|
كبد الحقيقة
|
نقلا عن جريدة الصدي
مزمل ابو القاسم
الوسيم القلبي رادو!
* يطيب لبعض كتاب الهلال معايرة المريخ باسمه الأول (المسالمة) ظناً منهم أن هذا الاسم يقلل من قدره أو يسيء إليه.. وما دروا أننا نفخر بأصلنا.. ونتبرك بمسقط رأسنا!
* كل شيء يبدأ صغيراً ويكبر.. إلا المصائب!
* وعلى هذا النهج بدأ المريخ صغيراً وحمل اسم أحد أشهر أحياء أم درمان.. (المسالمة) الذي كتب عنه الأستاذ جمال محمد أحمد ما يلي: حي نشأ على تسامح ٍ فطري، لا قسر فيه برغم سنوات العسر في دولة المهدية فتجاور فيه المسيحي مع المسلم في سكنه وتجارته وملاهيه.
* وكلمة المسالمة إلى المسامحة أقرب.. معنىً و مبنى.. وحي المسالمة يقع في قلب المدينة، ليس بعيداً عن سوقها.. و لم يكن حيَاً مهمشاً.. سكانه سودانيون أباً عن جد.. فيه تنظر حولك فترى الكنيسة تقاسم المسجد شارعاً واحداً.. ويخرج الناس لصلاة عيد الفطر أو عيد الأضحى أو عيد الميلاد المجيد أو رأس السنة.. فيهم مسيحيون وفيهم مسلمون بملابس ٍ زاهية وببشرٍ العيد يلوح في الوجوه.. تختلط في تشكيل فسيفسائي رائع.
* في المسالمة كان يقيم الشاعر الكبير صالح عبد السيد (أبو صلاح) الذي عشق المريخ وقال فيه قصيدته الشهيرة (في غرة التاريخ ولي مدى الأيام.. تيم كوكب المريخ فائز على الأتيام.. يوم لعبتك مشهود زي عيد عقبلو صيام.. ويمثل الجمهور مولداً تحيطو خيام).
* ولد المريخ من رحم حي يمثل عنواناً للتآخي والوحدة والوئام والسلم الاجتماعي.. لذا لا نستغرب نجاحه في جمع قلوب أهل السودان بمختلف سحنتاهم وأديناهم وقبائلهم.
* في مجتمع المسالمة الرائع اجتمع خالد عبد الله المسلم (أول رئيس للمريخ) مع المسيحيين عبد السيد فرح وصليب عبد الملك.. وفي مجتمع المسالمة المتسالم تمازج السودان وتماهى بكل تكويناته ودياناته وسحناته ولهجاته.. ليجمع القلوب ويخلب الألباب!
* في المسالمة المتصالحة ذات النسيج الاجتماعي القوي والمشبعة بقيم الحب والتآخي والوحدة ولد الكيان الجميل مضغةً حملت اسم الحي.. وترعرع وكبر حتى أراد أهله أن يخرجوه من جلباب الحي الضيق.. فاختاروا له اسم المريخ.
* اسم رنان أطلقته عليه إحدى فتيات حي المسالمة في زمنٍ كانت فيه النساء يعانين من الظلم والأمية.. وما كانت فيه امرأة تجرؤ على أن تبرز على الرجال.. ناهيك على أن تمتلك جرأة الحديث.. فلله درك يا مريخ!
* المسالمة للمريخ بمثابة ممالك كوش ومروي وعلوة وسنار وسلطنة الفور بالنسبة للسودان الحديث.
* حي المسالمة يمثل بالنسبة للمريخ الأصل.. ومسقط الرأس.. ونحن فخورون به.. لأنه أعطانا نموذجاً يحتذى للتعايش السلمي بين الأديان.. ولأنه يمثل وعاءً لما يجب أن يكون عليه السودان.. حالياً!
* حي المسالمة بطيبته وتآخيه وتصالحه يمثل نموذجاً يبحث عنه سودان القرن الحادي والعشرين.. سعياً لإعادة ترسيخ مبادئ الوحدة والتآخي والمواطنة.. بعيداً عن التمييز العرقي.
* المسالمة موطن الفنانين والأدباء والشعراء والملحنين ونجوم الكفر يشرف المريخ ويتشرف به!
* فيه اجتمع خالد عبد الله المسيحي مع صليب عبد الملك المسيحي مثلما يجتمع البشير وسلفاكير في القصر الجمهوري اليوم!
* ومن رحم المسالمة الطيب النقي وفي نسيجه الاجتماعي القوي المتفرد ولد المريخ.. ومن رحم المريخ ولد منافسه كرد فعل.. مضاد للأصل في الاتجاه.. لكنه لم يساوه في القوة أبداً!
* كل رؤساء المريخ منذ عهد المسالمة سودانيون.. لم يرأسه أجنبي ولا تظاهر محبوه دعماً لمستعمر!
* أطلق أهل المسالمة اسم حيهم على ناديهم.. وعندما شعروا أن الاسم يحرج أبناء الأحياء الأخرى الراغبين في الانضمام له بادروا بتغييره.. ونظروا إلى السماء واختاروا منها المريخ اسماً لناديهم الجميل!
* وعلى نهج آبائنا الأوائل سار منافسونا.. ونظروا حيث نظرنا!
* ازداد الطموح عندما أصبح الاسم مرتبطاً بالسماء.. فكان من الطبيعي أن يحلق الاسم الجميل في فضاءات العالم ليعم الكون كله: (يا بت فرح..الليلة لو شفتي الاسم.. كيف أضحى مصدر للفرح.. كيف أضحى للعشاق حبيب.. يحلو الغزل فيه ويصح..أصبح شعار في كل دار..وفوق للسحاب مختال سرح)!
* نفخر بمساهمة بعض الإخوة المسيحيين في تكوين المريخ.. مثلما نفخر بأن قدم سامي رحمة الله عليه رفعت شعبية المريخ بين أهلنا الجنوبيين عندما سجل هدفه الشهير في موقعة جوبا الشهيرة!
* مريخ المسالمة.. ينتظر من أهله أن يربطوا الحاضر الجميل بالماضي التليد.. ويصححوا تاريخ الميلاد.. لأن المسالمة تمثل امتداداً تاريخياً للزعيم!
* إن كانوا (يستعرون) من المسيحيين فأهل المريخ يتشرفون بهم.. بل إن كرة القدم نفسها ابتكرها الانجليز.. ودخلت السودان مع الجيش الإنجليزي.. فلم لا يهجرونها ويعودون إلى (حرت وهودنا وشليل وينو)؟
* ده المريخ.. يا هو ده السودان.. التعايش السلمي.. والتآخي.. والتصافي.. والتآزر.. والمحبة الصافية التي لا تتأثر بعصبية لون أو عرق أو دين!
* هو المريخ (الوسيم القلبي رادو)!
|
|
|
|
|
|