|
هل ستقاتل جيوش (قرنق والبشير) جيوش (الغرب والشرق)؟
|
"حكومة حم"
هكذا تتوالى الأحداث تباعا والجكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان يمضيان وبإصرار شديد في طريقهما دون الإلحاح علي رفقة الآخرين. السبت الماضي بدأت لجنة مناقشة مسودة الدستور الإنتقالي أعمالها ونري إنها مصممة علي إكمال وظيفتها بنفس الوتيرة الثنائية . مسودة الدستور المطروحة للنقاش تحتوي علي مايقارب المائة مادة من دستور 1998 ومواد أخري أفرزتها إتفاقية نيفاشا وبعض المواد المأخوذة من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان مثل المادة 18 منه. التجمع الوطني الديقراطي وحزب الأمة وأحزاب أخري رفضوا المشاركة في لجنة الدستور الإنتقالي. وبطبيعة الحال فإن المحاربين في شرق وغرب البلاد بعيدون كل البعد عن مايجري في الخرطوم, ويرفضون الدستور الإنتقالي قبل ميلاده, فهم في حالة حرب والآن يحملون السلاح في وجه الحكومة. أعمال لجنة الدستور مستمرة دون توقف ويرجي أن تكمل أعمالها خلال الثلاثة أسابيع القادمة. الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة يقولان إنهما يأملان أن تشارك القوى السياسية المعارضة في هذه اللجنة. ياسر عرمان المتحدث بأسم الحركة الشعبية, يأمل أن تسفر مباحثات القاهرة بين الحكومة والتجمع عن إتفاق إيجابي, ويري هو والحكومة, أن إتفاق كهذا يسهل علي المتخلفين عن الركب اللحاق بقطار الدستور. ولكن هذا الأمل ضعيف. فلجنة الدستور لم توقف أعمالها دقيقة واحدة حتي تظهر بوادر إتفاق في القاهرة وناس القاهرة لم يشترطوا توقف أعمال اللجنة الدستورية هذه لمواصلة التفاوض. وحتي لو توصلوا لإتفاق في القاهرة, ووافقوا علي الإنضمام للجنة الدستور, هل ستبدأ اللجنة أعمالها من جديد؟ أم سيلحق الركاب القطار في المحطة التي وصل إليها خلال الأسابيع السابقة؟ كل الإفتراضات تبدو غير معقولة. فالحكومة والحركة في الحقيقة غير معنيين ولا يهتمان كثيرا جدا بإشتراك أو إشراك القوى المعارضة في لجنة الدستور. فلو كانا مهتمين بمشاركتهم, كان عليهم تأجيل أعمال اللجنة الدستورية حتي يتم الإتفاق في القاهرة, كحد أدني لإبداءحسن النوايا. أما حزب الأمة فلا علاقة له بالقاهرة ولايتفاوض مع الحكومة ويناوش الحركة الشعبية بنيرانه الصديقة حسب تعبير ياسر عرمان ونسمع هنا وهناك عن حوار يدور بين الأمه والمحاربين غربا وربما شرقا ايضا النتائج التي أتوقعها: مواصلة لجنة الدستور أعمالها حتي النهاية بدون مشاركة ناس القاهرة. الثنائية بين الحكومة والحركة ستتواصل إلي نهاية الطريق. الحركة الشعبية يهمها ومن أولوياتها المهمة جدا تطبيق بروتوكولات إتفاقية السلام. والدستور الإنتقالي مسألة مهمة جدا عند الحركة, فهو يدون أهم بنود نيفاشا المتعلقة بإقتسام السلطة والثروة, وكذالك يؤسس ويشرعن حكومة الجنوب وبرلمانها ومؤسساتها النقدية والتشريعية والتنفيذية. وهذه مكاسب حارب من أجلها الجنوبيون سنوات طويلة وهي أهداف تاريخية ومصيرية لهم, فلما ينتظرون (تحنيس) بضعة أحزاب شمالية حتى ترضي ألم تتحدث الإتفاقية عن الحكومة وكأنها الشمال كله؟؟ ألم تتحدث الإتفاقية عن رئيس شمالي ؟ونائب جنوبي يرأس الجنوب أيضا؟. إذا كانت الحركة غير مهتمة عمليا بمشاركة ناس القاهرة , الحكومة أيضا غير مهتمة بمشاركتهم ولكنها تحاول إعطاء الإحساس بإهتمامها. اللجنة ستواصل أعمالها الثنائية. والدول المانحة بما فيها أمريكا قد ربطت مسألة دعمها للسودان بالتقدم في تطبيق إتفاق السلام. وغدا القريب ستنتهي لجنة الدستور الإنتقالي من إعمالها وستتم إجازتة تتم إجازته دون مشاركة الآخرين؟؟ نعم هذا ما أتوقع حدوثه. وبعد أقل من خمسين يوما أتوقع تشكيل الحكومة أيضا حكومة البشير قرنق أو طه قرنق سمها ماشئت فستكون حكومة ثنائية بين الحركة وحزب المؤتمر "حكومة حم" وطبعا نيفاشا والدستور الإنتقالي دمجا الحركة بجيشها الشعبي والحكومة بجيشها ودفاعها الشعبي بنسب معروفة. والدستور الإنتقالي بالتأكيد ينظم قوانين الحرب والجيش والدفاع عن التراب الوطني. وبما أن الجيشين أصبحا جيش واحد تحت مسمي القوات المسلحة السودانية, وأيضا تحت قيادة موحدة. وبما الحرب تدور رحاها في شرق وغرب البلاد. فهل ستقاتل جيوش قرنق البشير سويا جيوش الغرب والشرق؟
عبدالماجد فرح يوسف
|
|
|
|
|
|