|
أرجوك.. لا تبكي يا أمي .. مناظير د. زهير السراج // لقد ابكيتــنا يا دكتور
|
اقرأ
وتحسس .. دموعك ايها الإنسان
أرجوك.. لا تبكي يا أمي
زهير السراج كُتب في: 2007-01-12
* عندما تقف دولة عاجزة، خاصة إذا كانت تطلق على نفسها اسم دولة المشروع الحضاري، عن علاج طفل صغير.. وهي ترى الحياة تتسرَّب من جسمه النحيل، والدموع تهطل كالمطر من أعين اخوته واخواته وامه وابيه.. هلعاً وجزعاً وألماً.. وحرقةً من الدولة التي تطالبهم بدفع تكلفة العلاج قبل أن تؤدي (واجب الرعاية) الديني والأخلاقي تجاه هذا (الطفل الصغير).. الذي لا دخل له ولا يد إذا كانت الدولة أو التأمين أو الأسرة.. أو أية جهة أخرى هي التي ستتكفل بعلاجه، ولا يعلم شيئاً عن النظام الاقتصادي إذا كان حراً أم مقيَّداً، أو إذا قررت وزارة الصحة أن تتكفل بعلاج الحالات الطارئة فقط.. أو لا تتكفل.. وما المشكلة بين وزارة المالية والإمدادات الطبية.. وما هي (أضحوكة) توطين العلاج بالداخل.. التي تجعل دولة عاجزة عن علاج طفل عمره (6) سنوات.. فأي توطين أو علاج بالداخل هذا الذي تتبجح به الدولة؟! ولا يعرف حتى شيئاً عن مرضه أو العلة التي يعاني منها.. وتجعله طريح الفراش.. عاجزاً عن الذهاب إلى (الروضة).. محروماً من لقاء أقرانه وأصحابه.. عاجزاً عن تفسير الدموع التي تمتلئ بها أعين امه وابيه واخواته كلما نظروا إليه.. وعندما حاصرته الحيرة والخوف من كل جانب.. قال لأمه (لماذا تبكون يا أمي.. هل سأموت؟!) وعندما حاولت الأم أن تتماسك.. وتجيبه.. (لا.. لن تموت) خنقتها العبرة.. ولم تطاوعها الكلمات، فاحتضنت طفلها الصغير، وأخذت تبكي وتصرخ وتنتفض.. وقد تحول الطفل الصغير فجأة إلى رجل كبير.. وهو يصيح بصوت متهدِّج مواسياً امه.. (أرجوك يا امي.. لا تبكي).. فهو لا يتحمَّل أن يرى امه تذرف الدموع!! * عندما تعجز دولة عن علاج هذا الطفل الصغير بسبب مبلغ لا يزيد عن عشرة ملايين جنيه (قديم).. (عشرة آلاف جنيه).. فإن ما تتبجح به.. عن الدين والأخلاق والمسؤولية.. يصير مجرَّد شعارات جوفاء.. تقف شاهداً على خواء الدولة وعجزها وعدم مسؤوليتها!! * والمخجل أن هذه الدولة ممثلة في المستشفى الحكومي الذي لجأت إليه الأسرة لعلاج طفلها المريض بالقلب.. تقوم بدون خجل أو حياء بتحرير (فاتورة) تكلفة العلاج.. قبل أن تعالج المريض.. لتدور بها الأسرة على أهل الإحسان والمحسنين لتوفيرالمبلغ!! * هل يحدث هذا في بلاد الكفر والكافرين؟! هل يمكن أن يدخل طفل إلى مستشفى، حكومي أو غيره.. وهو في حاجة ماسة إلى العلاج، فيخرج قبل (العلاج) بفاتورة يتسوَّل بها قيمة العلاج، بينما روحه تتسلل من ثنايا جسمه النحيف؟! * أضع هذا الطفل وأسرته الكادحة أمانة بين أيديكم.. وجعلكم الله من أهل الإحسان والمحسنين وأحسن اليكم.
|
|
|
|
|
|