|
|
 حسب التوقيت المحلي ....مبادي قصه قصيره..
|
حسب التوقيت المحلي
ينفلت الان من الذاكرة المشبعه بالحنين الي ذلك البنطال المتسخ والذي يراه متسخ بافعال تجربة حسيه شكلت منه هذا الكائن الغريب الاطوار سماهو (بني ادم) لم يكن يبالي بما هو ظاهر لديه وانما كان حريص كل الحرص على ما يدور بالباطن فهو دائما ما يلجأ للباطن ويعيش فيه لحظات بالطويله .
كان الجو كما المعتاد لديه لا جديد فالجده لتي يحبها جدا تمارس هوايه المشاط في شعراتها التسعة البيضاء وتهز ارجلها واحده فوق الاخرى منتظرة شئ ما لا يعرفه احد منا مطلقا فهي دائما ما تتحدث الي نفسها و كثيرا لا تبالي بمن حولها من اناس فقد تخاطب جدي الذي دفن بمقابر ابوسعد جوار شيخ عظيم عسي ولعل ان يكون مرقده بجواره شفاعه له كما تعتقد جدتي فى أولياء الله الصالحين .أما الكلب الحزين لا يستطيع أن يفارق شجرة السدر التي تربي فيها منذ أن جلبته جدتي من أسرة خالي ذو اليد الطويله إكراما لها فقد أهداها هذا الكلب الأبيض ذو النقطة السوداء فى منتصف جسمه النحيل سرعان ماكبر هذا الكلب وسرعان ما كوّن علاقة حميمة بكلبة جارته البتول التي يخاف منها جميع سكان الحي لطول لسانها. أٌعجب تماما بهذا الكلب الذي أصبح ملتزما معه بلهاثه ان يخبره كم هي الساعة الان فهو له علاقة وطيدة بالوقت كما علمه استاذه في الفن قائلا:
(الفن بلا وقت كالحياة بلا إيقاع. )
(في الفؤاد ترعاهو العنايه)
(من ضلوع الوطن الحبيب)
عاده ما تتسلل هذه الأٌغنيه عنوة الي داخل غرفته المطله على الشارع الرئيسي (شارع المواصلات) وعندما تزداد سرعة لهاث هذه الكلب يعرف هو تماما أنها الوااحده ظهرا فحقيبة الفن برنامج ينتظره كل عشاق الفن الاذاعي بفارق الصبر وهو من عشاقها ايضا فالصوت خالي من الشوائب برغم اقدميه الاذاعه والتسجيل لهذا البرنامج الجميل المعتق ككش ....ككش...ككش الاذاعه السودانيه تقدم....ككش ...ككش حقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــيبة الفن ..ككش يعدها ويقدمها لكم .....يغيب الصوت بعيدا عندما يسمع صوت الجده التي تنادي عليه
(تعال يا ولد شيل الشاي قبال ما يبرد...)
(اديهو للمنبه القاعد ساي ده) قاصد الكلب...طبعا ماظنيتها قد فهمت فالجده بعيدة كل البعد عن قواعد التوريه والجناس عفوا فهي لم تلتحق بالمدرسه الوسطي الا و جاء الفارس واختطفها بماله معشما انها ستواصل التعليم لاحقا حينما يتم الزواج فالجد الكبير يعمل بمطاعم الانجليز وقتها ويعتبر في الاسرة انه من طبقه المثقفين لتفوهه ببعض الكلمات الانجليزيه واهتمامه بالحيوانات الاليفه...... فقد تم الان الزواج قرابه الخمسين عاما ومات الفارس وهي ما زالت تحتفظ بالكراسه والقلم تنتظر لحظه ان تعود للدراسه ولكن...........(ياولد انت بتعمل فى شنو ؟)
(المنبه ده شنو كمان؟)
(ياحاجه انا ظابط زمني ده كلو على الكلب الحزين ده.)
ياولد الشاي ده برد
عارفك مافهمتيها لكن لو كان كملت المدرسه كان هسه موتي من الضحك
بطنطن فى شنو ؟
ولا حاجه
ان ماشي الاوضه
الخرابه قول
المهم انا ماش
(سمح)
دايما ما كان لها تعليق ولكن بعد ان يقطع مسافه فى هذه المرة لم يكن هناك تعليقا هذا ما ذاد من حيرته ولكنه لم يبالي بها اغلق الباب باحكام عسي ان يواصل ما بداه من كتابه....طرقت الجده الباب بقوة اخافته وقطعت تفكيرة البته..منو ده؟
انا...
مالك يا حاجه..
قلت لي ظابط المنبه بتاعك ده على الساعه كم؟؟؟هي هي هي هي
لم يكن بمقدورة الا الصمت هسه الطاقه دي لو استفدت منها ومشيتي بيها التلفزيون مالو ؟؟؟؟؟ كان بقيت ممثله هسه؟؟؟
تتواصل الجده فى الضحكه التي كانت اشبه بالمصطنعه فعلا
اختلطت الضحكات مع لهاث الكلب وبهذا تصعب عليه تحديد الوقت الان .لم يكمل حتي الان ما بداهو من كتابه ولكن حتما سينتهي منها لانها تكليف من استاذه ومشرفه فى الفن.
(يبدو انو الحاجه بدات مشروع الكوميديا)
قالها بعد ان تذوق الشاي الذي احضرته الجده لم تسعفها الذاكره الا ان تضع سكرا به يا لها من مسرحيه.هسه عليك الله الكوميديا والهزار فى السخانه ديل ما بعملو شلل اطفال يا حبوبه؟
(طنطنه )
اللهاث يزداد شيئا ما ولكن غير مستقر علي نمط
الساعه كم ؟
اللهاث ينقص شيئا ما
يا راجل؟
اللهاث يزداد بسرعه جنونيه
معقوله؟الكلب ده جن ولا شنو؟
الساعه تزداد وتنقص بلهاث الكلب لابد ان هناك شيئا ما
اللهاث يتناقص شيئا ما
يزداد
يتناقص
يزداد ويزداد
نظر بالطاقه المسموحه له
.....
؟؟
ياحجه شكلك خليتي الباب فاتح
شنو؟
الباب الباب خليتي فاتح
ليه؟
الكلبه دي تاني جاتي
ويعني شنو؟
مابوظت لي الزمن ده
عليش
مارس 1997
|
|
 
|
|
|
|
Mohamed Ahmaed Olyesh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست