمع مزيدا من التمسك بالدين وبالقيم الدينية .

    عليه أخي عدلان .. فدور الفرد فى التاريخ ودور الدين فى صياغة المجتمع , يؤكدان خطل وغربة الماركسية , وتصح هنا فرضيتك حول العلاقة العكسية بين الواقع والماركسية ... نقطة أخري تنضاف لتعزيز موقفك , ولسع , بس وسع جيوبك .
                  

02-08-2006, 11:03 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: HAYDER GASIM)

    الأخ عدلان ... سلمات

    كدي قبلما أواصل ... فمواصلتي سوف ترشح فى مجرى التأكيد على زعمك لا مناص , فبإعتبار صحة إستنتاجك وسلامة إجتراحك , وجرأة طرحك , فماذا أنت فاعل إذن ؟ , فأنت لا تطرح هذا الأمر على سبيل النقد ومن مواقع الرصد أو الفرجة , بل من موقع الإرتباط بطرفي النقيض ( المنظمات الشيوعية من جهة والماركسية من الاخر ) فهذه مشكلة أوجبت بنفسك مقدمات حلها , والواضح أنك مع الواقع وتشير بطرف جلي لمفارقة الماركسية لهذا الواقع . كنت أتطلع بالمقابل لموقف يؤكد على تماهيك فى إستنتاجك وتصالحك مع مستخلص تجربتك , خاصة وأنها تجربة خضتها من موقع الإلتزام الفكري والحزبي من ناحية , ومن موقع التكيف وظرفية التغيير بإستدعاءآته الذهنية والعملية كذلك , فسال مدادك لما إحتجب الآخرون , أو قل جلهم بأروقة الحزب , كناطق رسمي بأقوالهم وأفعالهم , وحميد أتيت , فأنت الآن أكثر حساسية تجاه الديمقراطية والواقع , وأنت أفضل تجاوبا مع الآخر , وأنت الآن تقلص غلائظ الآيدولجية لحد الكرامة .

    لا أدري كيف تنظر إلى هذا البوست وقد إستولدته من أحشائك الفكرية , جنينا حريا بالحياة , ولهذا أنظر إليه كنقطة تحول فارقة فى حياتك الفكرية والسياسية , فإن إستتبعت فعلا بما قلت , فأنت تنال إحترام نفسك إليك من قبل و إحترام الآخرين بالطبع من بعد , أتوقع فى الإثر وبتوخي الحد الأدنى أن تستقيل ( فكريا ) من الماركسية , وموضوعيا من حزبك الشيوعي , خاصة وقد ظفرت نفسيا وفكريا بما تروم وما ترى , فلك الفضاء لتعيد ترتيب مناخاتك الفكرية وخيارتك السياسية على خارطة وجدان جدير بالسلامة .

    أما إن إخترت ما إخترت , من باب الإثارة ومكاثرة الزبائن , لتمد لهم فى نهاية المطاف لسانا ماركسيا , أو أن تدع الناس يحكمون عليك بمنطوقهم الشعبي ( عصاية قايمة وعصاية نايمة ) فهذا إن حدث فهوا خسران مبين , لمصداقيتك ولهيئتك بين الناس ... أربأ بك من مثل هذا الطرق العبثي ... لكن أفصح وأوردنا من أعماقك أثقالها ... لتطمئن قلوبنا .... والسلام .
                  

02-09-2006, 06:33 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عبد الحميد البرنس)

    أخي عبدالحميد البرنس..

    تحــْضرك الملائكة.. اِت أصلك اليومين ديل محضـور.. منتصف ثمانينيات القرن الماضي، صـادفت الأخ الحاج وراق قريباً من مدخل فندق حديقة المـوردة وكان وقتها عريساًفي شهر العسل تحفه الملائكة، طلب مني الدخـول، فجلسـنا في بهو الفندق نتجاذب أطراف الحديث، فلاحظت أنه يحمل كتاباً في يده، قلت له: ده وكتو ياالحاج؟ فيا برنس..، ده وكــتو؟

    دامت أيامك كلها عسل، وخليك قريب.

    .
                  

02-09-2006, 11:49 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ حيدر، تحايا وسلام..

    لم تكمل توقعك "أتوقع فى الإثر وبتوخي الحد الأدنى أن تستقيل ( فكريا ) من الماركسية , وموضوعيا من حزبك الشيوعي" إلي نهاية شوطه، فأسمح لي بإكمال توقعك على النحو التالي: كما أتوقع منك أن تنضم إلى قوى المستقبل، حركة حق!

    موقفي يا عزيزي من الناس والأشياء واضح وقاطع، ومنسجم، فأنا أتبع صوت عقلي وإلهام وجداني.. لا أحد يملي علي قراراتي.. كما أن منهجي في تقصي المعارف يبدو أنه على طرف نقيض من منهجك.. منهجي قائم على الشك والتقليب، قبل القيول والتسليم، جزءاً فجزء، ف (الرحــمن لم يخلق الكون دفعة واحدة! ).. بينما منهجك أنت ياحيدر قاسم -كما هو ظاهر لي- قائم على القبول والإطلاق، فلا عجب أن تكون الماركسية في عرفك في يوماً ما هي الخير المطلق وهي الحق الأبلج.. واليوم، بعد أن صُدمت فيها وعرفت أنها ليست الحق المطلق، أكلت صنمها ولعنت ابن سلسفيلها.

    في مداخلتك الأولى في هذا الخيط كررت علي دعوتك "كن عدلان ... تكون أجمل " ولم أشأ أن أعلق راجياً تجاوز الإيحاءات الإنطباعية لما هو أفيد.. لا أظن أننا التقينا من قبل أو جمع بيننا نوعاً من التعامل حتى تقرر أن عدلان ليس عدلان، فتأتي صيغة خطابك الآمرة.. كُـن! ان لم يكن لك الوقت الكافي لتتبع نمط تفكيري من خلال ما ظللت أنشره في هذا المنبر طيلة العامان المنصرمان لتتعرف علي بشكل أوثق يجنبك مزالق الأحكام المبتسرة.. وإن لم يكن لك رغبة في ذلك، أو السببان مجتمعان.. لا بأس من أن أشير إليك بحادثة صغيرة في مجرى حياتي عسى أن يطمئن قلبك أنني لا أتبع إلا صوت ضميري.. قاد الأخ ياسر عـرمان إنقساماً في صفوف الجبهة الديمقراطية العام 1983 عندما كان طالباً في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وكنت أختلف معه في طريقة معالجته للأمور، وعندما أوصدت في وجهه كل الأبواب.. كنت أستضيفه في غرفتي التي كنت أتقاسمها مع الأخ الشيخ آدم خليل في الغرفة 5 داخلية بابكر الطابق الأرضي، ولاحقاً إنضم له الأخ علي أبكُـر، ومرة مرة الأخ إبراهيم سعيد - تجود علينا الحكومة بالسكن ونحن بسكن الحكومة نجود- المهم يازول.. عقدت الوحدة إجتماعاً بحضور اثنين من مركزية الجامعة وطلبوا مني عدم السماح لياسر عرمان ورفاقه مشاركتنا السكن.. قلت لهم لماذا؟ فأجابوني أنهم يقودون إنقساماً يستهدف الجبهة الديمقراطية.. أجبتهم أن الإنقسام صراع، وأنا موقفي حتى اللحظة ضد الإنقسام، ولكنني لا أرى أن ياسر ورفاقه انتقلوا إلى أي معسكر مضاد يتناقض مع ما أؤمن به.. ثم أن مبدأ طرد شخص مستجير، إستجابة لطلب خارجي وليس لقناعة متكونة لدي، يتناقض أيضاً مع ما أؤمن به.. أعرف أن هناك على الأقل أحد شهود تلك الواقعة عضواً معنا في هذا المنبر.

    الواقعة أعلاه حدثت قبل حوالي 23 عاماً وكنت وقتها يافعاً طري العـود، وكانت المركزية الديمقراطية يخر لها الجبابرة ساجدين.. فكنت كما كنت عدلان.. أرى نفسي جميلاً، ويكفيني ذلك.. فأنا لا أتجمّل.. أما كيف تراني أنت؟ ذلك أمر يخصك أنت، فإذا ما أنا حاولت أن أكون جميلاً في نظرك.. فلن أكون أنا، لن أكون عدلان.. أقبلني كما وجدتني، أو أرفضني، فليس لك من خيارات أخرى بشأني.

    قبل أن أختم؛ لاحظت أنك تُكثر من رفع رايات الدين، ومحاولة صبغ كـل الإنتاج الماركسي بصبغة الإلحاد.. ربما ذلك ناتج عن منهجك الإطلاقي الذي أشرنا إليه أعلاه، ولكن الإكثار بمناسبة ودون مناسبة ومحاولة ربط كل إشارة للماركسية بالإلحاد.. أري في ذلك منهجاً لا يستهدف العقـول بقدر ما هـو محاولة للتجييش بمخاطبة العـواطف، ذلك سلاح صديئ لا ينتج معرفة، مسـائل الإيمان والإلحاد هي قضايا شـخصية ضمائرية، فيا عزيزي لا تفتش في الضمـائر لأنك لن تدرك كنهها، وإن شققت قلوبنا..

    لكم جميعاً الود والإحترام..
                  

02-09-2006, 03:29 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ حيدر، سلامات..

    تكـون قد لاحظت في صدر مقالتي الرئيسية أنني جئت على ذكر المدارس الفكرية الثلاث الرئيسية التي أثرت و أثرّت في بناء ماركس.. وكانت بمثابة ال "لِــدايّــات" التي استوي عليها طـبخهُ.. بجانب التعريف بمصادر الماركسية، كانت هناك رسـالة ضمنية لنعتبر بها كلنا.. وفي بالي خاصــةً هؤلاء الذين سيحاجوننا بأن نأخـذ الدين كله أو نتركه كله! وتحديداً كنت أحسب حســاب من يتخذون الماركسية عقيدةً، فقد قال أحدهم ذات مرة.. ذات القــول، خذها كلها أو أتركها كلها.

    ذكرت مصـادر ماركس المعرفية المتنوعة، خصيصاً لأبين لهم أن ماركس نفسه لم يتقــيد بمدرسة واحدة، فإذا تمثلتم خطى ماركس، فإنه لزاماً علــيكم التعامل بذهن مفتوح مع كل التراث الفكري البشري، تماماً كما فعل هو.. بل هو كثيراً ما عدل في أفكاره بناءً على معلومة أو معارف جديدة كانت غائبة عنه.. يا عزيزي حيدر، لك مطلق الحرية أن تلتزم منبعاً واحداً تستقي منه، فقط تذكر أن الحرية لســواك أيضاً.

    الود لكم، أجمعــين.
    .
                  

02-09-2006, 04:18 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي قصي، سلام و تحايا..

    لم أعثر في الاقتباسات التي أوردتها عاليه عن ماركس، على أي أثر ل "حركة التاريخ العضوي" كترجمة محتملة ل "Organic History Movement"، أيضاً لم أتعرف على "حركة التاريخ المجتمعي" كترجمة مرشحة أو محتملة ل "Social History Movement" كما لم أعثر علي أي مقاربة ل "الصراع الطبقي" كترجمة ل "Class Struggle" ماذا غاب عني هنا؟

    شكـراً على سعة صدرك، وفي انتظار التحقق مما أوردت، وسأبحث معك..

    خالص الود..
                  

02-10-2006, 00:11 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي عدلان..

    لا أعتقد أن الكثير قد غاب عنك.. كل ما في الأمر أنك بحثت عن ترجمات حرفية لمصطلحات وردت من عندي أنا تعبيرا عن فهمي لماركس.. والقراءات الفلسفية -خصوصا في أمهات القضاياالفكرية- لا تحتمل الترجمة الحرفية والنصوصية الضيقة..

    النصوص التي أوردتها أنا -في عجالة- تشير، كما قد ذكرت لك أعلاه، إلى ربط ماركس التام بين التاريخ الطبيعي والتاريخ المجتمعي.. وغرضي من نقل النصوص هذه لم يكن الاستشهاد الحرفي، فهذا يستغرق أكثر من ثلاثة نصوص مقتطعة، وإنما كان توضيح الفهم المبذول في فلسفة ماركس عن العلاقة المباشرة بين قوى الإنتاج في التاريخ الطبيعي والتاريخ المجتمعي..

    والمعنى الذي أردت توكيده أنا مبذول في طول كتابات ماركس وعرضها، وهو ارتكازه على نظرية التطور العضوي المنسوبة لدارون، والاستجابة الأساسية في التطور لعلاقات الإنتاج في البيئة، سواءا كانت بيئية طبيعية أم مجتمعية (هذا مع الإشارة إلى أنني أساسا لا أعترض على وجود هذه العلاقة الوطيدة بين البيئة الطبيعية وتطور المجتمع والفرد البشري عبر التاريخ، وإنما اعتراضي يكمن على نقاط معينة من استنتاجات ماركس من تجليات هذه العلاقة).. ولقد رأيت أن أورد لك مصدر حديث الأستاذ محمود (المحاضرة - الجزء السادس) حتى تسمعه بنفسك وتحكم عليه بفهمك، ولكنك أتيت لي، على غير ما توقعت، من باب النصوصية الحرفية، وهو باب لا يحتمل استضافة المسائل الفلسفية الواسعة بطبيعتها..

    لا أرى غبارا على أن يكون عندك فهما مختلفا لرأي ماركس في علاقة التاريخ المجتمعي مع التاريخ الطبيعي، فهذا ممكن بطبيعة الحال (رغم صعوبة تصوره عندي)، ولكن ألا ترى معي أن المطالبة النصوصية البحتة تكون مجحفة في مسار تفاكري كهذا المطروق هنا؟ خصوصا وأني لم أرتجل الفهم ارتجالا، وإنما أوردت لك أمثلة على نصوص جاء منها فهمي هذا؟

    مع كثير المحبة..
                  

02-10-2006, 07:59 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي قصي،

    اعتراضي الأساسي ينصب حـول كون ماركس قد أوحى أو أشار إلى أن التطـور الطبيعي هو نتيجة للصراع الطبقي!! ذلك طبعاً أمر مختلف تماماً عن ما قلت به عن الربط "التام بين التاريخ الطبيعي والتاريخ المجتمعي"، التطور الطبيعي عند دارون وعند ماركس هو نتيجة للصراع، ولكنه صراع غير الصراع الطبقي، بل هو صراع ضد قوى الطبيعة وفق قانون الانتخاب الطبيعي.. الصراع الطبقي خاص بالمجتمعات البشرية فقط، ولم يظهر في المجتمعات البشرية إلا بعد أن بلغت البشرية مستوىً متقدماً من التطور الطبيعي، وماركس نفسه يتحدث عن مجتمع بشري متطور نسبياً لم يعرف الطبقات وبالتالي خال من الصراع الطبقي، وذلك هو مجتمع المشاعة البدائية الذي تشكل بعد آلاف السنوات من التطور الطبيعي. أثق أنك إذا راجعت ما كتبته عن هذا الأمر أول مرة.. ستكتشف خطؤه بنفسك.

    محبتي..

    .
                  

02-10-2006, 11:17 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي عدلان..

    أعتقد أني قد أشرت إلى هذه النقطة بالذات في تعليقي السابق.. مصطلح "الصراع الطبقي" هو نفسه مصطلح يعود لنفس الأصل الذي جاء منه مصطلح "التطور الطبيعي" أو ما يشابهه، وهو تفسير علاقات قوى الإنتاج في الطبيعة.. وماركس يتحدث عن أن الفرد المعاصر (حاليا) يتطور بفعل الصراع الطبقي داخل مجتمعه.. من البديهي أن ماركس لن ينسب تطور الجنين في بطن أمه إلى الصراع الطبقي، ولكن هذه البداهة هي في حد ذاتها المقصودة في حديث الاستاذ محمود الذي نقلته انا.. الأستاذ محمود يشير بذلك الحديث إلى أن ماركس، في أوج استغراقه في قضية التطور المجتمعي والصراع الطبقي، أغفل قضايا وجودية أساسية أخرى، تشكل عاملا فعالا ومباشرا في عملية تطور الأفراد والمجتمعات..

    سؤال الأستاذ محمود (وتطور الجنين في بطن أمه.. هل هو أيضا نتيجة للصراع الطبقي؟) هو سؤال تجيب عليه البداهة.. مما يعني أنه لم يقل أن ماركس يقول حقا أن تطور الجنين في بطن أمه يكون بفعل الصراع الطبقي، ولكن لينبه إلى أن ماركس، في غمرة من الحماس، لم يترك مجالا واضحا حتى لقوى الطبيعة والموروث التاريحي الطبيعي أن يكون لهما أثر في تكوين الفرد، إذ أنه جعل تكوين الفرد المعاصر وطريقة تفكيره مرتبطة "شبه كليا" بالمجتمعات فقط..

    أعتقد أن هذه النقطة واضحة، فسؤال الأستاذ محمود هنا لا يحتمل النصوصية الضيقة أيضا.. هو سؤال فيه رمزية معينة.. ماركس ليس بهذا الغباء (هو في الحقيقة من أذكى الفلاسفة عبر التاريخ).. هل تظن أن سؤال الأستاذ محمود يعني أنه (أي الأستاذ) يظن بأن ماركس كان فعلا يرى أن تطور الجنين في بطن أمه هو نتيجة للصراع الطبقي؟

    أرجو أن تعيد قراءة هذا الأمر من هذه الوجهة، ولو أمكن أن تستمع إلى الجزء السادس من المحاضرة التي أرفقت لك وصلتها، فذاك يحبذ (إن لم تكن قد فعلت بعد).. حينها قد تكتشف أني قصدت أمرا مختلفا عما تظن أنت أني قصدته (أنا نفسي لم أكن أعلم أن ذلك هو ظنك إلى أن قرأت رسالتك الأخيرة أعلاه)..

    ودعني أكرر لك اقتباس حديثي، إذ أني قد قلت
    Quote:
    جرى ذكر مقولة ماركس بأن حركة التاريخ ما هو إلا سجل لصراع الطبقات، والتطورين، الفكري والعضوي، هما أيضا نتيجة لذلك الصراع (في ارتكاز عقيدي تام على طرح دارون)..

    ألا ترى في عبارة (في ارتكاز عقيدي تام على طرح دارون) ما يشير إلى مقصدي؟ فدارون أساسا لم يتحدث، من قريب أو بعيد، عن الصراع الطبقي! وإنما كان حديثه منصبا، أولا وأخيرا، على الصراع البيئي.. صراع الطبقات في عرف البيئة يصبح صراعا بين مجتمعات الأنواع الحيوية المختلفة، والذي من جرائه يحصل انقراض أنواع وتطور أخرى..

    ولك المحبة مجددا..
                  

02-10-2006, 01:33 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي قـصي..

    محـاضرة ممتعة ولا شك، المدهش أن يكون فهم الأستاذ محمود، لفكرة ماركس حول التطور الناتج عن صراع الطبقات قائم على أن ماركس يعني بالتطور، التطور الطبيعي للأفراد! حجة الأستاذ مبنية على ذلك التصور الخاطئ لفكرة ماركس حول تطور المجتمعات الناتج عن الصراع الطبقي. ماركس يتحدث عن مجتمع طبقي الصراع فيه بين قواه المنتجة وعلاقات الإنتاج فيه، هي المحركة له والدافعة لتطوره.. والأستاد محمـود في محاضرته تلك (وبتسآؤله ذاك) يتحدث عن تطور بيولوجي لإنسان فرد! أي أن المستوى الذي ينطلق منه الأستاذ لا علاقة له بالمستوى الذي يطرح فيه ماركس أطروحته عن دور الصراع الطبقي في تطور المجتمعات، وفي تقديري أن الأستاذ محمود في دي.. مخطئ تماماً.

    دعني أُحي الأخـوان الجمهوريين على جهدهم المسؤول تجاه المحافظة علي تراث الحركة وعلى رأسها الأستاذ الشـهيد، وتهنئة خاصـة للأخ عمـر عبدالله هواري، الذي أعتقد أنه له القدح المعلى في إخراج موقع "الفكرة" بذلك البهــاء.. وشكراً مرة أخرى، قــصي على إثراءك هـذا الخيط...

    محبتي..

    .
                  

02-10-2006, 05:44 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي عدلان..

    أنا شخصيا أعتقد أني قد أنفقت ما بوسعي فكريا - حاليا على أقل تقدير - في محاولة توضيح فهمي.. ورغم أني أجد أني لست مفهوما عندك بعد، إلا أني ألوم نفسي أولا.. وعلى العموم لا ضير، فنحن، على أقل تقدير، نتعلم كيف نتحاور قبل كل شيء..

    ولك كامل الحق في أن ترى الأستاذ محمود مخطئا في فهمه للماركسية، رغم أن المسألة في نظري لا تعدو كونها سوء فهم من جانبك لشرح الأستاذ محمود.. وبرضو ما في مشكلة.. كلو بجي في وقتو..

    هذا ولك الشكر مجددا على هذا الخيط وافر الظلال الفكرية.. وعلى حسن إدارتك له بالحوار البناء والشفافية الجميلة..

    وإلى حين عودة أو متابعة..
                  

02-11-2006, 01:20 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Yaho_Zato)

    الاخ عدلان ... تحياتي

    مؤدى مشاركتي فى هذا البوست , إنبعثت من عاملين , أولهما رأس الموضوع وما يحركه فى شخص ترك الشيوعية , بإعتبار أن هذه سانحة لتقديم الميسور من تجربتي فى إطار يناسبها وكالذي إخترته وبكامل قواك العقلية , وثانيهما دعوتك ( الخاصة ) لي بالمشاركة , ومقدار فرحي بهذه الدعوة معلن فى إستهلالي , وإلى هنا فالأمر يتساوق مع طبيعته وناحية صرفه , فما الذي حدث من بعد , أعلمه بالطبع ويدركه القارئ دون لماحية , فقد أتيت ما لا تود , وهذا ( ذنبي ) الذي يطرح جنبي لصفعاتك المرة والمباغتة .

    ليتك تعلم ... أن عبارة ( كلما إقتربت المنظمات الشيوعية من الواقع ... إبتعدت عن الماركسية ) هي عبارة تقريرية وليست إستفهامية , وإن يجوز الإستفهام مدخلا للحوار , لكن ما افتهمته أنك توصلت للمفارقة وحزمت رايا قبالتها , بل وإخترت عرضه للملأ . ولما طرحت من جانبي بعض مؤيدات لهذا الإفتراض , وأعلنت عن رغبتي فى إضافة مزيد من النقاط لصالح أطروحتك , فقد كنت أعتقد أنك ( جاد ) فيما أتيت , لكن وضح أن لك مآرب أخرى لا تعنيني بحال , لكنها تذكرني بقول المرحوم الأخ الخاتم عدلان فى معرض تحليله لموضوعة ( المناقشة العامة ) , حين مثلها بالوخز على الخاصرة لتشرئب الأعناق الجامحة , فيسهل من بعد قطافها .

    ربما كنت ساذجا وأنا أنظر لما بعد حالتك التقريرية آنفة الذكر , فكنت أعتقد أن إخلاء الطرف من الماركسية هي الخطوة التالية , ولأن حزبك فى مسوغه الراهن أو المرتقب يحتبسك فى خانة ماركسية تحررت عنها , فقد توهمت أن الإنصراف عنه موضوعي كذلك , وقد كان هذا أس دعوتي أولا وأخيرا , أما أن تعتمل مراداتك على نحو مختلف فهذا ما لا يهمني إطلاقا , و ليكن من أمرك ما تشاء , لكن يلزمني إبلاغ الملأ ما جنيت , فتتمتك لدعوتي لك بالإستقالة الفكرية عن الماركسية , لم ألحقها بدعوتك للإنتماء ( لقوى المستقبل , حركة حق ) وإن لا أرى فى هذا غضاضة , بل أراه فى عين الحراك السياسي لمشيئة ليبرالية , مع هذا فقد قلت تحديدا التالي : لا أدري كيف تنظر إلى هذا البوست وقد إستولدته من أحشائك الفكرية , جنينا حريا بالحياة , ولهذا أنظر إليه كنقطة تحول فارقة فى حياتك الفكرية والسياسية , فإن إستتبعت فعلا بما قلت , فأنت تنال إحترام نفسك إليك من قبل و إحترام الآخرين بالطبع من بعد , أتوقع فى الإثر وبتوخي الحد الأدنى أن تستقيل ( فكريا ) من الماركسية , وموضوعيا من حزبك الشيوعي , خاصة وقد ظفرت نفسيا وفكريا بما تروم وما ترى , فلك الفضاء لتعيد ترتيب مناخاتك الفكرية وخيارتك السياسية على خارطة وجدان جدير بالسلامة .. إنتهى الإقتباس . فأين حق هنا , غير أنه الغرض وربما المرض .

    فى هذا البورد تناولت أمر الماركسية والدين مرتين , الأولى فى موضوع أزرق طيبة , ولما إستنكر شيوعي سبغ الشيوعية بالإلحاد , والثانية ها هنا فى معرض إثبات المفارقة بين الواقع والماركسية وكما زعم عدلان نفسه ... فأين التجاوز هنا ؟ وإن كانت الموضوعات الآنفة مناسبة , فأين غير المناسبة . بالطبع لا أنقب فى ضمائر الناس , فحتى وإن إجتاحتني هذه الرغبة الضالة , فسوف تعوزني الإمكانية بالطبع , لكن الماركسية تدعو للإلحاد لا ريب , وترمي بظلالها الإلحادية تلك على كل من ينتمي إليها , وتقرب العضو فيها للألحاد أكثر من الإيمان بالضرورة , ويصبح فى تقديري أن إلحاد الماركسي طبيعي وإيمانه إستثنائي أو سياسي ... وهذا حكم يستنضحه الفكر الماركسي بما يفيض على دفتيه , بينما يقضي بما فى النفوس رب العالمين , فى يوم ترونه بعيدا ... وأراه قريبا .

    من يرى خياره حق مطلق وخير أبلج , ليس أنا يا عدلان , ولكني وفى معرض نقدي للماركسية زعمت أنها كذلك , وهذا صحيح بمقدار ما حملت الماركسية وأنجبت , أما أنا ( الأن ) فغير ذلك تماما , فقط ينبغي أن تعلم أن ليس بالضرورة أن تبدأ الدورة الديمقراطية لى وأمثالي ممن غادروا صفوفكم , بالتربيت على كتف ديكتاتورية آفلة... أما ما إفترضته بخصوص ( منبعي الواحد ) فأرجو على الذكر أن تسميه , بل سمه ما شئت لأعلم أي هوية أحمل ولا أعلم . أقبل بالطبع أن تذكرني أن الحرية لي ولسواي , لكن هل قالت الماركسية بذلك ؟ وهل أثبتت التجربة الشيوعية أي حرف من ذلك ؟

    عندما قلت بأن تكون عدلان لتكون أجمل , فقد كنت أعتقد أنك مختلف ... لكن هذا لم يعد ... فمعذرة وكن ما شئت . مع هذا فلست بنادم على أعواد الصندل ويخت الجرأة وكل ما دفعت به مستطيبات الزوق العام , فربما بداخلك إنسان ما أزال أجهله . أمنياتي لك والآخرين بحوار مفيد وبناء ... مع وافر تحياتي .
                  

02-11-2006, 10:17 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ حــيدر، تحياتي..

    دعــوتي في هذا البوست واضحة؛
    1- أن على الحــزب الشــيوعي.. فك إرتباطه بالماركسية كنظرية مرشدة له، وذلك لقصــورها على النحو الذي أجتهدنا في تبيانه، وأضفتم أنتم المشاركين، إضافات مقدرة في ذات الإتجاه.

    2- أن النظريات الإجتماعية، بل والعلمية المتصلة بالظواهر الطبيعية كذلك.. ليست نهائية وتتم مراجعتها بإستمرار ويطرح منها ماثبت خطله، ولكننا لانرمي الطفل مع ماء الغـسيل. وفي بوست آخر كنت قد شرحت كيف أن نظريات نيوتن الثلاث للحركة ثبت بطلانها في مستوى السرعات الكبيرة، ومع ذلك إحتفظت بصحتها النسبية ومازال يتم التعامل بها عند دراسة الحركة في السرعات العادية.

    3- أن الحـزب الشيوعي يضم أناس على مستوى عال من الوطنية والإخلاص والنزاهة والإستعداد للتضحية، ولكن طاقاتهم النبيـلة تلك، يتم هـدرها لعلل الماركسية التي يتبناها الحزب كمرشد وحيـد لنضاله.

    أقــدر وأثمن مساهــماتك عالياً وكانت كما رجوت عندما دعـوتك للمشاركة عبر هذا البوست وعبر "الماسنجر" وأعلم أننا على إختلاف، وخلافك كان يهمني أكثر حينما دعـوتك، لأنه سيبصرني والقراء بجوانب قد تكون خافية علينا، وذلك هو ما نرومه من الحوارات المفتوحة، فلا أحد يملك الحق المطلق والمعرفة النهائية. فيا زول حصل خيـر وأدعــوك لتجاوز الخيارات الشخصية عبرها لفهمي في إطـار وحــدة وصراع الأضــداد.

    لك الود مجدداً..

    عدلان.
                  

02-12-2006, 08:47 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ عدلان ... تحياتي

    أعلم صعوبة الحوار بيني وبينك , فهو ليس حوارا والسلام , كما أنه ليس بحثا مجردا عن فكرة وتعيين موقعها من الصح والخطأ , فهذه فى حد ذاتها ليس بالمهمة اليسيرة , فالحقيقة تتكيف فى إطار النسبية عندما نهم بمعرفتها , والخطأ نفسه ربما يكون الوجه الآخر للصواب , وربما يكون هو الحقيقة الآجلة , وكما الصح ... قد يكون هو الحقيقة العاجلة والخطأ الآجل والله أعلم , كما أن الإطار النسبي لا يكيف أحكامنا على الحقيقة فحسب , وإنما يتوالى ليحدد حجم المعارف الكامنة فى أذهاننا , طالما ليس هناك ذهن يختزن كل المعرفة , وليس هناك من يدعي كل الصحة لما يحمله من أفكار , وحتي الحقيقة فى هيئتها النسبية تلك , فقد أضاف إليها مشروع ما بعد الحداثة أبعادا جديدة , لا تتوقف عند مظهرها الجمالي فحسب , وإنما تتوغل صوب المحتوى وتخالط الجوهر بالمظهر, لتطل علينا الحقيقة فى هذا العصر فى ثوب غشيب , فهي الآن ذات أوجه متعددة وذات أبعاد تشيح عن ميكانيزم الثنائية , الغابر نوعا بإفول نجم التضادية ومركزيتها الفكرية , والضالع نوعا فى عصرنا ولما لم تتسيده أفكار ما بعد الحداثة بعد , فهذه أن شئت مرحلة إنتقالية لا تخلو من الإشتباك بين قديم وجديد , كما أن قمة هذا الصراع تدور حول الأفكار وكما نفعل الآن ... وهذا دفع أول يشي بصعوبة الحوار كما زعمت آنفا , إذ أنها المرحلة وليست الموضوعة , كما أنها الجماعة وليس الفرد , وأنها ظرفية الإنتقال وكعادتها تخصم من أعصاب البشر وربما مهجهم .

    ثاني المصاعب , أن الحوار وآلياته ومآلاته , قيم مستحدثة إلتقطناها من تجارب الآخرين , فى سياق تطورهم الإجتماعي , والواضع أن مجتمعنا وبأثر من دواعي تكوينه ( المحافظة ) وتاريخه الممعن فى الوصائية , ونزوعه الداني نحو الأبوية , لم يعلمنا أهمية الحوار ناهيك عن فنياته ومسارب إدارته , وحيث ( نصتك ) الآن , ولأن هذا هو المجتمع الذي كوننا نفسيا وألقى بأثره علينا ذهنيا , فأخالنا بهذا تنقصنا مكونات هامة يقتضيها الحوار , خاصة وقد إستلفنا أنموذجه من خارج مجتمعنا , فالحوار لدى هؤلاء ليس فقط وسيلة لتبادل الرأي ولتعظيم أثره ومنفعته , إنما هو مكون أساسي فى بناء الفرد والمجتمع على السواء , ولأننا ليس كذلك فالنتيجة تختلف لا مناص .

    وثالثها أن التعايش ( المزمن ) مع الفرضيات الإطلاقية , بل وإختيارها نهجا للحياة كما تزعم الماركسية , لا يترك للفرد أو المنظمة براحا يسع الآخر , إذ الآخر وبطبيعة المبنى الشمولي هو عدو محض , ومع أن الظروف فرضت على الماركسية وعلى الماركسيين الكثير من الضغوط , والتي كان لزاما الإستجابة لها بشكل من الأشكال , وهذه تتبدى فى هيئة تنازلات غير مقننه لصالح الديمقراطية , وإعترافات خجولة لصالح الليبرالية , وهذا يا عدلان وضع إستثنائي غير محتمل , لأنه يروم الحفاظ على النخاع الفكري للماركسية لوجه التاريخ , بينما يتحمل الأفراد أعباء التناقض , ومأساوية هذا الوضع فى كونه ينشد الحفاظ على فكرة مجردة غائمة , بينما لا ينشد الحفاظ على الصحة الذهنية والنفسية للحوامل البشرية لهذه الفكرة , وهذا تغليب شانع وقلب على عقب , فالإنسان يسخر الأفكار فى هذه الدنيا لمصلحته وليس العكس . لكن وعلى أية حال أعتبر نفسي وإياك ضحايا لهذا الوضع الخروق , فأنت رمز دلالاته فى الحاضر بإعتبار تواصلك مع الماركسية على الأقل من الناحية الرسمية , وأنا رمز دلالاته فى الماضي وما إلتحق به من ذيول إلى ا لحاضر , فلا أبرئ نفسي من إسقاطات شمولية ماضوية , فأنا لست إنسانا آليا بقدرما كوني طبيعي تستدعيه الظلال والتاريخ أحيانا , وهنا عقبة على طريق الحوار.

    ورابعها الضخ المؤسسي فى قناة حوار ذات سمة فردية , فأنت وأنا كذلك نحاول إستحضار منظماتنا لننطق بلسان حالها , وكأننا نتحمل هنا وزر غياب الحوار على مصافاته المؤسسية إن جاز التعبير, فلو وافقتني الرأي , فهذا أمر يتجاوز سعة الأفراد , وجائز من ثم أن يضيف مصاعب عملية على طريق الحوار.

    وخامسها أننا كسلالة شرقية ( بالمسوغ الثقافي ) من جهة , وكأناس إنسربوا لزمن من حياتهم فى الأقبية الشمولية من الجهة الأخرى , فنحن عجولي الإستدعاء للعاطفة , حتى وإن كان الأمر فكريا بحتا , ومع أن هذا يبدو طبيعيا , إلا أن عاطفتنا ترنو دوما إلى الماضي وإلى تمجيده وإن خاب , وهذا عندما يحدث وعبر تجلياته المختلفة , فإنه يعطب الحوار ويذم أواصره , لأن الحوار غالبا ما يستهدف المستقبل حتى ولو إبتدأ من الماضي , أما العاطفة وعلى نحو ما أسلفت , فإنها تحط برحالها المستديمة على الماضي كحجة لكبح جماح التغيير , والذي أظنه هدف الحوار وقابلة القادم. أقول هذا وقد لاحظت أن حزبك الشيوعي يتعاطى من هذا القبيل , أذ أراه يستحضر ماضيه ويلوز إليه ويجمله ويتحصن عنده , هربا من مستحقات التحدي ( الجسيم ) الذي يواجهه لما يقارب العقدين من الزمان , والواضح أن العاطفة هنا هي المظم الحيوي للدورة الدموية لهذه الفكرة , وطالما هي دورة تعم كل الجسد فبالطبع يتأثر الأفراد , وكذلك تتأثر حواراتهم ومناولاتهم , فكرية كانت أم سياسية أم إجتماعية , وحوارنا الراهن ليس إستثناء .

    سابعا , وأرجو ألا تخيم على ذهنك إية إرخاءآت سالبة , فالحوار ليس من صلب الماركسية , وإنما فرضته الظروف والمتغيرات عليها , لهذا فالماركسي منقوص بطبعه الفكري والتربوي حين الحوار , مع أن هذا النقص هو التتممة الموضوعية المعبرة عن أصالة ماركسيته , فالماركسي خلق للتأمل وللتقيد وللتنفذ بالماركسية , أما المجادلة خارج نصوصها ومضامينها فهذا ليس خيارا ماركسيا البتة , وتعلم أن الرعيل الاول منهم قد بذل جهدا مستميتا فى الحفاظ على طهر ونقاء الماركسية , فميزوا نفسهم وببراعة عالية وبشكيمة قوية وبجرأة متميزة حتى عن أقرب الناس إليهم , فكانوا بلشفيين دون المناشفة , وكانوا شيوعيين دون تروتسكية , وكانوا ماركسيين دون يسار طفولي , وكانوا لينينيين دون ماوية , وكانوا عماليين دون الإشتراكية الدولية , وإلى غيره من محاولات التميز والإستفراد , فإن كانت هذه قصة الأقربين فما بال الآخرين والذين لا تجمعهم بهم قواسم أو أرضية مشتركة . إن كان هذا على مستوى التجربة , فالمحتوى النظري الماركسي يرسم طريقا واحدا لتاريخ ومستقبل البشرية , وهي فرضية قائمة على العنف الثوري لتصفية الطبقات الإجتماعية لصالح ا لعاملة , وإلى غيره مما تعرفه عن باقي السيرة يا عدلان . فما أراه أن الحوار ذو الطرف الماركسي صعب بموجب المرجعية الفكرية والتجربة العملية على حد سواء , لكن يتبقى للراغب منهم فى الحوار , الواقع فى بعده الإجتماعي وبفعل من مؤثراته الموضوعية , وكذلك المزايا الشخصية المتمردة على الأسر الشمولي , فهذه من الممكن أن توفر لصاحبها حظا فى المبادرة والحوار .

    ذكرت فى مداخلتك الأخيرة حزمة نقاط حول ما تراه من علاقة الحزب بالماركسية , أستعظم جهدك وسوف أعلق على هذه النقاط فى مساهمة قادمة ... مع تقدير وإحترامي .
                  

02-13-2006, 01:04 AM

عاصم محمد شريف

تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: HAYDER GASIM)
                  

02-13-2006, 10:06 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عاصم محمد شريف)

    التحايا مجددا(مع التخصيص للأستاذين عدلان وحيدر)..

    كنت قد ذكرت في إحدى المشاركات السابقة لي هنا بأني سأحاول العودة إلى بعض الأمثلة من المجتمعات البشرية التاريخية والمعاصرة (أو التي تكاد أن تكون معاصرة) للاستدلال بها على فرضيات تاريخية.. حيث ذكرت:

    Quote:
    سأحاول التركيز على حالات معينة قد تفي برسم الصورة.. هذه الحالات تتضمن شخص الإسكيمو ومجتمعه، وإنسان الكهف (Cave Man) ومجتمعه، وبعضا من حالات صحراء الكالاهاري في جنوب أفريقيا، حيث معاشر الجوتواسي وجيرانهم، والذين يطلق عليهم عامة (The Bushmen of the Kalahari)..


    وأريد اليوم أن أقوم بشيء من تناول المجتمع المذكور أخيرا أعلاه، ألا وهو معاشر الجوتواسي (أو الجوندواسي) وجيرانهم، ممن يسمون أحيانا بشعوب السان (San) وأيضا (Bushmen of the Kalahari)..

    من الأفلام السينمائية الأفريقية ذات الشهرة العالمية فيلم (The Gods Must Be Crazy).. وهو فيلم ذو إنتاج جنوب أفريقي ظهر في الثمانينات من القرن الماضي، ويتكون من جزئين.. في هذا الفيلم (على الرغم من بعض مساوئه الإخراجية في تزييف ثقافة شعب) يجيء ذكر شعب الجوتواسي، ويلعب بطل الفيلم (وهو من الجوتواسي) دور الرجل البدائي الذي أوردته الأقدار للاحتكاك بمنتوج حضارة القرن العشرين المتمثل في بعض أهلها وبعض أدواتها وآلاتها وبعض مشاكلها.. ولعل معظم الذين سمعوا عن شعوب السان قد استاقوا معلوماتهم من هذا الفيلم، وهو (أي الفيلم) رغم بعض الجدية والنزاهة فيه في توضيح أسلوب حياة السان، إلا أنه أخفق في أن يكون علميا، وربما يعود ذلك في الأساس إلى أن الفيلم كوميدي الطابع بصورة عامة.. تجدون عنه معلومات أكثر في هذه الوصلة:

    http://www.imdb.com/title/tt0080801/

    وشعوب السان من أكثر الشعوب (إن لم نقل الأكثر على الإطلاق) التي حافظت على نمط حياتها لما يتجاوز آلاف السنين حتى أعتاب القرن العشرين.. حيث مارسوا نفس طرق الصيد(بنفس الأدوات) والتقاط حصاد الأرض (لم يمارسوا الزراعة) والطقوس الدينية واللغة والعلاقات المجتمعية.. وميزة القارة الأفريقية بشكل عام أنها، رغم كونها موطن الإنسان الأول، حافظت على الكثير من أنماط الحياة والثقافات الغائرة في القدم حتى زمن قريب جدا، وما زالت لليوم تحمل بقايا معقولة لهذه الأنماط، مما يجعلها أغنى مصدر لدراسة التاريخ القديم للمجتمعات البشرية..

    والآن، لندخل في أصل الموضوع..

    لا توجد هناك ظلال مجتمع أبوي عند السان، كما لا توجد ظلال مجتمع أمومي! فقيمة الذكران والإناث في المجتمع متساوية لدرجة مذهلة (حتى حكماء الجماعة من كبار السن من الجنسين، وكذلك السلطة الدينية، أو الروحية، موجودة بالتساوي لدى الجنسين)، وتتوزع عندهم الأدوار المجتمعية بصورة واضحة (الرجل لهم الصيد، والنساء لهن رعاية الأطفال، وللإثنين التقاط النباتات الصالحة للأكل.. كمثال).. وعلاقاتهم الجنسية مقتصرة، بصورة غريبة، على الزوج الواحد والزوجة الواحدة.. ورغم أن هناك حالات نادرة جدا فيها زواج رجل بامرأتين، إلا أن في المقابل توجد حالات، بنفس الندرة، فيها زواج امرأة برجلين! ورغم ذلك، فالأطفال في المجتمع هم أطفال الجميع، وهذا ما يربو عليه الصغار منذ نعومة أناملهم.. وزيادة على هذه الضوابط في العلاقة الجنسية، توجد أيضا ضوابط أخرى تتعلق باختيار الزوج والزوجة (وهو أمر يتكلف به كبار المجموعة، إذ ليس هناك حق اختيار للشريك)، وهو يظهر في العلاقة الإسمية، حيث أن الاسماء عند السان تحمل قيمة أكثر من مجرد وسيلة للتواصل.. وتفصيل ذلك موجود في المصادر التي سأرفقها في نهاية هذه المشاركة..

    وليس هناك أي ظلال لعدم شيوعية اقتصادية، إذ أن كل ما هنالك هو للجماعة كافة، سواءا كان صيدا أو حصادا، وحتى المساكن (وهي عبارة عن "قطاطي" بدائية الصنع جدا) تقوم ببنائها الجماعة كلها لكل زوجين جديدين(*)..

    ما أريد الإشارة إليه في هذا المثال هو قيام ضوابط الغريزة الجنسية (والغيرة الجنسية) بمعزل تام عن غريزة التملك.. فمجتمع السان من الناحية الاقتصادية يمثل قمة الشيوعية، ولكن ذلك لم ينعكس على العلاقة الجنسية، وأنا من الزاعمين أن التنظيم الشديد للعلاقة الجنسية عند السان هو أحد الاسباب التي مكنتهم من المحافظة على نقاء الشيوعية في مجتمعهم لكل هذا الزمن، إلى أن وصلتهم أيادي الحضارة المادية الحديثة، وغيرت نمط حياتهم قسرا، وبصورة محزنة.. ومما شدني لهذه المجموعة أنها كانت من أكثر مجتمعات الأرض انبساطا وقناعة، وبصورة جماعية، حيث أنهم كانوا دائمي الضحك والابتسام، وفيهم جميعا براءة الطفولة ودوام الدعابة، لدرجة أنهم لا يعرفون العنف فيما بينهم إلا في حالات نادرة جدا جدا (وقد ورد ذكر أمثلة لها في المصادر المرفقة)، وهذه الحالات تلاقي الكثير من الاستنكار عندهم..

    تحليل ماركس وإنجلز للعلاقة الجنسية، وربطهما لها فقط بالعامل الاقتصادي وإعادة الإنتاج، له ما يثبت خلله من تاريخ المجتمعات البشرية.. دون حتى أن نذكر أن هذا التحليل مهزوم أساسا منذ بداية المجتمعات عند الحيوانات الأقل ذكاءا من البشر.. وهنا أيضا أريد أن أشير إلى مشاركة للأستاذ منعم الجزولي (Gazaloat) في خيط آخر في هذا المنبر(**) عن التأثير الجنسي لعملية الخفاض ودواعيه التاريخية، حيث نسبها الأستاذ منعم لعلاقة اقتصادية بحتة (كما هو التحليل الماركسي).. غير أن مجتمع السان لا يعرف الخفاض أو الختان، ولا يضبط الغريزة الجنسية وينظمها إلا بضمير الفرد وانتمائه الشعوري العميض للجماعة.. وأنا هنا لا أنفي تأثير العامل الإقتصادي بشكل مطلق على العلائق الجنسية في المجتمعات عبر التاريخ (وحتى تأثيره على ظاهرة الخفاض)، وإنما أريد أن أشير، وأركز، على أن العامل الاقتصادي "ليس هو الأصل" حينما يتعلق الموضوع بالعلاقة الجنسية في إطار المجتمع..

    هذا، ولا بد من أن نذكر أن مثال مجتمع السان ليس هو المثال الوحيد، خصوصا في أفريقيا (حيث هناك أمثلة أخرى كثيرة)، ولكن مجتمع السان هو الأقرب لي معلوماتيا ووجدانيا، حيث قمت بدراسته باستفاضة واهتمام خاص في دراستي الجامعية، ضمن كورسين اختياريين: الأنثروبولوجيا الثقافية (Cultural Anthropology) والإثنوغرافيا (Ethnography)، حيث اطلعت على الكثير من المصادر المقروءة والمرئية المسموعة(رغم أني لن أورد جميع المصادر هنا، وهو أمر يتعلق بقصور الذاكرة قبل كل شيء)..

    وأيضانذكر، للمزيد من التوضيح، أنا لا نعني بذكر هذه الأمثلة أن هناك مجتمعات بدائية كانت فيها العلاقة الجنسية في المجتمع أقل انضباطا من هذا المثال، فهذا أيضا مثبت في التاريخ، ولكن، وكما ذكرنا من قبل، فهذا لا يعني غياب القانون الذي ينظم هذه العلاقة، وإنما يعني فقط تجليه في صور ومستويات مختلفة عبر الزمان والمكان.. كما لا نعني أيضا أن مجتمع السان عبارة عن "مجتمع فاضل" بشكل تام، ولكن الصيغة العامة تجعله من أكثر الأمثلة الحية على المجتمع الفاضل في العصور البدائية، والذي كان، في بساطته، يحمل الكثير من الإيجابيات التي تفتقدها المجتمعات البشرية المعقدة المعاصرة..



    *جدير بالذكر هنا، في هذه النقطة، مجتمع "اليانومامو" في غابات الامازون، حيث المسكن عبارة عن "حوش" كبير يعيش فيه الجميع في العراء دون أي حواجز، غير أن مجتمع اليانومامو مجتمع ذو سلطة ذكورية محضة، وذلك يعود في الأساس للطبيعة الشرسة لغابات الأمازون، مما يجعل القوة الجسدية للرجل عاملا أساسيا في حسم موضوع سيطرته..

    **هذه هي المشاركة المقصودة: Re: بسب الختان لا يمكن للمختونات الوصول لقمة المتعه الجنسية



    بعض المصادر:

    Quote:
    + Richard B. Lee (The Dobe Ju/'hoansi) 2nd Edition (1st ed published as "The Dobe !Kung") - Harcourt, Inc.1993,1984
    ++ William A. Haviland (Cultural Anrhropolgy) 10th edition - Thomas Learning, Inc. 2002
    +++ Some ethnographic media sources:
    1. The Hunters
    2. Bitter Melons
    3. N!ai, the story of a !Kung woman
    4. The Bushmen of the Kalahari
    5. An argument about a marriage

    (عدل بواسطة Yaho_Zato on 02-13-2006, 10:08 AM)

                  

02-13-2006, 03:31 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    دعــوتي في هذا البوست واضحة؛
    1- أن على الحــزب الشــيوعي.. فك إرتباطه بالماركسية كنظرية مرشدة له، وذلك لقصــورها على النحو الذي أجتهدنا في تبيانه، وأضفتم أنتم المشاركين، إضافات مقدرة في ذات الإتجاه.



    ??????????

    ??????????
                  

02-13-2006, 03:38 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    لا أدري كيف تنظر إلى هذا البوست وقد إستولدته من أحشائك الفكرية , جنينا حريا بالحياة , ولهذا أنظر إليه كنقطة تحول فارقة فى حياتك الفكرية والسياسية , فإن إستتبعت فعلا بما قلت , فأنت تنال إحترام نفسك إليك من قبل و إحترام الآخرين بالطبع من بعد , أتوقع فى الإثر وبتوخي الحد الأدنى أن تستقيل ( فكريا ) من الماركسية , وموضوعيا من حزبك الشيوعي , خاصة وقد ظفرت نفسيا وفكريا بما تروم وما ترى , فلك الفضاء لتعيد ترتيب مناخاتك الفكرية وخيارتك السياسية على خارطة وجدان جدير بالسلامة .
                  

02-13-2006, 09:44 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    أخي حيدر، تحايا وسلام..

    أفهمـك الآن أكثر، ولتتواصل الحـوارات..

    عزيزي قصي،

    خمس ساعات مضت منذ أن إنتهى دوامي اليومي، وها آنذا أكتب وما زلتُ في ملابس العمل..، صبرت على ضيقي وأنا مُتشــنِق بهذه الملابس طيلة اليوم وتكاد رائحة العرق –رغم برودة الجو!- تخنق الذين أحبهم وهم بجانبي.. كنت لائصاً بعد الدوام أبحث عن فيلم The Gods must be crazy وهاآنذا لفرحتي، متأبط الجزئين.. في المحل الذي عثرت فيه على الفيلم وجدته مصنفاً تحت "كوميدي" وكنت أحسبه تحت "أنثربولوجي" عموماً لم تعد لي طاقة للسهر الآن لمشاهدته، رغم شوقي، لأن غداً يوم عمل عادي..، سأوفر طاقتي إذاً لمشاهدته غداً وسأؤجل إكمال قراءة رواية "الحـنق" لعمنا شوقي بدري إلي يوم آخر! شكراً آلاف على كل ما تنفحنا به ياقصي، و واصـل يازول يا جمـيل.


    أبوعبــيدة الماحي، سلام..

    جـيد جداً أن أري علامات الدهــشة في تعبيرك..، الدهـشة هي طريق الإنـسان الأولي نحو المعـرفة. كـنت أتمنى أن يكـون عندك صـبر الثـوار وتواضعهم لتفصـح لـنا عما يجيش بصـدرك ويجـول بفكرك، وأن يكـون إبتداء الإشتراكية عـندك.. الشراكة في المعرفة، فهل نطمح؟

    قد أفهم إستفهاماتك على منحيين؛ الأول هـو إستنكار أن كيف يكون الحزب الشـيوعي، شيوعياً.. وعلى غير إرتباط بالماركسية في نفس الوقت! إذا تفحصت الحزب الشيوعي وتاريخـه منذ تأسيسه وحتى الآن ستجــد أن الماركسـية فيه لا تتعدى كونها ماركة! بينما برامج الحزب منذ "سبيل السودان.." وحتى البرنامج الإنتخابي في 1986 لا تتعدى كونها برامج إصلاحية.. وقد بينا في مناقشتنا السابقة كيف أن أركان مهمة في الماركسية تم التخلى عنها من قِبل الحزب الشيوعي السوداني، فما رأيك؟

    المنحى الثاني، قـد يكون إستنكارك الذي عبرت عنه ب "عشرين" علامة إستفهام.. يصـب في أن؛ لو لم تعـد الماركسية مرشد، ماذا سيصــير المرشـد؟ وهــنا نفتح صفحة جديدة في الحـوار.. المرشـد للحزب الشيـوعي في نضاله، يجـب أن يكون تلبية إحتياجات وتطلعات شعوب الســودان الآنيــة... فُـل ستــوب. ولا أظن أن هنـاك عاقــل يمكن أن يدعي أن تطلعات شعـوب السودان الآنية تتمثل في إقامـة المجتمع الشيوعي كما أشار بذلك ماركس! هـذه التطلعات البســيطة تتمثل في؛ الأمن من خــوف والإطعام من جــوع... فُــل ستـوب تاني!

    إقتباسك الأخير للأخ حـيدر، لا يعـبر عن إتفـاقك معه بقدر ما هو تعبيــر عن ضيقك –وآخرين- بوجـود أمثالي في المؤسسة.. أنا.. قــــــــــآآآآعدة! فماذا أنتم فاعلــون؟

    لكم الــود.

    عدلان.
                  

02-14-2006, 04:05 AM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عدلان سلامات

    كتبت:
    Quote: إقتباسك الأخير للأخ حـيدر، لا يعـبر عن إتفـاقك معه بقدر ما هو تعبيــر عن ضيقك –وآخرين- بوجـود أمثالي في المؤسسة.. أنا.. قــــــــــآآآآعدة! فماذا أنتم فاعلــون؟


    عدلان ليك حق يا اخوي تقول البتقول فيهو دا. اصلو ناس اللجنة المركية خرفوا و بيقوا ما بفرزوا الكلام، اكان كت لقيتم بعافيتم حرَم ما تبيت في حزب ده ولا يوم.
    اها يا عدلان دحين اكل و قش ايدك في طرفم الحبة دي ما بجيك.
    بس اوعى تمشي تشاغلم بكلام الوليدات الصغار داك بتاع المؤتمر و وحاجات البتفور الدم ديك بيقوموا بعكاكيزم عليك و لا يجدعوك بطقم اسنان يشقولك راسك.

    اصلو قالوا بلدا ما فيها تمساح يقدل فوقا الورل.

    لكن قول لي
    Quote: أنا.. قــــــــــآآآآعدة!
    دي شتو ما فهمتها.

    اعتبر كلامي دا مساهمة في المناقشة العامة

    مع ود يا عزيز
                  

02-14-2006, 08:35 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ ثروت، سـلامات..

    إذا كان هناك ما يحــمد به الحـزب الشيوعي السـوداني ويمــيزه عن باقي الأحــزاب في الســودان، فذلك أنه طـوال مسيرته الممتدة ســتون عاماً لم يسبق أن تم فصل عــضو فيه بسبب الخلاف الفكري! التمييز الذي تمارسه ضد السن والمسنيين، مرفوض عندي..

    أما "أنا.. قــــــــــآآآآعدة!" فحقوق ملكيته الفكـرية محفوظة للأخـت تمادر:انا ....قاااااااااااءعدة

    أبوعبيـدة مرة أخرى، سلام..

    نبهني الحديث عن برامج الحزب الشيوعي الانتخابية لحقيقة هـامة جــداً.. أن أي نـفوذ برلماني كسبه الحزب الشيوعي كان عبر طرح برامج لا يرد فيها أدنى ذكر لأي مشروع من مشاريع ماركس! حقـيقة مدهــشة.. وتستحق كل علامات استفهامك العشرين!

    لكم الود،

    .
                  

02-14-2006, 09:44 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ ثــروت، سلام و تحايا..

    كنت قد كتبت عن الحزب الشيوعي: "أنه طـوال مسيرته الممتدة ســتون عاماً لم يسبق أن تم فصل عــضو فيه بسبب الخلاف الفكري!" وذلك صحيح لكنني أود أن أضيـف أيضاً أنني واعٍ تماماً لكـل الأسـاليب.. الراحل العزيز الخاتم عدلان، وبتجربته العميقة وخبـرته الطويلة لخص تكتيك وأسلوب تصفـية الخصـوم الفكريين في أن المؤسسة "لن تعدم من يقدم البلاغات"..

    تلك، يا عزيزي ثروت، حقيقة واقعة للأسف، ويمارسها بعض الصـغار من كتبة البلاغـات.. فهم يمكن أن يتصيدوا أي صغيرة، ولكنهم لا يخوضون في ما يختص بالفكر.. سيظلون صغـاراً، فأولئك -كتبة البلاغات الصغار- لا يهمهم إلا أن يربت الكبار على كتوفهم ويمسحوا على رؤوسهم.

    .
                  

02-14-2006, 01:37 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عدلان

    سلام

    إقتباسي الذي أشرت له فوق لا يعني \ كما ذكرت منتبها بشكل أعجبني وجدا\

    تعبيرا لي عن إتفاق مع حيدر \ والرجل أكن له إحترام عميق بالرغم من إنني

    لا أدري شيئا عن الملابسات الدقيقة لمفارقته صف الحزب \ . قلت : أكن له

    إحتراما عميق لكونه فعل ما أقتبسته من كلامه فظل أمينا وصادقا ومحترما

    وجديرا بأن يسمع وأن ينظر لمساهمته هنا وهناك مهما بلغ مدي نقدها أو

    نقضها لتجربته في الحزب وإلتزامه الإختياري السابق بنظر ماركس كمرتكز

    فكري للحزب بأنها تجئ من مهموم وحادب علي تقوييم ما يشوفه إعوجاجا بائن

    في قوام الحزب وخطوه اليومي .


    أما أنت وصحبك من غير كتبة البلاغات تفتقرون لأخلاق حيدر الحميدة عندما

    تصرون علي تصفية الحزب ووراثته وحمله حملا للخطو في درب لا يؤدي للخلق

    الجائعة وأنما يكون الضجيج فيه بإسمها مجرد أشواق لمتعلمة معذبة

    بماضيها الثوري ظنت في إطلاعها برغبة إسترضاء النوم ليجئ أنها الأجدر

    والأقدر لقيادة الخلق والتي هي خالقة الي يوم يبعثون لكل شئ حتي الجهاز

    الذي يمكننا من مشاهدة The gods must be crazy !!

    كلامك حول برامج الحزب وعدم علاقتها بالماركسية كشف لي صدوره عن ذهن أستقال

    فعلا عن ماركس في الوقت الذي يريد فيه الإستعانة عليه بالسكاكين الصدئة

    لمتعلمة الأغيار الدوليين من شاكلة أمريكي إحتج في حوار له مع ويليام بلم

    قبل إسبوعين في محطة إذاعة 10.10 إعتداء U.S.A علي العراق بالحرب لا علي

    فتأمل !!

    أنت محق يا صاحي إذن في شوفها مجرد ماركة . تري وين ماركتها في

    'الماركسية وقضايا الثورة' ?

    أنا \ لا أعرف إن كان معي آخرين \ أري إنك - وآخرين - غير أمناء بالرغم

    من مسحة الصدق الزائف وغير ديمقراطيين وإن تغنيتم في إشانة الدكتاتورية.



    ملحوظة:

    أتبع طريقة متخلفة في الكتابة متعبة ومرهقة للغاية


    كاتب بلاغ صغير ... هل هي مجرد صدفة تشنيعكم البلاغ كواحد من أهم أدوات

    حماية الحزب في محيط قوي تحلم بسحقه ?

    ??????????

    ??????????
                  

02-14-2006, 01:43 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: Abuobaida Elmahi)

    أقرأ:

    .. علي العراق بالحرب لا علي كوبا


    مع إعتزاري
                  

02-15-2006, 11:23 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Quote: البلاغ كواحد من أهم أدوات حماية الحزب في محيط قوي تحلم بسحقه

    أبوعبيدة، سلام..

    ظننت –غشيماً- أنك تعرف جيداً أنني أتحدث حصراً وتحديداً عن البلاغ المستخدم كأداة لحسم الخلاف الفكري، وربما لتصفية الخصـوم الفكريين!! فذلكم هو "سكوب" و محور نقاشنا الجاري هنا.


    لا لي سلـطان عليك، و لامانع عندي، أن تجد في هذا البوست متكأ تفرغ فيه سخطك على مشـاريع التجديد ودعاته، ولكن آمل أن يتحول ذلك السخط إلى طاقة بناءة، فليتك حدثتنا عن ملامح نظرية ماركس في قضايا الثورة السودانية، كيف يتم فيها الوصول للسلطة –التي هي وسيلة أي حزب لتنفيذ برنامجه-، وكيف يكون فيها نظام الحكم، وما علاقة ذلك بطرح ماركس؟

    إذا كان الحزب الشيوعي مقتنعاً بصحة النظرية الماركسية، لماذا يتحاشي طرح مشاريعها –كما دعا لها ماركس- في برامجه الإنتخابية؟ الجبهة الإسلامية مثلاً، تطرح الشريعة الإسلامية في صدر دعايتها الإنتخابية..

    أرجـو أن تفيض في الشرح، لأن بي علة تحول دوني وفهم التلغرافات.. فيما يتعلق بالقضايا الإستراتيجية.

    وليتواصل الحـوار..
                  

02-16-2006, 11:44 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ عدلان ... كيفك

    صحيح بقدر نسبي أن الماركسية تكونت إثر تلاقح مصادر متعددة , فيما يشي وكأنها متصالحة و فكرة التعددية , لكن هذا الإستنتاج غير صحيح , إذ أن كارل ماركس إعتقد بأنه إختار أفضل مكونات الفكر البشري فى الفلسفة والإقتصاد والإجتماع , وأدغمها فى حامل فكري واحد , وأضاف إليها إسهامه الخاص و ثقاته من رواد الفكرة الشيوعية آنها , وإلى هنا فالأمر يلقى قبولا بإعتباره إجتهاد , وغير أن لكل مجتهد نصيب , فطبيعة تراكم الفكر الإنساني تتساوق والإضافات الكمية والنوعية للأفراد وللمجاميع , إن لم تكن تقتضيها وفق قانون التطور نفسه , والذي يحكم مسار التجربة الإنسانية فى عمومها , وكما تقر بذلك الماركسية نفسها .

