|
|
 حميدتي يسطر علي الميدان في دارفوروالباقية اعلام فقط وقطاع طرق
|
قيادات الفصائل تجمد ألقابها في انتظار الهيكلة
تقرير- أبو زيد صبي كلو
*أمهلت الوساطة المشتركة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي الحركات الرافضة لاتفاق أبوجا ثلاثة أسابيع أخرى لتوفيق أوضاعها قبل الدخول في المفاوضات المباشرة المقبلة مع الحكومة التي قالت إنها ستستأنف في يناير المقبل دون تحديد تاريخ لها ،واكدت الوساطة انها ليست لها النية حالياً في نقل المحادثات من سرت إلى مكان آخر وأشارت الى ان أي حديث في هذا الشأن سابق لأوانه وبرز اتجاه قوي داخل الوساطة المشتركة لاشراك مكونات دارفور في المحادثات المباشرة المقبلة وبالتحديد تنظيمات المجتمع المدني والمرأة والنازحين واللاجئين وزعماء القبائل والمجموعات العربية فضلاً عن ممثل ينوب عن زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور حفاظاً لماء وجهه.
ü وإذا كان توحيد الفصائل المسلحة يشكل حالياً حجر عثرة في استئناف المحادثات التي تواجه الآن بعقبات جديدة أشد وطأة وستطيل أمد استئنافها وعلى رأسها اتجاه الأمم المتحدة بفرض عقوبات جديدة ضد الخرطوم جراء اتهامها بتعويق عملية قوات اليوناميد في الاقليم والتي ربطت الوساطة المشتركة نشرها في الإقليم بأن تسير جنباً الى جنب مع العملية السياسية بالاضافة الى بوادر توتر في العلاقات بين الخرطوم وانجمينا بسبب اتهامات انجمينا مما سينعكس سلباً على سير العملية السلمية باعتبار تشاد من دول الجوار المنخرطة في قضية دارفور ومن المسهلين في محادثات سرت، وقد اتهم رئيس الوزراء التشادي الخرطوم بدعم المتمردين التشاديين بجانب استدعاء وزارة الخارجية التشادية سفير السودان في انجمينا عبد الله الشيخ حيث أبلغته احتجاج انجمينا الرسمي على عبور ما بين 4 إلى 10 عربات للمتمردين التشاديين الى داخل الحدود السودانية على خلفية قتال يدور شرقي تشاد.
وهناك أيضاً بوادر تمرد من المليشيات المتحالفة مع الحكومة أشهرها مجموعة محمد حمدان الشهير «بحميدتي» الذي أعلن انضمامه للجبهة الثورية المتحدة بقيادة ابراهيم الزبيدي وذلك بعد ان رفضت الخرطوم مطالبه المتعلقة باستيعابه برتبة لواء وثلاثين آخرين من كبار مقاتليه برتبة عقيد في القوات المسلحة واشارت معلومات بأن حميدتي تم تسليحه بحوال (80) عربة لاندكروزر محملة بالدوشكا وآليات ثقيلة وان مقاتليه يفوقون الـ1500 مقاتل.
ü وتكتلت الحركات حتى الآن فى خمس مجموعات وهي حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل ابراهيم وحركة تحرير السودان الوحدة بقيادة عبد الله يحيى وحركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور، هذه المجموعة لم تشارك في لقاء جوبا وتطلق على نفسها الحركات الرئيسية.
أما المجموعة الثانية والمعروفة بمجموعة جوبا وتتكون من كتلتين الاولى حركة تحرير السودان بقيادة أحمد عبد الشافع وتضم عشرة فصائل وهي قيادات ميدانية قطاع شمال دارفور بقيادة الدكتور صالح آدم اسحق وحركة تحرير السودان بقيادة أحمد عبد الشافع وحركة تحرير السودان القيادة الميدانية بقيادة آدم بخيت وحركة تحرير السودان بقيادة ابراهيم أحمد ابراهيم والقيادات السياسية والعسكرية بقيادة الحاج يوسف أبكر، انشقت عن خميس أبكر والجبهة الثورية السودانية بقيادة موسى حامد موسى وحركة العدل والمساواة القيادة الميدانية بقيادة المهندس محمد صالح حربة وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة الدكتور ادريس ابراهيم ازرق والقيادات الميدانية قطاع جنوب دارفور بقيادة صديق مساليت والقيادات الميدانية بعديلة بقيادة محمد علي كلاي والكتلة الثانية هي الجبهة الثورية للمقاومة والتي تضم حركة العدل والمساواة القيادة الميدانية بقيادة بحر أبو قردة وحركة تحرير السودان بقيادة خميس أبكر وحركة الاصلاح والتنمية بقيادة العقيد جبريل عبد الكريم والجبهة الثورية المتحدة بقيادة ابراهيم الزبيدي وحركة الجبهة الثورية الديمقراطية بقيادة صلاح أبو ُُصُرة ،ومن المقرر ان تغادر الجبهة الثورية للمقاومة جوبا غداً الى الميدان لاجراء مشاورات واسعة مع قواعدها حول قرارات جوبا ومن ثم هيكلة الجبهة، بينما قررت حركة تحرير السودان التي تضم عشرة فصائل البقاء في جوبا لمواصلة مشاوراتها واجازة نظامها الاساسي وهيكلة الكتلة. وكانت كتلة حركة تحرير السودان في جوبا قد اصدرت بياناً أكدت فيه انهم تخلوا عن ألقابهم الرئاسية والقيادية في سبيل الوحدة وانهم لن يختصموا أو يقتتلوا مع رفاقهم في جبهة الثورة للمقاومة ومع كل قوة تؤمن بالثورة أو على اختلاف معهم وانهم سيواصلون الحوار مع الذين لم يشاركوا في لقاء جوبا في اشارة الى كل من خليل وعبد الواحد وقررت الكتلة ارسال القائد سليمان مرجان الى باريس لاقناع عبد الواحد محمد نور لا بالعودة الى التنظيم قبل انطلاق المفاوضات وإلا سيتم تصعيد أحمد عبد الشافع مكانه.
ورحب وفد الوساطة المشتركة بقيادة كل من كبير مفاوضي الأمم المتحدة نائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان تاي زيرهون وكبير مفاوضي الاتحاد الإفريقي السفير سام إيبوك اللذان قاما برحلات ماكوكية في غضون الأسابيع القليلة الماضية بين جوبا وبعض المواقع بشمال دارفور، بالخطوات التي اتخذتها الفصائل لتوحيد صفوفها وأبديا تفاؤلهما بإمكانية مشاركة جميع الفصائل في المحادثات المقبلة بما فيها فصيل عبد الواحد محمد نور .
لكن الواقع يكذب ذلك التفاؤل حيث ان التكتلات التي قامت عليها الحركات خاصة مجموعة جوبا هشة، لأنها قامت على ضم أفراد ومنشقين عن تنظيماتهم وليس تكتلات قائمة على ضم أو دمج فصائل لها وجود فعلي في الميدان، فضلاً عن عدم قدرة أو نجاح الحركات حتى الآن في التنسيق وتوحيد رؤاها ومواقفها التفاوضية فيما بينها وقد فعل ممثلو الحركات بجوبا حسناً باتخاذهم قراراً صائباً حينما طلبوا من الوساطة المشتركة إمهال فصائلهم فترة زمنية أخرى لمواصلة المشاورات، وحددت الوساطة مهلة بثلاثة أسابيع لتطرح الحركات ما توصلت إليه في جوبا على قواعدها في الميدان حتى لا تكرر تجربة جبهة الخلاص وتدخل في مواجهة مع قواعدها في الميدان إذا ما رفضت قرارات جوبا.
وترى كثير من الدوائر والمنظمات والهيئات المهتمة بقضية دارفور أن التوصل إلى حل سياسي في دارفور في ظل الظروف الحالية والواقع الراهن الذي يعيشه الإقليم بعيد المنال، وأن أية عملية سلام ستفشل ما لم تتخذ كثير من الإجراءات والتدابير من قبل الوساطة المشتركة من بينها إشراك أطراف أخرى في طاولة المفاوضات من أصحاب الشأن سيما ضحايا الصراع من المدنيين وقدم كل من كولن توماس وجون بندرقاست الناشطان في منظمة كفاية استراتيجية لإحراز نجاح في محادثات سرت المقبلة وطرحا أربع قضايا، اعتبرا انها يمكن أن تساعد في الحل، وهي التعويضات باعتبارها اعتراف بالضرر الذي لحق بالمتضررين ونزع سلاح الجنجويد باعتبار أن أهل دارفور لن يقبلوا بأية اتفاقية لم تنص بصورة واضحة على عملية مراقبة دولية في نزع سلاح الجنجويد، وحكم ذاتي للإقليم قبل الانتقال إلى تفاصيل قسمة السلطة والتمثيل السياسي لأهل دارفور وذلك بتوسيع قسمة السلطة لتشمل أصحاب المصلحة من المتضررين وتنظيمات المجتمع المدني . وطالبت مجموعة الأزمات الدولية في آخر تقرير لها أيضا بتوسيع المشاركة في عملية السلام ليشمل تنظيمات المجتمع المدني والنساء والنازحين واللاجئين وبعض القبائل العربية وانتقد التقرير استراتيجية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي التي قال إنها لم تتمكن من التأقلم مع الحقائق الجديدة على الأرض المتمثلة في تنفيذ سياسات مدبرة من قبل المؤتمر الوطني الذي ذكر التقرير بأنه يريد أن تعم الفوضى في الإقليم فضلاً عن انقسامات وتشرذم الحركات، ولكي تجد الاتفاقية المقبلة المحتملة تأييداً واسعاً ومشاركة فاعلة من أهل دارفور اقترح كولن وقاست أن تشمل المحادثات المقبلة كل حكومة الوحدة الوطنية حتى يصبح كل من حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قيمين على الاتفاقية النهائية المحتملة لدارفور وحتى لا تموت الاتفاقية أثناء عملية التنفيذ.
بجانب مشاركة فصيل كبير مساعدي رئيس الجمهورية مني أركو مناوي والحركات الرافضة لأبوجا والمجموعات المتحالفة معها بجانب مشاركة المجتمع المدني حتى يشعر قطاع أوسع من أهل دارفور بامتلاك الاتفاقية الأمر الذي يزيد من دائرة التأييد لها.
وترى الوساطة المشتركة أن كثيراً من القضايا التي أثارتها تلك الدوائر قد أخذتها في الحسبان ومنذ وقت مبكر من خلال المشاورات التي أجرتها مع مكونات دارفور وأن ما تقوم به الوساطة هو بداية لعملية سياسية متزامنة مع بداية انتشار القوات الهجين، وهي عملية تقول إنها تدعم بعضها البعض.
هذه هي الفكرة الأساسية كما يقول المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان يان الياسون، ونجحت الوساطة حتى الآن في انتزاع الموافقة من جميع الحركات للمشاركة في المحادثات المقبلة عدا فصيل عبد الواحد محمد نور الذي جدد في تصريحات صحفية له أخيراً رفضه للمشاركة في أي محادثات ما لم يتم نشر القوات الهجين ونزع سلاح الجنجويد، لكن الياسون يقول إن شروط عبد الواحد هي نفس النتائج التي تريد الوساطة المشتركة التوصل إليها عن طريق المفاوضات، وأضاف "إذا كان من الممكن تنفيذ هذه الشروط المسبقة فلسنا إذن في حاجة إلى مفاوضات"، ويعتقد الياسون أن هذه المرحلة ليست مرحلة فرض العقوبات على الأطراف الرافضة وإنما مرحلة الإقناع، بيد انه عاد وقال "إذا وجد في مرحلة أن هناك تحدياً كاملاًَ فإنه سيقدم هو والدكتور سالم احمد سالم اقتراحاً لفرض عقوبات من مجلس الأمن"، ويعتقد سالم أن حل المشكلة يحتاج إلى وحدة في موقف مجلس الأمن وتعاون من دول الجوار وإرادة سياسية من جانب الخرطوم والحركات، كما يعتقد أن أهل دارفور هم قوة الضغط المهمة في إقناع الرافضين.
وأعلنت الوساطة أنه لا نية لها لتغيير مكان المفاوضات تلبية لطلب عدد من الحركات، وقال الناطق الرسمي باسم الوساطة المشتركة احمد فوزي في اتصال هاتفي مع "الصحافة" إن الأماكن التي كانت مقترحة لعقد المحادثات ستة ووجدت الوساطة أن ليبيا هي المكان الذي لم يكن عليه اعتراض، وكان سالم قد قال انه إذا عارضت جميع الأطراف المكان فلن نضحى بالمحادثات من أجل المكان بينما رفض رفيقه الياسون نقل المفاوضات إلى مكان آخر قائلاً : "الأهم ليس أين نذهب ولكن المهم هو ما إذا كان الحركات مستعدة الآن للدخول في المحادثات. وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت قد أعلن أنه سيقابل رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لإقناعه بالمشاركة في المحادثات ووجه نداءاً للحركات التي توحدت في جوبا لإعلان وقف إطلاق النار مراعاة لحرمة شهر الحج وأعياد الميلاد ودعاها لاتخاذ اتفاق أبوجا أساساً في المفاوضات المقبلة، ودعت منظمات دولية مجلس الأمن أن يهيء العصا والجزرة المطلوبين لتركيز الأذهان على المفاوضات وتقديم التنازلات من الأطراف المتفاوضة، كم دعت إلى مشاركة دول الجوار المتمثلة في تشاد، إريتريا، ليبيا ومصر في المحادثات باعتبار أن لديها مصالح كبيرة في مستقبل السودان السياسي وحتى لا تعمل تلك الدول على تقويض العمل في طاولة المفاوضات إذا لم تشعر بتلبية مصالحها.
|
|
 
|
|
|
|
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست