تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2007, 09:40 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم

    . ومنصور خالد (15)

    تاريخ ما أهمله منصور



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    رسمت الجلسة الثانية والخمسين لأول برلمان سوداني (السبت 31 ديسمبر 1955 ) الحد الفاصل بين المشروع العمالي التقدمي والمشروع البرجوازي لنهضة السودان في دولته التي كانت في طريقها للاستقلال في 1956. ففيها تحادر المشروعان عن كثب وتماسكا الحزز و"تحامرا" لبعض دقائق مشحونة بالدراما وأنصرفا ليصطرعا بصورة أو أخرى بغير هوادة منذ ذلك التاريخ. وقف في تلك الجلسة النائب الشيوعي المحترم حسن الطاهر زروق عن حزب الجبهة المعادية للاستعمار ليناقش مشروع دستور السودان المؤقت المقدم للبرلمان والذي عرف بدستور ستانلي بيكر نسبة للإداري البريطاني الذي كتب مسودته . وقال:

    - جاء في الفصل الثاني من الدستور ما يلي: "لا يٌحرم أي سوداني من حقوقه بسبب المولد أو الدين أو العنصر أو النوع فيما يتعلق بتقلد المناصب العامة أو بالاستخدام الخاص أو بقبلوه في أية وظيفة أو حرفة أو عمل أو مهنة ..." وهذا لا شك فصل قيم ولكن ماذا نجد عند التطبيق العملي؟ نجد أن مكتب الاستخدام قد سجل في الخرطوم وحدها أكثر من خمسة آلاف عاطل كما نجد أن أجور العاملين في الجنوب لا تتساوى مع أجور العاملين في الشمال حتى إذا كانوا يؤدون نفس الأعمال.

    واعترض السيد بابكر عوض الله، رئيس البرلمان، النائب ينبهه إلى خروجه عن الموضوع قائلاً: هل يستطيع العضو المحترم أن يوضح لنا ما هي العلاقة بين أجور العمال الجنوبيين وهذا الدستور؟

    السيد حسن الطاهر زروق: إنني أقصد ألا يكون هناك تمييزاً عنصري. كذلك نجد أن المدرسات يتقاضين أجوراً أقل من المدرسين وبشروط عمل أسوأ حتى إذا كن يعملن في نفس مستوى مدارس البنين ويملكن نفس المؤهلات.

    السيد الرئيس: إن هذا الحديث أيضاً خارج الموضوع الذي أمامنا.

    السيد حسن الطاهر زروق: ولهذا يبقى هذا الفصل معطلاً حتى تصدر التشريعات التي تزيل الأوضاع التي تعطل تشريعات تحقق مبدأ الأجر المتساوي وتشريعات لتوسيع نطاق الاستخدام وتحسين شروط العمل بصورة تدريجية عن طريق التطور الموجه للاقتصاد الوطني.

    حملت تلك المحامرة الباكرة بين خطتي الطبقة العاملة والبرجوازية في البرلمان بواكير الإفلاس السياسي لرعيل الخريجين الوطني. فقد كشف بابكر عوض الله، باعتراضه على بشائر زروق للمواطنة الشاملة، عن عمى اجتماعي وعرقي وإداري أنشب أظافره في رؤية هذا الرعيل للوطن وأدائه في الدولة فأوردههما موارد الهلاك بصورة معجلة. فبابكر لايري رابطاً بين غمط النساء والمعطلين والجنوبيين أجورهم وبين مادة مركزية في الدستور عن كفالة المواطنة المتساوية بغض النظر عن العرق والجنس. فالدستور، في عقيدة بابكر عوض الله والآخرين، هو أبو القوانين حامل الهموم الأكابر. وسننزله سفحاً متى لوثناه بالحديث عن الهموم الأصاغر مثل أجور المستضعفين. فمكانها ليس الدستور. يا الله. وهنا مكمن المواطنة الناقصة التي ظلت ترخي بظلها الصعب على مسيرة الدولة السودانية وتفت من عضدها حتى قبل أن تستقل.

    ذكر الدكتور منصور خالد، الذي أفرد سنوات شيخوخته ليدرس فشل الصفوة في إسباغ المواطنة على سائر السودانيين وإدمانها ذلك الفشل، وقفة أخرى لحسن الطاهر زروق في البرلمان يطلب الحكم الذاتي للجنوبيين. ونبه في موضع آخر إلى سبق الشيوعيين في موضوع تحرر المرأة. وكان استثنى الشيوعيين والجمهوريين من الصفوة التي اعتبرت الحديث عن احترام الخصائص الثقافية لمختلف القوميات في السودان خيانة للوطن. ولكنه متى تحدث عن فشل الصفوة السودانية عمم ولم يخص مما يجعل من استثناءاته القليلة للشيوعيين عرضاً لا جوهراً.

    ففشل الصفوة الشمالية قاطبة أصل عند منصور. فمن رأيه أن جيله كله مأزوم لأنه "نشأ في زمن الحتميات التي حملته على السعي لتطويع الواقع للرؤى الأيدلوجية المعتقدية وليس امتحان تلك الرؤى على أرض الواقع لاستكشاف صلاحيتها" (السودان في المخيلة العربية:217 ). ثم عاد يطعن في ماركسية الشيوعيين من جيل الحتميات التي أخلت بقدرتهم على تحليل وضع الجنوب كحالة فريدة لا تسعها مقولات ستالين وأحكام ماركس (السودان أهوال: 28). وواضح من مثل قول منصور إن استثناءاته للشيوعيين غير جدية. فهم عنده فاشلون لعاهة مركزية فيهم انبطحوا بها على نصوص عقيدتهم الرمادية الغبراء "اسارى لمنظورهم الماركسي لأزمة المهمشين" (السودان أهوال: 969).

    كان في صفوة الخريجين الوطنية من فشل وأدمن فشله. لا غلاط. وقد رأينا بصورة درامية بذرة هذا الفشل منطوية في تجنب رئيس البرلمان "أهدى الطريقين" للوطن الذي أشار به النائب الشيوعي الوحيد بالبرلمان. وهو طريق تعميم المواطنة على المستضعفين من النساء والمعطلين وأهل الأصقاع. ولم نزل عند هذه المسألة بعد أكثر من نصف قرن. لم نغادر متردمها. وساءت بمرور الزمن وسقمت نخوض فيها بفكر وحِل . . . والدم حتى الركب.

    ساء الأستاذ محمد إبراهيم، سكرتير الحزب الشيوعي، تغاضي منصور خالد المتعمد لسبق حزبه في معترك شمول المواطنة، المعروف بالسودان الجديد، حتى وصف أحاديثه في هذا الخصوص ب "البهتان" (مقاله قبل خروجه من التخفي في 2005). واستعرض نقد مواقفاً للحزب ووثائق فاتها منصور حوفة مما ربما شفعت للشيوعيين دون تعميم الفشل عليهم. والبهتان، متى صح وهو صحيح في حالة منصور والشيوعيين، عيب لا يليق بمن ظل يزعم إتباع مناهج البحث المؤسس على ذاكرة الأرشيف لا طق الحنك. ولا يقع في مثل هذا البهتان إلا مستجد على البحث أو مدع له. ومنصور مستجد في مباحث المواطنة السابغة. فلم تلامس هذه القضية سنة قلمه إلا بعد انضمامه شيخاً للحركة الشعبية في 1985. ولا تثريب بالطبع لولا أنه لم يأت للحركة تائباً عن امتيازات الصفوة البرجوازية بل لاجئاً. وقد فصّلنا في أبواب سبقت من هذا الكتاب كيف أن مسألة هذه المواطنة أو السودان الجديد لم تتنزل من سنة القلم إلى شغافه. وهذا شأن مستجد الشيء النَهّاز النَهَاش: ولو أني الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل.

    ومن جهة أخرى فمنصور مدع للبحث. فقد استغربت لمنصور دائماً يهجم على المسألة مثل السودان الجديد مثلاً ويؤرخ لإنطلاقته بقيام الحركة الشعبية بغير رجوع للأدب المكتوب السابق لهذه الفترة المتأخرة الذي ربما احتوي على أقباس للسودان الجديد تفيد الناشطين لأجل . الأدهى أن منصور يقرر بغير مسوغ أنه لا يوجد أدباً يٌرجع إليه أو أنه مما لا يستحق النظر فيه حتى لو وجد. والرجوع لهذا الأدب في الشغل الأكاديمي والعلم الوثيق به شرط الأشراط. فنحن لا نأذن لباحث بالشروع في مسألته بدون استيفاء أكثر ما كتب في بابه من قبل. بل لا نجيز لباحث البدء في مبحثه إلا بعد أن يقنعنا بأنه سيأت بجديد لم يوفق إليه من سبقه من الباحثين. ولا نقبل من باحث اختراع العجلة من جديد. ولما قصرت تآليف منصور عن مستحق البحث العلمي، وهو ما يزعم قيامه به وإحسانه فيه، أصبح شنشنة إيدلوجية أسماها الدكتور أبراهيم محمد زين ب" الثقافة السياسية".

    ووصفنا لكتابات منصور بالإيدلوجية، وهي الوعي الزائف، لا يقلل من خطرها. فقد وصف منصور في كتابه "نميري وثورة الترويع" (1985 ، بالإنجليزية، الفهرست) فترة 1975-1979 من عهد انقلاب مايو ب "سنوات الوعد" أي أنها سنوات مايو المبشره خلافاً لبقية سنواتها العجاف. ومعلوم أن تلك هي السنوات التي طابقت صعود نجمه شخصياً في دولة مايو وحزبها وصحفها قبل أن ينزع نميري عنه البلق. وقوله بأن تلك هي السنوات الناجية من مايو هو ظن الرجل بنفسه ومزعمه عن قدره. وهو حر أن يعتقد ما شاء عن عظم مساهمته وبره بالوطن. ولكن ينبغي أن لا يَعدي الدراسة التاريخية بهذا التوهم فتندرج تلك الفترة في سجل التاريخ كما وصفها منصور لغرض في ذات نفسه. وقد أسفت لأن عدوى منصور أصابت باحثاً حسن الاطلاع دقيق الحس مثل الدكتور عبد السلام سيد أحمد. فأنجر وراء منصور يوافقه أن سنواته في دولة مايو كانت هي بحق "سنوات الوعد". ومن عرف عبد السلام السياسي الذي عرفته عرف أن تلك السنوات هي ما تعرفنا على وصفه ب "سنوات الردة". بل وجدت سياسياً حاذقاً مثل الأستاذ الحاج وراق يهدي منصوراً، ضمن آخرين، كتابه "حركة الترابي" (1997) بقوله:"وإلى د. منصور خالد تأكيداً بأن هناك من يقرأ ويفهم ويقدر." وكان وراق وقتها شيوعياً متفرغاً للعمل الثقافي ومن ضمن شغله حراسة تاريخ حزبه الصريح الجريء في الدعوة للمواطنة السابغة. و لا أعرف من شطب هذا التاريخ بجرة قلم مثابر مثل منصور المسبوق حتى قال نقد "بهتنا منصور!".

    كانت وقفة النائب الشيوعي في أول برلمان سوداني، في عبارة إنجليزية سائرة، مثل الرأس الطافح فوق الماء من جبل الجليد الكامن تحتها. وهي عندي مثل "إشرئبابة" التيجاني يوسف بشير:

    سمح قيام الشعب واشرئبابه والوثبة الأولى وطفر شبابه

    فلم يكن مطلب زروق بشمول المواطنة مجرد مبدأ قويم لإحقاق الحق وتبرئة للذمة. بل ترسخت هذه الاشرئبابة في ممارسة شيوعية بين قوى الشعب العامل والنساء وقطاعات مرموقة في الهامش (وكان اسمه القطاع التقليدي عندنا) طمعاً في تنزيل "الوجود المغاير" في الوطن. وهنا ربما اختلف الشيوعيون عن الجمهوريين. فقد كان موقف الأخيرين الإيجابي حيال الهامش "دعوة" للرشد بينما انغمس الشيوعيون في نشاط عملي بين الجماهير ولأجلهم وبهم لتنزيل دعوتهم حول المواطنة السابغة. وسنعرض في باقي كتابنا هذا عن منصور خالد لهذه السعة في همة الشيوعيين الباكرة لتحقيق الأخاء السوداني من معطى الاستقلال. وسنرى كيف تنزلوا بمشروع هذا الأخاء الذي عرضه زروق على البرلمان (وما فهم البرلمان الكلام) على أرض الواقع بعموميات ماركسية يستهدي بها التطبيق الخلاق لها على الواقع السوداني كما كانوا يقولون. فسنقارن في هذا المبحث بين موقف الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي من كعكة الاستقلال وسخائها في قسمتها بالقسط وموقف البرجوازية، كبيرة وصغيرة، التي أستاثرت بها. فالأخيرة لم تحرم منها أندادها في الهامش فحسب بل تعاركت فرقها في ما بينها عراكاً حقنها بالمرارت وطبعها بحب الذات. وسنعرض بعد ذلك لوقفات شيوعيية راجحة ضد نظم السخرة والدقنية المو######## من عهد الاستعمار التي أذلوا بها اهل الهامش وغير أهل الهامش وغيره من التاريخ المسكوت عنه في بيض صحائف منصور وسودها.

    كانت السودنة هي الاختبار الأول لجدية وطنية البرجوازية والنادي السياسي في بناء وطن متآخ متآلف حر مستقل للجميع. وفشلت في الاختبار فشلاً ذريعاً. ولم نحتج لأكثر من عامين من بدء السودنة لتعرف البلد من أدناها إلى أقصاها حقيقة هذا الفشل وفداحة تكلفته المادية والروحية على الوطن. وأخذنا هذا العلم عن تقرير لجنة التحقيق في حوادث الجنوب التي شكلتها الحكومة برئاسة القاضي السوري قطران للتحري بشأن "تمرد" الفرقة الجنوبية عام 1955. ولم يلت التقرير ولم يعجن حول بؤس إدارة عملية السودنة. فقد عاب التقرير تطبيق سياسة سودنة الوظائف فى الخدمة المدنية ووصفه بأنه جاء مخيباً لآمال كل فئات الموظفين الجنوبيين المتطلعين لقسمة مقدرة من كعكة الإستقلال. فقد بذلت أحزاب الصفوة الشمالية لهم الوعود . . . ونكثت. فقد مناهم الحزب الوطنى الإتحادى في منشور ممهور باسم رئيس الحزب، السيد إسماعيل الأزهري، بأن معالجته لمسألة السودنة "ستكون دائماً عادلة وديمقراطية . وسوف لاتعطى الأسبقية للجنوبيين فى الجنوب فحسب بل سنشجع أيضاً إستخدام الجنوبيين فى الشمال ، خاصة فى الوظائف الكبيرة فى خدمة الحكومة المركزية ." وهيهات. فالتقرير يقول بأن الذين إستاثروا بغنم السودنة وامتيازاتها هم الموظفون الشماليون وبقى الجنوبيون على قارعة الطريق. فمن أصل نحو ثمنمائة وظيفة إدارية رفيعة فى الحكومة المركزية إستحوذ الموظفون الشماليون عليها جميعاً ماعدا نحو تسعة وظائف وضِعت جانباً ليشغلها موظفون جنوبيون. وينتقد تقرير لجنة القاضى قطران بشدة تغليب لجنة السودنة الإعتبارات الإدارية دون مراعاة ما قد يترتب على هذا التغليب من تبعات سياسية تتولد عن حس مشروع بالغبن ممن لم يصيبوا حظاً من سودنة بلدهم. وذكر تنصل الحكومة آنذاك مما التزمت به لفئات جنوبية أخرى. ولما تواترت الوعود المنقوضة من كل جهة خاب أمل الجنوبيين في الاستقلال وفقدوا الثقة وثاروا ثورتهم التي كانت موضوع تحقيق لجنة قطران.

    لم يصمد معيار الصفوة البرجوازية الشمالية للسودنة القائم على "الكفاءة والتأهيل" فتهافت بتمرد 1955 . ورأينا أن التحقيق جرّح هذا المعيار تجريحاً شديداً. فقد اشترطت هذه الصفوة لشغل وظائف الإنجليز المو######## معايير مهنية خالصة كانت قد بوأت صفوة الشمال الدرجة الرفيعة في الخدمة المدنية حتى على عهد الاستغمعار دون غيرها من صفوات الهامش. ولم تتدارك الصفوة البرجوازية هذا الوضع، الذي يدججها بالامتياز تدجيجا، بحس تاريخي ينفذ إلى إمتيازها الموروث فيزلزله. فلم يخطر لها أن بؤس كفاءة صفوة الهامش ذنب استعماري ترتب عن سياسته التي حصرت تنمية البلد على تلك الأجزاء التي يسهل حلبها بأقل تكلفة واشتهرت مؤخراً ب "مثلث حمدي". ومن السخرية أن ذلك كان رأي الحركة الوطنية وعبرت عنه في كتابها الموسوم " مآسي الإنجليز في السودان" الصادر في آخر الأربعينات والذي جدده وحرره الدكتور حسن مكي ونشره لسنة خلت. ويٌقال إن السيد أحمد خير المحامي هو المحرر الخفي لهذا الكتاب. وفيه نقد شديد للاستعمار لإبقاء الجنوب بغير تنمية ولتنصله عن تبعة التعليم في أرجائه وإيكالها لمدراس التبشير المسيحي التي لا تحسنه. ولكن ما أن جاء الاستقلال ودنا قطف ثماره حتى تنصلت صفوة الخريجين عن نقدها الرجيح لمآسي الإنجليز فرحاً بما عندها من مؤهلات كالثراء الحرام جعلتها الفيصل في نيل مناصب السودنة. فحين جاء الوقت على صفوة الخريجين أن تتبع القول بالعمل والقسط شحت نفسها وأخذت "جهل" الجنوبيين حجة عليهم لا لهم. ولم تر شرر النذر على فساد خطتها.

    من النذر الباكرة التي لم توقظ الصفوة البرجوازية من سبات السودنة فتتحوط وتخرج من شح النفس إلى السخاء ما جاء في كتاب السيد حسين شرفي "صور الأداء الإداري (1942-1973) (الخرطوم 1993). فقد لقي شرفي مقاومة قوية حين وصل إلى مركز الناصر وشعبه من النوير ليسودن وكيل مفتشها الإنجليزي مستر ديننق الذي حل محل مستر ريني، الباشمفتش، الذي كان يتعالج من عضة ثعبان بإنجلترا. ولم يفعل شرفي سوى كسر هذه المقاومة بما وصفه ب "انقلاب عسكري" لشدة ضبط الإجراءت التي قام بها لوضع مشائخ النوير الذين تمردوا عليه في مكانهم. .

    قال شرفي إنه في أغسطس 1954 ركب قطار الخرطوم-كوستي سبعة مفتشون شماليون لسودنة مراكز في الجنوب. واخذوا الباخرة من كوستي إلى تلك المراكز. ودار أنسهم في أيام الرحلة الطويلة حول التحديات التي سيواجهونها في أشغالهم الجديدة في تلك الفترة الحرجة. وكان أكثر ما حذروا منه هو تبييت الإنجليز النية لإحداث إنهيار دستوري لنقض إتفاقية تقرير المصير. وخلال عملية تسليم المركز وتسلمه من المفتش الإنجليزي جاء صباح يوم أحد إلى شرفي، وهو في مكتب مستر ديننق، أربعة مشائخ من النوير. فحيوه بغضب وتوتر. وجلسوا قبالته يلفهم صمت صعب ثم قالوا له:

    لقد سمعنا بأن كل الناس أصبحوا يحكمون انفسهم بأنفسهم. وهذا سبب رحيل الكيذور (وهو اسم ثور بصفات معينة يطلق على المفتش وللباشمفتش اسم ثور آخر). وأنت أمك تختلف عن أمنا فوجب أن ترحل مثل الكيدوز مستر ديننق إلى بلدك.

    تماسك شرفي. فسمع قائل منهم:

    -لم تسألنا لماذا نريد لك ان تحل عنا؟

    ووجد شرفي في هذه سانحة ليرتب أوراقه من جديد التي صدمها هذا الهجوم المباغت. فقال إنه سيسمع لأسبابهم. قال أحدهم:

    -إنك لا تحسن تصريف الأوراق التي أمامك كما فعل الكيدوز.

    ولم يتركوا له فرصة ليستجمع نفسه فقال ثالث:

    -أنت لا تعرف لغتنا كما يعرفها الكيدوز فكيف ستحل مشاكلنا بدون فهمها؟

    ولما فرغوا من حيثياتهم المفاجئة شرح لهم شرفي ملابسات وجوده بينهم وزاد بأنهم زعماء البلد وطالما رفضوه فسيتصل بملكال ويبلغهم بموقفهم لإرجاعه إلى الخرطوم. ثم طالبوه بمرتبهم عن فترة الخريف فأعتذر بأن اليوم عطلة والصراف غير موجود وسيفعل ذلك في اليوم التالي. فاحتجوا بخلو يدهم من المال وهم بالمدينة. ففكر شرفي وقدر وقال لهم تعالوا عصراً عند الخزينة لصرف استحقاقهم. وسمع من بعد ذلك أنهم دخلوا السوق فأرهبوا التجار الشماليين. وبعد انصرافهم مضى شرفي لمكتب البريد ووجد مديره بطرس به مع أن اليوم عطلة ولا يفتح المكتب سوى ساعة فيه كانت قد انقضت. فأرسل شرفي تلغرافاً بالشفرة لمدير المديرية بالواقعة طالباً مده بقوة كافية من الشرطة الخيّالة لتهيب النوير الاصطدام بالخيل. ثم استدعى شرفي الباتجاويش بخيت أوار من قبيلة المورلي وتدارس معه "تمرد"مشائخ النوير. ورسما خطة لمواجهة التمرد قوامها استنفار الشرطة وتجهيز كومريّ البوليس للطواف بالمدينة.

    جاء شرفي بعد صلاة العصر راجلاً في ملابسه العادية من مسكنه بالاستراحة إلى حجرة الحرس. وارتدى بها ملابسه الرسمية واستلم "التمام" من البتجاويش وتحدث للقوة وقال إن القصد من الإجراء هو إظهار هيبة الحكومة فقط. ولما جاء السلاطين لصرف مرتباتهم تم اعتقالهم بغير مقاومة. ولم يكن من بين الشرطة سوى اثنين من النيليين (دينكا ونوير). فلم يكن الإنجليز يجندونهم لفرط إعجابهم بأنفسهم إعجاباً لا يقيمون معه وزناً للضبط والربط.

    ثم توزعت الشرطة أرجاء المدينة وذرع الكومران طرقاتها. وأبلغ شيخها السكان بحظر التجوال بعد المغيب. وعند السادسة عاد شرفي للاستراحة فصلى المغرب. فجاءه مستر ديننق وسلطان المنطقة وبعض العمد والمترجم. واحتد مستر ديننق مع شرفي حول مشروعية اعتقال المشائخ. وبرر شرفي الإجراء بأن المشائخ شنوا الحرب على الحكومة وحكمهم الإعدام. ما لبث ان تدخل بورديت بوب، السلطان، والتمس من ديننق ان يخرج ويتركهم مع مفتشهم. ففعل. والتمس السلطان من شرفي إطلاق سراح المشائخ. واستجاب شرفي طمعاً في توطيد علاقته مع السلطان الراجح. واستدعى شرفي الشرطة وأنهى حالة الاستنفار. وقال إنه حين أصبح الصبح كانت مقاليد البلدة بيده والأمن مستتب "عن طريق انقلاب عسكري محكم أبيض تمت فصوله بدون إطلاق رصاصة واحدة. وكانت تلك بداية تسلمي الحقيقي الواقعي لمقاليد الأمور بمركز شرق النوير". واجتمع شرفي بعد ذلك تحت شجرة وارفة بجمهرة من النوير في حضور السلطان والعمد والمترجم، توا ج ريت، وشرح لهم ملابسات قدومه إليهم وأنه ليس يمنع أن يكون مفتشهم القادم منهم متى نال نفس التعليم والتدريب والخبرة. وأثنى السلطان على شرفي وسجل زيارة له في صحبة مشائخ القار جاك النوير المفرج عنهم. ولم يلتق بديننق بعد ذلك حتى وقفت باخرة رحيله النهائي فأدركها وودعه. وسارع بتعلم لغة القوم في ستة أشهر.

    لم تبخل الصفوة البرجوازية بجاه الاستقلال على الجنوبيين فحسب بل بخلت قطاعاتها المختلفة به على بعضها البعض. ولم يقتصر كيد رعيل الخريجين البرجوازي على أفندية الجنوبيين بل انقلب كيدهم على أنفسهم. فانقسموا شيعاً مهنية تريد كل منها أن تحصل على الغنم دون الأخرى. فأصطرع المحاسبون والجامعيون في وزارة المالية والإداريون والبوليس والإداريون والفنيون في مصالح عديدة مما طبع الخدمة المدنية بالتجاحد والقبليات. وقد نبه إلى ذلك منصور خالد الشاب في مقال له بجريدة الأيام (يناير 26 عام 1955) تدخل به ليفض بالحسنى حرب المحاسبين والجامعيين. وبينما كانت الصفوة المنصورية في شعاب هذا التجاحد كان لعمال السودان وحلفائهم، من الجهة الأخرى، موقفاً سمحاً تطوعوا به عن حس بتبعة الاستقلال وفروضه على السودانيين قاطبة لإزالة آثاره التي كان الجنوب مسرحاً كبيراً لها. فقد طلب اتحادهم بقيادة الشيوعيين من الحكومة عند بشريات الاستقلال بمساواة الأجور في الجنوب والشمال. وهو ما صدع به زروق في البرلمان. وسنفصل في هذا التاريخ الذي اهمله منصور في حديثنا القادم.

    يؤرخ منصور، في أحسن أحواله، لفشل صفوته البرجوازية التي استنكرت أن يقترن حديث الدستور الجلل بهرطقة أجور المستضعفين في جلسة البرلمان التي مر ذكرها. فانطمست عليهم بهذا الجفاء فروض المواطنة وما زالوا يستدركونها بتعب شديد. فقد نعى منصور على صفوته "تبلد الحس" السياسي وخص من مظاهره بالذكر موقف اتحاد الإداريين الذي كان من رأيه أن الجنوبيين "ليسوا مدربين تدريباً كافياً يؤهلهم للإضلاع بالوظائف الكبرى." (السودان أهوال: 231). وربما أبعد النجعة في نقد الصفوة كما تحسب الدكتور حسن مكي لغلبة الإيدلوجية على كتاباته. من الجهة الأخرى لم ينظر منصور في أي تاريخ آخر لفئات إجتماعية أو سياسية معافاة الحس سليمة الطوية الوطنية. فقد رأينا قبساً من هذه العافية يطل برأسه في دراما جلسة البرلمان المار ذكرها. وهو تاريخ لغمار الناس والصفوة التي تفرغت لخدمة الكادحين. ولكن منصور لا يحب غمار الناس ولا صفوتهم. فالعامة عنده سقط متاع وسياستهم حشف وسوء كيل. فالتاريخ في منظور منصور حكر للصفوة وإن أساءت والعامة يمتنعون. فتجده يستنكر العنصرية بين المثقفين بحسبانها سقطة أخلاقية لا أساس لها في اقتصادهم كما تمثل لنا في السودنة. ولكنه يعتقد أن العنصرية داء يبتلي الله به عامة الناس. ويلتمس لهم العذر في عنصريتهم لأنهم "ضحايا جهلهم بالملل والنحل"(جنوب السودان في المخيلة العربية: 202). فالعامة موضوع للتاريخ لا فعلاً فيه. ولهذا لم يطلب منصور أدب تاريخ العامة أو أرشيف الصفوة الشعبية لأن جهل العامة لا شفاء منه.

    وسنقف في حديثنا القادم على تاريخ العامة الذي أهمله منصور.


                  

09-16-2007, 04:37 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    من بوست عطبراوى أو عبد الخالق السر




    في مثل هذه الأيام من العام الفائت كنت في زيارة لمنزل الدكتور عبد الله علي إبراهيم بناء على موعد مسبق بيننا. كان في ذلك الوقت قد بدأ في نشر عدة مقالات من سلسلة مقالاته ".... ومنصور خالد". كان العنوان والطريقة التي كتب بها قد لفتا نظري منذ الوهلة الأولى، واستطيع أن أقول أنني خمنت الوجه التي تتجه إليها المقالات، وذلك من واقع إدراكي للحساسية اللغوية العالية للكاتب وقدرته المفرطة في توظيف اللغة العامية واثرائها دلاليا. فـ"...." يعني أن في الأمر "إنّ" حسب المدلول العامي. وبالتالي المقالات قائمة على كشف المستور في سيرة د. منصور خالد، أو هذا ما ترأى لي وقتها. ولذا كنت مشغولا بتحري مدى صحة هذا الإحساس، وكان أن باغته بسؤالي التالي: "..... ومنصور خالد": غيره، فجور في الخصومة، أم إنصافا لحقائق للتاريخ؟ فكان رده على ما أذكر: في الواقع ليس بيني وبين منصور معرفة عن قرب تتيح للخصومة مكان ناهيك عن فجورها. أما الغيرة فلا أعتقد أن لها مكان في هذا المقام. فمشاربنا الحياتية ومواقفنا الوجودية في غاية التباين. فعلى المستوى الشخصي لم يكن انخراطي في العمل العام يوما ما تحكمه تطلعات ذاتيه. فلقد وهبت حياتي للحياة الأكاديمية متفرغا للبحث والاضطلاع أو متطوعا في العمل العام إبان الحزب الشيوعي، مضحيا بكل امتيازات الوظيفة في ذلك الوقت. وحتى راهن اليوم لا أود أن أحيد عن هذا النهج، في حين أنه كانت وما زالت عروض "الاستوزار" تنهال عليّ وأردها بكل أدب وهدوء. في حين أن منصور كان وما زال لا يجد نفسه إلاّ في الاستوزار ومنافعه. وفي هذه الحالة يكون الأقرب إلى الحقيقة هو اعادة ترتيب حقائق التاريخ : }لأن منصوراً استكبر جداً وعكر صفانا السياسي وأشاع الفتنة في البلد لمآرب قريبة المأتي{ حسبما ذكر في مقاله "القوّال". ولذلك كل ما سوف أفعله في هذه السلسلة من المقالات هو التنقيب في ذات التاريخ لأبين كيف كان منصور متورطا في كل البلاوي اللاحقة التي منيت بها مسيرتنا الحديثة.

    كان ذلك – على ما أظن- فحوى رده، وبالطبع لا أملك سوى أن احترم وجهة النظر هذه دون اتفاق أو اختلاف مسبقين طالما أن الأمر لم تتضح معالمه بعد. كما أن علاقتي بكتابة الرجل قد أورثتني خبرة في التعامل مع فكره الذي لا يمكن الإمساك به من أول وهلة أو بقراءة ابتسارية، بقدر ما أنه مسيرة شاقة لتتبع سياقاته المختلفة والتقاط الإشارات والدلالات التي تمور بها كتاباته. ومرد ذلك في تقديري عمق متين وفرادة في زوايا الرؤيا وتنوع في تكنيكات الكتابة نتاج مواهب متعددة. وها هو في هذه السلسلة من المقالات يستدعي شخصيته ككاتب مسرحي متميز ليعتني بالشق الدرامي والإثارة والتشويق، وذلك حين عمد – بتأني- على بناء شخصية منصور على نسق درامي تتكشف وتنضج معالمها بارتفاع وتيرة التكثيف الدرامي، ثم في لحظة "الذروة" يعمل على نسفها بما يشبه الدوي الهائل. وربما كان هذا سببا في كل هذه الضجة والعويل من جانب والصفقة والتهليل من جانب آخر.
    على المستوى الشخصي، أعتقد أن هذا النهج الذي اتبعه قد أضر بعض الشيء بنقاط القوة في الموضوع، وذلك حين جعل من الإثارة مرتكزا أساسيا خصوصا فيما يتعلق بـ"عمالة" منصور، لأنها طغت على الجانب الأهم والأكثر موضوعية وحنكة، وهو اشتغاله على (تعرية الشخصية الفكرية للأخير وتناقضاته الفكرية والاخلاقية وذلك من خلال العمل على فضح "بصمته الكتابية "- على حد تعبير صديق محيسي") ..أو كما أوضحت المقالات. وهو جهد في حد ذاته ، برغم جدليته، ينم عن قدرات بحثية خارقة تستدعي التقدير في الأساس، كما أنها دليل حي على الموضوعية لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه كما هو حادث الآن حين تم اختزال الموضوع في "بينة" العمالة التي باتت سبب كافي للابتذال والتهريج. فالموضوع أعمق من ذلك. ويجب التصدي له بذات الكيفية التي يتساوق فيها حق البحث عن إعادة ترتيب الحقائق التاريخية من منطلق "الشك" كحق مكفول للجميع طالما أن ليس هناك أحد مقدس يعلو على النقد. ويبقى المعيار في ذلك الموضوعية والتقاليد المعرفية المرعية. أما الحديث عن "الغرض" كتيمة بنى عليها د. حيدر بدوي "رديحه" وجعله تهمة توجب التهلكة فهذا مبعثه تقديس الشخوص وعبادة الاسياد. فأين العيب هنا؟ في الغرض أم في تمظهراته؟ فالغرض في ذات تجريده ليس بسبه بقدر ما أنه محرك ودافع أصيل لأي فكر إنساني. ولكن يبقى حكم القيمة سلبا أم إيجابا مرهون بتمظهرات هذا الغرض. وفي مقامنا هذا، يبقى الغرض مرضا حين تسود العلل المعرفية من اطلاقية وتقريرية ودوغمائية. فأين كل ذلك مما هو مطروح في سلسلة هذه المقالات إجمالا؟ فبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما جاء فيها، إلاّ أن هناك جهدا بحثيا وفق الأصول المعرفية غير منكور. فحتى بينة "العمالة" – والتي هي في تقديري – أضعف حلقات الموضوع، لم يألو الرجل جهدا في إيجاد بينة إثباتها.

    صحيح أن منصور قامة معرفية رفيعة وصلت حد المهابة الفكرية، ولكن مع ذلك فهو ليس فوق النقد أو المساءلة التاريخية، شأنه في ذلك شأن عبد الله علي إبراهيم أو زيد من الرموز الثقافية، الاجتماعية والسياسية في السودان، ولكن أن يصل الحال الى مثل هذه الكتابات البائسة لمجرد أن بعضهم يعتقد أنه فوق النقد فهذا هو المحزن. ان التبرع بالدفاع لـ"وجه الحقيقة" – كما أدعى البعض- يجب أن يكون سببا كافيا للتمسك بالرصانة الفكرية والنجاعة النقدية قبل البحث عن تبرئة الرجل كيفما أتفق. وفي هذا الصدد أعتقد أن الأستاذ/ عجب الفيا* ربما كان الأكثر حظا في أن يجود بمداخلة نقدية عميقة استثمر فيها معرفته القانونية ليفند بموجبها "البينة" –كما اسماها- ويضعف من حظوظها. وكل ذلك تم وفق أسلوب رصين والتزام بالموضوعية، لأنه – في تقديري- حصر همه في المنازلة الفكرية وحدها. هذا بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معه بالطبع.

    عموما، كسودانيين، أعتقد أن بنا تخمة من "الاسياد" و"أولياء الله الصالحين"، ولذلك لا حوجة بنا الى أولياء الله "المثقفين"، بقدر ما نحن أحوج ما نكون الى نقّاد يفككون كل ركام الزيف الذي يلف حياتنا ويسهم في إعادة إنتاج تخلفنا بمعدلات عالية. والعقل النقدي الذي أقصده ليس إكسسوارات نلبسها ونتجمل بها وقت اللزوم بقدر ما أنه مبدأ وموقف وجودي غير قابل للمساومة أو التجزئة. وكما قلت من قبل، ليس هناك من أحد فوق المساءلة أو حقيقة تاريخية لا تخضع لمنطق الشك والفحص واعادة القرءاة، ومن ثم ليس من الحكمة في شيء أن تظل "السكلبة" هي السلاح الوحيد في جعبة مثقفينا يخرجونه متى ما مس "أسيادهم" أو مقدساتهم بعض من رشاش النقد؟. وحق لنا التساؤل: ما هو التصور الذي يرومونه لوطن حر ديمقراطي ان لم يكن بمقدورهم أن يبارزوا كل من "هرطق" بسلاح الموضوعية بغية إعادته الى حظيرة الحق أو حتى فضح زيف دعاويه ان أعرض وتولى؟. لا شك عندي أن "الردحي" الذي يميز كتابات معظم مثقفينا وكت حر المفاكرات النقدية ينتمي لإرث تليد من ثقافة المشافهة المؤسس عليها وعينا، ومن ثم فهي لا تضع أي اعتبار أو وزن للعقلانية ، هذا فضلا عن منولوجها الذي لا يتيح لأي طرف آخر المشاركة أو حتى ابدأ رأي مخالف. وهو في هذه الحالة يعمل بالتضاد مع أدب المفاكرة وتقاليد العقلانية المعبر عنها بالكتابة المستوجبة قدرا من الموضوعية وتحمل أوجه الاختلاف ونسبية الحقيقية. فضلا عن ابدأ العناية الفائقة بالقاريء كطرف أصيل لا يكتمل بدونه الديالوج.
    عودة للموضوع، أعتقد أن الحق – كل الحق – مكفول لعبد الله أول غيره من الناس أن ينقبوا في التاريخ العام لأي شخصية عامة أثرت أو ما زالت في ماضينا وحاضرنا السياسي، الاجتماعي، الثقافي والاقتصادي، طالما يعتقد جازما أن هناك حقائق مخفية أمكن له بجهد معرفي خالص أن يضطلع عليها ومن ثم يعتقد أن إظهارها تترتب عليه تصحيح لمفاهيم مغلوطة أو إعادة كتابة التاريخ لفترات مهمة في حياتنا. وكذلك الحق – كل الحق- مكفول لمن يرى غير ذلك ، وعليه في هذه الحالة – ووفقا لشروط المعرفة وتقاليد الكتابة أن يسعى جاهدا لأن يلقم كل دعي حجرا، وذلك من خلال العمل بجدية للكشف عن خطل مزاعمه وزيف دعاويه. والرابح في النهاية "الحقيقة" في تعدد أوجهها والديمقراطية كثقافة وسلوك ممارس قبل أن تكون نظام سياسي. خصوصا وأن هذا الوجه الأخير لها فشل في كل مراحل تاريخنا الحديث لأنه كان عازفا عن أن يستصحب بقية العناصر الممكنة لقوتها واستدامتها.
    انه لمن المحزن أن تضحي كاتبة متميزة كـ"سارة عيسى" بالموضوعية وتلوذ بالنواح لمجرد اعتقادها أن كاتبا مهما وقامة فكرية في حجم منصور خالد ارتقى لمصاف الأولياء الصالحين الذين لا يجوز المساس بهم. والأمر نفسه ينطبق على د. حيدر بدوي، وذلك دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة الدفاع عن فكرتهم أمام القاريء وكأن الأمر مفروغ منه ولا يحتاج الى تبيان!!. وليت الأخت سارة قارنت بين مقالها الأخير عن أزمة مراسلي قناة الجزيرة وما ظنت أنه دفاعا عن منصور خالد، فربما كان ذلك دافعا – مستقبلا- لتجنب مخاطر الكتابة المنفعلة. أما صديق محيسي، الجانب الآخر من الضفة، فبنهج دوغمائي يريد لنا أن نبصم بالعشرة بأن ما خطه قلم دكتور عبد الله كان وحيا لا مزيد عليه، وبالتالي يرقى لخانة الحقيقة المقدسة!. وهذا ضرب فج من الكتابة عفى عليه الزمن ولا يماثله فجاجة سوى كتابات الطيب مصطفى المعنى بالبشارة، ولاعجب.

    لقد مضى زمن طويل ونحن لم نبارح بعد منصة الكتابة "الهيّابة" التي وسمت مشهدنا الثقافي "بالمعنى الواسع للمصطلح" والتي مبلغ قصدها التبجيل والمجاملات أو "النعومة" النقدية في أحسن أحوالها – وكتابات عبد الله فيما يخص الاسلامويين أنصع نموذج – وعندما تغير "جلدها" تسلك في الغالب الأعم وجهتها نحو الكتابة "العيّابة" والتي مبلغ همها الشتم والسباب والتوغل في كل ما هو شخصي وانطباعي بغية الإساءة والتجريح. لقد حان الوقت لأن يتجه المثقف السوداني نحو الكتابة "النقّادة" المعنية بفحص الحقائق واعادة النظر في مصداقيتها دون حجر أو محاذير أو إرهاب مسبق. والعمل بجدية على زلزلة "الوقار" المعرفي والمهابة الفكرية المصاحبة للكثير من رموزنا الثقافية، فذلك وحده كفيل بأن يظهر أننا نخطو نحو العافية الثقافية والفكرية ومن ثم السياسية، ان كان ذلك – حقا- هو المبتغى. فالذين جنحوا نحو الإساءة والتجريح والتقريرية في تجريم الرجل، كان أحرى بهم أن يزلزلوا وقاره المعرفي نقديا كما سعى هو بجهده، وبدلا عن هذا النهج التقريري والاطلاقية الساذجة التي ما انفكت تسعى لدمغه بـ"الكوزنة" أن يسعوا لتأصيل التهمة في سياق الحقيقة الموضوعية بدلا عن هذه اللغة الهتافية التي لا تحترم عقل القاريء. وللرجل نتاج فكري في هذا الصدد يغري بأعمال النقد خصوصا كتابيه: "الإرهاق الخلاق" و "الشريعة والحداثة". ففي نقدهما "لوجه الحقيقة" خير عميم ربما طالت ثماره الرجل نفسه وجعلته يعيد النظر في هذا النهج من "النقد الناعم" للمشروع الاسلاموي السياسي ككل وليس في السودان فقط.

    الكتابة في اعتقادي المتواضع هي فضيلة "الاعتدال"، والاعتدال لا يعني بالضرورة "الطبطبة" أو النفاق، بقدر ما أنه ، في شأن الفكر والمفاكرة، هو اللجوء إلى المنطق والتسلح بالموضوعية والسعي لتقصي دروب "الحقيقة" في تشكلاتها التاريخية وتمظهراتها الاجتماعية – السياسية. وهو حق مكفول لكل ذات شكّاكة-نقاّدة لا تألو جهدا في البحث والتنقيب في كل ما يتصل بشكوكها. ومن ثم فإن "التطرف" هو اللواذ عن مواجهة الشك المنهجي بافتعال التهريج في مسعى التفافي للتنصل عن استحقاقات المعرفة وتحمل تبعات الاختلاف. ولا أظن أن هذا مما يسعد د. منصور خالد. فللرجل باع طويل في هذا الضرب من المفاكرة. بل لا نجازف حين نقول أن جل مجده الفكري وهالته المعرفية قوامها هذا الهاجس الدائم في تتبع مسارات الحقيقة في مظانها. وكل هذا بالطبع محكوم برؤيته الخاصة وزوايا تناوله لها، ولا تثريب. فهو ذات النهج الذي فضح بالدلائل الكثير من رموز مايو، وفصامية حسن الترابي وإدمانه التحدث بلسانين، وتنكبات الصادق المهدي السياسية التي لا حصر لها.....الخ. طيب بالبلدي الفصيح: المشكلة وين؟ للأسف، إنها دوما في هؤلاء الذين يظهرون مسيحية أكثر من البابا. ! ولهم نقول: أرجوكم افسحوا المجال للرجل فمؤكد أنه يستطيع أن يدافع عن نفسه بكيفية أرفع مما يفعلون.

    عبد الخالق السر/ ملبورن
    15/9/2007
    هوامش:
    * ... ومنصور خالد "القوال".. سودانيز أون لاين: منصور المفتاح.

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 09-18-2007, 03:22 AM)

                  

09-16-2007, 04:53 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    تاريخ ما أهمله منصور
                  

09-16-2007, 05:25 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10841

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    لقدام
    لمزيد من الإطلاع والتحاور
                  

09-16-2007, 11:38 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: Nasr)

    شكرا منصور
                  

09-16-2007, 11:43 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-19-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: محمد حسن العمدة)

    شكرا لهذا التاريخ الذي ما أهمله التاريخ .
                  

09-17-2007, 04:04 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: محمد حسن العمدة)

    يا عمده رمضان كريم وكل سنه وأنت والأولاد بخير والشكر موصول لك أنت





    منصور
                  

09-17-2007, 06:23 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: Nasr)

    نعم التأنى فى القراءه يضمن سلامتها ودعنا نقرأ ثانية وثالثه


    لأخ Nasr

    عودتك مهمه وكذلك رأيك وتقبل السلام


    منصور
                  

09-17-2007, 12:27 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    يا سمميه ألف كتر خيرك وعليك السلام



    منصور
                  

09-17-2007, 08:25 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    وهل فى التاريخ عبر





    منصور
                  

09-18-2007, 01:39 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    الأخ منصور ..
    رمضان كريم..

    النظرة التجريدية لهذا البوح الغليظ ..
    يكشف فيما يكشف مدى تغلغل ميراث المركزية ..
    وكيف ( إتحكر) لتزوير أفهام النخبة ..
    فضلّهم عن واقع الوطن الثقافي والإجتماعي..
    ..
    إنه الجيل الذي عليه أن يتحمل تبعات ما عليه الحاضر..
                  

09-18-2007, 03:14 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: محمد على طه الملك)

    عزيزي منصور
    عطبراوي هو ليس محمد عبد الخالق ،
    وما اظنه سيقول ما قال به.
    عطبرواي هو عبد الخالق السر .
    اللنكات ما شغالة.
    محبتي
    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-18-2007, 03:17 AM)

                  

09-18-2007, 01:27 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: osama elkhawad)

    الأخ والأستاذ أسامه الخواض رمضانك كريم والعائله

    التذكر بالإرتباط وبتداعى المعانى كما تقول بذلك إحدى نظريات ذلك العلم فرضت على الأتيان بما فى الذاكره لإرتباط عبدالخالق الإسم والمعنى السامى وجاء عفوا لا قصدا فيه المعروف لديها محمد عبدالخالق وسقط عفوا عنها ما تعرفت به على التو عبدالخالق السر فالعذر لك ولمحمد
    ولعبدالخالق السر لتلك الكبوه غير المقصوده ولك الشكر كله على تصويبى ولك ولمحمد عبدالخالق ولعبدالخالق السر السلام.....................





    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 09-18-2007, 01:52 PM)

                  

09-19-2007, 07:03 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    الملك لك التحيه وربنا يتقبل منك الصيام والقبام

    إن ما نجنى ثماره الآن هو زرع تلك الأجيال وأى زرع ذلك الغارز إلا من بودة شر كلها وسنظل فراجة فى ذلك الواقع ما ظل أولئك فوق حاحاياته
    ولك السلام,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




    منصور
                  

09-19-2007, 12:16 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    للتاريخ شهداء وشاهدين له وصناع




    منصور
                  

09-19-2007, 01:43 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    الرجل كلمة يقولها وموقف يشهد له





    منصور
                  

09-21-2007, 04:06 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    إن إرتباط الحاضر والمستقبل بالماضى كإرتباط البذور والزرع والثمار وبالوقوف على كل تكون الجوده فلا تهملوا التاريخ وساهموا فى الحاضر وتطلعوا إلى مستقبل زاهر,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



    منصور
                  

09-27-2007, 01:34 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    منصور خالد صاتع لبعض تاريخنا وشاهد له...لذا يجب أن يستنطق وتمتحن أقواله ومواقفه وليس فى ذلك نزع له من قلوب محبيه.....................





    منصور
                  

10-22-2007, 06:08 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    تاريخ ما أهمله منصور
                  

09-29-2007, 01:21 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)




    شكراً جزيلاً لك أيها المنصور:
    بطيب أقداحِكَ المملوءة بما يُجبر الذهن أن يعمل . كان و لم يزل الدكتوران منصور وعبد الله على اختلاف البين واختلاف من يرون في الدكتور عبد الله وكأنه قد حمَّل وزر الدهر كله لمنصور منذ أن كان طالباً في الجامعة وصحافياً حين يرى الدكتور عبد الله أنه اختبأ من وراء تحرير صحيفة الناس في الخمسينات أو وزر السودنة و أوزار المتعلمين في انعدام الرؤية لحذقهم الإتباع لا الإبداع فيما عدا قلة لم يتيسر لها أن تُدير دفة الحكم من بعد المستعمر وفق العدالة الاجتماعية
    أما المثقفون فقد استقالوا كما استقال الدكتور التجاني الماحي من الحزب الاتحادي وقال ( إنهم لا يعرفون التاريخ ) . وبتلك غسل التجاني يده مُبكراً من الوزر الراحل مُتراكماً عبر التاريخ ليُحني الظهور .

    نقتطف من مقال الدكتور عبد الله علي إبراهيم :

    Quote: فتجده يستنكر العنصرية بين المثقفين بحسبانها سقطة أخلاقية لا أساس لها في اقتصادهم كما تمثل لنا في السودنة. ولكنه يعتقد أن العنصرية داء يبتلي الله به عامة الناس. ويلتمس لهم العذر في عنصريتهم لأنهم "ضحايا جهلهم بالملل والنحل"(جنوب السودان في المخيلة العربية: 202). فالعامة موضوع للتاريخ لا فعلاً فيه. ولهذا لم يطلب منصور أدب تاريخ العامة أو أرشيف الصفوة الشعبية لأن جهل العامة لا شفاء منه.

    الرأي حول مصطلح الثقافة :

    (1)
    استخدم الباحث الدكتور عبد الله علي إبراهيم مصطلح ( الثقافة ) ، وهو مصطلح له أكثر من معنى ، فهو كمقابل لمصطلح ( culture ) في اللغات الأوروبية تجعله يقابل حالة اجتماعية شعبية أكثر منها حالة علمية فردية رفيعة المستوى كما تبدو من مصطلح الثقافة في اللغة العربية هي الحذق والتمكن ، وثقف الرمح أي قومّه وسواه، ويستعار بها للبشر فيكون الشخص مهذباً ومتعلماً ومتمكناَ من العلوم والفنون والآداب، فالثقافة هي إدراك الفرد و المجتمع للعلوم و المعرفة في شتى مجالات الحياة؛ فكلما زاد نشاط الفرد و مطالعته و اكتسابه الخبرة في الحياة زاد معدل الوعي الثقافي لديه، وأصبح عنصراً بناءً في المجتمع.
    ويستخدم مصطلح الثقافة وفق المفهوم الغربي للإشارة إلى ثقافة المجتمعات الإنسانية ،وهي طريقة حياة تميّز كل مجموعة بشرية عن مجموعة أخرى. والثقافة يتم تعليمها ونقلها من جيل إلى آخر؛ ويقصد بذلك مجموعة من الأشياء المرتبطة بنخبة ذلك المجتمع أو المتأصلة بين أفراد ذلك المجتمع، ومن ذلك الموسيقى، الفنون الشعبية، التقاليد المحببة، بحيث تصبح قيما تتوارثها الأجيال ومثال ذلك الكرم عند العرب، الدقة عند الأوروبيين ، أو رقصات أو مظاهر سلوكية أو مراسم تعبدية أو طرق في الزواج .
    (2)
    وقيل أن أول من استعمل مصطلح ثقافة ليقابل به لفظة culture في العصر الحديث هو ( سلامة موسى ). حين ذكر في أحد أعداد مجلة الهلال :
    "كنت أول من أفشى لفظة الثقافة في الأدب العربي الحديث ولم أكن أنا الذي سكّها بنفسه فإني انتحلتها من ابن خلدون، إذ وجدته يستعملها في معنى شبيه بلفظة (كلتور) الشائعة في الأدب الأوروبي الثقافة هي المعارف والعلوم والآداب والفنون يتعلمها الناس ويتثقفون بها، وقد تحتويها الكتب ومع ذلك هي خاصة بالذهن". عن سلامة موسى: الثقافة والحضارة - مجلة الهلال
    (3)
    إن الثقافة بمعانيها المُتعددة العربية الأصل منها والأوروبية هُلامية الاستخدام ويتهيبها الكثيرون ، واستخدامها فيمن حذق العلوم والآداب والفنون كما وردت في نحت ( سلامة موسى ) في مضاهاته بلفظ ( culture ) بالثقافة فإن المعيار العربي لا يتناسب والذين يعنيهُم المقال المُقتبس أو المقال الأصيل لدى كل من الدكتور منصور خالد والدكتور عبد الله علي إبراهيم ، فيمكننا أن نُنسبهم للثقافة فهما من الذين ثقفوا سنان ذواكرهم بالعلوم والآداب والفنون ونهلوا منها ما تيسر لهم من وقت و زمان ، ولم يزالا في درب تثقيف السنان سائرين .
    أما الذين يعنيانهما فهم حفنة قليلة من الذين أسهموا في حِراك دفة الحُكم وتوزيع الثروات ، بل الذين يعنيانهما هم وفق كل المعايير التي أمامنا :
    ( صفوة المتعلمين ) أو مصطلح ( الصفوة ) ، و حوار الصفوة الذي شارك فيه السيد الصادق المهدي منذ زمان قديم في الصحف السيارة هو المصطلح الذي يُجلس كل أولئك في مقاعدهم الحقيقية ، فالسودنة لمن يسرت لهم دواليب المدرسة الاستعمارية التي نهلوا منها وفق ما تيسر لإدارة دولاب الحكم وهي من الوظائف التي خطط المُستعمر أن تُعينه من ترهل العبء الإداري لا خلق من يحلون محله ، إذ لا يُعقل أن يُربي المستعمر من يطرده ! .
    لذا أرى ( المتعلمين ) أكثر دقة من المثقفين ، وصدق من قال :

    إن في السودان شعب عملاق يحكمه أقزام

    والتحية لكل من يقرأ .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-29-2007, 01:27 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-29-2007, 10:10 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-02-2007, 01:19 PM)

                  

09-29-2007, 10:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)




    نُتمم ما بدأنا بشأن الثقافة :

    (4)

    الثقافة هو مصطلح حديث ، ولم يكن قديماً وفق ما بينا ، بل كان دوماً بمعنى مُغاير ،
    نورد الآيات القرآنية وكلها :
    ثقفتموهم : وجدتموهم
    ثُقفوا : وجدوا

    الأمثلة :

    {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً }الأحزاب61

    {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ }الممتحنة2

    {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأنفال57

    {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء91

    {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }آل عمران112


    *
                  

09-30-2007, 05:45 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)




    إن للحوار والذهن المفتوح
    حلاوة لا يتذوقها إلا المُحب ،

    نأمل من الكاتب : الدكتور عبد الله
    أن يرفدنا بما فعله الدكتور في أديس أبابا
    في مارس 1972 م وإنجاز اتفاقية أديس
    التي تم توقيعها في 3/ 3/ 1972 م .

    فهو من مهندسي الاتفاق وربما يوضح أن التوازن في تناول التاريخ
    يأخذ بالدُنيا بكل تجلياتها ...

    السالب والموجب
                  

10-02-2007, 08:15 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)

    يا أيها الشقلينى...ويا أيها المعلم الحاذق والفنان القدير...وأنت تمارس بذات النسق مهنة التثقيف لله لا تمن ولا تؤذى لا بل تربط بين الفروع والأصول فى المعارف بخيط ضوء وهاج فرأينا دلو إبن خلدون فى جب سلامه موسى لا بل دلو سلامه موسى فى عد إبن خلدون برفق سرفت لنا رهيدة الثقافه بسلسبيل زلالى عذب....وبعقل حكيم وزنت معادلة المطروح فى عكاظ عبدالله على إبراهيم ومنصور خالد ورفعت قدر العلم والعلماء والثقافة وأهل صنعتها وأكدت ما قال به الآخر عن ذلك الشعب العملاق وعن أقزامه الغزاة فيا أيها الشقلينى ليس هنالك أجود من ما أجدت به وليس هنالك أفصح من الذى بذلته للناس بيراع لا لعثمة فيه ولا لجلجه رافعا لقدح عال مقامه بأسهمات صاحبيه والعشم فيك لا ينضب ولا يرق عوده بأن يأتينا دكتور عبدالله بإسهامات منصور فى إتفاقية أديس وغيرها حتى يرى الوجه الآخر من ذلك الرجل وأحسب أن تلك المناشده وبذلك النفس الهادى سوف لا ولن تنتظر كثيرا لا بل ستجد الإستجابه وسنجد الإجابه الشافيه بإذن الله فيا عزيزى الشقلينى دوما تمنحنا الثقه وتمنحنا حقائق الحلم لا أوهام أضغاثه فلك منى السلام ولك منى الدعاء ولك التقدير .................................



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-02-2007, 04:08 PM)

                  

10-02-2007, 04:32 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    (إن للحوار والذهن المفتوح
    حلاوة لا يتذوقها إلا المُحب )

    كنت أتحدث لمن أكن له من متلمس من فوق مقام الحب عن قدرة اللغه وقداستها وسر أفاعيلها عندما نرتقى إلى مصافها السامق السامى
    وعندما تتسامى هى بمضامينها وجمال مواعينها وإشارات الزهو والإرتياح لإستجاباتنا المنفعله بسحرها عزيزى الشقلينى إن لكتابة عبدالله على إبراهيم ومنصور خالد لسحر يؤثر فما بالك فى الكتابه عن بعضهما بعضا ولكل مجساته ومباضعه وأشراطه فيا أيها الشقلينى إن السير فى درب تلك الكتابه لجمال لا يدانى ولا يضاهى كالجمال الذى نتلمسه فى عيون الآخر أو الشاهد كقول
    (واحدين قالوا شفنا الشافها,,,ما شفتوها يا خلانى)

    عزيزى الشقلينى أنت من الذين يصنعون لهذا المنبر مكانه ومن الذين يكنون للوطن الكثير المثير الخطر فلك على جميل أفعالك الشكر ولك الود والتقدير والسلام,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-02-2007, 04:36 PM)

                  

10-04-2007, 03:17 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    بروق خريف التفتيش لعبدالله على إبراهيم تشلع فوق فريق فكر منصور خالد....................



    منصور
                  

10-04-2007, 02:13 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    إن للتاريخ عدسة تعكس المواقف كما هى وإن قراءته ببصيرة وأمانه تبين مواطن السموء فيه وبواطن الإنزلاق...........................



    منصور
                  

10-06-2007, 05:32 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    لو أحسنا الخطى تجاه ما ينبغى فعله لصنعنا حاضرا زاهرا وأسسنا لمستقبل مشرق ولخلفنا أنصع كتب للتاريخ....................




    منصور
                  

10-06-2007, 03:10 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    لا يكون التاريخ مجيدا بتحقيق رغبات الذات ولكن يكون كذلك بتحقيق رغائب الناس............................




    منصور
                  

10-07-2007, 02:34 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    وهل وعد الحوت بالغرق يرعبه................




    منصور
                  

10-07-2007, 11:18 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    تاريخ ما أهمله منصور
                  

10-11-2007, 09:19 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    أخي الحبيب منصور

    سلام على روحك الطيبة وتهاني بالعيد السعيد وبلاد الصقيع تضمك في جوفها وأنا أبحث عنك بحث الحوار لشيخه ، أهو الجفاء؟! التاريخ يا أخي هو أمانة الكلمة وتأريخ الحدث بتجرد.. وديعة الأجيال القادمة لدي الماضي والحاضر .. نحن تعودنا على نكران ذواتنا لأننا نفتقر إلى الشجاعة والصدق والأمانة، فهل يكتب التاريخ والحقائق من لا يتمتع بهذه الصفات؟
    التاريخ هو تمليك الأحداث بصدق فهل يُمَلِّك أنانياً الآخرين شيئاً وقد جبل على حب النفس وإيثا نفسه وإستئثاره بما يملك وما لا يملك من وديعة لديه لنفسه؟

    وأخيراًأرجو أن لا يكون الغياب جفاءً
                  

10-11-2007, 01:31 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    يا أيها الفواح مسكا ويا من تشتهيه الأرواح وتروح اليه وترتاح عند دوحه الوارف وسيال يراعه الذى لا يجف ولا يجفو عزيزى أمانى لك بعيد سعيد وأسئلة كثر تتسابق فى الحضور عنك والأحوال فيا أبوالوفاء أمانى لك الصادقه بعيد سعيد وفرح لا يقطع تياره إلا فرح أكبر منه وأمتع وصادق الود والإخلاص لك ولكنى أتابعك وأتابع كل بوحك وفرائس الإبداع .......................................



    ولك السلام والأمانى


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-11-2007, 02:41 PM)

                  

10-21-2007, 02:49 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    السر فى محل السر والجهر فى محل الجهر إلا فى التاريخ لا مكانة للسريه ولا مكانة لفعلها وكل الأفعال والأقوال يجهر بها رغم أنف هيرودتس......................




    منصور
                  

10-21-2007, 04:42 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    همازى الورود لمازى الجخانين أدعياء الوطنيه هم كالأنبياء الكذبه لا رسالات لهم ولا كرامات دعك عنها المعجزات........................................



    منصور
                  

10-22-2007, 04:03 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ما أهمله منصور....ومنصور خالد (15)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    التاريخ لا يزين ولا يشوه الحقائق بل يعكسها كما هى..................................





    منصور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de