دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟!
|
كيف تقرأ أو تسمع الخبر؟ وما هو رد فعلك تجاهه؟ ما هو الشعور الذي ينتابك؟ وهل سيؤدي سماعك للخبر إلى تغيير في سلوكك أو مشاعرك تجاه (موضوع الخبر) أو كل ما يتصل به؟ كيف يصاغ الخبر بطريقتين مختلفتين مثلا، ليؤدي في كل طريقة منهما إلى رد فعل مختلف تماما، مع أنه نفس الخبر؟ سأتحدث هنا عن التفنن في صياغة الأخبار وغيرها من وسائل توصيل المعلومة بغية تحقيق مطلب محدد لصاحب الرسالة وذلك لمصلحة القارئ الذي يسمع أو يقرأ الأخبار دون خلفية معرفية لحيل الصياغة التي يقصد منها أن تتولد لديه مشاعر وأحاسيس معينة تجاه موضوع الخبر، ينتج عنها فعل وجداني أو مادي يكون هو الهدف المقصود من بث هذا الخبر بالطريقة التي ورد بها. وسأحرص على طرق الأمر بشكل بسيط غير معقد، مع التنبيه إلى أن ما أود تناوله هو من ضمن العلوم التي يدرسها أصحاب التخصصات الإعلامية، ولكن القارئ سيجد فائدة كبيرة إذا عرف خلفيات تعدد الصياغات لتغيير المعنى، أو للوصول إلى هدف بعينه. وقبل البدء سأسألك سؤال جاوبه بينك وبين نفسك:
ما هو شعورك تجاه أخبار فلسطين؟! هل تحب سماعها، أم تتعامل معها بحيادية، أم تتجاهلها، أم تكرهها؟! ..........
نواصل..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
إذا قام احد ما بإعلامك أن (فلان حدث له كذا وكذا) فعند سماعك الخبر يتولد لديك شعور، إما (متعاطف) مع فلان هذا، وهو في هذه الحالة، شعور (إيجابي) أو غير متعاطف مع موضوع الخبر، وهذا شعور (سلبي) أو غير مهتم، وهو شعور (محايد) وهذا يتعلق بعدة أمور، أولها مدى ارتباطك بـ (فلان) موضوع الخبر، وتأتي بعدها مباشرة (طريقة توصيل الخبر) وهي الصياغة التي نعنيها هنا. فحامل الخبر يوصله لك حسب أسلوبه، وربما يتعمد أن يولد لديك (شعورا) مباشرا عند سماعك الخبر.. وإذا عدنا لذاكرتنا فسنجد عددا من النماذج الشخصية التي حدثت لنا عند سماعنا أخبارا عن أشخاص نهتم بهم. ...... أخبار فلسطين، ظلت تحتل حيزا كبيرا في وسائل الإعلام لذا دعونا نتخذها مثالا لتوضيح فكرة تحوير الصياغة لتغيير مفاهيم القارئ وسلوكه ومشاعره تجاه مادة الخبر. ..........
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
هذا الخبر تداولته أجهزة الإعلام بالأمس:
صيغة الخبر لو كان حدث قبل 10 سنوات، مثلا:
قام العدو الصهيوني الغاشم بغارة جوية على قطاع غزة اسقط خلالها عددا من الصواريخ على سيارتين، أدت إلى استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة 9 من المواطنين الفلسطينيين. وأفادت مصادر مطلعة أن القتلى ينتمون إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
صيغة الخبر الآن في بعض الأجهزة الإعلامية: استشهد 4 فلسطينيين وأصيب 9 آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارتين تابعتين لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة.
صياغة أخرى للخبر، في أجهزة إعلامية أخرى: قتل 4 من عناصر كتائب القسام التابعة لحركة حماس وأصيب 9 آخرون في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، استهدفت سيارتين كان يستقلهما عناصر حماس.
لنقارن بين الأخبار في صياغاتها المختلفة.
الخبر الأول احتوى على عبارات: العدو الصهيوني الغاشم استشهاد فلسطينيين مواطنين فلسطينيين كتائب الشهيد عز الدين القسام حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
الخبر الثاني احتوى على عبارات: إسرائيلية استشهد آخرون حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
الخبر الثالث جاءت فيه عبارات: إسرائيلية قتل عناصر كتائب القسام حركة حماس آخرون
إذا عند مقارنة الصيغ الثلاث لنفس الخبر، نجد أن عبارات مثل (العدو الصهيوني الغاشم) اختفت، وتم استبدالها بكلمة (إسرائيل) وقد جاء هذا الاستبدال على مراحل، فأولا أزيحت كلمة الغاشم، وبعدها أزيحت عبارة العدو الصهيوني تماما من الإعلام العربي (ما عدا القليل جدا). ثم نأتي لكلمة (استشهاد وشهيد) فنجدها قد وردت في صيغتين، واختفت في الثالثة وتم تبديلها بكلمة (قتل).. أما كلمة (فلسطينيين) فقد أو (مواطنين فلسطينيين) فقد اختفت من الصيغة الأخيرة، وتم الاستعاضة عنهما بذكر أنهم ينتمون لحركة حماس، كما ترد عبارة (آخرون) بدون الإشارة إلى أنهم فلسطينيين.. بعدها نأتي لعبارة (كتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس) فبعض صيغ الأخبار تخلو من كلمة (الشهيد) إذا ذكرت الكتائب، كما أنها تختزل اسم الحركة إلى (حماس) فقط. ... بعد ذلك سنتناول أثر تغيير الصيغ في هذا الخبر لدى المتلقي.. وهل تتعمد وسائل الإعلام فعلا تغيير العبارات وإخفاء أو إظهار تسميات مختلفة؟
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الأخوة نشأت ود. عادل.. أشكر لكما الاهتمام ولكما التقدير..
نواصل: إذا، أنت تسمع الخبر، وتتلقى المعلومة، فينتابك شعور معين تجاه (موضوع الخبر) ولكنك لا تنتبه لسبب هذا الشعور، ولماذا أصبح الخبر (ثقيلا) أو (مملا)، بدلا من أن يؤدي إلى تعاطفك أو إشفاقك أو يعطيك إحساس بالألم. كما أنك تحس أحيانا بالكراهية تجاه الضحية، بدلا من أن تشعر بها تجاه المعتدي!! هل يعقل هذا؟ نعم.. راجع إحساسك تجاه بعض الأخبار، ستجد أن الضحية في نظرك (يستاهل) ما يحدث له، فهو المخطئ، أو هو سيء، أو هو متعصب، أو ..
إذا عدنا للمثال السابق، نجد أن الصيغة الأخيرة مثلا، تعمدت تغيير كلمة (استشهاد) إلى (قتل) وتعمدت نسبة المقتولين إلى (عناصر حماس) بدلا من نسبتهم إلى (فلسطين). فإذا افترضنا أن الصيغة هذه فيها رسالة متعمدة، فسنجد أنها أولا تجعل المتعاطف مع فلسطين والفلسطينيين (محايدا) في هذه اللحظة، لأن المقتولين ليسوا فلسطينيين، بل هم من عناصر (كتائب القسام) أو حماس، الهدف الثاني أن يشعر المتلقي أن هؤلاء القتلى ولأنهم ينتمون إلى كتائب.. فهم أساسا (مارقين للموت) أو (هم السبب لأنهم يهاجمون إسرائيل) أو هم (إسلاميون متعصبون) المهم في الأمر أنهم (يستاهلو) في النهاية حسب نظرة كل طرف من هذه الأطراف، وطبعا هناك من يشعر تجاههم بتعاطف، ولكن تعاطفه هذا أيضا فيه انحراف (متعمد) فهو يتعاطف معهم لأنهم من (حماس) إذا هو ضد (فتح) أو غيرها، أي أنه لا يتعاطف مع فلسطين ككل. لا ننسى أن تفريغ صيغ الأخبار من العبارات التي تستدر التعاطف أو الإحساس بالشفقة، أو الحماس تجاه (القضية الفلسطينية) جعلت الناس تمل هذه الأخبار، أو تنفر منها، أو تعتبرها مثلها مثل أي مادة أخرى كما قال الأخ د. عادل..
ولنجيب على السؤال السابق، هل تتعمد وسائل الإعلام تحريف صيغ الأخبار؟ فنقول نعم.. بل هناك مؤسسات صحفية وإعلامية تتعمد عند إجراء المعاينة للعاملين فيها سؤالهم عن رأيهم في من ينفذ عملية (يموت هو فيها) ضد الإسرائيليين، هل نعتبره (استشهادي) أم (فدائي) أم (انتحاري)..؟ وعن المقاومة العراقية هل هي (إرهاب) أم (مقاومة).. ويتم تعيينه حسب إجابته حول أسئلة من هذا القبيل.
ولو لاحظتم لأخبار الجزيرة مثلا مقارنة بقناة العربية ستجدون الجزيرة تقول: الجزيرة.. وقالت القوات الأمريكية أنها قتلت عددا من (ما تسميهم) الإرهابيين. العربية.. وقالت القوات الأمريكية أنها قتلت عددا من الإرهابيين. دون إيراد عبارة (ما تسميهم) أو (حسب تعبيره/ا).
ملاحظة، نحن نتحدث عن الأخبار التي تحمل مضمونا (سلبيا) وهناك أخبار تحمل مضمونا (إيجابيا) سنتطرق إليها لاحقا. كما سنتطرق إلى أمثلة عن أخبار السودان.. في أجهزة الإعلام الداخلية والخارجية، بإذن الله.
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عادل فضل المولى)
|
الأخ العزيز عادل أشكرك على المرور، وأنتظر إسهامك.
متصل:
الحمار يحمل أسفارا ملاحظة مهمة يجب التنبيه إليها: ليست كل وسائل الإعلام (تتعمد) صياغة الأخبار بصورة معينة لتوجيه رسالة ما إلى المتلقي.. بل هناك وسائل بعينها تعتمد أساليب خاصة بها في الصياغة، أبرزها عالميا مؤسسات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية والصحفية الكبرى في أمريكا مثل صحف واشنطن بوست ونيويورك تايمز .. وشبكات abc و cbs و fox new التلفزيونية، وكذلك شبكة bbc البريطانية والتايمز، واللوموند الفرنسية.. وغيرها، إضافة إلى وكالات الأنباء الكبرى مثل رويترز، الفرنسية أ ف ب، الأمريكية أ ب، وعربيا يمكننا ذكر تلفزيون الجزيرة والعربية وصحيفة الشرق الأوسط والأهرام ووكالة (الشرق الأوسط) المصرية على سبيل المثال . أما معظم وسائل الإعلام فهي مجرد (ناقل) لهذه الأخبار. ويمكننا أن نجزم بأن وسائل الإعلام السودانية (كلها) تقريبا بما فيها وكالة الأنباء (سونا) والتلفزيون والصحف، تنقل الأخبار، أو تصنعها دون وجود أي منهج يعتمد في (الصياغة) وبتجاهل تام لأثر الصياغة على المتلقي.. بالطبع لا نتجاهل هنا حرص هذه الوسائل على (مضمون الخبر)، ولكن حديثنا لا يتطرق للمضمون وإنما كيفية إيصال هذا المضمون للمتلقي عبر وضع الخبر في صيغة معينة. ونعيد أن الخبر (يحمل نفس المضمون) ولكنه يؤدي رسالة مختلفة (حسب صيغته).
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الأخ العزيز مكسب.. تشكر على الزيارة والدعم الذي نحتاجه بالفعل، لك خالص الود. العزيز نشأت.. لك كل التقدير.. وسنواصل بإذن الله
متصل: أبجديات دس الرسائل. ربما يسأل أحدهم، لماذا نتحدث عن الصياغة ولا نتحدث عن المضمون؟ ولماذا تدس الرسائل من خلال (الصياغة) فقط؟ أولا لأن المضمون (مادة الخبر) متاح لكل شخص، أو بعبارة أخرى، تستطيع وسائل الإعلام كلها أن تبث نفس الخبر. فالتغيير في المضمون سيكشف كذب الوسيلة التي تفعل ذلك. ثانيا، لا تستطيع وسيلة الإعلام أن تأتي بخبر (مفبرك) أو (مختلق) لتوصل به رسالتها، ففي هذه الحالة ستفقد مصداقيتها لدى المستقبِل، أو متلقي الرسالة. لذلك تعتمد على مضمون الخبر المتاح. إذا، وبما أن المضمون متاح للجميع ووسيلة الإعلام لا تستطيع أن تأتي بخبر من عندها، فمجال بث الرسالة الخاصة بها هو (التلاعب) في صياغة هذا المضمون المتاح. ومن هنا أتى التفنن في دس الرسائل (المسمومة) أو غير المسمومة وسط مادة خبرية متاحة للجميع ويتلقاها الجميع من مختلف الوسائل. ولكن التلاعب في الصياغة يعتبر تغييرا في المضمون!!؟ نعم، ولكن المكونات الأساسية للخبر تظل موجودة، أي أنك لن تستطيع أن (تغالط) الصحيفة أو القناة التلفزيونية أو الإذاعة، وتقول لها هذا ليس هو الخبر الصحيح. فكل مكونات الخبر تظل موجودة. إنما يأتي التلاعب من هذه النواحي: أ- تغيير العبارات. ب- تغيير مواقع العبارات. ج- تغيير مواقع الجمل. د- التقديم والتأخير، أو تغيير مواقع الفقرات. هـ - ..........نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
أنت مواطن سوداني.. ولكن ما هو تقييمك للسوادان؟! أو ماهي نظرتك لهذا البلد من ضمن بلدان أخرى؟؟!
بلد فقير. من ضمن البلدان الأكثر فقرا. مواطنيه فقراء، وأميون، ونازحون، ولاجئون، ودخلهم من ضمن الأقل دخلا في العالم. نسبة الأمية 70 بالمائة أو تزيد. الجهل متفشي، المرض متشفي، الملاريا، الأيدز. حروب، دمار، حروب أهلية، عنصرية، تجارة رقيق، إبادة عرقية، كوارث، مجاعات. مشاكل سياسية، فساد، اطهاد، قوانين طوارئ، سجون، اعتقالات، تعذيب. غياب.. حقوق الإنسان، الحريات...
هذه البلاوي كلها، تملأ صدورنا، وصدور غيرنا، وتقلق منامنا، وتملأنا إحباطا وإحساسا بالدونية والعجز وفقدان الأمل..
هل هناك ألفاظ غير هذه يتداولها الإعلام..؟؟ أليس في السودان أي أفعال، حقائق، فعاليات، غير هذه؟!
بالتأكيد.. هناك حقائق غير هذه، وربما يتداولها الإعلام، ولكنها لا تصلنا وإذا وصلتنا فهي لا ترسخ في أذهاننا.. فما هو السبب؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
السبب هو تركيز أجهزة الإعلام على الأخبار الكارثية، الحدث، والإثارة، لأنها الأكثر لفتا للانتباه، هذا بافتراض حسن النية. أما إذا افترضنا سوء النية، فأجهزة الإعلام تستخدم حريتها في نشر ما تريده وتجاهل ما تريده. هذا يضاف إلى (مزاج) المتلقي، فأنت ما دمت تضع صورة للسودان في ذهنك بهذه الدرجة من القتامة والمحبطات، لن تستسيغ تلقي خبر معاكس (لمزاجك) فحتى لو وجدت الخبر وقرأته لن يجد مكانا في نفسك، فلديك مناعة داخلية ضد هذه الجرثومة الخبرية الجديدة. وقد تشكلت لديك هذه المناعة بسبب تواتر الأخبار (السوداء) وتواليها وربطها ببعضها البعض، وبسب أن البيئة الخارجية، تدعم (مصداقية) هذه الأخبار، فالحكومة بالنسبة لك سيئة، وضعيفة، وفاسدة، وهي التي تغذي الحرب، والفقر، ولا تحارب الأمراض و...إلخ. فكيف تمكنوا من إيصالك لهذه المرحلة..؟ مع أن هناك أخبار (بيضاء) بل (لن تصدقني) ربما تكون أكثر من الأخبار (السوداء)!؟ مثال: أورد زميلي عادل فضل المولى خبرا عن توقعات البنك الدولي لنمو الاقتصاد السوداني بمقدار 10.3% في العام القادم، والتضخم سيكون بنسبة 7%. وأن السودان بذلك يعتبر الثاني في العالم من حيث ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي. هذا خبر (أبيض). لكنه سيدخل آذاننا من اليمين ويخرج من اليسار.. فلا مكان له في (مزاجنا) الذي يعكره تشكيل الحكومة.. ولن يجد الحيز الذي وجده خبر (اعتذار غازي صلاح الدين).. وبالمناسبة هل لاحظتم أحدا روج لخبر (أداء بونا ملوال القسم)؟!! قارن ذلك بأخبار (توقع) اعتذاره..
نعود للخبر السابق، النمو الاقتصادي.. هذا الخبر لو ورد في وكالة رويترز مثلا.. سيرد كالآتي توقع البنك الدولي أن يصل النمو الاقتصادي في السودان إلى 10.3% العام القادم، وأن يصل معدل التضخم إلى 7%، وتأتي توقعات البنك إثر بدء تنفيذ اتفاق السلام الذي أوقف (أطول حرب أهلية في أفريقيا)، مع (استمرار النزاعات في دارفور والتي سبق أن وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر كارثة إنسانية في العالم).. (والتي أدت إلى قتل وتشريد قرابة 2 مليون مواطن) و(استمرار النزاع المسلح في شرق السودان)كما يظل السودان (ضمن قائمة أمريكا الداعمة للإرهاب). ويتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة التي وصفتها المعارضة بأنها (حكومة إقصائية ولا تمثل الكيانات السودانية ذات القاعدة العريضة) هكذا.. ربط.. لابد أن تربط الخبر في ذهن المتلقي بالصورة السوداء المرسخة داخله، لا تجعل هذه (الجرثومة الخبثية) تدخل وحدها، فربما تجد مقاومة ضعيفة، لا بد أن تربطها بالإطار المجهز...
ملاحظة: أي مطلع على أخبار الوكالات وبالذات (رويترز) سيجد أن الخبر لديها مربوط بهذه الطريقة، يعني أنا لم أخترع ذلك، فهو حادث، وسأحاول أن آتي بخبر حقيقي من الوكالة بإذن الله.
ونواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
نعود لوسائل التفنن في إيصال الرسائل المدسوسة في صياغة الخبر قلنا إن التوجيه للرسائل الخفية يتم عبر : تغيير الألفاظ، وقد تحدثنا عن ذلك في مثال أخبار فلسطين وتغيير مواقع الألفاظ والجمل، وسبق توضيح ذلك. ثم تأتي عملية (التقديم والتأخير) أو تغيير مواقع الحقائق أو الفقرات الأساسية في الخبر. وسنضرب لذلك مثالا بخبر تم بثه اليوم مرتبط بأمريكا والعراق.. وسنقارن بين ترتيب الحقائق في الخبر بين قناتي الجزيرة وفوكس نيوز.. وأمامي القناتين وأنا أتابع أخبارهما..
نص الخبر في الجزيرة: قال الجيش الأمريكي إن 3 من جنوده قتلوا في هجومين منفصلين باستخدام عبوتين ناسفتين جنوب وغرب بغداد، كما قتل 7 عراقيين 5 منهم موظفون يعملون في وزارة النفط العراقية، عندما انفجرت سيارة مفخخة قرب حافلة تقلهم. من ناحية ثانية أعلن الجيش الأمريكي أنه أطلق سراح نحو 500 معتقل من سجن أبو غريب، ضمن 1000 معتقل قال إنه سيفرج عنهم في وقت لاحق هذا الأسبوع. كما قالت الشرطة العراقية إن 5 معلمين قتلوا مع سائقهم على يد 10 مسلحين يرتدون زي الشرطة، اقتحموا مدرسة ابتدائية.
الحقائق التي أوردها الخبر حسب الترتيب: - قتل 3 جنود أمريكيين - هجومين منفصلين باستخدام عبوتين ناسفتين - في جنوب وغرب بغداد - قتل 7 عراقيين 5 منهم موظفين في وزارة النفط - إطلاق سراح 500 معتقل في سجن أبو غريب - وعد بإطلاق سراح 1000 معتقل. - قتل 5 معلمين على يد 10 مسلحين يرتدون زي الشرطة. لو كنا أمريكيين فسننظر إلى قناة الجزيرة بأنها صاغت الخبر بطريقة سلبية لتوصيل رسالة إلى المشاهد.. والدليل على ذلك أن ترتيب الوقائع في الخبر جاء بتقديم الوقائع السلبية على الوقائع الإيجابية كالتالي:
- قتل 3 جنود أمريكيين - سلبي - هجومين منفصلين باستخدام عبوتين ناسفتين - سلبي - في جنوب وغرب بغداد - محايد - قتل 7 عراقيين 5 منهم موظفين في وزارة النفط - سلبي - إطلاق سراح 500 معتقل في سجن أبو غريب - إيجابي - وعد بإطلاق سراح 1000 معتقل - إيجابي - قتل 5 معلمين على يد 10 مسلحين يرتدون زي الشرطة- سلبي
إذا بدأت القناة أولا بإيراد أكبر حقيقة سلبية في الخبر (في نظر الأمريكيين) وهي مقتل جنودهم. ثم تلتها بحقيقة سلبية أخرى (في نظر الأمريكيين والعراقيين). ثم حقيقة سلبية، تلتها حقيقتين إيجابيين (كان لابد أن تأتي بهما) واختتم الخبر بحقيقة سلبية.
يأتي هنا الأثر على المشاهد (المتلقي) الأمريكي سلبيا، دون شك، لأن الخبر يحتوي على حقائق سلبية أكثر من الحقائق الإيجابية، كما أنه بدأ واختتم بحقائق سلبية وضاعت الحقيقتين الإيجابيتين في وسط هذه الكلية (السلبية). وهو كذلك في نظر المشاهد العربي المؤيد لأمريكا، عراقي أو غير عراقي. أما في نظر المشاهد العربي المناهض للوجود الأمريكي في العراق، فهو في غاية الإيجابية إذ تنقلب عنده كل السلبيات (ضد) أمريكا إلى إيجابيات.
Fox news أما فوكس نيوز فتعمد إلى نشر الخبر حسب الترتيب التالي: - إطلاق سراح 500 معتقل في سجن أبو غريب - وعد بإطلاق سراح 1000 معتقل. - قتل 12 عراقيا، بينهم 5 موظفين في النفط، و5 معلمين قتلوا على يد 10 مسلحين. - وفي هجومين منفصلين باستخدام عبوتين ناسفتين - في جنوب وغرب بغداد - قتل 3 أمريكيين (مع تعمد حذف كلمة جنود)
أي أنها تأتي بالترتيب حيث تكون الحقائق الإيجابية هي الأولى، وبعدها حقائق شبه محايدة، ثم حقائق محايدة، وفي المرتبة الأخيرة يأتي الخبر السلبي وتتعمد تخفيف حدته بإخفاء كلمة (جنود).. معظم القنوات الأمريكية لا تقول (قتل جنود أمريكيين) إلا نادرا جدا، وتستعيض عن ذلك بالقول (أمريكيين) فقط، كما أنها تستعيض عن كلمة قُتل killed بكلمة مات died.
وتتراوح الصياغات للخبر حسب اقتراب الوسيلة الإعلامية أو ابتعادها عن هذين القطبين.
وسنعود بإذن الله للحديث عن أخبارنا..
| |
|
|
|
|
|
|
الرسائل المسمومه ...شرح مبسط (Re: عبد الله عقيد)
|
Quote: ويمكننا أن نجزم بأن وسائل الإعلام السودانية (كلها) تقريبا بما فيها وكالة الأنباء (سونا) والتلفزيون والصحف، تنقل الأخبار، أو تصنعها دون وجود أي منهج يعتمد في (الصياغة) وبتجاهل تام لأثر الصياغة على المتلقي.. بالطبع لا نتجاهل هنا حرص هذه الوسائل على (مضمون الخبر)، ولكن حديثنا لا يتطرق للمضمون وإنما كيفية إيصال هذا المضمون للمتلقي عبر وضع الخبر في صيغة معينة. ونعيد أن الخبر (يحمل نفس المضمون) ولكنه يؤدي رسالة مختلفة (حسب صيغته). |
الي عقيد اشكر تطرقك لموضوع حيوي يلفت انتباه كل اهل الصحافة في المنبر لكن اود تدوين ملاحظات طفيفة علي ما اوردت وادعو الاستاذ عثمان فضل الله للمرور علي البوست لاني اعتبره استاذي ولا يجوز في حضرتة كعضو بالمنبر ان ادلو بدلوي لكني ساتطاول قليلا لا اتفق مع الاخ عقيد في ان وسبائل الاعلام المحلية لا تهتم بالصياغة لكن دعنا نستثي الاعلام الرسمي ممثلا في الاذاعة والتلفاز ووكالة الانباء الرسمية فهي مرتبطه بسياسة تحريريه حكوميه بحتة تجعل التعامل مع الخبر في اطار المعلومه الايجابية التي تخدم رؤية الحكومة دون اعتبار لاي شئ اخر لكن بالنسبه للصحف وليس كلها طبعا فالتعامل مع الصياغة مميز جدا خذ مثال( الراي العام) لا يرضخ الصحفي للمعلومة وخلاص انما يكون حريص علي خلفيات واشارات تخدم الخبر وتعكس صورة محسوسة للكلام ودا احدث الاساليب في الكتابة الخبرية وبتقوم علي تجاوز صيغة (فعل) اي اعلن، اكد،اوضح ، انما مباشرة الدخول في رؤية او قراءة لمالات المعلومة وما يمكن ان تتمخض عنه او ربطها بخلفية ذات صلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
ود عقيد لك الود
اولا لابد من الاشاده بالمحاوله ولكن تلوح وبوضوح بعض الهنات الكبيره فى مبحثك هذا ان جاز لنا تسميته بذاك فى مقدمتها اعتماده وبشكل كبير على مرجع واحد ولايمكنك ان تكون منصفالا اذا عدت الى اكثر من مرجع لان فن صياغة الخبر به عدة مدارس اولها المدرسه التقليديه والتي تقول ان الخبر مقدس والراى حر وبعدها نشات العديد من المدارس مثل الاعتباريه والتفخيميه الاختزاليه والانشائيه وغيرها وتسمي مجتمعه بالمدارس الحديثه اذا الموضوع كبير وشائك قليلا اما محاولتك فهي لاتنفك من الحديث الكلي عن نظرية المؤامره او ما اسميته بدس السم فى الدسم وهذه اخى لايمكن ان نناقشها باعتبارها فضفاضه لان امر الخبر وكيفية كتابته محكوم بعدة منطلقات فى مقدمتها السياسه التحريريه للمطبوعه المعنيه وهذه ايضا تتحكم فيها عوامل اخري يتقدمها وضع الحريات المتوافره للمطبوعه وهكذا بمعني انك لايمكن ان تنتظر ان يكو ن خبر البي بي سي مطابق لخبر السي ان ان او رويترز او سونا
اتمني ان اكون قداوضحت ولي عوده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عثمان فضل الله)
|
اخي الحبيب عثمان فضل الله أشكرك على هذه المداخلة الكريمة
وأخشى أن استيعابك للموضوع جاء من نفس وجهة نظر الأخت مزدلفة. فالأمر لا يتعقل بمدارس صياغة الخبر ولا تجويده من ناحية مهنية صرفة. ولا بالسياسية (التحريرية) للؤسيلة الإعلامية. فليس لدينا خلاف في ذلك.. كما أن حديثي ليس له علاقة بنظرية المؤامرة، حتى لو كان فيه (دس). إنه يتعلق بتوجيه الرسائيل عبر التلاعب في صياغة الخبر. مع الاحتفاظ بجودة الصياغة وما تتبعه المطبوعة من أساليب في الصياغة..
وبما أنك ترأس قسم الأخبار في صحيفة الرأي العام السودانية فسأوضح وجهة نظري بالخبر الرئيس للصحيفة اليوم. وهذا هو نص الخبر كما نشرته الصحيفة:
Quote: في لقائه بمستشار الأمم المتحدة لحماية المدنيين وزير العدل يؤكد جدية الحكومة في محاكمات دارفور مينديز يدعو لتسهيل دخول المحققين والحصول على الوثائق
وكان المستشار الخاص تفقد الأوضاع في دارفور، والتقى بعدد من كبار المسؤولين.الى ذلك أكد محمد علي المرضي وزير العدل في لقائه أمس بالمستشار الخاص لحماية المدنيين استمرار المحاكمات في دارفور وجدية الحكومة في محاكمة كل من يثبت ارتكابه لجرائم هناك. وناشد الوزير -حسب إس.ام.سي- المنظمات الدولية لتعزيز الجهود التي تقوم بها الحكومة وعدم إعطاء إشارات سالبة لحركات التمرد وإدانة الخروقات التي تقوم بها.وأشاد المستشار الأممي بتعاون السودان مع المنظمة الدولية وأكد أهمية استمرار الحكومة في الحوار مع المجتمعات المختلفة في دارفور بغرض الوصول الى مصالحة شاملة في ولاياتها الثلاث.وفي السياق أكد وزير الخارجية لام أكول أن حكومة الوحدة الوطنية تسعى الى تحقيق السلام ليس في الجنوب ولكن في أنحاء السودان كافة.وقال خلال لقائه مينديز أمس إن الفصائل المسلحة في دارفور يجب أن تتوحد لحل مشكلة دارفور، وشدد على أهمية احترام ما تم الاتفاق عليه في النواحي الإنسانية أو وقف إطلاق النار في دارفور. من جهته، ركز مينديز على أهمية المصالحة داخل المجتمعات في دارفور بما يمكن من الاستقرار |
هذا الخبر، من ناحية تجويد في الصياغة، ليس فيه شيء ولكنه من وجهة نظري يخدم وجهة نظر معينة، وربما تكون وجهة نظر الحكومة. لماذا؟ ولنأخذ الجزء الخاص بمينديز: فقد بدأ الخبر بأنه (يدعو) للتعاون الجاد مع المحكمة الدولية ثم جاء في الفقرة الثانية أنه (قال) أن المحكمة الوطنية لم تقم.... ثم جاء في نفس الفقرة (وركز) على أن حكومة الوحدة الوطنية مسؤولة عما سبق ثم ورد (ورأى) مينديز أن النازحين يفقدون الثقة في الأجهزة العدلية السودانية ثم (وذكر) أن أطراف النزاع يسيسون الأوضاع في دارفور ثم (وأبان) أن الجنجويد لا يزالوا منظمين لكنهم لا يحاربون
نكتفي بهذا القدر، وأنا قلت أن هذه الصياغة توضح أن الصحيفة تتعامل مع الخبر من وجهة نظر طرف الحكومة.. فإذا كانت تتعامل معه من وجهة نظر الطرف أو الأطراف الأخرى، المضادة للحكومة ماذا تقول..؟؟ أولا تبدأ الخبر بالحقائق السلبية، وليست (المحايدة التي بدأت بهاالراي العام) وتختمه بحقائق أسلبية، وليس كما اختتمته الرأي العام بحقائق شبه إيجابية أو محايدة. من وجهة نظر الحكومة. فيكون الخبر كالأتي:
اتهم المستشار الخاص للأم المتحدة لحماية اللاجئين من الإبادة الجماعية، جوان مانديز المحكمة الوطنية الخاصة بمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور بعدم القيام بأمر جيد حتى الآن، ورأى مينديز أن النازحين يفقدون الثقة في الأجهزة العدلية السودانية. ودعا مينديز في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس الحكومة السوداينة إلى التعاون الجاد مع المحكمة الجنائية الدولية عبر السماح بدخول المحققين، وتسهيل الحصول على الوثائق من الجهات المسؤولة في البلاد. معتبرا حكومة الوحدة الوطنية مسؤولة عن ما حدث في الماضي. كما ذكر أن أطراف النزاع في دارفور يسيسون الأوضاع، مؤكدا أن الجنجويد لا يزالوا منظمين كمليشيات حتى وإن لم ثبت مشاركتهم في الحرب مؤخرا.
وسنكمل بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: حسن الملك)
|
أستاذنا البروفيسور حسن الملك تشرفنا بهذا المرور البهي
وأشكر لك إضافتك القيمة التي تؤيد ما قصدت إليه في هذا البوست. وهو "أن التدخل التوجيهي في كثير من الجوانب قد اضر وسمم روح التفاعل الإنساني مع الحدث". وقد أبنت أكثر حينما قلت أن "الرؤى التي تخدم تيارات بعينها بأنانية ممعنة...". تلوث إنسانيتنا، وتجعل تقييمنا يختل للأشياء، ونظرتنا تختلف فننظر إلى الضحية باعتبار أنه جنى على نفسه، ولمن يقاوم الظلم بأنه سفاح أو إرهابي، ومن يسعى لكسب حريته بأنه متمرد وعاصي. بل زادتنا إرباكنا لدرجة أننا أصبحنا ننظر لمن يقاوم (هنا) باعتباره إرهابي ومن يقاوم (هناك) باعتباره مناضل. فرسخت فينا هذه النظرة المزدوجة لما كان يعتبر من الثوابت خللا في تقييم الأمور وتشتتا في الفكر. وحديثك عن خدش السيارة الذي نظرت إليه باعتباره كارثة تفوق كل الكوارث التي شاهدتها في الأخبار، هو بالفعل (كما قصدت أنت) دليل على أن ما يحدث لمن يفترض أن يكونوا اختوتنا في الإنسانية أصبح لا يساوي بنظرنا شيء، رغم قسوته. فقد ساقتنا الأخبار عن قصد إلى اعتياد مناظر الدم والقتل والدمار ولم يعد يدهشنا شيء، فإن مات مئة في العراق اليوم وغدا عشرة وبعدها ألف ننظر إلى ذلك باعتباره مجرد أرقام تزيد وتنقص.
سعدت بحضورك.. وارجو أن تعاود الإسهام ولك المودة والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عثمان فضل الله)
|
أخي العزيز ابو محمد أولا أؤكد لك أنني لا أزايد على وطنية صحيفة الرأي العام
Quote: وانت اعدت كتابة الخبر بما يصلح منشورا وليس خبرا لان صياغة الخبر رساله وهذا هو الفارق بين الصحفى المهنى والصحفى ذى الاجنده لان الرجل لم يتهم المحكمه وانما انتقدها وهناك كما تعلم فارق بين الانتقاد والاتهام |
نعم، أعدت كتابة الخبر بما يصلح منشورا وليس خبرا، وكل هذا البوست يتحدث عن هذه الجزئية بالذات، وعن صياغة الخبر عندما يراد منه أن يكون (رسالة)، وعن الصحفي أو المؤسسة الصحفية ذات الأجندة. وأرجو أن تجد وقتا لإعادة قراءة البوست بهذا المفهوم.. أنا واثق أنك ستكتشف أنني اجتهدت لتوضيح هذا الرؤيا التي كتبتها أوضحتها أنت هنا..
أما مسألة أنه لم (يتهم المحكمة) وإنما (انتقدها) فهذه نظرتك أنت كصحفي مهني تسعى لتوصيل الخبر بتجرد وحسب العبارات التي نطق بها الرجل وما صاحب حديثه من تعابير وإشارات. أما (أنا) كطرف آخر، يريد توجيه رسالة (مسمومة) عبر هذا الخبر، فإنني أقوم بصياغته (كمنشور) وأستخدم نفس عبارات الرجل بتعديل بسيط يحول (الانتقاد) إلى (تهام) ويحول (الدعوة) إلى (أمر). أي يحول الموجب إلى محايد، والمحايد إلى سالب. لأوصل رسالتي (كصحفي صاحب أجندة) إلى المتلقي..
وأعود إلى مداخلتك السابقة وحديثك عن أن ما أقوم به (مبحث) وأنه يعتمد على مصدر واحد.. فأنا لم أسع لهذا الأمر.. لأن ما أكتبه كما بينت هو محاولة (شرح مبسط) لكيفية توجيه رسالة ما عبر صياغة الخبر بطريقة معينة تعكس مفهومه الأساسي مع الاحتفاظ بمجمل ما ورد فيه من حقائق. وما أكتبه هنا لا أعتمد فيه على مصدر معين سوى ما يبث في أجهزة الإعلام المختلفة. وقد أخذت أمثلة من الجزيرة والعربية وأشرت لصياغة رويترز وفوكس نيوز، كأمثلة على المؤسسات الصحفية (ذات الأجندة). وقد دعتني مداخلتك إلى فتح موقع الرأي العام في نفس اللحظة ونسخ أول خبر فيها، فقد أخذت الخبر (كعينة عشوائية) من الصحيفة باعتبارك تشرف على صياغة الأخبار فيها. وأؤكد لك أن مسألة أن الخبر (يخدم وجهة نظر الحكومة) ليس معناه أنه (صياغة حكومية) فما قلته بالضبط هو (ولكنه من وجهة نظري يخدم وجهة نظر معينة، وربما تكون وجهة نظر الحكومة). فليس هناك تضارب بأن تكون وجهة النظر الوطنية للصحيفة تخدم وجهة نظر الحكومة في خبر ما. وأعيد وأكرر لك أن الأمر لا يرتبط بصحيفة الرأي العام ولا بمنهجكم في صياغة الأخبار إنما كان الخبر مجرد مثل لتوضيح وجهة نظري.. ولم أجر (لدس) السم.. يا عثمان ياخي.. ولو (بإيدي) أدس العسل للرأي العام ولطاقمها الذي هو من أميز الصحفيين السودانيين، بدون مجاملة. وسامحني على (الملحة) المرة الفاتت، والحمد لله ما قلت ليك جيب سيجارة أما التفاح فهو حقيقة مسيخ.. مثل طعم الغربة وأرجو أن تعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
أعود لك أخي عثمان فبعد أن أكدنا أن الحديث هنا لا يتعلق بصحيفة معينة سودانية أو غير سودانية إنما يتطرق لموضوع توجيه الرسائل ذات (أجندة) إلى متلقي عبر التصرف في صياغة الخبر. وقد أسهمت مداخلاتك كثيرا في توضيح هذا المقصد فقد قلت مثلا:
Quote: اما الحديث عن دس السم اخى الكريم ماتراه انت سما يراه غيرك عسلا ولهذا عندما استشهدت بالتحول الذى حدث فى كيفية صياغة الاخبار الخاصه بالقضيه الفلسطينيه تناسيت فرضيه فى غايه الاهميه هى ماذا حدث من تطورات بشان القضية نفسها.. ان ماتسميه انت الرسائل المسمومه اسميه انا دلالات الخبر لهذا ياودعقيد المساله ما خاضعه لمزاج الصحفى او موقفه الشخصى من (مع او ضد) وانما خاضعه اولا الى اعتبار من تخاطب هذه المطبوعه وما هى الرساله التى تود توصيلها |
(ما تراه أ،ت سما يراه غيرك عسلا) وقد ورد ذلك في الحديث عن المقارنة بين خبر مقتل الجنود الأمريكيين عند الجزيرة أو FOX NEWS (الرسائل المسمومة - دلالات الخبر) وقد قلت أنا من قبل أن محور توجيه الرسالة ضمن صياغة الخبر هو وضع (الإشارات الدالة).. لإيصالة (الرسالة التي تود توصيلها إلى من تخاطبه). أما موضوع فلسطين، فمعك الحق، فقد تجاهلت تطورات القضية وتجاهلت الكثير من التفاصيل الأخرى، لأن حديثي ينصب في مساق معين لا تخدمه هذه التفاصيل وربما تزيد الموضوع تعقيدا وتشعبا.
Quote: ودعقيد ان الذى يحدث عند صياغة الاخبار وببساطه هو ان تضع الخبر فى القالب الذى يريح القارئ المستهدف من قبل الصحيفه التى تعمل فيها. |
إن كنت تقصد يريح القارئ (من حيث صياغته بطريقة سلسة ليصل إلى القارئ سهلا دون تكلف أو تعقيد) فأنا أتفق معك. أما إن كنت تقصد أن يريح القارئ من حيث المحتوى، وخاصة أنك أشرت إليه بـ (القارئ المستهدف من قبل الصحيفة).. فهنا تكون أنت والصحيفة التي تمثلها لديكم رسالة تريدون توجيهها وهي (إراحة المتلقي) وعدم تعكير مزاجه.. وفي هذه الحالة يختلف تقييم هذه الرسالة بين شخص وآخر، فإذا كنت أراها أنا رسالة إيجابية تخدم المصلحة الوطنية بتهدئة الرأي العام، فقد يراها غيري رسالة سلبية تسعى لتخدير المواطن وتغييب الحقائق عنه.
وسنعود بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الاستاذ المحترم عبد الله عقيد تحياتي وخالص أشواقي اشكرك جزيل الشكر على هذا البوست المميز شكلاً ومضموناً ونقاشاً البعيد عن الغوغائية والردود السالبة ويعتبر هذا البوست من أميز البوستات التي طرحت أخيراً واقترح على ـ إدارة المنبر _ أو أمين الموقع أو من ينوب عنه أن تتبني بين الفترة والأخرى بوستاً مميزاً وتوضع عليه وعلي صاحبه البوست المميز لشهر كذا والشخص المميز لشهر كذا للتحفيز واختيار المواضيع الجاذبة والمفيدة وذلك عن طريق التصويت للشخص مرة واحدة أن يدلو بصوته وبعد ذلك يحدد البوست الفائز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الاخ ود عقيد اتابع منذ بعض الوقت ما يدور في هذا البوست الذي يتطرق الى جانب مهم من جوانب العملية التحريرية والتي تؤثر بشكل بالغ في توجيه القراء والرأي العام.. وقد توقفت كثيرا عند مساجلاتك مع الاخ عثمان فضل الله وهو صحفي مقتدر صاحب رؤياواستمتعت بها ايما استمتاع .. وهي ـ هذه المساجلات ـ في الحقيقة تكمل بعضها. وشرحك الذي تقول به لا شك انه صحيح بالنسبة لتوجيه الرسالة المعينة من خلال خبر ما .. غير اني لا اسميها رسالة مسمومة، لان ذلك يعتمد على المكان الذي تقف فيه، ففي حين تراها انت مسمومة قد يراها الاخر انها وطنية .. لكن بالنسبة الى الجانب المهني فان التركيز يكون على مدى النزاهة في تحرير خبر ما.. وليس تحرير الخبر او صياغته وحدها وانما حتى مسالة ابرازه تدخل كجانب من جوانب توجيه الرسالة .. صحيفة ما قد تنشره بارزا في صدر صحفتها الاولى واخرى تنشره في اسفل الصحفة واخرى تهمله تماما.. وكل ينطلق من موقف ما او سمها السياسة التحريرية. ليس ذلك فحسب حتى الخلفيات تؤثر بشكل بالغ في توجيه الخبر .. "رويترز" مثلا لا تورد خبرا ما عن السودان الا وتذكر الناس بانه يعاني من حروب اهلية طاحنة ومجاعات وفقر .. وهي هنا ترسل رسالة ما ، رغم ان الخبر الذي اوردته مثلا كان يتطرق الى قضية لا علاقة لها بالفقر والحروب الاهلية.. المشكلة تكمن يا صديقي في ان العالم الثالث لا يزال يلعب دور المتلقي دون ان يؤثر في توجيه الاخبار. لا اقصد ان يوجه رسائل مسمومة بل ان يتمكن من خلال وكالات انباء بحجم وتأثير رويترز والصحافة الفرنسية والاسشيتدبرس في تحقيق التوازن في التدفق الاخباري وان يعكس على الاقل صورة نزيهة لما يدور في هذه البلدان. لك المودة ومثلها لود فضل الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الأخ عبدالله عقيد
لك التحية والاحترام
ولك الشكر الجزيل لهذا الموضوع الجميل والذى يعيد البورد الى توازنه والى اداء رسالته وهى تعريف الاخرين بما يجهلون ولكى يعطى كل مما عنده ويفيد الاخرين..
حقيقة الموضوع هام وهادف جدا ومفيد للكل رغم ان الكثيرون الان فقدوا الثقة فى الاخبار التى تأتى فى التلفزيون لانك تشاهد الخبر بصورة مختلفة من قناة الى قناة وان اردت نموذجا سأقول لك شاهد قناة الحرة مثلا وقناة المنار ... ستجد ان الخبر يكاد يكون معكوسا من قناة لاخرى او بين قناة الجزيرة وغيرها من قنوات الحكومات العربية ..
شكرا سيدى وافادك الله كما افدتنا ...
لكن ما قلت لى عن الدعايات السافرة زى بتاعت الكوكاكولا ونانسى عجرم التى ترمى فيها مكعبات الثلج على كاس المشروع فيطير فستان نانسى عجرم ليكشف ما فوق ركبتيها ؟؟؟
لك مودتى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الحبيب ود عقيد يمضي هذا البوست وهو يحمل في متنه (المن والسلوى) والعبرة والاعتبار ويضع لبنة اساسية في قضية مهمة يمكن تسميتها تجاوزا (النقد الصحفي) - انا شخصياً لم اسمع بهذه الكلمة-المصطلح- لكنني اجده الأقرب الى فهم الذين يتعاملون مع الاعلام بوصفهم متلقين..ومشاركين بـ(التفاعل) فن صياغة الخبر- هذه الجملة نفسها جملة كلاسيكية تنتمي الى حقب الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي..حقب التنظيرات الأولية للتحرير الصحفي - وقتما ظهرت المدارس الاعلامية في الكليات والمعاهد العليا في الدول العربية وكذلك وفقا لقاعدة [ليس الخبر ان يعض الكلب انسانا انما الخبر ان يعض الانسان كلباً..] الآن - لنتجاوز خمسة عقود من الممارسة المنتظمة للصحافة في السودان - بتقطعاتها - ولنر كيف تمضي التجربة مقارنة بالتطورات الداخلية والاقليمية والدولية - لا اقصد التطورات السياسية فحسب- اقصد كافة الاضافات التي شهدتها البشرية في هذه العقود.. ولو أجريت مقارنة مع خبر نشرته - مثلاً - صحيفة الايام في عددها الأول الذي صدر في العام 1953 لوجدت نفس الأدوات الخبرية (ربط أجزاء) الخبر ,هي نفسها المستخدمة اليوم , مع فارق بسيط ,,هو الميل الي ايراد المعلومات أكثر من (الوصف) الذي كان يطغي على (اخبار)زمان..لكن دون تدخل في تقييم المعلومات وتجهير (القالب) الذي تقدم فيه للمتلقي وهذا مربط الفرس ..إذ ان المهم هو (كيفية) التعامل مع هذه المعلومات. البوست ابتداءاً من فقرته الأولى استهدف ويستهدف هذه النقطة المركزية ..وهذه هي القضية ولا يدخل فيها المصطلح الأكثر (ضلالية)المسمى بالمهنية..وهي الحجة التي صارت (لبانة) تفرقعها (صحافتنا) كلما اتهمت بالضعف ..لماذا تكون (المهنية) كلمة مضللة..؟ أقول ذلك لأن (فهمنا) أيضاً مختلف عن الاساس (النظري) لها ..فهي المقابل الموضوعي لـ(الحرفية) - يعني صاحب المهنة (لابد) ان يكون حريفاً- وهذا تخريج ثالث يحاول الربط بين المهنة والحرفة. .. الخبر في اساسه يقوم على معلومة..وقد أفاض البوست في توضيح هذا المعني وتوضيح ايضاً (الكيفية) التي يتم بها توصيل هذه المعلومة..ويمكن بكل بساطة الحديث ان (الوسائل) لتوصيل (الرسائل)= التي هي الاخبار = العكس صحيح ايضا (الاخبار/الرسائل) انها ليست- اي الوسائل - محايدة ولا تعرف الحياد مطلقاً ..من هنا ينبغي ان نفرق بين المهنية كـ(صناعة) وبينها كـ(خط) يستهدف الحياد... ولو كان الأمر بهذه البساطة(المهنية=الحياد) لما أنفقت أمريكا بلايين الدولار على الصناعة الاعلامية..وكذلك الاعلام الغربي والقضية اذا ما تابعناها في هذا السياق فلن يكيفيها بوست واحد..بل تحتاج الي بوستات متسلسلة.. ما أذكره انه في النصف الأول الأول من التسعينيات كتب الدكتور الطيب زين العابدين مقالاً حول خبر عن زيارة لوفد من ولاية البحيرات / أعالي النيل- على ما اعتقد- لديوان الحكم الاتحادي ولقاء الوزير آنذاك الذي كان هو علي الحاج.. وقد أوردت الخبر صحيفة (السودان الحديث) وقالت فيه ان الوفد جاء للتهنئة وتأييد الانقاذ والوقوف مع تجربة الحكم الاتحادي وشكر الوزير على ما يقدمه من اهتمام بالولاية..ألخ. وكان الخبر من جهة الصياغة (جامدا) أي ممتلاً بـ(الحيوية) وقد احتوى عبارات من شاكلة - أكد , وقدم وأكد , وتماماً وقال...ألخ. وبعد ان قام الدكتور زين العابدين بـ(تعرية) الخبر وفقاً لـ(المعلومات) الواردة فيه..مقارنة بالمعلومات المتوفرة للدكتور من جهة اخري- اتضح ان الوفد جاء لتقديم شكوى رسمية للإهمال الذي تشهده الولاية وعدم اهتمام المركز بالمجاعة التي ضربت الولاية منذ فترة وعدم تعاون الوالى مع الفعاليات الشعبية (التي شكلت الوفد) في رفع القضية للديوان.. وهذا طبعاً نموذج (جيد) لـ(تفريغ) الخبر من معلوماته الاساسية والإتيان بمعلومات موازية لتوصيل رسالة ما ..صحيح ان البوست لا يحاول البحث في هذه (الثيمة) لكنها -كمثال - تصلح كعينة معملية لنوع (التفكير) الرسمي في تأسيس خطاب اعلامي لا يقوم على التعتيم فحسب بل الجهل المفضي الى الغباء..وما طفح من (اخباريات زمان) ان النميري رفض في البداية الاعلان عن مجاعة 1984 التي ضربت دارفور واجزاء واسعة من كردفان في العام وبعد ضغط واصرار من المسؤولين خضع النميري لكنه اشترط الا تسمى مجاعة وجاء احد مقربيه بوصف (فجوة غذائية) التي لا تزال تستخدم حتى اليوم - عندنا في السودان رغم - ان المجاعة ضربت في السنة الماضية وهذه السنة اجزاء واسعة من دارفور وكردفان واعالي النيل ولا تزال نداءات الأمم المتحدة مرفوعة وكذلك برنامج الغذاء العالمي - للمانحين - في الاسهام بتوفير المبالغ والمساعدات المطلوبة. فهل يفهم العاملون في الحقل الاعلامي ما المقصود بـ(تصميم) الرسالة.. الرسالة لا تطلق هكذا عفواً في الهواء ..إذ لابد لها من هدف ..وهو احداث تأثير (معين) عند المتلقى..هذا التأثير ايضاً لابد له من الاستمرارية حتى يصل الى حد (الاقتناع) ومن ثم اتخاذ الموقف (الضد/مع) ثم التعبير عنه في (رأي عام) ثم الدفاع عنه (قدر المستطاع).. اذن الامر (كله) يتوقف على الرسالة والنظرية الاعلامية - الكلاسيكية ايضاتقول ان (الوسيلة هي الرسالة) ..ولما كانت الرسالة ابتداءاً تقوم على رموز وشفرات تشكل في مجموعها (لغة) فلابد أولاً من معرفة (جيدة جدا) باللغة ...معرفة تتجاوز حدود النحو والصرف الى المعاني والدلالات والقيم والاشارات ..باعتبار ان اللغة أول هذه(المؤثرات) التي يستجيب لها المتلقي.. ... أواصل لاحقاً يا ودعقيد والبقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
سياسة التحرير واتجاه الصحيفة
مصطلح (سياسة التحرير) هل يقصد به اتجاه الصحيفة؟ أو سياسة الصحيفة؟ أو رسالتها؟ الإجابة: لا إذا ما الفرق بين مصطلح (سياسة التحير) ومصطلح (سياسة الصحيفة) أو اتجاه الصحيفة؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، أنوه إلى أن ما دفعني لتوضيح هذا اللبس ما لمسته من مداخلة الأخوة الصحفيين وحديثهم عن (سياسة التحرير)، وبما أن الغرض من البوست هو تنوير القارئ بالطرق التي تحرر بها الأخبار لتوجيه الرسائل، فربما يختلط لديه مفهوم سياسة التحرير، بمفهوم التوجه العام للصحيفة أو وسيلة الإعلام، وهناك فرق كبير بين الاثنين.
سياسة التحرير سياسة التحرير مسألة فنية بحتة، وهي تعني كيفية إخراج الصحيفة من حيث الشكل والمضمون. بدءا بعدد صفحات الجريدة، وتبويبها، واختيار مواقع الأبواب المختلفة، مثل أن تكون الأخبار في الصفحة الأولى والمقالات في الصفحة الثالثة والتحقيقات في الخامسة والرياضة في العاشرة، وهكذا.. ثم تأتي مسألة عدد الأعمدة في الصفحة الواحدة، وكيف يم وضع المواد التحريرية بحيث تشغل المادة عرض الصفحة أم نصفها أم عددا معينا من الأعمدة، وعادة ما تلتزم كل صحيفة وضعا معينا بحيث تكون المادة الرئيسة مثلا على 5 أعمدة، وأحيانا يختلف وضع المادة الرئيسة إن كانت خبرا أو تحقيقا أو حوارا أو مقال.. ثم تتضمن سياسة التحرير أيضا تحديد نوعية الصحيفة من حيث كونها صحيفة (إخبارية) أي تعتمد على الجانب الإخباري، أم صحيفة (رأي) بحيث تشغل الأخبار فيها حيزا ضيقا ويكون سائر الصحيفة متاح للمقالات والأعمدة، أم صحيفة شاملة، توازن بين الخبر والرأي، ..إلخ. وبعد ذلك نأتي إلى مرحلة، أسلوب تحرير المادة الصحفية، ضمن السياسة التحريرية للجريدة، وتتضمن كيفية صياغة الأخبار والتحقيقات والمواد الأخرى، كذلك كيفية صياغة العناوين، وعددها، فبعض الصحف تكتفي بعنوان واحد للمادة، وبعضها ينتهج وضع عنوان ومدخل، والبعض يضع ثلاثة عناوين للمادة، وربما أكثر إن كان حوارا أو تحقيقا.. وهذا كله يعتبر جانبا فنيا، ولا يتعلق بما تريد الصحيفة إيصاله للقارئ من حيث المضمون، ويتضمن ذلك أيضا (أسلوب كتابة الخبر) التي تطرق لها الزميل عثمان فضل الله، أي أن الصحيفة تختار أسلوبا معينا لكتابة الخبر، بحيث يكون خاليا من مثل (من جانب أخر) و (إضافة إلى ذلك). أو أن تلتزم الصحيفة إيراد مقدمة للخبر إذا كان يتضمن تصريحا صحفيا لشخص وفيه عدد من الفقرات، تبدأ الصحيفة بتلخيص مجمل ما قاله الشخص المتحدث، ثم تأتي بعد ذلك إلى إيراد تصريحاته بالتفصيل. وفي هذه الحالة تستخدم الصحيفة عبارات خاصة بها، فتبدأ الخبر كالآتي: (أكد فلان الفلاني.. أو أوضح، أو نبه..) وبعض الصحف تدخل مباشرة إلى التصريح فتبدأ الخبر مثلا كالآتي (قال فلان الفلاني..). ربما أكون قد أوضحت الملامح العامة لسياسة التحرير بهذا الشرح المختصر، مع التنويه إلى أن هناك (تخصصات) في الصحافة، وحديثنا هنا عن الصحيفة (العامة) وتعتبر جوانب سياسة التحرير مشتركة بين كل التخصصات الصحفية تقريبا، فهي نفسها في الصحيفة الاقتصادية أو الرياضية أو الفنية وغيرها. .... اتجاه الصحيفة أما الاتجاه العام للصحيفة (وسيلة الإعلام) فهو المنهج الذي تتبعه الصحيفة لإيصال رسالتها إلى المتلقي، فإن كانت صحيفة (حزبية) فاتجاهها إذا هو خدمة الحزب وبرامجه وأيدلوجيته ويتضمن ذلك انتقاد الأحزاب الأخرى وإبراز نقاط ضعفها. وإن كانت صحيفة (حكومية) في بالضرورة تسعى لإيصال رسائل الحكومة إلى المواطن وتوجيه الرأي العام لصالح برامجها والحفاظ على التأييد الجماهيري وما إلى ذلك. وإن كانت صحيفة ذات مرجعية (أيديولوجية) فهي تخصص منهجها بالضرورة لخدمة هذه الأيديولوجية. وهذا من الأمور الواضحة والتي لا تحتاج لتبيين. وسنأتي إن شاء الله، إلى ادعاء الاستقلالية في الوسائل الإعلامية...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
ادعاء الاستقلالية.. من المعروف أن القارئ يميز الصحيفة التي تعتمد على (خلفية) واضحة للجميع، ويقرأها إن كان متفقا مع هذه الخلفية، وينفر عنها إن كان مختلفا عنها، (وليس ذلك على الإجمال). ولهذا السبب، تسعى العديد من وسائل الإعلام ولكسب المزيد من القراء إلى محاولة إقناع القارئ بأنها وسيلة إعلام (مستقلة) أو (محايدة) أو (متجردة).. وغير ذلك من أوصاف. ولا يأتي الإقناع بالطبع بمجرد (التصريح) بذلك، وإلا فسيكتشف القارئ بمجرد قراءاتها زيف هذا التصريح. لذا تحاول وسائل الإعلام التزام جانب كبير من الحذر وتكثيف الأداء المهني لديها لإيصال رسائلها إلى القارئ دون أن ينتبه، ودون أن يترسخ لديه مفهوم أن لهذه الوسيلة (مرجيعة) أو (خلفية) أو (أجندة) تريد تمريرها فينفر منها.. وهذا ما قصدنا توضيحه في هذا البوست. فما نريد التطرق إليه هو اجتهاد الصحف ووسائل الإعلام المختلفة في إيصال رسائلها وأجندتها إلى المتلقي (دون أن يشعر المتلقي بذلك) أو حتى لو شعر بذلك يكون لديه نوازع من الشك أو مغالطة النفس. وسنستمر بإذنه تعالى في توضيح هذا الأمر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الاخ/ عد الله عقيد شكرا على هذه البوست المفيد وماحواه من معلومات قيمة .
ولكن لى مداخلة حول حديثك
Quote: ويمكننا أن نجزم بأن وسائل الإعلام السودانية (كلها) تقريبا بما فيها وكالة الأنباء (سونا) والتلفزيون والصحف، تنقل الأخبار، أو تصنعها دون وجود أي منهج يعتمد في (الصياغة) وبتجاهل تام لأثر الصياغة على المتلقي
|
واجزم معك ان وسائل الاعلام التى اشرت اليها وفى كل البلدان التى تتحكم فيها الشمولية تفتقد ايضا ذالك. وعليه أرى ان هذه المؤسسات الاعلامية السودانية متى واكبت نظام ديمقراطى اتوقع ان تصبح على الاقل فى زيل القائمة لتلكم المؤسسات الاعلامية العالمية التى اشرت اليها . تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
عودة لمداخلة الأخ عادل فضل المولى: فقد فتح حديث الأخ عادل عددا من الاتجاهات إلى ما يجب لتطرق له ما دمنا نتحدث عن (الرسائل).. وسأوجز أولا النقاط التي تطرق لها الأخ عادل لنتناولها بالتفصيل:
Quote: - دون تدخل في تقييم المعلومات وتجهيز (القالب) الذي تقدم فيه للمتلقي، وهذا مربط الفرس ..إذ إن المهم هو (كيفية) التعامل مع هذه المعلومات. وهذه هي القضية ولا يدخل فيها المصطلح الأكثر (ضلالية)المسمى بالمهنية..وهي الحجة التي صارت (لبانة) تفرقعها (صحافتنا) كلما اتهمت بالضعف ..لماذا تكون (المهنية) كلمة مضللة..؟ أقول ذلك لأن (فهمنا) أيضاً مختلف عن الأساس (النظري) لها ..فهي المقابل الموضوعي لـ(الحرفية) - يعني صاحب المهنة (لابد) أن يكون حريفاً- وهذا تخريج ثالث يحاول الربط بين المهنة والحرفة. |
أشكرك أخي عادل على هذا التوضيح، فجزئية (المهنية) مثلها مثل عبارة (سياسة التحرير) تحمل معنى مضلل، وقد اجتهدتُ في شرح الفرق بين ما أقصده (بتوجيه رسائل معينة عبر صياغة الخبر) وبين سياسة التحرير التي تتبعها الجريدة من ناحية (فنية). وقد أسهمت مداخلتك وخاصة تطرقك لعبارة (المهنية) في التوضيح، فالمهنية أيضا عبارة مضللة للطرفين (الصحفي والمتلقي)، فالصحفي الذي يتعامل مع المعلومة (بمهنية) يضطر إلى تمرير (رسائل الغير) التزاما بهذه المهنية، وهذا ما دعاني لأن أعتقد أن صحافتنا لم تعتمد بعد سياسة توجيه الرعي العام وتكثيف الإشارات الدالة من خلال تناولها للأخبار (المتاحة) أو (المشاعة).. وذلك أنها لا تزال مقيدة في إطار حرفية عبارة (المهنية)، كما أنها ظلت مقيدة بأهداف مثل اجتذاب القراء، والسبق الصحفي، وهي أهداف مشروعة ولكن ما أخشى أنه ظل غائبا عن صحافتنا هو أن هذه الأهداف (يمكن تحقيقها) أيضا إذا اتخذت الصحيفة هدفا أكبر وهو (توجيه القارئ). وقد أضفى الأخ عادل مزيدا من الإيضاح على هذه الجزيئية بقوله:
Quote: - .. الخبر في أساسه يقوم على معلومة..وقد أفاض البوست في توضيح هذا المعني وتوضيح ايضاً (الكيفية) التي يتم بها توصيل هذه المعلومة..ويمكن بكل بساطة الحديث أن (الوسائل) لتوصيل (الرسائل) ليست محايدة ولا تعرف الحياد مطلقاً ..من هنا ينبغي أن نفرق بين المهنية كـ(صناعة) وبينها كـ(خط) يستهدف الحياد... |
(ينبغي أن نفرق بين المهنية كصناعة، وبينها كخط يستهدف الحياد) إن كان البوست قد أفاض في توضيح هذا المعنى، فقد أجمل الأخ عادل فحوى البوست، ببراعة تنم عن استيعاب دقيق للفرق بين التزام المهنية والتجويد في الصنعة الصحفية التي تملي على الصحيفة أن تكون مجرد (ماعون) يحمل رسائل الغير ليقوم بإيصالها بكل (أمانة، حيادية، مهنية). وبين المهنية التي لا تمنع الصحيفة من (تفريغ) المعلومات الواردة إليها من كل ما يضعه فيها الغير من رسائل (خفية)، ثم تعيد تقديمها للقارئ في قالب جديد يؤدي رسالة مغايرة مع الحرص على إيصال المعلومة الأساسية بكل أمانة ومهنية.
Quote: - فهل يفهم العاملون في الحقل الإعلامي ما المقصود بـ(تصميم) الرسالة.. الرسالة لا تطلق هكذا عفواً في الهواء ..إذ لابد لها من هدف ..وهو احداث تأثير (معين) عند المتلقى..هذا التأثير ايضاً لابد له من الاستمرارية حتى يصل الى حد (الاقتناع) ومن ثم اتخاذ الموقف (الضد/مع) ثم التعبير عنه في (رأي عام) ثم الدفاع عنه (قدر المستطاع).. - ولما كانت الرسالة ابتداء تقوم على رموز وشفرات تشكل في مجموعها (لغة) فلابد أولاً من معرفة (جيدة جدا) باللغة ...معرفة تتجاوز حدود النحو والصرف إلى المعاني والدلالات والقيم والإشارات ..باعتبار أن اللغة أول هذه (المؤثرات) التي يستجيب لها المتلقي.. |
وهذا حديث واف لا يحتاج لإضافة، وقد أشرت في ردي السابق للأخ عادل أنني سأنطلق من هذه الجزئية بالذات، وخاصة مسألة (تصميم الرسالة الإعلامية) لتوضيح ماهية الرسالة الإعلامية، بإذن الله.
وأرجو من الأخ عادل والأخوة حسن البشاري وعثمان فضل الله وغيرهم من الزملاء الإدلاء بدلوهم ليصل البوست إلى غايته ولكم الود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
تصميم الرسالة الإعلامية
للحديث عن هذه الجزئية، لابد من مقدمة (لا بد منها) حول عناصر عملية الاتصال.
فالإعلام أو (الاتصال) بالمفهوم الأعم يقوم على 4 عناصر أساسية هي: أ- المرسل ب- الرسالة ج- الوسيلة د- المتلقي
فأي عملية اتصال تحوي (رسالة) وهذه الرسالة تبدأ من (منشئ) لهذه الرسالة أو (مرسل) يقوم بإرسالها إلى الطرف الآخر وهو (المتلقي) ولابد أن تكون هناك (وسيلة) يستخدمها (المرسل) لتوصيل (الرسالة). ولكل عنصر من عناصر عملية الاتصال ميزات محددة يسهم توفرها في نجاح الرسالة في تحقيق أهدافها. مع ملاحظة أن بعض نظريات الاتصال تفرق بين (منشئ) الرسالة و(المرسل) بحيث تصبح العناصر 5 بدلا من أربع، ولكن النظرية الأساسية توحدهما في عنصر واحد مع التنبيه إلى أن المرسل ربما يكون أحيانا غير (المنشئ).. وكذلك تنبه النظرية إلى أن (الوسيلة) أحيانا تكون هي (المرسل) بحيث تقوم الوسيلة بإعداد الرسالة وبثها للمتلقي. ونأمل أن نأتي لتوضيح مواصفات كل عنصر من العناصر الأربعة بشيء من الإسهاب، ولكننا سنبدأ هنا بالحديث عن أحد هذه العناصر وهو (الرسالة) وكيف يتم تصميها لتحقق أهدافها لدى المتلقي.
أولا، سأجتهد في تعريف الرسالة بأنها (جملة مفاهيم يصممها المنشئ أو المرسل ليوصلها إلى المتلقي باستخدام وسيلة ما لتحقيق الهدف الذي بني عليه تصميم هذه الرسالة). أي أن المنشيء يقوم بصياغة مفهوم أو مفاهيم معينة، بمواصفات محددة ليوصلها إلى المتلقي لإقناعه بهدف ما. مثلا إذا نظرنا إلى (الدين) نجد أنه (رسالة) أرسلها الخالق سبحانه وتعالى عبر وسيلة هي الرسل والأنبياء والدعاة إلى المتلقي وهو الإنسان لتحقيق هدف العبادة لله تعالى وإعمار الأرض وتحقيق القيم المعروفة للجميع مما تهدف له الأديان. هذا عن مجمل مفهوم الرسالة. ولكننا هنا نتحدث عن الرسالة الإعلامية، وكيفية تصميمها لتحقيق (الإقناع) والذي يفترض أن يليه (تغيير الاتجاه) ومن ثم (تغيير السلوك) لدى المتلقي، وهو الهدف الأساسي للمرسل. إذا الرسالة الإعلامية يتم تصميمها بحيث تكون مقبولة لدى المتلقي، فليس من السهل أن توصل رسالة إلى المتلقي إذا لم يكن هو (مستعدا) لاستقبالها. وتأتي المرحلة الثانية في التصميم وهي أن تكون الرسالة قابلة للاستيعاب، فالمتلقي إذا قبل تلقي الرسالة، يجب أن يكون قادرا على استيعابها، وما دمت لا تملك إعداد المتلقي لاستيعاب الرسالة، إذا عليك أن تعد الرسالة بطريقة يسهل استيعابها. وتأتي المرحلة التي ذلك، وهي تصميم الرسالة بأن تكون (مقنعة) للمتلقي، ومرحلة الإقناع تتدرج من مرحلة الاستيعاب، ثم توليد الشعور بالقبول لدى المتلقي، سواء بمخاطبة عقله بمنطقيتها وواقعيتها وما إلى ذلك، إلى جانب ملامسة عاطفته وتوليد مشاعر إيجابية تجاهها، ثم يحدث بعد ذلك (اقتناع) لدى المتلقي بفحوى الرسالة. وبعد ذلك يأتي الهدف التالي من تصميم الرسالة وهو (تغيير اتجاه المتلقي) وهذه من أصعب المراحل، فحتى لو اقتنع المتلقي بفحوى الرسالة، ربما لا يؤدي اقتناعه إلى أن يغير اتجاه مفاهيمه. ولنضرب مثلا لذلك برسالة فحواها أن (التدخين ضار بالصحة) فإذا كانت مفاهيم المتلقي تتجه إلى أن التدخين يؤدي للإضرار بالصحة في حالة (الإكثار منه) مثلا، أو في حالة (أن يكون جسم المدخن قابل للإصابة بالأمراض) أو أي مفاهيم أخرى من هذا القبيل، فالمتلقي يكون (مقتنعا) بفحوى الرسالة وهي أن (التدخين ضار بالصحة) ولكن اتجاه مفاهيمه وأفكاره يظل ثابتا في أن هذا الضرر لن يحدث بسهولة. ويأتي بعد ذلك الهدف الأخير من تصميم الرسالة الإعلامية وهو (تغيير سلوك المتلقي) وهو الأصعب تحقيقا، فحتى لو اقتنع المتلقي -ولنستخدم المثال السابق- بأن التدخين ضار بالصحة، وتغير اتجاه مفاهيمه وأفكاره نتيجة لذلك، فربما لا يتغير سلوكه، ويظل يمارس عادة التدخين، لماذا؟
نواصل بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
شكرا ود عقيد فالمقدمة التي اوردتها وانت تمهد للحديث عن تصميم الرسالة الاعلامية (مهمة) وهي شرح مبسط للعملية الاتصالية نفسها.. ما قصدت ان اضيفه في هذا الجزء هو انني كنت قد ختمت مداخلتي السابقة حول (تصميم الرسالة)بالاشارة الى (اللغة) باعتبارها أول المؤثرات في (لفت) انتباه المستقبل ..هذه الجزئية /اللغة لاتعمل بمعزل عن العناصر الاساسية- ليست المادية- المكونة للرسالة والتي تعرف في مجملها بـ(الاطار الدلالي) ..دعنا نتجاوز هاهنا هذا المصطلح الذي تغلب عليه صفة الاكاديمية ولنستعيض عنه بـ(الاطار المفاهيمي) اوالمعرفي الذي يربط بين العنصرين الاساسيين في العملية الاتصالية. وهما المرسل والمستقبل هذا الاطار يتجاوز اللغة الى الروابط الاخرى (الاجتماعية/ النفسية/الثقافية/ الاقتصادية/ الجغرافية..الخ) ..بمعنى ان يكون هناك فهم مشترك بين المرسل والمستقبل..هذا (الفهم) هو الذي يحدد- لاحقاً- (الهدف/الغاية) الذي ينبغي ان تصمم الرسالة وفقاً له.. فما الهدف الذي تريده من الرسالة (ابتداءاً) ..؟ هل هو الاعلام فقط( to Inform) ام هناك هدف تالي يتجاوز هذه المرحلة (الاخبارية) الى درجة من التفاعل المتصاعد.. لذا فإن الافتراض الاساسي عند المؤسسات الاعلامية(المهنية) عند تصميم الرسالة هو ان المستقبل لا(يدري) شيئاً عما حدث ..أوان هناك (مفسرون عباقرة) وظيفتهم الاساسية (التفكير) نيابة عنه وتفسير ما حدث ..دون ان يجهد نفسه بالسؤال (ما الذي حدث وكيف حدث ..ثم ولماذا حدث..؟) نلاحظ ان الحدث - مثلاً - يقع في الصباح (الكوارث بمختلف مسمياتها) وتتسابق وكالات الانباء لتغطيته ثم تأتي بعد ذلك القنوات الفضائية لتقدم (صورة حية) عما حدث ..وفي الوقت نفسه تنشط الاذاعات لتقديم (صورة سماعية/أذنية) عنه ...وحين تكتمل دورة اليوم تكون قد مضت على الحدث (24) ساعة ..ورغم ذلك يهرع (المتلقي) ليبحث عن صحيفته (المفضلة) ليتابع الخبر كأنما يسمع به للمرة الأولي...رغم ان التغطية والمعلومات التي تم ضخها حول الحدث ربما تغطي مئات الصفحات.. والسؤال هل المتلقي لايعلم شيئاً عما حدث..؟ أم أن الأمر غير ذلك..؟ في الاحداث الرياضية تبدو الصورة أوضح مما عليه في الحوادث الأخرى..فمثلاً تذهب وانت تدفعك (حمى المنافسة) لتشجيع فريقك الرياضي ..وتشاهد المباراة - وإذا انتهت هذه المباراة بفوز فريقك ..ربما (اصابتك) حمى أخرى حتى صباح اليوم التالي ولن تهدأ الا بعد أن تقف على (التغطية) التي ستقدمها صحيفتك..وقبل ذلك تكون لاحقت -قبل أن تنام -آخر (النشرات الرياضية) لترى (كيف كانت الاهداف) التي شاهدتها بنفسك في الاستاد..! هل تسأل نفسك وانت (تقلب) الصحيفة - لتستمتع - بتغطية المباراة التي شاهدتها بالامس بماذا يتميز عليك المحرر الذي قدم لك التغطية ..؟ ربما تكون انت اكثر منه معرفة واطلاعاً (حتى في الجوانب المتخصصة) التي يعمل فيها..؟ لكن رغم ذلك تشتري انت الصحيفة وربما تدفع فيها سعراً اعلى لتقف على هذه التغطية..! إذن هناك (دافع آخر) غير المعرفي ..يدفعك للبحث عن (شيئ ما) في وسائل الاعلام... وهذا الشيئ هل يدرك (كنهه) مصمممو الرسالة الاعلامية ..؟ (اواصل لاحقاً بإذن الله)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
نواصل في موضوع (تصميم الرسالة)
قلنا إن المتلقي بربما يقتنع ويتغير اتجاه تفكيره ولكن سلوكه يظل كما كان. وذلك يعود إلى أسباب متعددة، أهمها (الاستعداد الشخصي) أو المؤثرات الخارجة عن إطار الرسالة وقوتها. وهذا خارج نطاق حديثنا. ومنها ما يتعلق بالرسالة نفسها، ودرجة قوتها، وقوة الرسالة تتمثل في أمور اهمها (جودة التصميم) من حيث السهولة والبساطة (عدم التعقيد) والقدرة على الإقناع بتأثير يصل إلى تغيير السلوك. ومن عناصر قوة الرسالة أيضا (التكرار)، وهي سمة هامة ومؤثرة استنبطها الإعلام المتطور وحرص عليها، وعالجها بطريقة تبعد (الإملال) وهو الداء الملازم للتكرار. وقد عالج الإسلام (كرسالة) هذه الجزئية بطريقة عالية الدقة والتجويد، ونلاحظ ذلك في العبادات المفروضة، وفي الممارسات الأساسية في الإسلام. فوظيفة (فريضة الجمعة) مثلا، اذا جاز لنا تقييمها إعلاميا، فهي أميز وسيلة لإيصال الرسالة الدينية للمتلقي، من حيث (التذكرة) والتكرار الذي لا يخلو من (الإملال) بسبب تباعد أوقات التكرار نسبيا (كل أسبوع) وقصر زمن الخطبة الذي حرص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. فهي حوالي ساعة تقريبا كل أسبوع. ... وقد حرصت وسائل الإعلام وخاصة (ذات الأجندة) على تنفيذ كل ما يؤدي لتقوية الرسالة من حيث (التصميم) أو (التكرار غير الممل) والذي ربما نجده مملا أحيانا. فقد ضربنا مثلا من قبل بكيفية صياغة الخبر (الذي يحوي رسالة) في وكالة رويترز للأنباء.. وذكرنا أنها تعيد تكرار معلومات قديمة في كل خبر تنشره عن (السودان) مثلا، وقد أيدني الأخ الأستاذ البشاري في هذه الجزئية، وهو خبير مطلع على أخبار الوكالة. فوكالة رويترز تنفذ عملية التكرار بحرص شديد، لترسيخ رسالتها لدى المتلقي رغم أن أجهزة البث (القنوات والصحف والإذاعات) التي تعتمد على أخبار الوكالة ربما (تخذلها) أحيانابأن تأخذ الجزئية الجديدة في الخبر، وتترك (الملحق) الذي يحمل معلومات مكررة. ولكن ليس كل وسائل الإعلام تفعل ذلك للأسف. وخاصة في ما يتعلق بالسودان.. وغير المطلع على أخبار رويترز ربما لا يصدق مدى (عكلتة) الوكالة وتمسكها بهذا الأمر لدرجة كادت تصيبني أنا شخصيا بالقرحة خاصة في المرحلة الأولى لنشوب أزمة دارفور.
وسنواصل بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
هل تدرك الوسائل ما تخفيه الرسائل؟
إذا كل رسالة إعلامية لها هدف وهو الإقناع وتغيير اتجاه المتلقي ومن ثم تغيير سلوكه. وقد يقول أحدهم هناك رسائل إعلامية لا تسعى لتحقيق هذا الهدف، فربما تسعى فقط للترفيه أو لتوصيل حقائق معينة للمتلقي لمجرد إعلامه بها، هذه جدلية هامة يجب الوقوف عندها، فلا يمكن أن تكون هناك رسالة ليس المقصود منها تحقيق هدف، وإلا فستصبح مجرد عبث لا طائل منه. قد يكون هدف الوسيلة الإعلامية الأساسي هو (خدمة) المتلقي، بإطلاعه على المستجدات والترفيه عنه وما إلى ذلك!؟ نعم.. ربما يكون هدف (الوسيلة) خدمة المتلقي، وتحقيق عائد مادي مقابل هذه الخدمة. ولكن الوسيلة هي حلقة واحدة ضمن سلسلة عملية الاتصال، تسبقها الحلقة الأساسية وهي (المرسل) أو صانع الرسالة.. وصانع الرسالة يجب أن يكون لديه هدف آخر غير خدمة المتلقي، يجب أن يكون لديه (أجندة) يريد توصيلها للمتلقي وإقناعه بها. وإلا لما فكر في تصميم رسالة والحرص على إيصالها للناس، فما هي الفائدة التي يجنيها، ولماذا يتعب نفسه إذا لم يكن له هدف يريد تحقيقه. ولكن هل الهدف الوحيد من الرسالة هو (الإقناع) المؤدي إلى التغيير؟ نعم، هو الهدف الوحيد، فالرسالة الإعلامية هدفها إقناع المتلقي وتغيير اتجاهاته وسلوكه. والاختلاف يأتي في أغراض الإقناع، فربما تكون الرسالة مصممة لإقناع المتلقي بضرورة أن يتناول غذاء معين للحفاظ على صحته، أو الإقلاع عن تناول نوع معين من الأطعمة والمشروبات، أو التصويت لحزب ما، أو تشجيع فريق ما، أو الاستماع لمغن معين، أو لحضه على العمل، أو التعلم، أو تربيته أخلاقيا، أو تنويره بمستجدات سياسية لإقناعه بصلاح الحكومة أو المعارضة أو الحزب، أو لإقناعه بعكس ذلك، أو إقناعه باقتناء سلعة ما.. والقائمة تطول كما تعلمون. المهم أن الهدف من الرسالة الإعلامية هو الإقناع المؤدي إلى التغيير في الاتجاهات والسلوك. عودة إلى الأخبار وللخروج من هذه الجديلة (العويصة)، حتى نصل إلى موضوعنا الأساسي وهو (الرسالة الكامنة بين ثنايا الخبر)، وانطلاقا مما وضحناه سابقا، يجب أن نشير إلى أن (الوسيلة) أحيانا تكون هي (المرسل) أي أن الصحيفة مثلا، هي التي تعد التحقيق أو الحوار أو المقال، وفي هذه الحالة تسعى الوسيلة انطلاقا من وظيفتها كمرسل أو صانع للرسالة إلى تحقيق هدف من وراء إعدادها لهذه المواد.. ويأتي الخلل (إذا كان هناك خلل) في منطقة (الأخبار) وهي ما نتحدث عنه هنا. فالوسيلة تحرص على أداء وظيفتها كمرسِل عند إعدادها للتحقيق والحوار والمقال وغيره من المواد التي تنشأ من داخل الصحيفة. ولكنها ربما تتعامل مع الأخبار من منطلق أنها (وسيلة) فقط، وتتجاهل دورها كمرسل، وذلك لوجود قناعة لديها بأن الأخبار (ليست ملكها) انطلاقا من نظرية (قدسية الخبر) والمصداقية وما إلى ذلك. إضافة إلى وجود هاجس ملازم للصحف في كل زمان ومكان وهو هاجس (التنافس) أو السبق الصحفي، الذي يجبر الوسيلة الإعلامية (غالبا) على نشر أي خبر مهما كان محتواه، بغض النظر عن أهدافها التي تحرص عليها عند إعدادها للمواد الأخرى. وطريقة تعامل الوسيلة الإعلامية مع فرضية قدسية الخبر، مع حرصها على تحقيق (السبق الصحفي) هي التي تحدد مدى إدراكها، أو اهتمامها بالرسالة التي يحملها الخبر. فكيف تعالج الصحيفة هذه المعضلة؟ أشرنا من قبل إلى إمكانية الموازنة بين المصداقية في تمليك المتلقي كافة المعلومات التي يحويها الخبر (قدسية الخبر)، وكذلك تحقيق السبق الصحفي، وبين تفريغ الخبر من أي رسالة مصاحبة يمكن أن يكون (منشئ الخبر) قد دسها فيه، وذلك لا يتطلب أكثر من وعي الوسيلة الإعلامية بهذه المسألة.. فما رأيك أخي الكريم في أداء وسائلنا الإعلامية.. وانطلاقا من ما تم توضيحه سابقا. هل تعي وسائلنا الإعلامية إمكانية (دس) رسائل خفية بين ثنايا الخبر؟ هل تقوم وسائلنا الإعلامية بتغيير صياغة وتركيب الخبر بحيث يؤدي رسالة مختلفة عن ما يهدف إليه (المرسل)؟ هل تتعامل وسائلنا مع هذا الأمر، ببراءة، أم عدم وعي وإدراك، أم عن قصد؟
ولكم مني خالص التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الحبيب ود عقيد اعود لمواصلة الحديث عن تصميم الرسالة الاعلامية وسأتناول هناالمداخل التي تشكل (ثغرات) للتدخل في الرسالة وتوجيهها الوجهة التي تريدها المؤسسة ..ذلك ان الافتراضات الاساسية لعملية (الاتصال) تسمح بوجود مثل هذه الثغرات واتمنى ان لا يكون تناولي خصماً على افادتكم القيمة او تشويشاً لها.. * الحاجة الى المعرفة هذا شيئ بدهي في الفطرة الانسانية ..التوقان الى اكتشاف (ما ومن هم حولك) ..أي معرفة العالم المحيط بك.. وهذه (الحاجة) كانت سبباً اساسياً لظهور المؤسسات الاعلامية (الجماهيرية) بمختلف انواعها لذا فإن الافتراض الاساسي عند تصميم الرسالة الاعلامية , ان الملتقى (لايدرك شيئاً) عن ما حوله ..هذه هي القاعدة الاولى والاساسية في تصميم الرسالة صحيح ان المؤسسة الاعلامية (مفوضة) بـ(عقدغير معلن) في متابعة الاحداث والوقائع وتقديمها للمتلقي بشكل مقبول..لكنها تستغل هذا (التفويض) لصالح اهدافها هي وان بدت انها تخدم اهداف المتلقي.. عودة الى الافتراض الاول (الحاجة الى المعرفة) ونقف عند بعض الاسئلة الأولية.. هل حقيقة أن كل (مستقبل) للرسالة الاعلامية لا يعلم شيئاً مما حدث أو عن ما حدث..؟ الاجابة نعم ولا في الوقت نفسه.. لا ..لان (جزء ما) من المتلقين قد يكونون وقفوا على الحدث بوسائل أخرى ..خاصة في عصر الانفجار التكنولوجي الذي تقوده وسائل الاتصال.. نعم ..ولنفترض ان واحداً فقط من مجموع مستقبلي الرسالة (لم يكن يعلم) شيئاً عن ما حدث..هذا الواحد هو الذي يحدد تلقائياً مسار الرسالة الاعلامية ..أي ان تظل وظيفة الرسالة هاهنا في خانة (الإخبار - الإعلام) .. وكما نلاحظ مثلاً في نشرات الاخبار تقوم القنوات الفضائية / الاذاعات بتقديم موجز أولاً ثم التفاصيل ثم تعود الى الموجز ..مع ملاحقة (المتلقي) بنشرات متعددة (موجزة ومفصلة) ولاحقاً ظهر الشريط الاخباري الذي يجري على الشاشة.. كما نلاحظ عبارات الترحيب بين كل برهة وأخرى بـ(الذين إنضموا الينا) ...وفي (الحقيقة) كل هذا (الجهد) يبدو من أجل خدمة هذا (الواحد) المفترض انه لم يعلم بما حدث ..صحيح قد يكون هناك (احد ما) انضم للمتابعة وهذا سينال حظه من الاخبار ..لكن المسألة في جانبها الخفي هو ان الواحد الخفي بات(مبرراً) للتكرار المستمر لإحداث التأثير المنشود..بما يخدم هدف المؤسسة. هذه الفرضية (المتلقى لا يعلم شيئاً) تتقاطع مع عنصر اساسي من العناصر المكونة للخبر بوصفه (رسالة اعلامية) وهو ما يعرف بعنصر الجدة أو الآنية أو الوقتية..أي وقت وقوع الحدث ..(الآن ,قبل قليل , قبل ساعة..ألخ). طبعاً لا يمكن ان تأتي مثلاً بخبر في هذا الشهر عن سقوط بغداد مثلاً أو ضربة مصنع الشفاء (من باب الاخبار) .. عنصر الوقت عنصر فعال وحاسم في اضفاء (قوة) على المؤسسة الاعلامية وكانت وكالات الانباء ولا تزال تتسابق بفارق دقائق للحاق بالحدث قبل الأخرين (السبق الصحفي) وأصبحت الآن المنافسة محتدمة بين وكالات الانباء والقنوات الفضائية ذات خاصية (الصورة) والنقل المباشر.. وهذا ما يفسر أهمية عنصر الوقت بالنسبة للخبر والاخ عبد عقيد اشار مثلاً الى (نوعية) الرسالة التي تحاول وكالة (رويترز) ان تبثها عن السودان..و(موقفها منه) ذلك عن طريق التذكير بمعلومات معينةعن احداث(سابقة) وربطها بوقائع آنية..هذا الهدف الخاص بالوكالة له في ذلك (الواحدغير المدرك) مبرر منطقي ومقنع .. وهذا الواحد يتيح للوكالة (هذا الطرق المستمر) على الاحداث السابقة لخدمة ذلك الهدف..!! ومن هنا يجب ان ندرك انه لا شيئ يأتي عفواً أواصل ان شاء الله لاحقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عادل فضل المولى)
|
العزيز ود عقيد والمتداخلون اطيب تحية ورمضان كريم ... لنفق هنا عند (مدخل) آخر من مداخل (التحكم) في الرسالة الاعلامية وتصميمها بطريقة تخدم هدف المؤسسة (المرسلة).. هذا المدخل هو ما يعرف بحاجة المتلقي لـ(الاشباع) يقول الخبير الامريكي (ويلبور شرام) وهو من منظري حقبة الستينيات من القرن الماضي في حقل الاعلام..ان المتلقى يبحث عند وسائل الاعلام عن (شيئ ما) يشبع حاجته.. بمعنة آخر ..يفترض على وسائل الاعلام ان تشبع حاجة ماعند القارئ.. هذا المدخل يتقاطع ايضاً مع النظرية الاخري ..وهي ان (المتلقي انتقائي).. بدمج الافتراض والنظرية معاَ نجد ان المتلقي انتقائي يبحث عن شيئ ما يشبع حاجته في وسائل الاعلام.. وهذا هو بالضبط السبب الذي (يجعل) المؤسسات الاعلامية تلهث (ليل نهار) حتي (تلبي) حاجة هذا المستهلك (المتلقى) ويظهر ذلك في انماط متنوعة من الرسائل الاعلامية بحسب المؤسسة ونوعها القنوات الفضائية تضع خارطة برامجية متنوعية تشمل كافة القضايا الجادة والترفيهية والتعليمية والثقيفية والمتخصصة وكذلك البرامج المصممة لذوي (الاحتياجات الخاصة)..وقد ظهر تقليد جديد هو قيام قنوات متخصصة تعمل بجانب القناة (الأم) لتغطي بعض الجوانب (المهمة) التي تجذب المتلقي ..وتصل أهمية الخدمة احيانا الى حد التشفير فيطلبها المتلقى بـ(مقابل) مادي وقد بكلفة اضافية غير كلفة الاشتراك ..مما يشير الى ان هذه الخدمة (تشبع بالفعل حاجة ما) عند المتلقي ..والا لماذا هذا اللهاث وراء هذه الخدمة في الصحف تبدو الصورة أكثر تبسيطاً..إذ انه من خلال فحص مطبوعة واحدة نجد انها تحتوي على ابواب وصفحات متنوعة ومتفرقة تكاد تغطي كافة انواع الأهتمام الانساني ..وتصدر بعض المؤسسات (ملاحق متخصصة) مع الصحيفة الأم أو ملفات (دورية) لتغطي بعض الجوانب ..وقد يتطور الامر (الملاحق والملفات)الى صحف متخصصة بجانب الاصدارة الأولى ..كل ذلك لتلبية (حاجة) المتلقي.. ولما كان هذا المتلقي (انتقائياًً) فإن مهمة المؤسسات الاعلامية تبدو أكثر ارهاقاً..إذا يتوجب عليها ان تسأل نفسها (ماالحل) في ظل (غياب) التصورات الخاصة بمعرفة (ماذا يريد المتلقي)..؟ وماذا تقدم له المؤسسات الأخرى المنافسة...؟ ... ... أواصل بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
أخي العزيز عادل فضل المولى أشكرك على هذا التواصل في الطرح وارجو ألا تتوقف..
وأرجو أن يعذرني الأخوة القراء الكرام فرمضان غير البرامج وحصلت بعض الدربكة في المواعيد. سنستمر إن شاء الله بعد الاعتياد على ذلك ولكم مني خالص التقدير
وأتمنى أن أحد مداخلة هنا من زميلنا (البدوي يوسف) رغم أنه لا يزال بالخارج.. لكني شايفو بقى قرييييب.
واصل يا أبو محمود ولك التحية والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الاخ عبد الله عقيد باهتمام شديد اواصل متابعة الشروحات المميزة التي تقدمها انت والاخ عادل فضل المولى ابو محمود .. وقد تطرقتما الى جوانب مهمة تتعلق بالرسالة الصحفية .. لكما التقدير والشكر على هذه الاضاءات. وهذه بعض ملاحظات الحاقا لما اوردتموه من حقائق : اولا : الاستقلالية والحياد: درجت الصحف على الحرص دوما على التأكيد على استقلاليتها وتجد على صدر معظم الصحف ما يشير الى انها صحيفة سياسية مستقلة، غير ان الاستقلالية والحياد في الصحافة قضية شائكة، اذ ان الحياد ان وجد هو نفسه موقف .. ومع ذلك لن تجد اي صحيفة محترمة نفسها محايدة ازاء القضايا التي تهم المواطنين والشعب ، والصحيفة التي تدير ظهرها لقضايا الناس تكون قد كتبت بيدها شهادة وفاتها. اما قضية الاستقلالية فهي ايضا محل نظر ومحل تساؤل .. ولا يستطيع احد ان يدلك اخي عبد الله على صحيفة مستقلة مائة بالمائة، فان لم تؤثر عليها الحكومة وسياساتها فان ملاكها يؤثرون على اتجاهاتها. وهنا يلعب عنصر التمويل دورا مهما في التأثير على سياسات الصحيفة ايا كانت، وليس ملاك الصحيفة وحدهم الذين يؤثرون على الصحيفة بل ان الاعلان ايضا يعد من اقوى الوسائل تأثيرا على الصحف وسياساتها.. وقد عرفت الحكومات والشركات الكبرى تأثيره البالغ على الصحف فاستخدمته بذكاء كبير في الضغط او تمرير السياسات او حتى تحاشي الانتقادات.. وكانت احدى الشركات الكبرى في الخرطوم تمنع اعلاناتها عن كل صحيفة تجرؤ على انتقادها حتي بات الحديث عنها من المحرمات. وفي هذا الجانب يطول الحديث لكننا نؤجله الى وقت لاحق. ويكفي ان يعلم الناس ان اي صحيفة مستقلة كانت ام حزبية تضع لنفسها خطا وسياسات تشكل جوهر رسالتها .. وهذا الخط يضعه القائمون على امرها وهم الناشرون سواء كانوا ملاكا او حزبا او حكومة وكلهم لديهم اجندتهم، غير ان السؤال الذي يطرح نفسه هو الى مدى تكون هذه الاجندة قريبة من هموم الشعب وتطلعاته.
هذا جانب وساعود لاحقا لاطرق المزيد من الجوانب الاخرى لك مودتي ود عقيد واضم صوتي لك لكي يشاركنا الاخ البدوي وعثمان فضل الله وكل الصحافيين في تقديم المزيد من الاضاءات حول جوانب العمل الصحفي المختلفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: حسن البشاري)
|
سلامات وعوافي استاذ عقيد .. ماذا اقول ..؟ هذا البوست قمين بالمتابعة ..لا ادلاء (الدلو)(علي الاقل بالنسبة لي).. فهو ملغم بجهابزة العمل الصحفي وجبابرة ميدان (التحرير).. بيني وبينك نقرا و(بث) وتاكدوا جميعا ان كل ماتنتجوه في هذا الخيط يمثل لبنة ثمينة يعتمد عليها القاريء(اي قاري) في فهمه لما يجري في (المطبخ) الصحفي ومن ثم يصبح بعدها (جضيم) في قراءة الخبر و(ماورائياته).. سلمت استاذ عقيد وبقية الديناصورات الشابة .. طبعا ابو محمود دا دخل في (الشابة) دي ساي لانو حسب كلام البشاري الزوووول قديم (خالس خالس) .. لكم المودة جميعا ونتابع ..نتابع .. نتابع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: ودرملية)
|
الاستاذ ود عقيد كلامك واضح، مرتب، جميل، مفيد، ويدل عن فهم عميق للمادة التى تناولتها...بالرغم من ان ليست لدى علاقة بالصحافة ولا الكتابة فى حد ذاتها الا اننى وجدت نفسى اتابع هذا البوست وكأنه فى صميم تخصصى باحثا عن مادة جديدة تكون زادا لوظيفتى...لا أشك ان هذا البوست رساله لبعض ممتهنى الصحافة الذين لم يجدوا مهنة غيرها...دى دروس مجانية تعالو اقروا قر ينفخكم...دروس مجانية.
تعريجة: يا استاذ ود عقيد مرات كتيرة فى المنبر دا تلقا ليك عنوان صارخ ولما تقرأ الموضوع تلقاهو باهت ولا يستحق ون كلك...ذى لما المانشيت يقول الأهلى يهزم الهلال بثلاثة...انت تشترى الجريدة ولما تصل البيت تلقاهو هلال الكاملين ...حاجة غريبة
المهم ليك التحية يا ود جعل
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: Yassir Tayfour)
|
ابن عمي ياسر طيفور لك التحية والتقدير وأشكرك على تقييمك للبوست، ولهذه الإضافة الواعية وبالفعل كنت أنوي التطرق لمضوع العناوين، ولكن دخل رمضان ببرنامجه المختلف وتعثرت محاولة الاستمرار في موضوع البوست.. ونأمل أن نجد فرصة لإكمال ما بدأناه.
أشكرك مجددا على اهتمامك ومتابعتك وأدعو معك الأخوة المختصين وغير المختصين في العمل الإعلامي للاطلاع وإبداء رأيهم
ولك المودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: حسن البشاري)
|
أخي العزيز الأستاذ حسن البشاري لك التحية وأشكر لك الحرص على الإضافة وأرجو أن تواصل معنا المشوار.. فكلنا يسعى لنفس الهدف وهو تنوير القارئ بما تحمله ثنايا المادة الإعلامية الموجهة له. وأراك تطرقت إلى مسألة هامة، هي ادعاء الحياد والاستقلالية، والتي أؤيدك على أنها لا توجد (تقريبا).. كما أرجو أن تواصل طريق مسألة الأجندة الخاصة لأصحاب المؤسسة الإعلامية سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات أو حكومات وغيرها.. وأن تجيب على السؤال الهام الذي طرحته وهو:
Quote: الى أي مدى تكون هذه الاجندة قريبة من هموم الشعب وتطلعاته؟ |
وفي الانتظار.. لك خالص التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
الأستاذ/ عبد الله عقيد
تحية ود وكثير احترام .
نمُد لكَ يداً تُصافح ما تكتب إشادة ومحبة ، إذ دعوتنا الغوص في بحار الإعلام عندما يكون العقل الباطن هو الكائن المُستهدف : ترويضاً أو خداعاً أو إرضاء أو استغلالاً . يمكن للإعلامي الحاذق أن يُلّم بكنوز ذلك العقل الغامض، ومن ثم التحكم فيه . ـــــــ إلى البروفيسور عثمان فضل تحية واحتراماً
قرأت عبارة لك ضمن مداخلاتك الآتية : { ود عقيد إن الذي يحدث عند صياغة الأخبار وببساطه هو أن تضع الخبر في القالب الذي يريح القارئ المستهدف من قبل الصحيفة التي تعمل فيها }
من العبارة أعلاه أرى الاستجابة للعقل الباطن لدى القارئ دون التأثير عليه ، وتلك أراها بعض من كثير ، فالاستجابة لمتطلبات ذلك العقل درجة ، ...ثم التحكم فيه درجة أعمق . من هنا تدخل الرسائل الخفية إن صح التعبير .
شكراً لهذه السجادة الإعلامية الفخمة ، فُرشت لنا في السماء وأخذت من محبتنا كل مأخذ .
عبد الله الشقليني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
Quote: أولا أؤكد لك أنني لا أزايد على وطنية صحيفة الرأي العام |
هوبالله الراي العام وطنية يا الاخو؟
المنبر لي اخرو صحافة انقاذ صفرا!
الشئ التاني، عندنا غرام كشعب مع الكلام الاكاديمي، لاننا جداد علي الشغلانة!
كل من حفظ ليهو جملتين اكاديميتين، يروح طوالي قاشر بيهم، او قابض بيهم الجو، يهري الخلوق تسميع!
عويناتنا، تلمع، والنواجز تبين، في انبهار طفولي مطبوعين عليهو، امام الكلام النظري الاكاديمي!
الحكاية بتذكرني بي ايام ظهور معهد الموسيقي والمسرح، او كلام الفكو الحرف الموسيقي، في التلفزيون ليل نهار، خامين العالمين بالمصطلحات الجديدة من خماسي الي ربع تون لي كاونترباص، والشغلانة لانها غريبة علي وقع اذننا السودانية، تلقي الواحد، خشمو اتفتح طاقة، واتملي ضبان، والريالة سالت جداول، من فرط الانبهار!
المعرفة عامة في ثقافتنا، صفوية او غير جماهيرية، ولهذا من نالو قسط منها، اكتسبو مكانة اجتماعية، كانت مثار تقديس في غابر عهدنا! لاوجود لمثل هذا الانبهار الطفولي بالمعرفة، في الثقافة الغربية، لان جماهيرية المعرفة، خاصية من خواص هذه الثقافة، تاريخيا. الي هذا التاريخ نجد السعي للكسب الاكاديمي مدفوع الي حد كبير بالرغبة في الوجاهة الاجتماعية، والدليل دكاترتنا، نادرا مايواصلو البحث بعد الدال او الPHD!
لهذا التحصيل عندنا مامرتبط بي سوق العمل، والمعارف العملية او التطبيقية منبوذة خالص!
رغبة الاهل وبالذات الوالدين في الشهادة البعلقوها في الديوان او يوروها للجيران تلعب دور اساسي كدافع لمواصلة التحصيل بغض النظر عن الية العرض والطلب في سوق العمل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: Bashasha)
|
العزيز استاذ عبد الله عقيد .. سلامات بوست ذكي ومميز لابعد درجة .. يستحق الوقوف فيه كثيرا اغتنام الفرص المعرفية يجب الا يكون حصراً على زوايا حياتيه معينة او الانكفاء على موضع وترك الآخر .. شكرا لزيادة القيمة المعرفية بهذه الطريقة السهلة المبسطة .. تذكرني طريقة صياغة هذه البوست او المادة الحوارية بكتاب كنت قرأته في المرحلة المتوسطة عن سلسلة كتب في علم النفس الاجتماعي .. باسم ( السيكلوجية المبسطة في علم النفس ) وعند قرأتي لهذه المادة ومداخلات الكثير من الاعضاء عاد بي إلى مادة الكتاب والذي استفدت منه كثيرا في تحليل بعض الاخبار وتلقيها وامكانية التعامل معها من عدة زوايا كما بين لي سهولة كشف ( نفسيات ) البعض من خلال ( دس ) رسائلهم العادية في صياغ حياتنا اليومية وكيفية كشف الاقنعة .. اتمنى أن تواصل في هذا البوست بنفس الفكرة فهو قيمة معرفية متكاملة .. وطرح مميز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: Bashasha)
|
إنت موجعك وين يا الاخو؟
صحف الإنقاذ الصفرا، ولا صحفيي المنبر (الصفر)، ولا الكلمتين الأكاديميتن؟!!
يمكن موجعاك الكلمات المشجعة التي قالها بعض الأخوة بعد قراءتهم لهذا البوست!! والتي اعتبرتها انبهار وفتح خشم لمجرد احتوائه على كلمات أكاديمية!! يعني البوست (صفر) ما فيهو حاجة (كويسة)؟ يعني انت وبما أنك أفهم من خلقاء الله الذين قرأوا هذا البوست وقالوا إنه إيجابي ومفيد.. تريد أن تؤكد أنه لا يحوي غير شوية كلمات أكاديمية لا تودي ولا تجيب..
Quote: لاوجود لمثل هذا الانبهار الطفولي بالمعرفة، في الثقافة الغربية |
القال لك منو؟ انت الثقافة الغربية بتعرفا براك؟! ما في زول غيرك بيعرف الثقافة الغربية!؟ حديثك عن الصحافة الغربية (يا الاخو) يعبر عن (انبهار طفولي) وصدمة حضارية جعلتك تعادي نفسك وتنكر أصلك وتشتم أهلك وتقلل من شأن كل شيء صادر عن هؤلاء الغبش المكتحين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل المسمومة.. شرح مبسط لكيفية دس الرسائل في صياغة الأخبار؟! (Re: عبد الله عقيد)
|
Quote: حديثك عن الصحافة الغربية (يا الاخو) يعبر عن (انبهار طفولي) وصدمة حضارية جعلتك تعادي نفسك وتنكر أصلك وتشتم أهلك وتقلل من شأن كل شيء صادر عن هؤلاء الغبش المكتحين. |
ياالاخو، وين في كلامي الفوق ده، انا جبت سيرة صحافة غربية؟
لو منبهر ذيك يالجعلي الحر، العباسي، الشريف، كنت عملت فيها خواجة، او ود بيضا كمان، مادام امثالك من ذنوجة ال جعل عاملين عرب، او يتعالوا علي خلق الله!
كلامي وجعك شديد، الظاهر، ياالانقاذي!
اماكلامك عن معاداتي لي نفسي فهو اسقاط، اكاديميا!
بالدراجي، ده شغل الفيك بدر بيهو!
بالعدم، وين وجه الانبهار في مقارنتي لي ارستقراطية المعرفة في ثقافتنا، "المهد الجنوبي"، بجماهيرية المعرفة في الثقافة الغربية "المهد الجنوبي"؟
واضح انك مافهمت التكتح من كلامي، يالصحفي الكبير!
هانت الزلابية، فاكلها صحافيي الغفلة الانغاذية!
| |
|
|
|
|
|
|
|