إدارة الصراع بالطريقة السودانية.. د. حيدر إبراهيم علي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2007, 08:32 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إدارة الصراع بالطريقة السودانية.. د. حيدر إبراهيم علي


    Last Update 22 اكتوبر, 2007 08:42:23 AM

    إدارة الصراع بالطريقة السودانية

    د. حيدر ابراهيم علي

    تنعكس الثقافة السائدة في مجتمع ما على ممارسة السياسة وبالتالي ادارة الصراع والنزاعات الناتجة عن العمل السياسي، لذلك كانت الازمة الراهنة بين المؤتمر ال

    وطني والحركة الشعبية لتحرير السودان دليلاً ساطعاً على تأثير الثقافة والشخصية الاساسية في العمل السياسي. فقد تصرّف الطرفان بسودانية يحسدان عليها، وسمعنا تعبيرات المفاجأة وعدم التوقع وتغيير المواقف والضغوط والمؤامرة، وهي مفاهميم تسود في السياسة العاجزة وسياسة الصدفة وعدم التخطيط والتوقع وقراءة المستقبل.

    ونحن نعلم ان اهم مميزات السياسي قدرته على التحليل السليم والصحيح. وبالتالي يستطيع ان يتوقع ويضع الاحتمالات، ويكاد يتنبأ بسلوك الآخر ولكن السياسة البلدية كما في السودان، مثل مركب على الله تسيّرها الرياح والظروف ولا تعرف الى أين تسير ومتى تقف؟ فمن الواضح ان الامور داخل حكومة الوحدة الوطنية تمضي بقوة دفع ذاتية أولى، بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل. وعاش الطرفان في شراكة لاتعرف الحوار والتواصل وبالتالي النقد والمراجعة. ورغم ان الطرفين يلتقيان داخل مجلس الوزراء على الاقل مرة في الاسبوع، ولكنهما يفضلان إثارة خلافاتهما أو اختلافاتهما في وسائل الاعلام.

    يتميز السوداني بقدرة غريبة، اذ يمكن ان يقبل بأمر يرفضه في داخله، فهو قد يتزوج من لا يحب، أو يعمل عملاً لا يرغب فيه، وهذا ماحدث في اتفاقية نيفاشا، فقد فهم المؤتمر الوطني من البداية وهذا ما اعلنه نافع علي نافع، ان هذا الاتفاق هو أحد وسائل تفكيك نظام الانقاذ سلمياً. وهذه هي السياسة الامريكية بعد العام 1996م، والتي ترى إعطاء النظام فرصة ما سمى بالهبوط الناعم (smooth landing) فقد اصبح السودان مثل طائرة مخطوفة ويجب عدم التضييق على الخاطفين لدرجة تجعلهم ينسفون الطائرة بقصد أو دون قصد. والمتمعن لنصوص وتفاصيل الاتفاقية يصل الى نتيجة واحدة، وهي ان هذا الاتفاق لو طبق حرفياً لن يبقى من حكم الانقاذ أي اثر غير تاريخ ماض. وكان المفاوضون الانقاذيون يدركون هذا الهدف ولكن لم يكن لديهم أي بديل تحت ضغوط العالم واستحالة الانتصار في الحرب التي كلفتهم كثيراً وقد يكون المستقبل أسوأ خاصة لو أغضبوا الوسطاء. وبدأ المؤتمرالوطني مبكراً خطط افشال الاتفاقية أو افراغها من مضامينها الحقيقية، وقد ظهر ذلك في تطويل المفاوضات وخلق العراقيل وعودة الوفود الى الخرطوم في كل صغيرة وكبيرة، وارهاق المفاوضيين. وشرب المؤتمر الوطني السم، كما قال الامام الخميني عند قبوله وقف الحرب مع الخليج. ولكن كما صرح أحد قادة المؤتمر الوطني لا يمكن أن يمارسوا انتحاراً سياسياً. ومنذئذ بدأت عملية كيف تأكل (الكيكة) وتحتفظ بها في نفس الوقت؟ هذا فعل لا يستطيعه إلا الحواة وهذا ما عشناه مع الانقاذ التي رفضت ان تتحول الى حكومة وطنية اذ مازال نافع يصرّح بان القرارات هي محاولة لتحقيق حلم القضاء على الانقاذ! وكأن نظن انها قد ذابت في حكومة الوحدة الوطنية أو حكومة البرنامج.

    اما الحركة الشعبية، فقد قبلت بالاتفاق لانها ادركت عدم قدرتها على كسب الحرب، فالحركة وعدت منذ سنوات بدخول جوبا ولكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي والمعنوي، واعتبرت نفسها غير خاسرة في الاتفاق الذي يعطيها كل الجنوب وبعضاً من الشمال. ومن ناحية اخرى كانت خطة التفكيك التدريجي ستمضي بنجاح تحت قيادة جون قرنق بكل ما يملك من قدرات واهمها ثقته في قدراته هذه ولكن السماء انحازت للانقاذ واخذت قرنق الى عالم آخر. وجاءت الحركة الشعبية، بعد حزن وضياع، للحكم في الخرطوم مع شريك يملك كل أدوات الخبث والاختراق والابتزاز. ولقد صدق احد الاسلاميين حين اعتبر نظامهم الحالي دولة بني امية الحديثة أو الامويين الجدد. وبالفعل فيهم الكثيرمن سلوك معاوية البرقماتي والذي يعطي الغابة قيمة عليا ولا تهمه قذارة الوسائل فقد كانت اجهزة الانقاذ تمتلك ملفات شخصية لكل الاعضاء لا ترصد صفاتهم السياسية وفعالياتهم فقط، ولكن اضافت الى ذلك معلومات عن اهوائهم وهواياتهم وأمزجتهم وحين حل وفد الحركة الشعبية في فندق(green village) كانت الاجهزة قد بدأت الاختراق والابتزاز. ومن جانبها الحركة الشعبية لم تستغل زخم الاستقبال وآمال شماليين كثيرين في سودان جديد ولا يمانعون من قيادة الحركة بل سعوا للانضمام لها. ولكن الحركة تعاملت معهم بتعال فائق. وظنت انها قادرة على مقارعة الانقاذ، وتعاملت بعقلية الانصار والمهاجرين، فهنا كمقاتلين و(commanders) لا يمكن مساواتهم بثوار منتديات العاصمة، وفي نفس الوقت نسيت الحركة الشعبية تماماً حلفاءها الموقعين معها على ميثاق القضايا المصيرية في اسمرا العام 1995م. ورفضت اي تعليق أو نقد للاتفاقيد حتى من المؤيدين.

