|
لا شماتة في الوطن !!!
|
الي الشامتين اينما كانوا (ولا اعفي نفسي منهم)- عسي ان يكون في كلمات زهير السراج بعض الحلول لهذه الظاهره البغيضه
______________________________________________________ مناظير لا شماتة في الوطن!!
زهير السراج كُتب في: 2007-11-05 [email protected]
* بقدر ما تألمت وحزنت وأُحبطت لخسارة المريخ، إلا أن ألمي وحزني وإحباطي لشعور الفرح والشماتة الذي أظهره البعض كان أكبر وأعمق. * كنت أتصفّح موقع (سودانيز أون لاين) في الانترنت وأنا أستمع للمباراة بصوت الزميل الرشيد بدوي عبيد، ففاجأتني بعض التعليقات الشامتة على الأهداف التي تدخل مرمى المريخ، وتتطلع إلى المزيد، فقلت في نفسي.. "تُرى من هو الخاسر، المريخ الذي فقد مباراة، أم هؤلاء الذين فقدوا وطنيتهم وغيرتهم على الوطن وأبناء الوطن ومريخ الوطن؟!". * قد يكون الشعور بالفرح والشماتة مبرراً عندما يخسر المريخ أمام الموردة، أو أم دوم، أو الهلال، ولكن كيف تطاوع الإنسان نفسه بأن يشمت لخسارة ابيه أو فلذة كبده أو اخيه أو صديقه من خصم خارجي، ولا أقول من (عدو)، فالرياضة لا تعرف العداوة، بل هي دعوة وجسر للسلام والمحبّة، ومن الغريب أن يجعل منها البعض وسيلة للعداء والتنابذ والخصام والشماتة؟! إنها خيانة للرياضة، وجهل عميق بمبادئها وأهدافها السامية! * بعد مباراة الهلال التي خسر فيها أمام النجم الساحلي التونسي وخرج من البطولة بدون حمص، وكان الأقرب إليها، أصبت بحالة إحباط واكتئاب عميقة، ليس بسبب الهزيمة فالرياضة هكذا.. (هزيمة وانتصار)، ولكن لأنها فرصة لن تتكرر لسبب رئيسي يعرفه خبراء وعلماء الرياضة، هو أن وصول الهلال، لم يكن بسبب نهضة رياضية شاملة كما يحاول البعض أن يخدعنا ويخدع نفسه، وإنما لعبت ظروف معينة، ربما لا تتكرر أبداً، الدور الأكبر في وصول الهلال إلى مراحل متقدمة من البطولة (وكذلك المريخ والمنتخب الوطني)، لهذا كنت حزيناً وأصبت بالإحباط العميق، لهزيمة الهلال وخروجه من المنافسة! * ولكن حزني كان أكبر للشماتة التي أظهرها البعض، وظللت أتساءل وأنا في حالة هذيان.. (أين ذهبت الروح الوطنية التي كانت تميّز هذا الشعب الكريم المكافح، وهل وصل بنا الحال إلى هذا السوء؟!)! * وتكرر نفس الأمر عشية خسارة المريخ، بل في الدقائق الأولى للمباراة، وأظهر البعض شماتة لا مثيل لها، ويشهد بذلك المنبر العام لموقع (سودانيز أون لاين)!! شماتة تنبع من روح عدائية وانتقامية مترعة بالضغائن والأحقاد، لا علاقة لها بالرياضة وروح الدعابة والسخرية التي تسود بين مشجعي ومؤيدي الفرق المتنافسة، وتعطي للرياضة نكهتها ومذاقها الحادق اللذيذ.. مثلما نرى ونلمس في كل بلاد الدنيا!! * أما الذي نراه ونلمسه ونعايشه في الخرطوم، فلا علاقة له بالرياضة وروح الدعابة والروح التي تسود ميادين الرياضة! * لقد أكرمني الله بتعدد الأسفار والرحلات إلى بلدان كثيرة جداً، وهالني ما رأيت من تشرذم وتشتت السودانيين وعدم اجتماع كلمتهم، بينما غيرهم من المغتربين والمهاجرين من الشعوب الأخرى في حالة تجمع، إن لم تكن حالة صفاء ووئام، فهل كتب علينا التشرذم ومناصبة بعضنا البعض العداء، وإظهار الشماتة وروح البغضاء حتى في الرياضة، وفي المهاجر، وفي كل شيء.. ولماذا؟!
|
|
|
|
|
|