|
الخـليفة قــيتس بن الخـطاب!
|
الخـليفة قــيتس بن الخـطاب!
صباح اليوم وأنا في طريقي إلى العمل سمعت خبراً مفاده أن صاحب المؤسسة العملاقة "مايكروسوفت" وأغنى أغنياء العالم، السـيد بيل قيتس (رضي الله عنه) البالغ من العمر واحد وخمسين عاماً، والذي تقدر ثروته بأكثر من خمسين بليون دولار (دولار ينطح دولار) قد أعلن بالأمس، الخميس 15 يونيو 2006، أنه أعـاد ترتيب أولوياته بحيث يكرس هو وزوجته "مليندا" جُلّ طاقاته ووقته لمشاريعه الخيرية، عبر مؤسسة بيل ومليندا قيتس.
بيل قيتس مهتم اهتمام خاص بمحاربة الإيدز والملاريا في قارتنا الأم أفـريقيا.. وتعتبر مؤسسته الوقفية الخيرية من أغني المؤسسات في العالم حيث تصل أصولها إلى 29 بليون دولار، تليها فورد فاونديشن التي تصل أصولها إلى 11 بليون فقط! ومن جملة 1.4 بليون تبرع بها بيل قيتس العام الماضي (2005) هناك 320 مليون دولار ذهبت لمؤسسته الخيرية.
الأقدر مالياً هـم الأوائل الذين اشتروا منتجات بيل قيتس، وشيئاً فشيئاً صارت منتجاته في أيدي الأقل قدرة كثيراً، ولكنها مازالت بعيدة عن متناول الفقراء الأميين في مجال القراءة والكتابة، دع عنك الأميين في استخـدام الحاسـوب! ومازالت منتجات مثل "اكسبوكس" أو الصندوق السحري (ألعاب كمبيوترية) تعاني الأسر المتوسطة في الولايات المتحدة في سبيل شراؤها لأطفالها! إذاً يمكننا أن نقول أن ثروة بيل قيتس، تكونت أساساً، وجُمعـت من الأغنياء، وفي كثير من الأحيان من فضول أمـوالهم.. والآن هـو يعمل على رد "جـزء" من تلك الأمـوال على الفقـراء في شكل مساعدات للتخلص من الأمـراض التي تفتك بالفقراء في أفريقيا وشبه القارة الهندية.
لكنه "بيل قيتس" لا ينسى أصول اللعبة الرأسمالية، ففي حين أنه دفع مائة مليون دولار لمحاربة الإيدز في شبه القارة الهندية في العام الماضي وحده، إلا أنه كان جباراً في مـواجهة مهددات "بزنسه" فقد رصد مبلغ 421 مليون دولار للاستثمار في تطوير نظام تشغيل ويندوز تطبيقات (دوت نت - .Net) في الهند نفسها في خطوة فسرها بعض المراقبين بأنها محاولة لإزاحـة (رد لينكس - Redlinux) من حلبة المنافسة.
الخليفة العادل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال في أواخر أيامه : "لو استقبلت من أمري ما استدبرت•• لأخذت من الأغنياء فضول أموالهم فرددتها على الفقراء" فهل ذلكم جوهر ما يقوم به بيل قيتس؟ قـد يجد البعض أن بيل قيتس يمكن أيضاً تشبيهه ب "زورو" أو "أرسين لوبين" ولكن الآخيرين مهما كان نبلهم، فهم لصوص، بمعنى الخروج على اللعبة التي ارتضاها المجتمع، بينما بيل قيتس لو "ســردب" فوق بلايينه، مافي زول بيقدر يسألوا أو يحاكمه على ذلك.
عدلان.
|
|
|
|
|
|