    لكن الماركسية , وإن تآلفت على مصادر متعددة , فهذا ينطوي على قدر من العمومية جدير بالتبيان , خذ مثلا الفلسفة الألمانية كإحدى مكونات الماركسية الثلاث , فكارل ماركس لم يختر كل الفلسفة الألمانية آنها , وإن كانت هذه فرضية مثالية من الصعوبة بمكان تطبيقها عمليا , لكنها وعلى أية حال حقيقة لا يمكن إنكارها , فما أرمي إليه هنا يتصل بالشكل أكثر من المحتوى , فكارل ماركس إختار ( جزئيا ) الفلسفة الألمانية , تحديدا ذلك ا لجزء الذي ينسجم مع تفكيره , والذي هو الشق المادي من مناهج التحليل التاريخي والطبيعي , بناء عليه فالدقة تستدعي أولا توقيع الشأن كما حدث , ويمكن القول من ثم وبكل أريحية , أن ( جزءا ) من الفلسفة الألمانية أضحى مكونا من مكونات الماركسية .

    وإن شئت الإنتقال لمصدر ثاني من مصادر الماركسية , وهو الإقتصاد الإنجليزي , فهذه فرضية أكثر قتامة من الفلسفة الألمانية , فالإقتصاد الإنجليزي آنها كانت تحكمه مسارات الرأسمالية , وهي متأبطة حزمة منجزاتها الإقتصادية على صعيد عصر النهضة , وحيث توالت الرأسمالية مع حركية المجتمع الصناعي الجديد , وشكلت فى الإثر وعلى نحو غير مسبوق , آليات السوق وإمتداداتها الجغرافية المستحدثة , وحيث توفرت البنية الفكرية لإعادة تأهيل الرأسمالية وفق منظور عالمي , أظنه كان المدخل لفكرة الإستعمار وهو يقترن عضويا بمفهوم الإستثمار كفاعل إقتصادي , وبالحداثة كنمط لإدارة الدولة والمجتمع . هذا التساوق فى مفهوميته الإقتصادية لا يجمعه جامع والإشتراكية , خاصة على الزعم الماركسي , وعليه لا يمكن أن يكون الإقتصاد الإنجليزي مكونا ماركسيا كما يشاع , لكن من الممكن أن يكون ( نقد ) ماركس لهذا الإقتصاد وعلى أساس من مفاهيمه الجديدة , هو كل الأمر , خاصة وقد توفر بنفسه لهذا الغرض , وحيث مكنته ظروف إقامته هناك , أن يتناول وعن قرب إحداثيات التضاد بين هيئة المجتمع الإنجليزي الإقتصادية حينها , وبين فرضياته الإشتراكية المستوحاه من سياق التجربة ومن ردة فعلها فى نفسه , وأخال أن هذه هي الفترة التي أنجز فيها مخطوطته المتميزة عن رأس المال , بل وربما جل إسهامته ذات الطبيعة الإقتصادية . فالأمر لا يتعلق بالإقتصاد الإنجليزي إلا من الزاوية التى أبنت , ... وليتني أصبت .

    لا أظن أن الأمر هنا يتعلق بإشتراكية روبرت أوين , وقد تجاوزها كارل ماركس بحكم فظ حينما وصفها بأنها طوباوية , وقد كان الرجل جزميا فى حكمه هذا حتى جرى عادة سهلة الإسترجاع فى ظنية من تبعوه , بل أن مصطلح الإشتراكية الطوباوية قد تألق شيوعيا بسبب من إرتباطه بأوين أكثر من مدينة إفلاطون الفاضلة , وهو بالطبع يتألق من باب الذم أكثر من عداه . أوجز هنا بإستبعاد فرضية التحلق الماركسي على جنة أوين الوهمية , وبالتالي إستبعاد الآصر الأضعف فى إعتبارية الإقتصاد الإنجليزي مصدرا من مصادر الماركسية .

    أما المصدر الثالث والأخير للماركسية فيوكله أولي الأمر الشيوعي لمأثرة الثورة الفرنسية , خاصة وأن تلك الثورة قد نفحت بمدد من ماء حياتها أنموذجا غير مطروق فى التجربة الإنسانية السالفة , فكانت كميونة باريس معلما للفلاح الطبقي المتآذر والضعاف و الكادحين , وكانت عنوان التداعي الماركسي فى مساراته الإجتماعية , وكانت أسا لإلتئآم الطبقة العاملة بمسحوق تطلعاتها , وكانت من ثم الرافد الإجتماعي فى التعبير عن ضرورات ومآلات الصراع الطبقي , وحيث إحتل هذا الكشف موقعه المتقدم فى الإطروحة الماركسية . لا أبحث هنا عن نفي جزافي للواقعة ولا لتداعياتها , لكني أستغرق لإستنكاه تبجيل الفكرة بل وتعميدها مصدر من مصادر الماركسية , فما وجدت غير جديلة الثورة وجدليتها , وهي تتقد فى ذهن ماركس وتبحث عن مسوق فى التجربة , فكانت باريس حاضرة الفكرة وكانت ساحة عرسها الثوري , مع هذا فقد كان الرهان الماركسي أقل قدرة من مغالبة التاريخ وهو يحتضن ترياق الثورة , إذ لم تعد الكميونة غير برهة ثورية عابرة , مع هذا فقد ألهمت ماركس مضامين عالية فى مشروعه الإجتماعي , وجعلته ينظر للإستثناء فى التاريخ أكثر من تياره العريض , لا لسبب غير أن ماركس كان يود إعادة صياغة التاريخ وليس التماهي فى مجراه .

    أقصد مما أسلفت أن الشائع تايخيا عن مصادر الماركسية الثلاث , غير دقيق ويتطلب فى تقديري التقويم , فالمصدر الأول جزئي والثاني إفتراضي والثالث إستثنائي , ولعل سفر البحث عن مجافاة الماركسية للواقع يبدأ من هنا , من مصادر التكوين الأولى وحجم المعارف الحقيقية التي أسهمت بها فى المشروع النظري الماركسي , إذ أرى تزيدا غير مشفوع بالتاريخ , كما أرى تعميما لا يتسق والموضوع .

    مع ذلك فسوف أواصل فى إتجاه نقد هذه المصادر وكما زعمتها الماركسية , فحتى وإن حملت هذه المصادر أجمل المعارف , فهذا الجمال نسبي بالتقييم الموضوعي , لكن ماركس إختاره مطلقا بالتعليل الحتمي , وإن الواضح أن ليس بالضرورة أن ما يراه ماركس هو مايراه العالم من حوله , وهذا أولا . كما أن تلك المصادر تعبر عن وعي مرحلي هو الذي أفرز الدافع وهو الذي شكل الإستنتاج , لكن كارل ماركس وبأثر من جموحه الفكري , إستعاض عن المرحلية بالنهائية وكأنه آخر الأنبياء , وهذا ثانيا , كما أن هذه المصادر كانت تعبر عن وعي يمكن تنميطه جغرافيا , فهو حالة أوربية بحتة وكأوسع تعميم ممكن , وإن كانت أوربا آنها تقود زمام المبادرة , لكن هذا لا يعني إلغاء بقية العالم , خاصة عندما تروم فكرا هو لكل العالم , , ويبدو أن قصور ماركس عن إدراك هذا الأمر , حرمه من دراسة وقائع مجتمعات أخرى , ذات تاريخ وحضارات وأديان وثقافات وأنماط إنتاج وحياة مختلفة ومتنوعة , وبالطبع فقد أرخى هذا القصور بإنعكاساته السالبة على الفكر الماركسي وعلى مسارات تجربته , وهذا ثالثا .

    كما أن هذه المصادر وإن إختارها ماركس بعناية , يستوحى من خلالها شمول وصحة الماركسية , إلا أن الناظر للمحصلة الفكرية النهائية , يرى أن الماركسية قد إجثت الكثير من الأدب والتراث والهموم , وهي بهذا تقلص المعرفة الإنسانية وليس العكس , فهي تلغي الدين لصالح الطبيعة , وتخفض الروح لصالح المادة , وتقزم المشاعر لصالح الإقتصاد , وتجفف الشعوبية لصالح الطبقة , والقومية لصالح الأممية ... وهكذا , ومع كل إلغاء وتهميش تتقلص معارف وموجودات إنسانية , فهل وعلى هذا النحو أضافت الماركسية للتراث الإنساني ... أم العكس صحيح ؟

    الفرق بين مصادر الماركسية قبل الماركسية وبعدها جدير بالتأمل , فهي من قبل لذاتها وهي متفرعة وهي محدودة بدواعيها , وهي مؤقتة وفق ظرفيتها , وهي تنتسب لصانعيها من الأفراد والملل, وهي فى نهاية المطاف كما هي . أما بعد الماركسية , فهي تفقد بعض خصائصها الذاتية لصالح التلاقح الجمعي , و تصبح جزءا من كل , وهي تتعرض للتعديل شكلا أو محتوى كما فعل ماركس بفلسفة هيغل , مع هذا تظل قيمتها التاريخية صالحة للتداول بمعزل عن الماركسية كإطار جامع , لكن هل من الممكن أن تظل الماركسية ماركسية فى غياب أي من مصادرها تلك ؟ خاصة وقد تبلورت تلك المصادر فى شكل مكونات فكرية , هي المادية الدياليكتيكية والأخرى التاريخية و الإقتصاد السياسي ... لا أعتقد , لكن الحوار يفيد ... وكثيرا .
                  

02-16-2006, 11:47 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: HAYDER GASIM)

    الأخ أبو عبيدة ... مرحبتين

    وإحترامي موصول لشخصك الكريم ... مع أمنياتي ألا يشرخ الإختلاف الفكري أو السياسي أي من الصروح الإنسانية السمحاء ... فليبقى الود ولتذهب الفكرة .

    سألت عن الملابسات الدقيقة لمغادرتي لصفوف حزبكم , سأتوفر لكامل الإجابة بعرض إستقالتي من الحزب الشيوعي السوداني قريبا وعلى هذه الشبكة الإلكترونية , فربما دفعت بهذا السؤال من خاطر طيب , لكنه فى نهاية المطاف سؤال إيحائي , مستنبطن من موروث حزبي عتي , فما إبتعد عضو منكم إلا وهو مسئول عن أسباب إبتعاده , بمعنى أن الحزب وعلى الدوام ليس سببا فى إستقالة أو إبتعاد أي من أعضائه , فالعصمة دوما هناك , وهذه العصمة فى تراكمها التاريخي , وفي مقدار تداولها والقناعة بها لا تشي بصدفة , وإنما تشير لرابط فكري تربوي , وأظن أن هذا الرابط تمتد جذوره للتربة الفكرية الماركسية , وهي مرجعية حزبكم ومرشده وراعي أحواله , فالماركسية بنفسها أضفت على ذات نفسها تلك العصمة من قبل , وإدعت الكمال والشمول و الصلاح لكل زمان ومكان ... والحزب المتحدر من هذا المورد يرتبط بما يرد شكلا وموضوعا , لهذا فهو يأنف عن تخطيئ نفسه حتى لا يفسد جوهر الفكرة , ولهذا بالمقابل فالخارج قبل أن يكون الضحية فهو المذنب لاريب , ربما تحاججني على أساس ما يحدث الآن داخل حزبكم , بإعتباره ممارسة ديمقراطية تمحق إتهامي , لكن هذا الذي يحدث هو ما فرضته الظروف على المنظمات الماركسية , ولايمثل قناعة حزبية مؤسسية , إنها فى واقع الأمر ( منحة ) تتسع وتضيق بمقدار الإستفاقة من صدمة الإنهيار الكبير , وبمقدار الأهلية للحفاظ على أكبر قدر من الخصائص الماركسية , فالأصل عندكم هو الشيوعية وليس الديمقراطية يا حبيب .

    ربما لا أكون متفائلا تجاه إصلاح ديمقراطي حقيقي داخل حزبكم , إذ أرى التاريخ بينكم يستأسد على العصر , مع هذا فأتمناكم التغيير , بل وأسعى إليه من خارج صفوفكم عبر مناولاتي المتواضعة حول المسألة الشيوعية , بل أقول لك يا أبوعبيدة أن صوتي هذا وعلى عدم إستساغتكم له , وعلى إحتمال سوء الظن به لدى الكثيرين بينكم , فهو ينطوي على نوايا صادقة تجاه الإصلاح الديمقراطي , بل وينطوي على أسف لإعتقال الحزب لنفسه فى مراسيم فكرية بالية , خصما على واقعه الموضوعي , وتجاسرا على المكون النفسي والثقافي لمجتمعه , كما ينطوي أيضا على رغبة حامية فى تنقية القوى الحية فى مجتمعنا السوداني من الإرتباطات الشمولية ومن ظلال الإغتراب عن المجتمع , والتصالح الفكري والوجداني مع مقتضيات العصر الراكضة قبالة الديمقراطية والحداثة , بإعتبار أن مثل هذا التغيير هو المدخل الموضوعي لنهوض قوي ديمقراطية متحدة فى ذاتها ومتوحدة مع موضوعها , فهذا أمل يرتجيه أهل السودان , وهذا حلمنا الذي طاله العبث حتى على أيدينا ، نحن المعنيين بالأمر وضمننا الحزب الشيوعي . كما أقول لك أخي أبو عبيدة , أن صوتي هذا تعتمره خاصية لا تتوفر بينكم إلا قليلا , وهي خلوه من العاطفة المشوبة بالتاريخ وبعقدية التواصل وأزمة الإنتماء , فإستقالتي عن حزبكم حررتني من كل هذه القيود , وهذا مهم فى حالتكم هذه , لأن مواجهة فكر كالماركسية لا يمكن أن تحقق نتائجها وتستوي آليات مناولتها إلا عبر تجرد عال عن العاطفة , لأن الماركسية آسرة لا شك , وهي كذلك مترعة بالنزعات الإنسانية فى مشروعها العالي للعدالة الإجتماعية , مع ذلك فهي أسوأ مما تتخيل , وتكتنفها الشرور المستطيرة فيما تبقى من السيرة , فلا ديمقراطية ولا آخر ولا طبقات ولا دين ولا دولة ( بإعتبار إضمحلالها كما تزعم الماركسية ) , فربما يجد الشيوعي منكم صعوبة فى التخلي عن عاطفته تجاه إختياره الفكري , بموجبات التاريخ والتضحيات والذكريات , وأناس وحدتهم الفكرة وإمتزجت بمشاعرهم وصارت نهجا وديدنا لحياتهم , وأسر تكونت وتناسلت على هدي المشروع الماركسي وفي معية تحقيقه على الأرض , وشباب أفنوا زهرة حياتهم فى السجون , بل ومنهم من تحدرت رقابهم من أجل القضية , وقيادة إستقدمت المشروع من ضروع العنقاء إلي محل السودان , وعبد الخالق يتأنق قبل الذبح بالزي وبالثبات حتى إرتعدت فرائض القضاة وإنكسرت هيبة السلطة , وذات الرجل من قبل وفى محكمة سالفة , يدغدغ مشاعر أبناء وبنات حزبه ويحلق بهم إلى آفاق غير مطروقة فى النزوع الشيوعي , حين قال أمام محاكميه : ( وإني لأرتعد لمجرد التفكير إن لم أكن شيوعيا , ماذا كنت سأكون ) كلمات قليلة لكنها ساحرة , لكن كل هذا وذاك أضحى يندرج الآن فى تقديري فى جب العاطفة , وفى آليات التحريض الشيوعي ولما يكون آسرا , لا علاقة له بالفكر إن لم تكن العاطفة هي أفيون الماركسية , على كل هذه قراءتي للشأن الشيوعي من خارجه , وليس لي من بعد غير أن أتمناكم الإنتباه والتقويم الفكريين , فإن تلجلجت الماركسية فالبديل هو السودان , شعبه وقضاياه , حاضره ومستقبله , صعوده وهبوطه , وأشياء أخرى قالها عدلان ... وأخالها أكثر موضوعية من أخطر مقولة ماركسية ...

    وتحياتي مجددا ...

    (عدل بواسطة HAYDER GASIM on 02-17-2006, 03:38 PM)

                  

02-18-2006, 12:46 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي الأخ قصي، سلامات..

    كنت قد حذرتنا من أن فيلم The Gods must be crazy " أخفق في أن يكون علميا، وربما يعود ذلك في الأساس إلى أن الفيلم كوميدي الطابع بصورة عامة" ولم أستبن ضحى تحذيرك، إلا بعد مشاهدتي للجزئين، لكنني على الأقل استمتعت بروح الكوميديا فيه، إلى جانب تعرفي -لأول مرة- على عمل سينمائي جنوب أفريقي..

    إشارتك عن أن شعوب السان فيها " قيمة الذكران والإناث في المجتمع متساوية لدرجة مذهلة " وأيضاً كون " علاقاتهم الجنسية مقتصرة، بصورة غريبة، على الزوج الواحد والزوجة الواحدة" أمـر يغري بمزيد من التقصي والتحقق، بل ربما ينسف كثيراً من التصورات عن المجتمعات البدائية.. إن لم يدعوا –على الأقل- إلى إعادة النظر.


    عزيزي الأخ حـيدر، سلامات..

    لابد أن ثمة خلطاً ما قـد وقع.. ففي قولك -الذي يتبدى وكأنه إقتباس عني- أنت كتبت "الفلسفة الألمانية كإحدى مكونات الماركسية الثلاث" ثم " وإن شئت الإنتقال لمصدر ثاني من مصادر الماركسية , وهو الإقتصاد الإنجليزي" ألى أن تصل إلى "أما المصدر الثالث والأخير للماركسية فيوكله أولي الأمر الشيوعي لمأثرة الثورة الفرنسية"..

    لا أعرف من أين نشأ الخلط، ولكن الشيء المؤكد أنني لم أقل بمثل ذلك القول عن مصادر الماركسية..، ذلك القول تعميم مخل جداً، بدرجة، لايكون معها بمقدوري الإتيان به!.. ماكتبته أنا كان أكثر تفصيلاً، وأكثر تحديداً من ما بينته أنت، والذي خلاصته أن: "المصدر الأول جزئي والثاني إفتراضي والثالث إستثنائي".. أمـا أنا فقد إستهليت صدر مقالتي في هذا البوست، بالحديث عن مصادر الماركسية بالتقرير بأن " الفكرة قديمة قُدم جمهورية "افلاطون" وأقترب بها الإشتراكي الطوباوي "روبرت أوين" من الواقع الدنيوي بشروعه في تسخير ثراؤه الواسع ليبني نموذجاً حقيقاً في "نيو لانارك ميلز-اسكتلندا" لمجتمع اشتراكي صغير اسماه مجتمعات المصانع التعاونية، وحاول أن ينقل النموذج الي مجتمعات زراعية وكان نصيب المشروع كله الفشل.. وبقيت أفكار أوين الإصلاحية ملهمة، وتحديداً ألهمت المفكر الألماني كارل ماركس.." وكتبت عن المصدر الآخر: " في مناهج البحث والتوصل للنتائج استخدم كارل ماركس المنهج الجدلي للفيلسوف الألماني "هيغل" مع تعديلات وإضافات ماركس لها.."، وكتبت عن المصدر الثالث: " استفاد ماركس من أطروحات الفلسفة المادية للفيلسوف الألماني فيورباخ، والذي يرجع اليه الأصل المادي لفلسفة ماركس." وبعد ذلك خلصت إلى أن: " جذور الفلسفة الماركسية وأركانها الثلاث الرئيسية نجدها في إشتراكية "روبرت أوين"، وجدل "هيغل"، ومادية "فيورباخ".. وكما قال كارل ماركس عن نفسه –فيما معناه- أنه يرى أبعد لأنه يقف على أكتاف مفكرين عظام، وأن كل مفكر يضع "مُدماكاً" في تشييد البناء الفكري للإنسانية."

    لك، والواردين.. عميق الود مجدداً

                  

02-24-2006, 09:12 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ عدلان ... مرة أخرى تحياتي

    تأخير لم أختره ... فمعذرة .

    وكما وعدتك بالتعليق على المحاور التى طرحتها فى التأسيس لفض الإرتباط بالماركسية ...

    أولا : فهذا أوضح موقف تتخذه حيال هذه القضية , وهو موقف مفهوم وإيجابي , وربما كنت كذلك من قبل لكني لم أفهمك كما الآن , أو ربما هو ثمرة الحوار ووقعه على حيوزك الفكرية , وربما هو نداء الضمير وهو يطرق أبواب المنطق ويطوي سدول العقل , وربما آن أوانك على نداء الوطن الجريح , وأضعف الإيمان رفع الغلواء والأحمال الفكرية الغير ضرورية , وربما هي مؤثرات العيش فى مجتمع ديمقراطي متطور , والوقوف العملي على واقع حاله من جهة , ( وشناف ) الماركسية له من الأخرى , إذ أرى هنا مفارقة لا يصمد أمامها الجحود ولا النكران وإن تجبرا , على كل ومهما كان من الأمر , فإن الإنطباع الذي إجتاحني حول شخصك , بأنك مجتهد ومهموم وقابل للحوار والتفاهم , فهذه خصائص إنسانية حميدة , قبل أن تكون مزايا سياسية فاضلة .

    ثانيا : تراني آهلا بمضمون دعوتك حول مجافاة الماركسية للواقع , وهي كذلك , ولما تعودت ( تلخيصها ) فيما تقتضيه دواعي العرض ومصلحة النقاش , فالماركسية ممعنة فى أحاديتها بينما الواقع متنوع ومتعدد , وليس ضمن معروضات هذا الواقع ما يستحق النفي التعسفي كما تتأهب لذلك الماركسية , والواقع يستدعي الديمقراطية , بينما الماركسية تستدعي الأحادية , والواقع يستوجب التوفر لسائر المجتمع , بينما الماركسية تتوفر للطبقة العاملة فقط ( لا غير ) , والواقع يستوعب الدين ويتآلف على أثره فى المجتمع , بينما الماركسية تصادر الدين كبضاعة إقطاعية بوار , والواقع يتجدد والماركسية محلك سر , والواقع يجسد خصائص المجتمع الثقافية والتاريخية , بينما الماركسية تدغم كل شئ فى العامل الإقتصادي , والواقع يتأهل يوميا عبر العلم والتكنلوجيا , بينما الماركسية تتخلف عن اللحظة الراهنة قرنا ونيف . وإن كانت هذه مناولات عامة , فإن مجافاة الماركسية للواقع السوداني أوضح ملحوظية وأقرب للرفض من التمنع , ودون حوجة للتفاصيل فإن تجربة حزبك فى عمومياتها تؤكد على سلامة فرضيتك , بل أراك تتفوق عليه بفضيلة الإعتراف .

    ثالثا : عندما قلت لك بأنني أنظر لهذا البوست كعلامة فارقة فى حياتك السياسية والفكرية , وعرضت عليك من ثم الإستقالة فكريا عن الماركسية وموضوعيا عن حزبك الشيوعي , فقد كنت أبحث لك عن القطع ( التام ) والشمولية , وبإعتبار أن ذلك هو الشرط المعنوي والمقدمة النفسية لظهور عدلان الجديد , بإعتبار أن ذلك يغنيك عن التناقضات المحتملة , على شاكلة فض الإرتباط بالماركسية بينما التواصل مع حزب ماركسي , والدفاع عن فكرة بموجب الإلتزام السياسي والتنظيمي , ونقدها بموجب القناعة الشخصية , كما أن وجودك داخل حزبك وبنوايا مسبقة للتغيير والإصلاح , ليس إتجاها مستحبا داخل حزب ما تعود على تعدد الإراء والمرجعيات , بل ربما يجلب إليك هذا الموقف شكوكا وأحكاما تضعك فى خانة الخونة وليس المصلحين . قصدت أن أريحك من كل هذه المعاناة المحتملة , لكن يظهر أنك تحب الشقاوة , والله معاك .

    رابعا : ما حملني على الإعتقاد فى صحة ما زعمته أعلاه , وغير إستحالة تغيير الإهاب , هو موقف حزبكم التاريخي من إنهيار الشيوعية , وقد تصرم على هذا الحدث عقد ونصف من الزمان , ولما لم ينبس ببنت شفة , ولا تحدثني بالله عن المناقشة العامة , فهي أصدق دليل على تماهي حزبكم فى جوهره القديم , فإن أطلق هذه الفكرة لإشاعة أحاسيس بالإمتثال للديمقراطية , فهذه قولة حق أريد بها باطل , فغير تقاطع الماركسية مع الديمقراطية , فالأخيرة ( فى كنف تنظيم ديمقراطي ) تخضع لمحددات قانونية وإجراءآت نظمية , تشمل فيما تشمل تحديد الهيئة الحزبية المعنية بالأمر , وموضوع النقاش ومداه الزمني , والنصاب القانوني , ويوم الإقتراع وساعته , بل ودقيقته , وأي تجاوز لأي من هذه المعطيات ينتقص العملية الديمقراطية وربما يبطل قانويتها , فالديمقراطية مسئولية ومش لعب , فتعال معي أخي عدلان لنوقع أمر المناقشة العامة فى ميزان ديمقراطي , فعلى صعيد الموضوع , فقد جاء مبهما ويتعلق بكل شئ حول المسألة الشيوعية , علما بأن قيادة الحزب لا تنقصها الخبرة ولا المعرفة فى تحديد مسارات مساعدة لبلورة الموضوع , كأن تطرح الأمر فى شكل خيارات وتقول : بعدما حدث للشيوعية ... هل نتمسك بها أم نطرحها ... أم ماذا ؟ مع ملاحظة أن مثل هذا التقديم يحتمل النقاش حول المسألة الشيوعية برمتها , لكنه يحصر النهايات فى قنوات بعينها , مما يسهل فى نهاية المطاف الوصول الديمقراطي للقرار المناسب .

    أما فيما يتعلق بالهيئة الحزبية المناط بها حسم الموضوع , فلم تتم الإشارة لها فى متن الرسالة التي إستهلت بها قيادة الحزب المناقشة العامة , لكن وبقدرة قادر فقد وضح فى ثنيات الحوار أنه المؤتمر الخامس , وهذا المؤتمر ليس معلوما ولا جدول زمني له , والأقسى من هذا أن عضوية الحزب وهيئاته الرأسية والأفقية لا توافي تأهيلا تنظيميا يجعلها تقرر فى هذا الشأن , ما عدا قيادة الحزب والتي غالبا ما تكون السكرتارية , والتي غالبا ما ينوب عنها السكرتير , وهكذا أخال أن حلقات إتخاذ قرار مصيري تضيق أ وتنفرط حتى تؤول لفرد , كتعبير ناجز عن الحالة الشيوعية فى عمومياتها و كما توفرت للتاريخ .

    أما الجدول الزمني للنقاش والإنتخاب , فهذا تفاؤل يقترن بالسذاجة أكثر من الموضوعية , فما الذي إستقام من الأمر حتى يقيد زمن حسمه , مع ملاحظة أن الفرضية الديمقراطية فى الإعتناء بعامل الزمن , تتأتى تحسبا وتواؤما مع المتغير , فقرار اليوم ربما لا يكون هو قرار الغد , وفكرة الحاضر ربما لا تناسب المستقبل , مع هذا فلا بد وأن يكون هناك قرار , وأن تكون هناك آلية لإتخاذه تعتبر بكامل المؤثرات وعلى رأسها الزمن . تخيل يا عدلان على الإثر, أن شيوعيا تقدم بمساهمته فى المناقشة العامة عام 1993 مثلا , هل تظنه سيحتفي بمساهمته هذه الآن , فالزمن يعدل المواقف والأفكار على مدار الساعة ناهيك عن السنون , وهذا مايحملني على الإعتقاد بأن هناك خلفية فكرية لموقف حزبكم هذا , فهو يركن للأفكار الثابتة والمفعمة بالإيحائيات الإطلاقية , ويرى فى هذا مجدها وعظمتها , أما الأفكار المتغيرة بفعل الزمن أو بحكم قصر دورة حياتها , فهذا مالا يعتد به شيوعيا , لأنه ضد المبدئية ومعبر عن ضيق الافق وقصر النظر .

    وعلى كل فما من إمرئ يفتح موضوع تلكؤ الحزب و ( تضهيبه ) للمؤتمر المنتظر , إلا ويوبخه ( الغيورون ) من الشيوعيين بدرس فى الأولويات الوطنية , وفى حماية جسد الحزب ( وإن طلعت روحه ) , وفى إستثنائية الظرف السياسي , وفى قمعية ا لسلطة , وإلى ما إليه من شطط الذهنية المستغرقة فى الثبات بموجب ( الحالة الراهنة ) . صحيح القهر الإنقاذي للبلاد والعباد فى الحكم العام , لكنه نسبي ومتغير والشاطر يكسب , كما لا يعدم الحزب الشيوعي بنسقه السري المعهود قدرة على التوالي مع مقرراته إن أراد , هذا إن لم نذكرهم بصحائف من تاريخهم , بالحديث عن من من الكيانات السياسية ( غير الشيوعية ) , كان حرا وطليقا ومنعقدا بأريحية أبان دولتهم الشيوعية الكبرى ؟ ... لهذا يظل التمنع الشيوعي السوداني عن التمسك بقيم الممارسة الديمقراطية , جزئية راسخة فى حياته السياسية , فهو الأعجل هرولة لرفع اللائحة حينما يخيم ظرف إستثنائي , وهو كذلك الأبطأ سعيا فى إحداث إختراق ديمقراطي حتى عندما ينفرج الظرف الإستثنائي , بل وحتى عندما ينقشع البلاء ويتغنى بذلك محجوب شريف , تظل الرزمانة الشيوعية فى قيد ( شبه العلنية ) .

    كما أود أن أذكرك وأنت تعتزم الإصلاح من الداخل , ما قاله من قبل الشيخ الشيوعي المعروف التيجاني الطيب , بأن الحزب سيظل شيوعيا حتى وإن كان ذلك دون إرادة غالبيته العظمى , بل أظنه تحدث عن نسبة مئوية عالية , لا أتذكرها لكنها لا تقل بحال عن الثمانين بالمائة , كما أذكرك بالتصريح الشهير لسكرتير الحزب , بأن الحزب لن يذوب ولن يندمج , بل أخاله جادا فيما زعم وبمستوى يطعن فى براءة موضوعة المناقشة العامة ومآلاتها , وإلا فحدثني كيف تسنى الحفاظ على الماركسية كإحدي مصادر الحزب ( المتميزة ) فى مسودة الدستور الراهنة , فهذا يعني إحدى إحتمالين , فإما أنه تقدير فوقي ( قيادي ) متماهى فى السطوة التاريخية لقيادتكم الحزبية , وإما أنه الرأي الأرجح ولما وضعت مساهمات الأعضاء خلال المناقشة العامة فى الميزان ... فهل هذا صحيح ؟ , ولأني أبني أحكامي على الملاحظة والتاريخ والمنطق , فربما يكون فى مقدورك أن تعلم ما هو أكثر مني , فقط خبرنا ما ترقى الأمر إلى مصاف العام .

    ألخص أمري هنا يا عدلان كالآتي : أن حزبك تنقصه الفكرة الديمقراطية بموجب ( إحتسابها ) ماركسيا , كما تنقصه الإرادة الديمقراطية بموجب إستعلاء الثورية فى الماضي , وإستبطانها فى الحاضر , فالأمر يتعلق ( بالتصميم ) الآيدولوجي وبالسعة الفكرية لمشروع نهض وفى الأساس على نهج الثنائية والتضاد... فقد تخلق على الإثركيان من الصعوبة ترويضه أو تطويعه لمهام ما بعد الحداثة فى تعدداتها الآلقة , والتي هي فى واقع الأمر الأبغض لحزبكم ... حلالا أوحراما .

    خامسا : إن نقدت ( أنا ) الماركسية ودعوت الناس للأنصراف عنها , وإن إقترن نقدي بالحزب بموجب إقترانه والماركسية , وإن أيقنت تماما بإزوف ساعة التحريض البلشفي , فلن أتجاسر على الشيوعيين كأفراد أو مجاميع بالمنطوق الإجتماعي , لأنني وببساطة أعتقد أن خلافى معهم ليس شخصي البتة , وأظنهم واعوون بذلك , لهذا تجدني متجاوبا مع ندائك حين قلت : أن الحـزب الشيوعي يضم أناس على مستوى عال من الوطنية والإخلاص والنزاهة والإستعداد للتضحية، ولكن طاقاتهم النبيـلة تلك، يتم هـدرها لعلل الماركسية التي يتبناها الحزب كمرشد وحيـد للحزب . إنتهي الإقتباس ... وأوافقك القول وإن يطفح فى العاطفة , لكن ما الطريق إلى منى ؟ فحزبك الآن يحتمل أيتها تفسير , ويصرف أملا لكل فصيل , لهذا فهو الآن ليس كما كان , وإنما كما يراه كل عضو , فهو ما يزال حزب الطبقة العاملة للمتمسكين بالماركسية , وهو حزب وطني للحالمين بقصر همومهم على الوطن , وهو حزب شيوعي بإعتبار ما كان , وهو ديمقراطي بإعتبار ما سيكون ... ولا أعلم فى ظل هذه الفرضيات المتقاطعة كيف سيكون المنتهى .

    سادسا : مع تعلق رأس موضوعك بكل رقبة شيوعية , توافقا أو إختلافا , فهو موضوع كل الشيوعيين السودانيين على أقل تقدير , وأخصهم الشيوعيين من أعضاء هذا البورد وما أكثرهم , فما طرحته يا عدلان قضية جوهرية يستوي فى الإهتمام بها , وفى التداخل حولها كل ألوان الطيف الشيوعي , خاصة وأن رؤيتك تؤسس لمشروع فرز نظري يستدعي كل المحاضر النظرية حول المسألة الشيوعية , لكن لا أرى غير النذر اليسير الذي لا يفي حتى بفرض الكفاية , فأنت فى تقديري ( مقاطع ) من حيث يدري البعض , ومن حيث يتوجس الأخرون , فمن لا يوافقك ما أتيت يستنكف موضوعتك بوقف الإرسال , فالحكومة الفكرية هنا تأنف عن البث بدواعي التبخيس , بإعتبار أن الإهمال هنا خير وسيلة للدفاع عن الضعف , ومن يوافقك الرأي يستمطر من حاسة شمه الشيوعية مخاوفا عظيمة من الشيوعيين الآخرين , ويؤثر فى الإثر الصمت وكأنه رأس الحكمة .

    أراك أخي عدلان ... وكأنك فشلت فى إستقطاب حوار شيوعي/ شيوعي حول موضوعة شيوعية أمام الناس , لا ألومك بالطبع , بل ربما زادت مداخلاتي معك الطين بله , فقومك مترعون بالهواجس والظنون . لا أدري كيف ستنقل هذا الحوار إلى ( الداخل الحزبي ) وقد إستبنت العينة فى الهواء الطلق . على كل أنا متوافق وتقريرية إطروحتك حول عكسية العلاقة بين الماركسية والواقع , ومع أن الحوار فى هيئته الطبيعية يستوعب السجال ( الطبيعي ) ويحتمل الأنداد والأضداد , فهذا مدعى حضوري لمائدتك الفكرية العامرة , مع هذا فإنني أتطلع لمشاركة شيوعية حقيقية يستحقها وبجدارة هذا البوست , ولا أدري كيف يتسنى ( نفسيا ) لشيوعي مناولة موضوعات أخر , قبل أن يقول كلمة فى هذا الموضوع المفصلي , وبكل دواعيه الجذرية وبكل دعوته الجهيرة لمثل هذا الإنصراف الكبير والمخض , فتحاوروا أيها الشيوعيين وأسمعوا كلام ( القصير ) يوما , والأمر يهمكم جمعيا , وإن كانت ( التدابير ) الشيوعية تقتضي السرية , فالفكر الماركسي ليس كذلك ولما أردتموه عنوان فلاح لكل البشرية

    حديثي عن مصادر الماركسية الثلاثة , لم أستمده من جلستك الإفتراعية لهذا البوست وإن حدث التماس , كما لم أشير إلى أو أقتبس عنك ما يربط مساهمتي بمداخلتك , فمصادر الماركسية ومكوناتها الثلاث هي ( مصطلح ) أولي فى الأدب الشيوعي , بل هي كالثالوث المقدس فى المسيحية , وغض النظر عن تساوقها مع ما قلت , وأظنك تعلم ذلك وهذا بالضبط ما أعنيه , فقد آثرت أن آخدا من أولا ؟

    أخيرا ... وإن فهمتك صاح , فأنت تقلل من أهلية الماركسية لإدارة قضايا الواقع , والواقع فى توقيعه الزمني هو العصر , والعصر هو الصفحة من التاريخ التي تخصنا , لنعيش فيها ونسجل عليها معالم حياتنا ومنجزاتنا وإخفاقاتنا , إشترك معنا فى تدوين هذه الصفحة شعوب رزحت تحت نير الماركسية , ولفظتها فى نهاية المطاف , وهذه تجربة أغنى وأشفى من تأملاتكم ومن مداولاتكم وأنتم ما تزالون على الرصيف ( النظري ) للماركسية , فهولاء جيل التجربة الماركسية الحقة , وهم الأحرى بتقدير السياق وتدبير المآل وقد فعلوا , فليكن فى هذه التجربة ما يزيد فى موضوعك باعا , وليتك تضيف لمناولاتك النظرية الناقدة للماركسية ما أفرزته تجرتها العملية , فهذا يحسن الفهم ويقرن الكلمة بحادثة , مما يسهل على الناس التفاعل و الإفتهام إن كان ذلك ما تروم , خاصة وأن ما تزال الذاكرة حية والشهود أحياء والحدث بكر .

    أقدر جهدك ... وننتظرك على بر العصر آمنا مطمئنا .

                  

02-25-2006, 02:45 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلما اقتربت الشيوعية من الواقع.. ابتعدت عن الماركســية! (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Dear Adlan and participants,

    Thank you for enriching this Board with such very intelectual discussion that brings Theory to meet reality as it's lived by many Communist parties, including our SCP...

    I wonder if you could put this discussion, or at least your contributions Ya Adlan, in one place or one file that be easy to print and read off-line. I have a chronic technical problem with printing any thing from this List.
    At least, could you kindly send one file of your messages via my email

    Regards

    Mohamed Elgadi
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de