|
يا علماء المسلمون : أخرجوا من غرف النــــوم
|
اثارت الفتاوي التي اجازها مجمع الفقه الإسلامي بمكة خلال الأسبوع السابق .. ردود فعل متباينة؟؟
كتب الأستاذ / حمود ابوطالب بجريدة الوطن السعودية
اخرجوا من غرف النوم
اخرجوا من غرف النوم
حمود أبو طالب للحقيقة، لا أعتقد أن الكثير كان يهتم بأخبار اجتماعات "مجمع الفقه الإسلامي" خلال السنوات العديدة التي مضت، قبل المفاجآت والتحولات، والصدمات، وأيضاً الوعي بأهمية مسائل وإشكالات لم يكن متاحاً الحديث عنها، أو إثارتها.. ولكن، ما حدث في الفترة الماضية القريبة من إعادة اكتشاف الأهميات، وإمكانية الحديث عنها، خصوصاً بعدما طرأ على العالم الإسلامي، وأجبره على الالتفات إلى تلك المسائل والإشكالات، جعلنا ننتبه أكثر إلى أهمية وجود هيكل كمجمع الفقه الإسلامي، إذ إن مجمعاً مثله يضم نخبة من العلماء، هو القادر ـ في ظننا ـ على إيجاد الحلول للمشاكل المتراكمة في المجتمعات الإسلامية. اليوم، نجد الإسلام متهماً في كثير من جوانبه، ليس لأنه كذلك، بل لأن غير الفاهمين له والمحيطين بعظمته، تصدروا للحديث عنه وباسمه، وحللوا وحرموا، وأباحوا ونهوا. واليوم، نجد أن اختلاف المذاهب والآراء والفرق يكاد يعصف بالمجتمع الإسلامي، سياسياً واجتماعياً، واقتصاديا، بل إن هذا الاختلاف قد مهد لصدامات عنيفة جعلت العالم كله يقف متفرجاً على هذا المشهد المؤسف. وأيضاً، فقد انخرطت معظم الدول الإسلامية في المنظومة العالمية الجديدة، وذلك ما يستدعي مراجعة كثير من الجوانب الفقهية التي تقنن التعاملات، والمعاملات بكل أشكالها. من كل ذلك، وبناء عليه فإننا نتوقع من اجتماعات مجمع الفقه الإسلامي أن تركز على الأهميات والأولويات وما يحتاج المسلمون إلى كشف الغموض عنه أو فك إشكالاته.. ولكن ـ للأسف ـ يبدو أن الأمور تمضي على غير ما نتمنى. لقد كانت مفاجأة كبيرة حين طالعتنا الصحف خلال اليومين الماضيين بالنتائج البارزة لاجتماع مجمع الفقه الإسلامي في دورته الأخيرة زواج المسيار... زواج فرند .. الخلع... وأمور أخرى لا تخرج كثيراً عن مسائل "النكاح" وتفاصيله. يا علماءنا الأفاضل.. هل هذه هي أهم المسائل التي تشغل ما يقرب من ملياري مسلم؟ هل انتهت كل المشاكل التي تحتاج إلى آرائكم، لكي تتوقفوا فقط عند مثل هذه القضايا؟ هل اجتهدتم من خلال استبيان عام لمعرفة ما هي المسائل التي يريد منكم المسلمون أن تبحثوها؟. هل قرأتم كم كتب الناس عن تقنين وتدوين الفقه الإسلامي، وانتزاعه من الآراء الشخصية والمزاجية الفردية؟. هل فعلاً تأكدتم أنه لا يهم المسلمين اليوم غير زواج المسيار، هذا الاختراع اللاإنساني بكل ما فيه من إهدار للكرامة وقدسية العلاقة الزوجية؟ الإسلام يواجه اتهامات ضخمة، والمسلمون يتخبطون في جدل ساخن. فهل تتفضلون علينا بالخروج من مشاكل غرف النوم؟ http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-04-15/writers/writers10.htm
|
|
|
|
|
|