دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
ايها القارئ الكريم
انبثق الشعر, الذى نقدمة ضمن هذه المجموعة, ومن وجدان انسانى شريف, و تماما كما الدم الذى انبثق حارا يغرغر فى صدور اولئك الرجال الشرفاء الذين لمعوا كما الشهب وتفجروا كما النيازك وكتبوا باجسادهم المطوحة فوق شرفات هذا العالم, ارق كلمات الحنين الى الازمنة المقبلة.
من مقدمة
حروف ومقاصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
الشهيد عبد الخالق محجوب
غنيت الوردة والمجهول والصمت والهمس وغنيت الكلمة الحبيبة حيث تولد القافية والان لم يبقى لى ان اغنى سوى انشودة الغضب عبد الخالق محجوب شهيدا الموضوع -ولا تسخروا ليس التضحية تقليدا للغير بالطبع , الامر ليس سهلا لكنك كنت من يموت عبد الخالق محجوب شهيدا هل لا يزال لدينا وقت للقول والعمل؟ عندما يدهمنا الموت فى الصباح ان المساء يبدو لنا بعيدا جدا وليس من الممكن الصمت ازاءه كل هذا الوقت يمضى ,ولو ظهر انة غير هارب عبد الخالق محجوب شهيدا حيث الكلمات تعلقت بين الشفاة مثلما تعلقت جثة رجل فى طرف حبل هل امزق باسنانى اللحم لافرج عن الكلمات التى تنتظر لا شى ينتهى مع الالم عبد الخالق محجوب شهيدا الصمت ليس سهلا لا ...ولا الكلام الذى تريدة هو سهل كذلك لقد احكموا حبل القنب بين اصابعة والعقدة المعدة للشنق اصبحت طيعة احسست عنقك فى بحة صوتى عبد الخالق محجوب شهيدا لم يبق غير المرساة للبكاء كم منا يحمل همة فى حنايا ضلوعة لقد مزجت الاسود بالابيض ليس لدينا وقت للضياع على كل واحد ان يحرر ارضة عبد الخالق محجوب شهيدا جثتك التى تتارجح فى الفضاء هى بلون الزمن يخيل لى انى انتظرك . وبعد...عما تريد ان اخبرك ردا على سؤالك ..كيف حال فرنسا عبد الخالق محجوب شهيدا انا لا اؤمن بالانتقام انا لا اؤمن بالعدالة ليس من اثر للجراح تدفعها بطيب خاطر سوف لاترى المستقبل عبد الخالق محجوب شهيدا انا اؤمن باستشهادك فى السودان انا اؤمن بانتفاضة جسدك انا اؤمن بالشفاة التى اعضها انا اؤمن بصريف الاسنان انا بالزمن لمعركة النصر مارك ديلوز (فرنسا) لا اضيف سوى كلمة واحدة نوع الرجال الذين تغنيهم هذة القصيدة لايعرفون ان يموتوا كشهداء وحسب ولكن كذلك - ويجب ان لاننسى- ان يموتوا شجعانا وان الشجاعة اصبحت معدية بفضلهم جان مارسينال حروف ومقاصل
شكرا جزيلا
الشريف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
الاخ العزيز/ عمر ادريس تحية ود و احترام المجد و الخلود لشهداء 19 يوليو الذين شيدوا لنا طريق البطوله و الصدق و التضحيات بما هو غالى و نفيس من اجل الشعب السودانى و الطالع ماشى الورديه &&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&& ماشفت ود الزين قالولو ناس كم ورينا ناسك وين ورين شان تسلم ما وقف بين بين لى موتو اتقدم و العودو خاتى الشق مابيقول وحاتك طق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
وانا من ..... من رجل واقف خارج الزمن كلما زيفوا بطلا .... قلت قلبى على وطنى " تاريخ شريف ...وشعر شريف , والشرف فى جوهرة قرين الحرية التى هى ادراك للضرورة الموضوعيةوقدرة-فى هذا الادراك- على الاختيار, وفى بعض هذا المعنى حرية الفن .
نقسم مامن موت يغشاكم مادمنا نوءمن بالازمنة الحبلى بالخير مادمنا ندرك عمق الصلة الوثقى بين الوعى و وبين صدام التحديد فهنيئا لكمو, مجدا, وخلود 2 ايام حزبنا منذ ميلادة قبل اربعين (الان ستين) عاما عصية على الراصد مثل قطرات ماء النيل ..ستون سنة وما بحت حنجرة الحداء, ولا كفت مزامير الصدور عن الصداح ..سوى ان يوليو 1971 م شكل منحنى حادا فى مسيرة حزب الطبقة العاملة السودانية, اذ تحرك حلفاءها من قلب المؤسسة العسكرية السودانية تدفعهم تقديراتهم الذاتية النبيلة, لينصبوا متراس فرح جرئ يقطعون بة الطريق على فلول ردة الاحزان الظلامية الزاحفة ..وان انكسر المجداف ... وتشتت من حوالية مطر الرصاص الراعف , واطبق منطق الضعف الانسانى لتسبق صفرتة الشاحبة مساحات التوقع من اقصاها الى اقصاها باحتمالاتها اللانهائية ساعتها ركزت اقدام الشيوعيين والديمقراطيين السودانيين فى رحم الارض كما تنغرز جذور النخل على ضفتى النهر مستقبلين بالانوف الشامخة , والصدور العارية اعاصير الردة الهوجاء .. لينتضى الوجود باسرة حسامة الخرافى التليد وتتفتح..مثلما الوردة _مسامات الغناء الجديدو وتستحيل مساحات التوقع كلها شيئا هو بالاسطوة اشبة ...
من مقدمة
حروف ومقاصل
نواصل ___
ومرة أخرى "ياشهيدالشعب اهلا" بل أجمل الشهداء هم
لهم المجد
شكرا جزيلا
الاخت العزيزة
Inaam Saad
(عدل بواسطة عمر ادريس محمد on 07-19-2006, 06:09 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Salwa Seyam)
|
Quote: انا لا اؤمن بالانتقام انا لا اؤمن بالعدالة ليس من اثر للجراح تدفعها بطيب خاطر سوف لاترى المستقبل عبد الخالق محجوب شهيدا انا اؤمن باستشهادك فى السودان انا اؤمن بانتفاضة جسدك انا اؤمن بالشفاة التى اعضها انا اؤمن بصريف الاسنان انا بالزمن لمعركة النصر |
الأخ عمر إدريس .. شكراً ولك التحية .. وأنت تضع هذه الكلمات لكي يذكر من ينسى .. أن أمر الوطن والقيم والحرية يهون دونها كل شيء .. وما كان للسودان أن يكون طويلاً وعريضاً وموحياً دون دماء عزيزة غزيرة روت أرضه عبر الحقب .. فالنستلهم من ذكرى من قدموا كل شيء .. لتبقى معان آمنوا بأنها تستحق (أن يحيا الإنسان من أجلها وأن يموت)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الــــــــــــــــمجد والـــــــــــــخلود لـــــــشهداء 19يولـــــــــــــــــــــو71 والــــــــــــــتحيه فى هذا الـــــــــيوم الـــــــــــى كل الــــــــــــــــــناضلين والــــــــــــــــــــــــشرفاء مـــــــن ابـــــــــــناء شــــــــــــــــــــــعبى
كلــــــــــــ الـــــــــــــــود/عمر ادريس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
الفداء
ينوء قلب الشاعر ان كان دم الشفيع تشربتة الازاهر * * * فى السهد ما انتحيت, ما بكيت حين ضم مأتم النهار بيت مابكيت رهبة أو شفقة لكن عينيك الكحيلتين بالنور و والنبيلتين تسامتا .. كراية ممزقة تقاوم السقوط فى الوحول المطبقة أواه..ماركعت.. ما انحنيت وحينما اعتدى المرتزقة عليك قبل الموت..فافتديت مرتين...ياشفيع الطبقة * * * فى ساحة الإعدام كان الردى ينام توسدت عظامة ..عبير هذى الزنبقة * * * اعمى دبيب الريح تعوى , ولا ضريح * * * كان الضحى مناحة عمال موسكو يزرعون الساحة دقيقة .. من الحداد رهيبة الابعاد صمت تشيب فى صخورة الجرداء اضلع الجلاد كأنما من حقدة الكظيم..جز عنقة وأنت عبر كل هامة حمامة ..من فوقها ..حمامة وتزدهى على بريق مطرقة * * * المجد للمسيح على حبال مشنقة فلتلعنن الريح والكلمات المرهقة ان اعولت فى صمتها تسربلت عيونها ولم يضو خطوها الضرير رعد صاعقة
جيلى عبد الرحمن
يوليو 1971 م
حروف ومقاصل
شكرا بلا حدود الأخت العزيزة منى خوجلى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Abdelfatah Saeed Arman)
|
الخلود لذكرى شهداء 19 يوليو رجال سطروا تاريخ امه بثباتهم وثقتهم ارهبوا جلاديهم وارعبوهم لهم الانحناء والاجلال لكل واحد منهم : لما شفتك ياما ياما ياما شفته البدر طالع في سما الوطن ابتسامه
********************* مَلْحَمَةٌ تَسْجِيلِيَّةْ
طَبْلانِ وإحْدَى وعشرونَ طَلقة .. لـ 19 يوليو
شعر: كمال الجزولي
"إلى الذين نصبوا متاريس الفرح الجرىء عصر يومنا التاسع عشر من يوليو سنة الواحد والسبعين"
الطَّبلُ الأَوَّل:
الشعرُ ـ الليلةَ ـ مطرُ الدَّمْ ، رعَّافٌ يهدرُ فى الفمْ ، صخَّابٌ ظهرُ أبى ، وخصيبٌ رحمُ الأمْ، فلنشعل نارَ "الدُّوبيتِ" إذنْ ، ونوَقد جمرَ "النَّمْ" ، ولنفرد أجنحة "التُّمْ تُمْ" ، ولنعرض ببنادقنا وسطَ الأخواتْ!
الطَّبلُ الثَّانِى:
أُجِيدُ القَوْلَ ـ الليلةَ - فى المسحوقينْ ، فى الناسِ الغُبْشِ على طولِ السُّودانِ ، وكلِّ بيوتِ الطينْ ، فى الماردِ فى وثبتهِ ، القابضِ جمرَ الحقِّ ، الرائعِ فى وَقْفَتهِ ، تنداح سنينُ الزَّهوِ ، الحِقدِ ، الحُزنِ على جَبْهَتهِ ، أقولُ .. أُعيدُ القَوْلَ ـ الليلةَ ـ فى قُوَّتهِ .. وبُطولتهِ ، وأُفاخِرُ .. بالتاريخِ وبالصَّوْلاتْ!
الطَّلقة رقم (1)
إمتطت الريحُ الصَّهواتُ ،
ترجَّلَ قُرصُ الشمسِ .. وأَحْنَى النخلُ الهاماتْ ،
سقطَ العقربُ .. فوقَ العقربِ
كان اليومُ التاسعُ عشرْ ،
دقَّاتُ الساعةِ أنَّتْ أربعَ مراتْ ..
الزمنُ الأولْ
الزمنُ الثانى
الزمنُ الثالثُ
والزمنُ الرابعْ
الزمنُ الوهجُ ، الزمنُ المازوتُ ،
الزمنُ الفائِرُ بعدَ الظُهْرْ ،
الزمنُ النِّسْرْ ،
إندفعَ إلى الأضلاعِ ،
إلى الأعراقِ ،
إلى الحدقاتْ ،
لمَّا جَلْجَلَ ساحُ القَّصْرْ ،
وانهمرَ الصَّحْوُ يرُشُّ الفرحَ المُجْهَدَ فى ..
الطُّرُقاتْ!
الطَّلقة رقم (2)
هذا فجرُ العيدِ تَدَلَّى فى الآفاقِ ..
مشانقْ ،
الباشِقُ حلَّقَ .. فى إثرِ الباشِقْ ،
وتهاوَى النجمُ رواشِقْ!
الطلقة رقم (3)
آتونَ الساعةَ فى "الهَبَباى" ،
وفى الأمطارْ ..
فى الوَهجِ الغاضبِ .. فى حِقْدِ
" خَماسِينْ " ،
فى طَمى النيلِ الخالِقْ ..
فى نارِ التكوينْ ،
من قِمةِ "كَرَرى" ، من "حَيْدوبَ " ،
من "التاكا " ،
من "مَرَّةَ" آتونْ ،
آتونَ من العُلوِ السَّامِقْ
آتونَ كما الوَمْضِ البارِقْ
......................................
......................................
مَرْحَبْ
مَرْحَبْ
ألفُ حَبابَكَ .. عبدَ الخالِقْ
الليلةَ أطفالُ السُّودانِ على طُولِ ..
الطُرُقاتْ ،
ينتظرونَ قُدومَكَ .. بالحَلوى ،
بالراياتِ الحُمْرِ ،
وبالباقاتْ ،
أطفالُ السُّودانِ المَجْروحو الحَدَقاتْ ،
يا عبدَ الخالِقْ ..
من وُلِدوا ليلَ الثامنِ والعشرينْ
من يوليو .. عامَ الغضبِ الحارِقْ ،
ينتظرونَ على طُولِ الطُرُقاتْ ..
بالحَلوى ،
بالراياتِ الحُمْرِ ،
وبالباقاتْ ،
الطلقة رقم (4 )
قَلبُ الشاعِرِ شاهِدْ ،
قالوا ..
فى الحِكْمَةِ ، فى أمثالِ الناسْ
وأنا .. ينهالُ القلقُ علىَّ ، الواحِدُ ..
بعدَ الواحِدْ ،
أعرفُ هذا الاحساسْ !
أدرَكَنى ..
فى القرنِ الماضِى ،
عندَ سُقوطِ الخُرطومْ
.................................
.................................
لحظتَها كانت "موسكو" تتلفَّعُ بالمغرِبْ
والشفقُ الأحمرُ ليسَ دَمَاً ..
الشفقُ الأحمرُ
بحرُ نبيذْ
وأنا والراديو لا نتعَبْ ، لا يَغْشانا النومْ ..
أعرفُ
هذا
الاحساسْ ..
أدرَكَنى فى القرنِ الماضِى عندَ ..
سُقوطِ
الخُرطومْ
أدرَكَنى ..
أدرَكَنى ..
أدرَكَنى ..
.............................
.............................
بُركانُ القلَقِ تفجَّرْ ،
هطلَ الشَّدْوُ من الحلقومْ ..
تَحَدَّرْ ,
فوقفتُ أُغنِّى .. عارى الصدرِ ،
وحَافِى
القدمينْ ،
فى وسطِ "الميدان الأحمرْ"!
الطلقة رقم (5)
مَن هذا القادمْ؟!
مَن هذا الفارِعُ كالنخلةْ ..
الأسمرُ ..
حقلُ الكاكاوِ القاتِمْ؟!
السيفُ المصقولُ الصارمْ ،
والأدهَمُ .. مثلُ الدرعِ الفاحِمْ؟!
...................................
...................................
مَن هذا الـ ..
وَيْحِىْ ..
ذلكَ هاشِمْ!
ذلكَ هاشِمْ!
الطلقة رقم (6)
وتمدَّدَ صوتُكَ عبرَ المدنِ ..
المسروقةْ
أشعلَ شطَّ النيلِ ودوَّى
فى الحاراتِ المسحوقةْ:
السلطةُ للعمالْ ،
لعبيدِ الأرضِ ، لكلِّ جريحٍ وشَّحَ دمُهُ
" بيتَ المالْ" ،
لكلِّ عَريسٍ أَوْقَدَ ناراً ثم مضَى ..
فى "أكتوبرْ" ،
ولكلِّ شريفٍ فى "كُوبَرْ" ..
ولتذهبْ لجهنمَ حنجرةُ الزيفِ المَخنوقةْ!
الطلقة رقم (7)
زُغرودةُ أُمِّى أعرفُها .. من بينِ ملايينِ
الأصواتْ ،
أُميِّزُها ..
بالشرخِ الرَّاعِفِ فيها .. بالآهاتْ
زُغرودةُ أُمِّى لكَ وحدِكَ ،
هذى الليلةْ ،
وأَبى قد حَمْحَمَ مثل الفرسِ الأصْهَبِ ..
صالَ
وَجالْ
هزَّ السيفَ ، وأنشدَ شعراً كالشَّلالْ ،
لشفيعِ الناسِ المقهورينْ ،
شفيعِ المَوْجِ الأولِ
فى ..
بحرِ العُمَّالْ ،
مَن هَدَروا خلفَكَ ظُهرَ الثانى ..
والعشرينْ ،
جاءوكَ ، الليلةَ ، مِن "جُودةْ" ،
مِن وِرَشِ الصَّهرِ ،
الترميمِ ،
الوابوراتْ
جاءوكَ على مَرِّ الأجيالْ
فتعالَ
تعالَ
تعالْ ،
أهلاً بكَ .. أهلاً ألفَينْ
إنْ لمْ يَحمِلكَ الرأسُ أَشِيلكَ .. فوقَ
الكَتِفَيْنْ
إخضَرَّ الساعِدُ .. هبَّتْ ريحُ المَدْ ،
واجتمعَ العقدْ
سدَّاً يعلو ..
فوقَ
السَّدْ
..................................
..................................
ها نحنُ ، الساعةَ ، ننسِجُ فى عينيكَ وِشاحاً ..
وجديلةْ ،
وهِلالاً يسطعُ فوقَ جبينِ الغَدْ!
الطلقة رقم (8 )
زحفتُ على أسلاكِ التلفونْ ،
وطِرتُ مع الريحِ ، مع الرعدِ ،
مع الحقدِ الملعونْ ..
وسبحتُ
سبحتُ
سبحتُ أنا ..
حتى انقطعت أنفاسى ،
بين "الأَسوَدِ" و "المتوسِّطْ"
وركضتُُ .. ركضتُ .. ركضتُ
كما الفرسُ المطعونْ ،
يا أُمِّى ،
وعبرتُ النيلَ إليكِ ،
وعند الشاطئِ كنتُ أرى ..
ما أبشعَ
ما كنت أراهْ !
"كِتْشِنَرُ" يعودُ بخوذتِهِ الحجريَّةْ ،
وجنوداً بصديدٍ فى الصدرِ ، وقَمْلٍ فى الأفواهْ
وأنا أركضْ يا أُمِّى فيكِ ،
أُلَمْلِمُ تاريخى ، أخترقُ المدفعَ ..
كَىْ أحميكِ
أركضُ
أركضُ .. مثل الفرسِ المطعونْ ،
لكنَّ الطاعونْ ..
إجتاحَ عُروقى ، تلكَ الليلةَ ،
يا أُمِّى ،
أَوْغَلَ فى عينيكِ
"كِتْشِنَرُ" .. الطاعونُ .. الغدرُ .. الخوذاتُ
الحجريَّةْ
جاءُوا يا أُمِّى ..
مِن كلِّ حقولِ النفطِ ، الذهبِ ،
ومِن شَطِّ "الأَبيضِ" و "الأحمرِ" ، من عُمقِ
الصحراءِ
الغربيَّة!
....................................
....................................
وتشبَّثْتُ بكفيكِ ..
كَبَوْتُ ..
نهضْتُ ..
رفعتُ الرأسَ إليكِ
ورأيتكِ ، يا فرحى ، شامخةً أنتِ ..
كما أنتِ
كما النارِ الخالدةِ الأسطوريَّةْ!
الطلقة رقم (9)
الكوكبُ مُختَلُ العقلِ
الكوكبُ مُهْرٌ جَمَحَ ..
فدارَ ..
ودارَ ..
ودارَ ..
وَسَقَطَ على الوَجْهِ ،
لما أنهكَه الإعياءْ
وأنا أرجو ،
يا كوكبَنا ،
لو أُوهبَ مقدرةً ..
لأُعيدَ على وجهِكَ ترتيبَ الأشياءْ ،
لكنِّى ..
ولأنِّى لستُ بساحِرْ ،
و لأنِّى لا أملكُ غيرَ المِزمارِ الثائِرْ ،
فسأبقى ،
معذرةً ،
أنفخُ فى رئتيكَ
أناشيدى
حتى تنهضَ مِن هذا الإغماءْ !
الطلقة رقم (10)
تحترقُ لهاتِى حينَ أُغنِّيكَ ،
تلتهبُ العينانْ
يركُضُ صوتى ،
يَعلو ،
يَهطُل
فوقَ
شوارعِ
أُمْ دُرْمانْ
أُقسِمُ أنِّى ما غنَّيْتُ لسُلطانْ ،
ما شِلتُ العَيْبَ ، ولا مارَسْتُ العُهْرَ
على
رِئَةِ "الطَّنُبُورْ"
لكنِّى ، الساعةَ ، يا بابِكر النور ،
أطلقُ شدوى ،
أعزفُ فوقَ الجُرحِ الغائِرِ فى صدرى ،
أجعلُ من أضلاعى رَبَّابَةْ ..
يا روحى ،
وأُحَلِّقُ فى أنفاسِكَ .. عبرَ عذاباتِ السُّودانْ !
الطلقة رقم (11)
أَمْدُدْ كفَّكَ يا فاروقْ ،
أبشر بالخير ،
أَزهَرَ جُرحُكَ ، نَبَتَ القمحُ الأسمرُ ..
فوقَ
جبينكَ
سَقْسَقَ فى عينيكَ الطيرْ ،
وفاحَ نزيفُ دمائِك فى الصحراءِ ،
دعاشَ خريفْ ..
أَمْدُدْ كفَّكَ ،
لَمَعَ التاريخُ على فوهاتِ بنادقِنا ..
يا قلبى الراعفَ ،
شَبَّ على حَدِّ السيفْ !
الطلقة رقم (12)
باعُوا الغابةَ .. يا جُوزيفْ !
باعُو المانجو الناضجَ والنَّئَ .. باعُوا "البَفْرَةَ"
و"البَابَاىْ" ،
والرمحَ وبوقَ الصَّيْدْ ،
باعُوا كلَّ طبولِ العيدْ ،
يا جُوزيفُ ..
وسِحرَ قبائلِنا ،
وثَنَ الأَبَنُوسِ ، وسِنَّ الفيلْ ،
والكوخَ الناتئَ ، والأمطارَ ، وكلَّ تماسيحِ
النيلْ ،
باعُوا الفيضانَ ، وأثداءَ الفتياتِ الأبكارْ ،
والماعز والأبقار ..
يا جُوزيفْ ،
باعُوها لإلهِ السوقِ القادمِ من كلِّ فنادقِ أورُبا ،
مِن كلِّ عُصورِ الزيفْ ،
بالويسكى ،
بالمُوهِيرِ اللامعِ .. والدولارْ !
برباطِ العُنْقِ ، وبالدَّبوسِ الذهبىِّ ،
وبطاقات السى آى إى ..
وختمِ الماسْ !
.....................................
.....................................
لكنَّ الناسْ !
لكنَّ الناسْ !
الطلقة رقم (13)
أجملُ أطفالِ السُّودانْ
لم يُولَدْ بَعْدْ ،
أَحْلَى زهراتِ الغَدْ
ما نبتَتْ .. حتى الآنْ
لكنَّا نُقسِمُ بالأيْمانْ ..
أنَّ الأشجارَ ستطرحُ أطفالاً
لم تشهدْ أجملَ منهم عينانْ
فالسلطانْ
غُولٌ من قش ،
والعَرْشْ
قنبلةٌ تحتَ السلطانْ !
الطلقة رقم (14)
إبقَ مكانَكَ يا عثمانْ ..
يقترنُ الأَبيضُ بالأزرقِ فى جُرحِكَ ،
فافتحْ جرحَكَ للآخِرْ ..
يتلاقى "حرسُ القصرِ" بغضبِ الشارعِ
فى
جرحِكَ ،
فأفتحْ جرحَكَ للآخِرْ ..
يا سيفَ الصاعِقةِ الباتِرْ ،
لا وقتَ ، الليلةَ ، للأحزانْ !
لا وقتَ - الليلةَ - للأحزانْ !
الطلقة رقم (15)
عيناكَ الجَّمْرْ
يا ودَّ الرَّيَّحْ ،
كتِفاكَ قِلاعُ النَّخْوَةِ .. والفَخرْ
أُنشِدُ ، هأنذا ، فى مدحِكَ ،
أُنشِدُ للماضى والحاضِرِ حينَ اعتنقا ،
لمَّا وثبَ "الماظُ" بمدفعِهِ ..
فتهدَّمَ فوقَكَ "مُستشفى النهرْ" !
الطلقة رقم (16)
زَيْنَ الفرسانِ .. سلاماً ،
وَدَّ الزِّيْنْ !
زَيْنَ الشرفاءِ المأزومينْ ..
إشعِلْ قنديلكَ يا شِبلَ الأهوالْ ،
"مِهيرةُ" أُمِّى تنظمُ فيكَ عقودَ المدحِ ،
الليلةَ ،
أختى ماحتْ وسطَ الساحةِ "بالشَّبالْ"
فالبرقُ "القِبْلِى" شالْ ،
يا وَدَّ الزِّيْنْ ،
وعرقُ العِزَّةِ وَهْوَهَ عبرَ الأجيالْ !
الطلقة رقم (17)
ما كنتَ جميلاً ، يا وطنى ، كجمالكَ ..
ذاكَ
العَصْرْ
لمَّا فجَّرَكَ القَّهْرْ ،
فى
بَدَنِى
مثل الديناميتِ ،
وفَجَّرَنِى !
الطلقة رقم (1
لا يَخشى الموتَ سوى المَوْتى ..
فارفعْ قلبَكَ للريحْ ،
يا عبدَ الحَىْ
كقرنفلةٍ حمراءْ ..
للريحْ ،
لا يَخشى الموتَ سوى المَوْتى ..
وادلِقْ دمَكَ المسفوحْ
ليُعَطِّرَ حاراتِ بلادى .. ويَفوحْ
يا عبدَ الحىِّ على المُدُنِ المَيْتَةْ
فيُوقِّدُها ..
بيتاً .. بيتا !
الطلقة رقم (19)
حارٌ دَلوُكَ
يا حارْدَلُّو
حارٌ دَلوُكَ .. يا ولدى
من لهبِ الرفضِ ، ونيرانِ التجديدْ ..
ولهذا أنتَ ستعلو ،
دوماً كالبيرقِ تعلو ،
وسنضفرُ من شُريانِكَ قوسَ النصرِ
صباحَ العيدْ !
الطلقة رقم (20)
عبدَ المنعمِ طبلَ العِزِّ ،
"نحاسَ" الغَبرةْ ،
عبدَ المنعمِ جيلَ الفَوْرَةْ ،
قُلْ "للباشا": كنتَ غشيماً إذْ صدَّقتَ سرابَ ..
النصرِ
فنحنُ رضِعنا ،
قبلَ اللبنِ ،
دماءَ الثورةْ !
الطلقة رقم (21)
فقأُوا عينىَّ
وكسروا ، يا وطنى ،
مزمارى
منعوا عنِّى ضوءَ الشمسْ
لكنْ .. لا بأسْ
فأنا أعصابى أوتارى ،
وسأحفرُ كلماتى ، إن كسروا قلمى ،
فوقَ جدارِ السِّجنِ ..
باظفارى !
موسكو ـ كييف ، خريف 1971
عاشت ذكرى 19يوليو رصيد الثوار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Aymen Tabir)
|
العريس وطحالب القاع الى الشهيد عبدالخالق محجوب
د. جيلى عبدالرحمن
وانتظرناك على الشوك طويلا
ولهثنا فى حقول القيظ،
سنطاً ونخيلا
كنت تزهو فى ذراع الثائر المهدى،
سيفاً
يحتسى المحروم منه،
قطرات الشهد صيفا
كان سيفاً... أحمر الحد... صقيلا
وعباباً من جماهير تغنى للنسائم
كيف سال الحزن مهراقا
على زغب الحمائم؟
وارتعدنا... وانتفضنا
حين أزمعت الرحيلا
* * *
خوذة الجندى
قيظ، مثل دبابة نار
تنفث الشمس لظاها
فوق أشلاء النهار
فى بيوت القش
والطين،
وأسفلت الشوارع
تفغر الظلمة فاها
والمتاريس،
المدافع
وافتديناك... إختفينا
واحتفينا بالبنادق
وادخرناك نشيداً
وشهيداً وبيارق!
واقتلعت الطحلب القاعى
والصمت الجذورا
والصمت،
الجذورا
وامتشقت الرايَّة الشماء
غضبان
جسورا
* * *
أيها المصلوبُ،
والعرق الخرافى... يرود
ملحمات العصر
والأيام للدنيا... وقود
القرابين تطوف
والمزامير، الدفوف
يا عريس الغُبش
والحزب
أمانيك القطوف
قبضة السيف تقاس
هزها الشعب... فقاما
فى شفاف القلب وسّدناك سهماً،
وحساماً
هل ترى ريح الهبوب؟
أم قناديل الغروب؟
أم مرايا... الماء؟
تسقيهن بالورد الخضيب!
ذاك تموز الدفئ
مرة أخرى يجئ
يا رياح الشهداء
أقشعى الحزن القمئ!
* * *
شامخ الجبهة مزموم الشفة
فى جدار الغرفة المرتجفة
أتملاك إذا ما الشوق يهطل فى دمائى
يختلى اليتم، ويجفل
كارتعاش الأرصفة
فى العيون الواجفة
* * *
أعولت ريح تسف
ذكريات لا تجف
أسطر دوَّت كطلقات،
وأطياف تدفُ
يا يناير
يا هزيج الشعب "يا أم الضفائر"
رحت ترنو
تبسم الشفتان
والدنيا بشائر!
* * *
لا تقولوا
أخطأ الحزبُ
وهاشم
لم يساوم
غير أن الغفلة الكبرى!
وأشياء طلاسم
لا تقولوا
يستحى القول الجميل
قطرة الدمع تقاوم
قطرة الدمع تقاوم
* * *
بأبى أنت وأمى
أتزيح اليوم... همى
- يا عمادى
كيف يهوى مرة... طود أشم؟
كان ثورياً شيوعى القلم
- انه صخر أصم
- والمنايا... حينما العمر ارتضم
- خضت بحر الموت نسرا،
يتهادى للقمم
عُم مساءً
أوغل الليل
فنم
* * *
وانتظرناك على الشوك المُدمى
مثلما يشتاق فى الظلمات أعمى
يا عريس الشهداء
طفلك المطعون يوليو فى السماء
صانك المجد، وحب الفقراء
وافتداك الشعب... دوما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: خدر)
|
بابكر النور: حكمت عليه المحكمة العسكرية برئاسة تاج السر المقبول باثني عشرة سنة، فرد إليها السفاح نميري الأوراق. فحكمت عليه بعشرين عاماً، فأعاد الأوراق إليها مرة أخرى، فاستقال رئيسها، فعين نميري سفاحاً آخر لرئاستها (صلاح عبد العال)، الذي حكم على الشهيد بالإعدام. خطب في الجنود. وتراجع بخطوات منتظمة حتى لا يُطلق عليه الرصاص من الخلف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)
|
اغنية حب لعبدالخالق محجوب شريــف
الفارس معلق ولاّ المُوت مَعَلق حَيَّرنا البَطل يا ناس الحَصل طار بي حَبلوُ حَلَّقْ فَجَّ الموت وفات خلى الموت معلق في عينينا بَات وسط الناس نَزل بالحزب الشيوعي ومن كل الزوايا وليِ ما لا نهاية
وضاح المبادي ممدود الايادي بالحب والتحايا ابزيد الهِلالي في عصر الدراية والطفل البتاتي من يوم السماية والحزب الشيوعي ومن كل الزوايا ولي مَالا نهاية ومن كل الشوارع وفي كل المطالع طابع حسنو طالع في سُهد المصانع وفي عبق المزارع وفي رشة غمامة وفي منقار حمامة تحت الأرض بذرة وفوق الشمس هامه بالحزب الشيوعي ومن كل الوَسايد وفي نبض القصايد عَبده حَبيبي عايْد عايد ألف عايد من بين الشدايد في هُوج الليالي جرحه الكان بلالي في الشارع علامه طال في الدنيا قامة وزاد في العين وسامة وعايد لِسه عايد عايد بالسلامة في الحزب الشيوعي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)
|
المجد في عيونك الظليلة الشاعر السوري أيمن ابو الشعر
المجد في عيونك الظليلة يسبح السواد والحزن فوق رمشك النديٌ بالدموع والسهاد يُسرح السهول والوهاد يقول في عناد " محجوب يا بطل يا فارس الفضيلة وتفتت الوثن تمائماً حرقتها وصحت ياوطن النصر حين نسبق الزمن "
وحين ساحر الظلام جن حقده سأل : " أأنت من فعل ؟ " أجبته أجل .. فكيف أسرع الأجل ؟ واخطأ الزمان حرفه فخط نصره فشل لكنه حصل محجوب قد رحل .. قد رحل .. قد رحل
لمن إذن ستمطرين نبضنا يا ديمة الجراح والطبل في قبائل الجنوب كأنه نواح يدق في خجل محجوب قد رحل .. قد .. رحل .. قد رحل
بيادر الأرق تجادل المدي فيدرِك الصدي وجدول العرق يصب في السراب في بحيرة الشفق فيلهب الغسق كانه إحترق
يعود شاحباً يعود شاحباً وكاسفاً يعود ليسأل الرفاق والسنابل القتيلة عن فارس القبيلة والنيل النيل فوق نهدك الضروع كالجديلة فروعه خصل تقول لا تسل لقد أقام بيننا منارة ومر في عجل محجوب قد رحل .. قد .. رحل .. قد رحل
لا دمع في العيون ونظرة اللهيب في العروق واقفة تحية الحداد فلا يظن خائف سترتدي عباءة السكون لتسترد دفقها وتستحيل تستحيل عاصفة
رفاقنا الحزن في عيونهم مزار والموت في دروبهم محطة إنتظار تعاهدوا تعاهدوا على المسير رب طال دربهم سيكمل الصغار سيكمل الصغار
رفاقنا يضاجعون دون لذة ويزرعون في البطون نطفة الامل ودونما قبل تسير جمرة لهيبها غبار ودمعة وثار لا وقت للملل
الصمت كبرياء والحزن من أشعة الإباء ونحن سائرون لم نزل ونطفة الدماء والتراب جنينها جبل رحلت يا بطل رحلت يا بطل
شرارة تفتش الرمال عن فتيلة فالرمل حين سال خطبك إشتعل وخبأ اللهيب فى المقل ليوم تصهل الدماء ليوم تصهل الدماء فموسم الحصاد موعد الرجولة رحلت يا بطل لم ترحل البطولة
الرمل يذكر الخُطى ويحفظ النقوش للابد كثيرة مخالب الذئاب في طريقك الاخير لكن نقشاً واحداً لموطئ الاسد كثيرة مشانق الرعاع لكن حبلاً واحداً - أظنه مسْد سيذكر الجسد فحين لف عنقك الأبي وإنزرد تقطعت عروقه الطويلة وناء عنك ثم صاح وارتعب
" إن تشنقوه ... إن تشنقوه .. كيف تشنق البلد " لكنه إنعقد وضاء حول عنقه كأنه زحل في قمة الجبل محجوب قد رحل .. قد رحل .. قد رحل
المجد في عيونك الظليلة يبارك الشفيع ويقرأ الشعار في النجيع " إذا طال موسم الجراح نزفه يجئ موسم الغضب .. وموعد الرجال حين ينبت القصب تسير وهي وحدها علي الطريق واحداً أحد لا وقت للهرب فأمرنا إنعقد ومنجل الرجال يومها يكون قد حصد "
المجد في عيونك الظليلة يقول قد حصل مصابنا جلل لكنه من يوم أن رحل بدرب مشنقة سودان منجل والنيل مطرقة سودان منجل والنيل مطرقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)
|
فى رثاء عبدالخالق محجوب مظفر النواب
وسافرت الى الغابات ظبى ذبح الان وللنبع عصافير نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى ملت.... فضج الكون عصافير ملونه صعدت على سلم زقزقه فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى غطانى السندس أغمضت وصدع من خرزه أمس وفى رأسى نهد والنهد لقد فر مع الطير صباحآ وتحريت مطارات العالم لم أسمع غير الكذب واقعى طفل فى عفن الشمس تغوط فى دعه وتمسح كالجن بآخر تصريح فى صحف الأمس وللنبع المجرور الى الظل وتسحبه الشمس ببطء كل عصافير الغابات ومأتم ظل فى قلبى والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ يحمل رأس ثلاثه ثوريين ووجه نميرى منكمش كمؤخره القنفذ أين ستذهب يا قاتل يا قنفذ الناس عراه فى الشارع الناس بنادق فى الشارع الناس جحيم اى الابواب فتحت فهنالك نار ولله جنود من عسل وعلى رأسك يا ,,محجوب رأينا سله خبز تأكل منه الطير فى ساعات الصبح سيمثل إسمك فيك وضج الكون دمآ وعصافيرآ خرساء مفقأه الأعين وارتفعت أدخنه الكيف الدولى الهى اى مزاح تمزح هذا ليسدل شئ فوق المسرح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)
|
الحريق وأحلام البلابل الى الشهيد عبدالخالق محجوب
د.جيلى عبدالرحمن
1 رؤيَّة
وأراكم عبر هامات الليالى
والمهانات، المسافات الطوال
تنحتون الجدر الحدباء... فى صمت الظلال
صرختى أزَّت على الجير... شيوعى، شيوعى
وأنا أعلم دجل العمق، وعمق الدجل
كلمات نيئات فى الخوان الثمل
وضمير السادة النقاد،
ألوان المونيكير... الربيعى
لا رتوش الآن، فالحرف مقاصل
- سيداتى، سادتى
يبصق الجلاد فى وجه المقاتل
شاهدى الزور، وأشباه الرجال
قد نسيت الهمس، والإيحاء
أشكال الفواصل
فلتنوحوا فى المواخير... على الفن الرفيع
2 المنحنى
ايه يا طلق المحيا... والحجى
ها أنا أرسف فى قاع السلاسل
والأفاعى مثل أنياب الدجى
تنفث السم على وجه السنابل
هل مضى الصيف؟ وقد لقنته
قصة الموت الذى قام يقاتل!
وخريف العمر... يصفر على
همهمات الريح... فى الحور الذوابل
عاود الروح أساها، أطبقت
فى جدار الصمت، آلام المفاصل
ايه هل عدت الينا... كالسنى
حين أرعبت أراجيح المقاصل
الجماهير اشرأبت والقنا
يستبيها الصوت والميدان حافل
- يا صياح الخير كم أوحشتنا!
يا مساء الخير تشجيك المنازل
* * *
لم يعد للنبع غير المنحنى
أرهف القلب على نبض المناجل
ما المنايا؟ انها أقدارنا
وامتداد البحر... أحضان السواحل
لا ألوم الدمع إن هامت به
وحشة النخل، وأحلام البلابل
لا ألوم الليل، والنجم هوى
يعتلى الفجر، المتاريس، الجنادل
أيها الشاعر ضوأت المشاعل
فانبثق ثأراً وصخراً، وجداول
3 من الطارق؟
عبدالخالق!
يا أيادى الله... قالوا ضعت من غير سرادق
أين أطفوا زهرة الليمون
والعطر حدائق؟
نصبوا للشمس أعواد المشانق!
- يا حبيبى
تدلف الفرحة من سجن الشرانق
ورأيت القتلة
مثل فئران الخنادق
وهدير المقصلة
مثل أفراح البيارق
كانت الخرطوم شعراً....
يشعل الليل حرائق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
رساله ألى جوزيف قرنق
يامسجى فى ألمدارين وخط الإستوء نم توسد كل شبر فى بلادك والسماء نجمةعند ألمساء وبذرة فى الإرض تنبت كبرياء لك من أسى وطنى عليك ومن دمى ياتوأمى هذا ألغناء فصدوا جبين ألشمس فيك ولوعوكبدالصباح ياللذئاب... لو لم يكن لصاغريب الوجه واليد واللسان ما إستباح دمك العزيزعلى ألتراب ياسكتى عبرالظلام وسلمى نحوالضياء فصدوا جبين ألشمس فيك ولوعوا كبد الصباح ياللذئاب
محجوب شريف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
الحب والثورة
محجوب شريف
مشتاقلك كتير والله
للجيران وللحله
كمان قطر النضال ولى
وغالى على إتدلى
محطة محطة بتذكر عيونك
ونحن في المنفى
وبتذكر مناديلك
خيوطها الحمرا
ما صدفة
وبتذكر سؤالك لى
متين جرح البلد يشفى
متين تضحك سما الخرطوم
حبيبتنا ومتين تصفا
* سؤالك كان بقربنا
ويعذبنا
ويزيد ما بينا من إلفة
ويزيدني حماس
وكم في قلبي دق نحاس
وطار من عيني باقى نعاس
أنحن إتنين
بنتقاسم هموم الناس
وأعاهدك يا أعز الناس
أسامحك لو نسيتينى واهنتينى
وبكيتى على
لو في يوم رميت سيفي
ورفعت ايدى
وخنت الثورة
جيت والذلة في عينى
حرام عينيك يناغمونى
ويرحبو بى
حرام إيديك ينومن
تانى في إيدى
* بس لكنى يا ويلى ويا ويلى
أقول يا منو
وأقبل وين؟
لامن أخون صباح العين
وأخون جيلى
أعاهدك يا قمر ليلى
وحياة أمنا الخرطوم
أشيل شيلى
وأشد حيلى
واموت واقف على حيلى
واقولك يا أعز الناس
على الوعد القديم جايين
وبين الثورة والسكين
شيوعيين
وحتى الموت شيوعيين
واقولك يا صباح العين
بنادق وين
بتمنعنا العديل والزين
بنادق وين
بنادق وين
= = = = = = = =
السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
(عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 03:19 PM) (عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 03:22 PM) (عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 03:23 PM) (عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 03:24 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
هكذا كان قلقاً علي مستقبل العشب اسامة الخواض
كان مسموعاُ ومرئياُ لدي الزهرةِِ مقروءً كصفحاتِ الرياضةْْ واسمه السري "راشدْ" واسمه القومي مكتوب باحلام الشبابيكِِ ورعشات الايادي العاشقةْ يقرا "الميدانَ" لا يطربه من صوتها الا رنين الكلماتْ كان مشغولا بتنسيق الصراع الطبقيْ لابسا بدلته الحمراء، حلاها باقوال الغمامْ ملحداً بالفقر والقهر، صديقا لدي عمال "بحري" ونساء الريف، والزراع، والطلاب، والوردة والكسرة، والحلم و اولاد الحرامْ
كان شبّاكا من اللذة، والغبطة مفتوحا علي ابهج وقت، وفضاء الاغنياتْ يدعم العشبَ، ويعطيه " دعاشا" ضد نسيان السماءْ كان عنوانا لمن لا شغل لهْْ وصديقا للحمامات، رفيق النيل في نزهته الكبري وبستان حماسْ كان عاما من نكات ذهبت تطفئ احزان الطبيعةْ ايقظ الثورة من نومتها الاولي، واعطاها مفاتيح الجدلْ وتغشاه ذبولٌ فضحكْْ ومضي فيه انقلابٌ وكتبْ .............. .................. ..................... كان لا يخطب الا عن جموح القمحِ، والاحلام، والمراة ذات الخبز، والسطوة، والافق الرخيمْ وعدائيا اذا قلصت الارض اغانيها، حنونا حينما يكتحل الشارع بالعنف الوسيم وزميلا للعصافير، يماما من تقدّمْ يعشق الشدو صباحا ومساء، يعجن الخضرة، يهديها "اتحادات الشباب" ويري الواعظ منفىً, ويرانا شجرا يمشي ولا يمشي, يري البسمة في احراش حزن عائليٍ، ويناديها، "يفلِّي" شعرها النيليَ، يعطيها وصاياه، لكي تذهب من عزلتها نحو " اتحادات النساءْ"
كان نعناعا علي الشاي الذي اخفي شجوني، ومضي بي في النساء الحالماتْ كان في برنامج الصدمة وردا , واقتراحات العصافير علي حزب الشجرْ كان اهلا ثم سهلا في شمال الياسمينْ واحتمالاتٍ سكاري في جنوب السيسبانْ قيل "ما قدمت ؟" قال " الوعيَ" والحلمََِ, واسرار ابتهاجات الشعوبِ, اندهشت فاروزةٌ، ضجّت نباتاتٌ، ونامت في البنايات احاديث الفراع المرِّ، اهدته النساء الروح /ايقاعا من السكرِ، وينبوع قرنفلْْ .............. ................. ...................... خطفته الزنبقةْ وسري في المشنقةْ وراي صورة قلبهْ في مقامات التقدمْ وتقدمْ وتقدمْ وتقدمْ
والنساء- الان- يطلبن مناديل، مناديل، مناديل، مناديل من الدمِّ، مناديل من الوردِ، مناديل من الشهوةِ, يطلبنَ، ويذهبن الي رغبتة النيلية الاولي، ويخضعن الي غبطته، لم ينكسرْ غيمٌ، ولم يجبن نهارٌ، لم ير الجندي ايقاع التلاميذ نشازا، لم يرَ التلميذ وقتا مثل "عبدالخالق" المحجوب عن اسطورة الموت، ولم ياسف نبيذ لذهاب الحلم عنه، انهمرت فيه اناشيد، اناشيد، ونادتنا فراشات, فراشات, الي ما يشبه المراة في شهوتها، قامت قيامات، واشجتنا مقامات، مضت عصفورةٌ في مسرح الموتِ، زهت ارجوزةٌ بالشنقِ، "عبدالخالق المحجوب" اغرته البناتُ - الان- بالموتِ، واغراه الكلام الحلوُ، ناداه الي نوم عميق قزحيْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
الطلقة رقم (5)
مَن هذا القادمْ؟! مَن هذا الفارِعُ كالنخلةْ .. الأسمرُ .. حقلُ الكاكاوِ القاتِمْ؟! السيفُ المصقولُ الصارمْ ، والأدهَمُ .. مثلُ الدرعِ الفاحِمْ؟! مَن هذا الـ .. وَيْحِىْ .. ذلكَ هاشِمْ! ذلكَ هاشِمْ!
من ملحمة
طَبْلانِ وإحْدَى وعشرونَ طَلقة لـ 19 يوليو
كمال الجزولي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
الطلقة رقم (11)
أَمْدُدْ كفَّكَ يا فاروقْ ، أبشر بالخير ، أَزهَرَ جُرحُكَ ، نَبَتَ القمحُ الأسمرُ .. فوقَ جبينكَ سَقْسَقَ فى عينيكَ الطيرْ ، وفاحَ نزيفُ دمائِك فى الصحراءِ ، دعاشَ خريفْ .. أَمْدُدْ كفَّكَ ، لَمَعَ التاريخُ على فوهاتِ بنادقِنا .. يا قلبى الراعفَ ، شَبَّ على حَدِّ السيفْ !
من ملحمة
طَبْلانِ وإحْدَى وعشرونَ طَلقة لـ 19 يوليو
كمال الجزولي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
محجوب شريــف في رثاء الشهيد عبد الخالق
هكذا استشهد البطل
هادئاً كان اوان الموت عادياً تماماً وتماما كالذى يمشى بخطو مطمئنا كي يناما وكشمس عبرتها لحظة كف غمامة قال مع السلامة لوح بابتسامة ثم ارتمى وتسامى وتسامى غارقا في دمه واسمنا في فمه وتسامى وتسامى
والآسى حزمة كبريت رماها في ملايين الايادى ناهضا في كل عين وفؤاد مالئا كل زمان ومكان في بلادي وغدا الموت والجلاد اسيرين حقيرين ذليلين امامه سيبقى رغم سجن الموت غير محدود الاقامة
وهكذا استشهد من قال لهم حميد
"هاشم ولا اسفا عليك وعلى رفاقتك لا ندم"
لهم المجد باقين رغم سجن الموت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
عبد الخالق محجوب مؤلفات ونصوص الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة
وزعت بعض الدوائر منشورات ممهورة باسم السيوعيين ، فى الأيام القليلة الماضية . تدعو فيه المواطنين الى نبذ الدين الاسلامى واسقاطه ، واعتناق الشيوعية . فعلى أثر هذه المنشورات نظمت حملة فى المساجد ضد الشيوعيين "الذين يهاجمون معتقدات أغلبية سكان السودان ، وطالب بعض خطباء المساجد فى ذلك اليوم بوجوب اهدار دم الشيوعيين .
دفاع عن أفكارى :
ان هذه الحوادث لها خطورتها وهى فى رأيى تمسنى شخصيا لأنى أنتهج السبيل الماركسى فى ثقافتى وتصرفاتى وأؤمن بالنظرية العلمية الشيوعية ، وكل معارفى وأصدقائى يعرفون منذ زمن بعيد هذه الاتجاهات والثقافة التى أحملها . وأننى أتحمل مسئولية ازاء هؤلاء الأصدقاء والمعارف وبينهم من يحمل اتجاهات معادية لأفكارى . بينهم من حظى بثقافة اسلامية أو مسيحية وبينهم الشخص العادى الذى يسير فى الحياة دون فلسفة أو ثقافة .
ان انزعاج هؤلاء الاخوان يضع على عاتقى مسئولية أدبية فى توضيح رأيى وفق الثقافة التى أعتنقها ثم أن الدراسة الشيوعية من المدارس الفكرية التى تعيش فى بلادنا منذ فترة طويلة – وهى ككل ثقافة تسعى الى توسيع دائرة مؤيديها ، وقد دارت بينها وبين مؤيدى المدارس الفكرية حرب ما زالت قائمة حتى اليوم . بل هى أشد الآن منها فى أى وقت مضى . أن اهتمامى الكبير بمصير هذه الثقافة التى أعتز بها وأكن لها كل احترام وتجلة ، يلقى على عاتقى مسئولية توضيح موقفها ازاء الحوادث الأخيرة .
لكى أوضح الموقف وغوامضه أستميح القارىء عذرا اذا بسطت له جزءا من تجربتى المتواضعة : كيف أصبحت شيوعيا .
تجاربى :
فى نهاية الحرب العالمية ، عندما دب الوعى الوطنى فى أرجاء بلادنا ، انتظمت كغيرى من الطلبة المتحمسين فى غمار هذه الحركة يحدونى أمل ، هو المساهمة فى تخليص بلادى من نير الاستعمار . تحدونى حالة الفقر والبؤس التى كان ومازال يحس يها المواطنون المتطلعون الى غد مشرق ، ملىء بالعزة والكرامة . وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء ، فى تحقيق تلك الأهداف التى آمنت بها . وهكذا وبمثل تلك الآمال العريضة ودعت وفد السودان (لمفاوضات الاستقلال) فى مارس 1946.
ولكن هذه الآمال العراض والأمانى الحلوة بدأت تتضاءل أمام ناظرى . فى القاهرة ، وبعيدا عن أعين السودانيين . دب التراخى فى بعض هؤلاء الزعماء ، واستسلموا لراحة الشخصية . وفى غمار هذا الواقع الجديد تناسى الزعماء ما قطعوه على أنفسهم من أن "قضيتنا لا يحلها الا الذين ودعونا فى الخرطوم ، واستقبلونا فى القاهرة ." ... تساءلت ضمن عدد من الشباب عن سر هذه التحولات التى طرأت على مواقف الزعماء ولا يدرى الشعب كنهها .
نظرة سياسية :
وبمجهودى المتواضع ، وحسب قدرتى الفكرية اتضح لى أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار . وأنهم ما أن دخلوا غمار السياسة فى مجتمع متقدم ومعقد كمصر ، حتى صرعتهم النظريات المتضاربة فأصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم . عرفت أن الاستعمار له نظريته السياسية التى يحارب بها الشعوب الضعيفة . وأن هذه النظرية نشأت فى مجرى تطور الرأسمالية الأوربية فى القرن الخامس عشر . واذا كان لشعبنا المغلوب على أمره أن يتحرر فلا بد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه ، وتصرع الاستعمار. على هدى نظرية تسلط الضوء على كل زعيم أو متزعم ولا تترك له فرصة لجنى ثمار جهاد الشعب وتضحيته . على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والخمول الذهنى الذى يحوله الى قطع من الشطرنج يحركها الزعماء أنا شاءوا.
لقد هدانى هذا الجهد الى النظرية الماركسية ، تلك النظرية السياسية التى نشأت خلال تطور العلم ، والتى تقوم على أساس اعتبار السياسة والنضال من أجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل . ولأول مرة عرفت أن الاستعمار ليس شيئا أبديا وانما هو تطور اقتصادى للرأسمالية الأوربية ، وأنه كبقية الأنظمة خاضع للتطور أى أن سينتهى ويحل محله نظام جديد ...
تناسق الماركسية :
وكشخص وضعته ظروف الحياة ، لا كزارع أو صاحب أملاك – بل كمتعلم نال بعض التعليم المدرسى ، كان لابد لى كغيرى أن اقوم بجهد للأنال قدرا من الثقافة ينفعنى فى تطوير فكرى وتوسيعه . لم أكن أهدف الى أى ثقافة ولكن الى الى الثقافة التى تعطى تفكيرا غير مضطرب أو متناقض مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية . ان الكثيرين يقرون بأن الثقافة الغربية نقصها التناسق وهى مضطربة لا استقرار لها . وليس أدل على ذلك من الفلسفة الوجودية التى تمخضت عن هذه الثقافة .
ان النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق . ولأول مرة تضع قيما عالمية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة مما كنا نعتقد أيام الدراسة أنها بطبيعة الحال لا يمكن أن تكون لها قيم أو تشملها قواعد والا فقدت طبيعتها . اننى كفرد يحاول تثقيف نفسه وجدت النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة .
ان تجربتى البسيطة توضح أننى لم أتخذ الثقافة الماركسية لآننى كنت باحثا فى الأديان . ولكن لأننى كنت ومازلت أتمنى لبلادى التحرر من النفوذ الأجنبى – أتمنى وأسعى لاستقلال بلادى وانهاء الظروف التى حطت علينا منذ عام 1898 – أتمنى وأسعى لاسعاد مواطنى حتى تصبح الحياة فى السودان جديرة بأن تحيا . ولأننى أسعى لثقافة نقية غير مضطربة تمتع العقل وتقدم البشرية الى الأمام فى مدارج الحضارة والمدنية .
الشيوعية والاسلام :
هل صحيح أن الفكرة السياسية الشيوعية تدعو لاسقاط الدين الاسلامى؟ كلا ، ان هذا مجرد كذب سخيف . ان فكرتى التى أؤمن بها تدعو الى توحيد صفوف السودانيين المسلمين منهم والمسيحيين والوثنيين واللادينيين ضد عدو واحد هو الاستعمار الأجنبى بهدف واحدهو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق أمانيه . وان القوى التى تقف حائلا دون اسعاد وحرية السودانى المسلم أوالمسيحى.. لا يمكن أن تكون الاسلام لأننا لم نسمع أو نقرأ فى التاريخ أن الجيش الذى غزا بلادنا عام 1898 هو القرآن أو السنة . ولم نسمع فى يوم من الأيام أن المؤسسات الاحتكارية البريطانية التى تفقر شعبنا جاءت على أساس الدين الاسلامى أو المسيحى . ان الفكر الشيوعى ليس أمامه من عدو حقيقى سوى الاستعمار الأجنبى ومن يلفون فى فلكه . اذن أين هذا الهدف من محاربة الاسلام ؟
ان الفكرة الشيوعية تدعو فى نهايتها الى الاشتراكية حيث يمحى استقلال الانسان لاخيه الانسان . أين هذا الهدف من محاربة الدين الاسلامى ؟
ان الفكرة الشيوعية تدعو الى اخضاع العلم والمعرفة لحاجيات البشرية من بحوث علمية ,ادبية وتشذيب الانسان وتحريره من الخوف من المستقبل الذى يدفع الانسان الى الحاجة والى درك لا يليق بالبشرية من سرقة ودعارة واحتيال وكذب . أين هذا الهدف من الدين الاسلامى ؟
بقى أن أقول للدوائر التى أصدرت هذا المنشور أن الرجل الشريف يصرع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ويعارض فكرة معينة بالحجة والمنطق . ان محاولة تزييف أفكار أعدائكم أو من تعتقدون أنهم أعداؤكم ، بهذه الطريقة الصغيرة لا تليق ، فوق أنها عيب فاضح . أما أساليب الدس فهى من شيم الصغار...
الحوار المتمدن - العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
شاهدتهم يحاكمون عبد الخالق محجوب
مذكرات مخبر صحفي
ادريس حسن
الصدفة
قادتنى الصدفة ، والصدفة وحدها لحضور أخطر محاكمة جرت خلال تلك الأحداث «انقلاب الرائد هاشم العطا» وهى محاكمة الأستاذ عبدالخالق محجوب الأمين العام للحزب الشيوعى السودانى آنذاك. وقد اتصل بى فى صباح ذلك اليوم عن طريق الهاتف بمنزلى الأستاذ فؤاد مطر ، رئيس تحرير مجلة التضامن التى تصدر الآن من لندن . وكان وقتها يعمل رئيسا لقسم الشئون العربية بمجلة "النهار" البيروتية . وقد كنت مراسلا لها فى الخرطوم . وذهبت للأستاذ فؤاد مطر حيث كان ينزل بالفندق الكبير . وقد جاء خصيصا لتغطية الأحداث ذات الأصداء الواسعة فى العالم . وقد صاحب اهتمام العالم بأحداث السودان نقد عنيف فى تعليقات الصحافة والاذاعات العالمية ، بل واحتجاجات من بعض الهيئات العالمية على الاعدامات والطريقة التى تمت بها بالنسبة لقادة الانقلاب وقادة الحزب الشيوعى السودانى ، وعلى رأسهم حتى تلك اللحظة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ الذى كان معروفا فى كثيرمن الدوائر العالمية بوصفه أحد قادة الحركة النقابية العالمية.
وجلست فى أحد أركان الفندق أتحدث مع الأستاذ فؤاد مطر.. وفجأة بدأت فى المكان حركة غير عادية . اذ أخذ رجال الاعلام والصحافة العالمية يحملون معداتهم ويهرولون خارج الفندق ويتجمعون حول عدد من العربات الحكومية .. وعندما استفسرت عن حقيقة الأمر ، قيل إنه سمح للصحفيين الأجانب فقط بحضور محاكمة عبدالخالق محجوب . والتى أعلن أنها ستكون ميدانية اسوة بالمحاكمات الأخرى التى تمت من قبل.. كان أغلب ظنى بعد تحرك العربات بنا ، أن الضباط الذين كانوا يشرفون على عملية ترحيل الصحفيين الأجانب ، اعتقدوا أننى وزميلي المصور«بشير فوكاف»موظفان من موظفى وزارة الاعلام ، والا لما سمحوا لنا بالذهاب خاصة بعد أن تعرضنا بعد انتهاء المحاكمة الى مصادرة أوراقنا والأفلام التى التقطها فوكاف .
