د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2007, 05:33 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام .

    كتب الدكتور عبدالله علي ابراهيم والسيدة نعمات مالك بمنبر سودانايل


    ثمانون حولا على ميلاد عبد الخالق محجوب: زواج السكرتير العام

    نعمات مالك وعبد الله علي إبراهيم

    [url=http://www.sudaneseonline.com/][/url

    عبد الخالق يتوسط رفاقه عبد الرحمن الوسيلة وحسن سلامة في حوش قطية الأخير بمدينة الأبيض في الخمسينات.
    وكان سلامة هو مسئول الحزب عن مديريات الغرب (من محفوظات حسن سلامة)




    في هذا اليوم منذ ثمانين عام (22-9-1927) ولد بأم درمان الأستاذ عبد الخالق لوالده محجوب الموظف بمصلحة البريد والبرق ووالدته أم النصر. واسماه والده، الهلالابي وصديق عرفات محمد عبد الله الخالص حسن الإطلاع على الشأن اليساسي، بعبد الخالق تيمناً بعبد الخالق ثروت السياسي المصري المعروف. وقد روجت من قبل أن اسمه مستفاد من عبدالخالق حسن، مامور مركز أم درمان المصري، الذي شيعه الناس في 19-6-1924 بالمقابر بمظاهرة عكست حب مصر: "يسقط الإنجليز، عاش سعد". وكان ذلك من بشائر ثورة 1924 . وصحح الخطأ خاصة أهله.

    وقد رأيت كواحد من محبي الرجل التنويه بمناسبة ميلاده الثمانين عرفاناً بخدمته الغراء لقضية التغيير الاجتماعي ولملكاته التي طبعها بها: حذاقة الفؤاد والشغف بالمعرفة وفيض البذل والعفة عند المغنم كما قال في أول رسالة ممهورة باسمه عن الشيوعيين السودانيين بعد ثورة أكتوبر 1964.

    وأنشر في هذه المناسبة جزءاً من مذكرات رفيقته وزوجته نعمات مالك التي عهدت لي تسجيلها عنها وكتابتها. فقد أذنت لي مشكورة بنشر هذا الجزء في هذا المقام حتى قبل اكتمال فصول سيرتها. وأرجو أن أذكر بالخير في هذه المناسبة المرحوم أحمد عثمان مكي الذي قال لي في ساعة صفاء بمدينة كولمبيا حيث أقيم :"يا عبد الله ممكن تعرفونا بعبد الخالق وهو منو ومالو بجانب أنو سكرتير الحزب الشيوعي". وكانت نصيحة "تخدر" قبره وترطبه. فإلي السيرة:



    رمحت نعمات ترفل في ربيعها السادس والعشرين داخلة دار الحزب الشيوعي بشارع الأربعين بأمدرمان في مساء 12 نوفمبر 1965 لحضور ندوة عبد الخالق محجوب الراتبة التي تنعقد في السادسة من مساء كل أربعاء. جاءت نعمات متأخرة نوعاً ما قياساً بالحضور الآخرين. ولولا عطل الميكرفون الأزلي لكانت وجدت الندوة قد قطعت فرقة.

    كان الحضور، الغالب فيهم الرفاق، ممن يعرفون بعضهم بصورة وثيقة، قد بدأوا تجاذب الحديث. وهو حديث ساده توقعهم من "أب صلعة" الذي جلس على المنصة يقلب أوراقه ويتحدث إلى طائفة من رفاقه ممن انتهزوا عطل الندوة فنهضوا لتحيته. وكانت تحف به عيون الحضور الذي يمني النفس بزاد الأسبوع من العصف الفكري الذي يحسنه "أب صلعة". يأتون من كل حدب وصوب بالعاصمة هرباً من ضوضاء الخلاف وشقشقة اللغة الصارفة للناس عن المغزى. وكانت ندوة عبد الخالق هي طقسهم للتطهر من رجس "تغبيش الوعي" وهو الداء الذي نذر الرجل نفسه لحربه. ما يعجبهم فيه أنه يرمي المسألة فيصيب كبدها بأقصر الطرق. وكان ينفذ إلى الحديث الملتوت فيخرج منه بما يتفق وصالح غمار الناس. وهذا حلف المثقف والشعب والحقيقة. كان يطربون للرجل يفكر من خلال الخطابة بينما يتفاصح غيره. كان يعرض على الحضور حيثياته التي بها يستدل بلا شقشقة ويحملهم على التفكر فيها وفي زبدة قوله. كانت بلاغته في الخلوص إلى المعنى بينما البلاغة عند الآخرين هي "إذا دل على شيء فإنما": بلاغة تسبق الخطبة فهي خبئية في اللغة لا فضل للمرء فيها سوى اجترارها.

    لم يمنع كل ذلك عبد الخالق من أن يلقي نظرة على نعمات وهي ترمح داخلة وقد حشرت نفسها برشاقة بين الحائط وآخر صف من الكراسي. كانت طويلة ممتلئية معبأة في ثوب أبيض كف عن حصار خصل الشعر الكث الطويل فأنسدل على كتفها في أحسن الأحوال. وسرعان ما وقف لها رفيق من الشباب فأجلسها. وظلت عيون عبد الخالق ترصدها حتى استقرت على الكرسي. ولما التفت وجد محمد أحمد سليمان، سكرتير مكتب الرقابة المركزي للحزب، قد وقع على لحظة يسعد بها من شغلهم الرقابة المركزية. وهي رصد السكرتير العام في خطرة خارج النص. وتزداد هذه الخطرة أهمية لسجيتها الرومانسية. وحين انتبه عبد الخالق بأنه مرصود قال لمحمد:

    - دي منو؟

    - -دي نعمات طليقة الطيب شكاك أخو صاحبك فاروق.

    - بالله

    - والله يارئيس!.

    - حاجة أنيقة فعلاً.

    -شباب الحزب يار يس، الطلائع.

    - This is my type(دي زولتي ذاتها)

    وقطع حديثهما حسن شمت، سكرتير الحزب بدائرة أم درمان الغربية، حين إنحنى على عبد الخالق وقال:

    - حنبدأ الندوة يا أستاذ. الميكرفون اتصلح.

    - يا حسن! والله حمد لله على السلامة. بالله المرة الجاية خليكم من مكرفونات الزميل ود الخليل. دي خردة من زمن برمبل. زميل زميل إلا في الميكرفونات. ما في ندوة حتبدا في وقتها طالما أجرتو منو! الله لا أيدو.

    وضحكا. والتفت ود الخليل إليهما. وقال له حسن يغالب الضحك بصوته الأجش:

    -البوس قال مكرفوناتك غير صالحة للاستخدام.

    وضحك ودالخليل وقال:

    -ما زي أبوك ياريس لكين بعشيك. ما قتو بروليتاريا.

    وضحك عبد الخالق قائلاً: عشان بروليتاريا تضيع وقتها. يا زميل ورانا شغل. الله لا أيدك.

    وطرق أذن عبد الخالق تقديم الرفيق مصطفي محمد صالح له فنهض إلى المنصة. وظل يسترق النظر إلى نعمات كلما سنحت سانحة وبخاصة في طور الأسئلة حين كانت تصوب له الاستفسارات من حيث جلست.

    في ذلك المساء ومصادفاته ألقت المقادير ببذرة حب وخلاف وعذل أرخت سدولها على الحزب الشيوعي. وسيكون لعبد الخالق ونعمات ومحمد أحمد سليمان ما بعد تلك الخطرة الرومانسية ما سيتشـقق به الحزب نزاعاً وانقساماً حول ما صار معروفاً ب"زواج السكرتير العام" بين الشيوعيين.
                  

09-22-2007, 06:01 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)


    السيدة نعمات مالك (68 عامآ) ، ارملة المرحوم عبد الخالق محجوب ، فى صورة حديثة
                  

09-22-2007, 06:41 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    أبو الصلح

    جاييك - كان الله هون - بإفادة لوالدي
    رحمه الله عليه لقد شهد هذه الأحداث
    وتعفر وجهه السمح بترابها . بس خلي
    ع.الله ونعمات إنتهوا من كتابتهم وقولهم


    أبوعبيدة
                  

09-22-2007, 06:46 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: Abuobaida Elmahi)

    قال الزعيم الراحل محمد احمد محجوب في كتابه (الديمقراطية في الميزان) ان اعدام زعيم الحزب الشيوعي السوداني يشكل نهاية التسامح والحلول الوسط في حياة السودان السياسية .. وقال (اننى اعرف عبد الخالق محجوب منذ عشرين سنة) كان يتحلى بنزاهة وشجاعة بالغتين .. وكانت الاخلاق السودانية تأتي في طليعة تفكيره السياسي .. وقد ساهم كثيرا في ايجاد توافق بين تاريخ السودان الاسلامي والاراء الماركسية الثورية .. وهذا ما جعلنى دائما اصف الحزب الشيوعي السوداني بانه حزب سوداني صرف لا يدين بالولاء لموسكو او اي بلد شيوعي اخر في العالم.

    وفي مناسبة اخرى قال احد كبار ضباط الجيش ان عبد الخالق محجوب وصادق عبد الله عبد الماجد يمثلا نموذجا فريدا للاخلاق السودانية الفاضلة، وفي عام 1968م دخل عبد الخالق محجوب وصادق عبد الله عبد الماجد الجمعية التأسيسية لاول مرة في حياتهما السياسية وكانت تجمع بينهما صداقة قوية .. رغم ان هذا شيوعي وذاك (اخو مسلم) فوجه الاستاذ صادق دعوة للاستاذ عبد الخالق لتناول افطار رمضان بمنزله بودنوباوى فلبى عبد الخالق الدعوة مما ترك ذلك استياء في اوساط بعض جماعة الاخوان المسلمين.

    قال عبد الخالق في احدى المناسبات انه في العيدين (الفطر المبارك والاضحى المبارك) يخرج من منزله مبكرا لتقديم التهنئة بالعيد للزعيم الخالد اسماعيل الازهرى الذي يبعد خطوات من منزله .. وقال ان والده (والد عبد الخالق) كان صديقا شخصيا للسيد اسماعيل الازهرى ولذلك فعند زواج احدى شقيقات الاستاذ عبد الخالق كان الزعيم الازهرى هو (وكيل العروس) وكان يستقبل الضيوف ويرحب بهم نيابة عن الاسرة الشئ الذي جعل بعض الشيوعيين يحتارون في هذا الامر!!!

    عبد الخالق كان انسان محبوبا من كل الناس وكان في كل الاحوال يميل إلى الضحك واصدار النكتة !! قال له الرئيس نميرى ماذا قدمت للشعب السوداني؟! فرد عليه بقوله (الوعى بما استطعت إلى ذلك سبيلا).

    وعندما ارادوا محاكمته عقب فشل حركة 19 يوليو 1971م طلب من رئيس المحكمة اعطاءه الفرصة للذهاب للمنزل للحلاقة والاستحمام وتغيير الملابس حتى يظهر امام المحكمة بشكل لائق خاصة وان الصحافة العالمية ووكالات الانباء ستشهد المحاكمة وتسجلها .. فوافقت المحكمة على ذلك فجاء عبد الخالق انيقا ومتعطرا بالعطر الفرنسى كعادته ويحمل معه علبتين بنسون (خصيصا للسودان) ، وعندما القى خطبته النهائية بهر كل الحاضرين فقالت الصحافة الفرنسية ان اعظم ما في المحكمة كان المتهم.

    وعندما نفاه جعفر نميرى للقاهرة هو والصادق المهدى في طائرة واحدة كتب لزوجته نعمات مالك يقول لها ان افضل وضع لى ان اكون داخل السودان باي شكل من الاشكال .. وهذا معناه انه يرفض المعارضة من الخارج.


    http://www.midan.net/nm/private/news/issa22_9_06.htm
                  

09-22-2007, 06:57 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: حيدر حسن ميرغني)

    سلام عليه فى الخالدين

    ...............

    نعمات مالك ; زواجي من عبد الخالق خلق زوبعـة وضجة وبعض أعضاء الحزب تحفظوا على «زواج السـكرتير»..!

    التاريخ هو ثمرة الأيام... والأيام دول ... تأتيك بكل ما هو مخيف وحزين..
    ومحطة الفرح فيها هي الفرع والحُزن هو الأصل ..والأيام التي نعنيها ليست أيام الله الطبيعية المفعمة بالخير ومن عند أنفسنا نخلق داخلها الشر .. وإن ما نعني الأيام السياسية التي تمتلىء كثيراً بالأحزان والأحداث الدامية .
    على هذه الخلفية رأينا في «الوطن» أن نوثق لحقبة سياسية مهمة من تاريخ السودان، وتحديداً الحقبة ما بين إنقلاب نميري 25 مايو 1969م وإنقلاب هاشم العطا في يوليو 1971م حيث كان تركيزنا على القيادي الشيوعي الفذ والرمز الإشتراكي العالمي في ذلك الوقت الراحل عبد الخالق محجوب سكرتير أعظم حزب شيوعي في العالم الثالث على الإطلاق .
    الحوار مع نعمات مالك حرم عبد الخالق محجوب ركز على محطات تاريخية مهمة :

    * متى وكيف تعرفتِ على عبد الخالق محجوب ..؟
    تعرفت لأول مرة على الشهيد عبد الخالق محجوب على المستوى الخاص أي على المستوى الشخصي.. وليس سياسياً.. رغماً عن أنني كنت عضو حزب شيوعي..
    تعرفت عليه عام 1964م..
    كانت صدفة غريبة.. حيث أنّ رقم تلفونا بالمنزل كان 51091 في حين أن تلفون عبد الخالق كان 52091 بجانب أنّ شقيقي إسمه عبد الخالق.. وشقيقتي إسمها هدى.. ولعبد الخالق أُخت إسمها هدى أيضاً..
    مما جعل بعض الناس يتصل خطأ.. بسبب التشابه في الأرقام.
    سرت شائعة في ذلك الوقت أن الزعيم الشيوعي المعروف عبد الخالق محجوب قد تمّ إعتقاله.. فأجرينا كأُسرة إتصالاً هاتفياً للإطمئنان، وكان أن رد هو شخصياً على مكالماتي .. وكانت هذه أول مرة أتحدث معه حيث لم ألتقه أو أتحدث إليه مباشرة من قبل.. بعدها التقيته في ندوة الأربعاء من بعيد.
    ثم أرسل لي لمقابلته.. كان حريصاً أن أدخل إلى منزل الأُسرة من باب «النسوان» ثم أدخلتني إليه شقيقته الراحلة آمنة..
    إستغربت لحرصه أن أدخل عليه من باب «النسوان» .. داعبته قائلة: ماهذا الأسلوب الإقطاعي فقال لي :« حتى عهد قريب، لم أكن أتخيل أن أرى إمرأة بدون بلامة «أي تلبس الثوب وتتبلم»
    كان يقول أنه تربى على ذلك في وسط خالاته وحبوباته.
    كان الهدف من المقابلة لرغبته في استطلاعي حول ما كان سائداً في ذلك الوقت، حيث كانت هناك رابطة النساء الشيوعيات.. العمل منفصل.. الرجال لوحدهم .. والنساء لوحدهم.
    عبدالخالق كان حريصاً ومتمسكاً بتقاليد المجتمع السوداني الإجتماعي «العزاء، العقد، صلة الرحم والعلاقة مع الجيران» وغير ذلك من العلاقات الحميمة مع الآخر.. والتي نفتقدها كثيراً الآن.

    تلفون
    بعد هذه المقابلة.. أصبح يتصل بي عبر التلفون.. وكان عز الدين علي عامر على علم بالعلاقة الشخصية بيني وبين عبدالخالق..
    وفي مرحلة أُخرى .. في ديسمبر 1966م قال لي: «أنا أحس بعواطف نحوك.. وأنت الإنسانة المناسبة .. مع شخص حياته صعبة وجافة مثلي.. أحتاج إلى زوجة تتفهم طبيعة حياتي وتكون بمثابة الواحة بالنسبة إليّ.. وأتمنها على حياتي واسراري وأبنائي».
    في الأول تهيبت لأنني قد خضت تجربة زواج سابقة لم تكلل بالنجاح.. ولكن منطقه اقنعني في ضرورة التخلص من الرواسب النفسية واعطاء النفس فرصة أُخرى فإرتبطنا بالزواج.

    المنفى
    أول خطاب أرسله لي بعد نفيه إلى القاهرة .. لا أنساه أبداً حيث أذكر كلماته بالنص.. كان عُمر مولوداً .. ومعز بالداخل حيث كنت حُبلى.
    أرسل عبد الخالق خطاباً من منفاه أهم ما فيه:« اشكرك على موقفك المخلص النبيل.. أثق دائماً في أنني قد أحسنت إختيار الزوجة والأُم لأطفالي»

    * زواجك في ذلك الوقت أثار ضجة وزوبعة داخل الحزب.. لماذا؟
    الذين تعبوا من النضال وآثروا النزول من قطار النضال، الذي كان ومازال وسيستمر سائراً حتى تحقيق الديمقراطية والوفاء للشعب السوداني.. هؤلاء شنوا هجوماً عنيفاً على شخص عبد الخالق.. وكان ظنهم أنه العقبة الكؤود.. إستغلوا موضوع أقدامه على الزواج مني في الحملة ضده..

    * ما أسباب إعتراضهم عليك؟
    ـ كان يقول أنني من أُسرة متحررة لا يصح لسكرتير الحزب أن يتزوج من أُسرة متحررة.
    كانوا يقولون أن أسرة آل البدري مرتبطة بحزب الأُمة.. وبالتالي هم عملاء الإستعمار..
    بل تجاوزوا ذلك بالإساءات الشخصية لي ومحاولة تدبير بعض الأمور السخيفة التي ارتدت عليهم..
    حيث مرت السنين وجاءني بعض الذين مازالوا في الحزب ودبروا تلك السخافات .. جاءوا معتذرين ومنهم من لم يعتذر حتى هذه اللحظة.
    على كلّ كان فيصلي وحكمي هو عضوية الحزب.. وقبل ذلك الشعب السوداني.. أنني استطعت أن اكسب ثقتهم بإنحيازي لقضايا الشعب وإسهامي المتواضع مع آخرين في الوقوف ضد الديكتاتوريات .. واسترداد ديمقراطية مستدامة.
    ثم أنني على المستوى الخاص والأسري فأنا فخورة جداً بأنني استطعت أن أحافظ على تربية أبناء عبد الخالق (عمر والمعز) بصورة أثق فيها أنها مرضية لعبد الخالق تماماً.

    * كيف كان موقف نقد من موضوع زواجك من عبد الخالق؟
    ـ تعطل العمل الجماهيري والسياسي في الحزب لفترة غير قصيرة.. وظل البند الوحيد الذي يناقش داخل الحزب على مستوى الفروع والهيئات المختلفة هو «زواج السكرتير».. أما موقف نقد.. من زواجي.. فأرجو أن تعفيني من هذا السؤال.
    وعلى كل تحدثت في مذكراتي بصراحة ووضوح عن هذا الأمر وخلافه.. وذلك من حق جماهير الشعب السوداني وجماهير الحزب الشيوعي عليَّ.

    * من قتل عبد الخالق؟
    ـ عبد الخالق قتله جعفر نميري بدون محاكمات عادلة..
    على المستوى الحزبي، فإن الحزب الشيوعي، ما قام بالشىء الكافي في حماية سكرتيره العام.. حيث لم تكن معه حراسة أو حماية.
    كان من الممكن إذا توفرت له الحماية والإختفاء كسكرتير.. لهدأت الأمور وتمت محاكمته في ظرف أفضل وبالتالي كان بالإمكان أن يكون الحكم.. ربما أقل من الإعدام.
    وآخر كلام دار بيني وبينه يوم 22 يوليو- 11 ليلاً.. حيث قال :«جاءني خبر بأن نميري هرب.. وإذا عاد إلى السلطة سيقتل كل الشيوعيين والديمقراطيين.. حتى أنت والأولاد لن تنجو.. لذلك أنا حأسلم روحي .. وأحتاج إلى إختفاء حوالى خمسة أيام حتى أدون كل ما يخص الحزب .. وبعدها حأسلم روحي».
    بلغوا عليه.. ونحتفظ بإسم الشخص الذي بلغ عليه للتاريخ..!
    عبد الخالق أُعدم شنقاً.. حيث جاءنا «الشناق» نفسه بعد مدة.. وقال لنا «عبد الخالق في طريقه للمشنقة» خلع الساعة من يده.. وأوصاني قائلاً: «هذه الساعة لك بدل أن يسرقها هؤلاء الحرامية».. المعنيون هم أمن نميري..!
    بعد ذلك إلتقيت بضابط جيش خارج السودان - بعد إطلاق سراحنا - وقال أن عبد الخالق وصاه وحمله رسالة لي فحواها :« أنتو ما حتكون عندكم مشكلة والعربية التي كانت بطرفي هي عربة الحزب تسلم للحزب».
    على كلٍ أنا أُحمل المسؤولية الكاملة في إغتيال عبد الخالق عنوة لجعفر محمد نميري شخصياً وليس لأية جهة أُخرى.
    ولن نترك هذه القضية أبداً مهما كانت له من حصانة في ظل النظام الديكتاتوري الحالي.

