السودان ـ رؤى المستقبل‏

Quote: الأخ أبو تميم المحترم سلامات . عندما تعترينا الوطنية ونصبح مسكونين بحب الوطن . تصفا السرائر وتنقشع الحجب ويضمحل ظلام النفوس ,, ينعدم الثناء .. نقول لبيك يا وطن وسعديك ونردد كورالاً قديماً جديداً .... أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا . لكننا اليوم على كبوة خيل ويقيني أننا سوف نعتلف من موائد الوطنية وتنطلق مسيرتنا في آفاق الوطنية وسماواتهاالرحبة لنبني مجد سودان جديد مثلما كان متمدداً ممتداً عربياً وأفريقياً ودولياً ويلا بينا أنا وانت والكل (سوا سوا) لكن لابد لنا من قراءة مستقبلية للخارطة السياسية لوطن الجدود في ظل نظام نرجسي حقود هجّر الأبناء قسراً واعتلى عرش بلادي وعاث فيها فساداً وغرس بذرة شقاق ونفاق ما كان فينا سالفاً أو آنفاً , فافترقت علينا الطريق وتاهت خطواتنا التي بدأت واثقة عام الاستقلال وبُعده .. فأرجو أن تشاركوني مسيرة تفكيري وبالله التوفيق ..... السودان الحبيب إلى أين يا وطني تسير خطاك ؟ حقيقة إنني متشائم . أراك منحشراً في كل يوم وليلة نفقاً مظلماً حالكاً. وأرى قدماك يغرقان في الوحل في كل لحظة فاردت أن أقرع طبول الإنذار وأصرخ بملئ شدقيّ أن بلادي تغرق تغرق تغرق فهل يا بني وطني من أحد منكم يصرخ معي . مهلاً دعنا من الصراخ ولنكن عمليين وعلميين نضع النقاط فوق الحروف ونشخص العلة والداء ونوجد الترياق , وبين العلة والترياق نورد المحاذر والمخاطر حتى يلتفت من نصبوا أنفسهم قادة علينا علّهم يلحقوا بركب الوطنية وقطاره الذي يتهادى مسرعاً ليسطر البطولات في سجل التاريخ الخالد ويفنِد من اتجر بالدين وتاجر في قوت أهله ونهب وسلب خيرات وثروات وطنه وجعلها حكراً على حفنة من صفوة النظام الذين أتخموا بسف المال العام وإدارة بيوت الأشباح وتعذيب الأبرياء وتشريدهم فكانت سجون "أبو غريب" فيي "الخرطوم" منذ يونيو 1989 أي قبل "بغداد" " . .. هذه شهادة للتاريخ , لقد كنت قريباً من مراكز ودوائر القرار في عهد الرئيس الأسبق "جعفر النميري" وأقرب في المجلس العسكري الانتقالي الذي أطاح بـ"النميري" وأوائل فترة حكومة "الإنقاذ" في الـ4 سنوات الأولى ثم تركتهم عندما تبين كذبهم . هذه الفترات منحتني خبرة يمكن أن تكون مداداً لكتابة النقاط على الحروف لما قلت في مطلع هذه الكلمات . إنني أرى أن السودان وهذا النظام يقوده إلى مهلكة لا محالة وتشظ لعدد من الدويلات لا يجادل فيها أحد إلا مكابر , وضياع للهوية دون شك , وارتهان للقرار للقوى العظمى لأن من يطمع في البقاء في سدة حكم غير شرعي لا ولن يخجل من أن يرتمي في أحضان إمبريالي ليحافظ على كرسيه وأركان حكمه , الأمبريالية لا تبالي أن وجدت نظاماً واهناً يلبي الرغبات ويجذّر الأطماع , وتعاون "الخرطوم" في الحرب ب العالمية ضد ما يسمى بالإرهاب خير برهان لتناقض هذا النظام الذي طالما هتف بالجهاد والاستشهاد وكان تكفيرياً في بدايته ووسطه إنتهاءاً بالتعاون الأمني مع عدوه حتى قالت "واشنطن" أن 80ـ90% من المعلومات التي استندت ولا تزال تستند عليها قد استقتها من "الخرطوم" بل وأن الكوادر الأمنية العاملة في كثير من المجالات الأمنية والاستخبارية حالياً في العراق مهم ضباط في الخدمة بالجيش السوداني ... فيا عجباً؟؟؟ إذن فلا يمكن للمرء أن يعوِل على هكذا حكومة . لقد ارتفعت نبرة القبلية والجهوية , ولوحة انفصال الجنوب قد بدأ رسمها ليس لأن الإخوة الجنوبيين يسعون لذلك فحسب بل لأن حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم يخطط حقيقة لذلك .. وفي حفلات "عرش الشهيد" كانوا يرقصون على أنغام "جدودنا زمان وصّونا على الوطن" . الحديث ذو شجون فـ"دار فور" هي الأخرى سوف يتبدل "منفستو" حركاتها المسلحة إلى المطالبة بالإنفصال , و"مؤتمر البجهة"في الشرق على الدرب سائر , وملامحمطالب أهل الشمال بدأت تشرئب لذات المصير , وسمعنا مؤخراً بانتقال عمليات عسكرية إلى شمال النيل الأبيض , بقيت الجزيرة بل و"الخرطوم" نفسها ... إذن فالانتفاضة قريبة وإلا فالتشظي إلى دويلات هو البديل السيئ . هذا في الداخل , أما إقليمياً وعربياً ودولياً فقد هانت بلادنا هواناً لا سابق له فقد طمعت فينا تشاد التي كانت ترهبنا في أشخاصنا ونحن ضباطاً صغاراً في السبعينيات عندما كنا مرابطين علي الحدود , وتتطاولت علينا إريتريا ودولتها الحالية وهي صنيعة السودان ودول أفريقية كثر . أما عربياً فقد اهتزت الصورة الراسخة السابقة للسودان وعاصمتها "الخرطوم" التي عرفت بعاصمة الـ"اللاءات الثلاثة" في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي وقرار "قمة الخرطوم" الذي استخدم النفط العربي لسلاح فاعل لوقف العدوان الإسرائيلي عل دول "الطوق العربي" في حرب يونيو (حزيران) من عام 67 الذي هز الاقتصاد العالمي وجعل الغرب بأكمله يخطط إلى يومنا هذا لعدم تكرار ذلك , وكانت قواتنا ترابط بصفة دائمة على جبهة "قناة السويس" المصرية على مد أكثر من 12 سنة مع أشقائهم في الجيش المصري والمشاركة في العبور في حرب رمضان من عام 73. كما لا يفوتني موقف السودان آنذاك من تنقية العلاقات العربية العربية بداءً من اقتتال الفصائل الفلسطينية و الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينيات , فضلاً عن المشاركة الفعلية في الحرب العراقية الإيرانية إلى جانب العراق نصرة للأخوة العربية . أما دولياً فكانت قواتنا هي العمود الفقري لعمليات حفظ السلام الدولي في ناميبيا ومن قبل في الكنغو ونيجيريا .فأين موقع بلادي اليوم ؟؟؟!!! قوات دولية في كل مكان وموقع من السودان لحفظ الأمن فيا عجباً!!! أعتقد الحل هو أن يذهب نظام "الإنقاذ" غير مأسوفاً عليه وليبقى السودان حراً موحداً . واتق الله يا "عمر البشير" الله في البلاد والعباد وغادر أنت ونظامك بلا رجعة . من الموتور بحب الوطن والمسكون بعشق السودان أبو غسان الصغير