|
امل هباني: ليس هناك حكومة تتلذذ بمنظر شعبها وهو يعاني ويزداد معاناة مثل حكومة الإنقاذ
|
اشياء صغيرة يا سائقي الهايس والأمجاد.. اتحدوا
امل هباني كُتب في: 2007-11-28
إنها السلطة التي أدمنت اضطهاد الناس وتعذيبهم.. ليس هناك حكومة تتلذذ بمنظر شعبها وهو يعاني ويزداد معاناة مثل حكومة الإنقاذ، وكلما ظن الشعب أن الإنقاذ قد «امتلأت» من «عذابه» خرجت عليهم بقرار «هل من مزيد؟»، وكما قال الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ما معناه إن الاستبداد يورّث من الكبير إلى الصغير؛ ومن القوي إلى الضعيف.. فكل يستبد قدر سلطته ووظيفته حتى يصل الأمر أن يصدر قرار من موظف بمحلية بأن يوقف أو يعرقل رزق آلاف المواطنين الذين يعولون أسراً من وراء هذه «الهايس والأمجاد» التي منعت من الدخول إلى وسط البلد بحجة الازدحام وتنظيم الشوارع، وسائقو الأمجاد والهايس هؤلاء معظمهم يحمل قصة فشل سياسات الدولة في توفير الحياة الكريمة له، من حامل الماجستير إلى حامل البكالريوس إلى المفصول للصالح العام إلى المغترب سنوات طوال إلى الذي ترك المدرسة وتفرّغ للعمل حتى يعول والدته ويعلّم بقية اخوته إلى عشرات القصص المشابهة.. فكيف تسمح الحكومة لنفسها بزيادة معاناتهم بقرار ظالم مجحف لا يستند على أي مبرر قانوني أو دستوري.. من أجل أن تُنظّم الخرطوم وشوارعها؟ مِنْ أجل مَنْ تقام الطرق والكباري والشوارع والمدن؟ من أجل الإنسان.. في المقام الأول، والإنسان هو المواطن فلا يمكن أن تحارب المواطن في رزقه لتنظّم الشوارع.. أيهما أولى أن يعيش أم أن يصبح وسط الخرطوم خالياً من الهايس والأمجاد؟ ولماذا هذه العربات دون سواها؟ إنه نوع من التمييز ضد المواطن، أن يتحمّل سائقو عربات تجارية بعينها فوضى العاصمة ويحرموا من التجوال في شوارعها، كأن يُمنع مواطن بسبب لونه أو عرقه أو وضعه الاقتصادي من المرور بشارع المطار باعتباره واجهة البلد الحضارية.. بحجة المظهر غير الحضاري ليراه الأجانب، ذات العقلية وذات التفكير البعيد كل البعد عن الإنسانية والرحمة وعن حقوق المواطنة. إنني أدعو كل القانونيين لمساندة أصحاب الهايس والأمجاد وتنويرهم بحقوقهم.. وأدعو كل سائقي الأمجاد والهايس أن اتحدوا في وجه هذا الظلم. وأن ينظموا أنفسهم في شكل نقابي بعيداً عن نقابة «ذباح الضحية» الحكومية التي هي السبب في ضياع حقوق كثير من الفئات والشرائح المهنية.. وما لا يؤخذ بالحسنى يؤخذ بالقانون.. * تنبيه واعتذار: في العمود السابق سقط اسم الأستاذ محجوب عروة سهواً.. فعذراً له وللقراء الكرام لأن العمود كان مناصرة للأستاذين عروة ونور الدين مدني.
http://alsahafa.info/index.php?type=6&issue_id=1272&col_id=27
|
|
|
|
|
|