جماع مردس ...عن المهدي وحسنين يكتب...!

Quote: مبارك المهدي وعلي محمود حسنين ورفاقهم .. المجدُ لكم بقلم : جماع مردس غدا يدخل السيد مبارك الفاضل المهدي والأستاذ علي محمود حسنين اسبوعهما الثاني وهما مضربان عن الطعام احتحاجا علي الإنتهاك المتواصل لحقوقهما القانونية والدستورية وللحبس التعسفي الذي امتد لأربعة اشهر... ونحن اذ نعتز بصمودهم وتضحياتهم .. نقول ... للصامتين .. لماذا ؟؟؟ لماذا هذا الصمت العار ؟؟ ... قيادة الأنصار صامته وكذلك منبر الجمعة !!!.. وقيادة الختمية والإتحادي صامته !! .. وقيادة التجمع في الداخل والخارج صامته !!.. ومنظمات المجتمع المدني صامته!.. ولجنة جمع الصف الوطني صامته ... هذا الصمت عار وسباق نحو الكارثة.. وهذا الصمت خزلان وجبن وفضيحه تكاد تلامس التواطؤ.. وهذا الصمت يجعل الكل في نظرنا متآمر علي هؤلاء الشرفاء وفق القاعدة الشرعية السكوت في معرض الحاجة لبيان رضا .. من صمتكم يغزل الجلاد سياطه .. ومن غفلتكم وخوفكم وتنازلكم عن حقوق الغير وتساهلكم فيها .. سيقوي الجلاد ... وغدا سيملأ السجون بالشرفاء والأحرار والمناضلين و(الصامتين) ... وكل من يعترض او يرفض المشاركة في النظام ، ستفبرك ، له تهمه ويختطف من بيته في نصف الليل .... وحينها سيأكلكم الندم .. الندم لأنكم لم تسجلوا موقفا واضحا وقويا في الوقت المناسب .. موقف ليس لإخراج هؤلاء الشرفاء من السجن.. ولكن لكي لا يكون الإعتقال والسجن خارج القانون والدستور... قضية المعتقلين السياسيين في سجن كوبر ، السيد مبارك الفاضل المهدي والأستاذ/علي محمود حسنين والأستاذ عبد الجليل الباشا واللواء محمد علي حامد رئيس لجنة العسكريين المحالين للمعاش وزملاءه المفصولين من الجيش السوداني.. تعكس حجم الوهم الذي يجتاح التفكير الإنقاذي ... الإنقاذ ملأت الدنيا ضجيجا وشغلت الناس في منتصف يوليو الماضي .. قائلة علي لسان نائب جهاز المخابرات في مؤتمر صحافي حول ما وصفها بمعلومات امنية عن اتصالات هذه القيادات المتهمه بدولة عربية وصلتنا منها اشارة تفيد بأن المعتقلين خططوا لعمليات تخريبية وبأنها رفضت دعمهم ونصحتهم بعدم القيام بمثل هذا العمل التخريبي .. لكن المعلومات المؤكدة حسب المسؤول الأمني اتصالاتهم بدوله عظمي كانت ايجابية وان الدوله العظمي وافقت علي دعمها لأي عمل يحدث في الخرطوم ( قالت الصحف ان الدوله العربية هي ليبيا والعظمي هي امريكا ) .. وأن هنالك أسلحة قبضت معهم.. مع سيناريو (وهمي) متكامل ولكنه هش البناء عبر عن سهولة تحوير نصوص الدستور الانتقالي من حرية تعبير إلى تعبير عن الحقد ... الحقد يعمي صاحبه ويفضح ذلك الحقد هشاشة الحيثيات التي صاغها والتي لم تصمد ولو(ليوم واحد) ، إذ أطل علينا وزير الداخلية الدكتور بشير طه قائلا (بأننا لم نمسك أي أسلحة) (17/7/2007م ) ... ثم تتالت التصريحات الرسمية نافية وجود أسلحة ... والمثير للدهشة انها اصدرت بيانا تعلق فيه تنصلها من اتهام الولايات المتحدة بأنها مشتركة او مؤيدة للمؤامرة المزعومة وذلك في اعقاب بيان صدر من القنصلية الأمريكية في الخرطوم يرفض ربطهم بالمحاولة والتي وصفها البيان بأنها مفبركة ولصرف الإنتباه عن التحديات الحقيقية ..... وأحدث التصريحات ما قاله وزير العدل (5/11/2007م).والذي قال أنه لم توجه اي تهمة للمعتقلين ... وهذا يناقض قرار المحكمة ... والتي رفضت دفاع المحامين بحجة أن المعتقلين المختطفين (وجهت لهم تهم ) وأنهم ينتظرون المحاكمة!! مثل أي نظام شمولي تتصرف الإنقاذ كالثور في مستودع الخزف... رغم نصوص دستورها ورغم البينات الظرفية.. لأن البقاء في السلطة غاية تتجاوز عندها أي نص وتعلو أي وثائق أو مصالح وطنية أو أخلاقية .. ولأن زوال السلطة يعني (لآهاي) ،. حجة نظام الإنقاذ الكبرى التي بنت عليها المحكمة قرارها أنه (يتهم) المعتقلين بأنهم اتصلوا بدول أجنبية وأن هذه الدول زودتهم بمعلومات عن نوايا المحاولة التخريبية التي سيقوم بها المعتقلون.. ومن المثير للضحك أن الإنقاذ حسب مسئولي الاستخبارات ظلت تستفيد من الانتهازية الدولية كمصدر لبقاء النظام في السلطة عبر تزويد 57 دولة بالمعلومات .... بمعنى أن النظام الإنقاذي يزود الولايات المتحدة و57دولة غيرها بمعلومات لكي تجد الإنقاذ دعما خارجيا (تستقوي) به علي معارضيها ويغنيها عن شعبها .. ويغنيها عن شرعية داخلية وفي نفس الوقت يسمح لها بتعميم السجون والقمع والقهر ... اتفاق التحول الديمقراطي الذي أبرم في جيبوتي كان فرصة لتغيير صورة الإنقاذ تلك الصورة النمطية التي حولت مجموعة الإنقاذ لجماعة طالبانية اغتصبت السلطة بالقوة من حكومة مدنية منتخبة .. إلى صورة نظام يصالح نفسه ويصالح مواطنيه في بلد ذي أهمية استراتيجية بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها... لكن الطبع يغلب التطبع ... أصرت الإنقاذ على التعامل بذهنية المليشيا مما دفع بالسيد مبارك الفاضل المهدي والسيد علي محمود حسنين لتركها .. وفي المقابل فبركت لهما وللسيد عبد الجليل الباشا واللواء محمد على حامد تهمة محاولة تخريبية(علي وزن ارهابية التي تطلقها امريكاعلي خصومها ) ... وليس من جامع يجمع بين هؤلاء المعتقلين إلا كراهية الإنقاذ لهم .. وأنهم يمثلون الضمير الحي للشعب السوداني.. كلما اعتقلت الإنقاذ وطنيا سودانيا اهتمت بإبلاغ الخارج بما أقدمت عليه.. ولذلك وجد الأجنبي في الإقليم وفي أوربا في نظام الإنقاذ نظاما هشا ضعيفا ينقصه الحياء، نظام يدعي الإسلام ولكنه يرتكب الموبقات السبع من أجل البقاء في السلطة.. نظام يلبس عبائة الدين ولكنه يرتكب افظع انواع الظلم بإسم الدين.. ويخالف مبدأ العدل وهو اقدم مبدأ انساني .. تقاسمه بوذا مع مزدك .. ويسوع مع النبي محمد .. وكذلك تناولته كل المدارس الإشتراكية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ... نظام من أجل البقاء في السلطة يمزق حدوده .. ويقطع أوصال الوطن .. ويقمع شعبه .. ويستعمل أكثر من خطاب .. نظام (براغماتي ) لدرجة الإنتهازية ... بل أن بعض الأجانب استغلوا مزايدة الأجنحة ضد بعضها بعضا .. وبسبب هذا التداعي أضحت الدول الأجنبية تتحكم في قرار البلد وتهرب أطفال دار فور وتنشر 26ألف جندي في غرب السودان وعشرة آلاف في جنوبه ... هذه الاستباحة الأجنبية لها ثمن وهو (التغاضى) عن القمع الذي تمارسه الإنقاذ لكن هذا التغاضي الغربي في النهاية أدى إلى إضعاف مؤسسات المجتمع المدني وعزز من محاولات شق الصفوف ... وتدجين الأحزاب التي ظلت تجمع أعراق السودان .. وفي نفس الوقت سمح للتطرف بالتمدد ونشر ثقافة التكفير والاستئصال والقتل والاعتقال التعسفي المفتوح كما هو في حالة السيد مبارك المهدي والسيد علي محمود حسنين والوزير السابق عبد الجليل الباشا......0 إضراب المعتقلين السياسيين عن الطعام منذ يوم الأربعاء 7نوفمبر يعبر عن أسلوب مدني يعرفه هؤلاء الساسة هذا الأسلوب مهما قللت الإنقاذ منه.. أثار الضمائر الحية في أنحاء العالم .. وتناولته معظم صحف العالم .. وهذا سيضاعف من الضغوط على نظام يجهل العمل المدني وأساليبه ولا يدرك أن استقواؤه بالخارج ينتهي بانتهاء الظرف السياسي والحاجة لتبادل معلومات عن إسلامين كانوا في السودان أو توفير معلومات عن كوريا الشمالية كما قال مسئول المخابرات في عهد جعفر نميري لقناة الجزيرة ... اليوم صحافة العالم وإعلامه هي التي تشكل سياسة الدول وترسم توجهات الرأي العام .. ولا يمكن للإنقاذ أن تعتقل مدنيين بحجة أنهم سيقومون بأعمال (عسكرية) تخريبية .. وتقنع العالم بأنها على حق... لأنها تعلم النوايا وتستبطن ما في قلوب الناس وتعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .. هذا التوهم صار مرضا مزمنا وسيزيد من عزلة الإنقاذ .. وسيكون وبالا على شبكة التآمر بداخلها ... والأهم أن الإنقاذ عندما تتوهم .. يجب أن لا يخالجها شك في أن الولايات المتحدة واوربا حين تدعمها لسبب ظرفي وتغض الطرف عن الاعتقالات .. ستكون شريكها الأيديولوجي .. أمريكا وأوربا لم يكونا يوما حليفا لشمولي ... وإنما يستعملان النظم الشمولية ويتخليان عنها على نحو ما يتخلى المريض عن المناديل الورقية .. ولهذا الاستقواء بهما لو كان ينفع لنفع النميري ونفع مشرف .. وأمريكا بالذات اشتهرت بانتظار لحظة حاسمة لتتخلى فيها عن الشموليين الذين يساعدونها ...هل نذكر قادة الإنقاذ بالشاه محمد رضا بهلوي؟ امريكا واوربا في حال الإنقاذ ربما لا تكتفي بالتخلي عنها بل غالبا ما تسدد طعنة نجلاء لها .. لماذا؟ لأن حكومة الإنقاذ اليوم تقلل من ذكاء أمريكا ومخابراتها ... وتبرم الاتفاقات ثم لا تلبث ان تنقض غزلها أنكاثا ... تقمع المدنيين وتسجن السياسيين ...ثم تسوق المبررات ....بينما أمريكا تدرك أن هناك سبب يتيم وهو التهافت على البقاء في السلطة تهافت يتم في ظل عزلة شعبية وحروب إقليمية وغلاء طاحن هذه نذر العد التنازلي للأنظمة ولابد أن تقود إلى طلاق باين مع الشعب السوداني .. اختتم بأبيات لمحمد الفراتي : الحُرُ يأبي ان يبيعَ ضميرهُ بجميع ما في الأرضِ من اموالِ ولكم ضمائر لو اردت شراءَها لملكت اغـــلاها بِربعِ ريالِ شتان بين مصرحٍ عن رَأيهِ حُـــرٍ وبين مخـادعٍ فتالِ يرضى الدناءَةَ كل نذلٍ ساقط ٍ ان الدناءة شـيمةُ الأنـذال