|
الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء
|
حين كنت طفلة في يوم من الأيام أميل إلى أن أعد عدد شعرات رأسي.. وقد حباني الله بشعر غزير جعل هذا الأمر جد عسير بالنسبة إليّ.. فكنت أصل في مرحلة ما إلى لحظة اليأس من عدد الجمرات التي سأعيش في لظاها في جهنم بعد أن أنتهي من عد الربع الأول من شعري! كان هذا الشعور ملازما لي وأنا (أشك) الجينز وقتها.. وألعب في باحة المنزل مع أبناء وبنات جيراننا في براءة شديدة اتقافز وأمرح.. ظل هاجس ذلك الشيخ الذي يزورنا كلما هلّ رمضان .. وكلما نسينا أنه حيّ... كان يزورنا في مدرستنا الابتدائية، ولاحقنا في المدرسة الإعدادية أيضاً.. كان يُلح، بل يُصر على ترديد عبارة ربط عدد الشعرات بالجمرات.. كنت أحسد صديقتي فاطمة، ذات الشعر الخفيف على أنها ستأخذ نصيباًأقل منّي من جمرات النار في حين أننا كلانا نرتكب ذات الإثم!.. ذلك الرجل ذو اللحية الكثيفة كان يقف مستعرضاً لحيته أمامنا.. ويبتسم أو لا يبتسم لا أدري.. لكنه يكشّر عن كامل أسنانه.. كنت أفكّر حينها بجدّية، لو أنه بحاجه لأن يعد شعر لحيته لما لاحقني في مراحل دراستي كلها...
كبرت وشبح ذلك الرجل يخيم علي حياتي.. وفي عمر يُقارب السادسه عشره، راودتني فكرة الحجاب.. وألحت عليّ بصورة شديدة.. شجّعني على الفكرة أكثر ان صديقتي المقرّبه وقريبتي (باللفه) هبه قد ارتدته فعلاً.. ربما هي النزعة التدينيه هي التي جعلتني أفكر في هذا.. وربما هي مخافة الله ما جعلني أفكّر في ذاك الاتجاه.. ولأني تعلّمت أن أتقن كل شيء أفعله.. فهذا أيضاً من الدين، قررت أن أتقن حجابي.. ويكون كاملاً متكاملاً.. بما في ذلك القفّازات.. والشرابات السوداء.. وقناع يغطي وجهي.. الغريب أنه لم تساورني رغبه في أن أهدي أمي التي ترتدي ثوبها السوداني في حشمه ووقار.. ربما لأني تعلمت أيضاً أن أهتم بشؤوني الخاصة.. وان أكمل ما فيّ من نقص قبل أن ألتفت إلي أي كان....
ذو اللحيه فعلها.. وجعلني أفكر فعلا.. وانا جاده في الحجاب الكامل ..هبه كانت قد وقعت فريسة ذو لحية آخر... في مدرستها، فلم نكن نرتاد ذات المدرسه.. اعتدنا انا وهي أن نذهب كل خميس مع أخواننا إلى الحديقة العامة القريبه.. ومعنا الفليبنيات اللواتي يساعدن امهاتنا في أعمال المنزل.. ولا نحبذ في بيتنا لفظ (خادمة).. هبه وانا نفضل لعبه نمسيها طرزان... عبارة عن نبتتي صبار ضخمتي الحجم.. كل منها موجوده في اتجاه.. وتبعدان عن بعضهما حوالي نصف كيلو متر.. ويربطهما حبل معلق عليه مقعد .. تركب المقعد من أعلى الصباره الأولى.. لتصل إلى الأخرى في انزلاق يعانق معها الهواء سبائب الشعر! وآخ مع تلك الانزلاقه كم كنت انسى كل شيء معها.. وأحلق عالياً في فضاء جميل... هبه لم تعد تستطيع اللعب معي.. فالفستان الذي ترتديه يمنعها من ذلك.. وانا في ميول شيطانيه، كنت أغيظها ببنطالي .. وشعراتي الطائرة... رغم أني اتذكر تكشيرة الشيخ ذو اللحية ...
سأعود بنت الحسين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
أخبرت أمي عن تلك الخُطّه... بالطبع لم تستغرب، فقد كنت آتي إلى المنزل سعيده بأن الحصص الثلاث الأوائل قد ضاعت مع حديث الرجل كثيف اللحيه ذو الابتسامه الغريبه.. وبعد ان ينتهى نأخذ فرصه الفطور (فسحه) طويله نكمل فيها ألعباً كانت دوماً تتأجل مع قرع الجرس... كان نظام المدرسة أن على التلميذات أن يرتدين (الطرحه) أو غطاء الرأس أثناء الطابور، ومن بعد ذلك، لا يهم أين تذهب الطرحه.. طرحتي أنا كانت غالباً ما تدخل بين الكتب في الحقيبه.. ورغم إلحاح ذلك الخوف في نفسي، إلا أنني لم اهتم يوماً بأن أطبق مثلنا الذي يعجبني كثيراً "العافية درجات".. وابدأ على الأقل بارتداء الطرحه.. هذا الأمر أعتقد أن له علاقة بأحد أمرين، إمّا أنني اميل إلى الحسم السريع في القضايا التي عادة ما تكون خلافية داخل نفسي.. أعني القضايا التي تتمثل ما بين قضيه ذات هدف نبيل ديني اخلاقي ذو مبدأ... أو انني كنت أصلا أشعر بأني أصنع لنفسي قالباً وانا غير مقتنعه بأن علي أن أكون داخله...
كما أسلفت أخبرت أمّي... وكعادتها حين يحدث شيء دون ترتيب، وحين تتفاجأ بأفكاري التي غالباً ما افاجئها بها، صمتت.. ثم أخذت تدندن بعض الإنشاء العرفاني.. كما هي عادتها حين تكون راغبه في أن تفكر قليلاً.. أو ان تعمل شيئاً في المطبخ... اخذت (بعضي) وانطلقت أتقافز لألحق بمازن ومروان في الشارع ولأرى صديقاتي أيضاً.. كنت في ذلك الوقت قد كففت عن لعب كرة القدم.. واهتممت بالskating! وفي ذات الوقت افكّر في الحجاب بدفع من ذلك الشيخ ... والغريب أني لم أكن أنوي ان أترك هوايتي في التزلج باستخدام ذلك الحذاء العجلاتي، ولم اعرف كيف سأفعل ذلك بعد القيد الجديد...
بعد أن أودعت طلبي لدى أمي... تركته.. وانصرفت في امور الحياة.. لأجدني قد خرجت من دائرة الوصول لذلك الشيخ.. ولم أره لفترة طويله .. جعلتني أنسى ذلك الصوت الذي كان يطلقه وكأنه على وشك أن يبكي علينا على كل شعره نطلقها في الهواء الطلق.. لم اكن في تلك الفترة قد كوّنت أفكاراً حول التمييز ضد المرأة مثلا.. أو أفكاراً حول ظلم الرجل للمرأة أو شعوراً بالنقص... فقد كان والداي أحرص ما يكون على ان يكون هذا الشعور ملغي تماماً في البيت، فلم أتربى تربية قهر على أساس أنني امرأة، ولم أسمع كلمة تقلل من قيمتي كانسان لاني امرأة... حتى الكلمة التي قد يشعر بها البعض بسيطه مثل "يا بت" .. تلك النهره القوية التي تدخل فيها معاني "انت بت.. ليس من حقك ان تفعلي هذا".. لم تكن تلك النهره تعني انك أقل.. وحين يأتي العقاب والكلام (الحار) كان غالباً ما يتعرض لقيم الانسان التي اهدرتها من ذكاء أو مهاره أو حُسن تصرّف.. ويمكنني أن أقول أني قد كنت طفله مشاغبه.. كثيرة الكلام.. كثيرة النقاش.. كثيرة الحجّة.. وهذا أمر جيّد في اعتقادي...
سأعود بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
مع وجود التيارين.. والذين ابتعدا عن اليمين (الحجاب) باتجاه اليسار (التحرر).. وسطيه في البيت.. وثورة على الكبت في المدرسة... تواصل بحثي في اتجاه البُعد عن اليمين.. وأصبحت تدور أسئلة (ولازالت تدور).. ماذا يجعل الشعر (تحديداً) مثار كل هذه الجلبه.. لماذا يسعى الشيخ ذو اللحيه إلا حبسه.. وهل الأمر فعلا فيه حفظ للمرأة.. وبحث عن سد الذرائع.. وابعاد لها عن النظرات التي قد تغتالها جيئة وذهابا... وان كان هذا هو القصد.. أليس هنالك أجزاء أخرى أولى من هذا الجزء تحديداً.. لماذا الشعر...؟ حقاً لايزال هذا السؤال يُلح عليّ.. حتى هذه اللحظة.. ولم أجد له اجابة.. رغم أني وجدت اجوبه كثيرة...
كان في ظل بحثي وتفكيري في هذا الأمر نقطه محورية أخرى.. وغالباً تتشكل النقطة المحورية بانفصالي عن (القطيع) وانضمامي إلى قطيع آخر آخذ عنه أفكاراً جديده.. تزيد أحياناً في الحيرة.. أو في القناعه... هذه المره كان انتقالي إلى الأردن وإلى شخصية أكثر وعياً .. وادراكاً لمشاكل كثيرة في هذا العالم.. من ضمنها ما بدأ يظهر لي من ضرورة المطالبة بالحقوق بالنسبة للنساء.. والظلم الذي بدأت أراه حولي.. والدعوة إلى أن تكون المرأة أكثر وعياً بقضاياها.. وحقوقها وواجباتها.. أصبح هذا الوعي متشكلاً مع أزمة دينية قديمة.. ولاوعي داخلي يغشاه التديّن ومخافة الله.. وشيخ ملتح .. يخيفني بجمرات بعدد شعر رأسي.. لتشوي جسدي... كان هذا اللاوعي عاملاً لإبعادي عن البحث في الدين.. او تفنيد رأي الشيخ بالمنطق.. لأن الدين شيء ثابت.. لا يمكنني أن (أُمنطقه).. او احوّره لأفهم.. لماذا يكون شعري سبباً لكل هذه الأزمة؟!
في ظل هذا التحجر من جهة اليمين (الدين).. انفتح الوسط واليسار... كان شكلي العام وسطياً.. وتفكيري يساري ثوري.. تماماً مثل مُنتهى، تلك الثائرة التي كانت ترأس اتحاد مدرستنا في السودان... في حين أن ارتباطي بطرحة (القطيع) وشعوري بأن الأمان من الانتقاد الاجتماعي اللاذع يتمثل في أن (أتشعبط) في هذه القطعه بيديّ وأسناني... وحين كنت أسأل أمي... كانت تقول لي "الحشمة" ضرورية... وحين أعلن عن أفكاري في التقنّع، تعود إلى دندنتها...طوال هذا الوقت كنت أدير حوارات بداخلي بيني وبين نفسي.. وأفكّر في أشياء كثيرة، في حين أن مظهري العام كان يواكب نظرية القطيع تماماً... وظهرت حركات حولي تنادي "حقوق المرأة".. "منظمات".. "السعي وراء الحقوق" .. "الرجل الظالم"... وعبارات كثيرة.. وقد كنت أرى الرجل امامي في بيتنا... أبي .. وحاشى ان يكون فيه رائحة الظلم.. فأستغرب في الخارج .. وآمن في الداخل....
سأعود..
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
الرجل عدونا.. الرجل الظالم القاهر المستبد.. انه هو (سبب) كل البلاء... لست انا من أقول بذلك.. انهن هن يقلن كذلك.. ويُبدعن في عملية البحث عن طريق للخلاص والحرية.. وكنت أرى أن هناك حرباً قوية في كل الأصعده لتحرير المرأة من قبضة الرجل.. ولم تكن هذه الحرب اقليمية أو محلية فحسب.. بل هي هاجس النساء (من شريحه معيّنه) في كل مكان في العالم.. في أي دولة توجد شريحة من النساء بمواصفات محدده تدافع عن حقوق المرأة ضد الرجل الشرّير.. طبعا كلامي لا يعني ان الدفاع في حد ذاته غير مشروع أو أن الرجل مظلوم.. لكني فقط أستغرب سياسة (معانا ولاّ مع التانيين)...
المرأة وقع عليها ظلم طويل من الرجل.. جعل رد الفعل (العقلاني) يكون بعنف مثل هذا.. رد الفعل هذا يقوم على أن المرأة تساوي الرجل في كل شيء وفي اي شيء.. وهذه المساواة المُطلقة تجعل الأمر أكثر حيرة في داخلي.. ان كنّا بهذا التساوي المُطلق.. لماذا خَلقنا الله جنسين اثنين؟ ما الهدف ان كانت المرأة تستطيع الحياة بدون الرجل ويستطيع الرجل الحياة بدون امرأة.. قطعاً لأن الثانيه ممكنه.. في ان النساء يحاولن جهدهن تحقيق الأولى...
برجع تاني (ما اظن يكون قريب)..
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
كان مظهر النساء الحقوقيات، ان صح لي التعبير شديد الوضوح.. وينقسمن إلى قمسين.. تتميز الواحده منهن بهامه مرفوعه.. ورأس عالي.. كنت أحب جداً التواجد حولهن.. شخصياتهن قوية.. يقدن السيارات... أما شعروهن.. فهي إما بالكامل مكشوفه.. او أنها تغازل الطرحه او التوب غزلاً خفيفاً.. تماماً مثلي..
التحدي الظاهر في عيونهن كان يغريني بفهم القضية التي يطرحنها.. خاصة وان النساء من الاتجاه الآخر لا يطرحن أي قضايا.. ولكني اكتفيت بأن عزمت على أن اقود السيارة مثلهن وأحقق بذلك حلمي الأكبر.. فلم أتردد مع بلوغي الثامنة عشرة في نيل الرخصة.. واستلام سيارة الجاح .. وتولي مهام التوصيل في البيت..
النساء في هذه الحالة يتميز بعدائية غريبه تجاه الرجل افرزتها قيود كثيرة ضربها الرجل حولهن.. وشعور متلازم بأنهن موقع اختبار من الرجل..وانه من الواجب عليهن دوماً ان يكن على قدر هذا التحدي.. هذا النوع من النساء تجده في الغالب الأعم.. ناجحات في المجالات العملية بصورة متميّزة.. لا أعني أن التميّز حكر عليهن، لكني أعني انه التميّز جزء من تركيبتهن... وهن أيضاً سيدات بيوت مميزات (لو انهن وصلن إلى مرحلة استلام البيوت) وهذا أيضاً جزء من شعورهن بالتحدّي المستمر من الرجل.. يجعلهن يبذلن أقصى الجهد في ذلك السبيل وفي كل السبل الممكنه..
لكني كنت أبحث عن لمحة تديّن عميقة داخلهن فلا أجدها.. كأن الدين او الاقتراب منه يجعل من الشعور بالمساواة أقل.. لأن الدين فيه آيات مثل "الرجال قوّامون على النساء ..." ولأن آية واحده من هذا النوع تنسف كامل قضاياهن.. فإن الدين هو شيء يؤدى في أوقاته الخاصة.. وكلمات مثل "سبحان الله" أو ما يواليها من عبارات التي تدل على الالتصاق بالدين (سواء كان ظاهريا أو لم يكنً) .. هذه كلها مظاهر يبتعدن عنها.. ويكون البديل التدين بمستواه الأخلاقي .. أكثر منه بمستواه الشعائري ... التقليدي..
هناك شعور عام من النساء على الطرف الآخر.. أن النساء الحقوقيات متحررات.. ! هو شعور لابد أن يشعرن به طالما أن الحقوقيات يتمتعن بحقوق أكثر .. لذا فإن التيار الآخر يتحدث من قبيل أشبه بالغبطه أو اللوم المقتنع تماماً بأن الأخرى قد تمادت فيما تريد الوصول إليه..! ذلك الشعور السلبي الذي يبثه المجتمع حولهن جعلني أتردد كثيراً قبل أن أقترب منهن وأسمع أكثر..
برجع تاني
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
كنا أقول بأن العلاقة بين النساء الحقوقيات والنساء المستسلمات ليست بالجيّدة.. لماذا؟ لا أدري.. ربما لأن الأولى تخاف من تأثير الثانية في الرجل.. والعكس صحيح.. فالمرأة دوماً، على اختلاف نظرتها لنفسها، تفكّر كثيراً في رأي الرجل فيها.. وربما هذه هي المعضلة الأساسية فيما يخص المرأة، وهي أزمة ثقة خلّفتها قرون من الشعور بانها في المرتبة الثانية من الرجل.. فالمرأة الحقوقية (لو وافقتوموني على التسمية) تبحث عن اثبات جدارتها أمام الرجل وتصل إلى مرحلة أن ترغب في التفوّق عليه..وتثور على كل شيء بما في ذلك هندامها لتتشبّه به، خشية أن ينظر إليها الرجل على انها جسد قبل أن تكون كياناً وانساناً وعقلاً... لكنها ما إن تحب رجلا، حتى تعود بها خيالات الأنوثة إلى شكل أشبه بالمرأة المستسلمة .. ولو لفترة محدودة.. في المقابل المرأة المستسلمة للرجل تخاف من المرأة الحقوقية .. وخوفها ينقسم إلى نوعين.. خوف من عقلها(عقل المرأة الحقوقية).. وقدرتها على أن تجادل الرجل .. وتنافح عقله وتفكيره.. وقدرتها على تبادل الحديث معه ومجاراته.. وخوف من قدرة المرأة الحقوقية على الوصول إلى الرجل، حتى ولو لم تكن لديها نوايا شريرة ..
الغريب ان هذا الصراع قد يكون موجود داخل امرأة واحدة .. تتنازع بين نوازع المطالبة بالحقوق، وراحة الاستسلام.. هذا الصراع لا يقتصر على النساء من أيدلوجية معيّنة وحسب.. بل هو صراع مستشري بين النساء أينما حلّوا، وربما بمستويات مختلفة قليلاً.. المهم أن الصراع دائر داخل المرأة.. وبصورة مستمرة لأن تثبت ذاتها أمام الرجل.. والغريب ان الرجل يقف متفرجّاً أمام هذا الصراع.. وغالب الأمر يكون هازئاً به.. هذا بالطبع إن لم يكن يمسّه بصورة مباشرة.. أما ان كانت المرأة له، فإنه أيضاً يتخذ في هذا مذهبين، إما أن يكون معيناً لها في بحثها عن الحقوق.. وبالتالي سيكون عليه التخلّي عن بعض عظمة التبجيل التي يجدها الرجل ذو المرأة المستسلمه.. أو أن يحاول أن يجعلها تستسلم.. ولا يهم كثيراً ما كانت عليه المرأة في كلا الحالتين..
أعتقد أن الرجل يفضّل المرأة المستسلمة أكثر .. حين تكون معه.. لكن يُعجب بالمرأة الحقوقية .. (من بعيد لبعيد)... وربما ليس من العدل ان نقحم الرجل في صراع الحقوق هذا.. وان كان سيأتي الحديث عن دوره فيما بعد... ولنواصل في صراع المرأة مع ذاتها...
بعدين .. سمح
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
الأخت الحبيبة مريومة بنت الحسين ... رمضان كريم يا ست الكل والسنة الجاية زي ماتتمني ...
فتح موضوعك نافذة على محطات مشابهة في حياتي ظننت بأنني تخطيتها منذ عهد سحيق.
بين البيت المتدين باعتدال والتقاليد العامة الصارمة والشارع المحكوم بالسلطة الذكورية المطلقة وتصوير المرأة على أنها كائن شيطاني يجر الرجل للرذيلة، نشأت في علاقة خوف بيني وبين الله، خوف سلبي يشل التفكير وكرس نظرية القطيع في فترة طويلة من حياتي على الرغم من تمردي الظاهري على هذه القوانين وإصراري على أن أعيش كما عاشت أمي في بدايات القرن الماضي في مدينة سميت حينها بأم الدنيا!
تصيب الفرد خلال شبابه لحظات من التمرد rebelling على جميع الثوابت ليبدأ ترتيب نفسه من جديد، ولكن المرأة، خاصة في مجتمعاتنا، مساحة حرية اكتشاف ذاتها ضيقة مما يجعلها تعود من منتصف الطريق محملة بشكوك أكثر وبذور تمرد تنبت في غفلة القادم من الأيام. وفي أحسن الأحوال تنهج سلوك القطيع لمجرد سد باب الذرائع والبعد عن مواجهات خاسرة مع مجتمع أبوي مهووس بالوصاية...
كنتاج طبيعي لقصور الوعي الديني بشكله الصحيح من قبل (الوصاة) أنحصر الدين في الشكليات لافتقارهم للعمق في فهمهم الخاص ومن ثم التواصل. هناك تغاض كامل عن الجانب الأخلاقي وبات الهم الكبر هو خنق شعيرات طليقة أكثر من تكريس مبادئ الاحتشام وبنوا جدرانا عالية بين الجنسين ظنا منهم بأن هذه هي الطريقة المثلى لدرء الضرر بدلا من العمل على تربية الجنسين على احترام خصوصية الآخر وتوحيد هدفهما نحو بناء مجتمع صحي.
لم تغادر مبادئ الصدق والأمانة وقيمة العمل والنظافة دفتي كتب الأطفال وقدمت عليها المظاهر الشكلية من الممارسات الشعائرية من دون الأخذ بعين الاعتبار أن الدين ينبع من الداخل للخارج وليس العكس (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) . روعنا بأهوال العذاب وأسياخ الحديد الساخنة التي تخترق آذاننا وكؤوس المهل التي ستصب في جوفنا ونسوا أن يخبرونا بأن الله غفور رحيم و أن الجنة مفتاحها رحمة الله لا أعمالنا مهما حسنت.
حرمنا من حق التساؤل و دحض الحجة بالحجة. أغفلوا حقيقة أن السؤال يقود لليقين كما قاد سيدنا إبراهيم عليه السلام.
بعد رحلة طويلة من ليالي الشك الحبلى بالأسئلة، وجدت أن طريق الهداية مرهون بمشيئة الله (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)و القراءة المتأنية للدين والدعاء بأن ينير الله قلوبنا لنوره وأن لا يجعل على قلوبنا أكنة.
اعتذر على الاستطراد والتداعي، ولكني شعرت برغبة جامحة في مشاركة جانب من حياتي كان له أثر كبير على ما أنا عليه الآن...
واصلي يا ست الكل وبانتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
استغرب يا مريم نُدرة المداخلات في هذا البوست القيّم من جانب الجنس اللطيف رغم حساسية وأهمية الموضوع، والتصاقه بأحد أكثر الموضوعات جدلاً أمام المرأة وهو موضوع الحجاب أو اللباس المناسب الذي إلى الآن ما زال الجدل حياله متواصلاً بين مختلف التيارات، ولا زال الموضوع يشغل حيزاً كبيراً في مسيرة كل فتاة بل وقد يُشكّل خارطة علاقاتها المستقبلية على مختلف الأصعدة شخصيةً كانت أو اجتماعية عامة أو خاصة ... الموضوع أسرني منذ بدايته وكنت أتابعه بصورة قريبة (حتى دون علمك فيما سبق) وتوقعت له إقبالاً كبيراً من جانب بنات حواء ليكشف في هذه المنعطف الحساس مقدرتهن على اختيار ما يناسبهن، بما يصنع بعد ذلك ويُشكّل صورتهن ودرجة وعيهن أمام المجتمع الذي تظل - في رأيي - مسئولية التعايش معه بصورة (آمنة) خيار استراتيجي في حياة كل فتاة ... طالما أن موعد مداخلاتنا نحن (الجنس الخشن) لم تحن بعد، من واقع تطور موضوع البوست وتمدده فأنا سأرجئ مشاركتي بشكل موسع للوقت الملائم وسأعد العدة لها منذ الآن خاصة في فترة العيد حيث بعض الاسترخاء من عناء العمل و(مشاويرك) فيما يخص النجر المصطلحي لكل من (المرأة الحقوقية/ المرأة المستسلمة) أرى ضرورة مراجعة المصطلح والتفكير في مفردة تقرّب المعنى أكثر تجنباً لأي أزدواج مصطلحي في هذا الصدد - هذه مجرد وجهة نظر يعني - وأرجح المشاركة الجماعية في هذا النجر لأنها الأكثر نجاحاً في انجاز مفردة بهذه الدقة تعبر عما رميت إليه في معرض تعبيرك عن كل نوع من النساء، ولعلك تقصدين بالمرأة الحقوقية تلك التي لا تستكين تحت عباءة الرجل وتحاول إثبات ذاتها بصورة ما والسعي خلف مساواتها بالرجل، والمستسلمة تلك التي تقبل دور زوجة(سي السيد) وتستكين تحت عباءة رجلها بصورة رحبة جداً وتصرف نفسها من عناء المناكفة والجري خلف شعارات المساواة ... وهنا أريد الزج بسؤال وهو: هل للرجل أي تأثير على اختيار المرأة لأي من الفريقين لتنتمي إليه؟؟ السؤال بصيغة أخرى هل تحمل المرأة الرجل في مخيلتها وهي تعبر بنفسها لأي من الفريقين لتنضم؟؟ عزيزتي مريم .. أرجو ألا أكون قد (خربت) لك برنامج أو تسلسل هذا البوست الموضوعي .. سأعود لاحقاً عندما يحين الوقت المناسب بعد أن تتم حلقات البداية فهي ما تزال في طور الإكتمال كما أرى .. لي بعدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
يمنى.. صاحبتي البتظهر في الأعياد والمناسبات الرسمية.. انا زاتي منتظراك.. هنا هنا.. عشان عارفه انه مكانك.. وعارفاك عندك كتير تقوليه
عزاز العزيزة.. كيفنك..
طبعا يا عزاز مشكلتنا مشكلة.. وموضوعنا ده من جوانا احنا... ما بخفى علينا انه الرجل كان ليه دور ... واحيانا المرأة (الأكبر) مننا برضه بكون ليها دور في رسم خارطة الطريق.. لكن فهم المشكلة من دواخلنا بحل جزء كبير من المشكلة...
حأواصل عشان حاسه انه الكلام لسه ما كمل...
العزيزة وفاء... ذات القلب الأنقى من الحليب.. والأجمل من اجمل معاني اسمك .. سأواصل.. لكن انت عارفه زنقتي في الوقت.. حأحاول.. رغم انه الكتابة في البوست ده بتجي في مزاجات متباعدة.. لكن حالفه أتمّه...
لك محبتي.. وتحياتي لناندي
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
نادر.. طبعا تعرف لماذا تأخر هذا الرد.. لكنه كان دوماً في البال..
دعني أعيد طرح نقاشنا حول ما أثرته من نقاط في معرض ردّك على خواطري... ربما يساهم هذا في دفع الأمر إلى الأمام..
بداية، أمر التعقيب على البوست ليس بالأمر الذي يشغلني.. لماذا؟ لأن أفكاري تسير في اتجاه غير معلوم.. ولم أكن أعرف أني سأكتب في معظم ما كتبت... ثانياً.. ربما لأني أردت أن يسمع الناس رأيي كاملاً... لذلك كنت أحرص على أن أراقب عدد الزوّار للبوست.. أكثر من البحث عن الردود... وعلى الرغم من ذلك.. جاءت مداخلة عُزاز لتزيدني ثقة في ان تحليلاتي صحيحة.. وانا متأكده انه سيكون لديها ما تقوله إذا ما واصلنا الكلام... أما يُمنى ووفاء.. فقد شجعتاني على المواصلة.. وحديثك افترع الكثير من الجوانب حول الموضوع لم تكن في بالي... حتى وان كان رد فعلي عليها غير ما توقعته..
بالمناسبة.. انا أدافع عن الرجل هنا...
الأمر الآخر وهو موضوع المصطلحات.. انت تعرف اني حين أكتب لا أراجع ما أكتبه.. في ذات الوقت أركّز على محور واحد من محاور الكتابة.. (تماما مثل الأكل.. ).. وانساق وراءها.. كلامك عن ضرورة (نجر) المصطحات) شيء أوافق عليه.. لكني أعلم جيّداً أني لا أتقنه... سأنتظر مشاركاتك ومشاركات الآخرين في هذا الخصوص.. ربما يساعدني الأمر
الجاح.. جاحتاه... أشكركما على التشجيع فيما أكتبه... لم أكن أعلم أنكما تقرآن خطرفاتي...
عندي باقي كلام .. حأكتبه
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
سرد احلي من سكر الجنيد وسيرة ذاتية نضرة ولي حكايات اتمني
بالبوح بها واعداء الانسان متربصين به اينما كان في حفله او
رحله او سائر الطرق والبلدان , تعرفي يا بت الحسين يا شقيقه
سكينه بت الحسين شهيد ظلمات عهد يزيد وصحبه واختي في الوطن
ومحبه فكر استاذنا وشهيد الفكر وحرية التعبير
تربينا علي فكر همه الاساسي اقصاء المراة او وئدها مرة تانية
فتضييق الخناق اقرب للعاده هل تصدقي ان المراة في صعيد مصر
لا تورث وهل تصدقي في بلد جابت طه حسين ورفاعة الطهطاوي
ومحمد عبده تعتقد بان اسم المراة حرام يعني لو داير اقول
مريم اكورك بحسي واقول يا نادر وانت تلتفتين ونادر يكون
في الدمام وانت في دوحتك او رفاعة العلم والمعرفة
اتدرين يا صديقتي ركبنا بكاسي زمان وفي قلوبنا غصه لان صاحب
البوكس والركاب يضعون طوبه عند وجود امراة واحدة بالعربه
ياه الموضوع شيق ولازمني اعيد علي احبائي وحبيباتي
العمل علي اعطاء المراة وضعها كانسانه هم اساسي لي
لك ولنادر حبي وسلامي واصلي سردك وانا اتابع بلهفه ما تكتبين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
نادر.. أجي يا يابا.. انت موش قلت لي انه رد فعلي على رأيك ما كان زي ما اتصوّرته؟ افكترتني حأعارض رأيك .. وحأبدا أدافع عن المرأة.. انا دعايزه أكشف اختباء المرأة وراء الرجل.. المرأة على الإطلاق تعلّق اللوم في شماعة الرجل... ده ما تبرئة مطلقة.. لكن عايزه أصل لإنه المرأة ظالمه نفسها بنفسها...
أستاذ صبري الشريف... كنت ببحث دوماً عن مثال المرأة القوية والجميلة والمتديّنة في ذات الوقت... كنت بلقى أجزاء مبعثره منها، هنا وهناك.. لكن كنت دوماً بصطدم بعقبة الدين.. أو تضارب المصالح.. والله فيك الخير ذكرتني سكينة بنت الحسين، انا نفسي اعرف عنها اكترِ، درست عنها في الجامعة في جزء من مقرر لمادة اسمها تاريخ آل البيت... حبيتها جداً... وحسيت تشابه بيني وبينها.. تتصور! بعدها بي سنة وشوية، لاقيت نادر.. وسمّاني، مريم بنت الحسين...
الأخ الأستاذ عمر ادريس.. (الابنة دي حتورطك معاي في لقب عمّو.. ) .. انا سعيدة جداً بمداخلتك.. ووجودك هنا.. وسعيدة أكتر لفهمك للكثير مما قلته.. الكلام قرّب يخلص.. لكن.. انا راضية عن الصورة العامة التي بدأت تترسم...
الأخ شوقي إدريس.. انا عارفه انه من حقك تحتار.. كتابتي لحدي الآن إنه لا ده عاجب ولا ده عاجب.. بس أملي في انه الكم دفعه الجاية من الكتابات حتوضّح حاجات كتيرة جداً...
تحياتي لكم جميعا وجزيل شكري
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
ما يجعلني أكتب في هذا البوست .. وما يجعلني أنداح في كلامي وتحليلاتي في الغالب الأعم، شعوري بالامتعاض من النساء اللواتي يطالبن بحقوقهن... فالنساء اللواتي لا يسعين كثيراً وراء الحقوق أمرهن مفروغ منه.. حتى وان لم يشعرن أنهن يتنازلن عما هو لهن في الأصل.. المهم في الأمر انهن مستسلمات... وراضخات لسلطات عدّة .. تتمثل في تركيبة من سلطة الدين، على حبّة عادات تضيف المزيد من التسلّط.. والكثير جداً جداً جداً من تسلط الرجل.. والذي يمارسه دون وعي أو بوعي أحياناً... معلوم أن قانون هذه الدنيا الحق الذي لا يطالب به أهله يكون مهضوماً.. لمجرد أن أهله لا يشعرون بأنه لهم.. ولا يطالبون به.. فلا يصبح حقاً.. ويصبح حصولهم عليه من قبيل الشفقه .. أو المنّه.. وليس من قبيل الاستحقاق.. من هذا المنطلق المرأة التي لا تطالب بحقها في خضم هذه التسلّطات.. وتنتظر أن تُمنح حقوقها عليها أن تعي أن قانون الدنيا لن يتغيّر لأجلها.. وأن هذا الحق لا يُمنح... بل يُكتسب... وأن الانتظار سيولّد انتظارات أخرى..
المرأة الحقوقية تعي كلامي هذا جيّداً.. لذلك تجدها دوماً تبحث عن حقوقها.. بشره بالغ.. وبتشديد شديد.. وتدقيق ربما يكون زائداً عن حدّة.. هذا البحث يوجد في الغالب شعوراً مستمراً منها بأن الرجل ظالمها.. وأن عليها أن تثبت له مثلاً أنها تستطيع أن تقود السيّارة جيّداً.. وانها قادره على الاستغناء عنه.. وانها منافس قوي له في (جميع) أنواع العمل.. فظهرت حركات نسائية داعية إلى البحث عن الحقوق بمنح النساء فرصة العمل في كل مكان.. وفي مختلف أنواع الأعمال.. وسعت النساء في نضال أعمى لإثبات أن عقل المرأة أكبر من عقل الرجل، حتى ولو كان الأمر كُبر وزن! أو البحث عن أمل صغير في ربط تفوّق المرأة على الرجل في أي مجال من المجالات بأي صورة تناسب خيالها... وتوجّهاتها في سعيها المحموم... مثل هؤلاء النسوة يجدن دوماً تعليقاً من شبابنا في المواصلات العامة أشبه بالتذمّر حين يجد نفسه مضطراً لترك المقعد لأجلها، وتحمّل مشقة الوقوف.. "ما قلت عايزين مساواة"... فبذلك اسأن إلى قضيتهن المطروحه.. واستعدين الرجل.. وأصبحن يدعين إلى مجتمع أمازوني يملّك المرأة السلطة...ونسين أن خطورة عملهن هذه تتمثّل في أنهن الصوت الناطق للمرأة.. وان المتضرره الأخرى هي تلك الصامتة التي اختارت الصمت...
لم يكن هذا الاتجاه العام مدعّماً كما قلنا بأسس دينية أيديلوجية .. وخاصة بالنسبة للنساء المسلمات.. إذ لم يحاولن أن يجدن سنداً من الدين ليدعم حقوقهن.. ولم يحاولن البحث عن أساس لهذه الحقوق.. لأن الدين يقول بأن أصواتكن هذه عورة.. وان المرأة كالشيطان، وظيفته الغواية.. وان الدين يقول بصريح العبارة أن الرجل عنده حق القوامة.. ومن حقه ضرب زوجته.. وانها المرأة نصفه في الميراث والشهادة.. فتساوي المرأة مهما علا شأنها.. نصف رجل حين يأتي الأمر إلى شهادة.. أو إرث.. وفي الزواج، هي رُبعه.. أي أن رجلا مهما قل شأنه يمكن أن يتزوج من طبيبه ومحامية ومهندسة وأديبة... لذلك كنت أشتكي من غياب نكهة التدين عند النساء الحقوقيات... وان كنت أحترم هذا الغياب بصورة من الصور.. لكن، والعودة إلى سبب امتعاضي من توجههن.. ما إن تكبر المرأة الحقوقية في السن، تصبح إمرأة ذات شخصية قوية، وإن كانت تعود إلى التديّن الذي فارقته طوال فترة شبابها.. وفي الغالب الأعم، تتحجّب... فيخطر ببالي فوراً شعور بأنهن لا يعشن على أساس فكري متين.. وأنه ما إن يُذكر الموت، حتى تخاف الواحدة منهن، ويعدن إلى شكل من الاستسلام .. والذي يعود بها إلى نقطة البداية... فهل يعشن ازدواجية فكرية وهن شابات؟
في تقديري - ويمكن للنساء تصحيحي- ان المرأة الحقوقية تعيش عقدة ذنب كالتي كنت أعيشها وانا صغيرة.. وانها تنهزم ما ان يتقدم بها العمر امام هذه العقدة.. تمارس بحثها عن حقوقها مع شعورها في الدواخل أنها تضاد التيار.. وتشعر بانكسار، شاهدته بأم عيني، حين يتحدث جمع النساء الأخريات في أمور مثل الحجاب والدين.. فيشعرن بالتقصير.. وتشعرهن باقي النساء بالتقصير...
حارجع..
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
المرأة مخلوق معقّد.. هذه قناعة أتكلم بها من واقع انتمائي إلى مؤسسة حواء للعقد التي تمشي على قدمين.. هو معقّد لاعتماده المستمر على أحساسيه، هذا الأمر يظهر في كل تفاصيل المرأة.. وهذا ليس عيباً نحاول نفيه كما تدفعنا بعض النسوة إلى ذلك... عادة نساء البحث عن الحقوق ينفين هذه التهمة عن النساء ويصنفنها تهمة! كيف لا وهي التبرير الأساسي الذي يعتمد عليه رجل الدين حين يقول ان المرأة لا تصلح للقيادة أو الإدارة.. وانها ناقصة عقل ودين كما جاء في الحديث الشريف.. وهو نوع آخر من البحث عن قرارات جديدة لتكبيل فم هذا الكائن ذو المشاعر.. وإبعاده عن مناطق النفوذ باعتبار أنها يمكن ببساطه أن تتأثر عاطفياً .. ويؤثر ذلك على قراراتها ورجاحة عقلها... دعوني فقط أتهم الرجل هنا في هذه النقطة.. وأقول أن رجلاً في منصب حساس وذو دين ضعيف يمكنه ببساطه أن ينفذ أوامر فتاة جميلة إن لبست بعض الملابس .. وتزينت له.. وابدت له اعجابها.. ففي هذا لا أقول أن الرجل سيء.. ولا أقول أن المرأة سيئة، لكني أريد أن أقول أننا بشر.. رجال ونساء.. يغوينا الطرف الآخر.. وليس هناك عاصم من هذه الغواية سوى التديّن ... والتقرّب من الله...
المرأة هذا المخلوق المشحون بمشاعر حب كبيرة.. خلقها الله بهذا الكم الهائل ليس ليثبت عليها تهمة ضعف العقل.. لكنه منحها كل هذا لأنها تكون للرجل كل شيء.. في أي مرحلة من مراحل حياتها.. هي مؤثرة فيه بكل حالاتها وحالاته.. وفعّالة ونافذة إلى قلبه.. وهي بذلك تضيف إلى حياته البهار الذي يحتاجه.. حتى وإن لم يدرك الرجل ذلك... بمثل هذا الفهم .. أردت أن أقول أن المرأة المستسلمة التي تحدثنا عنها في السابق.. والمرأة الحقوقية التي ذكرناها آنفاً.. كلتاهما بمزجهما معاً تنتجان مخلوقاً جبار.. قادر على قيادة الحياة بصورة مدروسة.. والوقوف في ِأي موقف يمكن أن توضع فيه.. وتتفوق فيه.. لا تزيد في هذا على الرجل بشيء.. فكلاهما متساويان في هذا.. لا أدعو إلى العداء مع الرجل.. بل هو حلف لنصفيّ الحياة، مشاركة.. وتعاضد.. استعداء الرجل ليس من الصالح.. والاستسلام له أيضاً ليس هو المطلوب... فما هو المطلوب وكيف يمكن تحقيقه؟.. كيف يمكن انتاج نموذج لمرأة قوية.. متدينة.. وواثقة من نفسها في ذات الوقت..؟
ربما يكون الأمر بسيطاً.. كل ماهناك ان المرأة مخلوق ضعيف.. أجل ضعيف... (لو طقينا السماء) .. مخلوق ضعيف.. ضعيف .. أجل ضعيف.. وهذه هي الحلقة المفقوده.. الضعف الجسماني شيء ثابت لا مجال فيه للشك.. وهو شيء لا يجب على المرأة أن تشعر من خلاله بالنقص.. بل أن الإعتراف به قوّة.. وفي ذات الوقت.. هي لا ينقصها عن الرجل أي شيء من الناحية العقلية.. هي مساوية له تماماً.. ويبقى السبق بحسب الجد والاجتهاد لكل منها.. الضعف الجسماني يُحدد على المرأة نوعية محددة من الأعمال لا يجب عليها أن تقوم بها.. وهذا ليس عيباً أيضاً..
تحدثنا عن القوة الجسدية... والقوة العقلية.. وتبقت لدينا نقطة أساسية تغفلها المرأة سواءاً كانت مستسلمة أو حقوقية.. وهو مظهرها.. المرأة التي تبحث عن الحقوق يجب عليها ان تلتزم ببث الإشارات الصحيحة في اتجاه الرجل (بالذات) والآخرين (بصورة عامةّ).. المرأة التي تريد ان تظهر كمنافس عقلي، رزين يجب أن تظهر بمظهر يدل على هذه الرزانة.. فالشكل دال على صاحبه... والتزين الزائد عن حدّه، والدعوة بمظهر الجسد يدل على خفّة العقل، والأهم من ذلك يدل على رِقّة الدين.. وعلى سيرة الدين.. سأعود في المرة القادمة للحديث عن الحجاب.. وعن حقوق المرأة في الإسلام.. لنخرج بنموذج حقوقي للمرأة من وحي الدين .. وليس بعيداً عنه ولا متجاهل له.. ولا باحث عن طريق غيره.. فالدين هو المآل.. لنؤسس بذلك قاعده فكرية متينة لدعوة لحقوق المرأة لا تخرف مع الزمن.. ولا تصدأ مع الأيام.. ولا تستسلم بعد حين...
حأعود
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
العزيزة بت الحسين كنت اتابع دون تدخل لتكتمل الحكاية عندي واعتقد ان خيوطها اصبحت واضحة الان واراك تتكلمين بلسان هذا الجيل, وصراعات المرأة والدين والحقوق. اعتقد نحتاج لحوار صريح كالذي بدأ الان ,, مبنيا على التنشئة الاجتماعية, وتاثير ذلك على سيكلوجية المرأة واختياراتها في الحياة. واعني البيت , الشارع العام, المدرسة , وقوي المجتمع المختلفة( أحزاب جمعيات, منظمات), ومساهمتها في صياعة وعرض المفاهيم الدينية, والمفاهيم المتعلقة بالمرأة.
اعتقد ان انقطة التى تطرق لها الاخ نادر مهمة جداً لانه قبل مداخلته لم اكن افهم جيداً المرأة الحقوقية والمستسلمة ولكن بعد شرحه وقعت لي الحكاية . ويمكن تعريف المصطلح في بداية البوست.( بعد الشرح اصبح واضحاً)
اردت ان اضع بعض لمحاور وسأعود اليك بنت الحسين الرائعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
تحدثنا عن الضعف الجسماني للمرأة.. وهو شيء لا جدال حوله، ولا عيب فيه.. لدرجة أن نادر يمكنه أن يهزمني في مبارزة بالأيدي وهو يحضر مبارة كرة قدم قديمة معادة في التلفزيون السوداني وانا بكلتا أقاوم بكلتا يدي! وتحدثنا عن أن عقل المرأة لا يختلف عن عقل الرجل في شيء.. لذلك يمكنها أن تتفوق عليه إن والته بالتنمية والتطوير.. ويمكنها أن تتخلّف عنه إن سبقها هو في ذلك.. أي أن الأفضلية في هذه الحالة ليست لأحد..
في سابق الأزمان، كانت الغلبة لقوة العضل، أو القوة الجسمانية كما أكتبها هنا باعتبار أن شريعة الغاب كانت سائدة لحد كبير، لا أقول أن هذه الشريعة زالت، ولا أظن أنها ستزول، لكن ظهر من البشر من سمو عن هذه الشريعة وأصبحت هنالك طبقة تتناقس على قوة العقل، سواءاً كانت المنافسة بين الرجال والرجال أو بين الرجال والنساء.. فاستوا الجميع في هذا.. في مقابل الحال، فإن القاعدة وهم الذين لازالوا يأتمرون بشريعة الغاب، يتطفلون على هؤلاء ممن اعتمدوا لغة العقل، لذا، لازالت المرأة بحاجة للحماية إلا أن تسمو البشرية عن هذا المستوى بأكلمها.. والشاهد على هذا من خلال ما أعرف أن الأخوات الجمهوريات اللاتي كن يطفن شوارع الخرطوم يبعن كتب الفكرة كُن يسرن في مجموعات خشية أن يتعرض طريق الواحدة منهن وحدها أحد لا يؤمن بلغة العقل.. أو يصطحبهن أحد الأخوان لحمايتهن.. فالضعف الجسماني قائم، ومن يستخدمون العضل متواجدون بكثرة...
بقي علينا تغطية جانب الدين في هذا الاتجاه.. وهو الطرح الذي تفتقده المطالبة النسائية للحقوق لأسباب لا تخفى من أمر الدين.. بداية نبدأ بهذه الآية الشهيرة والتي تقول.. ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا أن الله كان عليا كبيرا﴾ تقول هذه الآية بوضوح كامل أن الرجل له حق القوامة، بمعنى التقويم والتصحيح على النساء، والسبب في ذلك (1) الأفضلية التي أودعها الله فيهم، ولم تتوضح ماهية هذه الأفضلية و(2) انفاقهم على المنزل من حُر ماله... في هذه الآية نرى أن الأفضلية التى تكتسب حد القدسية بسبب أن أودعها الله في الرجال، دون تحديد ماهيتها تجعل أن مطلق إمرأة عليها أن تأتمر بأمر الرجل، وتحديداً أمر زوجها، وأن عليها الإطاعة، وأنها عُرضة للضرب إن هي فشلت في هذا... لو أن الأفضلية تحددت فقط بالإنفاق على المنزل، لقالت نساء اليوم "محلوله"، باعتبار أن المرأة أصبحت تُساهم في مدخول المنزل تماماً مثل الرجل، ولكن هناك تلك الأفضلية الربانية المقدسة المجهولة الهوية التي تجعل الأمر خاضع لميزان الثواب والعقاب.. أمر آخر، قد يقول قائل أن التفضيل هنا بين الرجل وإمرأته (زوجته)، ولا يشمل بذلك بقية الرجال، وسأقول that's a good point، وليس لدي ما يعارضها أو يعززها...
الأمر الآخر، والذي هو الموضوع العام لهذا البوست وهو الحجاب، وعلى اختلاف تعريفاته باعتباره الإحتجاب الكامل مثلما أزعم أنا بحسب قراءاتي في الفكرة الجمهورية والقرآن والسنة، أو كما يزعم الآخرون ويتمثل في ضرورة أن تغطي المرأة كامل جسدها عدا الوجه والكفين.. في كلا الحالتين أعتقد أن الحجاب مثار نقاش طويل خضته في بوست سابق، لحدي ما تعبته.. المهم في الأمر أن الحجاب يبرز المرأة على أساس أنها الشيطان الذي عليه أن كف أذاه عن الآخرين ويجب أن يتغطى تماماً كي لا تفسد الدنيا.. فاقترح الحجاب اوالاحتجاب كحل بديل... إذا لماذا هو صعب لهذه الدرجة؟ لماذا لا أستطيع التحجّب بالصورة التي دعا إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- زوجاته وبناته؟ ويظل ذلك الرجل يزن في رأسي لأغطي الشعر؟
فيما أعود، أهديكم هذا الجزء من كتاب تطوير شريعة الأحوال الشخصية للأستاذ محمود محمد طه.. وهو الذي أجعله عماداً لفهمي الحالي لموضوع الحجاب، وأعيش بشيء من الرضا عن فهمي، وإن كنت لازلت أبحث عما هو أصح إن وجد!
