سفير السودان بالكويت - مجافاة الحقيقة ومجانبة الحق - عن دارفور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2007, 09:17 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سفير السودان بالكويت - مجافاة الحقيقة ومجانبة الحق - عن دارفور

    سفير السودان بالكويت
    مجافاة الحقيقة ومجانبة الحق – عن دارفور

    كتب سفير السودان بالكويت يوسف فضل احمد مقالاً طويلاً في مجلة العربي الكويتية الشهرية التي تصدرها وزارة الاعلام بدولة الكويت في عدد شهر نوفمبر 2007 رقم 588 – حشد فيه كماً ضخماً من المعلومات المغلوطة والاكاذيب وطمس الحقائق في محاولة – فيما يبدو- لتجميل وجه نظام الانقاذ المدان عالمياً من مجلس الامن والامم المتحدة ومعظم المنظمات الانسانية والشرفاء في العالم بسبب ما احدثوه في دارفور من فظائع وبشاعات اهتز لها ضمير كل انسان سوي او عاقل في ارجاء الارض . وسأتناول هنا ما خطه ذلك السفير في مقاله .
    بدأ مقاله بنبذة عن تاريخ دارفور في العهد القديم ووقف عند آخر سلطان لدارفور وهو شاو دورشيت 1416 – 1445م وقال انه كان له صلات قوية مع الحرمين الشريفين وكانت له اوقاف , بينما اغفل كلية سلاطين مملكة دارفور والتي دامت لمدة 443 سنة وكان آخر سلطان لها هو السلطان علي دينار 1899 – 1916م حتي قضي علي المملكة الاستعمار الانجليزي المصري في عام 1916م , وكان السلطان علي دينار يبعث سنوياً بالكسوة للكعبة المشرفة , وكذلك بزكوات اهل دارفور لتنفق علي فقراء الحرم , كما انه حفر آبارا للحجاج خارج المدينة المنورة سُميت باسمه وهي آبار علي , وهي ميقات الاحرام لاهل المدينة الي اليوم والي ان يرث الله الارض وما عليها , وغني عن القول ان مملكة دارفور كانت دولة اسلامية تحكم بشرع الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام واهلها جميعهم مسلمون , تضمهم ارض دارفور التي تعادل مساحة فرنسا , ثم تطرق لجذور المشكلة في دارفور وقال ان المسبب هو التصحر الذي ضرب الاقطار المجاورة وبعض اجزاء من دارفور مما ادي الي نزوح القبائل العربية وغير العربية من دول الجوار الي دارفور لتلبية حاجاتهم المعيشية لهم ولحيواناتهم وبعضهم ابالة يسعون الابل والبعض الاخر بقارة يسعون الابقار والغنم فعدوا علي اراضي المستوطنين من الفور والزغاوة والمساليت مما احدث تغييراً ديمغرافياً في المنطقة . وردنا علي ذلك ان اراضي دارفور معروفة لسكانها من القبائل فيما يعرف بالحواكير وتعرف كل قبيلة حدودها وذلك قبل مئات السنين , ومنذ عهد الاستعمار وحتي قبل مجئ هذا النظام كان ينعقد سنوياً مؤتمرات قبلية ينظر فيها فيما ينجم من خلافات ونزاعات بين القبائل وكانوا يحلونها بالتراضي سلمياً وفق الاعراف المرعية والمعروفة .
    وعندما كنت في نيالا اعمل في مكتب تعليم جنوب دارفور في عام 1976م انعقد مؤتمر للصلح بين المسيرية والدينكا في منطقة بحر العرب حضره المحافظ وقيادات المحافظة وزعامات القبيلتين وتمت تسوية المشكلة بالتفاوض والنقاش والاقناع . وكانت جميع قبائل دارفور بمختلف اعراقها تعيش معاً في سلام وتناغم وصلات وثقتها اواصر المصاهرة والاختلاط وكان الجميع يعيشون في امن وسلام , وقد جبتُ بحكم عملي معظم ارجاء جنوب دارفور لتفقد المدارس , فكنا نقابل في كل مكان بالبِشر والترحاب والكرم , فانسان دارفور من اكرم خلق الله .
    واما ما ذكره السفير من استيلاء الوافدين من دول الجوار من تشاد وافريقيا الوسطي والنيجر علي اراضي مستوطني اهل دارفور , فقد تم ذلك بعد ان افرغت هذه الحكومة القائمة الان الارض من سكانها الاصليين بالقتل والحرق وبالفرار , واحلوا مكانهم هؤلاء الاعراب من دول الجوار وبعض قبائل دارفور العربية من الجنجويد والذين كان لهم نصيباًً وافراً في عمليات الفتك والحرق للأبرياء من المدنيين من قبائل الفور والزغاوة والمساليت , وكانت جائزتهم عن ذلك الحلول في اراضيهم .
    وذكر السفير ان الحركة الشعبية لتحرير السودان تسببت واججت الصراع في دارفور , وامدت المتمردين بالسلاح بدعوي التهميش , كما أججت الصراع في شرق السودان ايضاً , وتكونت حركة تحرير دارفور التي تغير اسمها الي حركة تحرير السودان في عام 2002م بقيادة عبد الواحد محمد نور وكذلك حركة العدل والمساواة في عام 2003م بقيادة الدكتور خليل ابراهيم , وغيرها من الحركات فيما بعد , وهناك اغلبية صامتة لم تحمل السلاح ولم تنضو تحت لواء هذه الحركات . كما ذكر ان معظم مؤيدي هذه الحركات من قبائل الفور والزغاوة والمساليت , وهذا ما زعمه السفير من اسباب المشكلة في دارفور , ولكن رئيسه المشير رئيس الجمهورية عزا اصل المشكلة الي (جمل) كان سبب الصراع والحرب بين قبيلتين , ولعل المشير اختلط الامر عليه فذكر حرب البسوس في الجاهلية والتي دارت الحرب رحاها اربعين سنة بين العرب الاشاوس بسبب ناقة ! وزعم ذلك القول بأن الجمل المسبب للمشكلة ايضاً العقيد القذافي رئيس ليبيا .
    ولعلم السفير ان كان لا يعلم ان حركات المطالبة بالانصاف ومقاومة التهميش تكونت منذ عام 1964م وهي حركة جبهة نهضة دارفور وحركات اخري , وتكونت الحركة الشعبية لتحرير السودان في عام 1983م اي بعد 19 عاماً ولربما ساهمت في تكوين حركات دارفور وهي في رحم الغيب ! وكان نضال حركات دارفور سلمياً في اول الامر , واضطرت الي العمل المسلح عندما صرّح رئيس الجمهورية بأنهم جاءوا الي الحكم بالبندقية وانهم لن يفاوضوا الا لمن يحمل السلاح , يعني كما نقول في عاميتنا ( الحكاية رجالة) , وقبلت الحركات التحدي لأن ناس الجبهة ليسوا اكثر (رجالة) من الآخرين .
    وهاجم السفير المنظمات التطوعية والانسانية الغربية العاملة في دارفور ووصمها بأنها جاءت لتصب الزيت علي نار دارفور المتأججة ولتنقل صورة غير حقيقية لما يجري في دارفور وخّص منظمة هيومان رايتس ووتش بنصيب وافر من هجومه , والمرء يأخذه العجب لذلك , فبدلاً من ازجاء الشكر والعرفان علي العمل النبيل الجليل الذي تقوم به هذه المنظمات من ايواء اهلنا المشردين في دارفور الذين حرق الجنجويد وجند النظام منازلهم وسووها بالأرض , فأمدتهم المنظمات بالخيام , ووفرت لهم الطعام والماء النظيف والعلاج والدواء , فجبرت ولو الي حين معاناة ومقاساة هؤلاء البؤساء , وهو الشئ الذي عجزت عنه حكومة المؤتمر الوطني , بل كان عطاؤها لهم قنابل مدمرة من السماء تقذفها طائرات الانتينوف عليهم , ورصاصاً يحصدهم من الارض بواسطة الجنجويد وجنود الحكومة , واغتصاباً للحرائر من نسائهم وحرقاً للأخضر واليابس , ونهباً لممتلكاتهم وحيواناتهم , وكأن هؤلاء البغاة التتار بُعِثوا من جديد بثياب عصرية ! والعدد الذي اُبيد قتلاً وحرقاً يُقدر بمائتي الفاً حسب تقديرات الامم المتحدة والمنظمات الانسانية العاملة في دارفور , ويقدر العدد بثلاثمائة الفاً حسب التقديرات الاخري , وتشرد مليونا نفس جلهم من النساء والاطفال التجأوا الي دولة تشاد المجاورة , والبعض في المعسكرات خارج المدن وهؤلاء لم يسلموا وهم داخل المعسكرات فقد هوجموا من الجنجويد ومن حرس الحدود . وآخرون حملهم الفرار والجأتهم الحاجة واليأس والحفاظ علي الحياة الي اسرائيل والتي يسرت لهم الحياة الكريمة والامن الذي افتقدوه في وطنهم ومن بني جلدتهم ومن جيرانهم الاقربين في بعض دول الجوار !
    وأما منظمة هيومن رايتس ووتش التي اختصها السفير بهجومه , فلولاها لما علم العالم ونحن في السودان بالفظائع المهولة التي يرتكبونها في دارفور بشهادات موثقة من الناجين من المذابح والاغتصابات مما أثار العالم عليهم ازاء هذه الوحشية والهمجية , وهذا هو سبب حقدهم علي هذه المنظمة الانسانية التي كشفت جرائمهم ومخازيهم . وهذه المنظمات الخيرية والتطوعية لا يجمعنا بها دين او لغة او عرق سوي رابطة الانسانية .
    وذكر السفير ان الحكومة تركز علي تقديم الخدمات للقرويين وتنفذ المشروعات الخاصة بدارفور مثل مشروعات الصحة والرعاية الاجتماعية وانشاء السدود والخزانات والطرق والمدراس وبناء المطارات وتأهيل ما دمرته الحرب . وهذا الكلام خيال مجنح جعل من ارض دارفور التي دمروها جنات وعمراناً , بينما في الواقع صارت ارضاً يباب كما يشاهدها النظارة علي شاشات التلفزيون في الفضائيات , ومن نجا من القتل من سكان تلك الارض تشتتوا في فجاج الارض وفي المعسكرات حول المدن في احوال مزرية .
    كما هاجم السفير الولايات المتحدة الامريكية وقال انها ساهمت في تقويض المساعي لحل مشكلة دارفور ومعها المنظمات الكنسية والمنظمات الطوعية الغربية والفضائيات والاذاعات بكل اللغات واللهجات , وقامت بجمع التبرعات لانقاذ دارفور واستنفرت المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات للتعاطف مع اهل دارفور . وانني أخّص هنا الولايات المتحدة الامريكية لما في موقف حكومة الانقاذ من تناقض بيّن ازاءها , فقد قام بزيارة دارفور وزير خارجية امريكا السابق كولين باول , والحالية كوندليزا رايس , واعضاء من الكونجرس الامريكي وطافوا انحاء دارفور وجلسوا مع المشردين ورأوا بأعينهم ما حل بالديار من تدمير وحرق , واستمعوا لقصص الناجين من القتل وعن المذابح التي لم توفر حتي الاطفال والشيوخ والنساء , والاغتصاب الممنهج لكل انثي حتي الصغيرات منهن . كما ضغطت امريكا علي الطرفين المتفاوضين حتي وصلوا الي اتفاقية سلام دارفور بأبوجا – الناقصة – أي مع فصيل واحد هو فصيل مني اركو مناوي في 5 مايو 2006 .
    فعلت امريكا الرسمية ذلك لحل مشكلة دارفور . وعلي الصعيد الشعبي سُيّرت المظاهرات لنصرة دارفور في اكثر من ثلاثين مدينة امريكية ضمت معظم الهيئات والمنظمات والشخصيات , وكلها تستنكر ما حدث في دارفور من فظائع مأساوية احدثتها الحكومة وجنجويدها المتعطشين للدماء .
    هل يعلم السفير ان اطفال وتلاميذ المدارس في امريكا تبرعوا بثمن وجبة افطارهم لأطفال دارفور !؟
    وفي تناقض صارخ مع قول السفير حول دور امريكا يجري موفدو الحكومة الي واشنطن لكسب ودها واسترضائها سراً , وتم ذلك علانية مؤخراً عندما ارسلت ال CIA طائرة خاصة حملت رئيس جهاز الامن الوطني والمخابرات الفريق صلاح قوش الي امريكا وهو رجل النظام القوي والحاكم الخفي في هذا النظام البوليسي , وقد جاهر الرجل مؤخراً بصلتهم الوثيقة بالمخابرات الامريكية وصّرح بافتخار انهم بتعاونهم معها جنبوا البلاد العقوبات علي السودان التي كانت ستفرضها الحكومة والكونجرس الامريكي . يفعلون هذا بينما المظاهرات الغوغائية من انصارهم تسب امريكا ويوعدونها بالويل والثبور وانها – امريكا – دنا عذابها ! اذا لم تستح فافعل ما شئت !
    اما كذبة السفير الكبري فهو تقريره وتأكيده بأن القوات الدولية الهجين الي دارفور ستأتي بموجب بنود الفصل الثامن لميثاق الامم المتحدة وليس بموجب البند السابع . ولتبيان ذلك وكما يقول المثل العربي ( قطعت جهيزة قول كل خطيب ) اورد هنا نص قرار مجلس الامن رقم 1769 بحذافيره نقلاً عن الموقع الالكتروني لبعثة الامم المتحدة بالسودان لمن يود الاطلاع عليه www.unmis.org/arabic/mandate.htm
    (بموجب بنود الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة فان البعثة مخولة لأتخاذ الاجراءات الضرورية في مناطق نشر قواتها , وحسبما تري انه ضمن حدود مقدراتها لحماية افراد الامم المتحدة وضمان سلامتهم وحرية حركتهم , اضافة الي ودون المساس بمسئوليات الحكومة السودانية , حماية المدنيين الذين يتعرضون لأي تهديد مباشر باستخدام العنف الجسدي .)
    ابعد هذا النص هل يصر السفير علي ان القوات الدولية تأتي بموجب البند الثامن وليس السابع كما اكد في مقاله ؟ اشك في ان السفير لم يقرأ النص او قرأه ولم يفهمه , وانا اربأ به عن ذلك وهو خريج قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد في جامعة الخرطوم العريقة ! ولكن ماذا نقول ؟ هل هو الغرض والمرض ؟ الغرض وهو اخفاء الحقيقة , والمرض وهو الكذب الذي هو آفة خُلقية اُبتلي بها الانقاذيون , وهي استراتيجية يعملون بها , شفاه الله من كليهما . وكنت اقرأ المقال واتخيل ان كاتبه عضو متعصب في المؤتمر الوطني وليس سفيراً للسودان ! وللتذكرة بخلفية هذا القرار الدولي عندما صدر من مجلس الامن , فان الحكومة رفضته رفضاً باتاً وخرجت المظاهرات الهائجة الغاضبة في الخرطوم , وخطب المشير البشير رئيس الجمهورية وهو بزيه العسكري واقسم بالله ثلاثاً انه لم يسمح لهذه القوات بأن تطأ ارض دارفور وانه سيتولي بنفسه قيادة المقاومة ضدها , وجاراه في ذلك وزير دفاعه الفريق عبد الرحيم محمد حسين والذي اقسم ايضاً قسماً مغلظاً بالله ثلاثاً بأن دارفور ستكون مقبرة للقوات الدولية , وكان هذا الوزير قد قدم استقالته لرئيس الجمهورية عندما كان وزيراً للداخلية عندما انهارت بناية مستشفي الرباط مباشرة عقب تشييدها , وكانت تشرف عليها وزارته , ولكن لم يقبل الرئيس استقالته بل رقاه الي رتبة فريق وولاه وزارة الدفاع بدلاً من الداخلية . وفي آخر المطاف قبل المشير والوزير والحكومة بقدوم القوات الدولية . وسؤال برئ : هل كّفر الرجلان عن اللغو في ايمانهما المغلظة لا سيما وهما علي رأس حكومة اسلامية اتت لأسلمة المجتمع السوداني كما يقولون ؟!
    وتعرض السفير لمحكمة الجنايات الدولية وذكر انه ليس من اختصاصها محاكمة مواطنين سودانين لأن حكومة السودان لم تصادق علي اتفاق روما لتسليم مجرمي الحرب والجرائم ضد الانسانية لمحاكمتهم في لاهاي , وذلك بمناسبة صدور مذكرة من المدعي العام للمحكمة لتسليم احمد هارون وكوشيب ليمثلا امام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي لمحاكمتهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور , وقد قال المدعي العام للمحكمة السيد لويس مورينو اوكامبو مؤخراً ان رفض حكومة السودان ليس له معني لأن القرار صادر من مجلس الامن وان المتهمين سيساقون حتماً للمحاكمة , ويجدر الذكر ان هناك قائمة تضم اسماء 51 متهماً في جرائم دارفور مطلوبين للمثول اما المحكمة وان احمد هارون وكوشيب هما مقدمة لأستدعاء والقبض علي البقية . ولهذا ترتعد فرائص المجرمين من المسئولين المتورطين في جرائم دارفور البشعة , ويستميتون في تبرير رفضهم للمحكمة الدولية , ولكن لن يجدي رفضهم وممانعتهم فأنهم سيرضخون في النهاية مرغمين كما حدث في رفضهم للقوات الدولية من قبل , لأن الدماء الزكية التي اهرقوها في دارفور , والظلامات البشعة لن تذهب هدراً او سدي , فما ارتكبه الجنجويد الاعراب الجُفاة غلاظ القلوب والاكباد فاق ما تفعله الشياطين لأن الشياطين يضلون البشر ولكن لا يقتلونهم كما يفعل الجنجويد وقوات الحكومة المختلفة .
    قال تعالي ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب ) (البقرة – 179) وقال ايضاً ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ) (النساء – 93) .
    وصبرا ًجميلاً اهلنا في دارفور , وانتم ايها المجرمون لن تفلتوا من الحساب . اوليس الصبح بقريب ؟
    اعرف ان يدافع السفير , اي سفير , عن سياسة بلاده الرسمية ولكن يتم ذلك بايراد الحقائق وبالحجة والمنطق , وليس بالكذب والتلبيس والباس الحق ثوب الباطل .
    ان هذا النظام الماثل نجح فيما اخفق فيه الاستعمار من احياء النعرات القبلية البغيضة وتطبيق سياسة فرق تسد , فقد كان اهل دارفور بمختلف قبائلهم واعراقهم يعيشون معاً في سلام وامان ووئام , وزاد من تمتين اواصر العلاقات بينهم ما كان من مصاهرات , وان حدثت مشاكل كالتي تحدث في كل مجتمع بشري كان يتم تسويتها بالعرف والتقاليد المرعية ومن ثم تعود المياه الي مجاريها صافية كما كانت . وكنا نحن السودانيين شعباً واحداً موحداً مما امكننا من الوقوف ضد الاستعمار واجلائه عن بلادنا , فقد تناسينا قبائلنا وعشائرنا , فكلنا سودانيون يجمعنا السودان الوطن , وانا هنا اتحدث عن تجربة حية عشتها قبل احدي وخمسين سنة .
    ان تاريخ الجيش السوداني ناصع ماجد ولكن حوله هذا النظام الي أداة لقتل المواطنين بعد ان شرد الآلاف من الشرفاء من رجاله , وسخره لقمع الشعب حتي تظل حفنة من الحكام وشرذمة من الناس تسيطر علي البلاد ومقدراتها .
    وقد كان سجل السلك الدبلوماسي مشرفاً ورائعاً حتي في عهود الدكتاتورية وقبل استيلاء الجبهة القومية الاسلامية علي الحكم , فكان سفراء السودان رجالاً ذوي خُلق وعلم ودراية . وافرغ نظام الجبهة الخدمة المدنية والقوات المسلحة والشرطة من الشرفاء والاكفاء , وأحلّ مكانهم اصحاب الولاء من انصارهم مما اسموه سياسة التمكين , فأعطوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون , وكان ما اجترحوه وبالاً علي السودان واهله .
    ان ديننا الاسلام هو دين العدل والرحمة والتسامح وهو الدين الذي نشأنا عليه ونموت مستمسكين به , ولا اعلم حقيقة الدين الذي هم عليه والذي يبيح لهم الظلم وسفك الدماء والافساد في الارض !

    هلال زاهر الساداتي
                  

11-11-2007, 09:52 PM

محمد على النقرو
<aمحمد على النقرو
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سفير السودان بالكويت - مجافاة الحقيقة ومجانبة الحق - عن دارفور (Re: هلال زاهر الساداتي)

    الاخ هلال لك التحية
    مقال رائع يجلى الحقائق لمن أراد
    ان يعرف الحقيقة.


    لك منى كل الود
                  

11-12-2007, 08:38 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سفير السودان بالكويت - مجافاة الحقيقة ومجانبة الحق - عن دارفور (Re: هلال زاهر الساداتي)

    الاخ محمد علي النقرو
    لك التحية والود
    لا خير فينا ان لم نقف في وجه الظلم والبغي , والساكت عن قول الحق شيطان اخرص , وان الجبهجية كالزبد الذي يذهب ُجفاء ويمكث في الارض ما ينفع الناس , وسيعود سوداننا وشعبنا حراً كريماً أبياً.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de