    * نميري.. هل إلتقيته؟
    ـ مرة واحدة.. حيث قابلته في عزاء إبن خالتي.. وذلك بمنزل العميد بأُم درمان قبل حوالى ثلاث سنوات.. صادفته أمام المدخل فتعقبته وهتفت في وجهه: «لن ترتاح يا سفاح.. مصير نميري مصير بينوشيه».. وظللت أهتف في وجهه حتى دخل الصيوان.. وقلت له: «لن نتركك وحانحاكمك حتى لو كــنت ميتاً.. ولن نترك حقنا أبداً».

    سؤال أخير
    * نبذة عن العمر والأولاد والأحفاد ..؟
    أولادي هم عمر .. مولود في 28 يوليو 1971م وله من الأبناء «3» ولدان وبنت .. أما ولدي الثاني فهو معز من مواليد 13 أغسطس 1970م وله من الأبناء ولدان عبد الخالق ومحجوب . كما أن لي ابن من زواجي الأول وهو بابكر الطيب ميرغني ، والذي حرص عبد الخالق محجوب على أن يعيش معنا ويتربى بين أبنائه .. أما فيما يتعلق بعمري فأنا من مواليد 28 نوفمبر 1939م



    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=3664

    (عدل بواسطة حيدر حسن ميرغني on 09-22-2007, 06:59 PM)

                  

09-22-2007, 07:32 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاصدقاء
    عادل
    ابوعبيدة
    حيدر

    بالطبع الشهيد عبدالخالق يستحق الاحتفاء
    واتمنى ان تتواصل هده الحلقات
    لكن ما لفت نظري هو تدخل الحزب وقتها في اختيار الشهيد لشريكة
    حياته رغم ان الشهيد شخصية عامة الا انني ارى ان هدا موضوع في منتهى
    الخصوصية =اعني ان يختار الانسان شريك او شريكة حياته =
    لكن يبدو ان الحزب في داك الزمان كان اسيرا للحياة العشائرية السودانية
    في ان يتدخل الاهل او الاسرة في الاختيار
    وقد يبدو هدا غريبا بعض الشيء في جيلنا الان
    فبالرغم ان للاهل دورا في الاختيار الا ان الكلمة الاخيرة تكون للزول او الزولة .

    والاقتباس ادناه ما اعجبني في المقال حيث ان الشهيد كان يخاطب العقول في ندواته .
    Quote: وكانت ندوة عبد الخالق هي طقسهم للتطهر من رجس "تغبيش الوعي" وهو الداء الذي نذر الرجل نفسه لحربه. ما يعجبهم فيه أنه يرمي المسألة فيصيب كبدها بأقصر الطرق. وكان ينفذ إلى الحديث الملتوت فيخرج منه بما يتفق وصالح غمار الناس. وهذا حلف المثقف والشعب والحقيقة. كان يطربون للرجل يفكر من خلال الخطابة بينما يتفاصح غيره. كان يعرض على الحضور حيثياته التي بها يستدل بلا شقشقة ويحملهم على التفكر فيها وفي زبدة قوله. كانت بلاغته في الخلوص إلى المعنى بينما البلاغة عند الآخرين هي "إذا دل على شيء فإنما": بلاغة تسبق الخطبة فهي خبئية في اللغة لا فضل للمرء فيها سوى اجترارها.

    (عدل بواسطة salah elamin on 09-22-2007, 07:34 PM)

                  

09-22-2007, 08:47 PM

Adam Mousa
<aAdam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    الاخ صلاح الامين ...تحياتى ......... متابعين معاك ......... نزل باقى
    مقال .......... د عبدالله على ابراهيم فى هذه الذكرى ..الجميله... 22 سبتمبر..........
                  

09-23-2007, 00:01 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: Adam Mousa)



    الاخ العزيز موسى
    شكرا على المتابعة
    لقد بدأ الدكتور عبدالله على ابراهيم في نشر
    المقالات اليوم وهو اليوم الدي يصادف دكرى ميلاد الشهيد
    وسوف اقوم بانزال الحلقات بمجرد نشر الحلقات الاخرى
    من المقال .
    ودي







                  

09-23-2007, 12:18 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote: عبدالخالق كان حريصاً ومتمسكاً بتقاليد المجتمع السوداني الإجتماعي «العزاء، العقد، صلة الرحم والعلاقة مع الجيران» وغير ذلك من العلاقات الحميمة مع الآخر.. والتي نفتقدها كثيراً الآن.


    حدثني صديقي العجوز الاستاد السر مكي عن الشهيد عبدالخالق كثيرا
    واستاد السر من الدين غادروا الحزب ابان انقسام احمد سليمان ومعاوية عام
    سبعين وكان من الكوادر الحزبية النشطة وقد عاصر الشهيد القرشي بالجامعة .
    قال استاد السر انه في ايام ديكتاتورية عبود تم القبض على مجموعة من الطلاب الشيوعيين
    اخدوا الى زنازين سجن كوبر وكان السجان المسؤول عنهم من ابناء الجنوب
    فبدأو بالتحرش به باعتباره يمثل السلطة والحكومة ، فازعجوه شديد بطلباتهم وشغبهم
    الا ان اعتقل عبدالخالق واحضروه لنفس الزنزانة مع هؤلاء الطلاب فاستطاع الشهيد
    بخبرته ان ينظم وقت هؤلاءالطلاب في القراءة والنقاش والمحاضرات ,فلاحظ السجان المسكين
    تاثير دلك الرجل الاصلع على هؤلاء الطلاب وكيف ان زمنهم قد اصبح مليان وبالتالي ارتاح من
    شغبهم وازعاجهم له .فنادى الشهيدقائلا له انت الزول ابو صلع دا.... تعال هنا, فلبي
    عبدالخالق نداء الجندي السجان وجاء اليه ,فقال له الجندي خلاص انا عينتك من الليلة رئيس على
    الطلبة ديل . فتوثقت علاقته بعبدالخالق .
    وبعد هدا الحادث باسبوع استطاع عبدالخالق اقناع دلك السجان بان يوصل رسالة مكتوبةهامة منه
    لسكرتارية اللجنة المركزية .
                  

09-23-2007, 01:01 PM

Adam Mousa
<aAdam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    ومشاعــــــر عثمان يقلبان دفــــــاتر الأحـــداث الدامــية (نقلا من جريدة الوطن اجرى الحوار عادل سيداحمد+مشاعر عثمان)

    عمــــر عبد الخالق محجـوب : قابلت نمــــيري ... وواجـــهت أبو القاسم .. وأشتكينا لقرنق
    ** عرفنا مگان المقبرة ونعد العُدة لفتح الملف الدامي
    هذا ما قلته لـ «أبو القاسم محمد إبراهيم» ورده كان «دا شُغل سياسة يا إبني »!



    التاريخ هو ثمرة الأيام... والأيام دول ... تأتيك بكل ما هو مخيف وحزين..
    ومحطة الفرح فيها هي الفرع والحُزن هو الأصل ..والأيام التي نعنيها ليست أيام الله الطبيعية المفعمة بالخير ومن عند أنفسنا نخلق داخلها الشر .. وإن ما نعني الأيام السياسية التي تمتلىء كثيراً بالأحزان والأحداث الدامية .
    على هذه الخلفية رأينا في «الوطن» أن نوثق لحقبة سياسية مهمة من تاريخ السودان، وتحديداً الحقبة ما بين إنقلاب نميري من 25 مايو 1969م وإنقلاب هاشم العطا في يوليو 1971م حيث كان تركيزنا على القيادي الشيوعي الفذ والرمز الإشتراكي العالمي في ذلك الوقت الراحل عبد الخالق محجوب سكرتير أعظم حزب شيوعي في العالم الثالث على الإطلاق .
    حوارنا مع عمر عبد الخالق محجوب فمعاً نقلب دفاتر التاريخ الدامية حــــــــــول الشخصية والأحـــــــداث والآثار والمآلات.. فمـــــــــــاذا قال..؟؟



    ـ عمر عبد الخالق هل يتذكر ظروف وملابسات إعدام عبد الخالق محجوب؟
    عندما حدثت الحوادث والإغتيالات كان عمري حينها سنتان الا يوم.. لذلك لا اتذكر شيئاً بما في ذلك ملامح الوالد رحمة الله عليه.



    ـ طيب .. الظروف التي عيشتوها بعد ذلك؟
    الوالدة طبعاً حكت لي كثيراً فعشت ذكريات أليمة ومريرة على المستوى الشخصي وكنت اسأل نفسي كثيراً انني كطفل.. لماذا فقدت والدي؟
    اتذكر ايضاً عندما «فتحت شوية» ان والدتي ومعها زوجات بقية الشهداء فاطمة احمد ابراهيم وخنساء زوجة الشهيد بابكر النور تعرضنَّ للإعتقال .. والدتي كانت ايضاً تتعرض للمضايقات في سبل أكل عيشها من قبل النظام المايوي الفاشل بإستمرار حتى يكسروا شوكتها بحيث لا تستطيع تمثيل الوالد وتوصيل أفكاره وحتى لا تربينا تربية سوية فكانت تُرفد من الشغل دائماً.



    ـ وعندما كبرت؟
    عندما كبرت تحولت الذكريات المؤلمة الى فخر واعتزاز لان القرار بالتأكيد اذا كان في يد والدي وفي يد بقية الشهداء وخيروهم في ان يتنازلوا عن قناعتهم الشخصية وهي قناعات وطنية بحتة «مافي اثنين ثلاثه» او يعتذروا او يتأسفوا او يتخلوا عن مناصبهم او يلبسوا التهمة لآخرين ويرجعوا بيوتهم كما فعل اخرون، بالتأكيد انهم كانوا سيختارون الإستشهاد حتى تصل رسالتهم لهذا الشعب العظيم، فالثوار لا ينكسرون، فعندما وصلت لهذا الفهم تحولت كل تلك المرارات بما فيها حرماني كطفل الى سعادة لان والدي استشهد مع زملائه من اجل سودان أحسن، واظن ان هذا الاحساس اصبح احساس كل ابناء الشهداء الباقين.



    ـ عمر.. هل توجد مرارة تجاه من أعدموا والدك؟
    المرارة الموجودة هي ان الشعب السوداني فقد اشخاصاً كهؤلاء فقد كنت كطفل أتعامل مع عبد الخالق محجوب كوالد ونميري «قتله».. ولكن الآن فهمت الصراع الذي تدور حلقاته حتى الآن ونتائجه واضحة.. د. جون قرنق برضو مشى واستشهد، فالصراع أكبر من ذلك بكثير، المسألة ليست مسألة مرارة بقدر ما انها حسرة على ان هذا البلد المسكين وهذا الشعب الطيب غير محظوظ.



    ـ ما محظوظ كيف؟
    ما محظوظ لأن وللأسف كل الساسة المفكرين الكان مفترض يمشوا بالبلد دي لي قدام رحلوا الى الدار الآخرة.
    فالمسألة واضحة، السودان به قوتان قوة منتفعة بالذات وهمها ان تصل الى السلطة وتعمل دولارات ولا يهمها الشعب السوداني حاسي بي شنو وهذا قرار شخصي لأن الانسان في هذه الحياة خير ان تمسك بزمام السلطة عشان تفيد نفسك وتكون بعد ذلك منافع شخصية «تافهة» جداً تنتهي بفناء الانسان تحت التراب.. الدليل على ذلك آلاف الناس اكتنزوا المليارات فلم تنفعهم وماتوا مثلهم مثل بقية الناس.
    اما في الجانب الآخر، فهنالك قوة بتفتكر ان السودان هو حق للجميع بغض النظر عن لونهم وعرقهم وأديانهم وبيحلموا ان ينطلقوا في يوم من الايام بالسودان ويمشوا بيهو قدام حتى يكون في مصاف الدول الافريقية والعالمية، فقد كانت الفرصة موجودة وماتزال موجودة والصراع موجود وقد خلقه الله سبحانه وتعالى بين الخير والشر.. الصراع بين انك تعيش من أجل الناس والصراع بين انك تعيش من اجل الذات، وللأسف في السودان كلما نهض الناس ووجدوا شخصاً أو زعيماً وإلتفوا حوله على أخرهم د. جون قرنق بلا منازع.. بددت آمالهم.
    وعلى فكرة القوة دي ممكن تكون قوة داخلية او خارجية وليست لها حدود ايضاً ليست هي فقط قوة شمال وجنوب وقد تكون قوة في الوسط أو وسط الشماليين او وسط الجنوبيين ويؤمنون بأن الناس ممكن تعيش بصورة موحدة وفي وطن واحد وطن ديمقراطي ، قد تكون قوة جنوبية وهذا منذ الاستقلال ويقدموا انفسهم كأداة ومطية للأنظمة التي تكون في الشمال ويحاربوا أولاد أهلهم .. كذلك في دارفور وايضاً في الشرق، فالمسألة لها دخل بأن الانسان خيارو شنو في الدنيا دي هل سبب وجوده في الدنيا ان يفيد الناس؟ او يشوف طفلة يتيمة بتقرأ ماشة كل يوم متدرجة؟ أم يكون بيته كبيراً وعربيته فارهة وعندو حساب في سويسرا!!



    ـ رغم ان عبد الخالق محجوب كان مفكراً الا انه لم تصدر له اية اصدارات؟
    في كتب اتعملت وللاسف صدقوا او لا تصدقوا لم اقرأها حتى الآن، وهذا مرتبط بعقدة العاطفة التي لم استطع التخلص منها ،لكن في ناس قروها وشرحوا لي مضمونها.



    ـ عمر انت اتربيت وين؟
    انا ود ام درمان مائة في المائة، اتربيت في الشهداء، بعد ذلك والدتي قررت تعيش قريبة من والدها في العرضة جدنا المرحوم مالك وهو من اوائل المهندسين المدنيين في السودان، وفي عام 83 قررت الوالدة رحولنا الى الرياض نسبة لظروف دراستنا بمدارس كمبوني.



    ـ درست شنو؟
    درست بألمانيا هندسة الكترونية دقيقة وهي الهندسة المتخصصة في مجال صنع مادة السليكون وتحويلها الى رقائق اكترونية.



    ـ علاقاتكم بالحزب الشيوعي بعد اعدام الوالد.. وهل وقف اعضاؤه بجانبكم خصوصاً في جانب التربية؟
    التربية دي مافي حزب بربي زول فاي شخص بيفتكر انو الحزب حيربي الناس هذا خطأ كبير جداً.. فهم وقفوا معانا وقفة كبيرة ويكفي وقفتهم معانا لحدي الآن والفضل بيرجع للوالدة ربنا يديها العافية، هذا الى جانب ان وجودهم في الساحة ادى الانسان امل انو عبد الخالق محجوب ماراح «فطيسة» فالحاجة الناضل من أجلها موجودة.



    ـ علاقتك بالسياسة؟
    انا انسان ديمقراطي وانسان بحب الخير وبحب العدالة.. هذه هي علاقتي بالسياسة، فاي زول يقيف مع هذه القيم انا معاهو واي زول يخرج السودان من ازمته الحالية انا معاهو.



    ـ وعلاقتك بالحركة الشعبية؟
    انا معجب جداً بكاريزما الراحل د. جون قرنق - هنا انقطع الحوار لأكثر من ثلث الساعة - لان عمر اجهش بالبكاء كثيراً على د. جون قرنق واستطعنا بصعوبة مواصلة الحوار بعد الحزن الذي بدا واضحاً على وجهه.



    ـ أول مرة لاقيت د. جون قرنق؟
    اول مرة كانت ايام الديمقراطية في ورشة باثيوبيا اظنها كانت في 86 ،اما المرة الثانية فكانت في كينيا وكنت حينها «ماسك الشغل» لشركة امريكية وطبعاً ماممكن تتفادى شخصية في قامة قرنق.



    ـ عندك علاقة عضوية بالحركة؟
    لا ...



    ـ هل تنتمي للحزب الشيوعي؟
    ابتسم عمر.. وسألنا: سؤالكم الجاي شنو؟



    ـ طيب رأيك في الحزب الشيوعي؟
    والله الحزب الشيوعي حزب ممتاز وطلّع كوادر مميزة كياسر عرمان وغيره ،كان يمكن ان تكون هذه الكوادر زيها وزي باقي احزاب عايشة في الخرطوم وتخش في احزاب لحم رأس وتمتلك ما تمتلك، فهو حزب يوصل الزول لمرحلة يقدر يفيد فيها الناس ويتنازل عن حياته الرغدة وهم ناس حسب تربيتنا في الدرجة الثانية او الثالثة معرضاً نفسه للبندقية.



    ـ نرجع لعلاقتك الشخصية بدكتور جون؟
    في أواخر عام 2000م حدثت بيننا مكالمة هاتفية استمرت لأكثر من ساعة.



    ـ الحديث دار حول شنو؟
    دار حول المشاكل التي يعاني منها السودان وحول رؤية السودان الجديد.



    ـ عندك علاقة بالزعامات السياسية الاخرى؟
    يعني.. شيخ الترابي زرته عندما كان بمستشفى الشرطة بالرغم من انني وجدت صعوبة في ذلك الا انني اصريت على زيارته ومقابلته.
    اما السيد الصادق المهدي فتربطني علاقة صداقة مع ابنه الصديق لكن هو شخصياً ماجات الفرصة لمقابلته حتى الآن.. مولانا الميرغني برضو للأسف ما لاقيتو.



    ـ ونميري؟
    نميري الاقيهو لشنو؟ في زول عايز يلاقي نميري؟



    ـ ماحصل صادفتو؟
    حصل.



    ـ آها الحصل شنو؟
    المصادفة كانت في العزاء بتاع خالنا.



    ـ سنة كم ؟
    سنة 2000م



    ـ سلم عليك؟
    لا.. الحاصل انو كان جاي داخل في «زقاق» فلما الباب انفتح هو كان مقاصد الوالدة وانا اتمالكت اعصابي باعتبار ان المسألة كما اسلفت مسألة وطن وانا سعيد عبد الخالق محجوب الذي اتعامل معه كرمز رغم انني «صدمت» في هذا اللقاء ربما لانني لم اكن اتخيل ان لقاءً سيحدث بيننا وندمت واذا اتعاد هذا اللقاء انا عندي كلام تاني.



    ـ كيف؟
    سكت برهة ثم قال : كلام.



    ـ مع نميري؟
    مع نميري.



    ـ ثاني ما لاقيتو؟
    لا.. يعني بلاقيهو في الشارع كذا مرة «وبضغط» العربية حقتو وبطلعها برة الشارع .. القضية ماقضية عبد الخالق محجوب القضية قضية محمود محمد طه وقضية الامام الهادي .. وقضية الشعب السوداني وقضية د. جون.



    ـ د. جون قرنق علاقتو شنو؟
    دي ناس كلها ماممكن تكون بتموت صدفة.



    ـ انت سميت على اسم صديق الوالد؟
    نعم سماني ابي على اسم صديقه عمر الذي توفي في حادث طائرة وتيمناً بعمر بن الخطاب.



    ـ قبل ماتجي السودان كنت وين!؟
    كان عندي الشغل الخاص بتاعي مع شركة بريطانية وفي كينيا..وحالياً حصل انفراج في البلد والناس بدت ترجع وبحكم تجوالي في العديد من الدول في العالم، الاشكالات طلعت من الفهم بتاع الشكل والدين.. خصوصاً كشماليين انو جدنا ابو العباس وهكذا ..وذلك لانني حمت برة ولقيت الناس بتكلموا معاي كأفريقي وبفتكر انو دي مشكلة السودان فهو يعاني من مشكلة عميقة جداً هي مشكلة الهوية.. وبفتكروا انو الناس بتعاملوا مع الافارقة بإزدراء ومع العرب بانكسار وما اظن انو في شئ في تاريخ افريقيا شين او مشين.



    ـ علاقتك بنقد كيف؟
    علاقة ممتازة شديد ونقد والد بالنسبة لي.



    ـ مافكرتوا في اية مرحلة من المراحل ترفعوا دعوة ضد نميري؟
    فكرنا كذا مرة وقدمنا دعوة.. لكن النظام الحالي رفضها!!



    ـ رفعتوها كأسرة؟
    الوالدة وهي تمثل كل الاسرة وبالتحديد يوم وفاة الدكتور جون قرنق كل اسر شهداء 19 يوليو قاموا بتقديم عريضة ودعوة لدكتور جون وهذا الخبر بثته قناة الجزيرة الا انه سرعان ما غطى حادث الوفاة عليه، وتقديمنا لهذه الدعوة يصب في انه النائب الاول لرئيس الجمهورية وان البلد تشهد انفتاحاً سياسياً فكانت هذه الخطوة حتى يفتح الملف من جديد.



    ـ في وجود سلفاكير هل فتحتم الموضوع من جديد؟
    ابداً ولكننا ننتظر الوقت المناسب.



