|
Re: أراضـي جنوب كـردفــان.. «ميتـــه وخـــراب ديـــار» (1-2) (Re: شوقي مهدي مصطفي)
|
ومن أغراض التخطيط وتعديل شكل الملكية وضع السياسات العامة ووضع الخرط وتحديد أغراض استخدام الأراضي للاستعمال الحكومي. وهذا العمل يشرف عليه على مستوى المركز المجلس الأعلى للتخطيط العمراني وتماثله لجنة التخطيط العمراني على مستوى الولاية في حين ينحصر دور مصلحة الأراضي في توزيع الأراضي وفقاً للقانون والأعراف السائدة. ويرى العقيد شرطة معاش الطاهر حماد عبد الرحمن مدير مصلحة الأراضي بالولاية «إن أراضي جنوب كردفان قد أذيت بتخطيط عدة مدن تخطيطاً شاملاً في الفترة قبل عام 1979». وبالطبع في تلك الفترة قد تم اعتداء كبير على حواكير الأهالي، لكن الجراح القادمات أنستهم جرح الأرض بفعل الحرب والمجاعات، حيث شهدت الولاية هجرات وافدة وأخرى خارجة، حيث وفدت إليها أعداد كبيرة من الولايات المجاورة خاصة الولايات الغربية بفعل المجاعة والنهب المسلح، كما أن هناك هجرات خارجة من الولاية إلى الولايات الأخرى خاصة ولايتي الخرطوم والجزيرة حيث يتوافر العمل والمأوى. كما إزدادت الهجرة لعوامل الحرب والتمرّد وظل المواطنون في الولاية في حالة غير مستقرة مما أدى إلى بروز الآتي:- 1/ عدم استقرار الحيازات. 2/ إحلال بعض القبائل مكان أخرى. لكن بعد توقيع اتفاقيات السلام استقر الوضع الأمني والاقتصادي والخدمي بفضل جهود الحكومة والحركة الشعبية كما أن عودة المواطنين الطوعية جعلت المنطقة قبلة أنظار العالم والرأسمالية الوطنية من أبناء المنطقة وغيرهم، ولهذه الأسباب ارتفعت قيمة الأرض، وإزدادت أهميتها بالنسبة للاستقرار والاستثمار من قبل التجار والشركات الكبرى. إلى جانب ذلك فإن هذه الهجرات قد ساعدت على إنشاء أحزمة استيطانية غير منظّمة حول المدن الرئيسية وداخل الحجوزات الحكومية، الشيء الذي أحدث بعض التشوهات، وعليه فإن الهدف من وضع الخطط الإسكانية في الولاية حسب إفادة مدير مصلحة الأراضي يهدف إلى:- 1/ محاربة السكن غير المنظّم. 2/ توفير سكن لكل مواطن. 3/ توفير مواقع للأسواق وأخرى للاستثمار في مجالات مختلفة وعلى طول الطريق الدائري إلى جانب تقديم خدمات أفضل واستثمار الأراضي الشاسعة التي يمتلكها، والاتفاق معه دون إكراه. والآن كنتاج للجهود التخطيطية بدأت المدن تنتظم ويظهر شكلها العمراني المطلوب، لكن هذا الرقي العمراني جاء خصماً على حواكير الأهالي وتغولاً في بعض المدن على الأحياء السكنية، كما في حالة جامعة الدلنج والتي يمنع التداخل في التصرف في الأراضي بين المركز والولاية إدارة الأراضي من التدخل لإنصاف الأهالي وتبرز المشكلة أكثر في وجه الخطة الإسكانية التي تطرحها إدارة الخطط الإسكانية لمدينة كادوقلي، والتي يقول عنها المهدنس إيهاب يوسف موسى إن التجهيز لها قد اكتمل في كل مراحلها من طلبات ولجان وتصديق وتبقت النتيجة النهائية، لكن إيهاب يرى أن المشكلة تكمن في عدم تحديد المكان، فالمعروف أن كادوقلي مدينة تحيطها الجبال من كل جانب عدا الناحية الشمالية، وهذا يقود للاصطدام بواقع إحتكار الأرض من قبل سكان بعض المناطق الذين يعتبرون الأرض ملكاً تاريخياً لهم، وهذه إشكالية يجب أن تنظر فيها مفوضية الأرض التي حددتها اتفاقية السلام والتي لم تباشر عملها حتى الآن، وعليه إذا أصرت إدارة الخطة الإسكانية على تنفيذ خطتها في مدينة كادوقلي عقب عيد الفطر المبارك كما قال مدير الخطة الإسكانية فإنها سوف تدخل في صدام مع قبائل التيرة وعطور وشاشات التي ترتبط بتلك الأرض بالزراعة والمرعى، كما أنها سوف تصطدم بقبائل عربية مثل دار جامع، علماً بأن كادوقلي تشهد كثافة سكانية غير مسبوقة، وهنالك أكثر من (3) آلاف طلب مصدّق للحصول على قطعة أرض أما إذا فكّرت إدارة الخطة في تنفيذ الخطة شرق المدينة فإن هذه الأرض هي أرض طينية زراعية وتشكّل مجرىً للمياه مثلها مثل كل المدينة التي تحيطها السلاسل الجبلية من كل حدب وصوب، ويمكن تصنيفها باعتبارها كلها مجرى مياه، وبعض الأهالي الآن يسكنون في داخل المياه وعلى أسطح الجبال. كما تواجه الخطة الآن مشكلة الإزدواج في توزيع الأراضي، حيث يمكن أن تعطى القطعة لأكثر من شخص، والسبب يعود -حسب عبد الفتاح تيه- إلى أن مدير الأراضي يعلن عن خطة إسكانية وهو في الحقيقة لا يملك شبر أرض واحد، وأن الأراضي حول كادوقلي الناس مرتبطون بها ارتباطاً أزلياً والخطة أعلنت قبل الوصول إلى تسوية معهم، علماً بأن مناطق مثل مرتا وكلبا كانت مراكز إدارية طوال الاستعمار الأول والثاني، ومن قبل أن تظهر مدينة كادوقلي للوجود والتي طرحت فيها أول خطة إسكانية عام 1979. كما أن هنالك أراضٍ تركها أهلها وسوف يعودون إليها في إطار العودة الطوعية، وهذا هو سبب الإزدواج في التوزيع لأن هذه الأراضي الآن مطروحة للتوزيع في إطار الخطة الإسكانية التي تنتظر ضربة البداية عقب عيد الفطر المبارك.. ويرى محمد مادبو شائب، رئيس اللجنة الشعبية بحي كلمو وسط إن قضية الشواغر من الأراضي ناتجة عن الفوضى التي لازمت الحرب وأن عقودات الأراضي غير معروفة المصادر وعدم اكمال إجراءات التسجيل.
ــــــــــــ يتبع
| |
|
|
|
|