لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2007, 09:04 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !!

    حوار صحيفة "صوت الشعب" - السودان

    1/الكتابه.......ذلكم الرهق والاحلام المجنحة والعذابات الطوال .تري( من) او( ما) الذي اوقعك في طريقها؟

    ج: الكتابة التزام تجاه النفس، وتجاه ما حفرته عميقا في نفسك وعقلك طوال سنين. أعني أنها نوع من الالتزام الأخلاقي الروحي الفكري الابداعي تجاه قاعدتك أو قيمتك أو مجموع قيمك أنت. وهي نتاج - طبيعي - للقراءة. لكن القراءة وحدها – على أهميتها القصوى – لا تصنع كاتبا.أنا لا أريد أن أتفلسف أو أبدو كلويس أراغون أو نيكوس كزانتزاكس – مثلا – كي يقال عني مثقفا كبيرا. لكن الكتابة في جوهرها، داعية للتفلسف. بمعنى طرح الأسئلة/اعادة طرحها، ومحاولة الإجابة/اعادة الإجابة. حقيقة الكتابة بالنسبة لكل كاتب، كحقيقة الدين بالنسبة للبشر المختلفين. صعب أن يتشابه مسلمان أو مسيحيان أو بوذيان. لأن هذه حالة شديدة الخصوصية. خاصة إلى درجة تسقط معها اعتبارات التعريف المعممة السخيفة.
    لكن، إن شئت رؤية أفقية للمسألة، فالبداية كانت في (القولد) ثم (دنقلا)، وأنا أغذي ذهني بمختلف التصاوير والتخييل الذي كان يزرعه والدي (إبراهيم عويس) رحمه الله في عقلي ونفسي.أولا بحكاياته الشفاهية. ثم بما وفره لي من كتب. أذكر أنه جاءني بـ(كليلة ودمنة)، وأنا في الصف الرابع الابتدائي. ثم قرأت بعض مؤلفات العقاد وطه حسين ودوستوفيسكي وغوركي، قبل الصف السادس الابتدائي. انفتحت على دنيا جديدة. دنيا لا تشبه الكتب البسيطة التي كنت أنكب على قراءتها.
    بعد سنوات من القراءة في شتى الضروب. وبعد تجارب ومشاهدات. وبعد احساس محفّز أن ثمّة ما ينبغي أن أسطره على الورق، بدأت رحلة الكتابة. كتابات وجدانية باديء الأمر، "تليق" بمرحلة المراهقة الفكرية، و"شواظ" سياسية ناقمة على العالم كلّه. وفي منتصف التسعينات، خضت التجربة الروائية الأولى. كنت في بداية العشرينات. ولم أكن واثقا من نفسي، على الرغم من تشجيع والدي – عليه الرحمة - .
    ابن عمي، الكاتب الصحافي، صلاح الدين عووضة، عرفني إلى شخصية، سيكون لها أثر كبير لاحقا. هو الفنان التشكيلي، والكاتب، إبراهيم العوام. العوام، رأى بعد قراءته الرواية - "الرقص تحت المطر"- أن نأخذها إلى الدكتور زهير حسن بابكر، مدير دار "أنا الخرطوم للنشر". وبعد عمل متواصل من جانبهم، هالة المغربي، وزملائها بدار النشر، وجدت الرواية طريقها إلى النشر بعد خمس سنوات على تسليمها. الرواية الثانية "وطن خلف القضبان" كتبتها في العام 2000، ووجدت سبيلها إلى النشر من خلال دار الساقي لندن بيروت. وهي للأسف ما زالت ممنوعة في السودان، حسب دار الساقي.هذا يحدث على الرغم من أن بعض أجزائها وجدت طريقها إلى الترجمة الفرنسية، من خلال جامعة بروكسل، في بلجيكا، عبر البروفسير زافين لوفين، والترجمة الإنكليزية من خلال "كلمات بلا حدود" الأمريكية. بل وأختيرت بعض أجزائها ضمن أفضل الأعمال المنشورة من "عالم الجنوب" في الولايات المتحدة.

    2/ما هي العده التي يحتاجها الكاتب عموما والروائي علي وجه الخصوص لكتابه الرواية في تصورك , وإلي أي مدي يكون (الآخر) القارئ حاضرأثناء ما تكتب من كتابات؟

    الكتابة شيء من "التحرر"، تحرير طاقات كبرى، وشيء من الاشباع الذاتي، لذا، بدءا، أنا لا أضع أيّ اعتبار للقاريء أثناء كتابتي. لأن، أيّ قاريء على وجه التحديد سأضع له اعتبارا وأجامله مثلا؟ القاريء المثقف،أم المحافظ، أم المتحرر، أم نصف المثقف؟!. ثم، هل حين أكتب لـ(الآخر)، سأكون أنا كما أريد؟! هذا يقودنا إلى مفهوم "السوق" و"الجمهور عايز كده". في لحظة الكتابة، لا يخطر القاريء ببالي على الاطلاق.كما أنني لا أدلـله. عدة الروائيين تختلف باختلاف تجاربهم. القراءة طبعا لا يمكن الاستغناء عنها. ليس ثمة روائيا ليس قارئا. التجربة الحياتية أيضا.بالنسبة لي، الأمر يتعلق بالتجريب. بشيء سحيق، يتعلق بالنفس والكون والأسئلة الكبرى. بتلك الحالة التي تبتغي اسباغ تفسيرات على البسيط أو المعقد. برؤية شديدة الخصوصية للعالم والأشياء. فلنقل، خلق تجربة موازية. لذا، فالأبقار يمكن أن تطير عند ماركيز. وثمّة عشبة صحراوية،عند إبراهيم الكوني، يمكن أن تمنح الرجل طاقة جنسية هائلة. حتى الخط المستقيم، قد يضحي مرجا أخضرا لدى الروائي. الحقيقة عند كل انسان، هناك تفسيرات عدة للأحداث والخبرات. هناك رؤى مختلفة، وأحاسيس مختلفة، تصبح معها الأساطير – مثلا – منطقية أحيانا.

    3/تسليط الضوء علي الانظمة العربية (العسكر– الساسه –رجال الدين) والانتقال من الثالوث محل التطرق من قبل الكثيرين (الجنس - الدين - السياسه).

    نحن خلقنا الثالوث. أنا أؤمن أن الانسان حرّ في طرح الأسئلة. كل الأسئلة، دون وصاية. نحن خلقنا أحرارا. ومن اللائق أن نناضل من أجل حرياتنا كلها.الحرية، وليس سواها، هي أعظم الهبات السماوية لنا. وللأسف عندنا، في العالم الثالث، الكثير من "العبيد" ينظرون إلى مفهومي "الحرية" و"العبودية" من زاوية "العرق" و"اللون" وهي زاوية غبية.المشكلة أن التطور والتقدم يبدأ من الحرية. ونحن لا نعي ذلك. وما لم يكن الانسان عارفا بقيمة حريته، ومناضلا من أجلها بطرق مختلفة، فهو ليس حرا: إذن هو "عبد". عبد شهواته ومكتسباته. العبودية أسر. وطالما وضعت نفسك في أسر شيء، فأنت لست حرا. لذا، ربما، بعض الصوفية، (في الديانات كلها) كانوا أكثر الناس معرفة بقيمة الحرية، وكانوا أحرارا فعلا.
    الثالوث، هو نتاج "متخلف" لسيطرة متنفعين وأصحاب مصالح، في الوصاية على الناس. لأن الوصاية وحدها هي التي تمنحهم مزاياهم الحالية. وهم من دونها، لا يساوون شيئا. ذلك يجري في كلّ مكان حولنا. وكلما اشتدت المطالبات بالحرية، أصبح النفعيون أكثر تشددا في رؤاهم، لحماية مصالحهم. هذه المصالح، تتشكل من هلام ديني وسياسي يكتسب صفة القداسة. لكن، دعني أسأل، هل كان "التفسير" في يوم من الأيام مقدسا؟ وفي المقابل، من ننصب وصيا أعلى على الأوصياء المتسلطين على حياتنا. الكتابة في هذه الشؤون، ترمي إلى رجّ المسلمات، وطرح الأسئلة. بمعنى ألا نركن لليقينيات وحدها، ونحكم إغلاق العقل.
    من الصعب على كاتب عالمثالثوي أن يتجاوز الأسئلة الجوهرية في مجتمعه المدجن المقهور.الكتابة عن ثالوث الدين والسياسة والجنس، أمر مغر بالنسبة لعدد من الكتاب، على كلفته الباهظة، من أجل حصد نجاح سريع. لكن، في رأيّ دائما، هناك كاتب من الدرجة الأولى، يليه كتاب من الدرجات الثانية والثالثة، وصولا إلى كاتب رديء. غارثيا ماركيز تناول الجنس مثلا في "ذاكرة غانياتي الحزينات". وكان أمرا مذهلا، وعميقا جدا. باولو كويلو كذلك تناوله في "احدى عشر دقيقة"، لكن بمستوى أقل بكثير. حين تقرأ كزانتزاكس يكتب عن الله والأديان، في "تقرير إلى غريكو" مثلا، تشعر أنه سكب في الكتاب، جزءا من روحه، وعقله وسيرته الفكرية. الجبال المجازية التي تشققت قدماه على حوافها المدببة، وخط الدماء الذي تخلف عن رحلته الطويلة في غياهب الروح. والبروق التي صعقته، والآلام والعذابات التي حفّت ذلك كله، تشكّل رحلة رائعة على عذاباتها. تكتشف من خلالها الله الخاص بكزانتزاكس. لكل منا إله خاص.فالإله تصوّر.ولا يمكن قطعا أن تكون تصوراتي وتصوراتك حول الله متطابقة. لذا، فإن كزانتزاكس يمنحنا تصوره هو عن الله والأديان. يمنحنا خلاصاته، وما أعظمها من خلاصات. كاتب مثله، يختلف عن آخر يكتب عن الله والدين بطريقة تدعو فقط إلى هيجان الشارع، وتكفيره، وما إلى ذلك من ممارسات متخلفة، تجعله في نهاية المطاف مشهورا، إنما من دون عمق. كذلك في شأن السياسة والعسكر، و"القهر". "وردة" صنع الله إبراهيم، والسيرة الذاتية لمانديلا، و"شرق المتوسط" لمنيف، كلها تذخر بحراك الشخوص المحاصرة بفخاخ السلطة الغاشمة. ألا تؤثر أحداث مماثلة في الكاتب؟ وهل ينفصل كاتب ما عن عذابات مجتمعه وعذابات الإنسانية كلها؟! أليست الكتابة بحد ذاتها..عذاب على نحو ما؟!

    4/الهم بالتأرخة للسودان عبر الاعمال الروائيه والبحث في تمصفلات الحياه السودانيه جعل العمل الروائي عملا تأريخيا. هل هو السعي إلي خلق ما يمكن ان نسميه (الروايه التاريخيه) خاصة في غياب التأريخ السوداني المتفق عليه؟

    ربما. ربما نحن بحاجة إلى رجّ التاريخ المكتوب والشفاهي، الذي اتخذ صفة اليقين لدينا. أنا لست ضد أن يكون للناس مسلمات. لكن ضد أن تكون مسلمات منذ البداية، وليس عبر الأسئلة القلقة. أنا ضد أن تصبح مسلمات مقدسة، لا يصح مناقشتها. وتاريخنا فيه الشيء الكثير من هذا. يا سيدي، النوبيون في شمال السودان باتوا يعتبرون أنفسهم عربا أقحاح، لأن القسم الأعظم من التاريخ النوبي/السوداني، غيّب لفائدة التاريخ العربي (و) الإسلامي في السودان.هذه الحالة المرضية من النظر إلى التاريخ، هي التي قادت إلى الاستعلاء والتهميش. ألسنا في حاجة إلى تمحيص التاريخ ورجه؟!
    ولا بأس في الاشتغال على روايات تاريخية أبدا. هناك الكثير في تاريخنا يصلح لأن يكون روايات تاريخية. لا أعني الشخوص فحسب. الثقافات، العادات، الحياة اليومية، الأساطير، الآلهة والأديان، الجغرافية، كلّ ذلك هو مادة خام عظيمة، منذ أيام تهارقا وبيعانخي، مرورا بسنار ومملكة الفور، وسلطنات الدينكا، والبجة، نهاية بالمهدية.

    5/في (الرقص تحت المطر )حاورت العلاقه بين الشمال والجنوب بشكل مختلف عن الذين سبقوا .وفي( وطن خلف القضبان) ناقشت وشرحت علاقه الحكومات ذات الافكار الحجارة برعيتهم و المجتمع السوداني الذي انتقل رويدا رويدا من مجتمع يقوم علي التساح، إلى مجتمع يقوم على لغة القتل ليحيا ..... إلي أي مدي تظل قناعة ان مثل هذه الكتابات تحدث تغييرا ؟

    أنا قضيت سنوات طفولتي الأولى في (واو)، جنوب السودان. لم أحسّ هناك بأي فارق بيني وبين الناس هناك. وحين بدأت أكتسب وعيا حياتيا، شعرت أن المجتمع يضع فوارق هائلة. هذا الأمر أثّر علىّ بشكل غير عادي. أذكر في واو، تمّ القبض على صديقي الجنوبي الصغير، بتهمة السرقة. كان متهما، فقط لأنه جنوبي. أنا لديّ حسّ عال بالعدل. أكره الظلم. تلك هي حادثة الظلم الأولى التي تقع أمام عيني. بعد ذلك، توالت مشاهد الظلم أمامي. توالى اهدار القيم الانسانية. كنت أرى كم هو الانسان مريض في تصوراته، ومغال في تقدير ذاته على حساب الآخرين. كان "الجنوبي" في نظر الناس حولي على الدوام، "عبدا" بالسليقة والفطرة. كان انسانا من مرتبة دنيا، لمجرد أنه "جنوبي".حتى اللون لم يكن ذا أثر كبير. فبعض "السود" في الشمال كانوا ينظرون إلى الجنوبيين كعبيد!!
    هذه القضية ظلت محورا لتفكيري سنوات طويلة. لم تكن بالنسبة لي مجرد نضال وكفاح سياسي أو فكري فحسب. كانت مسألة مبدأ انساني. أن هؤلاء الناس يستحقون الأفضل.الحقيقة أنني بدأت في كتابة رواية "الرقص تحت المطر" قبل أن ألتحق بالجامعة. وأجريت عليها تنقيحات كثيرة. وأصارحك القول، إنني لست راض عنها إلى الآن. فهذا الكفاح، كفاح إنساني عظيم، وخليق أن تكتب بشأنه رواية عظيمة.ملحمة.سيرة عذاب ودموع وحب وكراهية وغدر وخيانة ونضال وقتال وأرض، وتراب. رواية فيها كل شيء.
    حين ذهبت إلى جوبا أغسطس 2007، طرحت سؤالا على نفسي: لماذا لم ألتحق بالجيش والحركة الشعبية في وقت مبكر؟! ربما فقط لأنني أكره طريق الحرب. أنا، من طينة أفكار غاندي.
    "الرقص تحت المطر"، هي ببساطة قصة مايكل، الذي يجب أن نراه كإنسان. مايكل، الإنسان الذي يحب ويكره ويسامح ويؤمن ويكفر بقيم وأمور عدة.وهو قصة الجنوب أيضا. قصة الجنوبي الذي أيا كان مستواه التعليمي والمجتمعي، فهو في نهاية المطاف "عبد" حتى في نظر النخب المخاتلة المخادعة.
    أما "وطن خلف القضبان"، فهي أكثر تعقيدا في نظري. أكثر تعقيدا لأن الكراهية والحب، أمران في غاية التعقيد. والرواية تعوّل على هاتين المسألتين. بدءا من مقولة "بوذا" في مقدمة الرواية، مرورا بالأحداث كلها. هناك إتكاء على التراث الصوفي الفلسفي في السودان والمنطقة. وهناك تعويل أيضا على الفنّ التشكيلي. أظن أنه وظف للمرة الأولى على هذا النحو. "وطن خلف القضبان" يراها البعض قاسية جارحة وعنيفة في مفرداتها وألفاظها. يرونها صادمة. أنا أعترف بأنها رواية صادمة جدا. أنا لا أكتب لكي أسعد القراء، وأسليهم. أنا لست أرجوازا. أنا أكتب لكي أفجع وأصدم. لكي أرج القناعات، وأطرح زوايا أخرى للنظر. هذا منظوري للكتابة. على الأقل في المرحلة الحالية. ولا تنتظروا مني في هذه المرحلة، كتابة ليست صادمة.فمجتمعنا وعقلنا وروحنا الجمعية تستحق الصدمة والزلزلة.