    ـ شاعرين انو الوقت غير مناسب؟
    والله من غير ما تسقط الناس الحق دا حقو الناس تركز جهودها لاخراج السودان من الازمة الحقيقية العايشها.



    ـ هل قابلت «أبو القاسم محمد إبراهيم» ..؟
    نعم ، وقد كان ذلك في عزاء دكتور جون قرنق وقلت له : «الراجل بثبت على المواقف وبتحمل مسؤولية ما فعل» وقال لي : «دي سياسة يا ابني» .



    ـ حاولتوا تتعرفوا على رفاة الوالد؟
    نعم.. حيث وردت الى شقيق الشهيد الشفيع معلومات فمشينا معاهو وعرفنا المحل رغم اننا لم نتأكد حتى الآن لاننا لم نعمل «الجين تيست».



    ـ وين المحل؟
    في بحري.



    ـ بحري وين؟
    مقابر حلة حمد .. مقبرة الوالد ومقبرة جوزيف قرنق.



    ـ واتأكدتوا كيف ان المقبرتين تخصهما؟
    لان الناس المشوا معانا كانوا حاضرين.



    ـ هل حاولتوا تتعرفوا على بعض منفذي عملية الإعدام؟
    ديل ناس منفذين.. ديل ناس انا بشفق عليهم.























                  

09-23-2007, 07:03 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: Adam Mousa)




    Quote: مقابر حلة حمد .. مقبرة الوالد ومقبرة جوزيف قرنق.






    Quote: انا معجب جداً بكاريزما الراحل د. جون قرنق - هنا انقطع الحوار لأكثر من ثلث الساعة - لان عمر اجهش بالبكاء كثيراً على د. جون قرنق واستطعنا بصعوبة مواصلة الحوار بعد الحزن الذي بدا واضحاً على وجهه.


    العزيز ادم موسى
    شكرا على اثراء هدا البوست.
                  

09-23-2007, 06:17 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)



    عن الراحل عبد الخالق محجوب في عُجالة :

    من كان يُصدق أن نلتقي اليوم يا وطني على سجادة سماوية فارهة ، صنعها ذهن بشري كان يتربص بالإنسان قديماً ، وفي العتمة ولد لنا مؤتمر سماوي نتلاقح فيه ونُغسل أنفُسنا من رسف التوجُس من المُفكر الآخر .
    في الضفة الأخرى من الدُنيا ، لكل رؤاه بنت نفسها من عجين له طاه عجمته السُنون ، وأفلح برأي صارخ بالوضوح . ناعم وثير ولكن له بصمة لا تُنسى .

    بمثل هذه المداخل يتعين علينا أن ننظر المُفكر عبد الخالق محجوب في زمانه تاريخه ، وتفرُده . نراه بعيون أعدائه الذين لم يروِ غليلهم دمه ولو مرَّ على رحيله عيدٌ فضي في ذكراه وأكثر .
    لا أعرف الآخرين هُنا ومدى معرفتهم بالراحل ، فالدكتور عبد الله علي إبراهيم والبعض كانوا بمعرفة لصيقة به ومنهم من استمع إليه ومنهم من رآه وسمع خطابته والتصاقها بوجدان من يستمع إليه ، لكنني رأيته منذ الطفولة في حلبة صراع الستينات ، ديمقراطية مُترهلة بإرث البداوة وتعقيد الطوائف والقبائل والأعراق وأشباه الأحزاب وخليط ذلك والبعض الذي يتنفس رؤى جديدة في بساط السياسة : محمود محمد طه في إعادة تأويل الدين وتجديد فهمه وعبد الخالق محجوب في محاولته صياغة عالم عادل جديد ، استعمل رؤى من تراث الاشتراكية وحاول سودنتها . كلاهما تجرع كأس النفي من الدنيا بسكين قتلة باردة رغم حرارة دماء الذين استشهدوا . عبد الخالق كمن هبط من سماء أخرى ، حُلو الحديث على المنابر ، لغته سهلة على السابح والغاطس والعابر . تنتبه بكل حواسَكَ وأنت تستمِع له. يُمسك وريقة لا تعدو خمس سنتمترات مُربعة وتنهض منها مُحاضرة يفهمها العامل والأمي و المُتعلِم والمُثقف ، علية القوم وأدناهم مرتبة .

    كان رفيقاً بالفقراء وهو جسد لا ينتمي لهم . أحبهم بالقدر الذي ضحى بحياة الطبقة الوسطى التي تبذلها الدُنيا في زمان الأربعينات . كان يمكنه أن يكون طبيباً وجراحاً تهتز له دور الاستشفاء ، كانت كتابته الإنجليزية محط انتباه الإنجليز الذين يدرسون في غردون التذكارية ، ورأى أحدهم أن الأجدر بالكلية أن تبتعثه إنجلترا من عمق تبحره في الإنجليزية ، وقيل لمن رأى ذلك :

    ـ وكيف تبتعث الكلية طالب لم يزل في عامه الأول ؟

    هاجر لمصر في الأربعينات وترك كلية غردون وانتمى لليسار هناك ، وترجم أسفار اليسار إلى اللغة العربية ولم تكن بمصر أو غيرها تراجم !.تلظى بنيران المهاجر وتقلب في جمر السياسة وقهر الحزب الممنوع. جاءت علة الجسد التي أرقدته مستشفى القصر العيني .. ثم شُفي . قدم لوطنه فارع الطول ، لا يشبه أبناء جيله ،خطفته السياسة من أرائك الكتابة والآداب وفنونها ، وابتاعته بؤس وطنٍ كان يحلُم بأن يقدم له وعياً بقدر ما يتيسر ، وقدم روحه وهو في قمة قدرته على العطاء .

    يقولون : المُتفردون أعمارهم قصيرة ، والأشقياء من بعد تطول سنوات عمرهم ، والثمر مُر .
    حياته سجادة تطوي في حناياه توق وطن يطمح أن يكون له في رقعة الدُنيا شأناً وانطوت أحزان المكان والزمان . لمثله أن ينهض تمثالاً في ساحة مُزينة بخُضرة النيل ويحتويها البرُ ، بعد أن تُزال آثار القدم الهمجية التي غيبت تماثيل :محمد أحمد القرشي وبابكر عبد الحفيظ ، وبابكر بدري وعثمان دقنة ، وتمثالاً لغاندي كانت تريد الجالية الهندية السودانية أن تُزين به طريق سُمي باسم المهاتما غاندي .... وجاءت آفة الأرض في غير زمانها
    واستحلَّت : ( هدم الأصنام ) !!!!!!!!!!!!!!

    عبد الله الشقليني
    23/09/2007 م
                  

09-23-2007, 07:47 PM

Adam Mousa
<aAdam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الفيتوري في رثاء عبد الخالق




    حين يأخذك الصمت منا



    فتبدو بعيدا



    كأنك راية قافلة



    غرقت فى الرمال



    تعشب الكلمات القديمة فينا



    وتشهق نار القرابين



    فوق رؤوس الجبال



    وتدور بنا أنت



    ياوجهنا المختفى



    خلف سحابة



    فى زوايا الكهوف



    التى زخرفته الكآبة



    ويجر السؤال .. السؤال



    وتبدو الأجابة نفس الاجابة



    ****



    ونناديك



    تغرس أصواتنا



    شجرا صندليا حواليك



    نركض خلف الجنائز



    عارين فى غرف الموت



    نأتيك بالأوجه المطمئنة



    والأجه الخائفة



    بتمائم أجدادنا



    بتعاويذهم حين يرتطم الدم بالدم



    بالصلوات المجوسية الخاطفة



    بطقوس المرارات



    بالمطر المتساقط فى زمن القحط



    بالغاب والنهر والعاصفة



    ****



    قادما من بعيد على صهوة الفرس



    الفارس الحلم ذو الحربة الذهبية



    يافارس الحزن مرغ حوافر خيلك



    فوق مقابرنا الهمجية



    حرك ثراها



    انتزعها من الموت



    يافارس الحزن



    كل سحابة موت



    تنام على الأرض



    تخلقها ثورة فى حشاها



    انتزعها من الموت فارس



    الحزن



    أخضر



    قوس من النار والعشب



    أخضر



    صوتك بيرق وجهك قبرك



    لا تحفروا لى قبرا



    سأرقد فى كل شبر من الأرض






                  

09-23-2007, 08:19 PM

Adam Mousa
<aAdam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: Adam Mousa)

    Quote: [B[B]]فترة التكوين اليساري أو كيف اصبح عبد الخالق شيوعيا[/B[/B]] (LK:

    إن بدايات عبد الخالق السياسي نجدها معروضة في كتاب الشيوعي السابق احمد سليمان المحامي (مشيناها خطى)؛ حيث يكتب كيف كان عبد الخالق نشيطا في الجمعية الأدبية؛ وكيف نظم ندوة في المدرسة الثانوية عن المادية التاريخية تحدث فيها أحد المدرسين الإنجليز.
    ثم بعد ذلك يتحدث عن سفر عبد الخالق للقاهرة ومبرراته؛ بعد أن التحق لفترة بكلية الخرطوم الجامعية – كلية غردون-؛ فيراه في أن مقررات كلية غردون للآداب كانت تتواضع خجلا أمام مقدرات عبد الخالق الفكرية وقراءاته الواسعة. وهذه الإشارات تأخذ تميزها كونها تأتى من عدو لا من صديق؛ وقد أكدتها شهادات أخرى؛ ومن بينها شهادة محمد محجوب عثمان.
    إننا هنا لا نود الإشادة بموضوعية احمد سليمان ؛ فحول هذه "الموضوعية " لنا العديد من الملاحظات. ولكننا نود الإشارة لموقف احمد سليمان من عبد الخالق محجوب؛ والذي يراه العديدين في كونه علاقة كراهية بحته؛ والذي هو في الحقيقة اكثر تعقيدا واعسر على الفهم من ذلك التفسير البسيط .
    في ظني إن موقف احمد سليمان من عبد الخالق هو موقف انبهار دائم؛ يرفضه احمد سليمان في شكل الكراهية المعلنة. إن احمد سليمان قد وصف في يوم ما بأنه "ابن الحزب المدلل"؛ وبأن عبد الخالق كان يرعاه رعاية الأب للابن. والقاري لتاريخ الحزب الشيوعي يجد في الصعود الصاروخي لأحمد سليمان داخل الحزب وفي الساحة السياسية السودانية؛ ما يعزز هذا الرأي. وبالمقابل فان المتابع لكتابات و أقوال ونشاطات احمد سليمان وقتها؛ يرى جيدا انبهاره بشخصية عبد الخالق. ونذكر هنا انه في التعليق على مقولة احمد سليمان أن عبد الخالق كان يحب التطبيل لشخصه؛ قال أحد الساخرين إن احمد سليمان كان من اكثر المطبلين لعبد الخالق. على كل فان مشاعر الإعجاب والحقد نجدها حية في كل كلمة كتبها احمد سليمان عن عبد الخالق في مذكراته الشهيرة. إن هذه العلاقة تذكرنا بعملية نشوء الطوطم والتابو الفرويدية. حيث قتل الأبناء أباهم الكلى القدرة والنموذج والمثال؛ بتأثير من الغيرة والضعف؛ ثم عادوا بعد ذلك وندموا وقدسوه. إن احمد سليمان الذي قدر عبد الخالق وانبهر به؛ لم يستطع أن يبقى طويلا في الصف الثاني؛ وهو بشخصيته النرجسية حاول أن يبلغ مقامه وان يتجاوزه؛ حاول ان يكون "الحوار الغلب شيخه". لكنه لما عجز عن ذلك قتله. قتله بالوشاية والتحريض فعليا؛ ثم بعد ذلك حاول أن يقتله أدبيا وسياسيا في مذكراته آنفة الذكر. إن الانبهار والغيرة والعجز هي المحاور الأساسية التي يجب أن نبحث فيها في أي محاولة لتفسير كراهية احمد سليمان لعبد الخالق محجوب. إلا انه إذا كان عباد الطوطم البدائيين قد عادوا وندموا على فعلتهم؛ فان عابد الطوطم الحديث احمد سليمان قد صغر قامة عنهم؛ وسدر في غيه ؛ مغطيا على آثامه بالحديث عن توبة لله مصطنعة؛ وهداية كاذبة.
    اننا نورد إشارة أخرى؛ تأتي من مواقع الود والاحترام؛ تذكر دور عبد الخالق وسط معاصريه من الطلاب ؛ يدلى بها مرتضى احمد إبراهيم ؛ في رسالة للتجاني الطيب؛ حيث يكتب:
    " وإني لأذكر عندما تخرجنا من ثانوية أم درمان في عام 946 ؛ وهو أيضا عام نهاية حقبة من التعليم العالي في البلاد ؛ وبدء مرحلة في الكفاح الوطني من اجل الاستقلال. فيومذاك فضلت أنت ومجموعة ممتازة من خيرة أولاد الدفعة الرحيل الى مصر؛ لمواصلة العلم والمعرفة؛ وكظاهرة احتجاج وتمرد علمي ضد المستعمرين. وكان على راس تلك المجموعة الفريدة أول الدفعة دون منافس؛ ورائدها ومعلمها ومحبوبها؛ وصديق جميع أفرادها الشهيد عبد الخالق محجوب ." (مرتضى احمد ابراهيم . الميدان 16/4/1987)
    إن عبد الخالق لم يصبح ماركسيا ملتزما إلا في مصر. لكن ما يحكيه احمد سليمان من تنظيمه لمحاضرات عن المادية التاريخية في المدرسة؛ يوضح وجود هذا الاتجاه لديه قبل السفر. وعبد الخالق نفسه يروى عن تأثير كتاب ستالين: المسالة الوطنية ومسالة المستعمرات عليه؛ والذي تداوله العديد من الطلاب والمثقفين في ذلك الحين. ومما لا ريب فيه إن عبد الخالق قد كان على صلة ما بإحدى الحلقات الثقافية الماركسية التي بدأت في الظهور منذ منتصف الأربعينات في الخرطوم ؛ لكن من المؤكد أن نشاط عبد الخالق التنظيمي الفعلي في صفوف الحركة الشيوعية قد بدا في القاهرة؛ مما سنعالجه لاحقا .
    إن عبد الخالق قد انضم للحركة الشيوعية من مواقع الوطنية السودانية ؛ في اكثر صورها الثورية والمتطرفة. إن عبد الخالق نفسه يحكى عن ذلك ويسرد تجربته فيقول :
    " في نهاية الحرب العالمية الثانية؛ حينما دب الوعي الوطني في أرجاء بلادنا؛ انتظمت كغيري من الطلبة المتحمسين لهذه الحركة؛ يحدوني أمل هو المساهمة في تخليص بلادي من النير الاستعماري. تحدوني حالة الفقر والبؤس التي كان وما يزال يحس بها جميع المواطنين
    المتطلعين إلى مستقبل مشرق ملئ بالعزة والكرامة. وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء في تحقيق تلك الأهداف التي آمنت بها. وهكذا وبهذه الآمال العريضة ودعت وفد السودان في مارس من عام 1946.
    ولكن هذه الآمال العراض والأماني الحلوة بدأت تتضاءل أمام ناظري. ففي القاهرة وبعيدا عن أعين السودانيين دب التراخي في بعض هؤلاء الزعماء؛ واستسلموا للراحة الشخصية. وفي غمار هذه الحياة الجديدة تناسى هؤلاء الزعماء ما قالوه بان قضيتنا (لا يحلها الذين ودعونا في الخرطوم واستقبلونا في القاهرة). وصلوا وكانت تصريحاتهم بان قضية السودان سوف يحلها صدقي الأمين ؛ والنقراشى الأمين ؛ وعبد الهادي الأمين. تسائلت ضمن عدد من الشباب الحر؛ لماذا يتنكر الرجال لما قالوه بالأمس؟ ما هو السر في هذه التحولات التي طرأت على الزعماء ولا يدرى الشعب كنهها؟
    بمجهودي المتواضع؛ وحسب حدودي الفكرية؛ اتضح لي أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار. وانهم ما أن دخلوا مجتمع متقدم ومعقد كمصر؛ حتى صرعتهم النظريات المتضاربة؛ فاصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم. عرفت أن الاستعمار له نظريته السياسية التي يحارب بها الشعوب الضعيفة. وان هذه النظرية نشأت على تطور الرأسمالية الأوروبية منذ القرن الخامس عشر. وإذا كان لشعبنا المغلوب على أمره ان يتحرر؛ فلا بد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه وتصرع الاستعمار؛ على هدى نظرية تسلط أضؤاءها على كل زعيم أو متزعم؛ ولا تترك له الفرصة لجنى ثمار جهاد الشعب لنفسه؛ على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والكسل الذهني؛ الذي يتركه كقطع الشطرنج تحركه أيدي الزعماء أينما شاءت.
    لقد هداني هذا الجهد المتواضع إلى النظرية الماركسية. تلك النظرية السياسية التي نشأت خلال تطور العلم؛ والتي تقوم على إعتبار السياسة والنضال من اجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل. ولأول مرة عرفت أن الاستعمار ليس شيئا أبديا؛ وانه كبقية الأنظمة خاضع للتطور؛ أي انه سينتهي ويحل محله نظام جديد. وهكذا عرفت أن جميع الزعامات السياسية التي لم تهتد إلى هذا التحليل العلمي للاستعمار؛ واكتفت بإثارة العواطف ضد (الأجانب) ؛ لم تصل إلى أهدافها؛ ولم يجن الشعب المؤيد لها ما كان يصبو إليه. أسماء كثيرة تحضرني؛ سعد زغلول وغاندي ومصطفي كمال اتاتورك وكذا. واقتنعت بان زعماءنا يسيرون في نفس الطريق؛ وأننا لن نجني من ورائهم اكثر مما جنت الشعوب الأخرى ؛ التي سارت وراء تلك الأسماء" (عبد الخالق محجوب: >. جريدة الأيام 5/10/1954 العدد 306)
    ان هذا المدخل الوطني قد كان هو المدخل الأساس الذي ولج به عبد الخالق ساحة الفكر الماركسي وارتبط عن طريقه بالحركة الشيوعية. إلا أن هناك مداخل أخرى؛ من بينها المدخل الثقافي. إن عبد الخالق الطالب المتفوق وكاتب المواضيع الإنشائية المتميزة والنشيط في الجمعية الأدبية؛ والقاري النهم للأدب الإنجليزي حتى صارت مقررات كلية غردون " تتراجع خجلا أمام حصيلته من ذلك الأدب "؛ والمتبحر في الأدب العربي القديم والتيارات الأدبية والنقدية النامية في مصر والعالم العربي خلال فترة الثلاثينات والأربعينات؛ قد كان مصابا بعطش ثقافي وجوع فكرى و بحث منهجي حكم العديدين من بنات وأبناء تلك الفترة؛ وقد كان هذا هو مدخله الثاني إلى النظرية الماركسية ؛ فلنقرأ ما كتبه عن ذلك :
    " وكشخص وضعته الحياة لا كزارع او صاحب أملاك؛ بل كمتعلم نال بعض التعليم المدرسي؛ كان لا بد لى كغيري أن أقوم بجهد لأنال شيئا من الثقافة ينفعني في تطوير فكرى وتوسيعه. لم اكن اهدف إلى أي ثقافة؛ ولكن الثقافة التي تعطى تفكيرا غير مضطرب أو متناقض للظواهر الطبيعية والاجتماعية. إن الكثيرين يقرون أن الثقافة الغربية ينقصها الانسجام؛ وهى مضطربة لا استقرار لها؛ وليس أدل على هذا الاضطراب من تزعم الفلسفة الوجودية لهذه الثقافة.
    ان النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق؛ ولأول مرة تضع قيما عالمية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة؛ مما كنا نعتقد أيام الدراسة أنها بطبيعتها لا يمكن أن تكون لها قيم او تشتملها قواعد؛
    وإلا فقدت طبيعتها. إنني كشخص يحاول تثقيف نفسه وجدت في النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة ". (المرجع السابق)
    لا ريب أن الحديث عن النظرية الماركسية كنظرية خالية من التناقض ؛ قد كانت نظرة رومانسية سادت كثير من مثقفي ومفكري اليسار في تلك الفترة؛ وقد يكون هذا مبررا بمستوى الوعي السائد وقتها؛ والتعتيم والدوغماتية التي أضفتها المصادر الستالينية على معضلات وحوارات ومرجعيات الفكر الماركسي . إلا أن ما يطرحه عبد الخالق هنا؛ هو قضية البحث عن منهج؛ عن أدوات وآليات جديدة للفكر؛ وعن إعمال هذه المنهجية والأدوات في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي. وهى منهجية كما أشار عبد الخالق بحق كانت مفتقدة في الساحة السودانية حينها؛ ولا تزال الحياة العامة السودانية تفتقدها في كثير من مجالات الحياة المعاصرة. إن عبد الخالق وحتى في هذه الفترة المبكرة يميل إلى الحديث عن الماركسية كعلم؛ وكأدوات؛ وليس كنظرية شاملة تقترب من حدود الدين الجديد؛ كما تتمظهر في كتابات القادة والنشطاء الاستالينيين لتلك الفترة.
    إن عبد الخالق في موضع آخر يوضح إن الماركسية والنظرة الاشتراكية في السودان قد كانت بديلا وتجاوزا لمدرستين فكريتين وأدبيتين؛ يرصدهما في التالي:
    " مع نشوء الحركة الوطنية في بلادنا وخاصة في الأربعينات ؛ سارت إلى جنبها حركة ثقافية ترجع أصولها إلى ما قبل الحركة الوطنية بكثير؛ ولكنها لمعت وتوهجت مسايرة للحركة الوطنية. وكان يتجاذب تلك الحركة تياران أو مدرستان؛ أحدهما تنادى بالرجوع إلى الماضي العربي وتراثه والتقيد به؛ تربط نفسها بالماضي وتنظر إلي الوراء ولا ترى المستقبل؛ وتحافظ ولا تتقدم؛ تتحسر على ما مضى ولا ترى البشائر المرتقبة ولا تفكر فيها. وكانت المدرسة الثانية يبهرها تقدم أوربا الغربية؛ وتشعر بضآلة شرقنا تجاهها؛ فشدت نفسها نحو الغرب ؛ فعاشت بجسدها في ارض الوطن؛ وبعقلها وعواطفها في الغرب". (عبد الخالق محجوب : >؛ نقلا عن كتاب "ثورة شعب")
    إن هاتين المدرستين قد وجدتا ممثليهما على ارض الثقافة السودانية؛ ووسط مثقفي وسط وشمال السودان المهيمنين حينذاك. إن المدرسة المحافظة الأولى قد أنتجت فيما بعد السلفية والأصولية؛ بينما أنتجت الأخرى الإنجليز السود؛ من البيروقراطيين اليمينيين.
    إن عبد الخالق يذكر أسباب رفضه للمدرسة التقليدية المحافظة فيكتب :
    "فالشرق العربي قد توقف عن التطور أحقابا من الزمان؛ تبدلت فيه معالم كوكبنا؛ وشارفت فيه البشرية مشارف جديدة؛ واندفع الإنسان خطوات واسعة في سبيل التحرر من الحاجة؛ في سبيل السيطرة على قوانين الطبيعة. والرجوع إلى الماضي يعنى دفن الرؤوس في الرمال والتخلف؛ وهو أمر لا يمكن حدوثه في عالم اليوم. وثقافة الأمس وحدها لن تصلح للمجتمع الحديث؛ ولن تحل مشاكل الرجل الحديث المادية والروحية". (المرجع السابق)
    من الجهة الأخرى يرفض عبد الخالق الثقافة الغربية الكلاسيكية ؛ أي الثقافة الليبرالية "الرأسمالية"؛ والتي تتحدث عن قيم الحرية والخير والجمال؛ لكنها انبتت الاستعمار؛ وضاقت الشعوب التي اكتوت بنار ممثليها الاستعماريين الضنك والعذاب؛ فيقول :
    " فالحديث عن الجمال والحرية ؛ وهى أسمى ما تهدف إليه الفنون والمعرفة؛ يسايرها القهر والاستعباد للشعوب؛ ومن ضمنها شعبنا. والدفاع الجاد عن حرية الرأي؛ يطبقه حملة الثقافة الإنجليزية نظاما تعسفيا قائما على مصادرة كل رأى معارض؛ ونابعا عن إرادة هي ابعد ما تكون عن إرادة الشعوب. فإذا كان أحفاد ال"ماجناشارتا" وورثة الحرية والانطلاق من عهد شكسبير انطلقوا يشوهون قيم الحرية والجمال في بقاع العالم؛ فلا بد أن يكون هناك داء عضال أصابهم وثقافتهم في الصميم". (المرجع السابق).
    ان عبد الخالق برفضه للنظرة التقليدية المحافظة؛ وبنقده للمدرسة الليبرالية التغريبية؛ رغم تسطيحه لمكونات الثقافة الغربية وتياراتها وصراعاتها؛ وفي نفس الوقت برفضه للتجريبية والتناقض في مسيرة الزعماء السياسيين؛ كان لا بد أن يصل إلي النظرة الماركسية؛ وهى
    البضاعة الفكرية الوحيدة المتيسرة حينها؛ في مقابل المدارس السابقة المذكورة؛ وهو يلخص ذلك فيقول:
    "إن تجربتي البسيطة توضح أنني لم اتخذ النظرية الماركسية لأنني كنت باحثا عن الأديان؛ ولكن لأنني كنت وما زلت أتمنى لبلادي التحرر من النفوذ الأجنبي؛ أتمنى وأسعى لاستقلال بلادي وإنهاء الظروف التي حطت علينا منذ عام 1898؛ أتمنى وأسعى لإسعاد مواطني؛ حتى تصبح الحياة في السودان جديرة بان تُحيا. ولأنني أسعى لثقافة نقية غير مضطربة؛ تمتع العقل وتقدم البشرية إلي الإمام في مدارج الحضارة".
                  

09-23-2007, 09:30 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: Adam Mousa)

    الاعزاء الشفليني وادم موسى
    شكرا لموصلة اثراء البوست بالمفي
    في حياة الرجل دو الظل الاخضر
    الشهيد عبدالخالق محجوب الدي كان نابغة
    بشهادة كل من عاصروه .
    فاكاديميا كان الشهيد متفوقا على ابناء دفعته
    اد كان اول الدفعة =يعني كان اول السودن
    واحرز درجة الامتياز في جميع المواد =

    وهي الدفعة التي ضمت الكثير من خيرة ابناء السودان
    النابغين منهم
    استادنا التيجاني الطيب بابكر
    والبروفيسر الراحل محمد عمر بشير
    والدكتور امام دوليب
    والمهندس مرتضى احمد ابراهيم.
                  

09-24-2007, 12:25 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote: 1
    فى علايل "اب روف"!

    فصل من كتاب توثيقى بعنوان: "عنف البادية .. وقائع اللحظات الأخيرة فى حياة السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى".



    د. حسن الجزولي*

    ظل عبد الخالق يتتبع الأزقة المظلمة الخالية، ويتجنب الأماكن المضيئة والمطروقة، حتى عبر، بسلام، حى القماير وحى الكبجاب الكائنين فى الجزء الشمالى الشرقى من أمدرمان القديمة، ومن هناك دلف إلى حى أب روف من جهته الشمالية الغربية. كان حظر التجول قد أًعلن، وكان عبد الخالق يسمع، فى ذلك الوقت المتأخر من الليل، أثناء سيره وسط الأزقة الضيقة، أجهزة الراديو والتلفزيون تردد من داخل البيوت المتقاربة نداءات جهاز الأمن ووزارة الداخلية للمواطنين بمساعدتها فى القبض على قادة الحزب الشيوعى، وتهديد كل من يأوى أحداً منهم!

    فى العتمة طرق منزل أحد معارفه من الشيوعيين. فتح الرجل الباب، ورحب بعبد الخالق، والأسى ملء عيونه، ووقف يتحدث إليه فى تلك العتمة همساً. شرح له بلباقة أنه، وبحكم موقعه الجماهيرى فى العمل السياسى خلال الأيام الثلاثة الماضية، أضحى (مكشوفاً) لرجال الأمن الذين يتوقع وصولهم، بين كل لحظة وأخرى، لاعتقاله وربما لتفتيش المنزل أيضاً، ولذلك فليس من الحكمة أن يورط عبد الخالق بإيوائه أو حتى بالاقتراب منه فى مثل ذلك الظرف. تفهم عبد الخالق الموقف وشكره ومضى فى طريقه.

    فى غضون ذلك كانت أرتال الدبابات والمصفحات العسكرية تجوب شوارع العاصمة وتنشر الرعب فى النفوس. وكان جنود السلطة العائدة يجوسون بين الأزقة، ويداهمون المنازل، مدججين بالبنادق الرشاشة، وكل أنواع الأسلحة الخفيفة، بحثاً عن المطلوبين. وقد نشط كل من جهاز الأمن القومى حينها واقسام وزارة الداخليه فى تعقب الشيوعيين ومن شايعهم، وامتدت الملاحقات إلى كل أنحاء العاصمة والاقاليم، حتى بلغ عدد المعتقلين، خلال بضعة أيام، آلاف المواطنين والمواطنات من 83 مدينة وقرية.

    *** حى أب روف يقع فى الجزء الشرقى من مدينة أمدرمان، على الشاطئ الغربى لنهر النيل. يحده من الشمال حى الكبجاب وحى القماير، وتتداخل معه من الغرب عدة أحياء كالهجرة وسوق الشجرة والخنادقة وود أرو، أما من ناحية الجنوب فيتداخل مع حى بيت المال تداخلاً شديداً. ويعد حى أب روف من أعرق أحياء المدينة، فقد تأسس فى أعقاب انتصار الثورة المهدية، ومع بدايات نشوء أمدرمان نفسها، متخذاً اسمه من اسم الأمير أب روف، أحد قادة الثورة المهدية. ومن أقدم وأشهر الشخصيات التى سكنته رابحه الكنانية التى عاشت حتى منتصف الخمسينات، وكانت قد اكتشفت، على أيام الثورة المهدية خلال الربع الأخير من القرن 19، تدبير الادارة الاستعمارية التركية لمباغتة جيش المهدى فى قدير، فتسللت فى نفس الليلة مشياً على الأقدام لمدة 12 ساعة كى تبلغ المهدى بأمر الهجوم العسكرى الوشيك، وبهذا أنقذت الثوار من ابادة محققة 138.

    ويُعد حى أب روف، ضمن جملة أحياء أخرى بأمدرمان القديمة، رصيداً تقليدياً للحزب الشيوعى بما لديه فيها من وجود مميز، وهى الأحياء التى شكلت خارطة (الدائرة 22 أمدرمان الجنوبية)، حيث فاز عبد الخالق، عام 1968م، على منافسه أحمد زين العابدين مرشح الحزب الوطنى الاتحادى، فقد أحرز عبدالخالق 7665 صوتاً بينما نال الآخير 7122 صوتاً. وكانت تلك الدائرة تضم، بالاضافة إلى أب روف، الأحياء التى تقع على طول الشريط الحدودى الموازى لنهر النيل والذى يضم أحياء بيت المال والملازمين والموردة حتى مدينة الفتيحاب، وإلى ذلك أحياء بانت والعباسية وحى الضباط وأب عنجة وغيرها. وقد نافح أعضاء الحزب وأصدقاؤه فى تلك الأحياء، ومن بينها أب روف وبيت المال، عن دار الحزب الكائنة داخل بيت المال، متصدين، ببسالة نادرة وتضحية جمة، للهجوم الذى شنته عام 1965م، على الدار وعلى الشيوعيين بالسلاح الأبيض، القوى والجماعات المعادية للحزب، آنذاك، بقيادة الأخوان المسلمين وحزب الأمة، والتى سعت لحل الحزب، وحظر نشاطه، وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية، وذلك فى أعقاب حادثة معهد المعلمين العالى الشهيرة التى تعرض فيها أحد الطلاب فى ندوة سياسية لبيت النبوة، فسارعت تلك القوى والجماعات تنسبه فى لهوجة مفضوحة للحزب الشيوعى.


    ***

    2
    كان حسين أحمد عثمان الكد، وشقيقه التوأم حسن، من أبكار خريجى كلية غردون التذكارية، ومن المثقفين اليساريين، بمعايير ثلاثينات القرن الماضى، الذين أسسوا جمعية أب روف للقراءة، وتأثروا بفكر الفابيين FABIANS فى بريطانيا. وكان حسين حتى وفاته فى منتصف ستينات القرن الماضى صديقاً لعدد من الماركسيين، من بينهم قريبه وسكرتير الحزب الشيوعى السودانى عبد الخالق محجوب، والصحفى وعضو لجنة الحزب المركزية محجوب عثمان، وآخرون.

    ومنذ ما بعد ظهيرة يوم 22 يوليو كانت أسرة حسين الكد بحى أب روف، على مقربة من شاطئ النيل، تواجه ظرفاً عصيباً. فقد ادلهمت الخطوب عليها دفعة واحدة، حيث كان ابنها الضابط خالد حسين الكد قد أعيد إلى الخدمة بالقوات المسلحة السودانية بقرار من القيادة الجديدة عقب نجاح انقلاب 19 يوليو مباشرة، وبذلك تم إلغاء قرار تسريحه السابق، الأمر الذى كان مصدر سعادة للأسرة. لكن ها هى الأنباء ترد إليها، وإن كانت غير مؤكدة، بأن خالد قد قتل أثناء المعارك الشرسة التى ظلت دائرة منذ عصر ذلك اليوم، 22 يوليو. فهناك من يقول إنه قتل بكبرى شمبات! وآخرون يؤكدون إصابته قرب إحدى محطات الوقود!

    من جهة أخرى تضاربت الأخبار أيضاً حول مصير ابن الأسرة الآخر والشقيق الأصغر لعبد الخالق، الرائد محمد محجوب عثمان، والذى تم تعيينه عضواً بمجلس قيادة الثورة فى انقلاب 19 يوليو أثناء وجوده خارج البلاد. وكان من المفترض أن يطير من برلين الشرقية إلى لندن، ليكون برفقة بابكر النور وفاروق حمد الله فى طريق العودة إلى الخرطوم على متن نفس طائرة الخطوط البريطانية التى اختطفتها سلطات القذافى وأجبرتها على الهبوط بمطار بنغازى ليعتقلا هناك تمهيداً لتسليمهما للنميرى عقب عودته لينكل بهما! وسوف يتضح فى ما بعد أن محمد محجوب لم يتمكن، لأسباب فنية، من اللحاق بتلك السفرية المشئومة!

    أما من الجهة الثالثة فها هو عبد الخالق أيضاً تهدر الدبابات والشاحنات فى أثره، ويضج المذياع والتلفزيون بنداءات جلاديه إلى المواطنين ليساعدوهم فى القبض عليه!
                  

09-24-2007, 05:17 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote:
    فى تلك الساعة المتأخرة من الليل كان الأديب المعروف طه الكد، الشقيق الأكبر لخالد، يجلس مهموماً مغموماً على كرسى بفناء منزل الأسرة، يحاول متابعة الأخبار من راديو ترانزيستور، وذهنه مشغول بأفكار مبعثره ولا يكاد يقوى على التركيز، وإلى جانبه يستلقى خاله محمد التجانى على سريره، ومسبحته تكر بين أصابعه، بينما شفتاه تنثران الأدعية، وعيناه معلقتان بالسماء البعيدة.

    وفى الجزء الداخلى من البيت كانت الهموم تجثم على صدور جميع أفراد الأسرة بعد أن رأوا، أول المساء، وجه النميرى يطل من شاشة التلفزيون، بعينين تقدحان شرراً، وحنجرة ترغى وتزبد كالثور الهائج، وتتوعد الانقلابيين والشيوعيين، وتطالب بالقبض عليهم "واحداً واحداً"، لافظاً بطريقة غريبة إسم ابن الأسرة "خالد الكد و .. something"، على حد تعبيره!

    كانت زخات الرصاص وانفجارات الدانات ما تزال، أنذاك، تاتى متقطعةً يحمل صداها نيل أمدرمان، الصامت الحزين هو الآخر، طوال مساء وليل ذلك اليوم. كان الظلام دامساً، وحركة الشارع قد خبت تماماً مع حظر التجوال والوقت المتأخر من الليل.

    وكان لحوش آل حسين الكد، على عادة بيوت أمدرمان العتيقه فى إشهار كرم الضيافة، باب مفتوح فى كل الأوقات، ولا يغلق إلا فى الهزيع الأخير. وعبر هذا الباب الغارق فى العتمة انتبه طه فجأة إلى حركة آتية، فى تلك الساعة، من جهة الشارع الغارق، هو الآخر، فى العتمة، فوضع جانباً جهاز الترانزيستور الذى كان ما يزال يكرر، بشكل رتيب، نداءات وزارة الداخليه وجهاز الأمن للمساعدة فى القبض على عبد الخالق ومجموعته، ونهض ليستجلى مصدر تلك الحركة قرب الباب المفتوح، فلاحظ طيف شخص يدلف إلى داخل الفناء. ظل طه واقفاً يحاول بصعوبة أن يتبين ملامح ذلك القادم كلما اقترب رويداً رويداً من الهالة الشاحبة التى ينثرها، بالكاد، ضوء المصباح الخافت فى الفيراندا العتيقة على جزء من الفناء. ولما اقترب القادم أكثر رأى طه فيه رجلاً يرتدى جلباباً أبيض ويضع عمامة تخفى جزءاً كبيراً من رأسه ووجهه ويتلفع بملفحة سمنية وينتعل حذاءً أبيض!

    كان محمد التجانى، خال طه، مازال مستلقياً على السرير ممسكاً بمسبحته، غير منتبه للقادم حتى بعد أن ألقى بالتحية عليهما. وعندما لم يعد يفصل بين طه وبين القادم سوى خطوة أو خطوتين ظهرت بوضوح ملامح عبد الخالق لطه الذى ألجمته المفاجأة لبرهة بددها فوراً بأن اندفع نحو ابن خاله معانقاً له فى صمت، وجسده يهتز من شدة الانفعال لفترة طالت، حتى انتبه محمد التجانى فنهض هو الآخر يعانق عبد الخالق بتأثر شديد، ثم ما لبث ثلاثتهم ان دلفوا من فورهم، عبر الفيراندا، إلى داخل الديوان.


    ***

    لم يكن طه الكد فى الواقع منتمياً للحزب أو حتى مناصراً لأيدولوجيته، بل يمكن القول بأنه كان مناوئاً للماركسية، انطلاقا من قناعاته الفكرية، ونشأته المحافظة، ورؤيته الخاصة للثقافة العربية الاسلامية، اٍضافة الى أنه لم يكن لديه فى الأصل أى ميل إلى السياسة ومعتركاتها، بل كان منصرفاً عنها بكلياته إلى الأدب العربى الكلاسيكى، وبخاصة الشعر العربى بأغراضه وعروضه وأوزانه وقوافيه القديمة التى ظل شغوفاً بها، منافحاً عنها، ومعتزاً بذلك. ومع هذا فقد كانت له، فى المستوى الانسانى، علاقاته الحميمة بكثير من الشعراء والأدباء الشيوعيين، كما كانت تربطه بابن خاله عبد الخالق وشائج من المودة والاحترام. وربما يعود ذلك إلى قدرات عبد الخالق الفذة، وإحاطة موسوعيته بالثقافة العربية الاسلامية منذ بواكير صباه، من جهة، وما عرف عنه من شجاعة وبسالة وصمود، من الجهة الأخرى، وإعجاب طه واحتفائه، أصلاً، بمثل هذه الملكات والخصائص الشخصية، من الجهة الثالثة، علاوة على صلة الرحم التى يعتز بها طه أيما اعتزاز، من الجهة الرابعة، بغض النظر عن الاختلاف فى الرأى والفوارق فى الأفكار.

    وثمة عامل إضافى لا يقل أهمية بالنسبة لطه، فقد كان عبد الخالق على علاقة حميمة ووثيقة بحسين أفندى الكد أوان حياته. ولا غرو، فقد كان والد طه، كما سبق أن أشرنا، من كبار المثقفين فى زمانه، وأحد أبرز مؤسسى (مدرسة أب روف) اليسارية، بمعايير ثلاثينات القرن الماضى، والتى انتمى إليها أيضاً توأمه حسن الكد وحماد توفيق وابراهيم يوسف سليمان ومكاوى سليمان أكرت وغيرهم. وكان عبد الخالق ".. كثيراً ما يقضى أوقاتاً طويلة مع والد طه كلما زار حوش أبناء عمته بابى روف، حتى أنه خلال فترات اختفائه فى سنوات سابقة، كان يحرص على زيارة حسين أفندى الكد، حيث يقضى معه فترة طويلة ثم يغادر عند منتصف الليل) 139.

    وإذن فقد كان لدى طه ألف سبب فى محبته لعبد الخالق!

                  

09-24-2007, 11:24 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote:

    ـ "لو كنت أعرف مكاناً آخر فى هذا الظرف لما اضطررت للحضور إليكم وأنا أعلم وضعكم حالياً"! قال عبد الخالق لطه.

    فرد طه بصوت مزيج من الانفعال والحزم:

    ـ "ثق يا عبد الخالق .. والله لن أتخلى عنك أبداً حتى لو قطعونى اٍرباً اٍرباً"! 140

    ثم أضاف قائلاً له:

    ـ "هذا بيتك ياعبد الخالق .. الله الله!! ولكن يجب أن نبحث عن سلامتك" .141

    ولكن للخاتم عدلان رأى لا نتفق فيه معه حول أن لجوء عبد الخالق إلى طه الكد هو لجوء "لرابطة الدم بعد أن لم تسعفه رابطة الانتماء الحزبى عند بعض الرفاق الذين كانوا يستجدونه استجداءً لزيارتهم فى منازلهم فى ليال غير تلك الليلاء. ولم يكن عبد الخالق ليذهب إلى طه، ثم يبقى ثلاثة أيام فى منزل قريبه ذى المنصب الحكومى الكبير، وبعلم ذلك المسؤول الكبير، لولا أن تلك الأبواب قد أغلقت فى وجهه"! 142.

    وأخشى أن هناك تناقضاً فى هذا الكلام. فمن ناحية، وبعد أن يؤمن الخاتم نفسه على أن ذلك السلوك بدر من (بعض الرفاق)، يعود ليعممه على مجموع الحـزب، وهذا غير منطقى! أما من الناحية الأخرى فإن أحداً ممن لامسوا عبد الخالق عن قرب فى تلك الأيام لم يقل إنه أشار لشئ من ذلك أو أنهم أحسوا بأنه ينطوى على مثل هذا الشعور. ضف إلى ذلك أن المصادر المشار إليها أثبتت مشاركة شيوعيين آخرين، قدر معرفتهم واستطاعتهم، فى الجهود التى بذلت لإيواء عبد الخالق وحمايته. وبالتالى فاٍن حق لنا الاحتكام لوقائع الافادات التى وردت وسترد لاحقاً فى هذا الخصوص والتى اٍجتهدنا قدر ما نستطيع للحصول عليها واٍخضاعها للفحص، فانها لاتشير قط الى ثمة أية شبهة فى تردد بدر من شيوعيين أعضاء حزب تجاه قيم المروءة والشهامة والبسالة لكى يخفوا للذود عن سكرتيرهم العام وقائدهم الفكرى من أجل حمايته، وبالتالى فاٍننا نخشى على الخاتم من هذا التفسير الوحيد الذى أبرزه!

    ***

    أوضح عبد الخالق لطه حاجته للبقاء فى أب روف لثلاثة أيام على الأقل، ريثما يتمكن من إعادة ترتيب الاوضاع فى ظروف التطورات الخطيرة التى كانت تجتازها البلاد آنذاك، ".. وأنه فى حاجة للقاء أحد أعضاء الحزب ممن يقطنون بالحى حتى ينسق معه ومع طه ما يستوجب عمله، وأن الأمر يحتاج لكثير من العجلة، واستطرد بالانجليزية: Things are moving very fast. " 143"

    وهناك رواية أخرى لملكة الكد، الشقيقة الصغرى لطه وخالد، تؤكد "أن عبد الخالق .. لم يطلب من طه سوى أن يوفر له بأقصى سرعة أى وسيلة لمركب.. ينقله الى الطرف الآخر من نهر النيل عند الخرطوم بحرى! فطمأنه طه بتدبير الأمر مع بعض (مراكبية أب روف) صباح اليوم التالى" 144.

    وإذا تركنا مؤقتاً رواية الرفاعى، وتعاملنا مع رواية ملكة، فمن خلال قرائن الأحوال ومنطق الأحداث نجد أن هناك احتمالين لرغبة عبد الخالق فى الانتقال إلى الضفه الأخرى من النهر: الأول أنه كان يريد الوصول إلى حلة خوجلى، حيث الخليفه النور، أحد خلفاء السيد على الميرغنى ووالد زوجة فاروق عثمان حمد الله، والذى قيل إن علاقة وثيقة كانت تربط بينه وبين عبد الخالق. ولكن أفراداً من أسرة الخليفه ينفون هذا الأمر. ورغم ذلك يظل الاحتمال قائماً، حيث أن فى أسرة عبد الخالق من يؤكد تلك العلاقة! أما الاحتمال الثانى فهو أن عبد الخالق كان يريد الوصول إلى بيت صديقه محمد نور السيد الذى رأينا، فى ما تقدم، أنه كان قد أسند اليه مهمة البحث له عن منزل بديل لمنزل (ص. أ) بالخرطوم/2، والذى كان قد أصبح قبلة الناس، مما أعاق أداءه لمهامه. وهكذا فإن من المحتمل أن يكون عبد الخالق قد قصد الاتصال بصديقه القديم لينقله الى ذلك المنزل، واثقاً من قدراته المجربة
                  

09-25-2007, 05:52 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote: ***

    قضى عبد الخالق بعض ليلته تلك فى فناء منزل حسين الكد، بينما نام بقربه كل من طه وخالهما محمد التجانى، فكأن ثلاثتهم "فى جفن الردى وهو نائم"!

    وقبيل فجر الجمعة 23 يوليو انتقل عبد الخالق إلى داخل (الديوان) لبعض الوقت. وهنالك ظل رابط الجأش، يتابع الأحداث، فى صمت، من خلال جهاز الراديو. وكان، كما نقل عنه طه، "هادئ النبرات، ثابت الجنان، تشى قسمات وجهه بصرامة وحزن عميقين" 145.

    ولأنه لم تكن لتخفى عليه فداحة الاخطار التى كانت تحيط بمنزل يُتوقع أن يقتحمه عسكر السلطة فى أى وقت بحثاً، على الأقل، عن خالد، ضمن من انطلقوا يبحثون عنهم منذ أول المساء، فقد ناقش الأمر مع طه الذى اقترح، فى البداية، الانتقال إلى منزل خالهما محمد التجانى، الكائن على تخوم منطقتى القماير والكباجاب شمال حى أب روف. (ولكن محمد التجانى أبدى كثيراً من التردد رغم العاطفة التى يكنها لعبد الخالق!)146، وبإزاء ذلك اقترح طه الانتقال إلى حوش عمه حسن الكد، فمع كونه يقع على مرمى حجر فى الجوار، إلا أن المنصب الخطير الذى يشغله ابن عمه كمال فى أجهزة النميرى الأمنية ربما .. ربما تعصم ذلك الحوش بالذات عن التفتيش!

    هكذا بدت الخيارات ضيقة إلى ذلك الحد!

    وكان عبد الخالق، عندما يرى قريباته منتحبات جزعاً على مصيره ومصير خالد ومحمد، يعمد إلى تجاهل حزنه هو الرابض فى جوفه كالجبل، ويروح ينهمك فى ملاطفتهن وممازحتهن ليبدد عنهن رهق الأحزان الجاثمة على صدورهن. وما أن يهدأن قليلاً حتى يعود إلى ارتشاف قهوته ومتابعة إذاعة أم درمان التى كانت تنقل أخبار المحاكم العسكرية الميدانية التى تشكلت على عجل لتطال بأحكامها غير العادلة العديد من قادة ورموز يوليو، عسكريين ومدنيين، بينما سحابة من الحزن العميق لا تخطئها العين تلوح على محياه، وترتسم على تقاطيع وجهه، علاوة على تعب كل تلك الأيام.

    ***

    ما لبث عبد الخالق أن تسلل مع طه، قبل شروق الشمس، إلى منزل حسن الكد. وهو المنزل الذى سيسمع فيه، عبر جهاز الترانزيستور، نبأ إعدام هاشم العطا وعثمان أبو شيبة ومحجوب (طلقة) وعبد المنعم الهاموش وغيرهم من الضباط الشيوعيين والديموقراطيين رمياً بالرصاص، والذى سترد إليه فيه معلومات غير مؤكدة عن إقدام النميرى على تنفيذ حكم الاعدام شنقاً حتى الموت، بسجن كوبر جنوب شرق الخرطوم بحرى، على الشفيع أحمد الشيخ، الرجل الثانى فى الحزب وعضو لجنته المركزية ورئيس إتحاد عام نقابات عمال السودان ونائب رئيس الاتحاد العالمى لنقابات عمال العالم والحائز على وسام النيلين من حكومة السودان ووسام لينين من الاتحاد السوفيتى قبل ما لا يزيد على العام فقط من ذلك، بالاضافة إلى جوزيف قرنق، عضو سكرتارية اللجنة المركزية. ومما زاد من احتمالات صحة تلك المعلومات القرار الذى صدر وتم بثه عبر الاذاعة والتلفزيون بتجريد الشفيع من وسام النيلين!

    وسيبدى عبد الخالق غضبه الشديد من تلك الأخبار، خصوصاً إعدام الشفيع وجوزيف، وذلك لمعرفته الأكيده بأن أية محكمة، بأدنى قدر من العدالة والانصاف، ما كانت لتنزل بهما مثل هذه العقوبة الفظيعة، وسيظل يردد أنهما لا صلة لهما بما جرى، وأنه إذا قدر له أن يعيش فإنه لن يترك ما فعله النميرى ونظامه يمر بدون عقاب!

    كما سيستطرد عبد الخالق قائلاً لطه، فى ذلك المنزل، إنه ليست لديه ولا للحزب أدنى علاقة بتدبير الانقلاب، و"أنا لن أنكر مسئوليتى .. لأنهم سوف يقولون إن عبد الخالق خاف وأنكر، سوف أدافع دفاعاً سياسياً إذا قبضونى، ولكن أحملك أمانة أن تقول عنى حين تكون فى مأمن أننى رفضت فكرة الانقلاب، وأننى سمعت به فى الراديو كأى مواطن آخر"

    (عدل بواسطة salah elamin on 09-25-2007, 05:53 AM)

                  

09-25-2007, 02:46 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote:

    ***

    وبهذا الصدد فإن ثمة حديثاً ظل متداولاً فى أروقة الحزب بصورة غير رسمية عما يسمى (بوصية عبد الخالق)، وفحواه أن عبد الخالق كتب بعض الملاحظات فى كراسة قام طه الكد، فى وقت لاحق، بتسليمها لمحمد ابراهيم نقد الذى انتخب سكرتيراً عاماً بعد إعدام عبد الخالق، وذلك حين التقاه طه فى مخبئه لأجل هذا الغرض. غير أنه لم يصدر عن قيادة الحزب ما يشير لهذه الكراسة. بل لقد أبدى كل من استفسرته عنها من القياديين دهشته نافياً نفياً قاطعاً معرفته أو حتى سماعه بها! فقد أشار التجانى الطيب إلى أنه لا علم له "بأية وصية مكتوبة من عبد الخالق سلمت بصورة أو بأخرى لمركز الحزب" 148. كما نفى يوسف حسين، عضو السكرتارية المركزية، علمه بأية وصية من عبد الخالق، سواء كانت كتابة أو شفاهة 149.

    على أن للخاتم عدلان، أيضاً، إفادة مغايرة يؤكد من خلالها أن عبد الخالق سلم أوراقاً لطه طالباً منه ألا يقرأها "وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها ياطه؟ قال لى: أنا أبوك يا حسين! أنا أحنث بالقسم؟! أنا أخون الأمانة"؟! 150 ويضيف الخاتم أن طه قام بالفعل، بعد فترة من الأحداث، بتسليم تلك الأوراق إلى نقد وهو مختفى، و".. سألته شخصياً عنها فأكد لى أنها موجودة معه"! 151

    لكن محمد ابراهيم نقد، السكرتير العام للحزب، ينفى "قصة الوصية" جملة وتفصيلاً، بل ويؤكد أنها "محض أسطورة .. عبد الخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه بحمل أية رسالة إلى قيادة الحزب، كتابةً أو شفاهة، وربما اختلط الأمر لدى البعض، فطه قد سلمنا بالفعل كراسة .. ولكنها الكراسة التى تحتوى على إفادته هو نفسه، أى طه، عن الأيام التى لازم خلالها عبد الخالق بأب روف"! 152

    ومن جانبه يفيد كمال الجزولى الذى ربطت بينه وبين طه علاقة صداقة خلال السنوات التى أعقبت عودة كمال من الاتحاد السوفيتى فى أغسطس عام 1973 وحتى وفاة طه فى ديسمبر عام 1977م، قائلاً: "لا أستطيع بالطبع أن أنفى أو أؤكد فأنا لم أكن حاضراً تلك الأحداث. لكن طه حدثنى كثيراً، وفى مناسبات مختلفة، عن وقائع تلك الأيام. وأذكر أن أطول تلك الأحاديث، وأكثرها استفاضة وتفصيلاً، كانت بعد يومين تقريباً من هزيمة حركة الثانى من يوليو عام 1976م بقيادة محمد نور سعد. وكنا عدنا سوياً، فى الظهيرة، إلى أم درمان بعد أن قضينا بعض الوقت مع بعض الأصدقاء فى زيارة اجتماعية إلى منزل الكاتبة خديجة صفوت بمنطقة العمارات بالخرطوم، فعرج معى إلى منزلنا بحى بانت جنوب أم درمان، حيث تناولنا الغداء، وأمضينا الساعات التالية، حتى أول المساء، وهو يحدثنى عن أدق تفاصيل تلك الفترة التى كان خلالها لصيقاً بعبد الخالق بأب روف. وأخبرنى فى النهاية بأنه قد ضمن كل ذلك فى (كراسة) سلمها للحزب فى وقت لاحق. لكنه، على كثرة التفاصيل والاستطرادات التى أوردها فى حديثه، والزمن الطويل نسبياً الذى استغرقته مؤانستنا، لم يذكر لى أى شئ عن (كراسة) أو وصية أو رسالة أو مذكرة طلب إليه عبد الخالق تسليمها للحزب"153.

    أما سعاد ابراهيم احمد، عضو اللجنة المركزية، فتقول إنها لم تطلع على وصية من عبد الخالق، وإن أحداً لم يثر أمرها معها وسط الضغوط والمهام التى كانت تواجه الكادر القيادى فى تلك الفترة! إلا أنها تشير إلى أن عبد الخالق ".. ربما يكون قد رتب بعض الأمور التنظيمية ومن بينها مسألة القيادة ، فقد كان يكن احتراماً عميقاً وثقةً فى شخصية قاسم أمين، ومن الممكن أن يكون قد أشار إلى ذلك فى تلك الرسالة"! 154

    ومع أن سعاد لم تؤكد أو تنف وجود تلك الوصية، إلا أن إفادتها تضمنت (إيحاءً) فى غاية الخطورة ، ومن شأنه أن يثير جدلاً واسعاً وأسئلة مقلقة. فهل الحزب قائم، من حيث بنيته الفكرية والتنظيمية، على المؤسسية أم على شئ آخر؟! وهل يعقل أن عبد الخالق الذى وهب عمره لقضية التغيير الاجتماعى التى تعتبر فى مضمونها من أوثق القضايا بمفاهيم الحداثة، يمكن أن يكون قد (أوصى) بأن تؤول القيادة من بعده لشخص محدد؟!


    وفى شأن "الوصية"، تؤكد فائزة أبو بكر عضو فرع الحزب بأبروف ضمن إفادتها للكاتب بأن عبد الخالق وقبل انتقاله للمنزل الثالث والأخير الذي تم اْعتقاله منه قد أودع لديها (قصاصات) صغيرة الحجم تشير فائزة إلى أنها ربما تكون ملاحظات مهمة حرص على تسجيلها في فترة اختفائه بأبروف، ثم تضيف: "للأمانة لم أطلع عليها، وبعد فترة من تلك الأحداث قمت بتسليمها للمرحوم طه الكد"!


    بهذه الإفادة لفائزة فإن قصة (وصية عبد الخالق) تزداد غموضاً ضمن مجمل أحداث تلك الفترة على ماهى عليه من تعقيد وإرباك! فبينما يشير الخاتم عدلان إلى أن طه قد أكد له أن عبد الخالق سلمه كراسةً طالباً منه أن لا يطلع عليها، وأنه سلمها نقد فيما بعد حسب رغبة عبد الخالق ، فهاهي فائزة تشير إلى أن (قصاصات ) أخرى كانت بحوزة عبد الخالق قامت هي فيما بعد بتسليمها طه الكد ! السؤال هو أن افترضنا صحة رواية طه للخاتم بأنه سلم كراسة اْستلمها ( يداً بيد) من عبد الخالق وأودعها نقد، فهل تكون تلك (القصاصات) التي سلمتها فائزة لطه فيما بعد ضمن تلك الكراسة؟! ولماذا لم يشر طه الكد إلى ذلك في حديثه للخاتم عدلان؟! وإن لم يكن الأمر كذلك، فما هو إذن مصير تلك القصاصات التي سلمتها فائزة إلى طه الكد، حسب إفادتها؟!

    ***
    [/QUOTE
                      

09-25-2007, 07:37 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)


    عمر عبد الخالق محجوب ، بربطة العنق ، فى لقاء مع صحفييى جريدة الوطن السودانية
                  

09-26-2007, 02:38 AM

A/Magid Bob
<aA/Magid Bob
تاريخ التسجيل: 04-23-2005
مجموع المشاركات: 224

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماذا تبقى من تراث عبدالخالق؟ (Re: salah elamin)

    العزيز حيدر:
    أشكرك على فيض المعلومات التى أوردتها بشأن عبدالخالق واستشهاده العظيم . وأسمح لى أن أبى ملاحظات صغيرة لا تنقص من جهدك المقدر.
    فى سياق إستجواب نميرى للأستاذ عبدالخالق سأله "ماذا قدمت للشعب السودانى؟" فأجاب عبدالخالق باقتضاب "الوعى!"

    فى موضع آخر ذكرت:
    قبل دخول عبدالخالق قاعة المحكمة التى قضت باعدامه فى يوليو 1971 "طلب من رئيس المحكمة أعطاءه الفرصة للذهاب للمنزل للحلاقة والإستحمام وتغيير ملابسه حتى يظهر أمام المحكمة بشكل لائق خاصة وأن الصحافة العالمية ووكالات الأنباء ستشهد المحكمة وتسجلها .. فوافقت المحكمة على ذلك .."
    وفى حقيقة الأمر لم يطلب عبدالخالق الذهاب إلى منزله ولم يسمح له رئيس المحكمة بذلك كما يقتضى المنطق . وكل مافى الأمر أن عبدالخالق أرسل إلى زوجته يطلب ملابس وعطر ليظهر كما ذكرت حليقاً وأنيقاً أمام الصحفيين الأجانب لأنه كما قال لأحد حراسه ‘هذه سمعتكم‘ .
    فأرجو التدقيق ، يا أخى، حتى لا تتكاثر الإضافات والحذف شيئاً فشيئاً وتتآكل الحقائق الموضوعية فى مثل هذه المواقف التاريخية الهامة . وتقبل إحترامى .

    فى موضع آخر سأل الصحفى عادل سيدأحمد خلال المقابلة التى أجراها مع المعز بن الشهيد عبدالخالق "رغم أن عبدالخالق كان مفكراً إلا أنه لم تصدر له أى إصدارات؟" فليت الصحفى المرموق تواضع بالسؤال عما إذا كان للأستاذ عبدالخالق أية إصدارات . ومعلوم أن عبدالخالق قد ترجم كتاب ‘الأدب فى عصر العلم‘ وهو لم يزل طالباً فى السنة الثانية بكلية الآداب بجامعة الملك فؤاد ، وبعد بضع سنوات أصدر كتاب ‘نحو آفاق جديدة‘ ثم تولى إصدار مجلة ‘الفحر الجديد‘ . وكتب عشرات المقالات الصحفية والمساهمات الفكرية فى المجلات الداخلية للحزب الشيوعى . وأصدر كتيب طريقان للتنمية ، والمدارس الإشتراكية فى إفريقيا ثم أفكار حول فلسفة الإخوان المسلمين وقبل وفاته أعد تقريراً ضافياً تناول فيها القضايا السياسية والإقتصادية المقترح مناقشتها فى المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى .
    إستشهد عبدالخالق وهو لم يكمل عامه الرابع والأربعين!

    سأل صحفى من جريدة الوطن الأستاذة نعمات أحمد مالك عن ملابسات ‘زواج السكرتير العام‘ ومال إلى السؤال عن موقف محمد إبراهيم نقد بين المؤيدين والمعارضين للزواج فطلبت نعمات إعفاءها من الإجابة والإنتظار حتى صدور مذكراتها . فماذا تبقت من إجابة تطلع السائل للحصول عليها .
    أما عن معارضة زواج السكرتير العام فقد أخبرنى ألدكتور شريف الدشونى وقد كان وقتها عضواً فى اللجنة المركزية التى ناقشت مسألة ‘زواج السكرتير العام‘ أثناء تواجده فى موسكو بأن قرار رفض الأصوات كان محل إجماع أعضاء اللجنة المركزية ماعدا جوزيف قرنق . فلماذا السؤال عن موقف محمد إبراهيم نقد الذى تولى سكرتارية الحزب بعد أعوام من إتخاذ ذلك القرار . وأى وفاء يقدمه نقد للشهيد عبدالخالق أدل من الوفاء لتراثه والدفاع عن سيرته فى وجه المغرضين من المقربين والمعارضين .
    كذلك سألت الأستاذة نعمات عن ظروف إعتقال عبدالخالق فأنحت بالمسئولية على الحزب لفشله فى توفير الحماية لسكرتيره العام حتى تهدأ الخواطر وربما تتهيأ لعبدالخالق محاكمة أقل إنفلاتاً ودموية . ولا أدرى ماذا تريد العزيزة نعمات من إستحضار حوادث التاريخ بمعزل عن سياقها . و‘كتابة التاريخ بأثر رجعى أمر فى غاية اليسر‘ . فمعلوم أن قادة الإنقلاب هاشم وأب شيبة وعبدالمنعم ومحمد أحمد الريح وقادة الحزب الشيوعى بدون إستثناء أخذوا على حين غرة .
    عبدالخالق – حسب علما – ظل منذ تهريبه من معتقل الشجرة مختبئاً فى الخرطوم فى أماكنة مؤمنة . وعندما أحث بتهاوى إنقلاب هاشم العطا أسرع إلى أمدرمان وطلب من نعمات أن تذهب إلى منزل أهلها حفاظاً على روحها وأطفالها . وبعد أن أتم ذلك إنطلق إلى حى الشهداء لحث زوجة شقيقه محمد محجوب باخلاء المنزل والتوجه إلى منزل أسرتها فى أبى روف . وكان الإنطباع السائد آنذاك أن محمد محجوب عثمان كان من بين ركاب طائرة الخطوط البريطانية التى أجبرت على الهبوط فى أحد المطارات الليبية .
    رأى عبدالخالق أن يلجأ إلى منزل إبن خالته وصفيه طه الكد لكتابة وصاياه وترتيب بعض أموره الحزبية والأسرية . أما محمد إبراهيم نقد فقد ظل هائماً يبحث عن ملاذ آمن فقد إنهارت كل الهياكل التنظيمية تحت هول وعنف الردة . وأضطر مئات الشيوعيين لتسليم أنفسهم لإلتقاط أنفاسهم وتجميع صفوفهم إستعداداً لمعارك قادمة .
                  

09-26-2007, 06:58 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا تبقى من تراث عبدالخالق؟ (Re: A/Magid Bob)


    هكذا كان قلقاً علي مستقبل العشب

    في رثاء عبدالخالق محجوب
    اسامة الخواض
    *****************************
    كان مسموعاُ ومرئياُ لدي الزهرةِ
    مقروءً كصفحاتِ الرياضةْ
    واسمه السري "راشد" (1)
    واسمة القومي مكتوب باحلام الشبابيكِ،
    ورعشات الايادي العاشقة
    يقرا "الميدانَ" (2)
    لا يطربة من صوتها الا رنين الكلمات
    كان مشغولا بتنسيق الصراع الطبقي
    لابسا بدلته الحمراء، حلاها باقوال الغمام
    ملحدا بالفقر والقهر،
    صديقا لدي عمال "بحري" (3)
    ونساء الريف،
    والزراع،
    والطلاب،
    والوردة
    والكسرة،
    والحلم
    و اولاد الحرام
    كان شباكا من اللذة، والغبطة مفتوحا علي
    ابهج وقت، وفضاء الاغنيات
    بدعم العشب،
    ويعطية " دعاشا" ضد نسيان السماء
    كان عنوانا لمن لا شغل له
    وصديقا للحمامات،
    رفيق النيل في نزهته الكبري
    وبستان حماس
    كان عاما من نكات ذهبت تطفئ احزان الطبيعة
    ايقظ الثورة من نومتها الاولي،
    واعطاها مفاتيح الجدل
    وتغشاه ذبول فضحك
    ومضي فيه انقلاب وكتب
    ..............
    ..................
    .....................
    كان لا يخطب الا عن جموح القمح،
    والاحلام،
    والمرأة ذات الخبز، والسطوة، والافق الرخيم
    وعدائيا اذا قلصت الارض اغانيها،
    حنونا حينما يكتحل الشارع بالعنف الوسيم
    وزميلا للعصافير، يماما من تقدم
    يعشق الشدو صباحا ومساء،
    يعجن الخضرة،
    يهديها "اتحادات الشباب"
    ويري الواعظ منفي
    ويرانا شجرا يمشي ولا يمشي
    يري البسمة في احراش حزن عائلي،
    ويناديها،
    "يفلي" شعرها النيلي،
    يعطيها وصاياه،
    لكي تذهب من عزلتها نحو " اتحادات النساء"
    كان نعناعا علي الشاي الذي اخفي شجوني،
    ومضي بي في النساء الحالمات
    كان في برنامج الصدمة وردا
    واقتراحات العصافير علي حزب الشجر
    كان اهلا ثم سهلا في شمال الياسمين
    واحتمالات سكاري في جنوب السيسبان
    قيل "ما قدمت ؟"
    قال " الوعي"
    والحلم
    واسرار ابتهاجات الشعوب،
    اندهشت قاروزة،
    ضجت نباتات،
    ونامت في البنايات احاديث الفراع المر،
    اهدتة النساء الروح /ايقاعا من السكر،
    وينبوع قرنفل
    ..............
    .................
    .........................
    خطفته الزنبقة
    وسري في المشنقة
    وراي صورة قلبه
    في مقامات التقدم
    وتقدم
    وتقدم
    وتقدم
    .... والنساء- الان- يطلبن مناديل، مناديل، مناديل،
    مناديل من الدم،
    مناديل من الورد،
    من الشهوة
    يطلبن،
    ويذهبن الي رغبتة النيلية الاولي
    ويخضعن الي غبطته
    لم ينكسر غيم
    ولم يجبن نهار
    لم ير الجندي ايقاع التلاميذ نشازا
    لم ير التلميذ وقتا مثل "عبدالخالق" المحجوب عن اسطورة الموت،
    ولم ياسف نبيذ لذهاب الحلم عنه
    انهمرت فيه اناشيد،أناشيد،
    ونادتنا فراشات، فراشات الي ما يشبه المراة في شهوتها،
    قامت قيامات،
    واشجتنا مقاماتٌ،
    مضت عصفورة في مسرح الموت،
    زهت ارجوزة بالشنق
    "عبدالخالق المحجوب" اغرته البنات - الان- بالموت،
    واغراه الكلام الحلو،
    ناداه الي نوم عميق قزحي

    ****************************

    الخرطوم 1985- صوفيا 1987
    ******************************
    (1) الاسم الحركي لعبدالخالق محجوب
    (2) الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني
    (3) الاسم المختصر لمدينة الخرطوم بحري احدي مدن العاصمة السودانية

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-28-2007, 04:54 AM)

                  

09-26-2007, 10:24 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)



    عزيزناالشاعر الخواض

    هذه القصيدة هي التي أضاهي بها كل قصائد الرثاء
    شكراً لك

                  

09-26-2007, 04:24 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الاستاد A/Magid Bob

    شكرا جزيلا على الاضافات والتعليق والتصحيح
    ونتوقع ان تواصل في الاحتفاء بالشهيد عبدالخالق
    بالمواصلة في الكتابة .

    صديقي اسامة الخواض

    Quote: خطفته الزنبقة
    وسري في المشنقة
    وراي صورة قلبة
    في مقامات التقدم
    وتقدم
    وتقدم
    وتقدم


    اتفق مع تعليق الاستاد عبدالله الشفليني

    فله ولك الشكر.
                  

09-26-2007, 08:13 PM

فرحات عباس
<aفرحات عباس
تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    أبو سامر .. كل سنة وانت طيب ورمضان كريم ... والله جد جد جد مشتاقين

    سأواصل الإتكاء على أنفاس هذا البوست الجميل .. واصل
    أخوك فرحات
                  

09-27-2007, 01:11 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: فرحات عباس)

    يا اخي ما ممكن
    الجميل فرحات عباس
    عديل كده ؟

    مشتاق ليك عديل كده
    ووين الجديد من كتابتك ؟
    يا صديق الزمن الجميل
    سأكون في الوطن خلال اسابيع وبالتأكيد
    سالتقي صديقنا الشرطي المثقف
    محمد صديق
    لك وله الود .
                  

09-27-2007, 01:39 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)
                  

09-27-2007, 01:38 AM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    شكرا صلاح الامين على الاضاءة
    و ذاكرة شعبنا لا تزال متقدة
    بهذا العبد الخالق الفذ

    شكرا الشاعر و الناقد اسامة الخواض

    عليك الله قصيدة زى دى تدسها من الناس
                  

09-27-2007, 01:44 AM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    كان لا يخطب الا عن جموح القمح،
    والاحلام،
    والمراة ذات الخبز، والسطوة، والافق الرخيم
    وعدائيا اذا قلصت الارض اغانيها،
    حنونا حينما يكتحل الشارع بالعنف الوسيم
    وزميلا للعصافير، يماما من تقدم
    يعشق الشدو صباحا ومساء،
    يعجن الخضرة،
    يهديها "اتحادات الشباب"
    ويري الواعظ منفي
    ويرانا شجرا يمشي ولا يمشي
    يري البسمة في احراش حزن عائلي،
    ويناديها،
    "يفلي" شعرها النيلي،
    يعطيها وصاياة،
    لكي تذهب من عزلتها نحو " اتحادات النساء"




    شكرا اسامة الخواض الف مرة

    استمتعت جدا بالقصيدة
                  

09-27-2007, 02:50 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: محمد اشرف)

    هذه المساهمة جادت بها قريحتي ذات مساء ممطر فأرجو ان تعجبكم!


    خَبئِنْي ما بيَن دفاتِركَ الثَوْرية!*


    (1)
    ونقودُ اليوَم سُراةَ الليَلِ
    بضَحكةِ أقدارِ الخيلِ
    وظُلمة أنْجمِنا الوردية
    فالخيلُ مسوَّمةُُ عندي
    تتجشأ "سُفرْ التكوين"
    والنوقُ تسافرُ، تتجملْ
    في حضَرةِ أشواَكِ
    الصحرَاء النوبية!

    (2)
    وأنا مأخوذُُ كلي
    مستبقُُ شبقُُ
    مشدودُ للأنَجمِ
    والغزواَت الثورية
    ناجيتُ ملوكَ الصحَراء ملياً
    وناجيتُ سيوفَ المهَدية!
    وأنا مغمورُُ بنجومِ الصحراءِ الأبدية
    راحَ القلبُ يُقبل جبهَة ثوري
    كانَ يسُمى "عبدالخالق"
    عبدالخالق
    مذْ صاَر أميراً للثوريين
    ما فتئَ يردُد تعَويذة "حُبٍ" للشعب
    "ممزوجاً" برؤىَ العُشاق الوردية
    وينسَجُ من حَبْل الردةِ والأشواقِ
    أشعاراً وملاحمَ ثوريةَ!

    "أدبني" حِزبي
    "علّمني" شعبَي
    كيفَ أسافرُ في
    قلَبٍ التأريخ
    كيف أحطُ رحالي
    في قلبِ المريخ
    كالسيَلِ الجارفِ
    أحُطَّم كلَ النكَسْات
    أحُطِمهُا بسيوفي القُزَجية!
    (3)
    الوعيُ الصارمُ
    فوقَ جبينُكَ
    يا عبدالخالق!
    يا مُرعبَ مشنقَةِ
    الظُلمِ الغجَرية
    يا عبد الخالق!
    يا مِشمشَ نسَمات
    الوجدْ الصوفية
    يا عبدالخالق!
    خبئني باللهِ عليَكْ
    خبئني ما
    بين دفاِتركَ الثورية!

    (4)
    فأنا أعدو منذ ولدتْ
    ولدتَني أمي بقلبِ
    رمالِ الصحراءِ الذهبية!
    أعوي كيهودِ التأريخ
    أُفتشُ عن هيكل دني
    وطناً مَسْروقاً منَي
    مدفونُُ في غَسِق عيوني
    مخبوءُُ في مدنِ الجان المَخفْية !

    ولا أجدُ سِجالاً طبقياً
    ما بينَ الأيامِ
    وخرقةُ سيفي
    صهوةُ خيلي
    ووضوئي والُّلغةُ
    الدافئةُ الوردية!

    (5)
    عَاهَدتُكَ يا عبدالخالق
    منذ رأيتُكَ بدراً تتوهجُ في فلكي
    في سِدر الأيامِ تَسيرُ حفياً
    وتجّمل وجه التأريخِ
    الداعرٍ بالروحٍ الأممُية
    أنَ أرفَعَ زندي
    أن أحمَلَ سيفي
    قُدّامِ الثوريين
    وضَد فلولِ الرجعية
    وجوعي المألوفْ
    تتأججُ فيه
    صهَوات خيول المهدية!

    (6)
    وأنا يا عبدالخالق
    مأخوذُُُ كلُي
    مِسَتبقُُ، شبقُُ، مشدودْ
    دَعوِتكَ ودعَوتُ
    مُلوكَ الصحراءِ
    ورأيِتُ الثورةَ تمشي
    في البيداءِ
    وفوقِ قباب البلداتِ المنسية!
    ورأيتُ "عَلَّيا"
    رأيتُ نياشينَ العزةِ
    تخطَو نحويِ مثلَ لآلئ وردية!
    وبقلَبِ التِل هُناك
    شاهدتُ الماظ يُرددْ
    في حلقِ الثوار جلياً
    أشعاراً فوق المدفعٍ ثورية
    لا يعَبأُ لزخَاتِ رصاصٍ
    تخرجُ من خلَفِ بساتين
    الورد الطينية!

    (7)
    ورأىَ قلبي في تلك اللّحظة
    "مهديِ الله"
    يتجَّملْ بالراتَبِ
    قُبيلَ صلاة القَجرْ
    في وجهِ الأعدَاء
    ويهيمُ غَراماً بالأشياء
    والثوَرةُ ضد الظَلمِ العاهرِ
    وضدَ فساَد التركية!

    والراياتُ تزّين
    من ليلِ الخُرطومِ المنَسية
    رأيتُ المهديَ في تلك الحضرة
    يستسَقيِ الله
    فيُسقيه الله سحاباً
    وتمطرُ مدنُ الله رمِاحاً
    في حَلقِ الاستعمار الغاشمْ
    وفوق جبين الباشا الطاشمْ
    المثُخنِ بجراحاتٍ
    حِراب المهدية!

    (8)
    يا عبدالخالق
    يا روح النخِل
    الحالمِ باللّيلِ القَمري
    المكتملِ شعُاعاً وردياً
    كنتُ أمازَحُ مِثلُك
    هذي اللَّيلةَ
    رَوحَ الثوارِ
    في ليلةِ وجدٍ صوفيةّ

    ورأيتُ الله بقلبي
    يُقّبلُ "محموداً" بنقاء
    العارفِ بالأسرارِ المخفية
    والقمرُ السِاطعُ مثل
    جفوني يلدَغني
    يُلقي دوماً باللَّوم
    على الزنزاناِت الشرقية!

    (9)
    رأيتُكَ في تلكَ الليّلة
    مثلَ عيونِ التأرّيخ الجاحظِ
    وفانوس العشاقِ
    وليّل التقُابةِ والأشَواقِ
    فبكى قلبي طرباً
    ورقصَ العمُرُ العامُر فَرِحاً
    على ضوءِ فراشاتٍ نارية!

    ورأيتُكَ في تلك الحضَرة
    تحملُ لوحاً
    من خَشبِ الأبنوسِ
    وبيدك اليُسرى
    تحَملُ مِشكاةِ
    الأبطَالِ بكرري الثورية!
    وللفلاحين زرعتَ
    الحنِطَة بالنشَوةِ
    من نُطفِة مطَر الليلِ
    بأرضِ السودان المروية!


    (10)
    خَيلُك قُدامَى تعَدو
    مثلَ "برُاق" نبيُ الله!
    وتصَعدُ كالشَفقٍ الوردي
    نحو سمَاءِ الأُعشابِ
    المسكونةِ في جسدِ المحبوبة
    ورؤىَ الأحلام الليلية!
    يا عبَدالخالق
    علّمنا كيفَ
    تكون "الثروة" ضد "الحظوة"
    عّلمنا كيفَ
    تصيرُ القبضَةُ "كالسطَوة"
    في وجهِ زُناة التأريخ
    رمِاحاً وسهاماً نوبية!

    (11)
    إني أشهدْ قدُام الله
    وقُدامَ رفِاقي
    بأنَ حروفي من عسَجْد
    لا تنبضُ إِلا للثَّوارِ
    ورِفاقِ المشنقة الوردية!

    أني إسْتَحلفتُكَ يا عبَدالخالق
    أن تدعو كل
    ظنوني،
    وجنوني المطُلقْ
    تأخذُني لحقوَلِ النعنَاعِ المسجية!

    فحينَ وقفتَ وحيداً
    قُدَّامَ طُغاة العصَر
    تشَدو أشعَار الطبقية
    إرتَدَ البصرُ إلى رمشِ عيوني
    ومذَّاك تعَلَّق قلبي
    بالأفكاِر النيرةِ الثورية!


    (12)
    وأماَمِ طغُاة العصرِ
    رأيتُ الوجَه الباسمَ
    في جبهَة "محمود" القُدسية!
    مثِلُك كانَ يبُشرُ بالثورةِ
    ويدعو للثورةِ بالوُحدانية!
    مِثلُكَ كانَ لطيفاً وحيياً
    مِثلُك كانَ مَلاكاً ربانياً!

    وبروحٍ تُبصْرُ
    في الزمنِ الغيهْب
    صار "المحمود" يُحِّلق مثل "الحلاَّج"
    وكان الحَجَّاجُ الوطنيُ المخصيِ
    يَحثُ قضُاةَ السوءِ
    ويوقوَقُ عبرَ المذياع
    نشيد الردِّة
    من بين ثنايا
    المشنقة الدينَية!
    وصَعدَتْ في يَومٍ مشهودٍ
    روحُ الثوري المُتخْمِِ
    بالوجد وبالجُبَّة
    "وما في هذي الجُبّة"
    نحو الملكوتِ الرباني
    ما فرّطَ في الدعَوةٍ يوماً
    ما فرّطَ هذا الشيخُ الثوري
    الضَالعِ بالأسرارِ
    بالثورة ضد الأفكار الأموية!

    (13)
    يا عبدالخالق
    إصفَعهُم بِنِعالِك
    أعدَاء الشعَبِ
    إصفَعهُم لا تعَبأ
    إصفَعهُم بنعِالِك
    أولاد قُراد الخيل
    وأعداء الحرية!
    وأذكرني دوماً
    عندَ الثوريين
    فالثورةُ تأخذُ مني
    أيامَي وشهوري القمرية!


    *المجموعة الشعرية (صهوة العمر الشقي) الصادرة عن دار عزة للطباعة والنشر
                  

09-27-2007, 08:52 AM

Adam Mousa
<aAdam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: عبدالأله زمراوي)

    يا سلام ... الله الله..........وكفى..


    (((إني أشهدْ قدُام الله
    وقُدامَ رفِاقي
    بأنَ حروفي من عسَجْد
    لا تنبضُ إِلا للثَّوارِ
    ورِفاقِ المشنقة الوردية!

    أني إسْتَحلفتُكَ يا عبَدالخالق
    أن تدعو كل
    ظنوني،
    وجنوني المطُلقْ
    تأخذُني لحقوَلِ النعنَاعِ المسجية!

    فحينَ وقفتَ وحيداً
    قُدَّامَ طُغاة العصَر
    تشَدو أشعَار الطبقية
    إرتَدَ البصرُ إلى رمشِ عيوني
    ومذَّاك تعَلَّق قلبي
    بالأفكاِر النيرةِ الثورية!)))
                  

09-27-2007, 02:40 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: Adam Mousa)

    عبدالله زمراوي وادم موسى

    Quote: أدبني" حِزبي
    "علّمني" شعبَي
    كيفَ أسافرُ في
    قلَبٍ التأريخ
    كيف أحطُ رحالي
    في قلبِ المريخ
    كالسيَلِ الجارفِ
    أحُطَّم كلَ النكَسْات
    أحُطِمهُا بسيوفي القُزَجية
                  

09-27-2007, 05:22 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)



    شكراً لك عبدالله زمراوي

    قصيدة رائعة

                  

09-27-2007, 09:40 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    سيكتب عبد الله عن حادثة زواج إنقضت أربعون عاما علي أخر زعرودة أطلقت فيها؟؟؟؟؟ وأبناء ذلك الزواج الميمون هم أباء؟؟؟؟
    كما كتب عن إنتحار شيبون وعمالة منصور؟؟؟؟

    What a waste of intellect and time
    يالها من مضيعة للزمن وعقل المثقف.

    يا بوب: صحي دا كان مسؤول الثقافة؟؟؟؟؟
                  

09-28-2007, 01:03 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: Nasr)

    الاساتدة الشقليني ونصر
    نواصل ما كتبه الدكتور حسن الجزولي

    فى علايل "اب روف"!

    وهو مقطع من كتاب في عنف البادية

    والدي يوثق للايام الثلاث الاخيرة من حياة الشهيد عبدالخالق محجوب

    Quote: عندما دلف عبد الخالق وطه من الباب الخارجى إلى فناء منزل عم الأخير كان الفتى بابكر حاج الشيخ، الشقيق الأصغر لزوجة عم طه، ينام بحوش المنزل، فأيقظه طه هامساً له أن برفقته عبد الخالق الذى ينبغى أن يقضى بعض الوقت هناك، طالباً منه أن يتكتم على الأمر. وعلى حين ربض عبد الخالق غير بعيد فى الجزء المعتم من الحوش، بدا لطه أن الفتى شد قامته، وشمخ برأسه، قبل أن يؤكد له بعزم أنه لم يعد يافعاً حتى يثرثر بأمور كهذه!

    والواقع أن طه الذى كان يتحوط ، خلال تلك الأيام، لكل شئ، قام فى وقت لاحق بصرف خدم المنزل، كما حرص على تجنب الضيوف بقدر الامكان!

    لم يكن هناك إذن من كان يعلم بأمر عبد الخالق سوى أفراد الأسرة القلائل من أقربائه. فبالاضافة الى طه وخاله محمد التيجانى وبابكر حاج الشيخ كانت هناك شقيقات طه: بتول وصفية وملكة. لكن، فى ما بعد، وضع طه، بطلب عبد الخالق وتوجيهه، قلة من عضوية فرع الحزب بأب روف فى صورة ما يجرى. وقبل ذلك كانت ثريا الشيخ، زوجة شقيق عبد الخالق الأصغر محمد محجوب، والتى لم تكن قد التحقت، بعد، بعضوية الحزب، قد زارته لبعض الوقت، وكان عبد الخالق يصبرها مشجعاً ويذكرها ببعض الآيات القرآنية "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وذلك عندما كانت تنتحب ولا تستطيع كتمان جزعها 155.

    ظل الفتى بابكر يقوم على خدمة عبد الخالق طيلة فترة وجوده هناك. ولم يكن بابكر فى واقع الأمر عضواً بالحزب، إلا أنه كان على المستوى الشخصى معجباً بشخصية وثقافة وبسالة عبد الخالق، فتعاطف مع الحزب كأغلبية شباب تلك المنطقة من أم درمان القديمة الذين حملوا عبد الخالق إلى مقاعد الجمعية التأسيسية عام 1968م. هكذا، ورغم فارق السن، نشأت علاقة حميمة بين بابكر وبين عبد الخالق فى تلك المدة الوجيزة بصالون حوش حسن الكد، وتحت ظروف ذلك الكرب، ورهق الساعات بل الدقائق التى كانت تمر ثقيلة متباطئة، والمصير المفزع الذى كان يدنو من عبد الخالق رويداً رويداً! فقد عمل عبد الخالق على إزاحة حاجز الهيبة والرهبة من نفس الفتى تجاهه، ورفع غطاء الكلفة عن علاقتهما، حتى خيل لبابكر أنه يتعامل مع صديق قديم حميم، يتقاسمان السيجارة الواحدة (تخميسة)، ويستدعيان ذكريات تلك الحملة الانتخابية الأنيقة. ومن بينها ذلك الحادث الذى كاد أن يودى بحياة بابكر لحظة اٍعلان النتيجة، عندما تهجم أحد الاتحاديين على بابكر بفأس حُمل على أثرها إلى مستشفى أم درمان، حيث ظل طريح سريرها لأيام زاره خلالها عبد الخالق للاطمئنان على صحته، فعد بابكر ذلك اليوم من أسعد أيام حياته.

    سأله عبد الخالق عن شقيقه الأمين، وعن طبيعة عمله بتلغراف الخرطوم، وعن هواياته، وعن كيفية قضائه لأوقات فراغه. ودرءاً لأى التباس قد ينشأ فى ذهن الفتى الذى قد يكون منفعلاً فقط بقيم البسالة، دون أية دراية بمقتضيات العمل السياسى السرى، شرح له عبد الخالق أنه ليست للحزب أو له شخصياً علاقة بالانقلاب، وهو لم يلجأ للاختفاء فى تلك الظروف، خوفاً، ولكن واجبه القيادى يقتضيه الاختفاء فى مثل تلك الظروف حتى يستطيع أن يتحرك بحرية باتجاه إنقاذ ما يمكن إنقاذه والتقليل من حجم الكارثة بقدر المستطاع 156.

    ويروى بابكر أن عبد الخالق، عندما أذيع خبر إعدام هاشم العطا ورفاقه الضباط، تأثر تأثراً بالغاً، حتى أنه لاذ بصمت مفاجئ، واستلقى على سريره منكفئا بوجهه على عمامته لفترة طويلة، حتى خيل لبابكر أنه قد غط فى نوم عميق!

    وفى صبيحة السبت، وبينما كان بابكر يتهيأ للذهاب إلى عمله، أخطر عبد الخالق بأنه سيطلب إذناً بالخروج مبكراً من العمل فى ذلك اليوم، كى يعود سريعاً ليكون إلى جانبه. فأوصاه عبد الخالق بأن يجلب معه، عند عودته، بعض الصحف والسجائر، كما طلب منه موافاته بإحصائية عن برقيات التأييد التى وردت لسلطة 19 يوليو والجهات التى بعثتها.

    لكن بابكر، عندما عاد للمنزل، وجده مقفلاً، وعند ذهابه للاستفسار فى حوش حسين الكد عرف أن عبد الخالق قد غادر الى مكان آخر 157


                  

09-28-2007, 04:57 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    شكرا للشقليني و صلاح ومحمد على كلمات الاطراء.
    ويا محمد هذا النص نشر في الميدان،
    و نشرته في مجموعتي الشعرية "انقلابات عاطفية"،
    كما نشر في بوستي "ديوان اسفيري".
    وقد صححت بعض الاخطاء التي رافقت نشر النص في ذلك البوست.
    مع محبتي
    المشاء
                  

09-28-2007, 12:11 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: osama elkhawad)

    اهلا بالخواض
    وهاك الجزء الاخير من في علايل اب روف
    للدكتور حسن الجزولي

    Quote: كان عبد الخالق، عندما غادره بابكر إلى عمله، مايزال مشغول البال بأمر الضفه الشرقية، حيث عاود سؤال طه عما إذا كان قد فعل شيئاً بهذا الخصوص. ويبدو أن طه كان قد تراجع عن فكرته الأولى حول ترتيب المسألة مع بعض (مراكبية اب روف)، حين استشعر خطورة تلك المغامرة على حياة عبد الخالق. وكان من المحتمل، بالفعل، أن يكون شاطئ اب روف قد أصبح مرصوداً أيضا من قبل الدوريات العسكرية وعيون العسس التى انتشرت مبثوثه فى كل الأمكنة. فنقل هواجسه تلك لعبد الخالق الذى لم يشاطره الرأى، بل كان يبدو متيقناً من سلامة (العملية)، ولكنه ساير طه، على أية حال، وصرف النظر عن المسألة برمتها!

    أصر عبد الخالق، بعد ذلك، أن يتحول من منزل حسن الكد، حيث قدر أن لهاث أجهزة الأمن فى البحث عن خالد الكد لن يلبث أن يدفعها، إن عاجلاً أو آجلاً، إلى مداهمة ذلك الحوش، رغم المنصب الأمنى الرفيع الذى يشغله إبن الأسرة كمال!

    كان طه وقتها يكاد يكون قد انصرف تماماً عن كل شئ، بما فى ذلك حتى مشكلة شقيقه خالد، وركز كل جهده فى إنقاذ ابن خاله عبد الخالق، فأجرى، بتوجيهات الأخير، بعض الاتصالات مع القلة التى لم يطالها الاعتقال بعد من أعضاء فرع الحزب بأب روف.

    وبالنتيجة تقرر نقل عبد الخالق إلى منزل آخر لا يبعد كثيراً، لكن الشبهات لا تحوم حوله كون مالكه هو أحد رجالات حزب الامة!


    ***

    قبيل ظهيرة السبت الرابع والعشرين من يوليو كانت العربة التى يقودها المرحوم بكرى السمانى تقف ملاصقة تقريباً لباب منزل حسن الكد. وكان يجلس إلى جواره شقيق زوجته فضل البلولة (أحد أعضاء فرع الحزب بالحى). ومنذ ذلك اليوم أطلق طه إسم (الفحل) على بكرى الذى لم يكن عضواً بالحزب ومع ذلك تبرع بتنفيذ نقل عبد الخالق بعربته، بل وأصر على قيادتها بنفسه! وعلى حين وقفت صفية، إحدى شقيقات طه، تراقب الشارع ريثما يخرج عبد الخالق ليستقر بالعربة، كان هو يلح فى إبعاد طه عن المكان تحسباً لأى طارئ بعد أن رأى حرصه على مرافقته والبقاء إلى جانبه 158.



    هكذا، وفى وضح النهار، انطلقت العربة تشق أزقة ذلك الحى الشعبى، وعلى مقعدها الخلفى جلس الرجل الذى كانت تبحث عنه أرتال عسكر مايو وعسسها، بجلبابه الأبيض وعمامته البيضاء بعد أن أحكم لف ملفحته السمنية حول عنقه ورأسه و صفحتى وجهه! وفى ما بعد حرص طه على رش منزل عمه بمادة تمحو آثار عبد الخالق فى حالة اصطحاب رجال الأمن لكلابهم البوليسيه! 159.

    أوقف بكرى العربة ملاصقة أيضاً لباب منزل قطب حزب الأمة، ونزل عبد الخالق ليجد فى استقباله فائزة أبوبكر العضو بفرع الحزب بالحى وإٍبنة صاحب المنزل، حيث قضى وسط أسرتها الصغيرة ما تبقى من ذلك اليوم حتى فجر اليوم الذى يليه. وقد أفادت فائزة لاحقاً بأن "عبد الخالق قال لى بالحرف: أنا ما عندى علاقة بالانقلاب وبختفى ليس خوفاً من الموت ولكن من أجل أبناء وبنات الشعب السودانى وربنا يقدرنا نقدم ليهم ما يطورهم ويسعدهم، وكانت هذه كلماته الأخيرة لى" 160.

    ما كاد ينقضى وقت قصير منذ وصول عبد الخالق إلى هذا المنزل حتى حدثت واقعة اعتقال لأحد الذين يقطنون المنزل الذى انتقل اليه عبد الخالق ،ذلك المنزل المأهول بعدة أسر صغيرة من عائلة واحدة كبيرة، كأغلب منازل أمدرمان القديمة، وعلى الرغم من أن اعتقال ذلك الشخص قد تم من مكان عمله بالخرطوم الا أن ذلك قد جرى دون أن يفطن رجال الأمن لوجود الشخصية المحورية فى حملاتهم المحمومة بمنزل ذلك المعتقل، بل ولم يخطر لهم ذلك أصلاً!

    لكن عبد الخالق وما أن ورد خبر الاعتقال، حتى طلب من طه الذى كان قد وصل آنذاك الاسراع بنقله الى منزل خالٍ من السكان. والواقع أن عبد الخالق كان قد اقترح ذلك قبل مغادرة بيت حسن الكد، إذ يبدو أن إقدام النميرى على إعدام قادة الانقلاب من العسكريين، وعلى البطش بالمدنيين، جعله يفكر جدياً فى تسليم نفسه للسلطة المهتاجة، والتى قدر أنها لن تبرأ من سعارها، أو تتوقف عن دمويتها وبطشها بالشيوعيين والقوى الديمقراطية، إلا بالقبض عليه. وقد حاول طه، جهد طاقته، أن يثنيه عن قراره ذاك، إلا أنه تمسك به كقرار نهائى. فطلب منه طه التريث حتى يتم تدبير منزل مناسب، لكن عبد الخالق واصل إلحاحه على أن يتم ذلك فوراً! فخرج طه وأجرى اتصالات نتج عنها، على عجل، تدبير منزل أهله على سفر. ".. ويمكن القول هنا أن عبد الخالق كانت تشغله فى تلك اللحظات .. الطريقة التى يفدى بها حزبه ورفاقه، حتى اٍذا اقتضى الأمر تسليم نفسه لموت محقق. ويمكن أن يقال .. إنه كان يفكر فى تقديم نفسه قرباناً لحزبه، ولكنه لن يكف عن أن يكون شهيداً لهذا السبب .. فإن جميع الشهداء بالمعنى الواسع للكلمة هم بطريقة ما وبمعنى من المعانى قرابين"! 161.

    ولا بد أن عبد الخالق قد أحس بصورة أو بأخرى أن الأمر قد قضى، وأن الخناق أصبح يضيق تماماً، فلم ينتظر، حيث غادر منزل قطب حزب الأمة على عجل برفقة شقيق فائزة أبوبكر،التى قالت "لم يأت أى أحد ليغادر معه ولكن ذهب معه معاوية شقيقى وقد كان وقتها وزير دولة وفيما بعد أصبح وزيراً للتشييد والأشغال وتوفى عام 1978، وكان صديقاً لعبدالخالق، وقد ذهب معه سيراً على الأقدام الى المنزل الذى انتقل اليه، والذى كان قريباً من منزلي، " 162!

    هكذا انتقل عبد الخالق، فجر الأحد الخامس والعشرين من يوليو، إلى هذا المنزل الأخير الذى سيعتقل منه، والذى دبره المرحوم عثمان مصطفى عبد الرحمن ، أحد أعضاء فرع الحزب بأب روف، ويمتهن حرفة النجارة، والذى تؤكد فائزة أنه بذل قصارى جهده من أجل تأمين عبد الخالق، وقد وقع اختياره على ذلك المنزل باعتبار أنه لا تحوم حوله أية شبهات، وأنه مملوك لعمه المرحوم الطاهر حاج حمد الذى كان وقتها يرافق زوجته فى رحلة علاج بالقاهرة.
                  

09-29-2007, 01:45 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote: متى أول مرة التقيت فيها بعبد الخالق؟

    = كان ذلك في العام 1951 في اجتماع حضره هو والوسيلة، وكنت التقي به في مرات عديدة بصحيفة «الجهاد الاسبوعية».

    × هل كانت لعلاقتكما طابع شخصي؟

    =( لا.. ما كان فيها طابع شخصي).

    × قيل انه كان ديكتاتورياً؟

    = من يقولون ذلك لم يتحدثوا عن ديكتاتوريته الا بعد ان اختلفوا معه أو اختلف هو معهم.. نعم عبد الخالق كان قاسياً مع الاتجاهات الانحرافية داخل الحزب يميناً او يساراً (دي حاجات ما بتنفع فيها الاجاويد، كان لابد من ضربها)..!

    × استاذ نقد نرغب في ان تحدثنا أكثر عن علاقتك بعبد الخالق؟

    = في مرات كثيرة وجدت منه مناقشة هادئة وحازمة ومبدئية ساعدتني في التغلب على بعض المصاعب السياسية والفكرية والانتقال من اللا موقف الى اتخاذ موقف محدد، وهو كان في الاشياء المبدئية لا يتنازل ابداً ويخوض الصراع الى نهايته دون وضع اعتبار كبير للعلاقات الشخصية فأكثر ما يميزه الوضوح في المواقف والمثابرة والمتابعة.

    × كم كان الفارق العمري بينك وعبد الخالق محجوب؟

    = الفارق بيني وعبد الخالق اربع سنوات، لم يكن فارقاً كبيراً كنا جميعاً في العشرينات، لم تكن هنالك علاقات ابوية








    مع محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن
    حاوره ضياء البلال
    الراي العام الاربعاء 4 أبريل2007م
                  

09-29-2007, 02:28 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote: * توقفنا عند ان 19 يوليو فشلت وعاد النميري ..اريد ان اعود بك الى مسألة آثارت لغطاً كثيراً و فيها روايات متعددة ومختلفة تماما وهي ان عبد الخالق كتب مذكرة او خطابا او شيئا معينا وارسله للاستاذ محمد ابراهيم نقد والاستاذ محمد ابراهيم نقد لم يعرض هذه الوصية الى اليوم؟

    - الاشكال الذي حدث في تلك الايام هو ان عبد الخالق كان في امدرمان عندما حدثت عودة نميري، في الوقت الذي كانت امكانيات اختفائه كلها في الخرطوم والمهم انه في الآخر ذهب ناحية اهله والتقى بطه الكد وبقي معهم اليوم الاول والثاني واليوم الثالث و كلف ابن اخته طه بان يكتب كل تفاصيل الايام التي قضاها معه .. وانا التقيت بطه اوائل 1972م و قد اخبرني بتفاصيل تلك الايام الاخيرة مع عبد الخالق. وجزء من القصة لدى الاستاذ عبد القادر الرفاعي الذي كتب عن ذلك كثيراً ، فعبد الخالق لم يكتب ولم يقل لطه هذه وصية من (كذا وكذا) لكنه قال لطه اكتب هذه الاحداث. وانا عندما التقيت بطه و حكى لي قلت له: هذا الموضوع يمكن ان ينسى بعد مدة فأكتب - قدر المستطاع- و اخبر الشيوعيين الذين تعرفهم، فكتب في كراسة كيف جاء عبد الخالق والمحاور الاولى والمحاور الثانية وهكذا.. و كتب عن اشياء سياسية متعددة ذات صلة بالاحداث وعن الانقلاب وضعفه وضعف التعبئة ولم يقل لطه هذه وصية- مثلما كتب لينين وصيته- ومن المؤكد ان خالد الكد اطلع عليها- وبعث بها الينا وقرأناها ووضعناها في ارشيف تلك الفترة( اذكر اننا وضعناها في شنطة صغيرة- لانو في الفترة من 1971م بعد الاحداث وحتى منتصف 1972م لم يكن عملنا المطبوع كثيرا وفي 72-1973م بدأنا نجمع ارشيف كل الفترة في مكان، فتجمعت لدينا من ذلك محاضر السكرتارية واجتماعات اللجنة المركزية والبيانات ووضعناها في شنطة سلمناها للمرحوم جعفر أبوجبل.. واتذكر.. بعد الانتفاضة جئنا نحضر للعيد الاربعين قلنا له ان يحضر لنا الشنطة لان بها الفترة الاولى 1971م فوعد ان يأتي بها. ونحن نحضر للعيد توفي جعفر في حادث حركة في تقاطع شارع الغرفة التجارية وهو يحاول عبور الشارع فصدمه بص وتوفي هنالك واصبحت مسألة اين يخبئ هذه الاشياء امرا غير معروف حتى اليوم).

    <* مضت ايام الاعدامات وفقد الحزب قيادات بارزة منها سكرتيره العام.. ماذا حدث بعد ذلك؟

    - في الفترة ما بعد 22 يوليو الحركة كانت محدودة وبسيطة وكانت هناك صعوبة كبيرة في عمل الحزب فقد ضرب الحزب وانكشف امام جماعة نميري وهم مسيطرون على الاوضاع باعداماتهم ومحاكماتهم الجزائية وكل من هو شيوعي او له علاقة بالشيوعيين كان معتقلا، وبالرغم من ذلك كانت مجموعات التجاني الطيب والجزولي سعيد وسليمان حامد ويوسف حسين وفاروق زكريا والمرحوم محمد محمود الشايقي بدأت بتحركات بطيئة جدا لخلق صلة بينهم وبدأوا بعمل مقابلات واجتماعات وكان من اهم الاشياء التي بحثوا عنها رصد المحاكمات التي تمت، ولذلك وبسرعة جدا كتبنا للعسكريين الذين كانوا في المعتقل ان يكتبوا لنا كل التفاصيل التي رأوها في الشجرة وفي عملية الانقلاب نفسها حتى انه صدر من رواياتهم كتاب اسمه( مجازر الشجرة ).. ومن الاشياء التي انشغل بها الزميل الجزولي سعيد «من عمال السكة الحديد» رصد كل التفاصيل الخاصة باعتقال عبد الخالق.. وحدثت اجتماعات عديدة في تلك الفترة الى ان استطاعوا جمع اعضاء اللجنة المركزية في نوفمبر1971م
                  

09-29-2007, 06:11 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)



    شاهدتهم يحاكمون عبد الخالق محجوب


    مذكرات مخبر صحفي

    ادريس حسن

    نشر هذا المقال التوثيقي في عام 1987 بصحيفة الايام.. وهو عبارة عن شهادة تاريخية مهمة لشاهد أوحد من قبيلة الصحافيين على محاكمة عبد الخالق وهو الاستاذ ادريس حسن الذي استطاع ان يورد تفاصيل تلك المحاكمة بدقة درامية متناهية معتمداً في ذلك على ذاكرته..
    ولقد اثار هذا المقال عند نشره جدلاً واسعاً في عدة دوائر معنية ومهتمة بدارسة تلك المحاكمات التاريخية التي تمت على اثر فشل انقلاب هاشم العطا, ولا يزال الجدل دائراً حول تلك الشهادة الى اليوم خاصة في بعض المواقع الالكترونية..
    ولتعميم الفائدة نعيد نشر هذا المقال في الذكرى الثالثة والثلاثين لتلك الاحداث.

    الصدفة

    قادتنى الصدفة ، والصدفة وحدها لحضور أخطر محاكمة جرت خلال تلك الأحداث «انقلاب الرائد هاشم العطا» وهى محاكمة الأستاذ عبدالخالق محجوب الأمين العام للحزب الشيوعى السودانى آنذاك. وقد اتصل بى فى صباح ذلك اليوم عن طريق الهاتف بمنزلى الأستاذ فؤاد مطر ، رئيس تحرير مجلة التضامن التى تصدر الآن من لندن . وكان وقتها يعمل رئيسا لقسم الشئون العربية بمجلة "النهار" البيروتية . وقد كنت مراسلا لها فى الخرطوم . وذهبت للأستاذ فؤاد مطر حيث كان ينزل بالفندق الكبير . وقد جاء خصيصا لتغطية الأحداث ذات الأصداء الواسعة فى العالم . وقد صاحب اهتمام العالم بأحداث السودان نقد عنيف فى تعليقات الصحافة والاذاعات العالمية ، بل واحتجاجات من بعض الهيئات العالمية على الاعدامات والطريقة التى تمت بها بالنسبة لقادة الانقلاب وقادة الحزب الشيوعى السودانى ، وعلى رأسهم حتى تلك اللحظة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ الذى كان معروفا فى كثيرمن الدوائر العالمية بوصفه أحد قادة الحركة النقابية العالمية.

    وجلست فى أحد أركان الفندق أتحدث مع الأستاذ فؤاد مطر.. وفجأة بدأت فى المكان حركة غير عادية . اذ أخذ رجال الاعلام والصحافة العالمية يحملون معداتهم ويهرولون خارج الفندق ويتجمعون حول عدد من العربات الحكومية .. وعندما استفسرت عن حقيقة الأمر ، قيل إنه سمح للصحفيين الأجانب فقط بحضور محاكمة عبدالخالق محجوب . والتى أعلن أنها ستكون ميدانية اسوة بالمحاكمات الأخرى التى تمت من قبل.. كان أغلب ظنى بعد تحرك العربات بنا ، أن الضباط الذين كانوا يشرفون على عملية ترحيل الصحفيين الأجانب ، اعتقدوا أننى وزميلي المصور«بشير فوكاف»موظفان من موظفى وزارة الاعلام ، والا لما سمحوا لنا بالذهاب خاصة بعد أن تعرضنا بعد انتهاء المحاكمة الى مصادرة أوراقنا والأفلام التى التقطها فوكاف .

    مع عبدالخالق وجها لوجه:

    تحركت بنا العربات من الفندق الكبير متجهة من شارع النيل الى شارع الحرية، فى اتجاه الجنوب على طريق الشجرة ، وكان الطريق حتى منطقة الشجرة محطما تماما بسبب ما أحدثته الدبابات حتى بات كالأرض المح######## لكثرة مالحق به من أخاديد.. وبعد مسافة ثلث ساعة وجدنا أنفسنا أمام مقر قيادة سلاح المدرعات بالشجرة . وبعد التأكد من هوية الضباط المرافقين لنا سمح جنود الحراسة للعربات وبمن فيها بالدخول الى مقر القيادة ، حيث تجرى المحاكمة . كل المحاكمات جرت هنا وكل أحكام الاعدام رميا بالرصاص بالنسبة للعسكريين نفذت هنا ، كما علمنا فيما بعد.

    أدخلونا أحد المكاتب وكان يجلس فيه ضابط برتبة عقيد ، فتلى علينا تعليمات مفادها عدم التحدث الى المتهمين . وكانت تنعقد فى ذلك المكان محاكمات أخرى غير محاكمة عبدالخالق محجوب . وأذكر أننى كنت أول الخارجين من ذلك المكتب ، فإذا بى أفاجأ بالسيد عبدالخالق محجوب وجها لوجه . وعقدت الدهشة لسانى وأضطربت اضطرابا شديدا لم أستطع أن أحييه الا باشارة من يدى رد علىَّ بمثلها . كان بادى الارهاق والتعب حتى خيل لى أنه مريض . وكان يرتدى جلبابا أبيض ولكنه متسخ ' مع حذاء أبيض أكثر اتساخا . وكان واضحا أنه لم يتمكن من حلاقة ذقنه لبضعة أيام . وكانت عيناه محمرتين ، كأنه لم يذق طعم النوم دهرا كاملا . وقطع علىَّ هذا المشهد السريع ، القاسى أحد الضباط الذى اقتاد السيد عبدالخالق ، واختفى به من المكان تماما لمدة تزيد عن الساعة . كنا خلالها ننتظر فى قاعة المحكمة التى تم اعدادها فى احدى ورش سلاح المدرعات .

    بدأ رجال الصحافة والاعلام الأجانب فى تجهيز معداتهم وكاميرات التصوير مختلفة الأنواع وآلات التسجيل. كان المكان أشبه بخلية النحل من شدة الحركة . ثم زاد المكان حركة وضجيجا عندما دخل عبدالخالق محجوب قاعة المحكمة مع حراسه و«صديق المتهم»العميد محمود عبدالرحمن الفكى ، الذى اختير حسب النظم العسكرية التى تقضى بأن يكون للمتهمين الذين يمثلون أمامها أصدقاء لهم يعاونونهم فى الدفاع عن أنفسهم .

    دخل عبد الخالق محجوب المكان وأنطلقت الكاميرات هنا وهناك تصوره . وكان قد القى التحية على الحاضرين عند دخوله القاعة . وتبادل التحايا الخاصة مع أحد الصحفيين الأجانب الذين يعرفونه باسمه . بل أن السيد أريك رولو وهو مراسل "ليموند" الفرنسيه قد شد على يده مصافحا . كان مظهر عبدالخالق قد تغير تماما عما بدا عليه فى المرة الأولى . كان حليق الذقن ، بادى الحيوية والاطمئنان ، وعلى وجهه لمعة واشراق . كان يرتدى جبة افريقية أنيقة للغاية«سمنية اللون»، وينتعل حذاء بنيا لامعا يكاد أن يكون قد تسلمه من المصنع لحظتها . وكان يحمل فى يده اليسرى بعض علب السجائرالبنسون. جلس فى المكان المخصص له فى المحكمة ، على مقعد خشبى أمام طاولة صغيرة وجلس بجانبه صديق المتهم ، ووقف خلفه حراسه المخصصون . وخيم على المكان صمت شديد بعد أن هدأت حركة الآلات . لم يقطعه الا صوت أحد الجنود الذى فتح الباب فى جلبة وضوضاء صائحا بالجملة التقليدية ..محكمة !

    أشبه بفرسان الأساطير:

    انتظمت هيئة المحكمة وكانت برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية عدد من الضباط من بينهم المقدم منير حمد ثم شرع رئيس المحكمة فى توجيه قائمة الاتهامات الموجهة الى عبد الخالق محجوب وهى تتلخص فى شن الحرب على الحكومة واحداث تمرد فى القوات المسلحة وادارة تنظيم محظور والتسبب فى مقتل عدد من ضباط وجنود القوات المسلحة . وقد أجاب عبدالخالق على كل تلك التهم بأنه غير مذنب . بعد ذلك طلب رئيس المحكمة من ممثل الاتهام العقيد عبدالوهاب البكرى أن يتلو مرافعته . وكانت خطبة منبرية قاسية الكلمات . وصف فيها عبدالخالق محجوب بالدكتاتور المتسلط الذى أعمته شهوة الحكم عن كل شىء سواها ، وحمله نتيجة كل ما حدث من مآسى . وكانت الخطبة متأثرة بالجو الذى كان سائدا . بعد ذلك أتيحت الفرصة لعبدالخالق وكان منظره مهيبا مثيرا أشبه بفرسان الأساطير القديمة . بدأ حديثه وصوته هادئا صافيا ، فنفى التهمة الأولى المتعلقة بشن الحرب على الحكومة ، وقال إأنه لايملك أدوات تلك الحرب ، لا هو ولا التنظيم الذى يتولى قيادته . وسرد فى هذا المضمون حديثا طويلا عن طبيعة الفكر الماركسى ، قاطعه خلاله رئيس المحكمة أكثر من مرة بلهجة مصرية صارمة بقوله:«هذا الكلام لايفيدك». ثم تطرق عبدالخالق محجوب للاتهام الذى يليه وهو احداث تمرد فى القوات المسلحة قال عبدالخالق إن حزبه ضد الانقلابات العسكرية وأن موقف الفكر الماركسى من هذا واضح ، وسبيله للتغيير هو الثورة الشعبية .. قال إنه وحزبه كانوا ضد انقلاب 25 مايو قبل حدوثه ، وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك كأمر واقع مع تبنى أغلب شعاراتهم.. وعن عدم مشروعية الحزب الشيوعى ، قال ان مايو عندما تولت السلطة حظرت جميع الأحزاب ما عدا الحزب الشيوعى . بل على العكس أنها طلبت التعاون معه واختارت عددا من وزراء فى حكومتها بصفتهم الحزبية . وقال ان مايو كانت فى بدايتها تعمد فى مسارها اليومى على«مانفستو»يعده الحزب الشيوعى . وقال انه عندما حدث الخلاف على بعض المسائل الجوهرية بين مايو والحزب الشيوعى كانت هنالك لقاءات وحوارات بين ممثلى الطرفين. اشترك فيها من جانب الحزب الشيوعى الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ومحمد ابراهيم نقد ومن جانب مايو الرئدان أبوالقاسم محمد ابراهيم ومامون عوض أبوزيد عضوا مجلس الثورة . وقال إن السيد بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس الثورة كان يحضر بعض هذه الاجتماعات.. وأضاف متسائلا كيف يمكن أن يكون الحزب الشيوعى محظورا والسلطة على أعلى مستوياتها تتعامل معه . وطلب شهادة أعضاء مجلس الثورة الذين ذكر أسماءهم . ولكن رئيس المحكمة رفض طلبه .

    أما في ما يتعلق بمقتل بعض الضباط والجنود فإن الأمر يبدو متعلقا آنذاك فى بيت الضيافة ، وقال إن ذلك الحدث معروف ومعلوم ولا دخل لنا فيه . وقال إن كل مافى الأمر أنها تهمة يريدون الصاقها بنا للقضاء علينا . وقال إن كل مايعلمه عن انقلاب 19 يوليو هو أن الشفيع أحمد الشيخ كان قد أخبره بعد هروبه من معتقله أن بعض الاخوان«يقصد الضباط الشيوعيين - ادريس»نقلوا للشفيع بأنهم يدبرون لاحداث انقلاب ، وقال إنه لم يعلم من هم أولئك العسكريون و لا متى سيتم الانقلاب . بل إنه لم يعر الأمر برمته اهتماما لأن الجو كان مشحونا بالشائعات والتوتر. ولأن نظام مايو كان قد دخل فى خصومات كثيرة مع قوى سياسية متعددة . وقال إنه لم يعلم بالانقلاب الا بعد حدوثه . وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك ليجنبوا البلاد المشاكل . ونفى أن يكون للحزب الشيوعى كادر عسكرى داخل القوات المسلحة . وقال إن هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمدالله ليسوا أعضاء فى الحزب الشيوعى«ذكر عبدالخالق حسب روايات أخرى من داخل قاعة المحكمة أن هاشم وبابكر أعضاء فى الحزب الشيوعى وأن فاروق ليس عضوا ولكنه متعاطف معهم - المحرر».

    تأجيل وكتمان وسرية :

    وبعد هذا الحديث أعلن رئيس المحكمة تأجيل الجلسة بعض الوقت وكانت قد استغرقت أكثر من أربع ساعات . وقد أخطر الصحفيين الأجانب أن المحكمة قد انتهت بالنسبة لهم . وأن الجلسة التالية ستكون سرية وكان فى تقديرى أن الغرض من احضارهم لمحاكمة عبدالخالق بالذات يعود الى أهمية شخصية عبدالخالق نفسه والى أهمية الحزب الشيوعى السودانى بحسبانه أكبر حزب شيوعى فى المنطقة . هذا بالاضافة الى ما صدر من تعليقات فى وسائل الاعلام العالمية حول المحاكمات وتنفيذ أحكام الاعدام ووصفهم للنظام بالهمجية . لهذا أراد القائمون على أمر النظام أن يظهروا ما هو جارٍ وكأنه أمر عادى فيه قانون ومحاكم وعدالة.

    بدأت الجلسة السرية للمحاكمة فى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر . وكانت عبارة عن اعادة استجواب من المحكمة لعبدالخالق محجوب ومناقشة أقواله ، فمثلا قال رئيس المحكمة الذى كان يتحدث مع عبدالخالق، أما الآخرون من أعضاء المحكمة كان يبدو عليهم وكأن الأمر لا يعنيهم . قال رئيس المحكمة يا عبدالخالق انت اذا لم تدبر الانقلاب كيف هربت من المعتقل وبهذه الكيفية وبمثل هذا التوقيت المطابق تماما لتوقيت الانقلاب . وأردف قائلا: ام الذى يستطيع الهروب بتلك الطريقة من معتقل داخل القوات المسلحة يستطيع أن ينظم انقلابا . رد عبدالخالق ، لقد خشيت على حياتى من الموت لأنه وأثناء وجودى فى المعتقل سمعت معلومات منها أنهم يدبرون لاغتيالى بعد اذاعة نبأ عن هروبى من المعتقل . قال رئيس المحكمة : فسر لنا يا عبدالخالق لماذا تم الانقلاب بعد هروبك مباشرة . أليس الذين دبروا هروبك من المعتقل هم نفسهم الذين قاموا بالانقلاب؟

    وقال عبد الخالق إننى وكما ذكرت أن ليس للحزب الشيوعى أى كوادر داخل الجيش ، وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون صدفة خاصة وأن أى شىء كان متوقع الحدوث قال رئيس المحكمة ، فيم اختلفتم مع الثورة؟

    رد عبد الخالق قائلا: حول السياسات التى كانت تمارسها . قال رئيس المحكمة : مثلا . قال عبدالخالق ضربة الجزيرة أبا والقرارت الاقتصادية الخاصة بالمصادرة والتأميم . قال رئيس المحكمة: أليس موضوع سيطرة الدولة على وسائل الانتاج وقيام مجتمع اشتراكى من الشعارات التى ينادى بها حزبنكم وتدعو لها النظرية الماركسية؟ والا لازم تنفذوها انتو بس . قال عبدالخالق نعم اننا ندعو لتحقيق تلك الشعارات ولكن ليس بالكيفية التى تمت بها تلك القرارات والتى تجاهلت كافة ظروف البلاد . بل إن القرارات نفسها جاءت مرتجلة وغير مدروسة وسابقة لأوانها . وقال إننا كنا قد أوضحنا موقفنا فى سلسلة من المقالات فى جريدة«أخبار الاسبوع»وأخذ عبدالخالق يفيض فى الحديث موضحا أخطاء قرارات التأمين وما صاحب تنفيذها من أقاويل واشاعات حول الفساد الذى حدث فى بعض المؤسسات . وقاطعه رئيس المحكمة قائلا بلهجته المصرية الصارمة:«خلص..خلص»وللحق فقد كانت هذه هى المرة الوحيدة التى رأيت فيها المرحوم عبدالخالق محجوب متأثرا عندما قال لرئيس المحكمة ياسيدى الرئيس أرجو أن يتسع صدر المحكمة بالنسبة لى لبضع ساعات فقط .

    وقد لاحظت أن الدهشة علت على وجوه الحاضرين بعد سماعهم لكلمات عبدالخالق محجوب . التى كانت أشارة واضحة الى أنه كان يعلم سلفا بأنهم قد قرروا اعدامه . لقد كان الأمر أكبر من الدهشة وأعمق من الخوف . لقد كانت لحظة صراع رهيبة بين شخصين أحدهما يريد أن يضيف لعمره حتى ولو بضعة دقائق معدودة لعل معجزة قد تحدث . والآخر يريد أن أن يخلص نفسه بسرعة من مهمة ثقيلة حتى ولو كانت حياة انسان .

    تجاهل واستعجال :

    وقد لاحظت أن رئيس المحكمة تجاهل الحديث عن ضربة الجزيرة أبا على الرغم من أن عبدالخالق كان قد ذكرها ضمن أسباب الخلاف مع مايو .

    وفجأة سأل رئيس المحكمة عبد الخالق : هل لدى حزبكم أسلحة ؟ وكان رد عبدالخالق أكثر من مفاجأة : نعم . وقد أرسلها لنا الرئيس جمال عبدالناصر عام 1967 عندما تعرض الحزب لهجمة شرسة من جانب القوى الرجعية أدت الى طرد نوابه من الجمعية التأسيسية بسبب ما سمى بندوة معهد المعلمين العالى«شوقى محمد على».

    وبعد.. فان ذلك كل ما أذكره عما دار فى المحاكمة التى كانت أشبه بالمسرحية الدرامية التى تنهمر فيها الدموع . وان كان لابد أن أعلق فلا بد أن أذكر موقف عبدالخالق كانسان فقد كان شجاعا بكل ما تحمل الكلمة من معانى . وثابتا كل الثبات . كان يتحدث فى أحرج الأوقات وكأنه يتحدث فى ندوة سياسية . بالرغم من أنه كان يعلم مصيره المعد سلفا . لا ريب أن عبدالخالق كان أكثر ثباتا من الذين حاكموه فقد لاحظت أثناء المحاكمة أن القلق والاضطراب يتملكان رئيس المحكمة وأعضاءها . بل إن بعضهم كان ينظرالى ساعة يده بين الفينة والفينة وكأنه يتأهب لموعد أهم .

    وفى حوالى الساعة الخامسة مساء أعلن رئيس المحكمة نهاية المحاكمة . وقال إن المحكمة سترفع قرارها الى القائد العام الذى كان مرابطا هناك بصورة دائمة ، حيث اتخذ مقره فى مكتب قائد سلاح المدرعات العميد أحمد عبدالحليم .

    طلبت من المقدم عبدالمنعم حسن الذى كان يعمل بفرع القضاء العسكرى أن أنتظر معه حتى يتم التصديق على الحكم . وطال انتظارى حتى بلغت الساعة منتصف الليل . وكان المقدم عبدالمنعم كثير الخروج من مكتبه . وفى احدى المرات عاد وطلب منى أن أذهب معه الى حيث مقر جعفر نميرى لأرى ماذا يفعل . كان المقدم عبد المنعم متأثرا تأثرا شديدا بما يحدث مما دفعه الى كتابة عريضة ينتقد فيها ما تم من اجراءات . وقد فصل من الخدمة بسبب تلك العريضة .

    ذهبت الى مقر الرئيس نميرى ووقفت بالقرب من النافذة لأرى عجبا ، النميرى ينهال ضربا على أحد الضباط ويسبه بالفاظ بذيئة وهو فى حالة من الهياج . أخرج الضابط وأحضروا آخر وتكرر نفس المشهد معه . ولم تتوقف هذه العملية الا عندما همس أحد الضباط فى أذن نميرى الذى رفع سماعة التلفون وكانت محادثة من القاهرة . عرفت هذا من ردود نميرى على محدثه . وانتهت المحادثة التى لم تستغرق وقتا طويلا . وعلمت بمزيد من التفاصيل مادار عندما دخل على نميرى العميد أحمد عبدالحليم . وقد بدا نميري بعدها سعيدا جدا بمضمون المحادثة ، بل منفجرا من الضحك ، وقال إن السادات أخبره بأن الجماعة الروس طلبوا منه أن يتوسط لدي لكى نبقى على حياة عبدالخالق محجوب، ولكن السادات حثه بأن يسرع ويخلص عليه . وقد وصف نميرى السادات بأنه داهية وخطير.

    وفى الثانية صباحا حضر الى مقر المدرعات المرحوم موسى المبارك والتقى بالنميرى لبعض الوقت وعند خروجه كان بادى التأثر وأخبرنى أن حكم الاعدام قد نفذ فى عبد الخالق محجوب .

    http://www.rayaam.net/22004/07/20/syasia/syasa5.htm
                  

09-29-2007, 06:22 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: osama elkhawad)
                  

09-29-2007, 08:01 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=19

    مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة
    وأحلام العسكر ومكر السياسة

    من ملفات مدونة سودانيات وقد ابتدرنا هذا البوست
    به الكثير الذي يُحكي من الوثائق عن تاريخ عبد الخالق محجوب


                  

09-29-2007, 01:57 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: عبدالله الشقليني)



    الاعزاء الخواض وعبدالله الشقليني

    شكرا لكما وليتواصل هدا البوست.
                  

10-06-2007, 12:50 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote: [شكرا صلاح الامين على الاضاءة
    و ذاكرة شعبنا لا تزال متقدة
    بهذا العبد الخالق الفذ


    الاستاذ محمد اشرف
    لقد فاتني ان ارحب بك في بوست الشهيد عبدالخالق
    فارحو المعذرة.

    تحياتي
                  

10-06-2007, 02:03 PM

Adam Mousa
<aAdam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.عبدالله علي ابراهيم ...يكتب عن ميلاد وزواج السكرتير العام . (Re: salah elamin)

    Quote: قال؟؟ النميرى لمحجوب: ماذا قدمت لشعبك انت وأهلك الشيوعيين. أجاب محجوب بثبات: الوعى: الوعى قدرما استطعت. كان يؤمن بالوعى والناس وبالأمل. وكان يعرف أن نميرى سيقتله حتما ولكنه لم يهتز ومضى إلى المشنقة حليق الذقن ومتعطراً بالعطر الذى يحبه هاتفاً المجد للأمة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de