مساعدة الوزيرة الأمريكية:من الصعب على الحكومة تجنوب وقوع ضحايا بين المدنيين لأنها تكافح تمردا

Quote: محمد صلاح الدين أعلنت هيئة الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية عن قلقهما للوضع الإنساني في منطقة اوغادين، حيث تشن الحكومة الإثيوبية عمليات عسكرية ضد المسلحين من الجبهة الوطنية لتحرير اوغادين، ويبدو أن الحكومة الاثيوبية قد ارتأت أن تستغل التفويض الأمريكي العلني لها بغزو الصومال، كمظلة لتصفية حسابات داخلية من بينها قمع الجبهة الوطنية لتحرير اوغادين، والتي تعتبر أن هذا الإقليم هو أرض صومالية، يجب أن تعود للصومال. لكن الملفت للنظر أن مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية جينداي فريزر، في الوقت الذي دعت الحكومة الاثيوبية الى تجنب الخسائر بين المدنيين، في إطار عملياتها العسكرية في إقليم اوغادين، تطوعت بالاعتذار لإثيوبيا وإعفائها من المسؤولية حيث قالت: ندعو كل الحكومات الى احترام حقوق الإنسان، لكن ذلك صعب عندما يتعلق الأمر بمكافحة تمرد !؟ *** من الصعب إذن على اثيوبيا احترام حقوق الإنسان، أو تجنب وقوع ضحايا بين المدنيين، لأن القوات الإثيوبية - حسب منطق المسؤولة الأمريكية - تكافح تمردا، لكن ذلك غير مسموح على الإطلاق للسودان، الذي يكافح في شرقه وغربه جماعات تمرد معلنة، تقوم بتمويلها وتسليحها وتحريضها، أطراف دولية معروفة، في طليعتها المنظمات الصهيونية وجمعيات التنصير الأمريكية، التي لا تكتفي بالضغوط على الكونجرس والحكومة الأمريكية فحسب، بل تحرض جماعات التمرد على عدم الاتفاق مع الحكومة ورفض اتفاقيات السلام، وتمول وتقود حملات دولية ضارية، لتشويه سمعة الحكومة السودانية، واتهامها بارتكاب جرائم إبادة جماعية، إلى غير ذلك من أصناف الأكاذيب التي تطالعنا بها وسائل الإعلام الدولية، وتشاركها بعض وسائل الإعلام العربية. لقد حذرت جامعة الدول العربية من ترك أمثال هذه المنظمات الدولية الخاصة، تتعامل وتتدخل في أزمة دارفور في السودان، واتهم بيان الجامعة هذه المنظمات بأنها تعمل من منطلقات تضر بوحدة الشعب السوداني وسلامة أراضيه، لكن الجهود العربية في هذا الاتجاه، لم تتبلور بعد لمواجهة هذه المنظمات الصهيونية والتنصيرية، التي توجه وتخطط للسياسة الأمريكية في أفريقيا. *** لقد قامت إثيوبيا بغزو عسكري للصومال بطلب ودعم علني من الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم إعلان الحكومة الإثيوبية أنها ستنسحب خلال أسابيع، فإنها تخطط الآن وبعد مرور حوالى العام على الغزو، لجلب المزيد من القوات الإثيوبية لتعزيز وجودها العسكري في الصومال. في ضوء كل هذه الظروف، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن إنشاء قيادة عسكرية جديدة، لتقديم الدعم الأمني لعدد من الدول الإفريقية، بدعوى مساعدتها في بناء قدراتها العسكرية، وردع أي عدوان قد تتعرض له. وصرح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، بأن القيادة العسكرية الجديدة - التي أطلق عليها اسم افريكوم - ستبدأ عملها في البداية من مدينة شتوتجارت الألمانية، وسيحتاج الأمر إلى ما يقرب من عام للانتقال إلى 6 مواقع في دول إفريقية لم تتحدد بعد. وفي ضوء كل هذه الظروف ينبغي أن تتساءل كل حكومات المنطقة وشعوبها، عن الأدوار المنوطة بهذه القيادة، وعن الأهداف الحقيقية للمساعدات والدعم الأمني الذي ستقدمه لبعض الدول الأفريقية ؟! لقد اشعلت السياسة الأمريكية لأفريقيا ما يكفي من الحرائق، في السودان ثم الصومال، فهل ثمة تخطيط للمزيد من هذه الحرائق وحملات الغزو؟ أم هي عودة للاستعمار القديم وإن كان بإخراج حديث، للسيطرة على ثروات القارة الأفريقية الطبيعية ومقدراتها في مواجهة الصين؟ وهل يؤكد ذلك ما فتئت تردده بعض القيادات الأمريكية منذ سنوات، من أن القوات الأمريكية لن تنسحب أبدا من العراق، بل ستبقى فيه - وإن بأعداد أقل - خمسين عاما قادمة على أقل تقدير.