دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الإنفصـــــال و الوحــــــدة
|
الوحدة والإنفصال كلمتان اكتظ بهما قاموس السياسة السوداني منذ أن مُنح السودان إستقلاله قبل خمسة عقود من الزمان, وبالرغم من الوضوح وسهولة التمييز مابين معنى الكلمتين لغويا إلا أن المفهومين(كإصطلاح سياسي) حفهما الغموض والتشوه, يستعان بهما لتحقيق مكاسب وقتية وإعادة رص الصفوف فيما يتشابه وعقلية الكر والفر السياسي. الشمال كان ولايزال الأكثر تخبطا وإنعدمت لديه المقدرة علي إستيعاب مفهوم الدولة ولم يعط إشكالية الهوية الجهد الفكري و السياسي كأنه يغض البصر عن وجود الآخر وأهميته ككيان أساسي لاتقوم الدولة إلا بوجوده ليس كممثل (يمنح حقيبة وزارية) لثقافته فقط بل كشريك وصاحب حق يتساوى مع الشمالي في كل شئ تحت سقف المواطنة.
في الجانب الآخر نجد أن حركات التحرير في جنوب السودان تتأرجح في ضبطها لمفهومي الإنفصال والوحدة حتي مابعد نيفاشا, ولعل وضع النقاط فوق الحروف والرؤية الواضحة لماهية الدولة أمر لاتستعجله الحركة الشعبية لتحرير السودان, بل تترقب تواتر الأحداث والوقائع السياسية الراهنة التي أفرزها التوقيع علي البروتوكولات الستة في كينيا-نيفاشـا. للحركة الشعبية لتحرير السودان أصدق الحجج في الإلتفاف حول فكرة الإنفصال بعد المعاناة المؤسفة والتهميش الإرادي الذي مارسته السلطة السياسية في الخرطوم عليهم وهذا المطلب تمثله القاعدة الجنوبية الملتفة حول الحركة الشعبية وآخرون يمثلون أرقاما مهمة في حركة النضال الجنوبي , هذه الدعوة الإنفصالية ستضغط علي قيادة حركة التحرير وحتما ستكون النتيجة تلاشي وإندثار فكرة "السودان الجديد" من قاموس الحركة الشعبية لتحرير السودان مماقد يمثل إحباطا للقوي الديمقراطية الشمالية التي تري في طرح السودان الجديد السبيل الوحيد لميلاد الدولة السودانية الحقيقية لأول مرة في تاريخ السودان الحديث وأيضا تري أنَ فكرة السودان الجديد ستحل مشكل الهوية بصهر تنوع السودان الثقافي والعقدي والعرقي والديني في معين دستوري تمتد إليه كل الأيادي السودانية فتنال حقها بالتساوي. وهنا أستدل بما ذهب إليه المفكر والسياسي المخضرم أبيل الير في كتابه «جنوب السودان والتمادي في نقض العهود» حينما قال: «إن الحركة الشعبية تتحدث عن السودان الجديد الموحد. ولكن قواعدها انفصالية. واذا ما انتصرت هذه القواعد وفرضت رؤيتها الانفصالية، فإن ذلك سيكون نهاية التعاون بين المثقفين الديمقراطيين في الشمال وبين الجنوبيين والحركة»
من تحليل وتنبؤات المخضرم أبيل ألير يتضح جليا أن د. جون قرنق سيتخلي عن حلفائه في الشمال كأحزاب أو مؤسسات المجتمع المدني أو أفراد وكذلك الكثير من أهل الشمال والشرق والغرب, لكنه سيؤجل ذلك علي مايبدو إلي نقطة ما في السنوات الستة الإنتقالية. بالرغم من كل هذا نجد أن هنالك قوي سياسية شمالية تراهن علي طرح السودان الجديد وتتشبث بالوحدة مثل الصديق والحليف القوي لـ قرنق وزعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني, ربما يري هؤلاء ومن يواليهم في التجمع الوطني الديقراطي أنّ قرنق قادر علي تحويل نهج قاعدته في الجنوب من التمسك بالإنفصال الي التفاؤل بفجر جديد وسودان جديد حفظت نيفاشا فيه للجنوب حقوقه في إقتسام السلطة والثروة وكذلك إعطاء الجنوب الأولوية في التنمية, الجدير بالقول أيضا أن الدكتور قرنق في زيارته للقاهرة إجتمع بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي وطمأنه بأن البعد الأمني الإستراتيجي لمصر والعرب في أيدي أمينة وإن أراد العرب أن يظل السودان موحدا فلابد أن ترسل المساعدات العربية مباشرة للجنوب وليس عن طريق حكومة الإنقاذ في الخرطوم الأمر الذي قد يغير قناعات أهل الجنوب الذين يعتقدون أن العرب يدعمون الشمال لتكون له الغلبة علي الجنوب, هكذا يري قرنق والميرغني أو لايرون أو ربما يحلمون أن صناديق تحقيق المصير ستمتلئ بنعم لوحدة السودان إثر ذلك.
أما في الجانب الآخر فإنّ حكومة الإنقاذ حالها لايسر قادتها ولامؤيديها, فمايسمي بالمشروع الحضاري اصبح أكذوبة أو نكتة سخيفة فقدت الإنقاذ السيطرة والسيادة والأسوأ من ذلك أنّ الفكرة التي كانت تنادي بها ومات من أجلهاملايين الأبرياء لم تعد حافزا ومحركا عقديا كان أو سياسيا لإدراك شيئا مما تبقي من الصيرورة والإستمرارية. يري الكثيرون أنّ بنود نيفاشا ومقرراتها وتفاصيل أحكامها الدقيقة وحتي بروتوكولاتها الستة في إطارها العام لاتوجدفيها حيثية أو مبدأ واحد يتفق مع البيان الأول للإنقاذ أو يتماشي مع أبجديات مشروعها الحضاري الإسلاموي منه والسلطوي. هنا يأتي التساؤل ونحن بصدد الحديث عن الوحدة والإنفصال, لماذا وقعت الإنقاذ علي بروتوكلات نيفاشا وهي التي أشعلت فتيل الحرب في عام قوانين سبتمبر ثلاثة وثمانين وأعلنت الحهاد لحماية الدولة الإسلامية ومشروعها الحضاري ودمرت البلاد وقتلت العباد؟؟ نحن نري مع من يري إنّ الضغوطات الخارجية والنزاعات الداخلية وتضاعف القوة العسكرية للحركة الشعبية وأخيرا تشبث الإنقاذ بالسلطة , كل هذا كان الدافع الأساسي للذهاب لنيفاشا وتوقيع البرتوكولات الستة, فالجبهة القومية متمثلة في حكومة الإنقاذ تعي تماما أن فحوي وجوهر فكرة السودان الجديد علماني محض سقفه حقوق المواطنة ولايستمد الدستور فيه مبادءه من الشرائع السماوية بل من التشريع الوضعي الإنساني وتعلم أيضا أنها قد إنقلبت علي نظام ديمقراطي تقول إنه مستورد من ويسمنستر ولايستوعب المشروع الحضاري ولايرضي طموحات الشعب السوداني لأنه نظام فاسد إستفحل فيه السرطان. مما سبق يتضح جليا أن ليس لحكومة الإنقاذ ناقة ولاجمل في السودان الجديد المحتمل وليس لديها الأرضية التي تنطلق منها فهي متشرزمة ومقسمة وأيضا ليس فيما يسمي بأدبيات الحركة الإسلامية أي تبرير أو تفسير تريح به أعصاب المتحمسين لفكرها داخليا وخارجيا غير العزف علي أوتار السلام وهو ما تمارسه حاليا إنطلاقا من مؤسساتها الإعلامية.
لذا نذهب إلي أنّ الإنقاذ تريد من نيفاشا أن تطيل عمرها لستة سنوات أخري وفي خلال هذه السنوات الستة أو عند إنتهائها يكون لديها خيارين: الأول: وهو حسب إعتقادي ما ستعمل علي إدراكه وهو فصل الجنوب عن الشمال أو بمعني آخر التأثير بكل السبل في إقناع الجنوب أن يصوت لتحقيق مصيره بالإنفصال وهنا تكون قد نجحت في التخلص من الحركة الشعبية لتحرير السودان وكذلك فصلت القوي الشمالية الديقراطية من حليفها الجنوبي ذي القوة العسكرية والسياسية .
الثاني: وهو أن تسعي لوحدة السودان ولكن بتغير لونها وقياداتها الحاليه وتتبني فكرة جديدة تشير إلي طرحهم الإسلاموي ولكنها تتماشي (من أجل السلام) مع القوانين الوضعية وهكذا تستطيع أن تواصل نوع جديد من النفاق السياسي والآيدولوجي. أيضا ستسعي لمحاولة تفكيك الصف الجنوبي بشتي الطرق وإعادة برمجة التحالفات السياسية.
السرد أعلاه هو محاولة مني لقراءة المستقبل السياسي السوداني في إطار التحولات الأخيرة مركزا ومسلطاالضوء علي مفهومي الوحدة والإنفصال من طرح المتنازعين علي السلطة ويبدو لي مما سبق أن التوجه المجرد يسير نحو إنفصال جنوب البلاد عن شمالها والمسألة هي مسألة زمن فقط؟؟ ودمتم عبدالماجد
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنفصـــــال و الوحــــــدة (Re: zoul"ibn"zoul)
|
الاخ زول يا زول تحياتي للاسف كل القراءات الواقعية تذهب الي الانفصال وتلاشي مفهوم السودان الجديد. الان نحن في مرحلة الجدية في الحلول الدائمة, فإذا كان الانفصال او الإنفصالات تحقق المساواة والعدل والحرية للشعوب السودانية فأنا لا أري غضاضة في ذلك . الوحدة السودانية كمفهوم وحلم نظري لايمكن ان يصبح سببا للتعاسة وعدم الاستقرار والتفرقة والتخلف. شكرا زول يازول لمرورك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإنفصـــــال و الوحــــــدة (Re: zoul"ibn"zoul)
|
الاخ زول يا زول تحياتي للاسف كل القراءات الواقعية تذهب الي الانفصال وتلاشي مفهوم السودان الجديد. الان نحن في مرحلة الجدية في الحلول الدائمة, فإذا كان الانفصال او الإنفصالات تحقق المساواة والعدل والحرية للشعوب السودانية فأنا لا أري غضاضة في ذلك . الوحدة السودانية كمفهوم وحلم نظري لايمكن ان يصبح سببا للتعاسة وعدم الاستقرار والتفرقة والتخلف. شكرا زول يازول لمرورك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإنفصـــــال و الوحــــــدة (Re: عبدالماجد فرح يوسف)
|
Salaam
Yes seperation is a reality and the great option available for Sudan right now. As a northern Sudanese I am whole heartedly advocating for it. We have never been one country, we inherited the current borders from the British colonizers and we have every right to question why should ever the current borders remain. Sudan unity is non-sense political diatribe that have never worked before and will not work in the future either. Long live the new Sudan
By the way is this the picture of Mohammed Ahmed Mahgoub!! I think this guy is my relative, I am just getting old and can not remember is this is him or not
Thank you
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإنفصـــــال و الوحــــــدة (Re: zoul"ibn"zoul)
|
أخي زول الصورة لكاتب الديمقراطية في الميزان رحمهما الله. الإنفصال في النهاية حالة نفسية يصعب التعامل معها وكذلك الوحدة يستحيل (كونفدراليتها) مؤسسيا وأثنيا وثقافيا وذلك نتيجة للتقاطعات الثيوقراطية والعلمانية والكلاسيكية (النمطية وريثة العادة والعرف) في نشأة الدولة السودانية الموحدة كمفهوم سياسي مستحدث. هذه دعوة مني لأقلام الفكر السياسي السوداني لطرح آراءهم بالذات حول فكرة الوحدة والانفصال لاننا نؤمن بانهما المحصلة النهائية لأي إجتهاد فكري سياسي أو ممارسة سياسية سلطوية واقعية. لك ودي اخي زول
| |
|
|
|
|
|
|
|