    استفرد حزب المؤتمر الوطني المنظم والغني والمهيمن على مفاصل الدولة والقابض على الاعلام، بالحركة الشعبية والتي أتت قياداتها وكوادرها من الغابة وحرب العصابات الى السلطة والسياسة الملتوية، وهي في الاصل حركة وليست حزباً، لذلك نتوقع التيارات والتكتلات المتصارعة داخل الحركة وصعوبة الاتفاق على القرارات مهما كانت حاسمة ومصيرية. وتركت الحركة وزراءها كل يحارب معركته بالطريقة التي يريدها لذلك قد يتمرد محمد يوسف احمد المصطفى او تنحنى تابيتا أو يصمت بيتر كوك. وفي النهاية هنالك فريق متماسك هو المؤتمر الوطني يلعب ادواره بدقة. وفريق آخر لا تجمع بين افراده اي خطة جماعية هو الحركة الشعبية، وركن وزراء الحركة الى الشكوى، رغم ان الشكوى لغير الله مذلة، والى النقنقة لدرجة يتغلب دورهم المعارض على موقعهم كشريك. ولم يحاول وزراء الحركة الشعبية ممارسة السلطة التي منحتهم اياها اتفاقية السلام الشامل. وصرنا نسمع اموراً غريبة مثل ان وكيل الوزارة في الوزارة الفلانية هو الوزير الفعلي. ولكن علينا الا ننسى ان حزب المؤتمر الوطني قد قتل القط للحركة الشعبية في نزاعهم حول وزارة النفط والطاقة. وفي ذلك لوقت كان المؤتمر الوطني على استعداد لفض الشراكة او على الاقل هدد بذلك لو اصرت الحركةعلى موقفها، وتنازلت الحركة. والآن عليها ان تتحمل بشجاعة تداعيات عدم تمسكها بحقوقها المنصوص عليها في الاتفاقية. كما استطاع المؤتمر الوطني استمالة بعض وزراء وتنفيذيي الحركة وانحازوا الى قرارات وتوجهات المؤتمر الوطني. ولم تحاسب الحركة الشعبية اعضاءها ولم تتابع اداءهم وتركت الامور تتدحرج حتى وصلت الى قرارات جوبا.

    من أهم سمات الشخصية السودانية، عدم تعبير السوداني عن مشاعره الحقيقية. فالسوداني لا يعبر عن آرائه ومواقفه تجاه الآخر مباشرة وامامه. ويسمى هذا السلوك تهذيباً وادباً سودانياً. بينما هو النفاق نفسه وغياب الشجاعة الاخلاقية، وتساءلت لماذا صمتت الحركة الشعبية وصمت المؤتمر الوطني طوال هذا الوقت خاصة بعد المواجهة العلنية بين كير والبشير؟ كان علي نافع وعبدالقادر والخطيب ان يخجلوا وهم يعددون كل هذه الفترة وكان يمكن ان يستمر الصمت والتواطؤ على انتهاكات الحركة للاتفاقية لو لم تفجر قرارات مؤتمرات جوبا. ومن الواضح سوء النية في المؤتمر الوطني فهو يرصد اخطاء الحركة ليس بقصد اصلاحها ولكن لاستخدامها، في مثل هذا اليوم. وهذا دليل ناصع على عدم الجدية والصدفة في الوصول الى سلام حقيقي ووحدة جاذبة، فالشريك الاكبر يمد حبل الاخطاء لشريكه ويستمتع بعجزه في الاداء الوزاري. ويمارس المؤتمر الوطني جرأة منقطعة النظير في الحديث عن الفساد في الجنوب، والحركة لانها اقرت ببعض الممارسات تقف موقف المدافع ولكن عليها بنفس الطريقة مهاجمة الفساد المستشري في الدولة. ونفس الشيء عن الديمقراطية، يتجرأ شخص لم يستطع حتى الآن نفي تهمة التعذيب عن نفسه، وينبري لمهاجمة حديث عن الديمقراطية، وينطبق قول الشاعر تماماً على الحركة: (ومن يهن يسهل الهوان عليه).

    هذه ملاحظات حكمها حيز المقال، ولكن حتى الخروج من الازمة ستحكه الثقافة السودانية: الاجاويد، الحلول الوسط، التأجيل والمماطلة..الخ، ولكنها فرصة اخيرة للطرفين لاحياء عملية. وهذا يتطلب من المؤتمر الوطني ان يكون قومياً وديمقراطياً ونفس الشيء من الحركة الشعبية. قضية تهم السودان كله ولا تحل إلا بوسائل ديمقراطية حقيقية.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de