مسلسل ريـا وسكينة....عندما يحاكم الفعل الفنى أخلاقيا...؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 09:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2007, 10:54 AM

خالد خليل محمد بحر
<aخالد خليل محمد بحر
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 4337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسلسل ريـا وسكينة....عندما يحاكم الفعل الفنى أخلاقيا...؟

    أثير فى الإسابيع الفائتة جدل كثيف فى أروقة المجتمع السودانى بكافة مناحيه الثقافية والفنية ,وحتى على المستويات الأسرية .على خلفية قرار الأستاذ\عوض جادين ,القاضى بتوقيف لجنة المشاهدة فى التلفزيون القومى ,التى أجازت بث المسلسل المصرى الرائع ريا وسكينة,والمتبوع بقرار منه يقضى بإعادة مشاهدة المسلسل وتنقيحه من المشاهد التى تخدش الزوق الحياء العام.
    والمسلسل فى مجمله يتناول عبر تقنيات درامية عالية الجودة ومن خلفها مخرج متمكن من أدواته الإخراجية بدرجة علية من الإحترافية ,يتناول المناخ السياسى والإجتماعى فى مصر فى ظرف تأريخى وإجتماعى معين وفق معالجة درامية فى قمة الموضوعية وبعيدة كل البعد عن الإسفاف والأبتزال ,ومن خلال التحرك إبداعيا فى فضاء إحدى التابوهات المحرمة على المقاربة النقدية والتمحيص الأدبى والفنى فى المجتمعات العربية .وجرأة التناول الدرامى تعتبر إحدى المحاسن التى تميزت بها الدراما المصرية على مر العصور من خلال الشجاعة الفنية فى التناول غير المبتزل للتطورات السياسية والإجتماعية والثقافية فى مصر وكشف النقاب عنها بدون مواربة أو خجل .وهذه الميزة المتفردة جعلت من الدراما المصرية هى الاكثر مشاهدة ومتابعة على مستوى العالم العربى ,وفتحت أبواب العالمية لها لناحية الوجود الدورى فى الفعاليات العالمية والمهرجانات الدولية,وهذا التناول الجرئ يتناغم تماما مع وظائف الفعل الفنى فيما يختص بالتنقيب فى دهاليز المسكوت عنه فى المجتمع ,والتوثيق له من خلال تناوله دراميا بدون خجل أو دفن للرؤوس فى رمال الإنكار .
    ولهذا نجد أن علماء النفس سطروا إحتفاء خاص بعلم السايكو دراما كإحدى أدوات العلاج النفسى الفعالة فى علاج الامراض النفسية وراهنوا عليه كمينزم ناجع جدا فى العلاج النفسى .
    ولأن موضوع التفتيش الأخلاقى فى الأعمال الدرامية بدأ يحضر بقوة فى المسرح الفنى فى السودان بعيد إستيلاء الإسلاميين على السلطة فى السودان ,كان بالضرورة الدفع بمقاربة مضادة لمحاولات تحميل الأعمال الفنية حمولات دينية ,وكان بالبضرورة الدفع بتصورات مضادة لتحجيم ثقافة معيرة الفعل الفنى وفق ماهو حلال وحرام.وحتى لايغدو فعل التوقيف والمنع عن البث كفقه جديد وثقافة تخترق المناخ الفنى والذى أصلا يعانى من جائحة الإلتواث الثقافى ويضربه الوهن من كل النواصى والجنبات,وحتى لايتم التعاطى مع المنع والمصادرة فى مابعد كمسلمة لا تقبل الشك والجدل والتساؤل,سنحاول فى هذه المقالة المغتضبة التطرق لموضوع التفتيش الأخلاقى فى الفعل الدرامى,من وجهة نظرنا المتواضعة وفى هذا نحن لاندعى أننا خبراء فى العمل الفنى أو نقاد لهم باع طويل فى هذا الضرب من الضروب النقدية ,ولاندعى أننا جهابزة فى الدين يجوز لنا الإفتاء فى كل شئ بدءا من الصلاة وإنتهاءا بإصدار فتاوى إيقاف الأعمال الدرامية كما فعل من قبل بعض أئمة المساجد فى الخرطوم ودعوا لإيقاف المسلسل موضوع المقالة,وفق معاير وتأويلات تعانى من الخطل ,ولكننا نحلل وندفع بإطروحاتنا تلك كمشاهدين عاديين ليس إلا.
    ونقول فى البداية أن محاكمة الفعل الفنى عموما بمعايير غير فنية فيه الكثير من الإعتساف وعدم الموضوعية هذا من حيث المبدأ.ومن مما يدهش المرء ويصيبه بحالة من الغثيان أن تنقيح مسلسل ريا وسكينة من المشاهد الخادشة للحياء والزوق العام (بحسب رأى عوض جادين )لم يقم أو يرتكز على أسس فنية بقدر ماقام على هواجس وإسقاطات ذاتية لاتنتمى بأى حال من الاحوال لأدوات النقد الفنى المعروفة للأعمال الفنية والدرامية ,وعليه إختزل كل الموضوع فى أن المسلسل به إيحاءات جنسية تخدش حياء المجتمع السودانى وتضرب تماسكه الأخلاقى فى مقتل ,وهذا لعمرى خفة مابعدها خفة فى التعاطى مع الأعمال الدرامية من خلال التقييم الغريزى للعمل الفنى ,هذا غير أن هكذا تقاييم لاتنتمى للأدوات النقدية ,هى أيضا تعتبر فضيحة تأريخية تحسب على الاستاذ\عوض جادين ,ولأن الإرتهان على هكذا معايير توقع الشخص فى معارك تفاوت الزائقة الفنية للفعل الدرامى ,لأن مايراه الاستاذ\عوض جادين خادش للحياء العام وفق معايره المتوجسة تلك قد لا أراه أنا كذلك وقد لايراه غيرى أيضا.إذا وعلى ذلك قد تصعد شبهة أن قرار الاستاذ\عوض جادين به مساحة من تجيير الذاتى على الموضوعى, وهو فوق كل ذلك حسب ما أرى لايعبرإلا عن مخاوف ذاتية له قد يتفق أو يختلف مع البعض فيها ولأن أصلا باب النسبى مفتوح فى هكذا مواضيع .ولكن تصبح الطامة الكبرى أن تسسللت ثقافة التقديرات الذاتية إلى جهاز قومى مثل التلفزيون السودانى والذى أصلا مطبوع فى وعينا الجمعى أنه قد بلغ من الإنحدار مرحلة اللامعالجة.وتسلل زريعة خدش الزوق والحياء العام يمكن أن يفتح الباب على مصرعيه لما لايحمد عقباه فى الميدان الفنى ,وتكون بمثابة التهم الجاهزة لتصفية الحسابات ومحاربة الاعمال الفنية الجرئية ,وهو فى كل الاحيان يعبر عن خلل فى زوايا النظر الجمالية والفنية والتى تتمترس خلف فوبيا النظر للنصف الفارق من الكوب وتجاوز النصف الاخر عن عمد.
    ولو تمهل الاستاذ\عوض جادين وأستدعى التراث قبل أن يفتئ بحذف المشاهد التى تخدش الزوق والحياء العام (طبعا بحسب ظنه)لوجد أن التراث النقدى للعرب قد أسس مجموعة من الركائز النقدية عند قراءة الفعل الفنى والادبى بهدف التمحيص فى جمالياته وهى ركائز لم تفقد صلاحيتها بعد ومن أهمها مايتصل بالدين والاخلاق ومنها ما قاله قدامة بن جعفر (ممايجب توطيده وتقديمه قبل الذى أريد أن اتكلم عنه :أن المعانى كلها معرضة للشاعر *وهنا يمكن ان تسقط هذا على العمل الدرامى*وله أن يتكلم فيما أحب وأثر ,من غير أن يحظر عليه معنى يروم الكلام فيه .وليس فاحشةالمعنى فى نفسه مما يزيل جودة الشعر فيه,كما لايعيب جودة النجار الخشب مثلا ردأته فى ذاته)*.ولو تدبرالاستاذ\عوض جادين ودرس التراث جيدا لوجد أن بن رشيق قد حسم هذا الموضوع قبل قرون من الأن حين دعا لفصل الإبداع عن الأخلاق ,ولكن فى ظنى أن عوض جادين زاهد فى الإطلاع على التراث الإسلامى ,إلا مايتوافق مع مطالبه ويدعم حججه وهذه إنتقائية تحسب عليه فى كل الاحوال .
    ولكن ليس بعيدا عن ذلك دعنا هنا نطرح تساؤل هل المشاهد التى تخدش الزوق والحياء العام وإن وجدت هل جاءت متناغمة مع التسلسل الدرامى أم تراها أقحمت إقحام,الإجابة قطعا أنها ذات وحدة موضوعية مع الفكرة العامة للمسلسل الذى أصلا يسلط الضؤء على فترة من فترات التأريخ الإجتماعى المصرى كانت تعج بهكذا ممارسات.إذا المشاهد جاءت وفق وحدة موضوعية مع الفكرة العامة للمسلسل ومن خلال تسلسل درامى منطقى ينفى عنها تهمةالإقحام والإبتزال .
    ورغم كل ذلك تمنيا لو نظر عوض جادين لما وراء المشاهد الموحية بالجنس على حسب فرضيته.وليته عرف أن مايتم بثه فى ثنايا مسلسل ريا وسكينة من مشاهد تخدش الزوق والحياء العام هى لاتمثل الفكرة المركزية للمسلسل,وإنما هى مشاهد لها دلالات وإيحاءات ما وراء جنسية .وان تلك المشاهد لو إتفقنا مع عوض جادين بأنها خادشة للحياء العام , لا يسعنا إلا أن نقول إنها ليس لم تكن هدفا فى حد ذاتها بقدر ماهى محاول لتوثيق حراك إجتماعى وبمثابة محاولة لتسليط الضؤء على مالات الفقر والبطالة وقلة فرص العمل,وفى هذا قد يكون مسلسل ريا وسكينة رغم تأريخية فضاءه الزمانى والمكانى قد لامس واقع المجتمع السودانى بصورة غير مباشرة.ويكون تحرك فى مساحة كان يجب ان تتحرك وتنشط فيها الدراما السودانية وتنقب فى دهاليزها,لولا المعايرالمرتجفة وثقافة الخطوط الحمراء لدى الممسكين بشأن الفعل الفنى عندياتنا, ونقص الجرأة لدى الناشطين فى هذا فى دوائر حياكة وصنع الفعل الدرامى عندنا,وهذا يفسر إلتفاف المشاهد السودانى حول الدراما المصرية لأنها بإختصار تتناول مواضيع إجتماعية متوهطة وموجودة بكثافة فى مجتمعنا السودانى ,بداءا من الفساد الأخلاقى والمالى والسياسى وتفشى المخدرات فى أوساط الناشئة كتعبير عن الإحباط وإنغلاق دائرة البدائل,مرورا بإتساع دائرة التفسخ الأخلاقى الذى يتمظهر فى كثافة إنتشار ظاهرة إغتصاب القصر والأطفال والمثلية الجنسية وبروز ظاهرة فتيات الأتوستب كمورد دخل مستحدث للبعض من الفتيات ممن ضاغت عليهن سبل الحياة وأستحكمت فى وجوههن البدائل الاخرى.ولو كانت الدراما السودانية تمحص فى هكذا قضايا بجرأة موضوعية لما وصل الامر إلى هذا الدرك.
    إذا مسلسل ريا وسكينة يتمثل واقع ومناخ إجتماعى يمر به المجتمع السودانى فى أخر نسخه,وفى ظنى أن من مصلحة الممسكين بزمام التلفزيون القومى والمتحكرين فى دوائر صنع الفعل الدرامى الإبقاء على كل تفاصيله ومشاهده فى ظل عدم إلمقدرة على إنتاج أعمال درامية تتناول التردى الإجتماعى والأخلاقى الذى ظل يضرب فى جسد المجتمع السودانى,ولأن الإنكار والهروب إلى الأمام يفاقمان الأزمة ويجعلانها تراوح مكانها.
                  

12-06-2007, 11:01 AM

خالد خليل محمد بحر
<aخالد خليل محمد بحر
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 4337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل ريـا وسكينة....عندما يحاكم الفعل الفنى أخلاقيا...؟ (Re: خالد خليل محمد بحر)

    ...هذه محاولة متواضعة لتقديم قراءة نقدية لقرار الاستاذ عوض جادين
    فى تنقيح مسلسل ريا وسكينة ,وفق بعض المعايير المتوجسة .اتمنى أن اكون قد وفقت فى الدفع بما هو موضوعى فى نقدى ذلك...والباب مفتوح عموما للنقاش.................
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de