|
الانتخابات قادمة...فهل انتم مستعدون..؟ حوار/ضياء الدين بلال .
|
الانتخابات قادمة...فهل انتم مستعدون..؟
الصــــــادق المهـــــــدي
الفرصة متاحة لفوزنا بالأغلبية المطلقة
حوار/ضياء الدين بلال
نبتدر الحوارات التى اعددنا مع عدد من القيادات السياسية المهمة والبارزة عن الانتخابات القادمة ومدى استعداد احزابهم لخوضها، وهى حوارات اشتملت على آراء ومواقف جديدة ومثيرة بعضها صرح به لأول مرة وان كان من قبل يتم تداولها فى مجالس أهل الثقة المغلقة ولا يدفع بها لاجهزة الاعلام، وسيتواصل نشرالحوارات من الآن ولاحقاً، نبتدرها بحوار مع السيد الصادق المهدى زعيم حزب الامة، ويأتى هذا الحوار ضمن الملف السياسى بهذا العدد مصاحباً لعدد من التقارير والاستطلاعات التى تتناول ذات القضية، ولكن من زوايا نظر متعددة.
--------------------------------------------------------------------------------
× السيد الصادق المهدى من انتخابات 1986 الى الآن...هل ترى ان الخارطة الانتخابية تغيرت ام لا تزال مستقرة على ولاءاتها القديمة؟
= نعم... حدثت متغيرات فهنالك متغيرات ديمغرافية مثل ارتفاع نسبة الشباب فى المجتمع ومتغيرات نوعية مثل ان المرأة اصبح لها تطلع ووعى اكبر، وهذا مما يؤثر على الانتخابات، و هنالك عوامل سياسية جديدة متمثلة فى التطلعات الجهوية وهى ذات وزن كبير وتعبر عنها التكوينات الاثنية المسيسة وهنالك ثقافة توزيع السلطة والثروة وسيكون لها تأثيرها على الانتخابات. ولكن فى كل العهود ديمقراطية وعسكرية هنالك قوى لها مكانة مطردة او ثابتة وهى الامة والاتحادى والاسلاميون والشيوعيون. صحيح هنالك تفاصيل تزيد وتنقص لكن عموماً هذه هى القوى السياسية المتنافسة رغم مساعى الجبهة الاسلامية لمحو الآخرين بعد استيلائها على الحكم وعقدها لصفقات وترضيات مع الحركات المسلحة الجهوية التى قامت فى مواجهتها تقوم على عزل القوى السياسية المعروفة، بوضع شروط مجحفة للمشاركة فى العملية السياسية مفادها اما ان تقبل القوى السياسية بتهميشها وعزلها لكى تشارك فى العملية السياسية او تضطر للمقاومة اذا لها قدرة على ذلك!
فاتفاقية السلام التى تمت رغم ما فيها من ايجابيات الا انها تمثل للقوى السياسية غير المؤتمر الوطنى ''انقلاباً ثانياً''.
× انتم كحزب امة ..ما هى التحديات التى تواجهكم فى الطريق الى صناديق الاقتراع؟
= نحن نضع فى اعتبارنا ان العاصمة الخرطوم سيكون لها وزن انتخابى اكبر من وزنها فى كل الانتخابات الماضية، للكثافة السكانية التى تزخر بها لذا اتوقع ان تصبح مركزاً للصراع التنافسى بين كل القوى الانتخابية، فهى اكبر تجمع سكانى كما انها اكبر انعكاس لبقية السودان، لذا فقد بذلنا فيها جهداً كبيراً من حيث التنظيم والترتيبات وترقية الحزب بالخرطوم الكبرى حتى اصبح شبه موازٍ للحزب القومى من حيث الفاعلية والمقدرة على الحركة والفعل، وبنفس هذا المنطلق جعلنا الحزب لا مركزياً فى كل الولايات وهذا الوضع ترتب عليه بروز قيادات ولائية لها وزنها ومقدرتها، واتحنا مساحة اكبر للشباب وحددنا حداً ادنى لمشاركتهم فى اجهزة الحزب، ووضعنا فى اعتبارنا التمدد النوعى فقمنا بتحديد نسبة مشاركة المرأة بـ (20%)
× مجمل المتغيرات التى حدثت من 86 الى الآن ..هل ستقلل من وزنكم الانتخابى، هل تتوقع ان تحصلوا على ذات النسبة الماضية ام اقل منها ام أكثر؟
= هذه المتغيرات حتماً ستؤثر.. ولكن المهم هل سيكون هذا التأثير ايجابياً ام سلبياً، خذ مثلاً نحن كحزب تقليدى كان يفترض ان نكون اقوى فى الخمسينات ايام الامام عبد الرحمن مؤسس الحزب، جاءت متغيرات كثيرة جداً فى عهد الفريق عبود وفى عهد جعفر نميرى بتقلباته المختلفة ولو كنا على حالنا ولم نحدث تغييرات لحكم علينا التاريخ بالتلاشى، نحن فى انتخابات 1954 احرزنا نصف اصوات الحزب المنافس (الوطنى الاتحادى) ولكن عندما جاءت انتخابات 86 احرزنا ضعف اصوات الحزب المنافس (الاتحادى الديمقراطى) وفى انتخابات 54 كنا نكسب فى المناطق الموالية لحزب الامة فى الدوائر الريفية وكنا نخسر باستمرار فى الدوائر الحضرية، كنا نفوز بدوائر شمال كردفان إلا الابيض وبجنوب كردفان الا كادقلى وشمال دارفور إلا الفاشر وجنوب دارفور إلا نيالا ونفوز بدوائر القضارف الريفية ونخسر فى المدينة، فى تلك الانتخابات كنا نخسر المدن ونفوز بالدوائر الريفية، ولكن فى انتخابات 86 فزنا فى كل تلك المدن، فى عام 54 لم يكن لنا وجود فى القطاع الحديث لا فى دوائر العمال ولا المهنيين ولا الطلاب ولكن فى 85 اصبح لنا وجود فى القطاعات الحديثة المتمدنة، وفى تلك الفترات ظهرت تكوينات سياسية جهوية مستقلة وفى بعضها مناهضة للاحزاب، خذ مثلاً جبهة نهضة دارفور نحن لم نتخذ منها موقفاً عدائياً بل دخلنا معها فى حوار حول مطالبها واتفقنا معهم على برنامج مشترك، وادخلناهم حزب الامة حتى رئيسهم احمد ابراهيم دريج اصبح هو المسؤول عن الحملة الانتخابية لحزب الامة، ورغم اننا منطلقون من قواعد تاريخية الا اننا دوماً كنا نتجاوب مع المتغيرات، هذا ما يحدث الآن وسيحدث غداً ان شاء الله.
ےے× هذا محض تفاؤل.. الوقع يقول ان المتغيرات الراهنة الآن اعمق من كل الفترات السابقة؟
ضحك ساخراً
= ونحن كذلك ادواتنا التحليلية ووعينا بالمتغيرات افضل من ذى قبل، نعم التحدى الحقيقى الذى يواجهنا هل نستطيع ان نفعل ما كنا نفعله من قبل فى تطوير ادواتنا للحفاظ على مكتسباتنا السابقة والزيادة عليها ام سنعجز عن ذلك وبالتالى نفشل فى الانتخابات القادمة.
× المؤتمر الوطنى كان له برنامج متكامل لاضعافكم وتقليل وزنكم الجماهيرى، واظنه نجح فى ذلك؟
= المؤتمر الوطنى كان يسعى لاضعافنا فى دارفور ولكن بسياساته حطم نفسه هنالك ولا اظن ان يحصل على شئ فى الانتخابات القادمة، فهو لا يجد موالين غير اصحاب الرواتب والامتيازات (المؤتمر الوطنى لبخ فى دارفور).. وكل مساعيه لاضعافنا جاءت بنتائج عكسية، خذ الاختراقات التى أحدثها فى حزبنا فى 2002م، كان ذلك اختراقاً كبيراً حاول عبره اختطاف حزب الامة، المهم يا أخ ضياء الى ان تأتى الانتخابات سيدرك المؤتمر الوطنى حجم خسارته فى تلك المحاولة وحجم ما كسب حزب الامة، حينها سيقلب كفيه حسرةً على ما انفق من جهد، والمؤتمر الوطنى بعد فشل سياسته وانقسامه على نفسه سيدخل الانتخابات القادمة دون برنامج انتخابى سيعتمد فقط على السلطة.
× الا تعتقد انها كافية لحسم الانتخابات لصالحهم؟
=ادرك انهم سيستخدمون المال لكسب الانتخابات (لكن اقول ليك شي.. الناس حياكلوا قروشم وما حيصوتوا ليهم) هذا حدث من قبل.
× من الممكن ان يتم الاستقطاب عبر مشاريع خدمية تتزامن مع الانتخابات او تسبقها بقليل، وانتم لاتستطيعون فعل ذلك؟
= لن يحدث ما قلت لانهم صرفوا الاموال فى اوجه اخرى، سيدخلون الانتخابات وهم مدانون بأنهم رفعوا الدعم عن مشاريع الرعاية الاجتماعية الصحة والتعليم.
× قد تحدث دعومات محلية على اساس انتخابى..طالما ان المال متوافر؟
= هذا ما نصح به السيد عبد الرحيم حمدى فى ورقته الشهيرة (لكن ما فى وقت لذلك ومافى طريقة).
× الرهان على مثلث حمدى كأكبر كتلة انتخابية الا يكسب المؤتمر الوطنى؟
= (دا كلام فارغ)..فى هذا المثلث عقدت انتخابات جامعية فى شندى والجزيرة هزموا فيها ورغم انها فى الجامعات لكنها تعبر عن الجسم السياسى.
× الانتخابات الجامعية تعطى مؤشراً ثانوياً وليس اساسياً، افضل لكم الاتطمئنوا كثيراً لذلك؟
=المهم ان المؤتمر الوطنى سيدخل الانتخابات القادمة دون غطاء فكرى.
× قد يكفيه الغطاء السياسى والاقتصادى؟
= هذا لا يكفى، الغطاء الفكرى مهم، اتوقع ان يتخذوا من اتفاقيات السلام غطاء سياسياً باعتبارها انجازات.
صمت
= ثم قال الى ان تأتى الانتخابات سيكتشف الجميع ان اتفاقيات السلام ما هى الا أكبر عمليات غباء سياسى تمت فى السودان.
× يبدو انك تخشى ان يترتب على اتفاقيات السلام حلف انتخابى بين الوطنى والمجموعات الموقعة؟
=لن يحدث ذلك لاسباب كثيرة أهمها طبيعة تلك التكوينات و....
مقاطعة
× واذا حدث ؟
= لن يؤثر كثيراً...المهم ان المؤتمر الوطنى سيدخل الانتخابات مجرداً من المثاليات الفكرية، لن تكون فى رصيده تجربة سياسية مشرفة يمكن ان يتفاخر بها.
× يبدو انكم تريدون دخول الانتخابات القادمة لا ببرامجكم ولكن باخطاء الآخرين، مثل ما فعل الحزب الديمقرطى الامريكى؟
=نحن لنا برامجنا التى وضعت فى المؤتمر السابق وستطور فى المؤتمر القادم، المهم ان ما يفيدنا انتخابياً هو اننا عندما كنا فى السلطة كنا نظاف الايادى وعندما جئنا للمعارضة قاومنا الطغاة ولم نستجب لاغراءاتهم.
×هل ستدخلون الانتخابات منفردين ام فى سياق تحالفات؟
=قطعاً سندخل فى تحالفات سيحددها المؤتمر، ما استطيع ان اقوله هو اننا نعتقد ان جماهير الحزب الاتحادى فى اغلبها مناصرة لحزب الامة فى مواقفه الاخيرة ومن الوارد ان تتحالف قيادته الحالية مع المؤتمر الوطنى وتتحالف قواعده مع حزب الامة على قاعدة وسطية عريضة.
×وماذا عن تحالفكم المعارض الآن مع الشعبى والشيوعى ؟
=ليس له قيمة انتخابية.
×لماذا؟
=لأن فى الانتخابات القادمة ستكون هنالك برامج لكل حزب وسيختلف عليها.
× العودة لصيغة التجمع؟
= ليس هنالك تجمع، التجمع اصبح كالغول والعنقاء.
× اذن مع من ستتحالفون؟
= البلد تمر بخطر كبير اعتقد ان القاعدة الاتحادية ستنحاز لحزب الامة.
× انتم تسعون للتحالف مع القيادات ام مع قواعد الحزب الاتحادى؟
= القواعد الاتحادية اقرب للتحالف مع حزب الامة هذا هو توجهها الآن، وقيادة الحزب اقرب للتحالف مع المؤتمر الوطنى، والافضل ان تتراجع قيادة الحزب عن العلاقة الاستراتيجية مع المؤتمر الوطنى.
× هل هى استراتيجية ام تكتيكية؟
= هم يقولون انها استراتيجية..الاسلاميون كذلك اعداد كبيرة منهم - لخيبة تجربة الحكم - سيبحثون عن بديل وسطى اسلامى وهذا سيجعلهم قريبين منا، كذلك الحركات الاثنوجهوية وارد ان يفعلوا معنا مثل ما فعلت جبهة نهضة دارفور.
× هم الآن اقوى من نهضة دارفور قد يسعون لاحتوائكم على الاقل برامجياً؟
= نحن على النطاق القومى وهم فى حيز اقليمى محدود، نحن نتحدث عن تحالفات لا عن احتواءات، حزب الامة هو فى الاساس جبهة تحالفات ونحن سنطور هذا البعد واعتقد انها اول فرصة لحزب الامة لتحقيق اغلبية مطلقة فى البرلمان، وما يحدث فى الجامعات لإحتمال حدوث ذلك.
×بعض هذه الحركات تعبر كثيراً عن موقف معادٍ لحزب الامة؟
= افراد منها (لكن جسمهم السياسى كثيراً مانسمع منهم نحنا اولادكم وحنتفق معكم).
(............)
× هل تتوقع ان تؤثر الحركة الشعبية على نتائج الانتخابات؟
= ستؤثر..ولكن المهم ان تحدد هل هى حركة قومية ام جنوبية.
×الحركة لها قطاع شمال؟
= لكن السؤال المهم هل هذا الوجود لقطاع الشمال وجود تكتيكى ام استراتيجى و...
مقاطعة
×هل التحالف معها مستبعد؟
= غير مستبعد.. هنالك عناصر كثيرة فى الحركة تريد التحالف معنا قد لا تكون القيادة ترى ذلك.
× الواضح انكم تسعون لتجاوز القيادات بالوصول لقواعدهم هذا امر مقلق لكل من يريد التعامل معكم؟
= قد يحدث ذلك..لكن فى رأيي عدد كبير من القيادات السياسية شاخت (لا بحكم العمر )ولكنها فقدت الصلاحية للعمل السياسى (واصبحت خارج الشبكة حتى داخل حزبها.....نحنا بنلعب مونديال وهم بلعبوا دافورى).
ضحك
× التحالف مع الشعبى؟
|
|
|
|
|
|