حوارحول فكر الحركات الإسلامية في السودان : المــحبوب عبـد السـلام :-

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2007, 12:32 PM

عبد الواحد أبراهيم
<aعبد الواحد أبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوارحول فكر الحركات الإسلامية في السودان : المــحبوب عبـد السـلام :-

    في فكر الحركات الإسلامية في السودان
    المحبوب عبدالسلام لـ الخرطوم :-
    ليس بالسودان علم اسلامي كالازهر والزيتونة .

    في الدولة المدنية تحفظ حقوق الانسان ويعبر الفرد عن دينه .

    الحضارة أكبر قيمة من الديمقراطية في الغرب لذا أجهض تجارب
    الحركات الاسلامية.
    دبت المشاكل في التيار الاسلامي في السودان عند طرح التنظيم الدولي.

    الأخوان المسلمين تبنوا الاشتراكية في مصروسوريا والسودان .

    انحسر جهدنا بالسلطة فكثرت المساجد وقلت التقوى .
    محمود محمد طه له نظرية مؤسسة على الادعاء الكبير.
    الحركة الإسلامية حركة اصلاح اجتماعي تسعى لكسب السلطة السياسية.
    البيعة جاءت للغرب بفكرة العقد الاجتماعي وانتكست في الإسلام .
    سيد قطب جاء بالحاكمية واستعلاء الايمان والعزلة الشعورية .
    إجماع الأمة يعبر عنه بالاستفتاء.



    حوار :- عبدالواحد ابراهيم

    يعتبر المحبوب
    عبدالسلام أحد القيادات البارزة في تيار الحركة الاسلامية
    السودانية التي انضم اليها باكراً وهو لايزال طالباً وتعدد انشطته ما بين
    العمل الاعلامي والعمل السياسي والعمل الفكري هذا فضلاً عن دراسته الأكاديمية
    العليا التي اختار لها موضوع الحركة الاسلاميةوفي حوارها حول فكر الحركات
    الاسلامية في
    السودان وجهت اليه استفهامات حول
    بدايات الحركة الاسلامية في السودان والتيارات المكونة لها وتأثير الحركة
    السلفية عليها واوجه التبلور الفكري التي صاحبت الحركة الاسلامية والدولة
    الدينية والموقف الجديد منها بالنسبة لتيارات الاستنارة داخل الحركة
    الاسلامية و حول فكر الحركات الاسلامية في السودان يرى المحبوب ان شعارات الحركة الاسلامية تأثرت وذلك لسقوط التجربة وانهم يعطون الاولية للمجتمع على الدولة اصلاحاً ويتناول عبدالسلام تاثير الحركات والتيارات المعاصرة في الخارج على الحركة الاسلامية السودانية اضافة الى موقفهم من العمل الطوعي الذي يراه جزءا من العمل الاسلامي العام اضافة الى قضايا الحريات والديمقراطية والشورى في فكر الحركات الاسلامية اضافة الى مسألة الديمقراطية والشورى وموقف الحركات الاسلامية منها، حيث يرى اجماع الامة يعبر عنه عصرياً بالاستفتاء وانه لا يمكن ان تستشير الناس ولا تأخد برأيهم، وان الحركات الإسلامية حركات اصلاح اجتماعي تسعى للسلطة السياسية وان القوانين تحتاج إلى اصلاح وكذلك الفقه الإسلامي يحتاج إلى تجديد كما تحدث عن الفكر الإسلامي التقدمي وفكرة تقديس الدولة وعلاقة الحركات الإسلامية بالغرب وتصادم مشروع الحركات الإسلامية مع الغرب .



    هناك صعوبة في دراسة الحركة الاسلاميةالمعاصرة في السودان حيث يصعب تصنيفها
    من ناحية المرجعية الفكرية هل هي حركة سلفية كما تبدى خلال التطبيق أم أنها تنتمي الى تيار الأخوان المسلمين الذي يصفه مؤيدوها بأنهم مستنيرون أم أنها
    خليط من هذا وذاك؟

    ­ اذا تحدثت عن نشأة الحركة الاسلامية المعاصرة قطعاً أنت تشير الى تيار محدد في اطار التيار الاسلامي العام نحن حينئذ لا نتحدث عن أنصار السنة قطعاً وهو تيار داخل السودان في تاريخ محدد وبأفكار مختلفة عن فكر الحركة الاسلامية وظل ينمو ويتطور على طريقته فاذا تحدثنا عن اسلام صوفي فهذا يعود الى أكثر من قرن من وجود الحركة الاسلامية لكن الحركة الاسلامية المعاصرة كانت لها ثلاثة تيارات واضحة، التيار الأول الذي غلب واستمر كان تيار الطلاب وتكونت نواته في مدرسة حنتوب ثم انتقل الى جامعة الخرطوم وعندما بدأ لم يكن استمراراً للحركة الاسلامية العربية لاسيما حركة الأخوان في مصر وهم لم يكونوا على معرفة بهم أو صلة وأول منشور كتب باسم حركة التحرير الاسلامي هكذا كان اسمها الاول وهو صفحة من كتاب محمد حسنين هيكل وحاولوا ان يجدوا فيها بعض معاني العدالة الاجتماعية لأن الفكر الاشتراكي كان سائداً وقوياً وكتبوا المنشور بأيديهم ووزعوه ولكن عندما جاءوا الى جامعة الخرطوم تعرفوا على التيار الآخر تيار الأخوان المسلمين المتصل بمصر واتصاله كان ان جاز التعبير سياسياً وهم التقطوا شعار الدستور الاسلامي وأثناء المداولات هنا في السودان بين من يؤيدون الوحدة مع مصر ومن يؤيدون الاستقلال عنها حول الدستور وكتابة الدستور الذي يشبه الدستور البريطاني وبين الدعوة الى الاشتراكية برزت الدعوة الى الدستور الاسلامي وبرز كذلك تيار الدعوة الى الدستور الاسلامي، التيار الثاني كان على رأسه علي طالب الله والشيخ عوض عمر الامام الشقيق الأكبر لياسين عمر الامام وكلاهما ذهب الى مصر وتأثر بشعارات الاخوان وعلي طالب الله كان اتحادياً في حزبه لكنه كان ينتمي للجبهة الاسلامية للدستور في ذات الوقت وكانوا يشعرون أن هذه ليست انتماء سياسياً كاملاً انما تحالف على شعار والتيار الثالث هو تيار الطلاب السودانيين الذين درسوا في مصر وانتموا الى الأخوان المسلمين هذ تيار صادق عبدالله عبدالماجد وآخرين هؤلاء جاءوا الى السودان بالادب الأخواني وجاءوا بكتب الامام حسن البنا والشهيد سيد قطب وكتب محمد الغزالي وعبدالقادر عودة والبيه الخولي وسيد سابق وهذا التيار جاء ومعه كل هذا وحتى يرى ذلك تيار مدرسة حنتوب وتيار جامعة الخرطوم تيار الطلاب وكانت هناك صور لمدارس أخرى في الحركة الاسلامية فجعفر شيخ ادريس مثلاً جاء من التيار السلفي من أنصار السنة وهناك مدارس أخرى وشخصيات مهمة مثل بابكر كرار وكان مطلعاً على أفكار الاشتراكيين الديمقراطيين وأفكار حزب العمال وأفكار لاسكي لذلك انشق عن الحركة الاسلامية وكون الحزب الاشتراكي الاسلامي وهذا كان يتجاوب مع ذلك الزمن والغريب ان الدعوات الاشتراكية التي تناسب الواقع العربي تبنتها حركة الأخوان المسلمين فالاصلاح الزراعي في مصر الذي قام به عبدالناصر كان حزءاً من برنامج الاخوان والاصلاح الزراعي في سوريا تبناه مصطفى السباعي مؤسس حركة الأخوان في سوريا وكتب كتاب اشتراكية الاسلام وهو أكثر تميزاً من كتاب العدالة الاجتماعية الذي كتبه سيد قطب قبل ان ينتمي الى حركة الاخوان وبابكر كرار كان من ذلك التيار تيار الاشتراكية الاسلامية ولم تكن تلفقية انما فكرة احتوت على الكثير من الاصالة اذا رجعنا لكتب مصطفى السباعي وشخصية بابكر كرار لم تدرس حتى الان في السودان انفتاح الحركة الاسلامية والحركة الاسلامية في السودان ولدت منفتحة وهذا ما يتناسب مع طبيعة السودانيين فالشخصية السودانية لا يمكن ان تحاصر نفسها في فكرة قومية عربية أو قومية افريقية والسودان بلد مفتوح كما نعلم ولذلك مجرد ما بدأوا يتعرفون علي الحركات الاسلامية في الخارج جاءت كتب أبو الاعلى المودودي من باكستان أبوالحسن الندوي من الهند ومالك بن نبي من الجزائر الذي ترجمت كتبه مصر في عهد عبدالناصر ومالك بني نبي نفسه زار السودان وجاء مالكوم اكس وكونت كتائب قادها المرحوم حامد عمر الامام الذي كان بجيش الشباب حتى يهيئهم ليكونوا بعضاً من معركة العرب في فلسطين فالحركة الاسلامية فرعها العالمي كان واضحاً وعندما طرحت مسألة التنظيم الدولي للأخوان المسلمين دبت المشاكل في الحركة الاسلامية في السودان


    ألا تعتقد أن بروز النفط في حقبة ما بعد حرب اكتوبر جعل تأثير البلدان النفطية كبيراً على الحركة الاسلامية في السودان عبر الحركات السلفية التي تكثر في الخليج العربي مما جعلكم تتبنون أفكاراً سلفية؟

    نعم حدث تأثير الى حدٍ ما لأن غالب قيادات الأخوان المسلمين في مصر عندما خرجوا من سجون الناصرية أيام السادات ذهبوا الي الخليج وعملوا هنالك في مراكز البحث والجامعات وجدوا سبيلاً على بلدان الخليج نفسها من خلال تلاميذهم وطلابهم كذلك حركة الاخوان رغم محاصرتها في بلدانها كانت تزهر في اوربا وهي الأماكن التي ذهب اليها أبناء الخليج للدراسة فتأثر بفكر الأخوان المسلمين وكان لحركة الأخوان المسلمين علاقات داخل الأنظمة النفطية وقامت منظمات مثل رابطة العالم الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي بدفع سياسي من حركة الأخوان وقامت منظمات أكثر تعبيراً مثل منظمة الشباب الاسلامي أو الندوة العالمية للشباب الاسلامي وترجمت أغلب كتب سيد قطب الى الفرنسية والاسبانية والانجليزية وكتب البناء وكذلك انتظمت مخيماتها كل أرجاء أوروبا مخيم الشهيد سيد قطب ومخيم عبدالقادر عودة ومخيم الشهيد فرغلي وقطعاً بأموال نفطية ولا سبيل لها ان تقوم في أوربا بدون أموال، الاثر الآخر ان حركة الأخوان المسلمين في مصر أصبحوا يجترون تجربة السجون والمعتقل واصابها ما أصاب من جمود وطاقتهم على التجنيد أصبحت محدودة عدا الغزالي وكتب محمد قطب مثلاً نجد أن كتبه التي صدرت هي نفسها التي صدرت في الستينات نصف قرن يكرر ما يقول ولا يلفت نظر أحد، مجلة الدعوة التي كانت تصدر عن السجون والمعتقلات وأدب المحنة والتقيت المفكر الاسلامي التقدمي فتحي عثمان وعلق على ذلك من أن اذا كان الشخص يعدم في مصر فان اصداء اسمه تتردد في كل الأنحاء حتى أوربا لكن هذا بالنسبة للستينات لكن نحن في القرن الحادي والعشرين لا داعي لتكرار ما يقال في عهود سابقة فقد دخل العالم مرحلة جديدة ولا داعي لتكرار نفس الأسماء العالم الآن يشهد فتوحات الثورة الصناعية الثانية تظهر وبدأت حركة الأخوان عاجزة امام ذلك وأذكر عبارة عبدالمحمود الكرنكي في كتابه مذكرات سوداني وقال الحركة الاسلامية أصبحت حركة موظفين تقبض مرتبها بيد أنست الى رزقها الحلال لأنه رأى كل رموز الأخوان الى الخليج ويتجنس بعضهم في قطر وغيرها وآخرين مثل جعفر شيخ ادريس الذي ذهب ليؤسس قسماً للثقافة الاسلامية لكنه أصبح جزءاً من التيار السلفي وكان لحركة الأخوان ان تجامل شيئاً ما شيوخ السلفية لكن ان تصبح بعضاً منهم هذا كان تطوراً مذهلاً جداً يؤكد هشاشاة الفكر الاخواني الذي ذهبوا به


    كثير من الحركات العقائدية تحمل فشلها عند استلام السلطة الى قصور في التطبيق وهذا ما يقوله بعض اسلاميو السودان، لكن ألا تعتقد أن هناك قصوراً فكرياً ونظرياً في أيدولوجيا الحركة الاسلامية السودانية عجز عن ايجاد معالجات لقضايا متعددة طرحها العصر الراهن؟

    قد تصلح العبارة هذه في الفكر الماركسي، لأنه حتى في حياة ماركس كان هناك فكر نظري سبقه في الماتيار انجلترا قد يصل بالنظر في الفكر الماركسي، لكن في الفكر الاسلامي يعني التنظير توقف وفكرة كيان حركي ممثل في دولة اسلامية انحسر منذ فترة طويلة اذا اعتبرنا أن آخر تجربة هي انهيار الدولة في تركيا دولة الخلافة في القرن العشرين ولكن عملياً توقف الاجتهاد منذ القرن الرابع الهجري أما تجربة دولة اسلامية شعبية شورية فهذه انتهت مع الخلافة الراشدة وفي التاريخ الاسلامي عندما بدأ الكيان الحركي في الانهيار وبدأت الدولة الاسلامية تتمزق الى دويلات دويلات الطوائف ودويلات الاندلس، كان الفكر في قمة بروزه وعطائه وظهر في تلك الفترة بن خلدون وهي فترة غروب الحضارة الاسلامي وازدهار الفكر الاسلامي ولكن ليس الحال كما هو عند ظهور الحركات الاسلامية في عشرينات القرن الماضي فالفكر الاسلامي كان وقتها منحسراً ومعطلاً وعندما جئنا للسودان نجد ان السودان نفسه ليس فيه علم اسلامي تقليدي قوي ليس لدينا الازهر أو الزيتونة أو القرويين

    لكن لدينا سنار وقد كان لها انتاجها الفكري؟

    سنار تراثها معروف واذا قارنا بين تراث سنار وتراث الدولة المهدية من ناحية وتراث دانفوديو نجد أن تراث الدولة المهدية تراث محدود جداً ماذا تجد سوى الراتب وكتاب العبارات للمهدي واذا عدنا للتجربة السنارية لا نجد غير الطبقات وكان الصراع على أشده بين الفقهاء والمتصوفة وعلينا أن نقر به تراثنا في الفكر ضعيف جداً مقارنة بما حولينا، لكن العالم الآن موصول فكان لأي طالب يدرس في جامعة الخرطوم أن يذهب الى جامعة لندن ويمكن ان نبدأ بتجربة تنظير ولكن لم يكن لنا المثابرة الفكرية أو المدارس الفكرية ونعطي تجربة جبهة الميثاق مثلا وهي ان تطرح فكرة دستور اسلامي لكل من يؤمن بها ثم تبرز كحزب سياسي هذه الفكرة رفضت في الحركة الاسلامية باعتبار ان هناك رأياً يقول انها حركة تربية وليست حركة عمل عام ونشأ صراع وقتها ولم يجدوا نموذجاً ولا تجربة واحدة للحركة الاسلامية في العمل الجبهوي فبدأت غريبة وكانت غاية أحلام الحركة الاسلامية أن تفشل ، وفي أوائل الثمانينات قامت فكرة المصارف الاسلامية والتجربة قامت على التلفيق والمعاملات المصرفية العادية وأصبحت تواجه بأسئلة الحلال والحرام والاسلامية فتجلس جمعية الفتوى في البنك فتصدر حيلة شرعية يتم بها التعامل مع النظام المصرفي التقليدي العالمي، لكن اذا نظرت وتساءلت هل تأسست المصارف الاسلامية على فلسفة اسلامية تنظر في كل فلسفة الاقتصاد الاسلامي والاجتماع الاسلامي وهذه فلسفة مهمة جداً وقانون وفكرة الضمان الاجتماعي جاءت من الاندلس في القرن الثاني عشر وترجمت في فرنسا وأصبحت معمول بها في اوربا وهو اساس الحياة الاجتماعية فيها لكن في العالم الاسلامي انحسر الضمان الاجتماعي والوقف الذي قامت به مدن بأكملها وعندما قامت تجربة المصارف الاسلامية وشركات التأمين الاسلامية كان الفقه فيها محدودا نظرياً لم تكمل الاساس الفكري والنظري لها وكان هنالك أمل في السودان ان يخطئ ويصيب الى أن نصل الافضل ولكن الأمر يعزي الى تخلفنا الفكري نفسه

    مقاطعة تخلف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أم تخلف النخب التي تقود الحركة الاسلامية في السودان؟
    هذا يعود للاثنين معاً لكن اتيحت الفرص لقيادات الحركة الاسلامية ان تغادر السودان البسيط المتخلف المحدود حتى في العلم التقليدي وذهبوا الى اوربا وأمريكا وان تكسب هذه القيادات علما أكاديميا وان يتمدد هذا العلم ويجيب على أسئلة الحركة ولكن يبدو أنه لم يكن هنالك وهي بأن هذه الاسئلة ملحة وخطيرة وينبغي ان تجد اجابة عبر طريق ومنهج، وهم قصدوا في ذلك، لكن التيار الأول الذي اشرت اليه سابقاً تيار بابكر كرار وميرغني النصري وعبدالله زكريا وناصر السيد وجعفر شيخ ادريس ومحمود عبدالله براد والرشيد الطاهر ومحمد صالح عمر وكل هذه النخب اذا كان وعيها مكتملا بالاسئلة الفكرية كان يمكن أن يكون لنا تراث نظري أكبر من ما عندنا والحركة عندما نشأت في البدء كانت محدودة وعندما بدأت تتصل بالمجتمع ثارت اسئلة مثل التربية والعمل العام وتبلور كتيار ثالث بين تيار الانصار وتيار الختمية وبرزت كحركة ذات نزع عملي خاصة عندما دخلت عليها مكاتب المعلومات ومكاتب الأمن وأصبحت حسب البعض اذا وصلت الى السلطة ان تدير دولة اسلامية بهذه البساطة واتضح أن الامر غير ذلك وحتى في تجربة المصارف الاسلامية كان يمكن ان يكون الأمر مختلفا لماذا ترد كل أوجه القصور الفكري في الاقتصاد فقط اين القانون أين الثقافة والفنون ومفى مفاهيم حقوق الانسان الخ؟ الاقتصاد جانب اساسي ومهم لكن دعك من القانون حتى السياسة حيث ثارت اسئلة حول مسألة الشورى هل هي ملزمة أم معلمة، حتى تجربة الانقاذ الأخيرة الناس يسألون هل السلطة للحركة أم للدولة أم للأمة وهناك فالفكر السياسي متخلف والفكر القانوني والفكر الاقتصادي ولحسن الحظ ان اغلب قادة الحركة الاسلامية كانوا من القانونيين وهناك تجربة اصلاح القانون لعام م وهي لجنة مراجعة القوانين وكان لها ان تقوم باصلاح قانوني بما يتعلق بتطبيقات الشريعة على القانون العام والخاص المعاصرين ولكن نميري كان حريصاً بأن لا ينسب الفضل الى شخصيات الحركة الاسلامية خاصة حسن الترابي وجاء بلجنة مكونة من شخصيات صوفية ويشتبه في أنها تنتمي الى الحركة الاسلامية وكان يريد ان ينسب فضل القوانين الى نفسه وعندما جاءوا الى وضع قانون الزكاة كان الذين يقومون باعداده من تلاميد الترابي وحتى مجرد السؤال كان ممنوعاً عليهم وقانون كان جيدا في التدرج في المعاني التي ذكرتها ولايمكن ان تلغي الضرائب لكنها تعتمد على الزكاة كما فعل النميري وهو شخص معلوماته محددة جداً عن الزكاة في الاسلام ويريد أن يعوض الضرائب بالزكاة من المزارعين في القضارف وغيرها من الاحلام التي ذكرها وقتها أمين ديوان الزكاة وكانت أوهاما وتنم عن ضعف العلم والتجربة والحركة الاسلامية عزلت عن تلك التجربة ولذلك جاءت تجربة سبتمبر رغم حرص النميري على عدم نسبها للحركة الاسلامية الا أنها الى الآن تنسب للحركة الاسلامية

    ما هو نموذج الدولة المثال الذي ينشده الاسلاميون، هل الدولة الاسلامية تعني الدولة الثيوقراطية الدينية بالمعنى التاريخي لماذا ترتبط الدولة بالدين أي دين علماً بأن الدولة تواضع عليها الخلق فيما بينهم ولم تكن فرضاً الهياً من الخالق سبحانه وتعالى ؟



    هذا الكلام صحيح من حديث البشرية بفطرتها
    وأصبحت قريبة جداً لقيم الدين حتى أوائل التسعينات لم تكن قضايا حقوق الانسان بهذه القوة وهناك الكثيرون الذين تعتبر لهم بمثابة عقيدة يتم التضحية في سبيلها قضايا الديمقراطية وما يتفرع منها أصبحت ملحة، الحركة الاسلامية في السودان تعلم ان السودان بلد مركب ومعقد وبه الكثير من الأديان والثقافات ويمكن ان نشير الى بدايات تبلور مثال الحركة الاسلامية في الدولة الى ورقة الجنوب في مؤتمر الجبهة الاسلامية في العام م التي اعترفت بأن السودان وطن مركب لكن عندما طرحت الحركة الاسلامية في ميثاق السودان وقالت ان الوطن يؤسس على المواطنة وليس على الشريعة كان هذا بمثابة نقلة كبيرة والناس أغلبهم لم يكونوا على وعي وحتى أعضاء الحركة الاسلامية لم يكونوا على وعي بخطورة هذه المسألة وانها ستصبح قضايا ينقسم فيها الناس، حتى نيفاشا كان الناس يناقشون قضايا الدين والدولة والحل الذي جاءت به نيفاشا يختلف عن حل ميثاق السودان في العام م ودستور العام م حمل الكثير من المعاني الدينية ليس الاسلام فقط انما بقية الأديان وهي أفكار انسانية كذلك ولم ينص الدستور على أن دين الدولة هو الاسلام ولم يشرط الاسلام في رئاسة الجمهورية وهذا تعلم انه جلب الكثير من الهجوم من المدارس التقليدية ضد الحركة الاسلامية وكان هذا اجتهادها فاذا قلنا ان الدولة المدنية الحديثة تحفظ لكل انسان حقوقه وتتيح لكل فرد ان يعبر عن دينه للمدى الذي يريده وقلنا في مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية اننا لا نريد تطبيق الشريعة قسراً انما نرى أن الشعب هو مصدر التشريع لانريد ان نطبق الشريعة بعد التجربة التي مررنا بها في الحركة الاسلامية الى أن لان نطبقها قسراً الا اذا اختارها الشعب فليكن وهذا اجراء ديمقراطي لم تعارضه الحركة الشعبية الحركة الاسلامية السودانية قدمت مفكراً كبيراً للحركة الاسلامية في العالم لكنه أي مفكر الحركة الاسلامية السودانية لم يستطع ان يزيل ما علق من تفكير بدينية الدولة وثيوقراطيتها لدى أصحاب التفكير السلفي والاصولي الا يعتبر هذا جزءاً من فشل الحركة الاسلامية في السودان التي تعد نفسها من تيار الاستنارة؟ ولماذا كان تأثيركم ضعيفا في هذا الجانب؟



    ليس ضعف التأثير انما قوة التأثير النمو الاوربي الذي فرض هذا النمط الدولة الثيوقراطية فاذا تحدثت الي المثقف الجنوبي يقفز الى ذهنه مباشرة الدولة الثيوقراطية هذا اذا طرحت عليه الدولة الاسلامية، وكان لابد من تقديم مثال ونموذج من أن الدولة الاسلامية هي دولة مدنية يتساوي فيها المواطنون فعلاً لا قولاً وشعاراً، لكن التجارب تنشأ في الواقع فتجربة المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي كانت محاولة لجمع الأمة على صعيد واحد بعد حرب الخليج الأولى التي خرج فيها العراق من الكويت والأمة كانت ممزقة وأوضاعها تشبه اوضاع ما بعد وحاولنا أن نجد ارضية مشتركة يقف عليها العالم الاسلامي ويقف عليها نائف حواتمة الاشتراكي ويقف عليها الجزائر الرسمية والمفتي والجزائر المعارضة وكانت محاولة وهذه المحاولات يسميها المفكر مالك بن نبي نسمات العافية وهذه النسمات دائماً ما تنزع للتحرر من الثقافة الغربية وتقديم نموذج أصيل وهذا أكثر شئ يثير الغرب والكثير من الناس يتساءلون لماذا يجهض الغرب التجارب الديمقراطية التي اذا جاءت بالاسلام في رأيي ان الديمقراطية قيمة لكن الحضارة قيمة أكبر من الديمقراطية فاذا جاء عبر الديمقراطية من يهدد الثقافة الغربية والحضارة الغربية وزرعها وغرسها الذي بدأ قبل الاستعمار في هذه البلاد واشعاع الثقافة الغربية الذي اشرنا اليه فاذا جاء من جهود هذا عندئذ تجهض الديمقراطية وهذا ما حدث في الجزائر وحتى الآن في مصر لا يسمح بحزب اسلامي والاخوان المسلمون لا يحصلون على رخصة للعمل كما في تونس وتركيا حيث اضطر الحزب ان يغير عقيدته بعقيدة علمانية حتى يشق طريقه في السياسة وكل هذا من مظاهر التدافع في الواقع ولا تستطيع ان تقدم مثالا في الفراغ انما من خلال التدافع في الواقع والمجهود النظري للحركة الاسلامية كان لابد أن يكون اكثر من ما كان عليه وكنا نريد أن نؤسس دولة المواطنة وجاءت الحركة الاسلامية الى السلطة بانقلاب وعندما اكتشف انها من وراء الانقلاب حوصرت وبدلاً من أن ندخل في بناء الدولة المدنية دخلنا في الجهاز ومسألة الجنوب كان ينبغي على الاسلاميين ان يكونوا روادا في اصلاح الشأن الشمالي الجنوبي بمعنى أن ينحازوا للمستضعف وعلى شريعتي يقول ان الله سبحانه اختار أضعف مخلوقاته ليكون الى جوار بيته وكانت هاجر هي رمز الاستضعاف لأنها امرأة ولأنها سوداء وأمة وكل سمات الاستضعاف بها والمسلم ينبغي ان يقاتل من أجل المستضعفين والجنوب كان مثالاً للاستضعاف والاضطهاد وكانت منظمة الدعوة مثلاً هي التي خرجت بالتبشير الاسلامي ولأول مرة من الكلام الى العمل يقدم المدرسة والمستشفى والتدريب والعلاج وغيره وعندما جاءت الانقاذ هذه المنظمة الطوعية الخيرية تحولت الى ذراع من أذرع الجهاد اضطراراً ولم تعط فرصة ونحن انفسنا لم نأخذ تربية كاملة والجنود في كل مكان ليس السودان وحده اذا ذهبوا الى مكان عربدوا قتلوا سفكوا الدماء اغتصبوا هذه طبيعة في كل الجيوش النظامية وغير النظامية، نحن دفعنا بمجاهدين قدموا أمثلة أفضل بكثير من الأمثلة التي كانت معروفة في الجيش السوداني لكن الجيش لنفسه كان يتبع للحكومة ولم تستطع محاولات الحركة الاسلامية أن تفلح في تغيير الجيش لأن قيادة الجيش التي كانت هي بعض من قيادة الحركة الاسلامية كانت تؤمن بالنظرية التقليدية للجيش ولا ترى اي داعي لحدوث تغيير راديكالي لصالح القيم الاسلامية وكنا نعيش في مدافعة مع الواقع وزادنا النظري قليل لذلك خرجت تجربتنا مشوهة


    ماطرحته الحركة الاسلامية من شعارات ابرزه العودة الى ازمنة الصحابة وعودة المجتمع الى النقاء والتقوى كما تتصوره الحركة الاسلامية، هذه الدعوة والشعارات شكك فيها الكثيرون ووصفوها بانها وسائل كهنوتية لتطويع الجماهير لاعتناق قيم وافكار قيادات الحركات الاسلامية وليس لبناء دولة الطهارة والعفاف بم ترد؟

    في الواقع اذا رفعت شعاراً ثم سقط، قطعاً فان الشعار يتأثر بهذه السقطة ونموذج لذلك الماركسية ونفس هذا تعرضت له تجربة الحركات الاسلامية تعرضت لهذا الابتلاء وواحدة من ما ذكرته الحركة الاسلامية عند التطبيق في ادبياتها في العام 1993م هي اولوية المجتمع على الدولة لان المجتمع هو الاصل ويقوم بمعظم وظائفه والدولة بعد من ابعاد المجتمع تغطي جانب القهر فقط كما يقول بذلك الفكر السياسي لكن غالب الوظائف الطوعية في التعليم والزكاة والقضاء والفتوى كما حدث في المجتمع الاسلامي يقوم بها المجتمع عدا الجيوش


    لكن من يعطي الاولوية للمجتمع هم الاخوان المسلمون وليست الحركة الاسلامية؟


    الاخوان المسلمون لم يطرحوا الفكرة بهذا الوضوح في ادبياتهم تحدثوا عن الاصلاح الاجتماعي لكنهم لم يصلوا الى هذا التحديد الدقيق الذي قدمه الدكتور الترابي ولو نظرت للحركة وتركيبتها التنظيمية كانت تشبه الدولة وكما عرف حسن مكي الحركة الاسلامية بانها حركة اصلاح اجتماعي تسعى لكسب السلطة السياسية لكن الجزء الاخير كسب السلطة السياسية كان اهم عندنا من انها حركة اصلاح اجتماعي وكما اشرت في التفصيل مثل القرارات التي تمنع المرأة من العمل وايقاف حفلات الافراح والذي كل هذا من عمل المجتمع والرسول «ص» قال: وددت أن يقيم شخص غيري بالصلاة في المسجد وان اذهب الى جماعة في بيوتهم لا يأتون المسجد لأحرق عليهم بيوتهم، لكنه قطعاً لم يفعل ذلك لا نه يريد ان يخرج هذا الحافز من نفس الانسان ولكنه يشير فقط الى اهمية صلاة الجماعة كان لنا ان نقدم نموذج في انفسنا وان نقدم حواراً كثيراً كان ذلك سيساعد في تحول المجتمع عندما دخلنا الحركة الاسلامية في منتصف السبعينيات كانت كلمة السلام عليكم غريبة جداً في مجتمع ام درمان ولكن المصطلح الاسلامي سائد والصوات افضل من ماكانت عليه وقراءة القرآن افضل من ماكانت عليه كل هذا حصلنا عليه بجهدنا ولكن عندما وصلنا الى الدولة انحسر هذا الجهد وكما قال الطيب صالح «كثرت المساجد وزاد المصلون وقلت التقوى فغفلنا عن دور المجتمع» قالها ضاحكاً ثم صمت .


    بعض الاكاديميين يقسمون تيارات الحركة الاسلامية الى تيار تقليدي «الاشعرية و المالكية» وتيار سني اخواني «الشريعة والحاكمية» وتيار سلفي رافض للقيورية ومتمسك بالكثير من المظاهر وهناك تيار جديد نما في اوروبا قوامه المهاجرون من البلدان العربية «ويرتكز على العقلانية من خلال اجتهادات بعض المفكرين اي من هذه التيارات اثرت على الحركة الاسلامية في السودان؟



    لدي بحث في هذا الموضوع عن المصادر الفكرية التي كونت الحركات الاسلامية وفي هذا الذي تفضلت به بعضه تقسم تاريخي ولكن هناك تقسيم معاصر وانا من القائلين بالتفريق بين تيار الحاكمية وتيار الشريعة وهو الاصل وهو الذي يتبناه حسن البنا ويقوم على اصلاح وتغيير المجتمع وتيار الحاكمية تبناه سيد قطب هذا هو التغيير الذي حدث في الحركة الاسلامية العربية تيار حسن البنا وتيار سيد قطب وتيار الهضيبي وتيار مصطفى السباعي الذي تبنى الاصلاح الزراعي ودعا الى اشتراكية الاسلام ودعا الى اصلاح الدستور في سوريا هذا التيار في الستينات غلب عليه تيار الحاكمية الذي جاء به المودودي وبعد ذلك تبناه سيد قطب وقطب لم يكن عضواً تنظيمياً في جماعة الاخوان انما كان مفكراً واشعاعاً كبيراً خاصة عندما اكمل حياته بالشهادة وهو شديد الاعتزاز بالمودودي ويسمي المودودي بالمسلم العظيم في الظلال وفي المعالم. وسيد قطب بلور هذا في كتابه المصطلحات الاربعة في الاسلام وهذا كتاب يعتز به كثيراً والدراسات الاسلامية اتصلت شيئاً ما ودخل الى مجال الدراسات الاسلامية مفكرون وعلماء ليسوا من الحركة الاسلامية الحديثة واتيحت لهم فرص الدراسة في الغرب معرفة مناهج البحث الحديثة البنيوية وما بعد البنيوية وحفريات ا لنص والنص تحت النص كلها مناهج الحداثة مثل تلك التي خرج بها محمد اركون في السربون وخرج بها من النمط التقليدي في الاستشراق وهو ان يحقق في الكتب ولا يحللها بالمناهج الحديثة فاسس الاسلامواربيك اي الاسلاميات وهذا يحدث تطور في الفكر الاسلامي المعاصر لصالح تيار المعتزلة لانه كان تياراً محاصراً وكان الفكر السائد هو تيار الاشاعرة لا سيما تيار الغزالي لكن اكتشف المغني في العدل والتوحيد للقاضي عبدالجبار شيخ المعتزلة وظهرت كتب كثيرة في جانب النقل في الدراسات الاسلامية


    ما تأثير هذا التيار علي
    الحركة الاسلامية
    المعاصرة؟


    لا يزال تاثيرها محدوداً جداً لذلك يندهش الناس عندما يستمعون الى فتاوى الترابي المتعلقة بالمرأة والردة وهذه كلها تعبيرات مبكرة عن هذا الاتجاه وبعض الناس في السودان يعتبرون ان هذا الفرع من تفكير الاستاذ محمود محمد طه قائد الفكر الجمهوري لكن محمود محمد طه كان له نظرية اخرى في استنباط الاحكام ويؤسس على جا نب يسمى فى الفلسفة بالادعاء الكبير ادعاء نبؤة جديدة







    هل هذا رأي سياسي؟ لا .. هذا فكري محمود محمد طه خارج اطار الفكر الاسلامي السني ويدخل في الفكر الاسلامي الفلسفي ونظريته وتجديده قائم في مجال آخر غير المجال الذي طرحه الترابي رغم انه قد شابهه في بعض النتائج الفرعية لكن النقطة الرئيسة التي نشير اليها ان تأثير التيار العقلاني في الفكر الاسلا مي موجود اكثر في تيار المغرب العربي والحركة الاسلامية في تونس خاصة المجموعة التي إنشقت علي راشد الغنوشي مجموعة حميدة النيفة وصلاح الجورشي هذه مجموعة تقريباً تبنت مناهج البحث الحديثة وطبقتها على الفكر الاسلامي واجتهاد الترابي جاء في تجديد اصول الفقه واصلاً هو فقه قانوني ويدخل في ذلك ايضاً التجديد العقلي للفكر الاسلامي لكن الحركات الاسلامية في المجرى الرئيسي لا تزال بعيدة عن هذا الفكر وهذا التجديد وظهرت مدارس أخرى سلفية جهادية


    يقال ان الحركات الاسلامية لا تفصل بين العمل الطوعي والدعوي ابتغاء مرضاة الله وبين العمل السياسي وانهم يستخدمون اعمال الخير للاهداف السياسية حدث هذا في مصر من الاخوان من خلال المجمعات الصحية وخراف الاضحية وفي السودان من خلال منظمات الدعوة بل الصلوات و انكم تستخدمون اساليب الترهيب والترغيب فاين سندكم الفقهي في ذلك؟


    الاسلام يوحد الحياة كلها السياسية والعلم والعمل الخيري والقضاء كله دين من حيث التوحيد وهذا في الجانب النظري لكن الاسلام لا يفرق بين مجتمع المؤمنين ولا يوجد تنظيم في القرآن ولا يتحدث عن تنظيم سياسي هذا مجرد اجتهاد قام لسد النقص في مجتمع المؤمنين يعني من له نزوع للعمل الدعوي والنزوع العلمي والنزوع الاقتصادي والتجارة ولكن الذي حدث اننا انشأنا جماعة اسلامية داخل مجتمع المسلمين الكبير وهذه الجماعة حاولنا ان تتيح لكل انسان ان يعمل في الجانب الذي يريده بموجب مواهية ولم يكن هناك قهر وكانت تجربتنا افضل من غيرنا من الحركات الاسلامية وكان الترابي يقول اذا تحولت الحركة الاسلامية الى طائفية فانها ستكون اعدا اعداء المشروع التجديدي الذي تريده وهذا حدث في التاريخ تجد ان حركة تجديد تذوب امام التحديات او امام حركة اصلاح جديدة. الترابي يقول كلما اصبحت أكثر شبهاً من شعبي كلما اقتربت من قيادتي والدعوة وكان ينبغي ان يبرز جانب العمل الخيري بشكل أكبر لان الدعوة اتسعت وشملت قطاعات ولكن عندما جاءت الانقاذ بتجربتها انحرفت الحركة بفعل الدولة وفي مصر قامت الحركة بعمل طوعي كبير وفي فلسطين قوة حماس تعزا الى العمل الخيري الذي تبلور لاحقاً في العمل السيا سي واصحبت هناك علاقات وتحديات مع الدولة والجوار الاقليمي واسرائيل وامريكا هذا اضافة الى من يعمل في هذا العمل العام يتعرض للشبهات والعبرة التي تقراؤها من تجربة حماس تؤكد اكثر لا سيما في هذه المجالات وهذا العمل غير مرتبط بالدولة والجانب السياسي
    يرى الكثيرون أن ماقدمته الحركة الاسلامية في السودان من أفكار حول الحريات وحقوق الانسان حركة حقوق المرأة وغيره من المفاهيم الحديثة يرون أنها ليست أصيلة انما لمجارات الأوضاع ومن ثم الانقلاب عليها بم ترد؟

    فيما يتعلق بحركة الاحياء هي حركة اصيلة وقامت في كل انحاء العالم الاسلامي وقامت لسبب واضح وهو ان المسلم يرى ان بلاده محتلة من الغرب المسيحي من هنا قامت حركة النهضة العربية وكان جزءاً منها علمانياً وبدأت في مصر باصوات اسلامية وكما قال مالك بن نبي ان الا فغاني هو اول من يعيد الدور الاجتماعي للانبياء بعد قرون الى البعد الاجتماعي لرسالة الانبياء وهي حركة احياء اصيلة منذ بدايات القرن الماضي ولان المباينة بين الواقع المتردي وبين التقدم الاوربي قاد الى حركة الاحياء والتجديد الاسلامي وهذا يحدث في كل العصور، الامام الغزالي اسمى كتابه احياء علوم الدين لانه كان يظن الفقهاء اغرقوا الاسلام في الصور والاشكال والتفاصيل ونسوا المقاصد واصبحت علوم الدنيا يتفاخر بها الناس والاسلام اصبح فتاوى وخطب ونكات سخرية واصبح ماظهر، لكن المقاصد والبنيات غير موجودة وهي حركة تريد ان تعيد لهذه المعاني قيمها وان تحيي هذه المعاني لكن فيما يتعلق بحركة تريد ان تصوغ واقع اسلامي معاصر في الاقتصاد والقانون فهذا لم يكن موجوداً والترابي كان يقول اننا ندعو الى الدستور الاسلامي ولم نكن نعلم ما هو الدستور الاسلامي لانه يعرف ما الذي يعينه الدستور في الغرب لكن ماذا يعني دستور اسلامي هذا كله جاء بعد مرحلة طويلة من الدعوة والتأمل بدأ وسار في طريق طويل

    ويواصل المحبوب ان وجود الحركة الاسلامية في بلد معقد مثل السودان و بدأت بالدعوة الى حكم اقليمي السلطات فيه مفوضة من المركز لكن تطورت الى حكم فدرالي السلطات فيه اصيلة وحتى حل البرلمان في العام 1999م وفي هذا الطريق سارت الحركة الاسلامية في مجال المرأة وكل ما قدمته في مجال المرأة انها رجعت الى القرآن والسنة بما فيها سيرة النبي عليه ا لصلاة والسلام وقدمت هذه الصورة كاصول ومادة لتحرير المرأة السودانية فاختلف تحرير المرأة في السودان عن غيره من البلدان الاخرى وفي تجربة المصارف وشركات التأمين الاسلامية بدأت هذه التجارب وتطورت لكنها لم تصل قواعد فلسفية اسلامية وفي برنامج التحرير الاقتصادي الثلاثي الذي تبنته الانقاذ كان فيه ملامح لهذه الفلسفة التي تدعون الى اقامة نظام اسلامي بزواج بين نظام رأسمالي وبين نظام فيه عدالة اجتماعية وفي النظام القانوني والاصلاح القانوني ونجد ان النظام درس الفقه ودرس علوم العصر حاول ان يشق الطريق الى اجتهاد جديد كل ذلك كان يخضع الى اجتهاد وقطعاً لم يكن تلفيف فاذا نظرنا الكتاب الذي اصدره الترابي مؤخراً «السياسية ونظم الحكم» نجده اجاب على كل جوانب الحياة السياسية من الاقتصاد مصدر السلطة وكيفية اختيار التشريع وكتاب السياسة والحكم فيه شبه بكثير من كتب الفلسفة السياسية ونظم الحكم السياسية وهذا طبيعي لان السياسية والتجارب الانسانية متصلة والبشرية كلها تحاول ان تصل الى وفاق لكن هناك الكثير من الجوانب التي لم يتطرق اليها الفكر الاسلامي المعاصر


    الحركة الاسلامية في السودان طرحت وحدة الفلسفات الشيعية والسنية والصوفية هل هي محاولة جادة لتوحيد المجتمع ام عدم ايمان بالتقسيمات المذهبية والطائفية ام انها محاولة لايجاد طريق ثالث؟


    الحركة الاسلامية واضحة وتقول هنالك ابتلاء اختلاف وتعدد وتباين ومشكلة العالم الاسلامي هي الوحدة احياناً تكون الوحدة وتقود الى جمود واحياناً تتمزق الامة وتحتاج الى من يوحدها خاصة ان الوحدة مدحت كثيراً وكل المؤمنين وحدة واحدة لانهم ينطلقون من نفس الايمان ويصلون الى ذات القبلة ويلتزموا ذات الاخلاق وكان ينبغي ان تقود المنطلقات الواحدة الى ذات الطريق لكن الواضح في العالم الاسلامي ان الناس ينطلقون من ذات المنطلقات ويصلوا الى نتائج مختلفة جداً وهذه سمة من سمات التخلف وبالعودة الى فترة المهدي نجد انه متصوف يؤمن بتربية الفرد ويميل الى الاعتدال ومعتركه الجهاد والحرب ضد الاستعمار ومن كانوا معه جاءوا من الطرق الصوفية وهو قائد جهادي ونحن نحاول ا ن نقول ان الاصول واحدة والمنطلقات واحدة والاختلاف يجب ان يثرى التجربة والتجارب تتكامل لا تتناسخ وان نذهب جميعاً في طريق الترابي يقول كان طريقاً واحداً يقود الى الله ولكن اصبحنا امام طرق عدة تفضي الى غرفة ضيقة والناس جاهدوا معه بما في نفوسهم من ايمان من الصوفية الى الجهاد والاخلاق الفردية في السودان حافظ عليها التصوف ولماذا ازدهرت الحركة الاسلامية في السودان اكثر من غيرها لان في السودان بنية اجتماعية ودينية وتجربة انصهار تيار انصار السنة مع الصوفية في الحركة الاسلامية تجربة متقدمة لكننا تراجعنا الى الخلف وارتدينا واصبح الخلاف على اشده والناس على طرفي نقيض


    عداء الحركة الاسلامية كان واضحاً لاشكال الوحدات الاخرى كالوحدة العربية والوحدة الافريقية والوحدة الوطنية في كل بلد حتى صار الولاء للدين قبل الوطن الى ماذا ترد ذلك؟


    الترابي اول مفكر في العالم طرح نفسه باعتباره ليس سنياً وليس شيعياً وان الازمة التي طرأت في اول الاسلام ينبغى ان لا تحكم التاريخ بمعنى ان الازمة بين الامام على وسيدنا معاوية يجب ان لا نحكم المستقبل وان نقرأ العبر في التاريخ الاسلامي لكن لا نرهن انفسنا الى التاريخ الاسلامي والمؤتمر الذي اقيم في قطر مؤخراً لم يدع اليه الترابي ولم يشأ القرضاوي واخرون ان يكون الترابي حاضراً وعلق عليه بان ينبغى ان يكف السنة عن الاساءة الى الشيعة وان يكف الشيعة عن الاساءة الى السنة وقال ان الاساءة يجب ان لا ترد حتى لو لغير المسلم لكن ليس هذا معنى ذلك ان لا ننقد التاريخ الاسلامي واصدر الترابي كتاباً عن الدولة النظرية وقدمه في عمان وتحدث فيه عن الواقع المحلي لكن حركة الاخوان المسلمين العربية كانت لا تقول بذلك انما تريد ان تبني تنظيماً دولياً والترابي يقول لهيئة تنسيق بين الحركات تنقل الافكار والتجارب وتبادلها وعندئذ تطرح الحوارات والاسئلة الجزئية والتي يجب ان تكون قائمة هل ننتمى الى افريقيا ام ننتمي الى العرب وننتمي للسودان ولكن سبيل الاسلام الى العالمية هو هذه الا رتباطات الفرعية المحلية


    الحركة الاسلامية اختارت موقفاً رمادياً بين العروبة والافريقية ولكن يقال ان دكتور الترابي كان مع خيار حركة اسلامية افريقية الى اي مدى يصح هذا القول؟

    كان هناك وعي بموقع السودان واننا في موقع طرفي لسنا في قلبه او عمقه ولكن هذا الموقع الطرفي جعلنا منفتحين على افريقيا جنوب الصحراء وجنوب افريقي واطراف تتحدث لغات غير العربية وغالب عملية الدعوة تجه الى هذا الجانب ولكن كقضية هوية تحدثنا عن القانون والسياسية والاقتصاد ولكن لم نتحدث عن الفترة الثقافة في هذا الجانب الحركة الاسلامية ضعيفة اذا ما قورنت باليسار واسهامه في محاولة بلورة الهوية ولن هناك وعي قطعاً باننا حركة ينبغي ان يكون لها امتداد فريقي اكثر من العالم العربي رغم انها في النهاية حركة وسط وحركة متعلمين وهؤلاء نزوعهم كله شمالي عربي وليس جنوبي افريقي ولكن في تعاملنا لم نحقق المعادلة ودخلنا في مشكلة الجنوب ودخلنا في طور الجهاد وواحدة من اصول الدعوة ان تنصر المستضعف ولم يبرز ذلك كما برز في الثورة الايرانية وتبنينا الدعوة الى الحوار القومي الاسلامي وبالاشارة الى ان بعض الاسلاميين كانوا يقولون ان الدعوة الى القومية العربية كفر باعتبار ان مجد الاسلام كان اسلامياً ولم يكن مجداً عربياً هذا ليس صحيحاً فقد قام تيار قومي قومي وهناك تيار اسلامي معارض والحوار قطع شوطاً بين القوميين والاسلاميين ووجدوا كل القضايا مشتركة ووجدوا المواقف متقاربة وقطعنا شوطاً في تجاوز المواقف الحدية التي كان يتبناها محمد الغزالي في مصر .


    هناك من يقول ان الترابي نقل الحركة الاسلامية ضد حركة تتشبث بالتراث الى حركة تسعى الى الغاء النص ولا تعترف به كمرجعية وتركن الى العقل دون غيره وترفض كل الاليات التقليدية لاصحاب الفكر الاصولي في الفقه الي مدى يصح هذا الرأي؟



    الترابي نفسه مثل كثير من المجددين في العالم الاسلامي جاءوا من بيئة تقليدية فوالدة كان قاضياً شرعياً متمكناً من العلوم الشرعية والاسلامية التقليدية وتشرب الكثير من هذه العلوم وروي فيه انه عندما دخل الحركة الاسلامية تفتحت فيه هذه الجوانب كانت محفوظة كامنة ولكنها تحركت فيه وتفتحت فيه هذه الجوانب وعند دخوله الحركة الاسلامية وباسئلة يومية ذات جوانب مختلفة تحركت فيه روح التجديد وهو مثل على شريعتي الذي قال انه هو خريج مكتب والده والترابي نفسه تنكر للبيئة التقليدية ودرس في الغرب وبمنزل مجهود خاص وتعرف على العلم الاسلامي ودرس القرآن وحفظه باكثر من رواية وكتب كتاب في تفسير القرآن والحديث الذي يوجه الى الحركة هو ان بالحركة بحبوبة فكرية جاءت من مصادر عدة واتاحت حرية كبيرة لافرادها ولاجتهاداتهم وبدأ شكلها مختلفاً عن الحركات الاسلامية التقليدية والمظهر هو الذي اعطاها هذا الشكل والترابي في خطابه وفي متنه نجد اللغة القرآنية والمصطلح القرآني وهو ليس فقيه فروع انما فقيه اصول وغالب الآراء الفرعية التي يثير حولها الناس المشاكل هي تأتي من اصول فقه وهذا التجديد والذي يقول هذا الكلام ينظر للحركة الاسلامية نظرة سطحية وكثير من الناس في الثمانينات كانوا يقولون ان الترابي في محاضراته لا يشير الى اية النص او الحديث بالنص لكنه يقول ان كل معنى ذكرته نابع من اية او حديث والناس كثيراً ما يعتقدوا ان الاسلام هو هذا الفقه وان التدين هو هذا الشكل وان النص يذكر بهذا الشكل ويجب ان يتلي تلاوة واحياناً بتحدث في ندوات لساعات وكانت المحاضرة كلها من القرآن وان كانت سياسية


    جعلته يقال ان دراسة الترابي في اوربا لاهثاً لهدم النسق الاصولي التقليدي لاجل بناء فكره ونشره بم ترد؟

    ليس بالضرورة ان يبني كل جديد على هدم القديم احياناً الجديد يأخذ كثيراً من القديم نسميها النهضة والعودة الى الاصول حال الترابي اظنه هكذا يريد ان يتجاوز الكثير من الركام الذي حال بين المسلم المعاصر وبين اصوله الذي تراكم عبر التاريخ وان يعود مرة الى الاصول الاولى وهذه يبدو فيها تجاوز للموجود في هذا الوسط وهذا مهم لعملية التجديد لا يصلح اخر لهذه الامة الاما صح بها اولها «اي العودة الى المنابع الاولى والعودة في مواجهة اسئلة العصر ليست عملية سهلة بل معقدة لكن ليس بالضرورة ان يهدم كل القديم وهو يستعمل الكثير من المصطلحات القديمة الاسلامية واحياناً يعطيها معاني جديدة كما يحدث في كل الثورات اللغوية واحياناً يشعر ان كلمة لا تصلح وينحت مصطلح جديد مثل التوالي الذي ظن كثير من الناس انه مجرد لعبة سياسية لكن هي محاولة لتأصيل مصطلح لانه يعتقد ان كثيراً من الخلط في المفاهيم جاء من الخلط في المصطلحات وفهمها واحياناً القديم والجديد يتعايشان والجديد جديد لم يولد بعد والقديم لم يمت بعد ومنهج الحركة في السودان لم يكن منهج هدم انما منهج اصلاحي


    لكن هو نفسه المفكر الذى شرعن الجهاد في الجنوب والقمع السياسي في الشمال واستغلال الحاجات للاستقطاب في العمل السياسي بل ان العبادات نفسها استخدمها كوسيلة سياسية فكيف نطلق مفردة المفكر والمجدد علي الترابي؟

    شرعته الجهاد الجهاد اصلاً مشروع في الدين وهو جاء ببناء اسلامي ودولة اسلامية وتقديره انه جاء بالديمقراطية ستوأد هذه التجربة ولابد ا ن يأتي بالقوة ثم يذهب الى الديمقراطية ولكن العالم لا يتمهل ويتركك تفعل ما تشاء وحدث حصار فيما يتعلق بالجهاد نعم هو تبني الدعوة للجهاد وحشد الشباب هذا صحيح لكن فهم الشعب السوداني وقهره قطعاً الترابي لا دخل له فيه وكان يتم بعيداً عن نظرة وبعيداً عن معلوماته احياناً تصله بعض المعلومات فيستدرك مع بعض الاخوة لكن اتفق انه لم يكن هناك وعي كافي في هذا الجانب والوجه العنيف بالدولة الاسلامية اضر بالحركة الاسلامية ضرراً بليغاً وبالمشروع الاسلامي كذلك وهذا اكتشاف لاحق اثناء المسيرة حتى لاتقول لي هل اكتشف فجأة بعد المفاصلة اكتشف وكذلك جاء دستور العام 1998م وفيه حريات كبيرة والترابي قال اذا تبنت الحركة دستوراً ليس فيه حريات فانه سيترك الحركة الاسلا مية





     قضية الديمقراطية والتعددية لم تشغل المفكرين الإسلاميين واعتمدوا التراث الإسلامي بتقديم الشورى كبديل اصولي جاهز، كيف سيوفق الفكر الإسلامي الحديث بين الديمقراطية كمطلوب عصري وآلية للتقدم وبين التراث ممثلاً في الشورى؟ ولماذا لم تصبح الديمقراطية خياراً من خيارات الحركات الإسلامية؟

    ­ الشورى مستمدة من القرآن ووجدت تأييدا من المجتمع الإسلامي لاشتمالها على معان وكان ذلك في دولة المدينة الأولى وكنا نجد الكثير من صور التعبير عن الشورى لكنها أي الشورى وسيلة وآلية في الإسلام للوصول إلى حكم بالاجماع والاجماع هو اجماع الأمة ويعبر عنه الآن بالاستفتاء ولكن هناك صور أخرى من الاجماع هذا الفكر الإسلامي المعاصر يوفق بين الديمقراطية وبصورها الحديثة ووسائلها وبين الشورى في الإسلام .
     أين نجد ذلك الاجتهاد التوفيقي؟
    ­ الاجتهاد يتبدى في كتابات مثل راشد الغنوشي كتابه الحريات العامة في الإسلامŒ ومحمد سليم العط واحمد كمال ابو المجد وعبد الحليم محمد احمد ابو شقة ويوسف القرضاوي وحميد النيفة من التيار الإسلامي التقدمي كل هؤلاء عبروا عن الشورى ملزمة لأن الحوار وقتها هل الشورى ملزمة أم معلمة وتوصلوا إلى ان لا يمكن ان نستشير الناس دون تأخذ برأيهم والرسول صلى الله عليه وسلم تنزل في امر الشورى في حالة الطواريء والتجربة الأولى فيها ان السلطة للأمة والامر شورى بين المسلمين كان هذا سبباً في اختيار ابوبكر رضي الله عنه

    هل الديمقراطية هي خيار عصري لكل التيارات الإسلامية؟

    ­ ظهرت تيارات السلفية الجهادية وطرحت اولويات تستهدف الوجود الغربي في العالم الإسلامي ويعتبر ان الدعوة إلى الانتخابات وهي منهج تصالحي ولا يؤمن إلا بمنهج راديكالي ثوري يزيل المسألة من جذورها وبدأ ذلك واضحاً في التعليق على حماس ودخولها الانتخابات لكن التجربة الأولى فكرة الأمة كانت ناقصة فيما يتعلق بكيفية اختيار الخليفة او الأمام او رئيس الجمهورية ومدته التي يقضيها في الحكم وعلى الفكر الإسلامي المعاصر ان يكمل هذا الجانب والفتنة الكبرى خير دليل على ذلك فولاية عثمان امتدت واختلف في الطريق التي يمكن ان يصبح بها معاوية أو علي اميراً للمؤمنين وسيدنا علي هو الوحيد الذي عندما جاءته بيعة المدينة طالب ببيعة مكة وعندما جاءته بيعة مكة قال ان الامصار اتسعت ولا بد ان تأتي بيعة الامصار وفكرة النقد العقد الاجتماعي التي جاء بها جان جاك روسو قامت على فكرة البيعة لأنهم منذ أرسطو كانوا يبحثوا عن عقلنة السلطة ووجدوا ان القهر ضرورة ذلك الذي يتنازل فيه الافراد عن بعض حريتهم للدولة او الحكومة فكرة البيعة جاءت لهم بالعقد الاجتماعي لكنها انتكست في الإسلام والبشرية تقترب بفطرتها تقترب من هذه المعاني معاني سلطة الأمة والديمقراطية وفي اوربا البرنامج متقاربة بين الاحزاب حتى احزاب العمال والمحافظين

    هل تعتقد ان الحركات الإسلامية التكفيرية اسهمت في التباعد بين الديمقراطية والإسلاميين؟


    ­ الحركة الإسلامية الأولى التي اسسها حسن البنا كانت مؤسسة على كيانات صوفية وكانت متصالحة مع المجتمع والبنا نفسه كان داعية شريعة وليس داعيا للحاكمية والشريعة كانت تقتضي اصلاحاً محدوداً في القانون القائم ليس هدمه جميعه وترشح في الانتخابات مرتين ومنهجه كله كان منهج اصلاحي تصالحي مع المجتمع ولكن مع اضطهاد عبد الناصر للإسلاميين جاء سيد قطب الذي أسس لفكرة الحاكمية وجاءت مع افكار مثل الاعراض الجانبية والعرض الجانبي الاكبر هو الاضطهاد الذي وقع على حركة الاخوان في مصر هذه التي جاءت بجنسية المسلم وعقيدته والإسلام لا يعرف إلا نوعين من المجتمعات المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي وجاء بفكرة استعلاء الايمان والعزلة الشعورية ورفضت حتى فكرة الشريعة وقالوا ان تطبيق الشريعة في المجتمع غير المسلم كاستنبات البذور في الهواء وهذا التنظير القوي لسيد قطب هو الذي تولدت منه جماعة التكفير وسرت منها روح الحركة الإسلامية في السودان التي تعتبر ان الحق واحد والمطلق بايديها لكن الحركة الإسلامية في السودان لم تبدأ بفكرة تأسيس المجتمع المسلم والفرد المسلم إلى جانب المجتمع الآخر كتقليد كما حدث في مصر، هنا الحركة الإسلامية في السودان اعتمدت الحركة نظرية التفاعل مع المجتمع حتى صار السودانيون يقولون للفرد المنتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين انت فرد جيد جداً ولكن كيف تنتمي إلى هذه الجماعة الشريرة وكما قال الطيب صالح كلما التقى فيكم فرد اجده شخصا جيدا ولكن لست ادري ماذا يحدث بعد ان تجتمعوا هذا طبعاً بعد الدولة التي وصل اليها الإسلاميون وتعمق هذا الشعور وعرفت من زملاء بعض الذين يذهبون إلى الجهاد انهم كانوا ينظرون إلى بقية الطلاب كأنهم ليسوا من البشر وكان هذا يقلق الطلاب لأنهم لا يؤمنون حتى بالدوافع التي خرجوا من اجلها وهي الجهاد كل هذا خلق توترات ولكن لا يوجد فكر إسلامي لحركة إسلامية قبل كتابات سيد قطب تأثر بذلك

    الشريعة مفهوم متعالي طرحته الحركة الإسلامية ولكن لا تجد حركة اسلامية واحدة متفقة مع أخرى حول هذا المفهوم ، ما الذي يعنيه لكم هذا المفهوم؟


    ­ ما نعنيه بالشريعة هو مفهوم محدد هو اصلاح القانون في العام و قامت لجنة مراجعة القانون بالسودان قامت باصلاح بعض القوانين التي كانت لا توافق الشريعة الإسلامية حدث هذا أيضاً في سوريا مع مصطفى السباعي، لكن فكرة الحاكمية التي الحقت بالمفهوم ووصفت المجتمع كله بأنه كافر غير صحيحة المجتمع مسلم ولكن فيه جيوب جاهلية ما تطرحه هو اصلاح المجتمع واصلاح الدولة بالتدرج

    لكن مفهوم الشريعة مرتبط باعاشة الصحابة وهو مفهوم مثالي كيف يتأتى ذلك مع الدولة العصرية أي دولة حديثة وقوانين قديمة؟


    ­ هي كلها تحتاج إلى اصلاح كل القوانين خاصة في ظل دولة اسلامية معاصرة، فالبحث في الفقه الإسلامي متخلف وكذلك البحوث في القرآن مختلفة ومحدودة وتحتاج إلى اجتهاد كبير وكذلك قضايا الاسرة والمجتمع، الذي اعنيه بالشريعة هو هذا الاجتهاد في الاقتصاد الاسلامي البنوك الإسلامية تأسست على فقه الحيل وفقه المعاملات المحدودة كل هذا يحتاج إلى تطوير لماذا يغيب مفهوم الحرية في فكر الحركات الإسلامية وهو مفهوم شغل كل المدارس الفكرية المادية والمثالية وغيرها؟

    ­ قضية الحرية مطروحة منذ المعتزلة وطرحت في الاجتهاد المعاصر فالترابي مثلاً في مسألة الردة حاول أن يؤسس لفكرة ان لا اكراه في الدين وهناك احاديث تقول بقتل المرتد والمرتد هو احياناً هو الذي يبدل دينه وان يبدل باللغة المعاصرة ان يبدل موقعه الفكري، ولا يمكن لانسان في دولة معاصرة ان يقبل هذا المعني، صحيح ان المجلس التشريعي السوداني رفض هذا الاجتهاد ووقفوا مع اجتهاد ما يسمى اجتهاد الجمهور لكن الآن هذه الفكرة تكسب مناطق جديدة والحرية نفسها قضية في الغرب الذي وصل إلى مرحلة من النزف الفكري ويريد ان يقوم بعملية تركيب شاملة لانظمته الثقافية الفكرية والاجتماعية وقضية الحرية جدل قديم مع الماركسية ولكن قضية الحرية والحرية السياسية يتعامل معها الغرب بمسؤولية شديدة ولكن الفكر الإسلامي يتعامل مع الحرية بمسؤولية والبحث في الحرية الفلسفية.