مع عبدالخالق وجها لوجه:
تحركت بنا العربات من الفندق الكبير متجهة من شارع النيل الى شارع الحرية، فى اتجاه الجنوب على طريق الشجرة ، وكان الطريق حتى منطقة الشجرة محطما تماما بسبب ما أحدثته الدبابات حتى بات كالأرض المح######## لكثرة مالحق به من أخاديد.. وبعد مسافة ثلث ساعة وجدنا أنفسنا أمام مقر قيادة سلاح المدرعات بالشجرة . وبعد التأكد من هوية الضباط المرافقين لنا سمح جنود الحراسة للعربات وبمن فيها بالدخول الى مقر القيادة ، حيث تجرى المحاكمة . كل المحاكمات جرت هنا وكل أحكام الاعدام رميا بالرصاص بالنسبة للعسكريين نفذت هنا ، كما علمنا فيما بعد.
أدخلونا أحد المكاتب وكان يجلس فيه ضابط برتبة عقيد ، فتلى علينا تعليمات مفادها عدم التحدث الى المتهمين . وكانت تنعقد فى ذلك المكان محاكمات أخرى غير محاكمة عبدالخالق محجوب . وأذكر أننى كنت أول الخارجين من ذلك المكتب ، فإذا بى أفاجأ بالسيد عبدالخالق محجوب وجها لوجه . وعقدت الدهشة لسانى وأضطربت اضطرابا شديدا لم أستطع أن أحييه الا باشارة من يدى رد علىَّ بمثلها . كان بادى الارهاق والتعب حتى خيل لى أنه مريض . وكان يرتدى جلبابا أبيض ولكنه متسخ ' مع حذاء أبيض أكثر اتساخا . وكان واضحا أنه لم يتمكن من حلاقة ذقنه لبضعة أيام . وكانت عيناه محمرتين ، كأنه لم يذق طعم النوم دهرا كاملا . وقطع علىَّ هذا المشهد السريع ، القاسى أحد الضباط الذى اقتاد السيد عبدالخالق ، واختفى به من المكان تماما لمدة تزيد عن الساعة . كنا خلالها ننتظر فى قاعة المحكمة التى تم اعدادها فى احدى ورش سلاح المدرعات .
بدأ رجال الصحافة والاعلام الأجانب فى تجهيز معداتهم وكاميرات التصوير مختلفة الأنواع وآلات التسجيل. كان المكان أشبه بخلية النحل من شدة الحركة . ثم زاد المكان حركة وضجيجا عندما دخل عبدالخالق محجوب قاعة المحكمة مع حراسه و«صديق المتهم»العميد محمود عبدالرحمن الفكى ، الذى اختير حسب النظم العسكرية التى تقضى بأن يكون للمتهمين الذين يمثلون أمامها أصدقاء لهم يعاونونهم فى الدفاع عن أنفسهم .
دخل عبد الخالق محجوب المكان وأنطلقت الكاميرات هنا وهناك تصوره . وكان قد القى التحية على الحاضرين عند دخوله القاعة . وتبادل التحايا الخاصة مع أحد الصحفيين الأجانب الذين يعرفونه باسمه . بل أن السيد أريك رولو وهو مراسل "ليموند" الفرنسيه قد شد على يده مصافحا . كان مظهر عبدالخالق قد تغير تماما عما بدا عليه فى المرة الأولى . كان حليق الذقن ، بادى الحيوية والاطمئنان ، وعلى وجهه لمعة واشراق . كان يرتدى جبة افريقية أنيقة للغاية«سمنية اللون»، وينتعل حذاء بنيا لامعا يكاد أن يكون قد تسلمه من المصنع لحظتها . وكان يحمل فى يده اليسرى بعض علب السجائرالبنسون. جلس فى المكان المخصص له فى المحكمة ، على مقعد خشبى أمام طاولة صغيرة وجلس بجانبه صديق المتهم ، ووقف خلفه حراسه المخصصون . وخيم على المكان صمت شديد بعد أن هدأت حركة الآلات . لم يقطعه الا صوت أحد الجنود الذى فتح الباب فى جلبة وضوضاء صائحا بالجملة التقليدية ..محكمة !
أشبه بفرسان الأساطير:
انتظمت هيئة المحكمة وكانت برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية عدد من الضباط من بينهم المقدم منير حمد ثم شرع رئيس المحكمة فى توجيه قائمة الاتهامات الموجهة الى عبد الخالق محجوب وهى تتلخص فى شن الحرب على الحكومة واحداث تمرد فى القوات المسلحة وادارة تنظيم محظور والتسبب فى مقتل عدد من ضباط وجنود القوات المسلحة . وقد أجاب عبدالخالق على كل تلك التهم بأنه غير مذنب . بعد ذلك طلب رئيس المحكمة من ممثل الاتهام العقيد عبدالوهاب البكرى أن يتلو مرافعته . وكانت خطبة منبرية قاسية الكلمات . وصف فيها عبدالخالق محجوب بالدكتاتور المتسلط الذى أعمته شهوة الحكم عن كل شىء سواها ، وحمله نتيجة كل ما حدث من مآسى . وكانت الخطبة متأثرة بالجو الذى كان سائدا . بعد ذلك أتيحت الفرصة لعبدالخالق وكان منظره مهيبا مثيرا أشبه بفرسان الأساطير القديمة . بدأ حديثه وصوته هادئا صافيا ، فنفى التهمة الأولى المتعلقة بشن الحرب على الحكومة ، وقال إأنه لايملك أدوات تلك الحرب ، لا هو ولا التنظيم الذى يتولى قيادته . وسرد فى هذا المضمون حديثا طويلا عن طبيعة الفكر الماركسى ، قاطعه خلاله رئيس المحكمة أكثر من مرة بلهجة مصرية صارمة بقوله:«هذا الكلام لايفيدك». ثم تطرق عبدالخالق محجوب للاتهام الذى يليه وهو احداث تمرد فى القوات المسلحة قال عبدالخالق إن حزبه ضد الانقلابات العسكرية وأن موقف الفكر الماركسى من هذا واضح ، وسبيله للتغيير هو الثورة الشعبية .. قال إنه وحزبه كانوا ضد انقلاب 25 مايو قبل حدوثه ، وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك كأمر واقع مع تبنى أغلب شعاراتهم.. وعن عدم مشروعية الحزب الشيوعى ، قال ان مايو عندما تولت السلطة حظرت جميع الأحزاب ما عدا الحزب الشيوعى . بل على العكس أنها طلبت التعاون معه واختارت عددا من وزراء فى حكومتها بصفتهم الحزبية . وقال ان مايو كانت فى بدايتها تعمد فى مسارها اليومى على«مانفستو»يعده الحزب الشيوعى . وقال انه عندما حدث الخلاف على بعض المسائل الجوهرية بين مايو والحزب الشيوعى كانت هنالك لقاءات وحوارات بين ممثلى الطرفين. اشترك فيها من جانب الحزب الشيوعى الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ومحمد ابراهيم نقد ومن جانب مايو الرئدان أبوالقاسم محمد ابراهيم ومامون عوض أبوزيد عضوا مجلس الثورة . وقال إن السيد بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس الثورة كان يحضر بعض هذه الاجتماعات.. وأضاف متسائلا كيف يمكن أن يكون الحزب الشيوعى محظورا والسلطة على أعلى مستوياتها تتعامل معه . وطلب شهادة أعضاء مجلس الثورة الذين ذكر أسماءهم . ولكن رئيس المحكمة رفض طلبه .
أما في ما يتعلق بمقتل بعض الضباط والجنود فإن الأمر يبدو متعلقا آنذاك فى بيت الضيافة ، وقال إن ذلك الحدث معروف ومعلوم ولا دخل لنا فيه . وقال إن كل مافى الأمر أنها تهمة يريدون الصاقها بنا للقضاء علينا . وقال إن كل مايعلمه عن انقلاب 19 يوليو هو أن الشفيع أحمد الشيخ كان قد أخبره بعد هروبه من معتقله أن بعض الاخوان«يقصد الضباط الشيوعيين - ادريس»نقلوا للشفيع بأنهم يدبرون لاحداث انقلاب ، وقال إنه لم يعلم من هم أولئك العسكريون و لا متى سيتم الانقلاب . بل إنه لم يعر الأمر برمته اهتماما لأن الجو كان مشحونا بالشائعات والتوتر. ولأن نظام مايو كان قد دخل فى خصومات كثيرة مع قوى سياسية متعددة . وقال إنه لم يعلم بالانقلاب الا بعد حدوثه . وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك ليجنبوا البلاد المشاكل . ونفى أن يكون للحزب الشيوعى كادر عسكرى داخل القوات المسلحة . وقال إن هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمدالله ليسوا أعضاء فى الحزب الشيوعى«ذكر عبدالخالق حسب روايات أخرى من داخل قاعة المحكمة أن هاشم وبابكر أعضاء فى الحزب الشيوعى وأن فاروق ليس عضوا ولكنه متعاطف معهم - المحرر».
تأجيل وكتمان وسرية :
وبعد هذا الحديث أعلن رئيس المحكمة تأجيل الجلسة بعض الوقت وكانت قد استغرقت أكثر من أربع ساعات . وقد أخطر الصحفيين الأجانب أن المحكمة قد انتهت بالنسبة لهم . وأن الجلسة التالية ستكون سرية وكان فى تقديرى أن الغرض من احضارهم لمحاكمة عبدالخالق بالذات يعود الى أهمية شخصية عبدالخالق نفسه والى أهمية الحزب الشيوعى السودانى بحسبانه أكبر حزب شيوعى فى المنطقة . هذا بالاضافة الى ما صدر من تعليقات فى وسائل الاعلام العالمية حول المحاكمات وتنفيذ أحكام الاعدام ووصفهم للنظام بالهمجية . لهذا أراد القائمون على أمر النظام أن يظهروا ما هو جارٍ وكأنه أمر عادى فيه قانون ومحاكم وعدالة.
بدأت الجلسة السرية للمحاكمة فى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر . وكانت عبارة عن اعادة استجواب من المحكمة لعبدالخالق محجوب ومناقشة أقواله ، فمثلا قال رئيس المحكمة الذى كان يتحدث مع عبدالخالق، أما الآخرون من أعضاء المحكمة كان يبدو عليهم وكأن الأمر لا يعنيهم . قال رئيس المحكمة يا عبدالخالق انت اذا لم تدبر الانقلاب كيف هربت من المعتقل وبهذه الكيفية وبمثل هذا التوقيت المطابق تماما لتوقيت الانقلاب . وأردف قائلا: ام الذى يستطيع الهروب بتلك الطريقة من معتقل داخل القوات المسلحة يستطيع أن ينظم انقلابا . رد عبدالخالق ، لقد خشيت على حياتى من الموت لأنه وأثناء وجودى فى المعتقل سمعت معلومات منها أنهم يدبرون لاغتيالى بعد اذاعة نبأ عن هروبى من المعتقل . قال رئيس المحكمة : فسر لنا يا عبدالخالق لماذا تم الانقلاب بعد هروبك مباشرة . أليس الذين دبروا هروبك من المعتقل هم نفسهم الذين قاموا بالانقلاب؟
وقال عبد الخالق إننى وكما ذكرت أن ليس للحزب الشيوعى أى كوادر داخل الجيش ، وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون صدفة خاصة وأن أى شىء كان متوقع الحدوث قال رئيس المحكمة ، فيم اختلفتم مع الثورة؟
رد عبد الخالق قائلا: حول السياسات التى كانت تمارسها . قال رئيس المحكمة : مثلا . قال عبدالخالق ضربة الجزيرة أبا والقرارت الاقتصادية الخاصة بالمصادرة والتأميم . قال رئيس المحكمة: أليس موضوع سيطرة الدولة على وسائل الانتاج وقيام مجتمع اشتراكى من الشعارات التى ينادى بها حزبنكم وتدعو لها النظرية الماركسية؟ والا لازم تنفذوها انتو بس . قال عبدالخالق نعم اننا ندعو لتحقيق تلك الشعارات ولكن ليس بالكيفية التى تمت بها تلك القرارات والتى تجاهلت كافة ظروف البلاد . بل إن القرارات نفسها جاءت مرتجلة وغير مدروسة وسابقة لأوانها . وقال إننا كنا قد أوضحنا موقفنا فى سلسلة من المقالات فى جريدة«أخبار الاسبوع»وأخذ عبدالخالق يفيض فى الحديث موضحا أخطاء قرارات التأمين وما صاحب تنفيذها من أقاويل واشاعات حول الفساد الذى حدث فى بعض المؤسسات . وقاطعه رئيس المحكمة قائلا بلهجته المصرية الصارمة:«خلص..خلص»وللحق فقد كانت هذه هى المرة الوحيدة التى رأيت فيها المرحوم عبدالخالق محجوب متأثرا عندما قال لرئيس المحكمة ياسيدى الرئيس أرجو أن يتسع صدر المحكمة بالنسبة لى لبضع ساعات فقط .
وقد لاحظت أن الدهشة علت على وجوه الحاضرين بعد سماعهم لكلمات عبدالخالق محجوب . التى كانت أشارة واضحة الى أنه كان يعلم سلفا بأنهم قد قرروا اعدامه . لقد كان الأمر أكبر من الدهشة وأعمق من الخوف . لقد كانت لحظة صراع رهيبة بين شخصين أحدهما يريد أن يضيف لعمره حتى ولو بضعة دقائق معدودة لعل معجزة قد تحدث . والآخر يريد أن أن يخلص نفسه بسرعة من مهمة ثقيلة حتى ولو كانت حياة انسان .
تجاهل واستعجال :
وقد لاحظت أن رئيس المحكمة تجاهل الحديث عن ضربة الجزيرة أبا على الرغم من أن عبدالخالق كان قد ذكرها ضمن أسباب الخلاف مع مايو .
وفجأة سأل رئيس المحكمة عبد الخالق : هل لدى حزبكم أسلحة ؟ وكان رد عبدالخالق أكثر من مفاجأة : نعم . وقد أرسلها لنا الرئيس جمال عبدالناصر عام 1967 عندما تعرض الحزب لهجمة شرسة من جانب القوى الرجعية أدت الى طرد نوابه من الجمعية التأسيسية بسبب ما سمى بندوة معهد المعلمين العالى«شوقى محمد على».
وبعد.. فان ذلك كل ما أذكره عما دار فى المحاكمة التى كانت أشبه بالمسرحية الدرامية التى تنهمر فيها الدموع . وان كان لابد أن أعلق فلا بد أن أذكر موقف عبدالخالق كانسان فقد كان شجاعا بكل ما تحمل الكلمة من معانى . وثابتا كل الثبات . كان يتحدث فى أحرج الأوقات وكأنه يتحدث فى ندوة سياسية . بالرغم من أنه كان يعلم مصيره المعد سلفا . لا ريب أن عبدالخالق كان أكثر ثباتا من الذين حاكموه فقد لاحظت أثناء المحاكمة أن القلق والاضطراب يتملكان رئيس المحكمة وأعضاءها . بل إن بعضهم كان ينظرالى ساعة يده بين الفينة والفينة وكأنه يتأهب لموعد أهم .
وفى حوالى الساعة الخامسة مساء أعلن رئيس المحكمة نهاية المحاكمة . وقال إن المحكمة سترفع قرارها الى القائد العام الذى كان مرابطا هناك بصورة دائمة ، حيث اتخذ مقره فى مكتب قائد سلاح المدرعات العميد أحمد عبدالحليم .
طلبت من المقدم عبدالمنعم حسن الذى كان يعمل بفرع القضاء العسكرى أن أنتظر معه حتى يتم التصديق على الحكم . وطال انتظارى حتى بلغت الساعة منتصف الليل . وكان المقدم عبدالمنعم كثير الخروج من مكتبه . وفى احدى المرات عاد وطلب منى أن أذهب معه الى حيث مقر جعفر نميرى لأرى ماذا يفعل . كان المقدم عبد المنعم متأثرا تأثرا شديدا بما يحدث مما دفعه الى كتابة عريضة ينتقد فيها ما تم من اجراءات . وقد فصل من الخدمة بسبب تلك العريضة .
ذهبت الى مقر الرئيس نميرى ووقفت بالقرب من النافذة لأرى عجبا ، النميرى ينهال ضربا على أحد الضباط ويسبه بالفاظ بذيئة وهو فى حالة من الهياج . أخرج الضابط وأحضروا آخر وتكرر نفس المشهد معه . ولم تتوقف هذه العملية الا عندما همس أحد الضباط فى أذن نميرى الذى رفع سماعة التلفون وكانت محادثة من القاهرة . عرفت هذا من ردود نميرى على محدثه . وانتهت المحادثة التى لم تستغرق وقتا طويلا . وعلمت بمزيد من التفاصيل مادار عندما دخل على نميرى العميد أحمد عبدالحليم . وقد بدا نميري بعدها سعيدا جدا بمضمون المحادثة ، بل منفجرا من الضحك ، وقال إن السادات أخبره بأن الجماعة الروس طلبوا منه أن يتوسط لدي لكى نبقى على حياة عبدالخالق محجوب، ولكن السادات حثه بأن يسرع ويخلص عليه . وقد وصف نميرى السادات بأنه داهية وخطير.
وفى الثانية صباحا حضر الى مقر المدرعات المرحوم موسى المبارك والتقى بالنميرى لبعض الوقت وعند خروجه كان بادى التأثر وأخبرنى أن حكم الاعدام قد نفذ فى عبد الخالق محجوب .
نشر عام 1987 بصحيفة الايام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
Quote: كان مظهر عبدالخالق قد تغير تماما عما بدا عليه فى المرة الأولى . كان حليق الذقن ، بادى الحيوية والاطمئنان ، وعلى وجهه لمعة واشراق |
Quote: بعد ذلك أتيحت الفرصة لعبدالخالق وكان منظره مهيبا مثيرا أشبه بفرسان الأساطير القديمة . بدأ حديثه وصوته هادئا صافيا |
Quote: وان كان لابد أن أعلق فلا بد أن أذكر موقف عبدالخالق كانسان فقد كان شجاعا بكل ما تحمل الكلمة من معانى . وثابتا كل الثبات . كان يتحدث فى أحرج الأوقات وكأنه يتحدث فى ندوة سياسية . بالرغم من أنه كان يعلم مصيره المعد سلفا . لا ريب أن عبدالخالق كان أكثر ثباتا من الذين حاكموه فقد لاحظت أثناء المحاكمة أن القلق والاضطراب يتملكان رئيس المحكمة وأعضاءها . بل إن بعضهم كان ينظرالى ساعة يده بين الفينة والفينة وكأنه يتأهب لموعد أهم . |
يارزاز الدم حبابك
من دمانا الارض شربت
موية عذبه ..... لونا احمر
يا شهيد الشعب ....... اهلا
يا فارس الشعب ....... اهلا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
|
Quote: المجد و الخلود لشهداء 19 يوليو الذين شيدوا لنا طريق البطوله و الصدق و التضحيات بما هو غالى و نفيس من اجل الشعب السودانى و الطالع ماشى الورديه &&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&& ماشفت ود الزين قالولو ناس كم ورينا ناسك وين ورين شان تسلم ما وقف بين بين لى موتو اتقدم و العودو خاتى الشق مابيقول وحاتك طق
شكرا جزيلا وعميقا اخى العزيز الصديق محمد احمد ابراهيم
|
| |
|
|
|
|
|
|
|