دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ايديولوجية الاخوان المسلمين، هي المسئولة عن احداث الأثنين/ الحاج وراق
|
مساءلة مشروع!
الحاج وراق
كوّنت رئاسة الجمهورية لجنة للتحقيق في احداث الاثنين، برئاسة وزير الدفاع، وعضوية قادة الاجهزة الامنية، فهي اذاً لجنة عسكرية امنية، ولجنة انقاذية بامتياز! فالانقاذ كنظام عسكري امني، يتبني ايديولوجية حربية - ايديولوجية الاخوان المسلمين - يري العالم كدفتر احوال امني! ولكن احداث الاثنين، ورغم بعدها الامني، والذي يستحق العناية، بما تكشف عن بؤس الاداء المهني للاجهزة الامنية في الولاية، رغم ان البلاد تدفع دم قلبها عليها، مما يوجب ضرورة التقصي والمساءلة، الا ان البعد الامني انما يعبر عن ظاهر الازمة وتتويجها الختامي، فالازمة في جوهرها ازمة اجتماعية اتخذت شكل اصطدامات عرقية، ومن يريد النفاذ الي حقائق الوقائع الاجتماعية فعليه الا يكتفي بالمظاهر، وذلك لان الحقائق عادة ما تتجاوز المظاهر، ولو لم يكن كذلك لكانت الحقائق ملقاة علي قارعة الطريق يلتقطها كل من هب ودب، دون جهد، ودون مكابدة، ولكانت بالتالي العلوم نافدة وبلا معني! .. ولان الحقائق التي تتطلب الفحص والغوص تختلف عن المظاهر التي تلتقطها كل عين، فإن الغافل وحده من ظن الاشياء هي الاشياء! * احداث بحجم احداث الاثنين كانت تحتاج الي لجنة شاملة، فيها العسكريين وبها علماء الاقتصاد والاجتماع وعلماء النفس الاجتماعي، والسياسيين والنشطاء، ولسبب واضح، فان اللجنة العسكرية الامنية المشكلة هذه لا تستطيع التأمل في حقائق من قبيل ان بولاية الخرطوم - وحسب الاحصاءات الرسمية - 35 ألف مشرد! 35 الف بلا مأوي، وبلا أسرة، وبلا مصدر دخل ثابت! بما يعني ان حزب المشردين (الشماشة) هو الحزب الاكبر في ولاية الخرطوم! وهل تري نتحاجج في من هو الراعي الروحي لمثل هذا الحزب؟ اليس هو عبدالرحيم حمدي مصمم سياسات الانقاذ المتوحشة، الذي اشترعها في فبراير 92، وما تزال الانقاذ تصر عليها ايا كانت آثارها ونتائجها؟! * وهل تستطيع مثل هذه اللجنة التأمل في حقيقة انه - وبحسب الاحصاءات الرسمية - يدخل الحراسات سنويا اكثر من 400 الف مواطن سوداني؟! وهل هناك تعبير عن الازمة الاجتماعية في البلاد اكثر من هذا الرقم المخيف؟! وهل تستطيع لجنة عسكرية امنية التقصي في حقيقة انه يُوجد بالعاصمة مايزيد عن 500 الف نازح يعيشون في ظروف اقل مايمكن وصفها انها ظروف غيرانسانية؟!.. هذا اضافة الي ملايين الفقراء والعاطلين عن العمل والعاملين في الإقتصاد غير النظامي! واذا افترضنا بان عشرة في المائة فقط من الفقراء والعاطلين عن العمل في العاصمة، اوعشرة في المائة من النازحين، او عشرة في المائة فقط من مترددي الحراسات، علي استعداد في لحظات الفراغ او الانفلات الامني، ان تهجم علي ارواح وممتلكات الآخرين فان الحصيلة الاجمالية ما لايقل عن 300 الف عنصر! وهؤلاء اكثر من عدد عناصر الجيش والشرطة والامن مجتمعة في العاصمة القومية! وهكذا فإن الازمة في البلاد، وفي العاصمة، اكبر وأعقد كثيرا من تركها لضباط في القوات النظامية!! * احداث الاثنين تعبير عن ازمة اجتماعية شاملة وعميقة، وتشكيل لجنة عسكرية امنية للتحقيق فيها إنما يشكل مظهرا للازمة، وسببا اساسيا من اسبابها! فالازمة في جوهرها انما أزمة التغاضي عن الاولويات الاجتماعية لصالح الاجندة والاولويات العسكرية والأمنية! واللجنة المشكّلة لجنة إنقاذية بامتياز لأن الانقاذ انما تقوم علي تجاهل الاعتبارات الاجتماعية لصالح الأجندة الامنية! ولذا فالأزمة في عمقها انما ازمة المشروع الحضاري، ازمة منطلقاته الفكرية الاساسية، ازمة شعاره التهريجي : (شريعة شريعة ولا نموت، الاسلام قبل القوت)!! ودع عنك ان مثل هذا الشعار يصاح به في بلاد متعددة الاديان، ولكن من حيث المبدأ، وبمنطلقات الاسلام نفسه، فان الاسلام الحق - اسلام الرحمة - لم يأتي ليتناقض وتوفير القوت! بل ربط عبادة الله نفسها بالاطعام من الجوع والأمن من الخوف! والاسلام الحق يقدم الحفاظ علي حياة الانسان كأولوية علي الحفاظ علي حرمات الدين ونواهيه، بل ويقدمها علي شهادة التوحيد نفسها! ولذا فالاسلام الذي يصاح به انما للتغطية، التغطية على مصالح القلة المترفة، التي لا تأبه لاهمية (القوت)، ولانها تعرف بان (النبوت) وحده لايكفي لقمع الجائعين، فانها ابتكرت سلاح (البهموت) للخداع