|
أوضاع إنسانية سيئة لمواطني (السلك) و (السلمة) !! آلاف الأسر بدون مأوى تعاني العطش
|
نقلا عن الراي العام
آلاف الأسر بدون مأوى تعاني العطش ! تحقيق : منال حسين
تصوير : حق الله الشيخ
أوضاع إنسانية سيئة تعاني منها الاف الاسر بمنطقتي (السلمة) و (السلك) جنوب العاصمة والذين أزيلت منازلهم مؤخرا .. الجولة الميدانية لـ (الرأي العام) كشفت إنعدام المياه لمرحلة (العطش) بجانب تدهور (خطر) لصحة البيئة بالمنطقتين المذكورتين.
واقع مؤلم
الواقع المؤلم الذي يعيش فيه مواطنو السلمة والسلك جنوب الخرطوم ينذر بكارثة قادمة ، فالمواطنون يعيشون في رواكيب قصيرة ومهترئة من الكراتين وجوالات الخيش .
المواطن «آدم محمد احمد» (75) سنة ووجدته يعمل في راكوبة تقيه من شدة الحر والمطر وهو في حالة من اليأس ، قال انه يسكن بالمنطقة لمدة (6) سنوات وتم تكسير منزله بعربة البلدوزر بدون إخطار وإن لديه اطفال ولا يدري ما هو مصيره واذا تم ترحيله فإنه لا يستطيع ان يشيد منزلاً آخر .
اما المهندس «عادل بابكر» الذي عاد من بلاد الغربة ووجد أهله في العراء يؤكد على ان هنالك تعدياً للمواطن وان المواطن معترف ومقتنع بعدم السكن في المناطق العشوائية لكنه يضع اللوم علي حكومة الولاية ويقول عليها ان تعرف الاسباب التي ادت الى نزوح هؤلاء الكم الهائل من المواطنين من ولاياتهم ومعالجتها ومعرفة مشاكلهم ، ويضيف ، نحن نحترم القانون والدولة وكان عليها ان تعرف مصيرهم عندما فكروا في إعادة التخطيط منذ عام 1984م!!!
معاناة المياه!
الاستاذة «فتحية فضل الله ابراهيم» والاستاذة «مي رحمة الله» أشارتا إلى معاناتهما من أجل الحصول على الماء وانهم تم تكسيرهم في ظل ظروف قاسية والخريف على الابواب وأن لديهم اطفال وعجزة بالمنزل وبعد الضغط عليهم تم ترك غرفة وأحدة لكبار السن وقالتا بأن المنطقة تعاني من انعدام المياه فالمواطن يشتري (2) باقة مياه بـ (500 جنيه) بعد كل صعوبة وذكرت الاستاذة مي بانها واسرتها واقفون على ارجلهم اثناء هطول الامطار وظلوا لمدة يومين بدون مأوى!!
أما الاستاذة «فتحية» فتقول انها تعاني من نفسيات لا يعلم بها الا الله وعندما وجدت منزلها قد تم تكسيره ظلت تبكي لمدة (3) أيام فهي لا تستطيع ان تعمل حتى راكوبة!!
واتفقنا في الرأي «فتحية» و«منى» على أنهما لا يطمئنان على المنطقة التي سوف يتم ترحيلهما اليها ومع بداية العام الدراسي وتساءلتا هل بالامكان تشييد مدارس في هذه المنطقة وتوفير كل الخدمات بها؟؟!
وذهبت المواطنة «بتول عبد القادر» الى القول بانها كادت تموت من العطش وانها تشتري الماء من مناطق بعيدة وان كل المواطنين متضررون والبعض منهم ليست لديهم امكانيه لشراء المشمعات لحمايتهم من الامطار وتشير المواطنة «زمزم بشير» (47) سنة إلى انها تفاجأت بالتكسير وانها تسكن بالمنطقة لمدة (16) سنة وحتى الان لم يسلموها قطعة ولديها ( أطفال وهم بدون مأوى وكذلك تواجهنا مشكلة المدارس ولا ندري ما مصيرنا وتعلق «سيدة الماحي» وعمرها (40) سنة عن انعدام المياه بقولها:
كل شيء ولا الموية فهي أساس الحياة مشيرة إلى انها ظلت (13) سنة في معاناة دائمة .
اما المواطن «محمد بشير اسحاق» فيقول ان : الانسان لا يستطيع ان يتحمل عدم وجود المياه ولا يوافق على الترحيل ويضيف بانه لم يتم اخطاره بالتكسير وعند التكسير قالوا لنا سوف نسلمكم قطعاً وحتى الآن لم يتم تسليمنا وقالوا علينا ان ندفع (5) ملايين جنيه ويتساءل كيف يستطيع المواطن ان يدفع هذا المبلغ وهو لايجد لقمة العيش ؟؟ ويعزي سبب المشاكل الى اللجنة الشعبية .
الرسوم باهظة
* ومن داخل منطقة السلك جلست الى المواطنة «عائشة رحمة الله» وتصف حالتها بقولها تم تكسيرنا وترحيلنا الى هذه المنطقة وهي في مرحلة النفاس والان عمر بنتها سنة ولا تدري متى سيتم ترحيلهم مرة اخرى وتعاني من الامطار والامراض بسبب تراكم الاوساخ والروائح الكريهة بعدم وجود الحمامات وانعدام المياه الصالحة للشرب!
* أما المواطن سليمان فضل الله عمره (40) سنة يقول لدي (5) أطفال في سن المدارس وقمت بترحيلهم الى الولايات ويصف معاناته بقوله : نحن نعمل بـ (1000 و 2000 جنيه) فكيف يتسنى لنا أن ندفع (5) ملايين ؟؟ ويضيف :
لا نرفض التنظيم والترحيل بل يجب ان يتم ولكن دون رسوم مشيراً إلى أن (95%) من المواطنين لا يستطيعون سداد هذه الرسوم.
وتقول «مهيرة برعي» نحن في سجن يسور من سلك أما «الحاج علي ابراهيم محمد حماد» والذي يبلغ من العمر (66) سنة وله اربع زوجات فيقول انه لايستطيع دفع الرسوم حتى اذا تم تسليمه قطعة ارض فأنه لا يستطيع ان يبنيها ويصف معاناته وهو في حالة من اليأس والغضب وأنهم في هذه الحالة وللمرة الثانية يطل عليهم فصل الخريف وتعاني المنطقة من عدم وجود حمامات ولا صرف صحي فالمواطنون يقضون حاجتهم في العراء؟؟!!
تجمع حولي مجموعة من النساء والاطفال والرجال وكل واحد يريد ان يحكي لي معاناته ومأساته والضرر الذي لحق بهم من جراء التكسير والتهميش ومنهم مريم علي بخيت وسلوي صديق واسماء عيسي وربيعه ابراهيم والمواطن احمد التجاني وعثمان بشير.
حلول مؤجلة !
مواطنو المنطقتين إتصلوا بمنظمة السريع الخيرية للتنمية والتواصل الانساني لزيارة المنطقة والوقوف على حجم معاناتهم وتقديم المساعدة لهم .. ولكن رئيس المنظمة «أحمد جعفر أحمد» يبدي إستعداد المنظمة لمساعدة المواطنين وتوفير خيام واقية وتغذية كاملة ، وعلاج لكنه يقول ان هذه الخدمات لا يمكن تقديمها في الوضع الحالي ولذلك خاطب وزير الاسكان والمرافق العامة ، لعناية لجنة تخطيط جنوب الحزام ، بضرورة الإسراع في الخرطة التي سيتم ترحيلهم فيها لتنفيذ الاستيطان بجانب تقديم كشف باسماء المرحلين وتسليمهم مواقعهم حتى تقوم المنظمة باقامة المنشآت الخدمية.. ويقول ان وزير الإسكان وعد بزيارة مدينة الشهيد الرشيد (سندس) للوقوف على حجم الخدمات المطلوبة وإمكانية المشاركة.
أما الشيخ برعي فضل الله عبد الرحيم ، وهو من أعضاء اللجنة المكلفة بتنظيم المنطقة بوزارة الاسكان فقال : ينبغي على كل مواطن دفع مبلغ (450) ألف جنيه حتى يتم ترحيله لمنطقة سندس والمشكلة ان معظمهم لا يستطيع توفير هذا المبلغ.
أخيراً إتصلت بمدير قطاع التخطيط بوزارة التخطيط العمراني ، المهندس «الطيب حاج على» ، والذي حولني بدوره إلى المسئول بادارة السكن العشوائي الاستاذ «محمد موسي» ، ولم أتلق منه توضيحا على هذه القضية.. والمأساة هناك تمشي برجليها.
|
|
|
|
|
|