|
ليس دفاعاً عن د. الصادق الهادي
|
An article written by AbdElrasoul Elnour
ليس دفاعاً عن د. الصادق الهادي أرسلت في 9-9-1428 هـ من قِبَل webmaster
د. الصادق الهادي شهد في صباه الباكر ملحمة الجزيرة أبا الخالدة في مارس 1970م والتي كان بطلها والده الشهيد الإمام الهادي تحيط به جموع الانصار الثائرة المعتدى عليها من نظام جائر حاول أن يطفأ نور الايمان بقوة السلاح والجبروت . خرج الصبي آنذاك الصادق وقد وعى الدرس القاسي واستوعب الكارثة الماحقة وتداعياتها، واتجه الى الدرس والتحصيل حتى تخرج من كلية الطب جامعة الجزيرة وواصل جهاده دون ضوضاء فعمل بالمهجر وموّل دراساته العليا بنفسه حتى عاد الى السودان اخصائياً متميزاً في الباطنية والقلب وكان خير معين للفقراء والمعدمين والمحتاجين ليس من الانصار الذين احبهم واعتز بهم فقط ولكن للناس كافة، لم يكن المال هو غايته، بل كان المال عنده وسيلة لتحقيق غايات نبيلة، كان اسمه يزين لافتات المجمعات الطبية، وعندما افتتح مستوصفه المعروف بالطابية بأمدرمان هرع اليه كثير من المرضى أملاً في العلاج والمساعدة. لقد سطع اسمه من بين اشهر الاخصائيين وكان ذكره مشكوراً عند الناس، ثم جاءت مشاركته في الحكومة الولائية فكان اداؤه ميزاً تشهد بذلك الصروح الطبية الضخمة من أطراف العاصمة لتكون قريبة من الفقراء والمحتاجين، فكانت مستشفيات امبدة وبشائر مايو وبشائر الحاج يوسف وغيرها شاهدة على الجدية والنزاهة، وفجأة ثار غبار كثيف حوله، وهو غبار يقف وراءه عقل مدبر يريد ان ينال من د. الصادق ويسيئ الى سمعته، فكانت كما قرأنا الصحف الشكوى التي تم تقديمها للمحكمة الدستورية حول مزاولته مهنة الطب وهو وزير يمنعه الدستور من مزاولة أي عمل آخر غير العمل الوزاري، فدهش كثيون من الناس وانا منهم لضعف الاتهام الذي إنعكس ايجاباً على المتهم، الذي اتضح انه ليس له مصنع ادوية مثلاً او صيدليات تنوء بحملها من الادوية، وليس له مستشفى خاص خمس نجوم بعد أن اغلق مستوصف الطابية المتواضع، وليست له بالطبع شركات ولا شاحنات ولا عمارات ولا ارصدة في المصارف المحلية او الاجنبية، ولا شيئا آخر يمكن ان يدان به، فقالوا انه يعالج بعض مرضاه في عيادة خاصة في بيته في اوقاته الخاصة بعد ساعات العمل، هل بربكم هذه تهمة؟ كنت أظن انه سوف يكرم من رئيس الجمهورية لأنه لا زال يحمل قلب طبيب لا يمكن ان يرفض تقديم المساعدة والمشورة لمن يحتاجها ودون مقابل. أنا لا املك دليلاً مادياً على ممارسة آخرين للتجارة والصناعة والزراعة والمرابحات وغيرها كما يشيع الناس، ولكن ما دام البعرة تدل على البعير واثار الاقدام على المسير فإن الثراء الواضح والمفاجئ على البعض يحدث بأكثر من ذلك. إن قانون ابراء الذمة لكل من يتولى مسئولية عامة فيعرف الناس كافة كم كان يملك قبل تولي المنصب وكم بلغت ثروته بعد الاعفاء من الموقع و وبعد ذلك يمكن الحكم عليه . هذا القانون لا زال حبيس الاضابير مثله مثل قانون من اين لك هذا؟ وقانون الثراء الحرام. إذا كان كل ما يؤخذ على د. الصادق هو انه يستقبل بعض مرضاه القدامى في غرفة في بيته الخاص في وقته الخاص فقد فعل خيراً نسأل الله أن يجزيه عنه خير الجزاء. ان كبار الاخصائيين واصحاب التخصصات النادرة والذين صرفت عليهم الدولة دماء قلبها لينالوا هذه التخصصات النادرة وخاصة في الطب والجراحة ما كان لقانون ان يسمح لهم بتولي أي مهام اخرى يمكن ان يقوم بها غيرهم قبل بلوغهم سن التقاعد. وهذا معمول به في كثير من الدول، فالهند مثلاً قد كرمت أبا برنامجها النووي عبد الكلام أزاد رئيساً لجمهوريتها ولكنها ضنت به علي المواقع الوزارية قبل ان ينجز لها حلمها، فاذا تولى هؤلاء العلماء موقعاً فلا يجب ان يمنع ذاك المنصب مرضاهم من العلاج . تحية لـ د. الصادق فإن ما ظُن انها تهمة فهي ليست كذلك بل وسام فخر يستحق عليه الاكرام والاحترام. Copied from www.akhbaralyoum.com
|
|
|
|
|
|