والتضليل! * ان الجدير بالمساءلة في احداث الاثنين ايديولوجية الاخوان المسلمين، الايديولوجية التي لا تري سوى العقيدة، فترد اليها اسباب كل الصراعات الاجتماعية والسياسية، وبذلك فانها لا تسعف احداً في التحليل، بما في ذلك تحليل الصراعات التي عصفت بوحدة المسلمين في صدر الإسلام، رغم انهم كانوا ممن لا يشك في عقائدهم الدينية!. ولانها ايديولوجية لا ترى سوى العقيدة، فانها لا ترى ما يجمع البشر وان فرقتهم العقائد! فالبشر - وبحكم انسانيتهم - فانهم جميعا يطمحون الى الكرامة، والى الحرية، والى المياه النظيفة، والمسكن اللائق، والى التعليم، والى الرعاية الصحية!... وحين ينصب البشر حكومات فوق رؤوسهم فانهم لا ينصبونها للتفتيش في ضمائرهم عن سلامة عقائدهم، وانما ينصبونها للبحث عن شروط عيشهم الانساني اللائق.. وهذا ما لا يفهمه الاخوان المسلمون، الذين يهتمون بالنظام العام اكثر من اهتمامهم بالرفاه العام! والذين بدعوى حرية السوق لا يحددون اسعار السلع الاساسية ولكنهم يحددون اطوال فساتين التلميذات!. * والمتهم الاساسي ايديولوجية الاخوان المسلمين لانها اذ ترى في الصراعات السياسية صراعات عقائد، فانها ، وبالضرورة، تسعى الى افناء الآخر او اخضاعه اخضاعاً كلياً ، وبذلك يقضي شعارهم التهريجي: « فليعد للدين مجده او ترق كل الدماء»! وهكذا جاءت الإنقاذ في مشروعها الأصلي والابتدائي، والآن اذا سلمت بوجود الآخر، فليس ذلك لانها تجاوزت منطلقاتها الفكرية الاساسية، وانما لانها عجزت عن استئصال الآخرين بالعنف، وتود لو يتم اخضاعهم بالخداع والرشاوي والاحتواء والاستقطاب!. ومابين مشروعهم الابتدائي وتسليمهم المخادع الحالي، فان النتيجة واضحة : حطمت الانقاذ المجتمع المدني، ولأن المجتمع لا يعرف الفراغ فقد تقدمت للتعبير عن المطالب، الاعراق والقبائل والجهات والغوغاء التي لم تفلح الانقاذ في تحطيمها! واحداث الاثنين من فعل الغوغاء، وهم رغم كونهم من المستضعفين، الا انهم وبسب تخلفهم السياسي والتنظيمي، فانه يصدق عليهم حكم ماركس عن البروليتاريا الرثة، والقاضي بانها بتحركاتها الجاهلة والبليدة تخدم القوي الاكثر تطرفا ولا تخدم قوي التغيير! وكذلك كانت احداث الاثنين، فرغم هزها للنظام، الا انها اضارت المواطنين الابرياء اكثر، وساعدت الطيب مصطفى بصورة ووفرت عليه خمسين عاماً من الدعاية المسمومة! ولكن يبقي السؤال الأساسي: لماذا هذا العدد الكبير من المشردين والغوغاء؟ ولماذا لا تجد البلاد سوى الغوغاء للتعبير عن مطالبها وآمالها واحزانها ومواقفها؟! مرة اخرى ان مثل هذه الاسئلة لتؤكد بان الازمة اعقد كثيراً من طاقة لجنة جنرالات! * إن للطيب مصطفى ومنبره العنصري الجاهلي حقيقة واحدة، اتفق معه فيها، وهي ان ايديولوجية الاخوان المسلمين لا تسع السودان الكبير المتعدد، ولذا فلا يمكن الحفاظ على وحدته وعلى ايديولوجية الاخوان المسلمين في ذات الآن! وإذ ابدى المؤتمر الوطني استعداده لطرد جنجويده من صفوف الحزب، الا انه لم يبد استعداداً مماثلاً لطرد الاشباح الساكنة فيه والتي تعيد انتاج الجنجويد مرة تلو الأخرى! المؤتمر الوطني لم يبد استعداداً لاستخلاص الدرس الاساس: السودان اكبر من منظورات الاخوان المسلمين! ومثل هذه الدروس والقضايا لا يمكن بحثها في إطار لجنة عسكرية امنية، ان مكانها المناسب مؤتمر الحوار الجامع لأهل السودان، فهل أنتم مؤهلون لذلك؟!.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ايديولوجية الاخوان المسلمين، هي المسئولة عن احداث الأثنين/ الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
الاخ العزيز الحاج وراق تحية طيبة هذه الممارسات علي محدوديتها افرادا وزمنا تعبر عن وعى مريض استوطن الخرطوم ولم تشمل كل مدن السودان تقريبا..في ظل علاقات انتاج طفيلية وطفيليين يتاجرون بالدين و يحمون انفسهم بالغوغاء ويحرضون الناس على القتل على الهوية نعم انها ايدولجية الاخوان المسلمين..الشجرة الخبيثة الوافدة من خارج الحدود والتي دمرت الارث الصوفي والتسامح الدينى للمجتمع السوداني ويبقى السؤال؟ اين منظمات المجتمع المدني؟ اين الشخصيات الوطنية ؟ اين احزاب السودان القديم ؟ وهل الخلل في النظام ام في اللذين يناؤنه دون مشروع حقيقى او برنامج موحد؟..والحديث ذو شجون
نشكر اجمد حنين للنقل وعموم الفائدة OLD SUDAN DIE HARD
| |
|
|
|
|
|
|
|