دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
خطرفات كاتب نزيه .............قصة
|
خطرفات كاتب نزيه
الإهداء ..
إلى ………
الشارع .. وقائديه مع خالص أسفي واستيائي ،،، عبير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يزيد إيقاع الحياة المؤلم صخباً .. وتتراقص الحروف في رأس كاتب نزيه .. فيأخذ أوراقه والقلم ورشفة من كوب شايٍ أحمر كان قد أعده لنفسه قبل أن تتزاحم الحكايات أمام أعينه ويتكئ على يده .. ثم يستغرق في حديث ٍ عميق مع نفسه وصراع مع الأحداث .. ويبدأ ...
بنقطة حبر يسيل بعدها نهر الكلمات على أرض الأوراق الدامية .. ويعوم خياله بين الاحمرار .. وتضيع معالم الكتابة وتتبعثر الكلمات في الأوراق .. والأوراق في الدماء .. والدماء على الشوارع .. والشوارع ؟ هادئة لا تشعر بألم الكاتب .. ووجع القلم .. وجرح الأوراق النازف .. وتوهان الكلمات خلف الخديعه .. وخوف الأحرف المطارده من الإنحراف والعار ، ليكون بعدها انهيار الصحف المزمن .. ذاك المرض العصري ، في ظل غياب الجراحين العظماء لاستئصاله من كبد الحقيقة ..
تنهد .. واعتدل عن اتكاءته لشعوره بأن يده لم تعد قادرة على تحمل ثقل أفكاره ، ثم يتوقف .. ليأخذ القلم مرة أخرى ويبدأ ..
لحظة .. قبل أن يبدأ .. دق الباب وهمّ بفتحه ليجد أخاه الأصغر في تلك الساعة من الليل وهو في حالة يرثى لها من الإعياء ، فهمهم الأخير بالتحيه وقبل أن يردها كان قد تاه في نومة عميقه وهو يهذي ببعض الكلمات غير المفهومه فجلس أمامه وبدأ يقرأ خطوط الإرهاق على وجهه وهو ينقل بصره بين وجه أخيه وجسده الهزيل وبين تلك اللبسه الأنيقه التي يرتديها ذات اللونين الأزرق والأزرق الداكن وازدحمت الكلمات في رأسه عن ماهية "الهدف" ؟ .. هذا هو الهدف .. أن يكونوا بلا هدف .. اعتدل .. اصلح أخاه وذهب ليأخذ القلم ويبدأ ..
فاجأته ذكراه لنظرة تلك الفتاة التي قابلها في كافتيريا إسمها كان أغرب شئٍ فيها "السعادة" ، قابل تلك الفتاة وتابعها وهي تقوم بتلبية طلبات الزبائن بوجه جميل وعينان واسعتان وفم ضيق وأنف يتناسب ووجها الدائري وتلك الابتسامة المصطنعه التي تخفي وراءها جبل الأحزان الذي لم يخفى عليه تشكر بها هذا وتومئ بها لذاك وتمنى حينما جلس أن تكون هي المشرفه على خدمته .. وقد كان .
جاءت بتلك الابتسامة تحمل في يدها كوب ماء بارد وكشف المحل بالموجودات فأخذ منها الكشف بعد أن ألقت عليه التحية وهو يعجب لجمالها غير المتوقع ، نظر الى الكشف بنظرة مزعزعه .. مرّ زمنٌ طويل وهو ينظر للكشف دون تركيز حتى وضحت الكلمات فرفع رأسه اليها ووجدها أجمل مما رآها للتو وتلك الابتسامة الجميله وقال : ( عايز عصير ليمون لو سمحتي ) ردت بصوت رقيق (حاضر) وأخذت الكشف وأدارت له ظهرها ليجد وجهها خلف ظهرها أجمل .. وسرح بخياله في الاسباب التي تجعل فتاة مثلها تعمل في حقل كهذا وتتحمل رزالة هذا وغضب ذاك .. فرجع للذاكرة الأم ومأساة الشارع وشح الامكانيات .. وتزاحمت الكلمات في رأسه ثم قام بأخذ القلم من جديد .. ليبدأ ..
رجع بظهره على الكرسي وقد اعتراه شعور باليأس وحاول أن يبدأ بقصة ذاك المتشرد الذي أتى للحياة دون أن يعلم من أباه ومن هي أمه وأخذ يأكل من "براميل" القمامه ويشرب من ماء "الخيران" ، رآه وهو عائد ليلاً من حفل بائس إضطر لمجاراته فقط مجاملة لصاحبه .. رآه يجري وخلفه إثنان ظنّ أنهما رجال شرطة .. بل هم كذلك .. ولكن من ظلمة المكان لم يتضح له شئ واقترب الى النقطة التي هدأوا فيها وقاموا بإخراس الطفل إلاّ من أنّات ألم للطفل وأصوات أخرى من أحد الشخصين تدل على ما يجري بينه والطفل .. وتوقف عن متابعة سيره نحوهم ولم يقم بأي حركة لردعهم عما يفعلون خوفاً على نفسه .. تابع سيره الى منزله وهو يحتقر نفسه لما اعتراه من خوف ويعصره الإحباط والاحساس بعاره .
أحس بشئ حارٍ في صدره وهو يتذكر ما حدث .. فنادى أخاه بصوتٍ مرهق ولكنه مسموع .. فجاء الأخير ناظراً .. ثم رفع إليه يده بالقلم ولفظ أنفاسه الأخيره لعدم احتمال قلبه لكل تلك الأحداث .. فأخذ أخاه القلم ... وبدأ .. ليسرد ما انتهى .....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خطرفات كاتب نزيه .............قصة (Re: شمهروش)
|
سلام ... عبير؛ ومازلت أصر علي قراءتك . تفرضين ذلك بأسلوبك . وكنت أتمني لو أشاركك البقية لولا أنها تبدو كشرك دواليك ، لا يعيد فيها الراوي الا انتاج نفس الأزمة أو ثقافة أبعد عن الشر و ......... والباب البجيب الريح سدو وأستريح ... طالما نشارك الشارع وقائديه النفس والمحك اليومي ... ولكن سؤالي: لم تفترض المرأة حماية الرجل ، ان كانت تملك سلطة ، كسلطة الكتابة ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خطرفات كاتب نزيه .............قصة (Re: Ash)
|
أختي عبير
أتابع غضب حروفك النبيل بين الشفقة والاعجاب. الشفقة لخوفي على شبابك الغض من قسوة الكلمة الموقف..الكلمة حين تكون هي السلاح الوحيد الذي نشرعه في وجه التخلف وصلف "جندرمة" العصر. أما الاعجاب فمبعثه أنك - مع أخوات لك هنا- ترفدن الارث النضالي للمرأة كل يوم صفحة شديدة الألق والاشراق بما تبذلن من جهد لوضع بصماتكن بوضوح في شتى الأمور التي تهم أمتنا.
قرأت الأقصوصة، وهي معالجة تبشر بحصاد طيب في ميدان السرد القصصي narrative fiction وخاصة في مجال القصة القصيرة التي صارت نصا يجمع بين تدفق الخاطرة ووميض لغة الشعر..نصا مفتوحا على كل الاحتمالات،ونهاية مفتوحة مثلما فعلت في عملك الابداعي هذا.
قطعت القصة القصيرة منذ غوغول وتشيخوف وألان روب غرييه حتى الآن مساحة زمنية حفلت بالكثير من أنماط التطور من حيث تقنية السرد والكتابة. وبقدرما تكتبين باستمرار أوصيك وأوصي نفسي بالقراءة المستمرة.
واصلي ابداعك أيتها العنيدة..علمينا أين يمكن أن نتخلص من مواطن الرعب والتخلف في حضارةالذكورة عندما تتنكر للأنثى.. والحضارة أنثى!
فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خطرفات كاتب نزيه .............قصة (Re: فضيلي جماع)
|
أستاذي القدير فضيلي جماع فرحتي لا توصف وأنا أقرأ شهادتك التي منحتني إياها والخوف يربكني وأنا أبدي الرأي أمامك
كما قلت هي السلاح الوحيد الكلمة ودرعي القلم وجنودي بضع نقاط على حروف ومرجعي الدائم أنتم فخورة بما أوصيتني وعداً مني بالتنفيذ ولك كامل احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
|