    6/التعامل مع (الجنس) في الكتابات الروائيه الحديثه منها علي الاخص تجده مطروق وبكثافه وهي مشغولة به جدا كيف تقيم ذلك من وجهة نظرك انت ككاتب وروائي؟

    الجنس جزء من حياتنا. بل، في الحقيقة، هو جزء رئيس، ورئيس جدا. أليست الأسئلة الكبرى في الحياة تتضمن سؤال الجنس، إلى جانب الحياة والموت؟! ما هو الجنس. بعيدا عن البيولوجي؟! هل حقيقة تتمحور حيواتنا حوله، وكل ما نفعله يمت إليه بصلة. ذلك ما يحاول الكتاب اكتشافه تبعا للتجارب المختلفة. أعترف، قرأت بعضا من أرقى الأعمال، التي تناولت الجنس بعمق رهيب.وقرأت في المقابل بعضا من أسخف الأعمال وأكثرها سطحية. دع جورج أمادو أو الطيب صالح أو ساراماغو أو واحدا من الروائيين العظماء يكتب عن أيّ موضوع، وستجده يتعاطى معه بعمق فلسفي. ودع آخرا من أنصاف المبدعين يكتب عن الموضوع ذاته، ستجده سخيفا. التعامل مع الجنس، يحدده عمق الكاتب. لكن، في نهاية المطاف، لا حجر أبدا على حرية التعبير في نظري، فالقاريء هو الذي يحكم على العمل.

    7/ الكتابة والآيديولوجيا .. كثيرا ما اثير التساؤل بخصوص هذه الثنائيه التي والتي يري فيها الكثيرون أن الثانيه كثيرة الاثر في الاولي بصوره مزعجه.تري إلي أي مدي عندك تؤثر الايديولوجيا في الأدب تحديدا؟

    الكاتب – أي كاتب – ليس منبتا، أو لا منتمي لتجربته ومحيطه، وحصيلته الحياتية والمؤثرات المختلفة التي أثرت عليه.الأيدلوجيا، لا تؤثر على النص إذا كان جيدا. الأيدلوجيا هي جزء من حياة الكثيرين. وهم شخوص في روايات، فكيف يتم فصلها عنهم. وإذا كان الكاتب متأثرا بأيدلوجيا ما فإنها حتما ستؤثر على نصوصه. لكن، الكلمة الفصل، هي جودة العمل. الناس لم ينظروا لدوستوفيسكي وغوركي وبوشكين وغيرهم، إلا على أساس أنهم مبدعون كبار.
    أنا لا أخشى الأيدلوجيا، ولا أخاف تأثيرها على أعمالي. فأنا – في مشواري الحياتي – منفتح جدا على التجربة، والتجريب، وهما يعبئان قلمي بالألوان الخليقة بكل نص.

    8/كيف حال الادب السوداني في الخارج العربي علي اعتبار أنك في مؤسسه اعلاميه عربيه كقناه العربيه الفضائيه .كيف ينظر ايه وكيف يتم تناوله خارجيا؟

    إلى وقت قريب، كان الناس لا يعرفون إلا الطيب صالح. الآن، الوضع اختلف كثيرا.ففي أوروبا، حقق طارق الطيب وليلى أبوالعلا حضورا جيدا. وكذا الأمر بالنسبة لأمير تاج السر وعبدالغني كرم الله ومحسن خالد والصادق الرضي وعاطف خيري وروضة الحاج وأسماء كثيرة، على مستوى المنطقة العربية، وقراء العربية. وأعتقد أن هناك أسماء تكبر ابداعيا في السودان، ومن حق الناس خارج السودان، أن يتعرفوا إلى نتاجاتها، مثل ستيلا غايتانو ورانيا مأمون، وغيرهما.مؤسساتنا الثقافية تعاني هزالا واضحا. الجهود التي نبذلها كمبدعين سودانيين، هي للأسف جهود فردية. ليست هناك مؤسسات سودانية تحتفي بالمبدعين، بل أن بعضنا يموت – منفيا – أو مريضا أو عاجزا داخل الوطن، دون أن يتنبه له أحد. الحقيقة أن الأوضاع مرّة بالنسبة لأي مبدع سوداني، مع أن المبدعين من لدن معاوية نور والتجاني يوسف بشير إلى الطيب صالح ووردي وغيرهم، هم الذين أعطوا هذا الشعب ملمحه الابداعي المتميز.

    9/كيف تري مسيره كتابه الروايه السودانيه .وكيف علاقتك بحركة السرد السوداني اعني هل انت مواكب لما هو عليه السرد السوداني الان ام ماذا؟

    أنا أقرأ ما تيسر، من ما أحصل عليه من المكتبات ومعارض الكتاب خارج السودان. وأتابع ما يكتب حول الرواية السودانية داخليا وخارجيا. عموما أنا متفائل جدا بمستقبل الرواية السودانية، لو كانت هناك حركة نقدية كبيرة تعرض لعشرات الأعمال التي تنشر سنويا.لأن الانتاج دون نقد، في تقديري، معناه أننا نفتقر إلى بوصلة، وإلى نقاش حيوي.

    10/انت إلي الان لك العديد من العناوين تراوحت بين الروايه والمقاله ( الرقص تحت المطر) " رواية" _ (حانوت الموت) " رواية" 1998م
    _( ثنائية الآلهة المستعارة )" الجزء الأول _( رحيل آخر النوارس او احتشاد الذاكرة بالرعاف )" دراسات فكرية وثقافية " الحفر في شخصية السودان الحضارية" ، سلسلة مقالات . مقالات حول " العنف ضد الثقافة في العالم العربي _ مقاربات تاريخية" ، تري كيف تعامل الاخرون مع ما كتبت؟

    أنا حتى الآن نشرت روايتين. "الرقص تحت المطر" و"وطن خلف القضبان". إضافة إلى عدد كبير من المقالات الفكرية والتشريحية للمجتمع، وأخرى تناولت الحفر في شخصية السودان. تعاطي الآخرين مع ما كتبت كان متباينا. الروايتان مثلا. الأولى، يتم توزيعها في السودان.وقد حظيت بقراءات نقدية أسعدتني، لأنها أعتبرت عملا مغايرا يتناول الجنوب بشكل مغاير. الثانية، وجدت اهتماما واسعا من قبل القراء السودانيين على وجه الخصوص، والفضل في هذا يعود إلى الحكومة، لأنها قامت بمنعها كـ"الحشيش"، فانتشرت بشكل لم أتوقعه على الاطلاق. البعض رأى أن المسألة كانت مقصودة من قبلي لأحظى بشهرة، ويقال إن خالد عويس روائي مقموع في بلده. حسنا، إذن لماذا لم أكتب رواية ثانية منذ سبعة أعوام ؟"وطن خلف القضبان" كتبتها في 2000 ونشرت في 2002، ومنعت وأحدثت ضجة، فلماذا لا أتبعها بأخرى على الشاكلة ذاتها لأحظى بشهرة أكبر؟! لا ، هذا كلام ساذج وسخيف. أنا لست مهتما أن تسمح السلطات بتوزيعها أو تمنعها. أنا مهمتي تنتهي عندما أكتب الحرف الأخير في كل رواية. بعد ذلك، ليس من مهامي أن أتابع التوزيع أو سواه.لكني طبعا مهتم جدا بقضايا حرية التعبير في الاطار العام.
    هذه الرواية لقت اهتماما جيدا في المنطقة العربية. وكتبت عنها صحف عدة، كما بدأ الغرب حاليا يتنبه إليها. ترجمت جامعة بروكسل جزءا منها إلى الفرنسية، وترجمت "كلمات بلا حدود" الأمريكية جزءا آخرا إلى الإنكليزية.

    11/ لكل كاتب مشروعه وهمه الخاص والذي يهمه جدا حد الازعاج. تري ما هو مشروع خالد عويس الكاتب والروائي؟

    من الصعب أن يتحدث أو يكشف كاتب عن ملامح مشروعه بالكامل. تلك، ربما مهمة النقاد والمهتمين.
                  

10-31-2007, 10:29 PM

Imad Khalifa
<aImad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: خالد عويس)

    Quote: 1855164256
    9781855164253
    042 lcode
    PJ7866.U82 W27 2002
    عويس، خالد.
    ʻUways, Khālid
    وطن خلف القضبان / ǂc خالد عويس.
    Waṭanun khalfa al-quḍbān / Khālid ʻUways.
    Waṭan khalf al-quḍbān
    الطبعة 1.
    al-Ṭabʻah 1.
    بيروت : دار الساقي، 2002.
    P 190 ; 21 cm
    Novel.

الاخ الفاضل خالد عويس
التحايا الطيبات
اعلاه رائعتك وطن خلف القضبان في قاعدة بيانات OCLC وهي أكبر قاعدة بيانات لخدمات الفهرسة الالكترونية في العالم للكتب والدوريات والمواد السمعية والبصرية. وجدت كذلك انها موجودة في 20 مكتبة جامعية وبحثية في الولايات المتحدة الامريكية، هذا دليل كاف في تقديري على روعة وأهمية الرواية ومن أنها وجدت ايضا قبولا وانتشارا عالميا. وان ُمُنعت وُحُجبت من التوزيع داخل دولتنا الطالبانية فهذا دليل عافية آخر.
أتمني لك التوفيق والسداد في مسيرتك الصحفية والروائية.
تحياتي

عماد خليفة

(عدل بواسطة Imad Khalifa on 10-31-2007, 10:31 PM)
(عدل بواسطة Imad Khalifa on 11-01-2007, 00:22 AM)

                  

10-31-2007, 10:33 PM

Imad Khalifa
<aImad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: Imad Khalifa)

    الاخ الفاضل خالد عويس
    التحايا الطيبات
    اعلاه رائعتك وطن خلف القضبان في قاعدة بيانات OCLC وهي أكبر قاعدة بيانات لخدمات الفهرسة الالكترونية في العالم للكتب والدوريات والمواد السمعية والبصرية. وجدت كذلك انها موجودة في 20 مكتبة جامعية وبحثية في الولايات المتحدة الامريكية، هذا دليل كاف في تقديري على روعة وأهمية الرواية ومن أنها وجدت ايضا قبولا وانتشارا عالميا. وان ُمُنعت وُحُجبت من التوزيع داخل دولتنا الطالبانية فهذا دليل عافية آخر.
    أتمني لك التوفيق والسداد في مسيرتك الصحفية والروائية.
    تحياتي

    عماد خليفة

    ملحوظة:
    كتبت هذا التعلق في المداخلة السابقة ولخطأ ما لم يظهر لذا اعدته هنا.
                  

11-01-2007, 03:17 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: Imad Khalifa)

    عزيزي عماد
    لك الشكر على هذا التوثيق، والمعلومات الجديدة بالنسبة لي. أنا بالفعل لم أكن أعلم عن هذه المعلومات.
                  

11-01-2007, 05:41 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: خالد عويس)

    مزيدا من العطاء ايها النابه فباذن الله امامك عقود من العطاء الثر
    جنى
                  

11-01-2007, 06:15 PM

الطاهر ساتي
<aالطاهر ساتي
تاريخ التسجيل: 02-18-2006
مجموع المشاركات: 3227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: jini)

    شكرا ياخالد والى الامام

    ولكن ..

    Quote: عموما أنا متفائل جدا بمستقبل الرواية السودانية، لو كانت هناك حركة نقدية كبيرة تعرض لعشرات الأعمال التي تنشر سنويا.لأن الانتاج دون نقد، في تقديري، معناه أننا نفتقر إلى بوصلة


    الجزئية دى وقفت فيها شوية ..
    ولأهميتها برجع ليها بكلام كتير ..

    مودتى
                  

11-01-2007, 06:34 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: الطاهر ساتي)

    كلام

    سلام

    منصور
                  

11-01-2007, 09:43 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: munswor almophtah)

    Quote: الكتابة شيء من "التحرر"، تحرير طاقات كبرى، وشيء من الاشباع الذاتي، لذا، بدءا، أنا لا أضع أيّ اعتبار للقاريء أثناء كتابتي. لأن، أيّ قاريء على وجه التحديد سأضع له اعتبارا وأجامله مثلا؟ القاريء المثقف،أم المحافظ، أم المتحرر، أم نصف المثقف؟!. ثم، هل حين أكتب لـ(الآخر)، سأكون أنا كما أريد؟! هذا يقودنا إلى مفهوم "السوق" و"الجمهور عايز كده". في لحظة الكتابة، لا يخطر القاريء ببالي على الاطلاق.كما أنني لا أدلـله.

    يعني بكلام بسيط الكتابه ماها شغلانة ترزيه ..
    حوار رائع وآراء مكتملة البلوغ في مبناهاومضمونها ..
    ليحفظك الله .
                  

11-01-2007, 10:22 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: نحن خلقنا الثالوث. أنا أؤمن أن الانسان حرّ في طرح الأسئلة. كل الأسئلة، دون وصاية. نحن خلقنا أحرارا. ومن اللائق أن نناضل من أجل حرياتنا كلها.الحرية، وليس سواها، هي أعظم الهبات السماوية لنا. وللأسف عندنا، في العالم الثالث، الكثير من "العبيد" ينظرون إلى مفهومي "الحرية" و"العبودية" من زاوية "العرق" و"اللون" وهي زاوية غبية.المشكلة أن التطور والتقدم يبدأ من الحرية. ونحن لا نعي ذلك. وما لم يكن الانسان عارفا بقيمة حريته، ومناضلا من أجلها بطرق مختلفة، فهو ليس حرا: إذن هو "عبد". عبد شهواته ومكتسباته. العبودية أسر. وطالما وضعت نفسك في أسر شيء، فأنت لست حرا. لذا، ربما، بعض الصوفية، (في الديانات كلها) كانوا أكثر الناس معرفة بقيمة الحرية، وكانوا أحرارا فعلا.
    الثالوث، هو نتاج "متخلف" لسيطرة متنفعين وأصحاب مصالح، في الوصاية على الناس. لأن الوصاية وحدها هي التي تمنحهم مزاياهم الحالية. وهم من دونها، لا يساوون شيئا. ذلك يجري في كلّ مكان حولنا. وكلما اشتدت المطالبات بالحرية، أصبح النفعيون أكثر تشددا في رؤاهم، لحماية مصالحهم. هذه المصالح، تتشكل من هلام ديني وسياسي يكتسب صفة القداسة. لكن، دعني أسأل، هل كان "التفسير" في يوم من الأيام مقدسا؟ وفي المقابل، من ننصب وصيا أعلى على الأوصياء المتسلطين على حياتنا. الكتابة في هذه الشؤون، ترمي إلى رجّ المسلمات، وطرح الأسئلة. بمعنى ألا نركن لليقينيات وحدها، ونحكم إغلاق العقل.


    أوفيت وكفيت صديقي المهذب الكاتب الكبير خالد عويس.. يكفيك فخرا أنك ظللت طيلة حياتك القصيرة (أطال الله عمرك) منافحا ومدافعا عن الحق حتى في وجه قادة حزبك الذي أرتضيته بوعي عال. سر وعين الله ترعاك ولا نامت أعين الجبناء وجربندية الكتابة الصحفية..

    لك كل الود وباقة من الأزاهر!
                  

11-01-2007, 11:12 PM

محمد على النقرو
<aمحمد على النقرو
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: خالد عويس)

    خالد من الاشخاص الذين يفرض عليك احترامه.
    لقد عاصرتك فى أركان الجامعة وطريقتك فى مناقشة
    الخصوم باحترام فائق ولقد كنت مثالا ..
    وكنت أول من تناول قضية دارفور منذرا من
    أفعال الانقاذ وضرورة معالجة الازمة , وشخصى
    الضعيف كنت شاهدا وحاضرا ذلك الركن.
    لم أحظى بقراءة رواياتك ولكن أتمنى ذلك..



    لك منى كل الود والمحبة.


    محمد على النقرو
                  

11-01-2007, 11:30 PM

يازولyazoalيازول
<aيازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: محمد على النقرو)

    الأستاذ الشاب (الأديب السودانى) الراقى
    خالد عويس

    أرجو لك من كل قلبى دوام التوفيق والسداد والنجاح

    وختاما (سعادة الدارين)

    عمك هشام
                  

11-01-2007, 11:36 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: يازولyazoalيازول)

    التحيه للمبدع خالد عويس
    الانسان المتصلح مع ذاته والآخرين
    لم نعرفه حقيقية ولكننا عرفناه من طرحه
    واشهد له التزامه بقضايا الانسان عموما.
    Quote:
    خالد من الاشخاص الذين يفرض عليك احترامه.
    لقد عاصرتك فى أركان الجامعة وطريقتك فى مناقشة
    الخصوم باحترام فائق ولقد كنت مثالا ..
    وكنت أول من تناول قضية دارفور منذرا من
    أفعال الانقاذ وضرورة معالجة الازمة , وشخصى
    الضعيف كنت شاهدا وحاضرا ذلك الركن.
    لم أحظى بقراءة رواياتك ولكن أتمنى ذلك..

    شكرا لشهادتك اخي محمد النقرو
                  

11-02-2007, 00:33 AM

Adrob abubakr

تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 3895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: Tragie Mustafa)

    Quote: كان "الجنوبي" في نظر الناس حولي على الدوام، "عبدا" بالسليقة والفطرة. كان انسانا من مرتبة دنيا، لمجرد أنه "جنوبي".حتى اللون لم يكن ذا أثر كبير.
    Quote: فبعض "السود" في الشمال كانوا ينظرون إلى الجنوبيين كعبيد!!

    مايكل، الإنسان الذي يحب ويكره ويسامح ويؤمن ويكفر بقيم وأمور عدة.وهو قصة الجنوب أيضا. قصة الجنوبي الذي أيا كان مستواه التعليمي والمجتمعي، فهو في نهاية المطاف "عبد" حتى في نظر النخب المخاتلة المخادعة.
    أحييك يا خالد وواضح أنك مبدع وموهوب بس خليني ألومك وأنتقدك في مواقفك هنا بالمنبر لانها أراها مناقضة لقناعاتك التي أوردتها بعالية
    طيب إنت ما دمت مقتنع زينا أنه الجنوبي يظل في نظر الشمالي "عبد" بالفطرة مهما كان مستواه التعليمي أو مركزه الوظيفي شنو يخليك تساوي في التهميش بين الشمالي والجنوبي ورغم قناعتك بأن المسألة أكتر من سياسية ولها تمددات مجتمعية شنو اليخليك تختزلها الفروقات الإقتصادية وتحصرها في النخبة الحاكمة وتبرئ جماعتك الجلابة؟؟!!!
                  

11-02-2007, 06:17 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: Adrob abubakr)

    جميع من مروا من هذا الدرب المزهر. احني هامتي لكم.

    عزيزي أدروب.
    جيد أن نتحاور - الآن - بنفس هاديء.
    حين طلبت منك مرارا أن تعيد قراءة ما كتبته بخصوص التهميش في الشمال، كنت أعني ما أقول. لأنني كتبت عن تهميش حقيقي يجري بحق آلاف في الشمال خصوصا، كان أجدادهم وجداتهم مستعبدين و(أرقاء) فعلا في مناطق واسعة من الشمال. صحيح تم اعتاقهم، لكن إلى الآن هم يعيشون في ظروف بالغة السوء.
    يا سيدي الفاضل، أنا أؤمن بالإنسان.الإنسان فقط. لذاـ يؤذيني جدا أن يصفني أحدهم بأنني (جلابي) !!هذا ليس ضمن ثقافتي ولا ضميري، وأنا أظنه (ضمير حي).
    أنا لا أنكر أبدا التهميش البالغ الذي تعرض له الجنوبيون، طيلة عقود، وعلى المستويات كافة. وكنت - ربما - أول روائي سوداني، يعالج مسألة الجنوب في بعدها (الإنساني)، بوصفهم بشر !! ليسوا أصحاب قضية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فحسب، بل كـ(بشر)، ذلك في رواية (الرقص تحت المطر) التي كتبتها في 1995 !! ونشرت في 2002 بعد 5 سنوات على تسليمها لدار النشر !!
    الأمر الثاني، هو أنني أردت أيضا التأكيد على أن مناقشة التهميش لابد أن تنفذ إلى الجوهر.صحيح أن هناك تهميش (حارق) و(دام) في الجنوب ودارفور والشرق. لكن هناك تهميش أيضا بحق (إثنيات) و(ثقافات) أخرى.
    النوبيون مثلا في الشمال، تم تهميش (حضارتهم) التي هي بالضرورة حضارة السودان كله.تم تهميشها لقرون. وبات النوبي متماهيا في (العروبة) بل أن لغاتهم تكاد تندثر.
    ألا يعد هذا تهميشا، رغم أن النوبيين محسوبون على المركز ؟؟
                  

11-02-2007, 06:40 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: محمد على النقرو)

    عزيزي محمد
    شكرا لكلماتك الرقيقة بحقي.
    ليتهم رضوا بالانصات لأصواتنا في ذلك الوقت.لكانوا حقنوا دماء مئات الآلاف في دارفور الحبيبة !!
    دارفور بالنسبة لي، ليست مجرد جغرافيا.
    إنها(أخوة) و(صداقة) و(علاقة نضال) و(محبة) و(أهل). إنها(ذاكرة مترعة ومستمرة) أتقاسمها مع عشرات من الأصدقاء، الذين حين تلفت مناديا الوطن، وحين أشهرت السكاكين في وجهي، ابتغاء قتلي، وجدتهم هناك، مع غيرهم من كل بقاع السودان، مزروعون كأشجار التبلدي، يهتفون: الله أكبر ولله الحمد !!
                  

11-02-2007, 07:53 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: خالد عويس)

    Quote: الكاتب الصحافي، صلاح الدين عووضة، عرفني إلى شخصية، سيكون لها أثر كبير لاحقا. هو الفنان التشكيلي، والكاتب، إبراهيم العوام. العوام، رأى بعد قراءته الرواية - "الرقص تحت المطر"- أن نأخذها إلى الدكتور زهير حسن بابكر،


    صديقنا خالد
    سلامات

    اتابع كتاباتك ومجهوداتك الصحفية ..واشد من أزرك وذكرتني اليوم بالاستاذ ابراهيم العوام
    و"عنابة" حيث كنا ندلف مع الصديق الراحل زهاء الطاهر في كل العصريات التي تجمعنا بالخرطوم لزيارة
    العوام والذي كان مطعمه محطة لنا نستريخ فيها من وعثاءات خرطوم التسعينات..احيانا يطفئ جوعنا ثم يجادلنا حول التشكيل والادب فنتفق ونختلف معه حول مدرسة الواحد وكثير من قضايا الثقافة ثم نختفي في جوف ليل المدينة.زوذكرتني ايضا بزهير الذي ساهم في طبع أول كتاب لي عن علي قاقرين عبر دار نشر الخرطوم في بديات التسعينات حين كان مدير للدار التي شهدت في زمنه تطورا ملحوظا واتذكر معرض المليون كتاب والندوات والليالي الثقافية التي تصاحب المعرض..كانت دار نشر الخرطوم في تلك الايام تمثل متنفسا لنا من احوال النظام الذي يعذب ويعتقل و..و.. لا أدري اين موقع زهير حسن بابكر في مجال النشر الثقافي الذي ابدع فيه حتي بعد احالته للصالح العام حيث اسس دارا للنشر استمرت في طباعة بعض الكتب الجديدة..
    ربنا يوفق يا عويس
                  

11-03-2007, 09:52 AM

Adrob abubakr

تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 3895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: خالد عويس)

    Quote: كتبت عن تهميش حقيقي يجري بحق آلاف في الشمال خصوصا، كان أجدادهم وجداتهم مستعبدين و(أرقاء) فعلا في مناطق واسعة من الشمال
    الأستاذ خالد أنا قادر أفهم إنت من ناحية تتكلم عن ماساة الذين أسترقوا في الشمال وتقول سبب تهميشهم لأنهم دون في نظر المجتمع هناك لخلفية أصولهم وديل نحن بنسميهم جلابة لكن إنت بدل ما تلومهم في نظرتهم الإستعلائية تجي تسحب التهميش عليهم وكأنك تضعهم في مرتبة واحدة مع مستعبديهم من المجولبين!
    ويتكرر أيضا موقفك الأولي النبيل تجاه الجنوبيين كما أوردت في روايتك (الرقص تحت المطر) وتؤكد نظريتنا في التهميش بأنهم ما بشر ذاته في نظر الشمالي مهما بلغ مستواه التعليمي أو مركزه الوظيفي وده موقف يضعك في مصاف الإنسانيين لكن أيضا الغريب بعد تجربتك التي إنفعلت بها وحكيت عنها تجي راجع وتقول لا التهميش من النخبة والشماليين بريئين لأنهم ذاتهم مهمشين!
    سبحان الله!
    حقيقة المواقف المتناقضة هذه شفتها في كثيرين من الكتاب وحيرتني جدا حتي تولدت لدي قناعة أنه ليس كل ما يكتب يمثل قناعات لكاتبها ومرات أقول السبب راجع إلي كون التنظير ولوم الآخر شئ والمحك الشخصي شئ آخر!
    Quote: لذاـ يؤذيني جدا أن يصفني أحدهم بأنني (جلابي) !!
    باين عليك تتناول المسألة من ناحية حساسية وده شئ طبيعي لأنك أديب الجلابة هي ذهنية إستعلائية تبنتها عرقية معينة وسيطرت بأساليبها علي البلاد وكرست ثقافتها الإستعلائية بإستغلال أدوات الدولة حتي آل إليها المركز والمسألة ده ليست حصرا علي قبائل الشمال لانه قبلهم كانوا الغرابة برضو جلابة وفي يدهم المركز وكثير من المجموعات تريد من ذات المنوال أن تعتلي المركز عندك مثلا الشايقية في الشمال والفور أو الزغاوة في الغرب أو الدينكا في الجنوب أو الهدندوة أو البني عامر في الشرق وعالميا عندك اليهود دائما أصحاب طموح ليعتلوا المركز ويدخل في القائمة أيضا القوميات الصربية والروس والفرس والترك والنيجيريين والأثيوبيين...
    وأنا مقتنع أنك إنت شخصيا لست جلابي بالذهنية وكتاباتك وموقفك الرافض لإستعلاء الجلابة الذين تنتمي إليهم عرقيا تؤكد ذلك
    ومسألة العلاقة بين الثقافة والعرق جدلية يا خالد وزي ما بيقولوا العرق دساس والجنس للجنس رحمة عشان كدة العرق مظنة الإنتماء الثقافي خاصة إذا كانت هي المهيمنة لوجود قرائن المصلحة المادية والأدبية
    إذن كونك جلابي عرقيا لا سبيل إلي نكرانها ولكن يمكن تنفي المسئولية الأخلاقية برفض تقبل ثقافتها وتسعي لتغييرها وتقف بجانب من المتضررين منها عشان كدة ربنا كان يخاطب بني إسرائيل بوزر آباءهم لا لكي ينكروا الإنتماء العرقي بل لرفض تبني ثقافة آبائهم
    Quote: النوبيون مثلا في الشمال، تم تهميش (حضارتهم) التي هي بالضرورة حضارة السودان كله.تم تهميشها لقرون. وبات النوبي متماهيا في (العروبة) بل أن لغاتهم تكاد تندثر.
    ألا يعد هذا تهميشا، رغم أن النوبيين محسوبون على المركز ؟؟
    طبعا يعد هذا تهميشا بإمكانك أن تقسم المركز نفسه درجات يعتلي فيها مثلا الشايقية والجعلية ثم الدناقلة والبقية في مستويات تابعة
    النوبة بلا شك أكثر شعب تعرض لتدجين سلمي وقسري لأنهم أصحاب حضارة ولموقعهم الحساس جنوب مصر وفي الوسط المعقل العربي ربما لأنهم مسالمون لم يظهر لهم صوت بالمعارضة ولكن في المقابل لديهم وزن معتبر في المركز أكثر من غيرهم من المهمشين وليس في نية المركز إبادهم بل فقط تدجينهم طوعا أو كرها!
                  

11-03-2007, 05:52 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: Adrob abubakr)

    Quote: الأستاذ خالد أنا قادر أفهم إنت من ناحية تتكلم عن ماساة الذين أسترقوا في الشمال وتقول سبب تهميشهم لأنهم دون في نظر المجتمع هناك لخلفية أصولهم وديل نحن بنسميهم جلابة لكن إنت بدل ما تلومهم في نظرتهم الإستعلائية تجي تسحب التهميش عليهم وكأنك تضعهم في مرتبة واحدة مع مستعبديهم من المجولبين!



    عزيزي أدروب
    أين وضعت هؤلاء بأولئك في مرتبة واحدة ؟!
    هذا لم يحدث مطلقا.
                  

11-03-2007, 06:41 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: خالد عويس)

    __________________________


    Quote: عموما أنا متفائل جدا بمستقبل الرواية السودانية، لو كانت هناك حركة نقدية كبيرة تعرض لعشرات الأعمال التي تنشر سنويا.لأن الانتاج دون نقد، في تقديري، معناه أننا نفتقر إلى بوصلة


    المبدع العزيز : خالد عويس

    لقد قرأت الحوار واستمتعت به، واستوقفتني الجملة أعلاه والتي استوقفت الأستاذ الطاهر ساتي كذلك. وعندها تذكرت مقالي المنشور من قبل في هذا المنبر بعنوان (نقد الانتليجنسيا السودانية) والذي أفرده هنا للمزيد من الفائدة راجياً ألا يزحم بوستك هذا أو أن يحرف مساره الذي ابتغيته له.

    أتمنى لك من كل قلبي دوام التوفيق والنجاح

    Quote: إن أول مناطات البحث حول الانتلجنسيا السودانية هي محاولة الإجابة عن الأسباب التي أدت إلى عدم انتشار الأدب السوداني كما هو الحال في بقية الآداب الأخرى. ولعل هذا الأمر هو واحد من المعوقات الأساسية في سبيل لقاء الأدب السوداني حظه من الانتشار والنقد والتداول إقليمياً وعالمياً، وإن استثنينا الأديب والروائي العالمي الطيب صالح وشاعر القطرين محمد الفيتوري اللذان هربا من حصار القوقعة المحلية إلى عوالم أرحب، نجد أن بقية الأدباء السودانيين مازالوا محاصرين إن لم نقل مدفونين إما ذاتياً أو لأسباب أخرى يصعب حصرها نظراً للتغيرات المطردة في مناحي الحياة السودانية المختلفة: اجتماعياً وسياسية واقتصادياً وحتى تقنياً إذ أن دُور النشر والتوزيع السودانية تفتقر إلى أهم المقومات التي تجعلها لا تعي دورها الرسالي في حمل الثقافة والأدب على النحو الذي يجب، فتكتفي بدور الناشر والموزع السلبي على أساس ربحي ليس إلا. وتطوير مؤسسات ودور النشر لتقنياتها المهنية والحرفية وكوادرها وأدواتها في التعامل مع النصوص الأدبية هي واحدة من الركائز التي يعتمد عليها الأدب السوداني في عملية اختراق سوق الأدب العالمي. وأنا هنا حين أقول عالمي، لا أحصر العالمية أبداً في القراءات والكتابات غير العربية وإنما أقصد بها ما وراء السودانية عموماً.


    إن غياب النقد هو أحد العوامل التي ساعدت على دفن التراث الثقافي السوداني، وما لم يجد الأدباء السودانيون طريقة لوصول أعمالها للنقاد فلن تجدي جميع المحاولات الفردية التي يقومون بها من جلسات استماع وقراءة ونشر في الشبكة العنكبوتية في محاولات متواضعة جداً منهم للوصول إلى المتلقين. فمعظم الأدباء السودانيون يكتفون بنقد المتلقي غير الأكاديمي والمتمثل في ردود أفعالهم سواء عبر وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو حتى موجة التصفيقات التي يتلقها في ندوة أو أمسية أدبية. ليصبح التصفيق أو مجرد الإشادات الفردية هو تيرمومتر النقد الأدبي السوداني. وهذا التواضع في الحقيقة ليس تواضعاً حميداً، بل هو تواضع المغلوب على أمره. وبدون محاولات شخصية أو مؤسسية جادة للوصول إلى حدود أبعد من المتاح فسوف لن يصل الأدب السوداني إلى مرحلة التداول التي تتيح بدورها لفت أنظار النقاد وبالتالي نيلهم الانتشار الذي يستحقونه. وعليه سيظل النقد مجرد أخوانيات تتداول في أروقة الأدب السوداني الضيقة من نقاد سودانيين إلى مبدعين تربط بينهم علاقات.


    وبعيداً عن الحركات النقدية الجادة، نجد حركة يُمكن أن أسميها بالاكتشافات الفردية كتلك التي قام بها الروائي الفرنسي دو سان بول والأديب الفرنسي خافيير لوفان. وما قام به الشاعر يحيى العبدلي والدكتور سليمان يحيى محمد من تناول نقدي وتشريحي للأدب السوداني بجميع أنواعه، على مر العصور القديمة والمعاصرة. ورغم ما في هذه التجارب من غنى وجدية، إلا أنها تظل قاصرة عن تقديم الأدب السوداني بجميع خصوصيته كما يجب.


    واحدة من معوقات انتشار الأدب السوداني، هو إيغال الأدباء أنفسهم في السودنة. ولا أعني بذلك أن الحل في سبيل ذلك هو التخلي عن التنميط المطلوب لكل أدب. ولكن أعني بذلك تلك الرؤية التغزلية التي يتعامل بها الأدباء السودانيون تجاه ثقافة سودانية جغرافية بعينها وهي ثقافة أهل البطانة والجزيرة على وجه التحديد، في محاولة منهم لإيهام القارئ السوداني والعربي أن الثقافة السودانية لم تنتج أنضج من هذه التجربة الثقافية المتفردة في لغتها ومفرداتها. فالمتتبع لنصوص الأدب السوداني وحتى على مستوى المسرح والدراما يجد التشدق والالتصاق الواضحين بهذه الثقافة والتي لا تعدو أن تكون واحدة من روافد الثقافة السودانية واسعة التعددية، وبالتالي لا يصح القول بتمثيلها لها.


    والمطلع على الآداب غير السودانية يكاد يلحظ عدم اهتمام من قبل الأدباء بإعطاء قائمة تفصيلية بمحتويات تراث البيئة التي يكتب عنها إلا ما ينفذ منها من خلال وصوفات فنية صرفة، لا سيما في الآداب الأجنبية التي تهتم بالجانب الإنساني السردي على وجه الخصوص دون الدخول إلى تفاصيل تراثية أكثر خصوصية. مع التشديد على خصوصية الأدب المكتوب باللغة العربية المغاير لهذه الآداب حول كون اللغة تراثاً قي حد ذاته، وخصوصية هذه المتنقلة جغرافياً من بيئة إلى أخرى. علينا للخروج من هذا المحك أن ننتقل من حالة الاهتمام بأدوات الثقافة والتراث إلى الاهتمام الكامل بالثقافة والتراث نفسيهما، لأن هذه الأدوات – بما فيها من لغة - متغيرة بشكل دائم ومستمر. وإن كنا سنعول كثيراً على ميكانيكية التغيّر لتنتقل من أدوات التراث إلى التراث نفسه، فإن الحركة التأريخانية هي المقصودة في تعريفنا الأزلي للأدب وهو مناط اهتمامه الأوحد.


    إن الأدب هو تاريخ الشعب المُصاغ بطريقة فنية – حتى لا أقول أكاديمية – والأدب الحقيقي هو الذي يستطيع أن يتعرف القارئ من خلاله على تلميحات واضحة وسريعة لمجمل الواقع للبيئة التي يتناولها النص الأدبي: سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وتاريخياً وعسكرياً وأمنياً وكافة المرجعيات التي قد توضح جوانب البيئة بكل دقة. وعندها يصبح التشبث بأداة متغيرة هو نوع من الدوغمائية التي تعمل على قتل النص الأدبي وبالتالي على قتل المبدع أدبياً فيحول بينه وبين التطور من ناحية وبين الانتشار من ناحية أخرى.


    ودون أن نلجأ للخوض عن مركزية الثقافة السودانية وهامشها، فإن ثقافة المركز الفعلية هي إنما خليط متميزة من جميع الثقافات السودانية المتعددة والمتشابكة، بغض النظر عن أسباب تشكل هذه الثقافة الوسطية من أسباب سياسية واقتصادية مختلفة على مر التاريخ السوداني المعاصر والقديم على حد سواء. ويمكن اعتبار هذه اللغة الهجين صالحة للتصدير دون اللجوء إلى التعريفات الجغرافية والإحالات المعرفية لها على أي حال. متخطين ورطة التشبث بعنصرية اللهجة الجغرافية ومتجاوزين لحدود جذورها التاريخية إلى أفق سوداني أرحب، يكون في العنصر السوداني أشد تعميماً وأكثر وضوحاً. وليس المجال هنا لسرد نماذج من ذلك فالواقع الأدبي السوداني مليء بهذه النماذج المقروءة والمشاهدة والمسموعة



    القائمة السودانية المدفونة تطول لتشمل أسماء تجعلنا نصاب بصدمة حقيقية عندما نعلم أن هذه الأسماء الكبيرة ما زالت تجهل طريقها إلى المتلقي العربي والعالمي، ولنا أن نتخيل وضع الثقافة والأدب السوداني إن كان أُتيحت له فرصة الوصول إلى خارج حدود القطر السوداني، لحصول المنافسة التي يستحقها مع نظيراتها من الثقافات والآداب الأخرى: علي المك، بشرى الفاضل، إبراهيم إسحاق إبراهيم، فضيلي جماع، عمر الدوش، مختار عجوبة، عبد العزيز بركة ساكن، محسن خالد، عيسى الحلو، محمود مدني، طارق الطيب، بثينة خضر، أمير تاج السر، محمد أحمد عبد الحي، يوسف عيدابي، محي الدين فارس، مصطفى سند، أبكر آدم إسماعيل، رانيا مأمون، ملكة الفاضل عمر، عاطف خيري، الصادق الرضي، عصام رجب، أنس مصطفى وغيرهم الكثير من الأسماء التي يجهلها حتى السودانيون أنفسهم ناهيك عن النقاد والمتلقين العرب وغيرهم.


    وإذا أردنا الخوض في واحدة من هذه المناحي الأدبية في محاولة لتشكيل أنموذج نقدي لها، نجد أن لا أجدى من تناول الرواية السودانية كمثال أكثر خصوصية لحياة التراث والثقافة السودانية، وللوقوف على حركة الوعي والثقافة الكائنة في مجمل الأدب السوداني، لأن بقية الآداب لا تحتمل هذا العبء التاريخي أبداً إلا إذا استثنينا بصفة خاصة: المسرح والدراما والنصوص الملحمية. وعندما نتكلم عن الرواية فلا بد لنا عندها – دون نتعرض لمحاولة تقييم – أن نقف على عدد من أهم الروايات السودانية التي ساعدت كثيراً في التعريف بالبيئة والانتلجنسيا السودانية بشكل أكثر ملائمة لمتطلبات المرحلة الحالية من حالة "الانزواء" الأدبي أو المرحلة الجنينية إن جاز لي التعبير.


    وإذا تناولنا رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" أو "عرس الزين" للأديب العالمي الطيب صالح، ورواية "الطريق إلى المدن المستحيلة" للروائي أبكر آدم إسماعيل أو رواية "أخبار البنت مياكايا" للروائي إبراهيم إسحاق سنجد أنه قد تكونت لدينا حصيلة مهمة جداً تساعدنا على فهم الشخصية السودانية من خلال فهم المعطى البيئي الواضح في كل رواية من هذه الروايات. وإذا رجعنا لروايات الطيب صالح التي نالت حظها الوافر من النقد والدراسات النقدية، بحكم عالميته، فإننا نجد أن بقية المنتوجات الأدبية للروائيين السودانيين لم تلق ذات الحظ، رغم أن معظمها لا يقل – من حيث الحبكة الدرامية واللغة ومقومات الرواية المعرفة – عن بقية روايات الطيب صالح. وإذا عرفنا أن المتلقي العربي أو غير السوداني بصفة أدق مستعد تماماً لمعرفة المزيد عن الأدب السوداني نجد أنفسنا أمام إشكالية أخرى تكمن في المبدع السوداني نفسه. الذي آثر الانزواء إلى عوالم الأسفير والأخوانيات، مكتفياً بذلك عن اقتحام حائط العزلة المضروب حوله إلى آفاق أوسع وأرحب.


    إن الفهم المغلوط للأدب ولدوره، يُعد واحداً من أهم أسباب تأخرنا في مواكبة الآداب الأخرى ومجاراتها إن لم يكن سبقها، فليس الأدب وسيلة إمتاع ذاتية أو حتى جماهيرية بقدر ما هو حِرفة دبلوماسية في أسمى مقاماتها، وعمل تأريخي في واحدة من أهم خصائصها الداخلية. وربما كان ذلك هو السبب المباشر في نيل الطيب صالح جائزته العالمية، إذ أنه وعى تماماً هذا الدور الريادي للأدب، ونقل بحرفية لغوية تفاصيل الحياة والبيئة السودانية متمثلة في شخوص روايته. وبهذا المفهوم الحيوي للأدب نجد أن رواية كرواية إبراهيم إسحاق "أخبار البنت مياكايا" لا تقل أهمية وروعة عن رواية الأديب العالمي الطيب صالح. إذ يعتمد فيها الراوي على ديناميكية الصراع بين اللغة والأسطورة والتاريخ بجميع متناقضات هذه العناصر الحيّة والفاعلة. وكذلك قصة "عندما يهتز جبل البركل" أو رواية "صالح الجبل" للدكتور مختار ود عجوبة الذي يحتفي فيه بالخرافات متمثلة في شخوص روايته الذين لهم علاقات "سفلية" بعالم الجن والشعوذة كما هي في شخصية "فتح الرحمن" و "ود حبوبة" ولا يختلف اثنان على أن الروايتين لهما طابع استكشافي خطير جداً وهو أقرب إلى مزايا التنقيب في خبايا التراث والتاريخ، وما يجعل رواية الدكتور ود عجوبة رواية قيّمة بالفعل.


