|
|
 أهتف معى :فليبقى الوطن العزيز...........................
|
أهتف معى :فليبقى الوطن العزيز
د. على حمد إبراهيم
[email protected]
كانت عازة فى يوم زفافها الكبير مهرة تكترى مسافات السباق الكبير . كانت تحدق فى عين الشمس ، وتهصر تحت اهابها ضؤ القمر . مثل اغصان سيسبان ندية ، يفوح نداها فى الارجاء الرحيبة، وتشمخ فى الأعالى ، لا تعلق بها الأدران السابلة ، ويغبطها جنس الشجر المغبون على مجدها العالى. ألم تكن الفائزة الأولى فى مهرجان التحرر من ربقة المستعمر الذى تكالب على افريقيا كما تتكالب الكلاب على قصعة غاب حارسها:
محمد ابراهيم دبكة ، نائب نيالا ، يقف مثل الطود الشامخ وقد امتلأ وجدانه فى ذلك الصباح وقد امتلأت انوفه بدعاش الحرية ." سيدى الرئيس : نحن نواب الشعب ، نعلن فى هذا اليوم ، وفى هذه الساعة ، وف هذا المكان أن السودان غدا فى هذه اللحظة جمهورية حرة مستقلة. وبكى السيد الكبير الوقور. هل رأى اخويه ، الفاضل والبشرى ، وهما يتدليان من مشانق كتشنر فى (الشكابة) فى يوم انتصاره الكبير على دولة المهدية: هل رأى والده المجاهد الشاب وهو يتدلى سريعا بعد انتصاره الكبير؟ هل رأى الدولة الوليدة التى تكالبت عليها قوى الاستعمار الجديد وقد بعثت من جديد على يد نفس الايادى التى عاهدت الله من قبل على ان تظل تكون ممتدة دائما نحو الافق البعيد العالى ، تنزع من بين دياجيره اقواس النور والاشراق. هل رأى الفارس الذى فرش فروته عند لحظة الحقيقة الكبرى واستقبل الموت بابتسامة ساخرة ، كأنها عربونا للتحدى والوعد غير المكذوب بأن أشاوس الثورة عائدون غدا لكتابة النصر الثانى ؟
ثم تقادم الزمن. وجاءت أحداث. ومضت احداث ، غاب فيها الهم الوطنى الكبير ، وصغرت صورة عازة، البلد الحدادى المدادى ، حتى تكور الهم الغائب مرضا فى القلب ، يسد مسام الشعور.الحلم الجميل خبا سريعا. داست عليه العلل البكماء ، فلم تبق ولم تذر . وطال ليل الحزانى ، وتقاصر ليل الحالمين بالربيع يأتى من عند المنعطف الأخير. وتاه الرجاء والأمل ، ولم يعد سعد يدرك متى وكيف تكون نجاته وقد هلك سعيد. وغادر اليقين الأفئدة الحائرة ، وتحدر دمع الخليل:
ما هو عارف قدمو المفارق يامحط أمالى السلام
وقبل Alan Batan الذى هتف للوطن العزيز امام هجمة رزايا الفصل العنصرى فى بلده ، هتف التنى ، الشاعر المكلوم من حال الفرقة فى بلده ، محرضا:
مرفعينين ضبلان وهازل شقوا بطن الاسد المنازل
وانفلق فجر البلد الجميل ، الراقد عند رأس الرجاء الصالح ذات يوم سعيد واهدى للكون نلسون مانديلا الذى مالبث ان شبّ عن الطوق و غيّض الله له أن يكتب السطر الاخير فى سيرة الفصل العنصرى ، وشفى الله شعب جنوب افريقيا من اسقام وعقد العنصرية والجهوية والاثنية ، وسمى شعبها بفضل التراضى الوطنى الرفيع فوق اضغان الماضى البغيض.
ولكن مابال الذين فى البلد الحدادى المدادى ، مابالهم صاروا مثل آل البوربون : لا ينسون شيئا ولا يتعلمون شيئا من مسالبهم القديمة ، حتى اصبحوا احدوثة تتعاقب الاجيال فى حكايتها جيلا عن جيل.مالهم يتعاركون بيننا ساعة من نهار ، ثم يتصافون هنيهة ثم يعودون للعراك من جديد فى همة لا تفتر. كل هذا والوطن يتدلى من عليائه القديم ، حتى تكاثر المشفقون عليه، واصبحوا يخشون عليه من مصير يوغسلافيا التى تشرزمت الى دويلات كثيرة شغلت الاسرة الدولية وارهقتها وهى تسعى فى لم شعثها.والصومال التى اصبحت مثلا فى القتل والتقتيل ، ومثلا فى اهانة الانسان حيا وميتا. وابتدعت بدعة جرجرة جثة القتيل وهى عارية فى الطرقات ! حمى الله عازة الخليل من عدوى يوغسلافيا التى لم يشفع لها جمال الناس فيها وجمال الطبيعة ، ولا السحر الخلاب الذى يشيعه فى الارجاء تعانق الدانوب الازرق والساقا عند هضبة كلمكدان فى قلب بلغراد الجميلة التى كانت . يكفى ان تتشابه عازة مع يوغسلافيا فى سحر تعانق النيلين الخالدين الازرق والابيض ، فقط هذا. وما خلف هذا كفى الله عازة الخليل منه بجاه حميع اوليائها الصالحين ، وبجاه النبى الكريم الذى يحبه أهل عازة ويهيمون فى حبه .صحيح ان الشعبين تشابها فى الماضى القريب فى الانفة وعزة النفس حين هزم المهدويون عنجهية الانجليز والاتراك وقائدهم المشترك غردون باشا وقبله هكس باشا . بينما صمد الصرب بقيادة جوزيب بروز تيتو للهجمة الهتلرية واعادوا تحرير يوغسلافيا وبنائها على احسن صورة حتى صارت مضرب الامثال فى كيف يستطيع الانسان القيام من الرميم والدمار اذا كبرت عزائمه .اكتب هذا وتتلاحق الازمات والمشاكل فى ديار عازة : اليوم القوة المشتركة ، والمطلوبين لمحكمة لاهاى، وغدا الهجين ، وبعد غد نيفاشا وهكذا تدور الساقية ، ساقية المشاكل التى لاتنتهى.
ويأهل عازة ، متى تشرق الشمس عندكم. دعونا نهتف معا : فليبقى الوطن العزيز.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أهتف معى :فليبقى الوطن العزيز........................... (Re: munswor almophtah)
|
اخى منصور
صباح الخير
| Quote: ولكن مابال الذين فى البلد الحدادى المدادى ، مابالهم صاروا مثل آل البوربون : لا ينسون شيئا ولا يتعلمون شيئا من مسالبهم القديمة ، حتى اصبحوا احدوثة تتعاقب الاجيال فى حكايتها جيلا عن جيل.مالهم يتعاركون بيننا ساعة من نهار ، ثم يتصافون هنيهة ثم يعودون للعراك من جديد فى همة لا تفتر. كل هذا والوطن يتدلى من عليائه القديم ، حتى تكاثر المشفقون عليه، |
ويأهل عازة ، متى تشرق الشمس عندكم. دعونا نهتف معا : فليبقى الوطن العزيز.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
munswor almophtah
اسعد الريفى
محمد سنى دفع الله
Mohamed Abdelgaleel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست