|
|
 أذرف دمعة.. واطفئ شمعة بقلم عبد اللطيف أحمد
|
أذرف دمعة.. واطفئ شمعة
بقلم عبد اللطيف أحمد نقلاً عن العدد الأسبوعي لصحيفة السوداني
حينما يكون مكتوباً على بلادنا أن تتحمل المنصرفات الحكومية العالية، أو ظروف علاج المسؤولين بالخارج، أو حوجة المسؤول لبعض المنصرفات الحياتية التي تنقص حياته، أو احتياجات المرافق الحكومية، تصاب بعض المرافق والوزارات بحالة من اليأس عند عدم تمكن الوزارة أو المرفق الحكومي من شراء عربة آخر موديل للمسؤول، أو تأخر زيادة المخصصات للمسؤولين، البعض الآخر يتكتم على هذا الأمر، ولا يبديه لاقرب الأقربين، لذلك فقد تتوتر العلاقة الأسرية من عدم امكانية الذهاب للمصيف هذا العام، ولا يخبر زوجته بأنه لايمكنه مسايرة الموضة في الاثاث لهذه السنة، لكي لا ينخرب البيت.. ولكن يجب ألا نغفل أن مواطني هذه البلد ابتلاهم الله بدفع منصرفات المسؤولين وجعلهم يدفعون فاتورة التلفونات ومنصرفات الأسرة بكل اشكالها ووجوهها من وقود للسيارات، مروراً بمنصرفات المدارس الخاصة، وأعياد الميلاد، والسفر لقضاء الاجازات بالخارج، وبناء المنزل لعدة طوابق، والعناية الفائقة بالمنزل بالتغيير السنوي –إن لم يكن الشهري- المساير للموضة داخله، وحتى مصاريف الخدم والحشم الذين يعملون لراحة المسؤول واسرتيه الكبيرة والصغيرة، لكل تلك الاعتبارات وغيرها كانت فكرة (أذرف دمعة.. وأطفئ شمعة) ليظل الدفع بيننا نقوداً لا تنتهي وبطريقة ميسرة ومريحة، ولتصبح الروابط بيننا في الحياة اموالاً لشراء السيارات الفارهة والاثاثات الفخمة بكل انواعها المنزلية والمكتبية، حتى نشعر بطعم (مُر مرير).
أذرف دمعة.. وأطفئ شمعة من أجل راحة كل المسؤولين، رقم حساب وقود المسؤولين (صفران صفر ثلاثة أصفار).
• من له غيرنا؟!
(ب.ب) مسؤول كبير اصيب بنزلة برد جعلته يلازم السرير الأبيض بإحدى المستشفيات الخاصة، يحتاج حالياً لفترة نقاهة، أوصى الطبيب بضرورة سفره للخارج لعدم توافر أماكن نقاهة هنا، وحوجته الشديدة للراحة التي لن تتوافر هنا في ظل رحلاته الكثيرة، ومشغولياته الجليلة.. تكلفة السفرية ذات ستة أصفار يمينية، لا يملك منها شيئاً، يرجو من المواطنين دفعها.
*من يدفع عنه فاتورة المحمول؟!.
(ش.ش) مسؤول مهم نفذت كل أمواله المخصصة للتلفونات، حيث مرت عليهم ظروف عصيبة نسبة لابلاغ خبر وفاة والد زوجته عبر (الجوالات)، وثرثرة ابنائه فيها، ومذاكرة بنته مع زميلاتها بواسطة المحمول، غير بعض المكالمات التي اجراها هو مع أهله ومعارفه مهنئاً بشهر رمضان، حتى وصلت فاتورته إلى كذا مليون، يملك منها مليون يرجو من المواطنين التكرم بدفعها في شهر الخير.
* عجز عن توفير التذاكر
(ض.ض) مسؤول لديه سبعة أبناء جميعهم يدرسون في الجامعات الأوروبية حتى يعودون وهم متسلحون بالعلم لفائدة هذا البلد، شاءت الأقدار أن يأتوا جميعهم في اجازتهم السنوية، وحان الآن موعد عودتهم، ولا يملك ثمن التذاكر، التي تتجاوز تكلفتها ما يزيد عن العشرين مليوناً، يأمل في أهل بلده الكرماء.
*لنكفكف عنه الدموع!!
(ط.م) نائب مسؤول اعتاد كل سنة دعوة الأهل والأصدقاء والمعارف في افطارات رمضان الفاخرة التي كانت تقيمها وزارته، لكن يد الأقدار كانت أسرع هذا العام بعد أن تم ايقاف الافطارات الفاخرة، يخشي ألا يستطيع اقامة افطار كذاك الذي تقيمه وزارته ومن ثم (يطلع صغير) أمام أهله، استطاع أن يوفر مستلزمات الافطار، ولم يتبق غير المكان الذي سيقيم فيه الافطار، حالياً وجد صالة مناسبة لاقامة افطاره فيها، ولكنه لا يملك ثمن ايجارها.. وكله أمل في أهل بلده الأوفياء.
• أثقلت كاهله فاتورة الكهرباء!!
(ز.ك) مسؤول كبير لديه 15 مكيف فريون بمكان سكنه، وستة مكيفات في منزل نسابته، والعديد من المكاوي الكهربائية، والتلفزيونات والأطباق الفضائية والديب فريزرات التي تعمل على مدار الساعة تكلفة المكيف الواحد مليون شهرياً وباقي منصرفات الكهرباء تكلف ما لا يقل عن 10 ملايين ليكون المبلغ كاملاً هو 25 مليون جنيه (فقط) غير الجمع والعطلات الرسمية، يأمل من مواطني الخير التبرع له.
*لنعينه!!
(س.س) مسؤول كبير يبني في عمارة ذات طوابق (أربعة)، ولاتنسى الفلل في القِبل (الأربعة)، والعربات المية وعشرة و(أربعة)، ومصاريف الأبناء من الزوجات (الاربعة)، وحساب البنك 90×4، أثاث المكتب بعشرة في (أربعة)، مشاريع مسؤولنا البستثمر في أموالنا.. يأمل من المواطنين مد يد العون لاكمال العمارة والفلل.
*من لها؟!
(د.أ) زوجة لأحد المسؤولين تمتلك 70 طقماً ذهبياً فاخراً، اصيبت بازمة نفسية جراء عدم استطاعتها تكملة العدد لمائة، اسوة بزوجات باقي المسؤولين، كلها أمل في المواطنين أصحاب الأيادي البيضاء.
*لنعينها!
سكرتيرة نائب مدير سكرتير المكتب، خلصت كل مصاريفها اثناء وجودها ضمن الحاشية التي سافرت مع المسؤول تلبية لحضور أحد المؤتمرات، هي وبقية افراد اسرتها، تحتاج لمن يمد لها يد العون لما نقص من الرحلة والمتمثل في ادوات تجميل (ميك أب).
• لنقف معه في دفع الايجار
(م.ب) مجلس بلدي كبير في السن يقع في أحد المدن الثلاثة المكونة للعاصمة، يعنى بدفع مرتبات المعلمين، وفتح المجاري في الخريف، هد حيله ثمن الايجار الذي يدفعه بعد أن رحل من المكان الذي يمتلكه، وانتقل إلى احدى البنايات الفاخرة بمبلغ ايجار شهري فلكي، دفع منه مقدم لعدة سنوات بتأخير الرواتب وعدم فتح المجاري، يحتاج لأن يدفع ثمن الايجار السنوي الذي حان وقته، يمتلك حالياً نصف مبلغ الايجار الذي تحصل عليه من مال العوائد والعتب، والنفايات.. وتجديد الرخص، نسأل الخيرين أن يجودوا عليه بدفع الجزء المتبقي من الايجار الذي كان يعتمد فيه على ستات الشاي اللائي لا يعملن في نهار رمضان، حتى لا تتم (كشتهم) للشارع.
• فرصة للحصاد
(و.ج) وزارة (تعول) عدداً كبيراً من مسؤوليها، وايراداتها قليلة، وتعتمد في معيشتها على (ايصال اليوم باليوم)، اصيبت تلك الوزارة بمرض (الانيميا الحادة) قلة المال، امدها الخيرون من المواطنين ببعض المال، وهي الآن بحاجة لأبناء الوطن للتبرع ليها بفصيلة دم (دولار بوظطف) لاعانتها على مصاريف المسؤولين من وقود ونثريات وخلافو.. فمن ينقذها ويحصد الخير الوفير.
• أعيته نوائب الزمان!
(د.أ) ديوان (كبير في السن) لديه عدد كبير من المستشارين عاطلون عن العمل الذين يتوزعون في (ضللة) (الوزارات الاستهلاكية المختلفة) اصيب هذا الديوان بمرض (هد الحيل) كله أمل في أهل بلده أن يقوموا بمده بالمال الذي يعينه على تغطية منصرفات المستشارين.
لائحة الانتظار
• من ينقذ ولاية من الموت؟!
(و.خ) عاصمة لديها ثلاث مدن كبرى، تمر بمحن وبلاوي مختلفة، حيث تعاني من تدنٍ مريع في صحة البيئة مما جعلها قبلة للباعوض والناموس، وجعلها مستنقعاً للاسهالات المائية وغيرها، تعاني من (عُسر هضم) في شوارعها جراء (عربات الاقساط).. تحتاج لعملية (ازالة) عاجلة للمواقف الدودية، اصيب عدد كبير من ابنائها قبل فترة بـ(أحداث دامية) وعدهم المسؤولون بصرف تعويضات، كما تعاني من عدة أمراض تتعارض علاجاتها مع بعضها البعض، حيث يتعارض علاج داء (الركشات) مع علاج (اعتماد الاسر عليها)، وكذلك علاج مشكلة المواصلات بمواعين نقل كبيرة، يتعارض مع داء الشوارع الضيقة.. تأمل في الخيرين أن يمدوها بأفكار لحل هذه الاشكالات.
• لندفن حفره!!
(ك.ش) حي عريق بالعاصمة مصاب بسرطان (حُفر إدارة المياه) اللعين، اوصى الاطباء بعلاجه كيميائياً بواسطة (الردميات الترابية) لكل الحُفر، التي تم التعامل معها بواسطة (مزيتات) الألم، وهي مسكنات زيتية تُكب على الحُفر لأجل قتل الباعوض.. تأمل من الخيرين في مدها بقريدر وآليات تعينها على دفن الحُفر.
• من ينقذ موازنة من الانهيار؟!
(م.م) موازنة عامة، تعاني من مرض (الفشل المالي) المزمن، ومصابة ايضاً بمرض (المنصرفات الحكومية) الفتاك، حالياً تخضع لجلسات (الغسيل) الدورية، أوصى (طبيبها) المختص بعلاجها بواسطة زيادة اسعار المحروقات (ثلاث مرات في العام)، تأمل في الخيرين من أبناء هذا الوطن بمساعدتها بالصبر على تحمل هذه المنصرفات والزيادات حتى لا تنهار ويحدث ما لا يحمد عقباه.
*عجزت عن توفير الدواء!!
(و.ص) جهة تعني بالدواء تعول عدداً كبيراً من المديرين ونوابهم وسكرتاريتهم بعرباتهم ونثرياتهم، تعاني من سرطان (الفساد) الذي استشرى في غالبية ذمم المسؤولين في إدارتها.. اوصى الطبيب المختص بعلاج يسمى الـ(1%).. ترجو من المواطنين تحمله.
*تخشى موت مرضاها!!
(م.ب) مستشفى تعليمي به عدد غير محدود من البرك والأوساخ، تعاني من داء (الأخطاء الطبية) التي تعددت وتشكلت، واودت بحياة الكثيرين.. ترجو من المواطنين الصبر وحسن العزاء.
*لنعد لها المياه
شبكة عتيقة (تعول) عدداً كبيراً من المواسير المنتهية، أوصى القمسيون الفني بضرورة تغييرها، لكن لا حياة لمن تنادي.. وأصبحت تصاب بـ(استفراغ) دائم نتيجة الكسور المنتشرة في كل انحاء (مواسيرها).. تأمل في مد يد العون لها.
• لنوسع شرايينه!!
(ش.م) شارع (اورطي) عتيق.. يعتبر الشارع الوحيد الذي يربط العاصمة ببقية المدن من جهة الشرق.. يعاني من (ضيق) في الشرايين اودى بحوادث كثيرة، لم تفلح معها مسكنات المخالفات (200مل)، اوصى المختصون بضرورة اجراء عمليات توسعة له.. كله امل في ابناء بلده.
*الفرج القريب
خريجون بالكوم والردوم من الجامعات المختلفة خاصة وعامة، مصابون بداء (العطالة)، ويعانون من مرض (نقص الوظائف المكتسبة)، انهدت كل احلامهم.. (وسوس) لهم (القمسيون الابليسي) بضرورة الهجرة إلى الخارج.. حتى وإن كانت الهجرة لـ(إسرائيل) بعد أن اوصدت كل الأبواب في وجههم.. يأملون من أهل الخير مدهم بدواء (الواسطة).
* غابة تعينه على أخذ حقوقه!!
(م.أ) محال للشارع العام تحت شعار (الخيانة هي الما معانا)، يعول اسرة كبيرة تركها له والده الذي توفى وهو يدافع عن الوطن في الأحراش، وهو في سن صغيرة، طرق كل الأبواب للحصول على مستحقات نهاية خدمته، وحقوقه وحقوق اسرته المتمثلة في (المجانية بكل اوجهها من تعليم، وصحة.. الخ)، إلا أنه لم يحصل على أي شيء سوى الوعودات، أصبح حالياً يعيش تحت خط الفقر.. يأمل من المتمردين أصحاب الأيادي (البيضاء) أن يمدوه بـ(غابة) تعينه على أخذ حقوق نهاية خدمته، ومستحقات اسرته.
* مسيرة الكفاح!
(أ.م) أب لدستة أطفال جميعهم مصابون بداء (الطرد المدرسي) الوراثي.. لم يترك باباً للعلاج من هذا الداء الفتاك إلا طرقه.. يتعاطي حالياً مضادات حياتية هي (الديون مايسين)، و(اقساط امبوكلوكس) تؤخذ بواسطة المرتبات الشهرية.. يأمل من (العلماء) أصحاب القلوب الرحيمة الذين توصلوا لعلاج (مجانية التعليم) والذي اثبت نجاحه على (أوراق التجارب) المتوافرة بكثرة في ادراج المسؤولين، أن يبذلوا قصارى جهدهم لتوفيره في (صيدليات) الواقع.
*من له غيرنا؟!
(م.ج) مشروع زراعي ضخم.. يقع في وسط البلد، له الفضل الكبير بعد الله تعالى على البلاد كافة، يعول عدداً كبيراً من الاسر، يعاني من امراض عديدة تتمثل في داء (عدم تحديث القنوات وتجديدها) أدى إلى مشاكل في (أوردة) الري، كذلك مصاب بداء (تليف الحراثة الوبائي) الذي ادى إلى وفاة الإدارة الهندسية في المشروع التي كانت تتولى حرث الأرض وفق خطة معينة على درجة عالية من الدقة، مما جعل مزارعي (التخدير) ضعيفي الخبرة، يتولون عمليات الحرث بعد وفاة الإدارة الهندسية. ومن الأمراض المصاب بها المشروع سرطان (تسييس الإدارة وعدم استقلالها) هذا الداء الفتاك الذي استشرى حتى وصل الاتحاد الخاص بالمزارعين، كما يعاني من حمى (ارتفاع اسعار مدخلات الإنتاج) المصحوبة بـ(رفع الدعم الحكومي) و(تعدد الرسوم والضرائب) الذي يسببه فايروس (سياسة التحرير)، وأيضاً مصاب بداء (الظلم) الفتاك والمعدي والذي أصاب المزارع مالك الأرض حيث يتم ايجارها منه بثمن بخس دراهم معدودة وفق قسمة ضيزى، وما زاد الأمر سوءاً الخطأ (العلاجي) الذي قدمته الحكومة بعد تشخيص خاطيء للأمراض التي تصيب هذا المشروع الزراعي الضخم، مما صاحبه اعطاء دواء خاطيء أيضاً وهو استعمال (خصخصة سايكلين) مما اصابه بشلل عام اقعده عن اداء دوره واعالة اسره، نسأل الخيرين صالح الدعاء له.
*لننقذها!!
(أ.أ) اتفاقية سلام مصابة بداء (البطء) اللعين المستشري في كل بنودها.. تحتاج لعملية عاجلة لأزالة (العقبات)، اوصى القمسيون بسفرها لاحد المنتجعات.. تسأل الخيرين مد يد العون لها.
*لنقف معه!!
(د.أ) دستور انتقالي، مصاب بمرض (شلل) عدم التطبيق، يأمل من الخيرين امداده بكرسي متحرك.
*لنعيدها سيرتها الأولى
(ص.ص) مجال اعلامي، مصاب بسرطان الاعتقالات الفتاك، ويعاني من نقص حاد في حريات دم العمل البيضاء، كما يعاني من داء المادة (130) (المعدي) الخاص بايقاف المطاعم والكافتريات، أوصى القمسيون الصحافي بعلاج غير متوافر بالداخل، يأمل من الخيرين أن يمدوه به من الخارج.. اسم الدواء (صحافة حُرة.. أو لا صحافة).
لسعة:
من (غيركم) يعطي لهذا الشعب معنى أن (يطش) و(ينتحر)!!.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست