مقال عن الموقع في جريدة الصحافة .. علي الجميع الاطلاع عليه :

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 02:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2007, 06:03 PM

baha eassa
<abaha eassa
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 6578

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال عن الموقع في جريدة الصحافة .. علي الجميع الاطلاع عليه :

    Quote: نظرتنا للعالم الذي كنا نزاول فيه حياتنا، أصبحت لا تسعف في قراءة الأشياء، وقد يقول قائل إن الحال قد تبدّل وإن مسوغات هذه النظرة ما عادت تفيد بالضرورة، فتأثير موقع «سودانيز اونلاين» ومواقع أخرى يبقى شاهداً جديداً لهذا التبدّل في الزمان والمكان، وعليه لا يمكن بتر حقيقة هذه المواقع الاليكترونية من سياق تطوّر الاتصال في الدنيا حتى نقوم بمحاكمتها من خلال معايير متخلّفة وأحكام قيمية ليس من السهل إثبات منطق حيثياتها. ليست هناك حكومة في هذا العالم تناقش موضوع مخاصمة منبر إعلامي يتيح لها توصيل فكرتها، فعمل الحكومات الرشيدة وحتى السيئة يفترض أن يبدع في استقطاب مثل هذه المنابر وليس اغلاق الباب أمامها. وإذا كان الحكام الرشد في أمرهم يغنون أنفسهم بعملهم الخلاّق دون حاجة لاستقطاب ما ليس لهم فكيف لحكام الشمولية أن يعجزوا حتى في «الابداع السياسي الشمولي» لتستقطب ما ليس لها وتجيّره لصالحها، هذا إن كان للشموليات إبداع موفور. إن البرلمانات، في حالة إقناعنا أنها الجهة التشريعية حقاً في الدولة، تسعى دائماً لتأكيد حق الشعب في تملّك المعلومة والتداول حولها وهذا واجب ضمن واجبات كثيرة يطلع بها التشريعيون لإعانة الذين انتخبوهم والذين لم... فكيف يجوز أن ينتهي البرلمان إلى رقيب على ما يكتبه أحدهم في استراليا أو النرويج، وكيف له أن يجد متسعاً في جدول أعماله لمناقشة أمر «سودانيزاونلاين» وهي غير المسجلة داخل السودان ولا تحكمها قوانين النشر الاليكتروني السوداني، إن وجدت.. بينما بالإمكان التقني أن يقرأ أي فرد ما ينشر في الموقع حتى إذا تم حجبه رسمياً والحال هكذا أوليس من الأفضل للبرلمان أن ينتبّه لقضايا الحريات العامة ويخصص لها من الجلسات ما يساعد في ترقية الأداء الحزبي والصحفي والثقافي، وبالتالي تتطوّر البلد طرداً إذا ما خرج المشرعون بما ينص على حق التظاهر ضد ظلم الجهاز التنفيذي مثلاً؟ «سودانيزاونلاين» -والتي دخلت البرلمان لا لتحاكمه وإنما ليحاكمها-بادرة أولية لثورة الإتصال والمعلومات والتي قلنا من قبل إنها سوف تزيل الحواجز المجتمعية وستكون خصماً على ذلك العالم القديم الذي ستقلق حراسه وتهدم أركانهم، فالانترنت الذي تمدد عالمياً وصار مثل السوس الذي ينخر في جسد الشموليات إنما أعطى الناس مجالاً للإعلام الحر، حيث فيه الكلمة والصورة وسرعة الانتشار تفعل فعلها ولا منجاة لنا منه إلا بالعمل الصالح، ولكن المجال يتضاءل لتحقق الصالح في واقع يتمترس خلف الأسرار التي يريد الشعب أن يعرفها ويشكّل موقفه حيالها. في هذه الصحيفة شرح الزميل فيصل محمد صالح وأوفى حول موقع «سودانيز اونلاين» والذي صار بكل تبويباته مصدراً للأخبار العامة والخاصة والمعلومة المؤرشفة والحوار الهادئ والصاخب بين مكونات المجتمع السوداني، الحوار الذي به من الحرية ما يجعل البعض يشتط ولكن هذا «الاشتطاط» يجد المراجعة من قبل الأعضاء الكاتبين وحتى إن لم يجد فإن السؤال هو من الذي يملك الحق في أن يكمم أفواه الناس ويلزمهم بشيء من عنده؟ ومن الذي يملك «صكا ً إلهياً»، حتى يحدد للذين يعيشون -على الأقل-خارج السودان طرق تفكيرهم وقناعتهم بالمعتقدات التي يؤمنون أو لا يؤمنون بها؟ وربما كان أمر الرقابة على المكتوب والملفوظ والمرسوم معقولاً إذا كان المنبر يتبع لمجلس الصحافة والمطبوعات الذي يحدد أو يعاقب مثالب النشر الصحفي والثقافي داخل السودان، ولكن في فضاء الانترنت الذي جاء من السماء خصماً على الدولة الاستبدادية أينما كانت لا يمكننا أن نحدد إطاراً معرفياً لما يجب أن يكتب فيه أو داخله، كما أنه لا يمكننا البتة أن نمنع هذا الموقع من قراء النت في السودان.. وإذا فعلنا ذلك نكون قد أعدنا الخطأ السابق بمنع «الدشوش الفضائية» في بداية التسعينيات، وفيما بعد وجدنا أنه لما «إنبهلت» المسألة عمل قسم من مجتمعنا لتقنينها واستثمارها مادياً وبالتالي صارت بعض برامج القنوات اللبنانية التي كانت تتعرّض لهجوم أئمة المساجد أمراً «حلالا ولا جناح عليه»، ما دام أن هناك جهات نافذة تقف وراء هذا الاستثمار الوردي. إن الذين هاجموا الموقع إنما نظروا لجانب من الصورة دون الباقي منها وكانت الأمانة تقتضي أن يضعوا الموقع في الميزان وإذا احترز هؤلاء الناقدون عدلاً قبلاً لتوصلوا إلى حقيقة أن المنبر العام يضم كل ألوان الطيف السياسي والثقافي والاجتماعي وأن لا حجر على الرأي على لون دون آخر، فالمنبر بغير ذلك يضم كل أعراق السودان ويمثل كل الأجيال وربما من هذه الزاوية وجدناه أصدق في التعبير عن هذا النسيج بكل ما فيه من احباطات وأحلام وضغائن وأمان وتطلعات سواء نحو نقد وبناء وطن معافى أو إظهار القدرة على الكتابة والحجة وطلب الصيت من قبل عضويته، وهذه أهداف مشروعة ما دام أنها تتم عبر الاجتهاد الذي لا حجر عليه، فكلما كثر عطاؤك الطموح وتجود كان نصيبك من الصيت والتقدير. فالذين يكتبون في المنبر يعبّرون عن الهم الإنساني والإقليمي والمحلي، فهناك كتّاب تجاوزوا النظر إلى المسائل التي تخص السودان وراحوا يبحثون عن المعرفة التي لا سقف لها، نعم إن المعرفة لا سقف لها ألهم إلا إذا ربطناها بقناعاتنا المعتقدية في هذا الزمن الذي ألغى الحواجز وأنهى بعض صنوف الرقابة على المكتوب. إن بعض كتّاب المنبر راح يبحث عن هموم دنيوية مشتركة مع هذا العالم العريض وبالتالي حاول عمل مقاربات -منهجها في داخلها- مع القضايا التي يعايشها الأهل في الوطن، وحتى موضوع المثلية الجنسية-والذي لسنا نحن بمستوى ذلك المجتمع الفاضل حتى ننكر وجوده أو نؤكد إعترافنا بحقوق أصحابها- جاء وفق هذا المدخل وقضية الحوار لم تكن تأييد أو شيوع أو كبت مفاهيم هذه «المثلية» وإنما كان هدف الذين عالجوا هذا الأمر هو محاولة اختبار مؤسساتنا السياسية العلمانية وتلمّس مدى قدرتها على الإلتزام بشروط الحداثة السياسية الغربية، إذ هناك يغدو الإهتمام بمشاكل المثلية أمراً هو من صلب الجدل الديمقراطي الذي يرهق المنظرين. ولا أتخيّل أن الذين طرحوا هذا الموضوع كان همهم هو الدعوة للإباحية الجنسية أو نشر ثقافتها بالقدر الذي يجعل مجتمعنا مطابقاً في نظرته لهؤلاء المثليين.. إنما أرادوا من خلال تماسهم أو تأثرهم أو تثاقفهم مع المجتمعات الغربية أن يثيروا الأمر في نطاقه المعرفي وإن اختلف منهج طرحهم ومضمونهم مع هؤلاء الذين يريدون أن يأتي الطرح أكثر علمية.. أو غيرها من التخريجات الأكاديمية التي تقدح في شكل الجدل أكثر من موضوعه.


    بعنوان -معركة في غير معترك- مع سودانيز اونلاين كتب الاستاذ صلاح شعيب
    في صحيفة الصحافة الصادرة اليوم التحليل السابق الذي كان اكثر عقلانيا
    مما ذهب اليه الهندي ومن تبعه حيث مارسوا الارهاب ضد الموقع وهددوا
    بالويل وبالمصادرة جهلا منهم .. فليقراوا هذا المقال الذي كتب بالعقل
    لا بالقوة ..
                  

11-22-2007, 06:31 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عن الموقع في جريدة الصحافة .. علي الجميع الاطلاع عليه : (Re: baha eassa)

    هو من الأقلام الشابه التي أحترم وعيها وجهدها ..
    شكرا له ولك .
                  

11-22-2007, 06:40 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عن الموقع في جريدة الصحافة .. علي الجميع الاطلاع عليه : (Re: محمد على طه الملك)

    الزملاء

    بهاء عيسى

    محمد علي طه الملك

    شكرا جزيلا على الكلمات المشجعة وتضامنكم غير المحدود مع سودانيزاونلاين في محنتها
    الحالية

    وهذا هو المقال كاملا

    صلاح شعيب

    معركة في غير مهترك مع سودانيزاونلاين

    نظرتنا للعالم الذي كنا نزاول فيه حياتنا، أصبحت لا تسعف في قراءة الأشياء، وقد يقول قائل إن الحال قد تبدّل وإن مسوغات هذه النظرة ما عادت تفيد بالضرورة، فتأثير موقع «سودانيز اونلاين» ومواقع أخرى يبقى شاهداً جديداً لهذا التبدّل في الزمان والمكان، وعليه لا يمكن بتر حقيقة هذه المواقع الاليكترونية من سياق تطوّر الاتصال في الدنيا حتى نقوم بمحاكمتها من خلال معايير متخلّفة وأحكام قيمية ليس من السهل إثبات منطق حيثياتها. ليست هناك حكومة في هذا العالم تناقش موضوع مخاصمة منبر إعلامي يتيح لها توصيل فكرتها، فعمل الحكومات الرشيدة وحتى السيئة يفترض أن يبدع في استقطاب مثل هذه المنابر وليس اغلاق الباب أمامها.
    وإذا كان الحكام الرشد في أمرهم يغنون أنفسهم بعملهم الخلاّق دون حاجة لاستقطاب ما ليس لهم فكيف لحكام الشمولية أن يعجزوا حتى في «الابداع السياسي الشمولي» لتستقطب ما ليس لها وتجيّره لصالحها، هذا إن كان للشموليات إبداع موفور. إن البرلمانات، في حالة إقناعنا أنها الجهة التشريعية حقاً في الدولة، تسعى دائماً لتأكيد حق الشعب في تملّك المعلومة والتداول حولها وهذا واجب ضمن واجبات كثيرة يطلع بها التشريعيون لإعانة الذين انتخبوهم والذين لم... فكيف يجوز أن ينتهي البرلمان إلى رقيب على ما يكتبه أحدهم في استراليا أو النرويج، وكيف له أن يجد متسعاً في جدول أعماله لمناقشة أمر «سودانيزاونلاين» وهي غير المسجلة داخل السودان ولا تحكمها قوانين النشر الاليكتروني السوداني، إن وجدت.. بينما بالإمكان التقني أن يقرأ أي فرد ما ينشر في الموقع حتى إذا تم حجبه رسمياً والحال هكذا أوليس من الأفضل للبرلمان أن ينتبّه لقضايا الحريات العامة ويخصص لها من الجلسات ما يساعد في ترقية الأداء الحزبي والصحفي والثقافي، وبالتالي تتطوّر البلد طرداً إذا ما خرج المشرعون بما ينص على حق التظاهر ضد ظلم الجهاز التنفيذي مثلاً؟
    «سودانيزاونلاين» -والتي دخلت البرلمان لا لتحاكمه وإنما ليحاكمها-بادرة أولية لثورة الإتصال والمعلومات والتي قلنا من قبل إنها سوف تزيل الحواجز المجتمعية وستكون خصماً على ذلك العالم القديم الذي ستقلق حراسه وتهدم أركانهم، فالانترنت الذي تمدد عالمياً وصار مثل السوس الذي ينخر في جسد الشموليات إنما أعطى الناس مجالاً للإعلام الحر، حيث فيه الكلمة والصورة وسرعة الانتشار تفعل فعلها ولا منجاة لنا منه إلا بالعمل الصالح، ولكن المجال يتضاءل لتحقق الصالح في واقع يتمترس خلف الأسرار التي يريد الشعب أن يعرفها ويشكّل موقفه حيالها.
    في هذه الصحيفة شرح الزميل فيصل محمد صالح وأوفى حول موقع «سودانيز اونلاين» والذي صار بكل تبويباته مصدراً للأخبار العامة والخاصة والمعلومة المؤرشفة والحوار الهادئ والصاخب بين مكونات المجتمع السوداني، الحوار الذي به من الحرية ما يجعل البعض يشتط ولكن هذا «الاشتطاط» يجد المراجعة من قبل الأعضاء الكاتبين وحتى إن لم يجد فإن السؤال هو من الذي يملك الحق في أن يكمم أفواه الناس ويلزمهم بشيء من عنده؟ ومن الذي يملك «صكا ً إلهياً»، حتى يحدد للذين يعيشون -على الأقل-خارج السودان طرق تفكيرهم وقناعتهم بالمعتقدات التي يؤمنون أو لا يؤمنون بها؟ وربما كان أمر الرقابة على المكتوب والملفوظ والمرسوم معقولاً إذا كان المنبر يتبع لمجلس الصحافة والمطبوعات الذي يحدد أو يعاقب مثالب النشر الصحفي والثقافي داخل السودان، ولكن في فضاء الانترنت الذي جاء من السماء خصماً على الدولة الاستبدادية أينما كانت لا يمكننا أن نحدد إطاراً معرفياً لما يجب أن يكتب فيه أو داخله، كما أنه لا يمكننا البتة أن نمنع هذا الموقع من قراء النت في السودان.. وإذا فعلنا ذلك نكون قد أعدنا الخطأ السابق بمنع «الدشوش الفضائية» في بداية التسعينيات، وفيما بعد وجدنا أنه لما «إنبهلت» المسألة عمل قسم من مجتمعنا لتقنينها واستثمارها مادياً وبالتالي صارت بعض برامج القنوات اللبنانية التي كانت تتعرّض لهجوم أئمة المساجد أمراً «حلالا ولا جناح عليه»، ما دام أن هناك جهات نافذة تقف وراء هذا الاستثمار الوردي.
    إن الذين هاجموا الموقع إنما نظروا لجانب من الصورة دون الباقي منها وكانت الأمانة تقتضي أن يضعوا الموقع في الميزان وإذا احترز هؤلاء الناقدون عدلاً قبلاً لتوصلوا إلى حقيقة أن المنبر العام يضم كل ألوان الطيف السياسي والثقافي والاجتماعي وأن لا حجر على الرأي على لون دون آخر، فالمنبر بغير ذلك يضم كل أعراق السودان ويمثل كل الأجيال وربما من هذه الزاوية وجدناه أصدق في التعبير عن هذا النسيج بكل ما فيه من احباطات وأحلام وضغائن وأمان وتطلعات سواء نحو نقد وبناء وطن معافى أو إظهار القدرة على الكتابة والحجة وطلب الصيت من قبل عضويته، وهذه أهداف مشروعة ما دام أنها تتم عبر الاجتهاد الذي لا حجر عليه، فكلما كثر عطاؤك الطموح وتجود كان نصيبك من الصيت والتقدير.
    فالذين يكتبون في المنبر يعبّرون عن الهم الإنساني والإقليمي والمحلي، فهناك كتّاب تجاوزوا النظر إلى المسائل التي تخص السودان وراحوا يبحثون عن المعرفة التي لا سقف لها، نعم إن المعرفة لا سقف لها ألهم إلا إذا ربطناها بقناعاتنا المعتقدية في هذا الزمن الذي ألغى الحواجز وأنهى بعض صنوف الرقابة على المكتوب. إن بعض كتّاب المنبر راح يبحث عن هموم دنيوية مشتركة مع هذا العالم العريض وبالتالي حاول عمل مقاربات -منهجها في داخلها- مع القضايا التي يعايشها الأهل في الوطن، وحتى موضوع المثلية الجنسية-والذي لسنا نحن بمستوى ذلك المجتمع الفاضل حتى ننكر وجوده أو نؤكد إعترافنا بحقوق أصحابها- جاء وفق هذا المدخل وقضية الحوار لم تكن تأييد أو شيوع أو كبت مفاهيم هذه «المثلية» وإنما كان هدف الذين عالجوا هذا الأمر هو محاولة اختبار مؤسساتنا السياسية العلمانية وتلمّس مدى قدرتها على الإلتزام بشروط الحداثة السياسية الغربية، إذ هناك يغدو الإهتمام بمشاكل المثلية أمراً هو من صلب الجدل الديمقراطي الذي يرهق المنظرين. ولا أتخيّل أن الذين طرحوا هذا الموضوع كان همهم هو الدعوة للإباحية الجنسية أو نشر ثقافتها بالقدر الذي يجعل مجتمعنا مطابقاً في نظرته لهؤلاء المثليين.. إنما أرادوا من خلال تماسهم أو تأثرهم أو تثاقفهم مع المجتمعات الغربية أن يثيروا الأمر في نطاقه المعرفي وإن اختلف منهج طرحهم ومضمونهم مع هؤلاء الذين يريدون أن يأتي الطرح أكثر علمية.. أو غيرها من التخريجات الأكاديمية التي تقدح في شكل الجدل أكثر من موضوعه.
    إن الذين يثيرون مسائل المثلية الجنسية والالحاد أو حتى الكفران بعروبة السودان والدعوة للافريقية يجدون من يحاورهم ويختلف ويتفق معهم وعبر كل هذا الحوار تنطرح المعلومة تلو المعلومة ويحاول كل طرف حشد مداخلاته بالاسانيد المعرفية ثم ينتهي الحوار ليبدأ حول جدل جديد قد يرتبط بهذه المسائل أو قد تنفتح مسارب أخرى للحوار. الشئ الأهم تأكيده هو ان ما من أمر اثير عن هذه الحكومة ورموزها إلا ووجدنا الذين ينتمون إليها أو يتعاطفون معها يحاولون الرد والدفاع بل واحيانا رأينا أنصار الحكومة هم الذين يبدأون إفتتاح الهجوم على رموز الاحزاب الاخرى أو الحركات المسلحة أو الحركة الشعبية.
    بهذا التصور وجدنا أن "المنبر العام" والذي هو مثل سوق عكاظ حيث كل الذين أعطاهم الاستاذ بكري أبو بكر صاحب المنبر اشتراكا من دون تمييز يأتى لعرض نشيده ـ مؤيدا للحكومة من خلال عرض إنجازاتها كما يرى أو ليكيلوا الصاع صاعين نحو الذين يعايرونها بالسوء والفساد والظلم ..إلخ الاتهامات، وهناك من يأتي لتبيان مساوئ الحكومة أو لمنافحة الذين يدافعون عنها أما الذين يحرصون على الدفاع عن الدين الاسلامي ونبيه الكريم فقد أتقنوا عملهم.
    إن هذا المنبر والذي لم يكن لنا به سابق عهد قد أعطى إنطباعا بأن شعبنا لم يتعرض لإختبار مران ديمقراطي حقيقي على الهواء الطلق، والقيمة الاساسية التي نخرج بها من هذا الحوار المكتوب ليس هو فقط أهمية ما يثار فيه او النتائج التي يتوصل إاليها المتحاورون وإنما قدرتنا على الصبر الدؤوب فيما يطرحه هذا الحوار من عدم قبول أو تعود أذهاننا لما ينتجه، كما أنه يعزز قدراتنا في التواصل مع الآخر بالشكل الذي يرينا وجهات نظره وبالشكل الذي يفهم ان هناك دائما وجهات نظر غير مرئية، وهو الحوار نفسه الذي به يمكن به التعرف على أصوات الذين لم يكن لهم صوتا وخصوصا الجيل الحالي الذي ظل متلق لمعارف الذين سبقوه دون أن يجدوا المجال للاعتراف به ناهيك عن تبين بعض الحكمة عنده.
    وتجدني شخصيا إستفدت كثيرا من الآراء التي تتناول ما كتبت كما أن تجربتي وسط هؤلاء الكتاب أبانت لي إهمية التواصل معهم وفهم الطريقة التي بها ينظرون للاشياء ومع ذلك بينهم من أضاف لي الكثير من الوعي الذي لم أكن أعلمه ولا زلت أرى ضرورة أن يتنزل من يستأنسون في أنفسهم القدرة على الكتابة الجيدة والتفكير العميق من عليائهم وينضموا إلى المنبر حتى يطوروا الاداء فيه بدلا عن الترفع عنه بدعوى "سوقية" ما يطرحه الاعضاء. والسؤال هو لماذا لا تعمل الطبقة المستنيرة نحو إهتبال الفرصة لعرض أفكارها وتثقيف عامة الناس إذا كان هناك جهلا مطبقا يلم بهم..؟ ثم لمن يكتب هؤلاء المستنيرين ومن الذين يستهدفونهم إذا تقاعسوا دون التواصل مع هذه العضوية الصانعة للرأي العام والتي قاربت الاربعة ألف عضو ويتوزعون حول العالم وإستطاعوا أن يخلقوا منبرا فيه الكثير من صنوف المعرفة والتضامن الاجتماعي في الافراح والمآتم والملمات، فضلا عن ربط قاعدته وقراءه مع بعض وبالقضايا التي تهم الاهل في الداخل.
    ولعل هذا التأسيس للحوار الديمقراطي المرتبط بالعمل العام والذي أتت به "سودانيزاونلاين" يحتاج إلى وقت حتى ينضج ويثمر وكثيرا ما أرى أن توفر إمكانية للحوار يغيب البدائل الاخرى له ولو احتضنت بيئتنا السودانية من قبل هذا الحوار بكل ايجابياته وسلبياته لاستطعنا معالجة الكثير من الجراحات التي سببها غياب الحوار، وهو غياب يوجه التساؤل حوله إلى سدنة الحكومة نفسها الذين يحتجون على ما هو مطروح في منبر "سودانيزاونلاين" الذي اسسه فردا واحدا ولكنهم يعجزون عن احتمال الآخر في المنابر الرسمية والتي من بينها وسائل الاعلام، والسؤال هنا ما الذي بذله المتباكون على خدش "الإله" أو ذواتهم حتى يوجدوا تلك البيئة الخصبة للحوار؟.
    ثم ألا يعني تحريضهم للبرلمان بإغلاق المنبر حلقة من مسلسل وأد الرأي الآخر بدلا عن محاججتهم برأي داخلها أو توفير الجهد لخلق منبر آخر يعنى بتفنيد ما يجيء عبر كتابات هؤلاء الكتاب الاحرار والذين هم في خاتم المطاف فاقد وطني عانوا الامرين ليس من هذه الحكومة فقط والتي سدت امامهم ابواب الرأي الآخر وإنما من تراث الحكومة المركزية الذي قام على التنميط والتجهيل والتدجين.
    إن ثورة الانترنت هي هدية هذا القرن للجوعى والمحرومين والمظلومين الذين لا يجأرون بالشكوى إلا من خلالها وهي الثورة الوحيدة في الدنيا التي تخلق للمرء صوتا في زمن تواطؤ الاعلام الرسمي ضد الشعب وما هذا الذي تطرحه سودانيزاولاين حول كشف عجز الشمولية ليس سوى القليل الذي سيأتي عبر الاثير ولنا أن نتخيل إفرازات الانترنت بعد عقد من الزمان. سوف تتمزق كل الانسجة التي ضفرها الاعلام الشمولي وستكون الحكومات عارية أمام الناس وأن كل سدنتها سوف يتازلون عن أساليب التغبيش بالنسبة للوعي. هذا هو العالم الجديد الذي لا يزال بعض الناس لا يفهمه وبالتالي يحاولون محاربة الانترنت بسلاح "العشر"..ربما!!

    نقلا عن الصحافة

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 11-22-2007, 06:42 PM)

                  

11-22-2007, 07:04 PM

baha eassa
<abaha eassa
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 6578

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عن الموقع في جريدة الصحافة .. علي الجميع الاطلاع عليه : (Re: صلاح شعيب)

    الاستاذ الكبير : صلاح شعيب

    تحية طيبة :

    الموضوع شيق ومنطقي ولاغبار عليه .. وقد قمت بالكتابة لبعض كتاب
    الاعمدة لابداء رايهم امام هذه الهجمة الغير مبررة .. ولما كان الامر
    يمس الاعلام الحر فانهم معنيين بالامر وسكوتهم يعني انهم مع الهجمة
    فالدعوة للصحفيين ان يكونوا معنا او مع الارهاب-الهجمة - ودمتم

    بهاء الدين//
                  

11-22-2007, 06:41 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عن الموقع في جريدة الصحافة .. علي الجميع الاطلاع عليه : (Re: محمد على طه الملك)

    مقال كافى وشافى , وفى منتهى الروعه ,

    كما عهدنا فى كتابات الأستاذ صلاح شعيب .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de