|
دوام الحال من المحال
|
بعض الوقوف في محلاتهم التجارية • شنو الاصوات و النجدات و البصات الملاينة ناس المعلقين في ابواببها و الركبين في سطحها دي ديل جايبنهم من الاقاليم. • لي شنو ؟؟؟؟ ناس الحكومة عاملين الاجتماع العام للحزب في دارهم جنب المطار.. ... انتهى ...
قل انشغال الناس في السودان بالساسة و السياسة ففي الثمانيات و التسعينيات كانت مواضيع كل المجالس و كل الأوساط سياسية و الآن رغم القضايا الساخنة (قضية دارفور و مشاركة الحركة . انشقاقات المؤتمر (الجبهة) و انشطارات حزب الأمة و تمرد وعودة جبهة الشرق ) أصبحت أحاديث الناس و مواضيع نقاشهم تتوزع بين الأمور الاجتماعية و الرياضية و التجارية رغم انه الان قلت الاعتقالات الأمنية و انتهى عهد بيوت الأشباح و فتحت الأحزاب دورها و سعت لاستقطاب أعضاء و كثرت و تعددت ألوان الصحف و أصبحت أضواء الإعلام مسلطة على كل شي في نقل مباشر و مفصل لكل حدث أو حديث بكامل التفاصيل و من كل الزوايا و تواصل الجميع عبر أسير يغطي الكرة الأرضية.
كان الناس مهووسون بالساسة و السياسة تجد ابسط الناس يتحدث فيها و يذهب بعض البسطاء لأبعد من السياسة والساسة المحلين ليسرد ويحلل مجريات سياسية و إحداث عالمية . تغير هذا المشهد كليا حتى في أوساط شباب الجامعات و المثقفين لم تعد القضايا السياسية تأخذ ذاك القدر و تلك المساحة من الوقت و حتى فكرة الانتماء السياسي لحزب أو أيدلوجيا أصبح الكثيرين غير معنيين بها فإذا تحدثت إلى 100 من أي شريحة لا يتعدى المنتمى لحزب أو لفكر سياسي معين الخمسة في المائة
كنا كمثال و بيننا زملاء من اليمن و إثيوبيا و كينيا و السعودية و مصر و الأردن في بداية التسعينيات كنا أكثرهم انشغال و تحدث في السياسة و نتوهم إننا أكثر منهم جميعا و عياَ و ريادة و نصلح لأن نكون قادتهم و الأعلون فوقهم جميعا كانوا يقولون لنا أن سبب بلانا و فقر بلادنا و كثرة احتراباتها الداخلية و صراعاتها السياسية رغم وفرة ثرواتها الكامنة و أنهارها الجارية و غاباتها السامقة كثرة تنظيرنا و جعجعتنا التي بلا طحين. وقد كانت بلاد هولا فعلا تنعم بالاستقرار و الأمن و بعضها الرفاه بخلافنا كنا نقول لهم بأننا شعب معلم ما هو هوين سهل قياديو و ان للحياة غايات أخرى غير اللقمة السائقة و الفرش الو سير و الطلح النضيد و السيارة الفارهة لها أي الحياة غايات أخرى نسعى و نحترب من أجلها نحن هاماتنا عالية لن يتوارثنا ملوك و لا رؤوسا أو يكبتنا عسكر و لكن تمضي الأيام و نحن تحت حكم العسكر وقهر السلطان و يظل خنوعنا للسلطان الأكبر سلطان الفقر و إذلاله و يخف و زننا بين شعوب و الأمم فقد ذهبت ريحنا في خضم صراعاتنا و تعدد ولائتنا (أجمع عدد من الأحزاب و اقسمهم على نفس العدد و الناتج و احد فما الفرق بين فكر الأمة و الاتحادي و الجبهة خلاف الأشخاص ) و لكننا نصر على الاختلاف فنحن نلتف حول أشخاص و ليس أفكار أو برامج و هم كذلك يتوارثوننا و يبنوا مجدهم و فخاماتهم و سيادتهم ومقاماتهم السامية على حسابنا وكذلك تعمر بيوتهم و تنتفخ أوداجهم و تتضاعف أرصدتهم و نقبع نحن او نهدر في مسيراتنا حفاة عراة خلفهم نحملهم على أكتافنا و نجلسهم في وعروشنا و تشرخ حلوقنا تهليلا و تبجيلا لهم ليمرحوا و يسرحوا في في الظل الو ريف و القصر المنيف و يتناصروا و يتصاهروا و يتشاكسوا أحيانا في ما بينهم .
ولكن يبدوا أن الأمر الآن قد تبدل أصبح شاغل وحديث المزارع و العامل الموظف و المهندس و الطبيب عمله تستغرقه همومه يحدثك عن ما لاقاه من جهد في العمل و انه لا يجد زمنا للتواصل مع الاهل لكثرة الشواغل وذهاب وقته بين واجبات البيت و أهله و العمل و جهده يسعى الجميع للعمل بكل طاقته محاولا تحسين و ضعه المادي ليجد شي من الرفاه(أثاث سيارة بالأقساط ) نعم اصبح ذلك متاحا الان وأصبح هناك زخم تجاري و مناخ تنموي و وفد للسودان أجانب من كل دول العالم سواء كان للتجارة و الاستثمار او ضمن المنظمات و الأمم المتحدة اصبح ممكناً لمن يثابر و يجتهد فرصة ان يحسن أوضاعه المادية و يرتقي بها دون الحاجة لاغتراب مثل السابق ... فهل كان انصرافنا عن ما ينفعنا لما لا ينفعا هو سبب ضمور أجسادنا و نحول قاماتنا و بروز عظامنا و بهتان طلتنا و سماجة حديثنا
و هل أصبحنا منقادين بلها همنا و همومنا الدنيا و متاعها كما كنا ننظر سابقا لغيرنا أم الأفضل لنا أن نعود للنضال و الاحتفاء بالقادة و اختلاق قضايا للنضال وصنع وتلميع زعما و من ثم اتباع تعبئتهم و الاستماع لخطبهم و الانجرار لدعواتهم للمرابطة و الجهاد و المناكفة و الشجب و التأيد و الرفض و القبول و انتزاع الحقوق . (من وحي مشاهدات فيدو في التسعينات و آخر حديث اختلفت الصورة كثيرا )
|
|
|
|
|
|