مكتوب تحت عنوان جانبي، وصيتي للنساء
Quote: v اعلمن أن الغيرة الجنسية هي من أكبر أسباب تسلط الرجال على النساء .. وستظل غيرة الرجال على النساء قائمة .. و من الخير أن تظل قائمة، لأنها هي صمام العفة، وضمانها. والعفة أعظم مزايا النساء، على الإطلاق .. وما جعلت قوامة الرجل على المرأة إلا من أجلها، في المكان الأول .. فكن عفيفات، صينات، تكن لكن القوامة على أنفسكن.
v أسفرن، ولا تبرجن .. فإن التبرج دليل على خفة العقل، ورقة الدين، وسوء الخلق .. ولا تستحق المتبرجة أن تتمتع بحرية السفور .. يقول تعالى، في ذلك: ((واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم .. فإن شهدوا، فأمسكوهن في البيوت، حتى يتوفاهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلا ..)) ففي هذه الآية إذن بالسفور لمن تحسن التصرف في حرية السفور .. وفيها أمر بمصادرة حرية من تسيء التصرف في السفور .. كأن تكون متبرجة بالثياب الخليعة، أو بالمظهر الذي تستعرض به أنوثتها أمام الرجال ..
v وحين كانت أرفع شمائل النساء العفة، فإن أرفع عملهن حسن التبعل .. وليس لحسن التبعل حد ينتهي عنده التجويد .. فلتعلم إحداكن أنها في بيتها ملكة، وليست خادمة .. وهي لن تعطى هذا الحق، وإنما هي تأخذه بحسن تدبيرها لمملكتها من جميع الوجوه ..
v اعلمن أن جمالكن، في المكان الأول، ليس في جمال أجسامكن، وإنما هو في كمال عقولكن، وخلقكن، ودينكن .. فكن عوالات على هذه .. ولتطالع هذه الكمالات منكن من تلقين من الرجال من الوهلة الأولى للقائكن بهم.
v اعلمن أن كرامة إحداكن بيدها .. فإن هانت عليها كرامتها، فلن تجد مكرما، لا من الزوج، ولا من الأخ، ولا من الأب .. قال شاعرهم:-
إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها هوانا بها كانت على الناس أهون
وقال الآخر:-
من يهن يسـهل الهـــوان عليه ما لجـرح بميـت إيــلام
|
قرّبنا... سأعود
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرجل ذو اللحية الكثيفة- حيرة ما بين الأبواب المغلقة والمفتوحة في الاتجاه الخاطيء (Re: مريم بنت الحسين)
|
كنت حين قرأت هذا الكتاب حديثة عهد بالفكرة الجمهورية، ولم أفهم تحديداً معنى كلمة "السفور" هنا.. ولأنها كلمة فضفاضة، ألبسها معارضوا الفكرة أشكالاً كثيرة، ولا يخفى سوء النية بالطبع، ولكن لا يهمني كثيراً في الوقت الحالي أشكال تفسيرهم لها... ما يهمني أنه انطلاقاً من هذه الكلمة، كانت الأخوات الجمهوريات، وفي أوج أيام الحركة، يخرجن بلباس مميز وهو الثوب السوداني الأبيض.. واخترن اللون الأبيض لأنه لون يدل على الصفاء، ويعكس في داخل النفس الكثير من السكينة والهدوء.. وقد اختير الثوب السوداني، لأنه اللباس التقليدي السائد.. وهو دليل عفة واحترام، على خلاف الموضات السائده في ذلك الوقت من الملابس القصيرة.. والجديرة بالذكر أن الأستاذ لم يلزم أي من الأخوات بهذا الزي، لكنه كان يمنع أي متبرجة منهن أن تخرج في حملات بيع الكتب، لأنها بذلك تعكس غير ما يُراد للأخوات من المظهر المحترم الدال على التعقّل، والإتزان... مع كل هذا الإرث، رأيت تمسّك والدتي بالثوب السوداني في كل بلد نزوره، وعلى خلاف من هن حولنا من النساء، لاحظت فيها البساطة الشديدة، فلم أرها يوماً تخرج مذهّبه، أو ترتدي ألواناً جذّابة... وبالكاد كانت تخرج وقد كحلت عينيها.. وتعطرت بعطر شديد الخفّة، بعيداً عن عطور السودانيات التقليدية... فيما يقابل هذا، كنت أراها في المنزل على عكس ذلك تماماً، تهتم جداً أن تتزين داخل المنزل بصورة شديدة.. وتختلف تماماً عن صورتها التي تخرج بها.. وكان هذا الخروج مثار عجب منّي لفترة طويلة... ولأنها لا تخرج مذهّبه، كان جدتي (أم والدي) تكثر من لوم والدي أنه لا يشتري لها ذهباً مثل باقي النساء!
فيما سبق من qoutation من كتاب الأستاذ وردت عبارة "السفور" وقد شرحت تطبيقها العملي بالنسبة للأخوات الجمهوريات، ولست أدعي لها فهماً محدداً، لكني رأيت بيانها بالعمل.. ووردت كلمة "حُسن التبعّل".. وهذه الكلمة ربما توضحت حين شرحت ملاحظتي لمظهر والدتي حين تخرج من البيت، مقابل مظهرها حين تكون داخل البيت.. والتبعّل كلمة تأتي من البعل، وهو الزوج.. وفيها كلام عن أهمية أن تتقن الزوجة أفضل عملها، وهو علاقتها بزوجها.. فهذا لا ينقص منها شيئاً.. وربما يتفق حول هذا الجميع، أعني مظهر المرأة حين التواجد في المنزل، أما مظهرها حين الخروج، وفيما يتعلق بالثوب السوداني، قد لا يتفق عليه كثيرون.. وأعتقد أنه فيه اعتزازاً بالثوب السوداني، وبالهوية السودانية.. ورثته عنها... وأتمنى أن أتمكن من المحافظة عليه..
فكرتي العامة عن الحجاب تكونت الآن.. وأعتقد أني الآن قادرة على أن أقول أني أعيش متصالحة مع شعوري القديم، وحديث ذلك الرجل صاحب الإبتسامة الصفراء... فيما يخص النموذج المتدين الذي تحدثت عنه آنفاً... فإن الفهم له سيتحدد بشكل أساسي في تقديري (في ظل الفكرة الجمهورية) .. فالدين الإسلامي قد كفل للمرأة كامل الحقوق التي تريدها.. وبالذات، التي تريدها المرأة (الحقوقية)... من مساواة (لنسمها عقلية) حين قال الله تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"...
وصلت إلى نهاية ما أريد أن أقوله في هذا الشأن.. أتمنى أن أكون قد شرحت بعضاً من الكلام الذي يدور في داخلي.. وأرجو أن يمدني الآخرون برفد مما قد أشكل عليهم/ن بسبب سوء شرحي.. وربما شطحي أحياناً وراء القصص...
لكم/ن جميعاً الإحترام والتقدير...
وعسى أن ينالنا منه بعضاً من بركاته...
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
|