    الفكر الإسلامي التقدمي إلى أي مدى يقترب او يبتعد من الحركات العقائدية الأخرى كالماركسية مثلاً وهل بالامكان ان يتجاوز كل تلك التركة التقليدية التي طرحتها الحركات الإسلامية؟



    ­ هذا التيار بدأ في السبعينيات كان متأثرا بالطرح الماركسي وافكار العدالة الاجتماعية والاشتراكية، لكن هذا التيار تبلور في مدارس اسمت نفسها تسمية صارخة وهي اليسار الإسلامي وبعد ذلك اتضح هذا التيار بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تحت الفكر الإسلامي التقدمي لكن نحن في السودان منذ كتابة الاستراتيجية الشاملة تحدثنا عن ان المجتمع هو الاصل والدولة بعد من ابعاده ولكن في الخلاف الذي ضرب الحركة الإسلامية في السودان كان هناك تقديس لفكرة الدولة وكنا نرى ان هذا التقديس مناف للفكر الإسلامي وهو تقديس ايدولوجي لأنك انت تحكم الدولة وحزبك موجود في الدولة وان مصالحك الاقتصادية والسياسية مرتبطة بهذه الدولة اما انها دولة فكرة او دولة مبدأ لم يراع هذا الامر والقرآن لم يتحدث عن تنظيم ولكن اجتهاد ومحاولة ترتيب المسلمين ولكن القرآن تحدث عن مجتمع المؤمنين ونحن لا نريد ان نأسس لحركة تجاوزها الزمن


    لماذا تنفي الحركات الإسلامية كونها حركات سياسية وكل ما تقومون به هو عمل سياسي من انتخابات وغيره لماذا الحرج في التعبير السياسي، حدث هذا في السودان وفي فلسطين بم ترد؟



    ­ هذه القضية حساسة في التناول لأن الاصلاح التقليدي عندما يقوم عبر الطرق الصوفية ثم جاءت حركات حديثة تسمى حركات إسلامية وصوبت جهدها لقضايا في ظاهرها قضايا سياسية مثل اصلاح الحياة العامة مثل ان يعود الدين إلى البرلمان وان يعود إلى البنوك والمدارس والجيش ووسائل الاعلام أي اصلاح الحياة العامة هذه المناطق التي خرجت من الدين لكن هذا الطرح كان غريبا ومربوطا ببرنامج الاحزاب السياسية ولا يوجد حرج في ان الحركات الإسلامية هي حركات اصلاح اجتماعي تسعى لكسب السلطة الساسية وفي الفكر التقليدي للفكر الإسلامي المحدود الذي كتبه الماوردي وآخرين يعتبرون ان الدين لا يكتمل إلا ان تقوم سلطة تحمي بيضة الدين وتقيم الحدود وانفتح الجهاد وتفتح الطريق إلى الحج هذا جانب لكن الحركات الإسلامية برنامجها اكثر من السعي إلى السلطة وهذا جاء متأخراً لمجيء حريات نسبية في بعض البلدان الإسلامية التي كانت تضطهد الحركات الإسلامية وافسحت لها المجال لتنشيء احزابا واتضح ان لهذه الحركات قبول جماهيري واسع بسبب طرحها الإسلامي وخيبة امل الجماهير في الاحزاب الأخرى حزب العدالة والتنمية في تركيا ظل يقدم مرشحين في دوائر محدودة لمدة سبع سنوات ولأول مرة قدم مرشحين في كل الدوائر ولحسن حظه جاء ترتيبه الثاني لأنه إذا جاء الأول فإن فرنسا ستثير ثائرتها والحركات الإسلامية تواجه تعقيدات وبعضها لم يكمل تنظيره من اصلاح ولكن في نفس الوقت مواجه بأن يخوض معارك سياسية يومية. اظهار العداء للغرب من قبل الحركات الإسلامية يراه الكثيرون عداءَ مصطنعا من خلال تعاونها في حرب افغانستان ضد السوفيت ومن خلال الدعم الذي يرجع تاريخه إلى ايام قناة السويس الفرنسيةŒ عندما دعمت تيار الاخوان في مصر فهل اختلافاتكم اصيلة لدرجة تصادم المشاريع؟


    ­ الحركات الإسلامية في أيام حسن البنا كانت تعادي القصر الملكي والغرب كان يعاديها ومسلسل اغتيال البنا يكشف ذلك، لكن الرأي العام غير مثقف حساس تجاه قضية العمالة مع الغرب لأنه قويت فيه التيارات الماركسية والاشتراكية والقومية، وعداء الأنظمة القومية مع الحركات الإسلامية قامت هذه التهمة وهي ان الحركات الإسلامية حركات عميلة كانت طبعاً الصقت مع آخرين في ذلك الوقت آلة ايدولوجية من الخصوم لكن نتيجة لذلك الاضطهاد خرج الكثير من ابناء الحركات الإسلامية وعاشوا في الغرب ودرسوا في مدارسه وبعد حرب اكتوبر بنوا علاقات مع انظمة الخليج بل الكثير من ابناء الخليج اصبحوا اعضاء في الحركات الإسلامية وقدموا لها الكثير من الأموال ولم يكن هنالك مجال سوى العمل في الغرب كانت هناك اموال ولم يكن لها مجال سوى الغرب منشآت صور كثيرة للنشاط الإسلامي في الغرب خبراء كان الغرب يرحب بالحركات الإسلامية والحقيقة انه كان يغض الطرف عنها باعتبارها حركات ضعيفة لكن التناقض الجوهري بين الحركات الإسلامية والغرب هو تناقض حضاري فالديمقراطية قيمة يريدها الغرب ان تنفذ في الشرق الأوسط لكن إذا اصطدمت هذه القيمة بقيمة اعلى منها هي قيمة الحضارة نفسها فهذا يجعلهم يضحوا بالقيمة نفسها لأنها الأدنى لاجل قيمة اعلى هذا حدث في الجزائر وفي تركيا وفي مصر وغيرها الغربيون ينظرون إلى ان هناك اسلام ليس اسلام الطرق الصوفية التي يعرفونها اسلام يريد ان يغير القوانين والتعليم ويريد للمرأة ان ترتدي الزي الإسلامي واسلام يريد ان يغير الفنون وهذا خطر عليهم خاصة في ظل العولمة خاصة ان العولمة هي نمط قديم والغربيون دائماً مع النمط الواحد مثل نهاية التاريخ فالغرب يعتبر نفسه الاصل هو يريد ان يجعل البشرية تسير في ركبه والإسلام يعتبرونه مهددا والحركات الإسلامية طليعة في هذا التغيير والآن جاءت حركات اسلامية تؤمن بالجهاد وتولد مصطلحا جديدا هو الارهاب الغرب يتولى تضخيم هذا المصطلح الذي نراه من تضخيم للقاعدة يقع ذلك وهو يعلم ان اسامة بن لادن فرد لا يمكن ان يكون خطر إلى هذه الدرجة وهو يعيش في الجبال معزولا لكنه يعلم انه ­ يحارب كل التوجه الإسلامي لابن لادن والتغيير مسألة ازلية والحركات الإسلامية هي المرآة الشفافة وبها حركات الطلائع التي بها يمكن التحول والتغيير بها شباب مثقف ومرغوب من مجتمعه فإذا قدموا اطروحات تعالج قضايا مجتمعهم فإنهم يكسبون.

    كيف سيكون تواصل الحركة الإسلامية مع بقية الحركات على نطاق العالم بعد المستجدات الراهنة؟


    ­ هناك خطة تعود إلى الارعينات وتعرف بلائحة مكتب الارشاد التي تقول ان من حق التنظيم وكان وقتها الاخوان المسلمون من حقه ان يشيد فروع في البلدان العربية وانشاء فروع فعلاً فروع بتبعية كاملة له وهناك فروع مستقلة كالسودان حيث كانت الحركة الإسلامية تأخذ من مشارب متعددة لاحقاً بعد خروج الاخوان من السجون الناصرية أعادوا طرح الفكر مجدداً السودان رفض ان يطرح بيعة ورفض ان يقوم تنظيم للدول العربية فقط دعا إلى مجلس تنسيق فيه الدول الافريقية مثل نيجيريا والآسيوية كما مثل باكستان وغيرها وكتب رسالة باسم الاصول الفكرية للعمل الإسلامي الآن تعددت المنابر والحركات الإسلامية ووسائل تعبيرها عن نفسها وهذا الامر يفرض تحديا وهناك تحالف غير حركات اسلامية تنطلق من نفس المنطلقات ولكنها تصل إلى نتائج ومواقف مختلفة ومتباينة في حاجة إلى تجربة مثل تجربة المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي في 1994م عندما كان هناك شعور بالاحباط والأمة ممزقة. هل تؤمن الحركات الإسلامية بفكرة الدولة المركزية أي المحورية تلتف حولها بقية الدول؟ ­ لا الحركات الإسلامية لا تؤمن بدولة مركزية.
    مشر هذا الحوار بصحيفة الخرطوم فى ثلاثة اجزاء .
                  

10-09-2007, 04:20 PM

عبد الواحد أبراهيم
<aعبد الواحد أبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوارحول فكر الحركات الإسلامية في السودان : المــحبوب عبـد السـلام :- (Re: عبد الواحد أبراهيم)

    Quote: ليس بالسودان علم اسلامي كالازهر والزيتونة .



    المحبوب عبد السلام
                  

11-10-2007, 11:15 AM

عبد الواحد أبراهيم
<aعبد الواحد أبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوارحول فكر الحركات الإسلامية في السودان : المــحبوب عبـد السـلام :- (Re: عبد الواحد أبراهيم)

    up
                  

11-17-2007, 05:22 PM

عبد الواحد أبراهيم
<aعبد الواحد أبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوارحول فكر الحركات الإسلامية في السودان : المــحبوب عبـد السـلام :- (Re: عبد الواحد أبراهيم)

    Quote: في الدولة المدنية تحفظ حقوق الانسان ويعبر الفرد عن دينه .
                  

11-28-2007, 05:27 PM

عبد الواحد أبراهيم
<aعبد الواحد أبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوارحول فكر الحركات الإسلامية في السودان : المــحبوب عبـد السـلام :- (Re: عبد الواحد أبراهيم)

    Quote: الحضارة أكبر قيمة من الديمقراطية في الغرب لذا أجهض تجارب
    الحركات الاسلامية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de