|
Re: الى من يريدون الدخول من السودان لصفحة الرجل الكلورفيل إليكم هذا الرابط ورغم أنف الحظر (Re: عبير خيرى)
|
Quote: الجمعة24يونيو2005 تتحني وتتعطر في غياب الزوج:
مجموعة محسن خالد »كلب السّجان» تخترق التابو والممنوع
بقلم: أحمد يونس
لا أظنني سأضيف جديداً إذا توقفت كثيراً عند اللغة المبهرة شديدة الإيحاء التي يكتب بها محسن خالد ، ولن أضيف ملمحاً مهماً عن السرد المنساب كماء رقراق في جدول ، ولن أفوق غيري إذا تكلمت عن التخيل الأسطوري الذي كتبت به الأعمال القصصية والروائية التي إطلعت عليها أو علي بعضها، لأني لم أتمكن من الإطلاع الكامل ألا علي المجموعة القصصية »كلب السجان»، وسأقصر الحديث عنها.
قبل »كلب السجان» قرأت المنشور من »تيموليت» ومع متابعتي الدقيقة لما ينشر منها في موقع »سوادانيز أون لاين» تشكلت في داخلي صورة جديدة للكتابة الروائية ، فحين قرأت الجزء المنشور من »الرجل الكلوروفيل» إستعدت الرعشة الأولي ، رعشة الطفل هو يدخل »أعتاب الرجولة».
وحين اطلعت علي كلب السجان شعرت أن المجموعة المكونة من أربع قصص قصيرة تخبيء مشروع أربعة روايات، شعرت أن نفسها روائي، وأحسست أن القصص بنيت بخيال رواية، وأري أنها ـ أي القصص ـ تشبة إمرأة شديدة التأنق فواحة العطر »الكبريت» في غيبة الحبيب أوالزوج فيذهب عطرها هدراً، ومثل هذه المرأة تجد من مجتمعنا ما تجد، البعض ينظر إليها شذراً، البعض الآخر ينظر إليها من موقع أخلاقي ويسحبها حق أن تكون جميلة لنفسها!
بالضبط هذا ما تخبئه قصة »عيد المراكب» مثلما تخبيء بطلتها »سلمي» عطرها لكنها تعلنه للحبيب الصديق، فعيد المراكب قصة طويلة في زمن قص طويل نسبياً يصلح لجعلها رواية قصيرة، كما السرد فيها يشبه الرواية، فحين يصف الراوي مشهد نهر سلمي: »النهر كان دهراً من لمع الشوق، ولم يكن لحظة ماء عابرة. هناك مركب تغبّش به النهر عند بعد، وفي لوثة من ضباب، كما العقل المرهون لهاجس خوف وخطر مقلق، ثم أخيراً تفتق عن فكرة تنقذه.
قدمايّ مخضرتان حيث يحزهما ماء النهر الذي وقفت فيه طويلاً، أية خضرة هذه ياتري؟ أدغدغه يا ربي، لكوني رقعة لآدم من طين وبذور؟ أم عوالق وطحالب الإنتظار، لكوني وقفت لملء عمر من السنوات؟ ربما المركب التي تأتي بسلمي لا ينتظرها الإنسان في نهر. فقد تزل قدم الشوق عفواً، ويدفع الإنسان ثمن وقعته، وقعة نهر كاملة وبحذافيرها. تمضي نحو مصب مياه كجهة الغروب في لوحة، حهة لا تبلغها شمس الرسم أبداً. صحيح، فأنا منذ طفولتي رسمتني أمي ولم تلدني، لا أصل مواعيدي مهما نويت. ولا يتقدم نحوي زائر حلو مثل سلمي، أكثر من تقدم بقعة لون مرسومة، يقصدني لمعها فحسب. الأشياء معي آخر ما تنويه اللحاق بي عند أمل ما».
هذا النهر يشبه بحر »واسيني الأعرج» وبواخره في »ما تبقي من سيرة لخضر حمروش» العمل السردي الجميل الذي يقصر زمنه الروائي عند أنفاس الهارب المتلاحقة بين المدينة والميناء، لكن خالد لشيء ما، ربما رغبة التجريب التي تنتابه وهو يفعل كل شيء دفعته إلي قصر الرواية القصيرة إلي قصة .
وحين نصل »الوجود والوجود الآخر»، وعلي رغم الإنتقالة الجغرافية والزمانية فإن النفس السردي الطويل يحاصر القصة ويجعل عملية تجنيسها شديدة الصعوبة »أتذكر حين سألتها لأول مرة : إسمك أيه؟ ضحكت مني بسخرية، كيف أبدأ حواري مع فتاة عمرها 17 سنة بسؤالي عن إسمها. كان ينقصني أن أضيف يا فالحة. لقد أجابت منددة بمشاركتي للآخرين في إتهامهم لها بضعف العقل: وأنا أوعي منك، مش لو ودوك مدارس! شعرت بالحرج، هلي يوجد شخص في القرية لا يعرف إسم الآخر؟ معها الحق حين سخرت مني: مولود معانا هنا ولاّ في بلد تاني؟
»آسف يا سلوي». »آي أحسن تتكلم عديل، وضحكت ببراءة، فرحاً بالتعارف وبتذكري لأسمها، لا شماتة ولا إنتصاراً.
»ما قصدت شيء، يمكن بس لأنها أول مرة أتكلم معاك فيها».
» ولا يهمك، هم المتعلمين ديل بيخجلواً؟».
لقد وجدتها لطيفة، بالأساس هي معروفة في القرية بأنها أجمل بنت من ناحية الشكل لو لا أن الجمال مسحور. يوم غرقت في النهر مساءً كانت تقول لرفيقاتها بينما تخوض في مياه النهر: »هوي يا بنات، أنا والله فترت من لقيط الطماطم دا. هسة أنا فرقي شنو من تيران ود الحرتي؟».
حين نصل لهذا المكان من القراءة نحس أن جسد القص يضيق علي نص بهذا الإتساع، نص كان يمكنه الإمتداد إلي مظان الرواية، لكن الكاتب لسبب ما أراده هكذا!
أما » كلب السجان» فهي ملحمة ساخرة يقوم الكاتب فيها بإحداث »ربكة» مدوية يدخل فيها الأدوار والشخوص في بعضها البعض: » هكذا والأمور مضت، ومهما كانت عوجاء فبطول الزمن والتقادم تحصل علي إستقرار مشابه لها. كل هذه القصة والكلب لا وجود له ولا دخل له، اللهم إلاّ حين يذهب ناحية النهر المجاور ويري إنعكاسه في رقراق المياه. لم يكن يري وجهاً لأسد بدل وجهه، ولا حتي وجه غزال بعيون واسعة. فكيف يصير المخلوق حلمه وهو لم تحن فرصته بعد؟ يبدو أن حاله شبه اليقظة التي طرأت علي السجان، بقعل الإندهاش من وظيفته الجديدة، عرقلت الطوح الغافي لكلبه أيامها».
وفي هذه القصة التي أختارها عنواناً لمجموعته إشتغل الروائي علي تخييل متقن إستطاع به تمرير الربكة التي أحدثها في أدوار الحراس والكلاب، وصراع البطولة بين السّجان وكلبه، أيهما البطل؟! والحبكة أيضاً كما قلت في السابق لم تكفها وريقات القصة المحدودة.
لكن »ذهب بني شنقول» القصة الأخيرة في المجموعة، فهي تذهب في إتجاه آخر: » أي حرّم منحوسة، كاتلالها تلاتة رجال ما بتخاف ربها! يزكي ود الحسن رأي الرخمة.
يسخر منهما ود سعد: التلاتة منو؟ ياتو تلاتة يا أبو هريرة؟ كان علي أستاذ بَا نصب وبي خفض، هي أصلاً عرسّتو فطيسة، وكان علي الشاويش صديق تسويلو شنو يعني؟ براهو شليق، لا داير يخدم زراعة، لا رعية، لا صنايعي، بس عينو في الحروبات التاكل في الناس دي من زمن سودان القرنتي، أحسب بالنظام الشمسي آود الحسن.
ود الحسن لا يقاطعه بل يستعديه أكثر بقوله: ها زول والله حضرة الشاويش أكان راجلاً فضيل، عزّام وفنجري. يستشري ود سعد: لا فضيل تب، كويس إنو إتفضّل فوقو الدود وريحّنا. وهنا نجمه.
يتجنب ود سعد مقاطعات أخري بتكتيك:
والله غير زولكم داك .. الله يدني إسمو .. يذكرونه كلهم، بتوقيت مضبوط مع سؤاله سلفاً، وبجرة واحدة لألسن كثيرة: اليمني، .. المرحوم اليمني .. اليمني ود علي عليه الرحمة. كأنّما يذكرونه بغرفهم من جالون ذاكرة واحدة يتوسطهم».
فعلي رغم تعدد الشخصيات، والحوار الطويل، فقد إستطاع محسن خالد التخلص من عطر الرواية الذي يسيطر علي كتابته القصصية، وأن يصنع من اللغة الدارجة شراباً لذيد الطعم، حسن الإعداد، هل ربما لأنه عاد لطبقه المفضل في الكتابة »الجسد»، أم لأن اللغة الدارجة أكثر قدرة علي القص القصير، ومع أن الكتابة عن تابوهات المجتمع تلاقي ما تلاقي عادة، فإن » ذهب بني شنقول» خرقت حدوده وأذاقته مر الهزيمة.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى من يريدون الدخول من السودان لصفحة الرجل الكلورفيل إليكم هذا الرابط ورغم أنف الحظر (Re: محمد السر)
|
.
العزيز محمد
يسعدني خوف أحد أبناء وطني على ما أحمل ..
ولكني أكتب .. وأعلم تماما إحساس الكاتب حين يمسك بالقلم ..
وألم التدفق .. كتعسر مخاض بكر ..
أعلم تماماً زفرة الارتياح حين يضع الكاتب آخر نقطة في سطوره ..
ويأتي بعد كل هذا فكر أحمق يسيطر على كل المشاعر التي ذكرت ..
خلقني الله حرة .. ووهبت الحرية لما أكتب به ..
ولن أسمح بكبت حريتي ..
لهذا فقط .. ألعب الشطرنج
هذا أولاً ..
ثانياً:
ألا ينظرون حولهم ؟ ماذا يرون ..
تدني أخلاقي .. وشذوذ بائن كشمس نهار ..
لماذا لا يمنعون الشباب من الخروج من منازلهم ؟
لماذا لا يحجرون على الفاسقات المصنوعين على أيديهم ؟
هل سبق أن رأيتم هذا التدني الخلقي ومعدل لارتفاع الجرائم في أي فترة حكم سابقة ؟
الإجابة : لا
لماذا اذا لا يحجبون أنفسهم ..
لك حبي وتقديري
جزيل شكري الثاني
عبير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى من يريدون الدخول من السودان لصفحة الرجل الكلورفيل إليكم هذا الرابط ورغم أنف الحظر (Re: عبير خيرى)
|
عبير لو نظرنا لأصحاب هذه الذهنية –من ناحية نفسية- نجد أنهم يرفضون الأفكار المختلفة معهم لأنها تعرِّيهم أمام ذاواتهم وتكشف لها كم هم خاوون. وحين يجابه الإنسان هذا الوضع مرة وتتشظى أمام عينيه –نتيجة فكرة أخرى أكثر تماسكاً- أفكاره التي بناها عبر سنين طويلة وجعلها أعمدة تسند عقليته، يرى كم هو موحش ومخيف هذا العالم، لذلك كونت هذه الذهنيات مضادات حيوية ذاتية لهذا الوضع، تعمل تلقائياً، حين تجابه فكرتهم فكرة أخري، وهو ما اصطلح عليه بالإقصاء. لك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى من يريدون الدخول من السودان لصفحة الرجل الكلورفيل إليكم هذا الرابط ورغم أنف الحظر (Re: عبير خيرى)
|
الوزير الطيب مصطفي فعلا لك الحق أن تحجب رواية الكاتب السوداني محسن خالد فأنت تمثل نظام شمولي ودكتاتوري وإقصائي. أنت ونظام الأنقاذ تفهمون الإسلام فهم ضيق, وتفهمون الوطن بأنه من أملاككم الخاصة وكأنه قبيلة أو عائلة. فالرسول صلي الله عليه وسلم لم يقم بتعين سيدنا علي إبي طالب وهو من أكثر الصحابة علما وحكمة, ولكنك ونحن لم نسمع بك قبل الإنقاذ أصبحت وزيرا وصوتا يسمعه الجميع لأنك خال السيد الرئيس, أليس كذلك؟, أين كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنت تتقلد هذه المناصب وهناك المئات من السودانيين الذي يتفوقون عليك أكاديميا وإداريا, ويتفوقون عليك بالخبرة والأفق الواسع ,حين يتعلق الأمر بمفهوم الوطن والمواطنة والعدالة والتعايش الثقافي والديني والعرقي السلمي. أنت تحجب رواية مجسن خالد في الوقت الذي تمتلأ فيه الشبكة العنكبوتية بالمواقع التي تحمل فكرا علمانيا وإباحيا, وما كتبته صحيفة محمد طه كان من الإنترنت ولم يكن محجوبا عن القراء في السودان بالرغم مافيه من شتم وسب لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم. صدقني أنت لاتصلح لهذا الموقع, ولن تنجح أن تحجب كل ما رأيت فيه خدشا للزوق العام حسب الأفق والفهم الضيق الذي تتقوقع فيه, فكريا لن تنجح, عمليا وفنيا لن تنجح, وهاهي رواية محسن خالد قد أصبحت مقروءة في السودان بعد تغيير بسيط في العنوان (قامت به أخت سودانية صحفية شريفة وشجاعة لاتخشي صفعات مشروعكم العنصري والمتطرف).
العالم يتحول لقرية يا سيادة الوزير والمعلومات تتدقف من كل الإتجاهات, من الإنترنت ومن القنوات الفضائية التي يستطيع أهلك في حوش ود بانقا مشاهدتها, وهناك الكثير من القنوات الفضائية الإباحية التي تبث الجنس والقمار وتبشر بالديانات المختلفة, عدد كبير من هذه القنوات يمكن لمن أراد من السودانين مشاهدته وذلك بالضغط علي أزرار الريموت كنترول, والقنوات الفضائية اللبنانية وغيرها من العربية الهابطة تعلمون أن كل السودان يتمكن من مشاهدتها يوميا وبعلم منكم سعادة الوزير, فماذا فعلتم في هذا الشأن إنطلاقا من أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر السيد الوزير, إن ثورة الإنقاذ, وشعارها الإسلاموي الحضاري, تعاني من ضيق في الأفق والخيال والرؤي, فبالله عليك وأنت المؤمن, قل لي هل شهد السودان في تاريخه إنحطاطا أخلاقيا مثل الذي تشهده البلاد الآن؟, قبل ستة عشر عاما هل كنت تري من النساء من يقفن في الشوارع ينتظرن العربات المظللة, هل كان السودانيون يزنون كما يزنون اليوم؟,هل رأيت الكم الهائل من الذين يشربون العرقي ويتعاطون المخدرات؟, وهل تعلم أن هناك من تتصل به عبر شبكتكم موباتيل أو سوداتيل ويأتيك وأنت في منزلك بما تشتهي من الخمور الأجنبية أو المحلية؟, قبل ستة عشر عاما معالي الوزير لم يكن الفساد المالي وتفشي الرشوة والسرقة منشرا بالقدر الذي فيه اليوم.
أيها الوزير : كل هذا حدث لأن السياج الذي نصبتمونه حول الوطن سياج لفكر إنتهازي اقصائي يستخدم فيه الدين بسطحية لتقديس الهدف المادي, لأن الفكر والممارسة التي أتيتم بها لاتعلم بقدرما تنفر, لأنكم تجبرون النساء علي اللبس الساتر ولاتقدمون لهن مايساعدهن فكريا وماديا علي الصبر علي عدم المعصية, فقد بنيتم بناءً ماديا ورأس ماليا لا علاقة له بالإشتراكية الإسلامية أو الشيوعية, فكانت الخصصة وكنتم تحيلون ألاف السودانيين للصالح العام وتتركون الأسر جوعي لا عائل لها,وتمنعون حق التوظيف لمن هو مؤهل ولكنه ليس منكم, فهاجر ملايين السودانين وتركوا لكم الوطن وتركوا أسرهم وأعراضهم من خلفهم, فالقروض الحسنة والمساعدات المادية هي فقط لمن يساندون مشروعكم الحضاري, اي حضارة هذه التي تتحدثون عنها أيها الوزير, حضارة تفشي الفاحشة ولكن النساء محجبات والرجال يرسلون اللحي, والبنوك سميت إسلامية وتميز بين المسلمين في النفع والقرض؟؟!!, أي حضارة هذه التي ترمي بشيخها ومفكرها ومؤسسها الشيخ الكهل في السجن حتي يعضه فأر؟؟!!. أقول لك هو مشروع حضاري بوجهين, وجه حقيقي قبيح يحب السلطة والمال ووجه ثاني يستخدم الإسلام لجلب المال والإستثمار والتجييش بإسم الجهاد والعروبة الكاذبة, وبإسم الوجه الثاني مات مئات آلاف الشباب من خريجي الشهادة الثانوية والجامعات ,ولو بعثوا اليوم من مرقدهم لقالوا لكم لم نستشهد من أجل ما أنتم عليه الآن, هؤلاء الفتية قتلوا مليونين من أخوانهم السودانيين في جنوب البلاد ونصفهم إلا قليلا في غربها الحبيب. السيد الوزير, لم نقرأ أو نسمع أنك عارضت دعوة مشروعكم الحضاري للكاتب المخضرم الطيب صالح ليشارك في فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية, هل شاهدت معنا الطيب صالح يدخل الخرطوم من صالة كبار الزوار, نفس الصالة التي يدخل منها سعادة الرئيس ؟, إستقبلتموه إستقبال الأبطال وهو صاحب الرواية(موسم الهجرة للشمال) التي حرمتمونها ورأي مشروعكم الحضاري أنها قليلة الأدب وما مربية, إنه الوجه الأول من مشروعكم الحضاري الذي إستقبل الطيب صالح, ألم أقل لك هو مشروع بوجهين أحدهما قبيح والثاني منافق لأنه يستخدم الإسلام من أجل مكاسب دنيوية لادينية!!.
السيد الوزير نحن نري مع من يري أن المواطن المستنير الذي هيأت له الدولة سبل التربية السوية والعيش المستور والعدالة والمساواة هو أقوي من أن يفقد أخلاقه من أثر رواية أو كتاب أو مشاهدة ما يأتي به الفضاء, فالإنسان كالبناء إن قوي أساسه فأنه لايسقط كما تسقط جامعة الرباط بل يبقي آلاف السنين كما صمدت إهرامات البجراوية وكرمة ونبتة وآثار أخري سيغطيها خزان الحمداب ولكنها ستبقي لأجيال قادمة خير منا ومنكم. السودان ياسيادة الرئيس بلد متعدد الثقافات والأديان والأعراق والإسلام الذي تبنيتموه لم يدخل السودان بحد السيف ولا بجيوش عقبة بن نافع, بل دخل السودان عن طريق السلم ونشرته الطرق الصوفية ولم ينشره بن لادن أو الغنوشي أو الترابي أو حتي الإمام اليماني. أسلم السودانيون لسماحة لمسوها في الإسلام وليس طمعا في البنوك الإسلامية ولم تجبرهم قوات الدفاع الشعبي علي دخول الإسلام عنوة. الحرب وهي من صنع مشروعكم الحضاري الذي بدأ منذ نميري في العام 83, الحرب التي خضتمونها بإسم الدين ضد أهلنا السودانين في الجنوب هي التي قللت وحدت من إنتشار الإسلام في السودان, هذا المشروع الحضاري الذي ساهم رديفه وضيفكم المفضال أسامة بن لادن في الحد من إنتشاره في الغرب وتشويه سماحته بالإرهاب ونحن الآن كمسلمين نعيش في الغرب قد يصيبنا مايصيبنا من سوء المعاملة من التفجيرات اللاإنسانية التي قد تنسب لبن لادن الذي يعيش في مكان ما في جبال أفغانستان , ربما, بعد أن نهب المشروع الحضاري ثروته وباع أسراره للسيد جورج بوش الإبن. لولا مجيء مشروعكم لكان إنتشار الإسلام أفضل وأوسع, فما فعلتوه من حرق وقتل في دارفور المسلمة, دارفور بلد نيران القرآن كما يحلو لكم تسميتها, ما فعلتوه هناك هو ما أتي بالمنظمات العالمية الإنسانية والتبشيرية, تحمل غذاءها وصليبها وكتابها المقدس الذي يقول أن الله ثلاثة وهو مايرتله الدكتور جون قرنق علي مقربة من مكتب إبن أختك الرئيس في قصره الجمهوري. السيد الوزير أنظر إلي آلاف الأطفال في دارفور الذين هجرتموهم للمعسكرات إنهم لم يجدوا الرعاية والغذاء إلا من النصارى يحتمون بهم منكم ومن قتلكم ومن جور مشروعكم الحضاري, هؤلاء الأطفال(وأنت رجل مثقف تعلم أن الطفولة تشكل حياة وسلوك الفرد) هؤلاء الأطفال يا سيادة الوزير يتربون بين أحضان غير المسلمين ويأكلون من طعام غير المسلمين ويقرؤون كتب غير المسلمين ويتعالجون بدواء غير المسلمين, أنت لا تستطيع أن تحجب عنهم هذا الإقتحام الصليبي ولكن تستطيع أن تستعمل الأموال الباهظة التي صرفتها علي برامج الحجب لتحجب رواية محسن بدلا عن صرفها للفقراء والمساكين ,ومحسن لا يقرأ الكتب المسيحية في القصر الجمهوري وكنائس الخرطوم والسودان ولايحمل الصليب مع الدواء والغذاء في دارفور السيد الوزير, هل تعلم لماذا يرعبك السودانيون الجنوبين, هل تعلم لما أنت تخاف من الثقافة الإفريقية القادمة, هل تعلم لماذا لاتحتمل أن تري السودانيين المسيحين يتعاظم عددهم في دولة مشروعكم الحضاري؟؟؟ ربما لا تعلم!!. أنت مرعوب وخائف لأنك لاتخاف علي الإسلام الدين, ولكنك تخاف علي الإنقاذ وتخاف علي المشروع ذي الوجهين, أقل لك لماذا, لأن الإسلام يا سيدي ينتشر في السلم, ينتشر الإسلام عندما يحترم المسلم الآخرين, ينتشر الإسلام عندما يتحلي المسلموين بأخلاق الدين السمحاء, وعندما يعاملون الناس بعدالة ومساواة وعندما يكون الناس كأسنان المشط وعندما لا ينام عمر وهناك إمرأة تغتصب في دارفور وأخري ثكلي في كريمة وأطفال يتامي في جوبا وفقير جائع في همشكوريب.
سيدي الوزير هل يبدو لك الأمر جليا أن خوفك هو علي المشروع الحضاري ذي الوجهين, فالحركة الشعبية جاءت لتقتسم السلطة والثروة معكم والغرب قادم ليقتسم السلطة والثروة والشرق قادم ليقتسم السلطة والثروة والشمال قادم ليقتسم السلطة والثروة, هذا هو ما يخيفك ويرعبك ويرعب المشروع الحضاري, أستحلفك بالله ألا توافقني؟؟ معالي الوزير, عندما حجبت سودانيوأونلاين من قبل كان الناس ينددون بك وبمؤسستك الإقصائية المتقوقعة فكريا والضيقة الأفق والخيال والرؤى, كانوا فقط ينددون ولا يعرفون ما يفعلون, ولكنهم الآن يقولون لك أن ما قمت به يا سيادة الوزير هو مناقض لدستور البلاد ومخالف لبنوده المنظمة لحرية التعبير, الآن يا سيادة الوزير يحدث ما يرعبك , لم تعد أنت سلطة التشريع والتنفيذ, قهناك سلطة تشريعية قادمة كالسيل ستجرفك إن وقفت في طريقها, وهناك سلطة قضائية مستقلة يؤسس لها قادمة كالقطار ستدهسك إن وقفت في طريقها وهناك سلطة تنفيذية قادمة ستنزعك من موقعك أينما كنت إذا ما خرجت عن القانون, القانون الذي سيرتضيه كل أهل السودان
والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
|