    إن المهمة التاريخية الجسمية التي تقع على عاتق المبدع السوداني والناقد السوداني هي نقل هذا التراث الأدبي الثر إلى الآخرين، والانتقال من مرحلة إلغاء الآخر إلى اكتشافه، ومن مرحلة انتظار الآخر إلى الذهاب إليه لا سيما وأن الجو ملائم لمثل ذلك ، متى ما توفرت عوامل التفعيل الإيجابية. لأن المزاج الأدبي ليس مزاجاً ذاتياً صرفاً.

    إن العلاقة بين المبدع والناقد أو فلنقل بين الكاتب والناقد على اعتبار أن الاثنين مبدعين هي علاقة لصيقة جداً، ولكن ميكانيكية هذه العلاقة ليست واضحة بالنسبة إلينا نحن كسودانيين، على وجه التحديد، وكعرب بشكل عام. الوضع الافتراضي لهذه العلاقة هي أبجدية كون الكاتب كاتباً في المقام الأول، والناقد قارئاً في المقام الأول. وعلى هذا فإن "وظيفة" الكاتب تنتهي بمجرد انتهائه فعل الكتابة والنشر للمتلقين، ويأتي هنا دور الناقد الذي يمارس "وظيفته" كقارئ، وعندما يستفزه نصٌ ما، فإنه يعكف على قراءته بعين احترافية هذه المرة. ومن هنا يتبين لنا أن الكتابة المستفزة "المبدعة" هي التي تجلب النقد، وبالتالي فهي المحرك أو الباعث الأساسي للحركة النقد. تماماً كالرسام الذي يستفزه منظر طبيعي ما، أو حالة شعورية معينة تجعله يشرع بتحليل هذه المشعورات والمرئيات ويترجمها إلى لوحة، ويبقى التحليل محصوراً في نطاق المدرسة التي يتعامل بها الرسام سواءً كانت إنطباعية أو تجريدية أو سريالية أو تكعيبية أو رمزية أو غيرها من مدارس الفن التشكيلي المختلفة. ومن مجمل هذه الدائرة الإبداعية نستطيع أن نوجد حدود الدائرة بالتركيز على تماساتها الكثيرة لنخرج في النهاية إلى حصيلة محددة هي: الفعل وردة الفعل.


    مما سبق، نجد أن دور الحركة النقدية في حقيقته لا يقتصر على النقاد فقط، بل يقتصر على الكُتاب كذلك، فهي مسؤولية مشتركة، ومن الصعب أن نحدد هذه المسؤولية في نطاق جغرافي محدد، طالما أننا نتكلم عن "فن" أو "أدب" على اعتباره أحد روافد الفن الأكثر عبقرية. لا أزعم عنصرية أدبية، أو انحيازاً لهذا الجانب من الفن، ولكنه في نظري أكثر الفنون عمقاً ونضوجاً من الناحية الإنسانية. وعليه فلا نستطيع أن نقول أن النقاد المصريين "مثلاً" لا تقع عليهم مسئولية تتبع الحركات الأدبية في السودان "مثلاً" والعكس صحيح تماماً، فأنا لا أتكلم عن جغرافيا بل أتكلم عن قضية إنسانية في المقام الأول. الإبداع بغض النظر عن بيئة هذا الإبداع.


    والنقد المقيد بجغرافية محددة، أعتبره في حقيقته نقداً مقنناً لا يُساعد على التطوير. وعندما أقول "تطوير"، فإنني أعني التطوير الذي يشمل حركة النقد، وحركة الأدب على حدٍ سواء. فالملكات النقدية تحتاج إلى نصوص تشعر الناقد بالتحدي أول الأمر، في محاولة لتفصيص النص الأدبي، لغور أسباره وكشف خباياه، ويظل ذلك مستحيلاً في ظل تكرار النماذج البيئة الموحّدة. وعليه فإنني أرى أن المسؤولية مشتركة بين الكُتاب والنقاد السودانيين من جهة وبينهم وبين النقاد العرب من جهة أخرى.


    فيما يختص بتشبث الأنتلجنسيا السودانية بثقافة محددة، فإن الحديث عنها يطول ليأخذنا إلى جدلية المركز والهامش والتي تناولها الدكتور أبكر آدم إسماعيل بإسهاب وعمق شديدين، وتكلم فيها عن إشكالية الهوية كحجر زاوية في هذه القضية. وهذه الإشكالية تتمحور في كوننا عرباً أم أفارقة في المقام الأول. وهذه الإشكالية الموغلة في الإغراق قد تقودنا إلى معرفة عامة عن وضع الانتلجنسيا السودانية بشكل أكثر منهجية ودقة. وكما يرى الدكتور أبكر آدم إسماعيل – وأنا أتفق معه في ذلك – أن السودان بلد متعدد الثقافات، وأن مفهوم الدولة السودانية، ما هو إلا جزء أصيل من تراثها الإثني والديني والثقافي والتراثي ...إلخ. وهذه التعددية التي خلقت لنا تبايناً واضحاً في العادات والتقاليد والطقوس واللهجات أو حتى اللغات في بعض الأحايين كانت هي سر تغزل الأنتلجنسيا السودانية في فترة ما، غير أنها كانت هاجساً اكثر تأريقاً لهم فيما بعد. وحتى اليوم فإن المتحدثين باسم الثقافة السودانية مازالوا يتغزلون بهذه التعددية دون أن يكونوا قادرين على حل إشكالية الهوية بشكل قاطع وجذري.


    وربما لم تكن مشكلة الهوية، مشكلةً بالبُعد الأدبي لها عندما نتحدث عن تاريخ السوداني القديم، وتحديداً في العهد المسيحي، ولكن دخول الإسلام إلى السودان هو ما أوجد هذه المشكلة "مشكلة الهوية" ومنذ تلك الحقبة التاريخية وهذا الدخيل يمتد في العمق مشكلاً مداً حضارياً يهدف إلى إعادة إنتاج الآخر داخل هوية هجينة "إسلاموعربية" كما يوضح دكتور أبكر. وحتى تلك الحقبة التاريخية لم يخلق هذا المد الحضاري أي إشكالية تذكر، إلا بعد أن انهيار الحضارة العربية والإسلامية بدأت الإشكالية بالظهور. واختصاراً يمكنني أن أقول أن طفح ثقافات محددة، ومحاولات تشبث الانتلجنسيا السودانية بها، ما هي إلا امتداد طبيعي لهذا المد الحضاري غير المبرر، واستعلائية غير معلنة، أو معلنة في مواطن أخرى. وهذا ما يُفسر التصاق الانتلجنسيا السودانية بها، فالمسألة ليست إشكالية هامش ووسط، بقدر ما هي إشكالية عروبة من عدمها. وارتباط مفهوم العروبة بالإسلام من ناحية، وانتقال اللغة العربية إلى السودان والبدء في تداولها منذ بدايات الفتح الإسلامي لأفريقيا من ناحية أخرى يجعل من هذه الإشكالية إشكالية شديدة الخصوصية والعمق. وفي ظل سيطرة جغرافية لثقافات كان لها دورها التاريخي البارز في تهديد الكتلة السودانية بشكلها التعددي الواسع. أو يمكننا أن نقول أنه استعمار الداخل.


    المصدر: مدونة الغابة والصحراء
                  

11-04-2007, 00:15 AM

Adrob abubakr

تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 3895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! (Re: هشام آدم)

    الحبيب خالد
    Quote: أين وضعت هؤلاء بأولئك في مرتبة واحدة ؟!
    كونك تحتج بتهميش الشمال بالحديث عن فئات غير شمالية الأصل مسترقة من قبل الشماليين فيه تمويه شديد لكي يوحي لغير المدقق أنهم محسوبين علي الشمال وبالتالي دليل علي تهميش الشمال!
    يا عزيزي خالد أنا أتفق معك أنه التهميش أنواع تجد حتي بين الفئات المنتمية للمركز في بيناتهم إختلاف مقدار في مستويات التهميش حسب إقترابها أو بعدها من الشفرة الثقافية فمثلا أهلك النوبة من أكثر الفئات المطلوب تدجينهم لا إستبعادهم لهم نصيب في السلطة ولكن حظ لهم في الثروة كالشايقية والجعلية مثلا ولكن مع ذلك يختلف تهميشهم عن تهميش أهالي التخوم ليس فقط إختلاف مقدار بل أيضا إختلاف نوع والسبب في ده يعود إلي أن أولئك لا يراد تضمينهم في الشفرة بل ينظر إليهم بإعتبارهم مهدد يجب إخضاعهم أو إبادتهم!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de