دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص
|
اللى معاه قصص يكتبها هنا..
الأيام تدور
قصة: ليلى أبو العلا* ترجمة: جمال محمد إبراهيم** ومراجعة ليلى أبو العلا
قلت احملني ! قال : لا ! قلت أحلمني ! قال لا ! وهكذا رأيت أن أعض يده التي كانت تمسك بي وتقودني حتى بكيت أنا. تغير لون عينيه من العسلي إلى الأزرق ، لكنه مازال ممسكاً بي. وواصلنا التسلق . قلت : احملني ! قال لا ! رأيت أن أكف عن التسلق لم أعد أتحرك ... أيادينا ممدودة بطول المسافة الممتدة بين عينيه وعيني . قلت له " هذا المستوى يكفيني . لن أقوى على التسلق إلى أعلى من ذلك ! " قال لي " خفضي حملك . " واتجه ببصره بعيداً . وتخلصت من مجوهراتي وحليتي الجميلة ... تكسرت قطعاً أسفل الصخور ، ثم واصلنا التسلق. عبرت السيارات إلى أعلي هذا الممر الجبلي ذات يوم . وكانا يقولون إن لها إطارات قوية تنهب الأرض نهباً . قبل الحرب العظمى ، كان الليل مضاءاً بغير نار وبلا قمر . كان هنالك درج إلكتروني في الأسواق والمتاجر . وكان رواد الفضاء يجولون في الفضاء ، إذ كانت الأرض ضيقة وخانقة . يمون البعض فيها من الجوع ، ولكن هناك آخرون يدفعون نقوداً للتخلص من السمنة . كان الناس محشورين في مناطق مقفلة . تذكر هو تلكم الأيام الغابرة . التى كثرت فيها جوازات السفر وشركات التأمين ، إذ أني ولدت في عام 2115 . بدأ هو يغني ، وتعلقت أنا بصوته : " إن ضربات الحب الموجعة قد استغفلت الرجال ". " وحطمتهم تحطيماً ... " "وسألت إن كان لي القبول .." " فرد الكبار : عليك بالتخلص مما بك ". .
ووصلنا التسلق . كان للطائرات أزيز فوق هذا المعبر الجبلى . كانت ترش النباتات بالمبيدات الكيمائية . إن " الحرب العظمي " قد دمرت التكنولوجيا وقضت على المادية كما قضت على التكوينات الوطنية الصغيرة . إن السطوة الآن هي لسلطان الروح وحتى النضال صار نضالاً روحانياً. حدثتنى أمي عن ذلك اليوم من عام 2114 ، حين وضعت الحرب أوزارها وتحقق النصر . توقف عندها الضجيج والصحف والمذياع والتلفاز . حين حل السلام ولم تعد تسمع إلا أصوات خافتة . " ما هذا الذى تغنيت به ؟" ، سألته بعد أن توقف عن الغناء . " هذا نشيد من ديوان الشيخ العلوي " " عندي لك فزورة !" ، قلت له . " هيا أنا مستعد . " " ترى لماذا كان هؤلاء الأمريكيون متميزين بالطيبة " اتسعت حدقتاه ولان صوته ، ثم قال : " لست أدري ... ترى ما سر طيبتهم ؟" " نثق بالله ، هكذا كتبوا على عملتهم الورقية " . وأرتسمت ابتسامة على شفتيه . " احملنى " ، قالت له . هز رأسه رافضاً ، وواصلنا التسلق . حدثني ... " قلت له حدثني عن حياتك ، كيف كانت قبل الحرب . " قال : " كنت أختبيء تحت جلد مطاطي سميك ، كجلد الفيل . وكنت دائماً أطمع فى أكثر مما أحقق لنفسي ، إذ سرعان ما أمله ... " كان صوته يشجع على المضى في السير بيسر ... " هل كنت تمتلك سيارة ؟" كنت أطمع في التفاصيل فأنا غريرة في الرابعة عشر من عمري . " نعم بورش حمراء . " " بورش ؟" "هي سيارة سريعة . " " وكيف كان الأمر مع هذه السيارة السريعة ؟ " "قيادتها مثيرة وممتعة ! " ثم توقف عن السير فجأة فارتج جسمي عليه ، وواصل حديثه " غير أنني لم أحس بالوحشة ، فقد كان يكسوني ذلك الجلد المطاطي وحدقت إلى السماء البعيد : ملكان غارقان في حديث عميق ، يكاد النور المنبعث منهما أن يعشى البصر وواصلنا التسلق . " كم كان لك من الزوجات ؟" " واحدة ، مثلي مثل معظم الرجال . " "هل هي الآن معك ؟" " لقد ماتت قبل الحرب بداء السرطان . " " وما السرطان ؟" " داء من أدواء الماضي السحيق !" بدأ السماء يمطر رذاذاً خفيفاً ناعماً وبقطرات واسعة . هاهي الصخور تلهج بالشكر ، والشجر يرقص جزلاناً . وأبطأنا السير .. بلساني تذوقت ماء الورد . أما هو فرفع رأسه إلى الوراء وتذوق الرذاذ المنهمر. خلع عمامته حتى ينسرب الماء غلى شعره . تبللت لحيته كذلك . ضحكنا معاً . " هل أنا أصغر زوجاتك ؟" " نعم " ، قالها بلهجة تكاد تستنكر السؤال . " ولماذا لم تكمل هذا الزواج فعلياً ؟" " أنت لم تبلغي سن النضج بعد " . ثم توقف عن الإبتسام وأمسك بيدي ثانية وتسلقنا . تسلقنا أميالاً إلى أعلى الجبل . لم تعد في ساقى عضلة تتحمل ، وجفت عيناي بفعل الريح . قلت احلمني ، فلم يرد . قلت احملني ، لم يرد . قالت له :" أنا جائعة فلم آكل شيئاً طيلة النهار ". ثم سكت برهة عن الكلام المباح . ورأيت لون عينيه يتحول من البني إلى العسلي . إن القدرة على تغيير ألوان العيون ، من الميزات التي منحت لأبطال الحرب ، إضافة إلى قدرة إبراء الجرحى . وقال فى أسف : "لقد نسيت أنك مازالت تحتاجين أن تأكلي كل يوم . " جلسنا إلى جزع شجرة وريفة ، أعطاني بلحات أربع ، أخرجها من جيب سترته ، أكلت ثلاثاً وشبعت . أعطيته البلحة الرابعة ، فأبى أن يأكلها ، فهو لا يحتاج لأن يأكل إلا كل يومين أو ثلاثة .إن فتوتي هي التي تجعلني أجوع سريعاً. قال : "في تلكم الأيام الغابرة ، لم يكن مسموحاً بالزواج بمن كن في مثل سنك !" وأنفجر ضاحاً وتساءلت : " ما الذى يضحك فى ذلك "؟ ودفنت أصابعي فى الرمال الرطبة ، حركت بأصابعي قوقعة نائمة فاعتذرت لها . قالت لي : "كلا فأنت لم تكسري قوقعتيى فهي قرمزيةبلون أظافرك !" واتسع ظل الشجرة من فوقنا ، وحينما انتصبت واقفة كان ظلي بطول قامتي ، وجاء آذان الصلاة بصوته واضحاً مألوفاً نافذاً من خلال صمت القوقعة ، وسكون الشجرة . ولما لم يكن هنالك من ماء فقد آثرنا التيمم على الصخر الجبلي . مسحنا على أيدينا ووجهينا . أخرج مسواكه من سترته وطفق يمضغ. في الزمن الغابر وفي أماكن معينة في هذا العالم ، كانت الحيوانات والطيور والحجارة وحبيبات الماء الغابرة ، هي وحدها التي تصلي . لم يكن يسمع لصلواتها صوت . كنا جميعاً مشغولين وآذاننا صماء ! كان صوته شجياً ومشحوناً بحزن لم أعهده فيه من قبل . عيناه حزينتان والمسواك مازل في يده. قلت له : " لقد ذهبت تلك الأيام وانقضت ." وحدق في ثم قال : "لكنها تدور . إن الأيام تدور ." وتذكرت جماعة " محبي الحرية " وشعاراتهم وتطرف بعض سلوكياتهم . ثم أعاد المسواك إلى جيب سترته ، وبدأنا نصلي . كانت التربة التي صلى عليها باردة رطبة . بعدها نفضت بقايا الطين الذى علق بجبهته وبجبهتي أيضاً . وضحكنا معا ثم واصلنا التسلق . خطوات وأميال مشيناها على سطح صخري شديد الإنحدار . كان للريح صرير فى أذني . تعب وإجهاد . كان دمي يفور أحياناً ولكن يتجمد أحايين أخرى ، فتأخذنى يده وتكون خطوتى كمن يمشي في كابوس . قالت له:" أحملني !" قال: "لا". قلت احلمني!"قال: "لا". وعضضت يده وشددت شعره وعظامه ، حتى جحظت عيناه ، وتحول لونهما من البني إلى الأزرق . ثم قال : "هيا تخلصي من حملك ، ستشعرين بأنك أخف وزناً ". وصرخت فيه: " لم يعد علي ما أتخلص منه !". لكنه لم يصدقني ... وواصلنا التسلق . هيا احملني ! هيا أحلمني ! لا . هيا احملني ! لا قلت له : " لقد حسبت انك صديقي !" ثم نفضت يدي بعيدا عنه وتدحرجت إلى الأسفل على المنحدر . لقد كان الانزلاق سهلاً إلى أسفل المنحدر ، فقد كانت الجاذبية في صفي تساعدنى ، كانت الفقاعات تدور من حولي . صرت حرة . تحررت منه ، وادخرت طاقتي التى كنت أبذلها فى التسلق . وضحكت ضحكاً عالياً تردد صداه في الشجر وفي الصخور . وكان صوتاً عذباً يصدر حين أدوس بقدمي القواقع الصغيرة المدفونة في الرمل . وصار جسمي ينحدر بسرعة . أعماني الضحك ... أكاد ألمح خضرة الشجر والريح في انزلاقي إلى الأسفل ، وذلك المكان حيث كنا نصلي . ثم ارتطم جسمي على صخرة ووجهي احتك بصخرة بارزة . إذن هكذا صار دمي ... لزجاً أحمراً ، ثم ذلك الصوت . إنها الحشائش والأشواك والقواقع التي لم تمت ، تصب لعناتها علي كانت تعرف اسمي . شكت ظلمي لها . ورأيت من فوقي ملكين يفترقان على اتجاهين ، أخرجا أقلاماً وبداءا يكتبان . أعشى بصري ذلك الضوء الصادر عنهما . أغمضت عيني دونهما ، لكنني رأيته . رأيته يطير ليس كما تطير الطيور ، لكنه كأنه محمولا على درج إلكتروني خفي . حل جسمه بقربي ساكنا إلا من فحيح الريح على لباسه . قال حين وقف بجانبي " هيا انهضي !" حسبته غاضباً ، لكنه كان يلهث ، ربما بسبب طيرانه إلى وتحديه بإرادته المحضة هذه الجاذبية التي كانت تجرنى إلى أسفل . قلت : " إني غير قادرة على الوقوف !" ثم انحني وركع بجانبي واقترب مني حتى كدت أن أشمه ، وراقبت عن كثب تحول الألوان في عينيه . ما كنت أعرف انه ارتقى إلى درجة الطيران. هذا جديده الآن . قلت : " هيا اشفني !" مازال الجرح الذى على قدمي ينزف. قال آمرا : " عليك بالبكاء". نعم أكملت بكائى ، ثم وقفت ونفضت عن جسمي الغبار العالق . وسألني : " ما الذى يدفعنا للتسلق ؟" ما الذى يدفعنا للتسلق ؟" وكأنني ما هربت منه ، وكانه غفر لي . قلت : " لست أدرى . لست أرى ، فقط وددت أن أكون معك " . كان الحنو بادياً في عينيه وفي لمسة يديه . وطفقنا نمشي من جديد . وبدأ يغني .... " إن ضربات الحب الموجعة قد استغفلت الرجال " ... وحطمتهم تحطيماً ... وسألت إن كان لي القبول ، فرد الكبار عليك التخلص مما بك ، وقلت لهم إنني أعرف ما تقصدون ، ولكن عليكم أن تنظروا إلى حالي ، فأنا أستحق بعض عطفكم علي ، إن الحزن هو أول الحمل الذى يثقل كاهلي ... " سألته :" لماذا كان ذلك العالم القديم مليئاً بالاضطرابات ؟" قال : لقد أعطى الناس ظهرهم للسماء وحسبوا أن بإمكانهم المضي قدماً ". قلت له : " والآن ؟" قال :" والآن فإن الأساليب التي كانت تتبع قديماً قد عادت من جديد ". قلت له : " كنت أحسب أن ذلك من الشائعات التي يروج لها في السوق !" قال : " كلا. انها الحقيقة . إن قطعة الخبز الآن لم تعد تكفي ثمانية أفواه ، كما كان الحال ، بل خمسة فقط . تضاعفت احتياجات الناس ، فقد عادوا في بعض النواحي الشرقية من المدينة ، إلى عادة إغلاق أبواب منازلهم عند حلول الليل . قلت :" إن أبي ما زال يترك باب دارنا مفتوحاً ". قال : "نعم أعرف ذلك " قلت : " إنني افتقد أبي وأحن إليه ، يقتلني الحنين إلى مرجيحة كانت في باحة الدار . تذكرت شقيقاتي وألعابهن . كان لي من الإخوة عشرون . كان منهم من يشبهني ، وآخرون مختلفون عني تماماً . وأخذت أجر قدمي على الأرض جرا ، فقد جعلتني هذه الذكريات أثقل مما يجب . قال لي هامساً : "الآن عليك ان تتخلصي من بعض حملك !" وتخلصت من موطني . تناثر حطاماً على الصخور من تحت قدمى . وواصلنا التسلق . إمراة .. قلت : " قدمت إمراة إلى منزل أبي ., كانت تعرف إسمي وإسمك ، كما كانت تعرف أننا كنا ننوي الزواج . كانت مختلفة ، هذه المرأة ، فقد حدثتنا عن القوة و الإمتلاك . " توقف هو عن السير ، ورأيت خضرة في عينيه وسمعت حوافر الخيل تنهب الأرض ، ثم قال : " تلكم المرأة كانت من جماعة محبي الحرية ، هؤلاء الذين كانوا يريدون للعالم أن يسير سيرته الأولى . لقد خضنا غمار الحرب العظمى حتى يعود بإمكانك أن ترى الملائكة حين ترفعين رأسك إلى السماء .... وحتى يمكنك تذوق طعم الورد حين يضربه الرذاذ ، ثم لا تعرفين الجوع أبدا ولا المجاعات . أزلنا الحدود بين البلدان ، ليقيم الناس أينما أرادوا ، ولم يعد هنالك شرطة للحدود ، ولا قوانين للهجرة ، غير أن الأساليب القديمة أخذت تتسلل إلينا من جديد . " إن محبي الحرية، يضغطون باتجاه حرب جديدة أخرى ، ولا أستبعد إن قاموا بخرق القانون أو استعمال الآليات من جديد ... قالت له : " ومتى تقع هذه الحرب ؟" قال : " لست أدرى !" قلت : " أفي حياتنا هذه ؟" ابتسم قليلا ثم قال :" سأعلمك كيف تمتشقين السيف وتقاتلين . " قالت : " ترى من يكسب الحرب ، نحن أم محبى الحرية ؟" قال: " إن الأيام تدور . الأيام تدور ." قلت : " ما الذى تعنيه ؟" آثر الصمت وانتظر ، وحين تحدث كان حديثه بطيئاً ، وبدت عيناه داكنتان بلون البنفسج . قال : " لقد حذرنا منذ البداية . لقد حذرنا إن هذه الحياة الروحانية ، هذا التواصل مع السماء لن يدوم طويلاً ." أردته أن يواصل الغناء . وواصلنا التسلق . قال : " أرى أن الناس في حاجة أكثر إلى النوم الآن . " نعم لقد قال الحقيقة . إنني الآن أنام لخمس ساعات في الليلة الواحدة ، وقد كنت في السابق أحتاج إلى أربع ساعات فقط . قلت له : " هل يتحدث محبو الحرية عن النوم ؟" قال : " إنها الأساليب القديمة تعود من جديد ، تجرنا كما الجاذبية . " غير أن يده لم تعد تمسك بي بشدة ، كما في السابق . وأخذت أغني له : " إن ضربات الحب الموجعة قد استغفلت الرجال " " وحطمتهم تحطيماً ... " " وسألت إن كان لي القبول " " فرد الكبار : عليك بالتخلص مما بك ". "قلت لهم أنني أعرف ما تقصدون .. "ولكن عليكم أن تنظروا إلى حالي فأنا استحق بعض عطفكم على ..." وابتسم معلقا ، أن لي صوتا جميلا وذهنا صافيا ، يحفظ الغناء بسهولة . ونظر إلي كمثل نظرته إلى ذلك اليوم في السوق . كانت عليه ملابس السفر والشمس تلقي بأشعتها على الفلفل والباذنجان . وتعرفت عليه فقط من عينيه . ذهبت إليه ، وقلت له : "أريد أن أهبك نفسي ، زوجة لك " ، وانشرحت أساريره ، ولكن بشيء من الدهشة ، تحول لون عينيه من الأخضر إلى العسلي ، مثل لون عيني ، ثم سمعت صوته ولهجته للمرة الأولي : " ما أسمك ؟" ثم واصل التسلق . وحدقت إلى أعلى فكان لون السماء قرمزياً أقرب إلى اللون الأزرق الفاتح ، ثم واصلنا التسلق . وسمعت صوتاً ، مغنياً ، شيئاً لم تعهده أدني من قبل . لقد نفذ الصوت إلى عروقي .. قلت :" ما هذا ؟ انه شئ غريب . " قال : " إنه السحاب . " قلت : " وهل اقتربنا منه كثيراً ؟" لقد كان الجبل ممتداً صلبا فوقنا ، لكنه آثر الصمت ولم يجبني . أسرع الخطى وبدأ خفيفاً الآن ، وأخذ يتسلق في خفة ولم أتمكن من مجاراته . لم يكن ثمة ألم . وضغطت الصخر تحت قدمي . لقد كان بوسعي أن أرى مقصدنا ، أحسه وأسمعه . ترى لماذا حسبت أنني لن أقدر على الوصول إلى هذا المكان ، هنا حيث يوجد كل ما اشتهيته دائماً ، كل لون ، كل صوت ، أبهى جمالاً وأكثر عمقاً من كل ما تخلصت منه من أثقال : موطني ومجوهراتي . كانت عيناه مثقلتين بالدموع . لم نكن أكثر قربا مما نحن عليه الآن . ضغطت الأرض من تحتي، فانسابت وتحركت بعيداً عني . ولكن كان ذلك وهما فحسب ، إذ أن الأرض لم تتحرك ، بل نحن الذين كنا نطير ... نحن الذين كنا نطير . إنتهى
* كاتبة سودانية تكتب بالإنجليزية وصدرت هذه القصيرة ضمن مجموعتها القصصية التي صدرت فى ادنبرة بعنوان " أضواء ملونة " ، يونيو عام 2001م من دار نشر بوليجون : ploygon, Edinburgh university press
** كاتب وسفير
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
بيان ســـلام
كــل عـام و إنتي و الأســـرة بألـف خـيـر و ربنا إحـقـق الأماني
Quote: اللى معاه قصص يكتبها هنا.. |
و الله أنا كنت قايلك حا تكتبي اللي معاه مـقـص يقص..... هـي قـصص؟؟؟؟؟؟؟؟؟
معليش دي أنا مالي فيها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: ABUHUSSEIN)
|
قرأت الاولي ليلى ابو العلا اعشق الاسلوب الذي تكتب به هذه الانسانة ، قرأـ لها اخر قصة تدور احداثها حول محاورة الغرب اي الغرب والاسلام وهي ذات رؤى عميقة واسلوب رفيع وصوتها يرتفع من اجل اسلام منفتح يحاور لا يذبح وتتطرق للارهاب وتحلم بعالم متحاور تتحاور وتلتقي فيه الثقافات عموما ارى ان طرحها متقدم بجانب انها امرأة تمارس التفكير والكتابة في قضاية حيوية ومعاصرة ،، وهي من اب سوداني وام بريطانية وهذا ما يبرر حلمها بتزاوج يحدث ما بين الافكار والرؤى ..
اما الحكاية التانية لم اتمكن من الاطلاع عليها فالصباح رباح ولا هو الصباح وصل .. انشاالله راجعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: عشة بت فاطنة)
|
قصص قصيرة جداً لـ فاطمة السنوسي
1- على الطريق العام كنت اسير ذات يوم وأفكاري معك.. عاكسني احد المارة ممتدحآ جمالي أدركت في الحال ان الحب الذي يملؤني قد فاض على وجهي
2- تآلفنا ولم نتعارف تعارفنا فلم نتآلف إفترقنا دون وداع
3- عبر منفذ صغير إخترقت حياته دخلت عالمه الرحب إستغرقتني كنوزه ضاعت مني بوابة الخروج
4- إقتادوه إلى مركز الشرطة ، لأنه حين يذكرها ينبض قلبه بعنف مسببآ الإزعاج العام
5- تحاببنا بصدق.. توحدنا .. طلب صورتي .. فأعطيته المرآة
6- في قلب سحابة بعيدة حفرا مخبأ لحبهما أمطرت السحابة فإنسكب الحب على المدينة
7- في مطار ناء فخم وأنيق ، رأى حقيبة متهالكة ، فبكى وضج في اعماقه الحنين ، لك يعرف الحقيبة لكنه عرف ذرات التراب التي على الحقيبة
8- إلتقت الفتاة بصديق قديم لها ، حكى لها عن فكرة يتبناها ومشى فيها خطوات ، تتمثل الفكرة في تكوين ناد للقلوب الخالية التقيا مرة اخرى لمناقشة ابعاد الفكرة ، كان اللقاء حلوآ والحديث شجيآ ، قبل نهاية اللقاء ادرك كلاهما انهما فقدا شرط العضوية الوحيد
9 كتب اليها وكان على فراش المرض ، لن أموت حتى لا تبكيني فتحمر عيناك الجميلتان ... لكنها حينما قرأت الرسالة .. بكت فإحمرت عيناها الجميلتان
10
تخاصمنا مرة.. فنزعت خاتمي من يدي وكان عليه حرفه الأول.. ثم أتبعته بأقراطي.. قلادتي .. وسواري.. وكان عليها جميعاً ذات الحرف.. تركتها بالبيت.. وخرجت لحياتي اليومية. لكن إحساسي بالحرف ظل يلازمني.. حيرني الأمر.. ثم تذكرت كنت نقشت الحرف على قلبي نزعت الأشياء ولم أنزع قلبي.
11 في وسط السوق.. شاهدت منظراً أدمى قلبي.. فرأيت حماية لقلبي أن أضعك على عيوني.. وأنظر الدنيا من خلالك.. ما إن فعلت ذلك.. حتى رأيت شحاذاً يعترض المارة يعطيهم ولا يأخذ منهم.
12 في بلاد بعيدة.. نظر الطبيب صورةً لقلبي بالأشعة السينية قال بانزعاج: "هناك تشوهات بالقلب" قلت بغير انزعاج: "ليس تشوهاً ولكن قلبي في الغربة دائماً يتشكل بخارطة الوطن" استمع الطبيب إلي مندهشاً وعكف على الخارطة يدرسها بإمعان.
13 قرأت مرة بالصحف إعلاناً من دائرة الشرطة برصد مكافأة لمن يدلهم على رجل يملك إمتاع العقل والروح والعين والفؤاد في لحظة واحدة.. خُنت حبيبي.. أرشدتهم إلى مكانه وقبضت المكافأة.
14
سال دمه فجرى دمعي، إختلط الدمع بالدم .. صار لون الدم باهتآ .. تغيرت ملامحه .. تعلمت ألا أبكي في ساحة النضال
15
طفلي الرائع يحبني ، يغفر أخطائي ، عند الشهيق أغضبته ، عند الزفير سامحني
16 إحتجت بعض عقلي فإتخذت قرارآ بألا أذكره إلا على رأس كل ساعة ،، ولكني الفيت نفسي أقضي العمر إنتظارآ لرؤوس الساعات ، فعدلت عن القرار
17 وضعت قلبي على لساني لأكون صادقة القول ، ولأنك ملء القلب ، تلونت بك كلماتي ، فأصبحت إمرأة عذبة الحديث.
18اخذت حبل وصلك المقطوع ، حاجزآ من شك وعقدة من خوف ، ونصبت مشنقة لحبك ، كان الحب كبيرآ ما طوقته المشنقة فشنقت اوهام وحررت شهادة بقاء ابدي للحب الكبير
19 خلعت ثوب عافيتي لانشره عليك ، ماوجدتك ، صار في الدنيا مريضان
20كان رجلآ أعزبآ ، هادئآ ، ومسالمآ .. قرأ طالعه بصحيفة ذلك اليوم وكان يقول : شجار يقود إلى علاقة زواج ، تهللت أساريره فقد وجد مفتاح الحل ، وعندما أوى إلى فراشه ليلآ كانت مشكلته ألأساسية الاختيار ،، فقد تشاجر في ذلك اليوم مع أبنة عمه وصديقتها وثلاث من زميلاته في العمل وبنت الجيران ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
وليمة لما قبل المطر
قصة: ستيلا قايتانو
" "أولير" إسمه يعني العراء، ذلك لان أمه أنجبته هناك في البعيد عندما داهمها المخاض ،وهي تحتطب . . بلدته محاطة بالغابة والسماء. كان يغط في نوم عميق عندما بدأ ذلك الظل يزحف بطيئا نحو بلدته فبدأت مثل إنسان ضخم يسحب غطاء نحو جسده، توارت الشمس خلف غيوم داكنة، الأشجار تتمايل بفعل رياح خفيفة ، تلوح لكرنفال الطبيعة المفاجئة .. بدأت النسوة نصف العاريات في التحرك مثل سرب النحل، يشرعن في نقل ما نشرنه من بافرا وذرة نابت إلى داخل الأكواخ، كن يتصايحن راطنات ، تنبه كل الأخرى أو تمازحها، وأخريات مهرولات وعلي رؤوسهن قدور الماء والصغيرات كان الماء ينحدر علي صدورهن النابتة فيضفي لونا أسود مصقول علي بشرتهن. جلس الرجال تحت سقيفة ضخمة تجاور ساحة الرقص تتوسطهم مدفأة من الأخشاب الجافة لإشعالها عند هطول الأمطار في صخب من الضحك والغناء، أطلقته أخواتهم أو حبيباتهم، واصفاتهم بالشجاعة والقوة ويتخلل الأغنية بعض الغزل، كان المقصود بالوصف يهب واقفا ضاربا أرجله بالأرض ملوحا برمحه في الفضاء كأنه يقاتل عدوا لا يراه أحد سواه. عالم آخر طفولي ، تشده شجرة عرديب ضخمة مغرية إياه بالثمار الرطبة التي تساقطت بفعل الرياح، بعضهم كان باسط ذراعيه مثل طائر منشدين اغنية المطر: (ما ترا تالي تالي.. سكي سكي ما تجي . ماترا تالي تالي. سكي سكي ما تجي .) مطرة تعالي تعالي . . رذاذا رذاذا لا تأتي مطرة تعالي تعالي . . رذاذا رذاذا لا تأتي عندما يفقد أحدهم توازنه يسقط منكبا علي الارض في ضجة من ضحك البقية ويزداد الضحك كلما حاول النهوض فيجد نفسه مشدودا نحو الارض ، والاكواخ والغابة تدور حوله في سرعة كانها في سباق ، بعد إنتهاء الدوار يعود الى اللعب مرة اخري. ركض صديقا "أولير" ، طفلين في السادسة من العمر ، يشدك ذاك البريق الذي في عينيهما شداً، اتجها نحو خالتهما لتوقظه حتى لا تفوته وليمة ما قبل المطر، رفضت في حنو قائله : ليس من اللائق إيقاظ النائم، لانه بحاجة إلى ذلك وإلا لم ينم.. ! اظهرا بعض الرضا عائدين إلى الشجرة . كانوا في قمة نشوة اللعب، كانت ضحكاتهم وشجارهم يصل متقطعا إلى داخل الأكواخ مصاحبة معها حفيف الغابة. زمجرت السماء كان هناك كائن يختبئ خلف الأفق مصدرا تلك الأصوات ، مع بداية الرذاذ اتجه غالبية الاطفال نحو اكواخهم ذات الجدر الدائرية رافعين عقيرتهم بأنشودة المطر ،دائرين حول أنفسهم، ساقطين علي الأرض في براءة تطغي علي كل شئ حتى علي عريهم . إنهمك الصديقان في التقاط الثمار عازمين علي التقاط نصيب صديقهما النائم، كبر حجم القطرات الباردة التي كانت تتفجر عندما تلامس جسميهما ، الرياح تعصف بكل شيء، أيضا هناك المزيد من الثمار، وذلك الكائن خلف السحب يصدر أصواتا مكتومة مصاحبة لبريق قوي. هرولت أم «أولير» الي الداخل حاملة بعض الأخشاب الجافة وقد بللها المطر حتى التصق ثوبها بجسدها النحيف، أمرتها الجدة قائلة: إخلعي هذا الرداء الأحمر ألا ترين هذه الصواعق.؟! حينها كانت ترقد حفيدها علي جنبه حتي لا يستلقي علي ظهره. فجاءه إنفجار هائل، ثم برق طويل يخطف البصر، كأن هناك من أمسك بتلابيب السماء ومزقها إلى شطرين ، تلجمت القرية وهي تستمع إلى ذلك الطنين الذي ينزلق في دهاليز آذانهم ، والكل علي يقين تام بأن هذه الصاعقة قد وصلت الأرض لا محالة. إستيقظت القرية من بياتها الرعبي على تولول النسوة اللائي كانت أكواخهن تحيط بالشجرة ، الشجرة التي إنشقت من المنتصف تماما، نصف مرمي يتصاعد منه دخان يتراقص في خبث، والنصف الاخر ينزف دما اخضرا، كأن هناك فاس هوي من السماء ليرسم ذلك الذهول المخيف، ذهول الحياة عندما تنتزع فجأة ، صرخت احداهن منبهة القوم علي أن هناك طفلين تعرضا لضربة الصاعقة ، تبعثر الجمع للبحث عن الجثتين لا بد أن الصاعقة قد القتهما بعيدا، عثروا عليهما التفوا حولهما ينظرون في رعب إلى ذلك الشريط الاسود الذي يمتد من رأسيهما إلى ما بين فخذيهما، شريطا يوضح ذلك الاحتراق المفاجئ، كأنهما إنشطرا وتم لحامهما مرة اخري ، ثم ثمار متفحمة التصقت علي كفيهما الصغيرتين . كانت الفاجعة تلجم الامهات ، حتى تلك الدموع التي تقف في المقل تأبي أن تنحدر، كن يضربن علي صدورهن وبطونهن التي أنجبت وأرضعت من ستأخذه الصاعقة. هدات السماء معلنة رضاها بهذا القربان، تبعثر الرجال، أسرع أحدهم إلى فناء الرقص ساحبا أكبر الطبول ضاربا عليه برتابة معلنا النبأ في كل القرية والقرى المجاورة، بعد قليل إنحدر الناس من كل مداخل القرية مشاركة في العزاء. النسوة تراقبن أم الطفلين اللتان كانتا تتدحرجان علي الأرض حتى لا تؤذي إحداهما نفسها ، تم تمديد الجثتين والقاء ورق الموز عليهما لحين تجهيز القبر... قبرا موحدا خلف أكواخ والدتا الطفلين.
تفلت جدة <<أولير>> لعابا داكنا بفعل "التمباك" علي رأس حفيدها المحبوب قائلة: أشكر من جعلك تنام في هذا الوقت بالذات فقد أنقذك النوم من موت محقق ، ويعلم الله إذا مت لكنت لحقت بك لا محالة لذا ستنام كلما بدأت الامطار في الهطول مدي حياتك . خرج<< أولير>> داعكا عينيه وهو يسمع النسوة، القى نظرة علي ورق الموز محاولاإاختراقها في فضول طفولي عنيد، حاولت أخريات دفعه بعيدا ، واخريات ازددن عويلا ودحرجة علي الارض، خاصة والدتا الطفلين ، وسط دهشته تلك كان صوت الرعد يقترب والسحب تحبو بثقل علي جدار السماء برقت السماء فجأة مصدرة رعدا منتزعة الجثتين من تحت ورق الموز ، والقتهما بعيدا كأنها تكشف لأولير ما حاول الأهل إخفاءه، صرخت النسوة وأخريات ركضن صوب أكواخهن ، شرعت الجدات بفعل بعض الطقوس لزجر الصاعقة ، كن ينثرن الماء والتراب في كل الاتجاهات، وأكبرهن سنا كانت تتمتم : إهدي ايتها الصاعقة... إهدئي أيتها الارواح .. لقد فطرتي قلوبنا ، يكفي ذلك دعي الطفلين بسلام.. وهيا أرحلي .. أرحلي بعيدا وخذي دماء ضحاياك بعيدا.. بعيدا عن هنا. هدأت السماء كأنها سمعت هذا الرجاء الأقرب إلى اللوم ، إرتمي أولير في حجر جدته باكيا مرتعد الأوصال وذاك الشريط الاسود يتقافز أمام عينيه، هذا يعني الموت! موت صديقيه يعنياأنهما لن يلعبا معه لعبة الاستخباء، الموت يعني أنهما لن يزجرا الطير من المزارع وهم يعلمون الببغاوات الشتائم المصاحبة لاسماء أصحاب مزارع الفاكهة البخلاءا لذين لا يسمحون لهم بأكلها ، ويغرقون في الضحك عندما يسمعون صاحب الاسم يتبادل الشتائم مع الببغاوات مرشقا اياها بالحجارة خلال تجهيز القبر كانت الجثتان تنتفضان مع كل خطفة برق تحت ورق الموز، ارتدت والدتا الطفلين جلود حول حورتيهما تعبيرا عن الحزن، تم الدفن في صمت مهيب ،إذ يجب أن يتم الدفن دون بكاء، أطبق السكون على المكان سوى من نهدات أولير في حجر جدته وهو يراقب قملة ضخمة تزحف بتكاسل ثم تختفي بين طيات تنورتها. أمطرت السماء مرة أخري بعد الدفن ، وصوت الرعد يبتلع نواح النسوة المتعب، إبتل القبر، والصاعقة لا تريد ترك ضحاياها كما طلبت منها الجدات، كأنهما مشدودان نحوها بخيوط خفية، كلما أرعدت كان القبر يرتفع ويخمد مع زجر الجدات واستنكارهن، إستمر ذلك عدة مرات، فتبدو الأرض كأنها تتنهد وهي تحاول التمسك بجزئها الذي عاد ، الجزء الذي تحاول السماء انتزاعه ورميه في العراء ، صاحب هذا الصراع تشقق القبر كما التربة الخصبة . ماتت الجدة بسرها ، كبر اولير كان يغرق في لعنة جدته كلما هطلت الامطار، وفي نومه كانت الأحداث تتواتر علي ذهنه، كان يعيشها كأنها تحدث الآن، احيانا كان يأتي محمولا علي كتف اصدقائه عندما ينام في رحلة صيد أو أي مكان آخر. كانت أمه تراقبه وتوصيه بانه اذا احس بقرب المطر يجب ان يعود البيت، ولكنه كثيرا ما يندمج مع اصدقائه ينسي حتى تداهمه الامطار وسرعان ما ينام لتعود به الذاكرة اللعينة الى عمر السادسة. كان قويا لا يعجزه شئ مما يفعله الشباب، يرقص بكل طاقته فينال بذلك اعجاب الفتيات اللائي تتدافعن ليراقصهن. يجيد السباحة كأنه من سكان النهر، يتسلق الإضجار مثل قرد، الكل يستقبله باستحسان لسماحته مع الكل، كان عيبه الوحيد النوم عند هطول المطر. نمت مكان القبر شجرة عرديب اكثر ضخامة من تلك ذات ثمار حلوة، الكل يأكل منها عدا أولير الذي كان يري فيها لمعة عيني صديقيه، يلمح في تمايل أغصانها مرحهما وشقاوة طفولتهما ، فهي وليدة ثمار كانت له، ثمار انطوت وتغذت عليهما فكيف يأكل صديقيه؟! يشتم منها رائحة دمائهما المحترقة التي ستلتصق في مؤخرة حلقه للابد؟ كان يحاول النسيان عندما تغفو عنه السماء، ولكن .. ! أخذته أمه للعرافة شاكية ما يصيب إبنها عند هطول المطر ، كانت العرافة معطية ظهرها لهم وجسمها مليء بالاحجبة والتمائم، أحس أولير بالتقيؤ عندما اخترقت تلك الروائح الغريبة انفه، واضطرب عندما لمح ثعبان كبير يقبع في قرعة كبيرة، وقرعة اخري مليئة بالدماء وطائر غريب يصدر اصواتا ادمية، نطقت العرافة باسمه كانها تعرفه عن كثب وسالته بما يحس به اثناء هطول المطر حكي لها كل شئ، بعد ذلك اصدرت بعض الاصوات المخيفة الابخرة تتصاعد نحو السقف المخروطي ، اعطت الاوامر للطائر الغريب الذي طار خارجا ثم عاد بعد قليل ليخبرها بان الجدة هي التي لعنت حفيدها خوفا عليه ، طلبت العرافة معزة سوداء وبقرة حلوب ، على ان يتم العلاج غدا صباحا قبل شروق الشمس. خرج" اولير" من ذلك الكوخ والعرق يتصبب منه في غزارة وتنفسه اللاهث يلفح أنفه، كان اصدقاؤه في انتظاره في فناء الرقص ، سألوه عن ما دار طمأنهم بان العلاج سيتم غدا صباحا قبل شروق الشمس اطلق بعضهم صياحات فرح وآخرون احتضنوه تعبيرا عما يجيش في دواخلهم من خير تجاهه. كانوا علي استعداد لرحلة صيد في الغابة، حاملين الرماح والفؤوس والسكاكين، خرجوا من القرية تاركين خلفهم النسوة منهمكات في اعداد الطعام والمريسة المصنوعة من الذرة النابت في جو احتفالي. اختفت القرية في خضم من الخضرة، وقد توغلوا اكثر نحو الغابة، يغنون أغاني زنجية مشبعة بكلمات القوة والشجاعة ناسين بذلك قسوة المسافة والحشائش المؤذية بدأت الحيوانات البرية تظهر وتختفي بين الحشائش الطويلة وهم يزدادون حماسا وحذرا، في قمة نشوتهم تلك تلبدت السماء بالسحب ، وذلك الكائن خلف الافق يصدر زئيره ، ارتبك "اولير" وقرر العودة ، علم اصدقاؤه السبب قائلين لن تعود فان القرية علي مبعدة من هنا وسوف تصادفك الامطار في الطريق ، لذا يجب أن تكون معنا، فلا تنزعج إذا نمت ،عموما فهو آخر يوم لهذه اللعنة فدعنا نستمتع ونحن نرفعك علي اكتافنا للمرة الأخيرة، فلن نحملك بعد اليوم، ضحك الجميع وفي عيونهم ذلك البريق الصادق الذي يؤكده حبهم له. اعترضهم نهر كبير ينحدر من قمة جبل عالي ذا مياه قوية، قرروا اجتيازه الي الضفة الاخرى ، لان الحيوانات الكبيرة تقبع هنا مثل الجواميس والغزلان والافيال. سألهم أولير عن إجادتهم للسباحة منبها إياهم الى قوة إندفاع النهر، إستعرض بعضهم عضلاته مؤكدا قدرته وآخرون أظهروا عدم ثقتهم بانفسهم، كانت نتيجة ذلك أن قسمهم أولير الى فريقين ، القي الفريق الاول بانفسهم في النهر وأولير خلفهم للإنقاذ، كان يساعد من يفقد السيطرة علي الامواج، حتي أوصلهم الضفة الاخري، عاد كانه يسبح في الهواء ليفعل المثل مع الفريق الثاني، ثم عاد لاخذ بعض الرماح والأقواس والسكاكين والأسهم، لبس الأقواس متقاطعة في صدره، غرس السكاكين في حزامه الجلدي حول خصره، امسك بالرماح والاسهم وقفز في النهر ضاربا الماء بيده وأرجله وهو في سباق مع المطر ، كان صوت أصدقائه المشجع يصله ضعيفا مع هدير الماء، بدأت القطرات تتقافز علي سطح النهر ثم تذوب وأولير يشق الماء بكل قوته ، ولكن الامطار إنهمرت فجأة والبرق يرسم تصدعاته في السماء مرسلة لهبا علي قمة الجبل. بدأت أطرافه تسترخي وهو يصارع أقوي اثنين، مياه نهر هائج ولعنة الجدة، كانت الأمواج تتقاذفه مثل قطعة فلين، عندما تنهض فيه غريزة الحياة كان يحرك يده التي ثقلت وصارت مثل هراوة كبيرة مشدودة نحو القاع، يحركها كأنه ينفض عن ذهنه تلك الذاكرة التي بدأت تزحف مثل سم نحو عقله كان صوت الرعد يصم أذنيه والبرق يعمي بصره، لا يسمع أصدقاؤه الذين بهتوا عندما ابتلعته الامواج والنهر مثل حيوان ضخم يتقلب في مرقده مبتلعا كل شئ حتى جذوع الاشجار ، وأولير في أحضان الطبيعة يتحول الى طفل في السادسة يتنهد في حجر جدته ذات الرائحة النفاذة وهو يراقب قملة تزحف متكاسلة ثم تندس بين طيات تنورتها ، وذلك اللعاب الداكن يثقل فروة رأسه ،فأس يهوي من السماء شاطر شجرة إلى نصفين ثم نزيف دخاني وسائل اخضر،جثث تتدحرج وقبر متشقق. تركوه هناك نائما نومته الأبدية ، غارقا في لعنة جدته ، والنهر يأخذه بعيدا بعيدا عن أنشودة المطر، ما ترا تالي تالي.. سكي سكي ما تجي ، بعيدا عن القرية المحاطة بالغابة والسماء ، بعيداً . . في العراء ، هناك في ألير . . بعيدا عن البافرا وورق الموز...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البافرا : نوع من الفاكهة الإستوائية شبيهة بالمانجو وتكثر في جنوب السودان ، البافرا والباباي ثمرتين متلازمتين . . أصبحتا رمزاً للخير والعطاء . العرديب : التمر الهندي . المريسة : مشروب محلي مسكر .
ستيلا قايتانو : قاصة من الجنوب السوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
وسم السيف
قصة الكاتب الأرجنتيني: خورخي لويس بورخيس
أثر الجرح الذي يحزم الوجه فيقطعه من أول الجانب المقابل حتى الجانب الآخر، يكشف عن الغل الذي سددت به الطعنة: قوس رمادي يمتد بكامل طوله حتى شوه الوجه بدءا من الصدغ في ناحية حتى عظم الخد في الناحية الأخرى. ما من أهمية الآن لاسمه الحقيقي، إذ أن الجميع في تاكوارايمبو أطلقوا عليه اسم: الانجليزي القادم من الكولورادا . وكاردوسو مالك أراضي هذه الناحية لم يكن يريد أن يبيع له، ولقد سمعت أن الإنجليزي تحايل بطريقة لا يمكن أن تخطر على البال مبرهنا على أن له الحق فيما يطلب، بأن اعترف بالسر أمام كاردوسو: سر هذا الجرح. كان الانجليزي قد أتى من نواحي الحدود، من منطقة: نهر الجنوب الكبير. ولم يخطئ من قال بأنه- في البرازيل- كان مهربا- الأراضي التى اشتراها كانت مغطاة بالحشائش الضارة والنباتات الشائكة والمياه المخصصة لريها كانت غير عذبة ومالحة، واضطر الانجليزي لكي يصلح هذه الأرض ويعالج مشكلاتها أن يشتغل يدا بيد مع عمال الترحيلة الذين استأجرهم. يقولون أنه رجل شديد في معاملته حتى القسوة، إلا أنه دقيق وحقاني. لكنهم يقولون أيضا أنه يشرب كثيرا لدرجة السكر، وأنه في سنة حبس نفسه مرتين في الغرفة العلوية ذات الشرفة ثم خرج بعد يومين أو ثلاثة كما لو كان هاربا من الحرب أو من شيء أصابه بالذهول، كان شاحبا يرتجف. يسلك بشكل مرتبك، ومتسلط كما كان من قبل. أذكر نظرته وقد كما كان من قبل. أذكر نظرته وقد جمدت، وقواه الخائرة وشاربه الرمادي. لم يكن يولى أحدا حتى يساعده، وكان ينطق الاسبانية بطريقة بدائية في الحقيقة، تتخللها بشكل فظيع اللغة البرازيلية، وفيما عدا بعض المكاتبات التي تخص أشغاله، أو كتيبات ما، لم يتلق أية رسائل. آخر مرة سافرت فيها للمقاطعات الشمالية، أرغمني فيضان نهر كاراجوتا على أن أقضيى ليلتي في الكولورادا ولكني أحسست بعد ظهوري بعدة دقائق أننى جئت في الوقت غير المناسب. لذا سعيت بشدة للتقرب إلى الانجليزي علني أحظى بمودته، فلجأت إلى طريقة لا تحتاج إلى كثير من الفطنة إذ شرعت في مغازلة ميوله الوطنية. قلت إن وطنا وهبت له الروح التي لانجلترا هو وطن لا يمكن قهره. أمن محدثي على كلامي، لكنه أضاف مبتسما بأنه ليس إنجليزيا، بل هو أيرلندي، من "دونجاربان" (وهي مدينة في أيرلندا الجنوبية) صرح بقوله هذا ثم توقف عن الكلام كما أنه قد أفشى سرا. بعد العشاء، خرجنا، لنتطلع إلى السماء: كان المطر قـد انقطع، لكـن خلف التـلال في الجنوب دوى صـوت الرعـد وانبعـث وهـج البروق، وبدا كـما لو ان عاصفة أخرى تتكون وتتهيأ لأن تهب علينا. عـدنا إلى قاعة الطعام وكانت بحالة سيئة، حيث حمل إلينا الخادم الذي خدمنا على العشاء من قبل، زجاجة روم. وقضينا الوقت بطوله، ونحن نشرب، في صمت. عندما انتبهت إلى أنني قد سكـرت، لم أكن أعرف كـم كانت الساعة ولا أعرف إذا كان ما حدث كان بدافـع من الإلهام أم من نشوة السكـر أم من وطأة الشعور بالملل، ذلك الذي جعلني أشير إلى الجرح. وما أن أشرت إلى ذلـك حتى شحـب وجـه الإنجليـزي للحظـات فكرت أنه سوف يلقي بي خارج البيت، لكنه في النهاية قال لي بصوت أليف: سأروي لك حكـاية هذا الجرح ولكـن تحت شرط واحد: ألا تحاول أن تخفف عني أبدا وطأة هذا العار، أو ترجع هذه الفضيحـة للظروف. وافقت. وهذه هـي الحكـاية التي رواها لي بلغته التي هـي خليـط من الإسبانية والانجليزية والبرتغالية: كنا حـوالي 1922، في إحـدى مدن كنـاوت . وكنـت واحدا ضمن كثيرين ممن يدبرون ويعملون سرا على استقلال أيرلندا . بعض رفاقنا نجوا بحياتهم بأن حصروها في إطار الجهود السلمية، وآخرون ساروا على النقيض من ذلك فخـاضوا القتال في الصحـراء تحت العلم الإنجليزي أما البعض الآخر، وكانوا أكثرنا نبوغا ووعيا فلقد أعدموا في فناء إحدى الثكنات العسكـرية في الفجر، أطلق عليهـم الرصاص جنود كانوا ما زالوا مثقلين بالنعاس. وآخرون (وليسوا أكثرنا تعاسة)، فلقد لاقوا حتفهم في المعارك التي لم يعرف بها أحد والتي هي أقرب ما تكون إلى عمليات سرية في جحيم الحرب الأهلية. لقـد كنا جمهوريين، كاثـوليك. وكنا، كـما أعتقد، رومانتيكيين، إذ لم تكن أيرلندا بالنسبة لنا المستقبـل الطوباوي فقط والحاضر الـذي لا يمكن تحمله، بل كـانت أسطورة مفعمة بـالمرارة والحنان. لقد كانت الأبراج المستديرة، والمستنقعات الدامية، ونكران بارنيل ، وملاحم البطولات العظيمة التي تحكي عن سارقي الثيران، والتي تتجسد فتخرج علينا أبطالا مرة، وحيتانا وجبالا مرة أخرى. وفي ليلة لن أنساها أبداً، أتى إلنا رفيق من رفقاء حزبنا في مونستر . وكان هذا الرفيـق هو جون فتسنت مون نفسه. كـان في العشرين من عمره على الأقل، وكـان بالرغم من نحافته رخواً ويعطي المرء إحسـاسا بالانزعاج لكونه يبدو عديم الفقرات. كـان مجادلا صعب المراس كـان يجادل بحدة وخيلاء وبطريقة واحدة تقريباً كل الأوراق التي لا أعرف إن كـانت من كتيبات شيوعية أم مـن كتابات أخرى، مستخدما الماديـة الجدلية كسيـف مسلط للمقـاطعـة والتعميـة على الحقائق في النقـاش. إن الأسبـاب التي يمكـن للإنسان أن يتخذها كي يكـره إنسانا آخر أو يحبه أسباب لا تنتهي، ولقـد اختزل مون تاريـخ العالم إلى صراع اقتصادي أصـم، وانتهى إلى الزعم بأن الثورة أوشكت على الانتصار. أجبته باعتقادي أنه فيما يخص الإنسان النبيـل، فالقضايـا الخاسرة وحدها هي التي تحظى باهتمامه... وكنا ما زلنا بالليـل ونحن نواصل جدلنا في المدخل، وعلى السلالم ثم طوال تجوالنـا في الشوارع. والأثر الذي كانت تتركه آراء مون النهائية على تفكيري كان أقل من أثر لهجته غير القابلة للرد. إذ ينطقها بشكـل قاطـع. وهكذا فإن الرفيق الجديد لم يكن ليحاول أن يقنع أحداً بل يكتفي بأن يملي ما يراه بتعال ووجـه مكفهر يستشيط غضبا. عندما كنا نصعد الطريق نحو البيوت التي تقع في نهايته أوقفنا إطلاق نار مفاجئ (قبله أو بعده وكنا بمحاذاة سور مصمت بلا نوافذ ربما كان سور مصنع أو ثكنة عسكرية) عدنا ودخلنا في شارع مترب غير مرصوف. خرج علينا جندي هائل الحجم من كشك مضاء وهو يصرخ فينا ويأمرنا بالتوقف، غير أنني شددت الخطى بعيدا عنه، إلا أن رفيقي لم يتبعني في السير. التفت ورائي: ظل جون فينسنت مون بلا حراك، واقفا في حالة ذهول كما لو أنه قد تحجر من الرعب. حينئذ استدرت عائدا لهما، وبضربة واحدة طرحت الجندي أرضا. ثم جذبت مون، ووبخته وأمرته أن يتبعني. وكان لزاما علي أن آخذه من ذراعه، إذ جعله خوفه المريع عاجزا عن السير، فررنا في الليل الذي كانت تخترقه طلقات الرصاص، وابل من طلقات البنادق كان يترصدنا، وخدشت طلقة كتف مون الأيمن، وفي اندفاعنا لنتخفى داخل أشجار الصنوبر سمعته ينخرط في البكاء بصوت خافت. كنت قد عثرت في ذلك الخريف من عام 1922 على مكان أحتمى فيه، كانت فيلا الجنرال بيركلي وهو الرجل الذي لم أكن قد قابلته أبدا) إذ كان حينئذ في الخارج مكلفا من الإدارة ببعض المهام الخارجية في البنغال. لم يبلغ عمر المبنى قرنا من الزمان، ومع ذلك فلقد كان مبنى متداعيا، معتما وكئيبا. كانت له عدة مداخل يتوه المرء في ممراتها، وكانت قاعاته خاوية، أما المتحف والمكتبة فقد احتلا الدور الأرضي بكامله، كانت الكتب المثيرة للجدل حول ما تطرحه، ولم تكن مرتبة، تغطى بشكل ما تاريخ القرن التاسع عشر أما السيوف المقوسة من نيسابور وفي مضغها كأقواس في دائرة فلقد كانت تبدو كما لو أنها ظلت محتفظة بالعواصف واحتدام الحروب. أعتقد أننا دخلنا- على ما أذكر- من الأبواب الخلفية. كان مون يرتجف وشفاهه متيبسة. همس لي بأن أحداث الليلة كانت مثيرة عملت له الإسعافات الأولية وجئت له بكوب من الشاي، واكتشفت أن جرحه كان سطحيا. أسرع وهو يغمغم مرتبكا: - لكنك أقدمت على مخاطرة كشفت عن رقة قلبك. قلت له ألا يشغل باله (لأن طبيعة الحرب الأهلية كانت تدفعني بالضرورة لأن أفعل مثلما فعلت، وعلاوة على ذلك، فإن سجن رفيق واحد يعرض قضيتنا للخطر). في اليوم التالي استرد مون رباطة جأشه، تناول سيجارة ومارس علي ضغوطا شديدة وهو يستجوبني ويتقصى عن "مصادر تمويل حزبنا الثوري". كانت أسئلته سافرة تماما، أخبرته (وكانت تلك هي الحقيقة) بأن الموقف المالي متأزم لدرجة الخطورة، مع أن صوت رصاص بندقية واحدة يكفي لإثارة القلاقل في الجنوب وأبلغت مون بأن رفاقنا في انتظارنا. معطفي ومسدسي كنا بغرفتي، عند عودتي بهما وجدت مون ممددا على الكنبة وبعينين مقفلتين أبدى مخاوفه من أن تكون الحمى قد ألمت به، مشيرا إلى تقلصات مؤلمة بكتفه. أدركت حينئذ أن جبنه لا علاج له. وبتبلد أربكه بالتأكيد، طلبت منه أن يعتني بنفسه ثم ودعته، لقد أخجلني هذا الشخص بخوفه، كما لو أنني أنا الذي بدوت جبانا وليس فنسنت مون، فما يأتيه إنسان يصبح كما لو أتاه الناس جميعا، ولذلك فليس من الظلم أن وجود إنسان واحد شقي في حديقة ما يمكنه أن يلوث شرف الجنس البشري كله، وكذلك فليس من الظلم أن القيام بعملية الصلب لواحد من اليهود (*) يكفي ليخلص العالم. وربما لشوبنهاور الحق في أن يقول: "أنا هو الآخرون" أي أن كل إنسان هو كل الناس، وأن شكسبير هو على نحو ما: فنسنت مون الشقي. قضينا تسعة أيام في البيت الكبير للجنرال، وأما عن معاناتنا من ويلات الحرب، أو التباهي بأمجادها، فلن أفضي بشيء: إذ إن هدفي هو أن أروي حكاية هذا الجرح وأثره الذي يلحق بي المهـانة. وتلك الأيام التسعة حسبما أتذكرها، تكون يوما واحدا متصلا باستثناء اليوم قبل الأخير عندما اقتحم رجالنا إحدى الثكنات العسكرية، وتمكنوا من أن يثأروا، كما كـان يجب، لرفاقنا الستة عشر الـذيـن كـانوا قـد حصدوهم بالمدافع الرشاشـة في قريـة "إلفين" وكنت قـد تسللت عن البيـت حوالي الفجر، في غبشة الغسق، وعند حلول الليل كنت قد عدت. كان رفيقي ينتظرني بالدور العلوي إذ لم يسمح له جرحه بالنزول إلي في الـدور الأرضي. أتـذكـره وبيده كتـاب ما عـن الاستراتيجيـة في الحرب: ف، ن، مـا ودي. أو كـلا وشفيتر"، ولقد اعترف لي ذات ليلة بـ "إن السلاح الـذي أفضلـه هو المدفعية" ثـم بات يسألني عن خططنا في المعارك، وأنتقدهـا، ثـم أبـدى رغبته في تغييرها، واعتاد أن يشهـر أيضا بـ "وضعنا الاقتصادي الذي يرثى لـه"، وتنبأ بطريقته الدوجماتيكية الكئيبة بالنهاية المروعة التي تنتظرنا ثم غمغم بالفرنسية: (Cest une affaire flam lie)" إنها قضية خاسرة" ولكـي يبدي عدم اكـتراثه بطبيعـة الجبن فيه، والتي انكشفت أمـامي، أخـذ يتفاخر ويتباهـى بعظمة قدراته العقليـة الهائلة. لقـد انقضت على هـذا المنوال، وسواء أكـان ذلك خيرا أم شرا، تلك الأيام العشرة. وفي اليوم العـاشر سقطت المدينة بشكل نهائي في أيدي The Black and Tans) فوق الأحصنـة كان عسكر السـواري الطوال ساكتين فيما يقومون بدوريات حراسة ليلية في الطريق حيث تهب الرياح محملـة بـالتراب المثار ودخان الحرائق، وعند ناصية الشارع رأيت على الأرض جثة مرمية لصقت بذاكـرتي أقل مما حدث للمانيكان الذي كان العسـاكر يتدربون بإطلاق النـار عليه كهدف في قلب الميـدان العام بلا توقف. في الوقت الذي ملأ السماء فيه نور الصباح خرجت، وقبل أن ينتصـف النهار كنت قـد عدت، كان مون في المكتبة، وكان يتحدث إلى شخص ما، ونبرة صوته هي التي جعلتني أدرك أنه كان يتحدث في التليفون. بعد قليل سمعته يذكر اسمى، وبعد أن قال إننى- أنا- سأعود في السابعة مساء، أرشدهم إلى الكيفيـة التي سيتمكنون بها من القبـض علي عند اجتيازي حديقة المنزل. وهكذا فلقد كان صديقي العقلاني يبيعني وهو في أوج تعقله!... بعد ذلك سمعتـه وهو يطلـب بعـض الضمانات التي تخص سلامته الشخصية. وعند هذا الحد، فحكايتي تتعقد خيوطها، وتكاد تفلت مني. غير أن ما أعرفه جيدا أنني اندفعت وراء ذلك المخبر من عتمة الممرات الكـابوسية حتى السلالم الملتوية المنحدرة بشدة إلى أسفل حتى أصابني الدوار. واضـح أن مون يعرف البيت جيـدا، بل ويعرفه أكثر مني. إذ إنه نجـح في الإفلات مني مرة أو مـرتين، إلا أنني أدركته وحاصرته في أحد الأركان وقبل أن يأتي الجنود ويمسكـوا بي، خطفت مـن خزانـة أسلحـة الجنرال، السيـف المقوس القصير الثقيل، وبـذلك النصف قمر من الصلب وسمت وجهه للأبد، بنصف تمر من الدم، "بورخيس: هـا أنا قـد اعترفت لك، لرجل لا أعرفه وهكذا فإن احتقارك لي لن يضاعف من آلامي." توقف الرجـل عن حكـايته عنـد هذا الحد، ولاحظـت يديه ورأيتهما ترتجفان. سألته: "وماذا عن مون؟" أجابني: "تقاضى ثمن خيانته وهرب إلى البرازيل، فلقد فوجئ عصر ذلك اليوم بضرب نار في الميدان من جماعة سكارى على مانيكان." وعندئذ تنهـد بحرقة، ثم أخذ يريني برقة وعذوبة الجرح المقوس الضارب إلى البياض ثم قال وهو لا يكاد يبين: - "حضرتـك لا تصدقني؟" ألا تراني أحمل عاري هذا مكتوبا على وجهي؟ لقد حكيت لك هذه الحكاية يا سيدي بهذه الطريقة حتى تسمعها للنهايـة. لقد وشيـت بالرجل الذي منحني حمايته: أنـا فنسنـت مون. والآن لـك أن تحتقرني.
مجلة العربي أحد أعداد النصف الأول من التسعينات
| |
|
|
|
|
|
|
قصة لعثمان عابدين (Re: bayan)
|
اشتاق اليها دلف الى مكتبة واشترى صحيفة وجد اسمها علىالصفحة الثالثة اشتاقت اليه دلفت الى بقالة واشترت تفاحة وجدت اسمه مكتوبا عليها اشترت كل التفاح واشترى كل الصحف هذه القصة سردتها من الذاكرة ولياذن لى عثمان عابدين بذلك ربما هناك بعض التحوير اقبلوها بقا شاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
Quote: اكترت شيطانا في شكل حية أسكنته في فرجها.. لتقدم المتعة الشيطانية لمن تريد دون الآخرين.. وصرخ القس لاعنها وعلا صوته الغاضب.. وتكشف سر أنه عندما تعبر الأرملة ننجومى يخفي الصبية نتوءاتهم بحقائبهم المدرسية .. ويجلس الرجال في الأرض حتى لا تبدو نتواءتهم.. للآخرين..
إذن في الأمر فرية صدقها كل الرجال في قريتنا والقرى المجاورة.. وراجت تجارة الملابس الداخلية الضاغطة للرجال… |
نِـعْمَ الأدب !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
و فاطمة السنوسي
20- أوقدت في فؤادها مجامرآ تحل به وثاقها ليركضا في ساحة السعد معا..ما أن جاءته حتى كان قد أحكم حوله وثاقه
21- في مطار ناء ضخم وأنيق..رأى حقيبة متهالكة..فبكى وضج في أعماقه الحنين..لم يعرف الحقيبة ، لكنه عرف ذرات التراب التي على الحقيبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: أبو ساندرا)
|
هذا الصباح
هذا الصباح
قصة بقلم : أمينة
أيقظني صوت حركتها في غرفتي ....... فتحت عيني فبادرتني والدتي مبتسمة (( صباح الخير أيتها الفنانة الكسولة .... لم أقصد إيقاظك آسفة )) غمغمت رادة تحيتها .. صباح النور تناولت والدتي غرضا و غادرت الغرفة و من ثم المنزل إلى عملها . حاولت أن أعاود النوم فلم استطع .. مرهقة أنا اثر ليلة عمل فنية.. يا للزهو!! ... يا للسخرية!! .. فهذا الفن المستحدث في حياتي ليس إلا بكاء داخليا و نحيبا مستترا .. ليس إلا وهما استدعيته لأملا به فراغا في نفسي و أعوض به بعض خسائري اللانهائية . اليوم هو أول أيام عطالتي الاختيارية و التي يبدو لي أنها ستدوم طويلا هذه المرة .... اليوم أبدا في دفع ثمن مبادئي المرهقة دوما .... و التي تصطدم دائما بمتطلبات العمل و أساسيات النجاح ... تدخل معهما في حرب ضروس .... و تخلفني في آخر الأمر صفر اليدين إلا من شهادة بحسن السلوك ... صفر الخاطر إلا من حسرة . الرسم فكرة احتلتني منذ يومين ....و أنا التي كنت أتمنى و بكسل أن امسك بالفرشاة منذ زمن .... إلا أنني الآن بالذات اعلم أن بداخلي أشياء احتاج إلى التخلص منها في لوحة ... عندما طرحت الفكرة لم يرتح لها والدي و حاول بلطفه أن يثنيني عنها ... أكيد خوفا علي عنقي العزيز عليه من آلام مزمنة يعاني هو منها نتيجة امتهانه الرسم منذ عدة عقود إلا انه وعدني آخر الأمر أن يشتري لي المستلزمات في الغد ....... إلا أنني و أنا المتعجلة دائما .... المندفعة بكمن سيطير منها الإلهام إن لم ترسم فورا سارعت و ذهبت أتسوق مستلزمات اعرفها جيدا كابنة رسام قضت ليال طويلة ترقبه و هو يخلط الألوان .... و يركبها و يوزع الضوء و الظلال في أرجاء اللوحة ... ثمة خلق و إبداع مدهشين في ذلك . لما عدت إلى المنزل ..... شددت وثاق اللوحة و بدأت ارسم .... تمنيت في تلك اللحظة لو أن لي موهبة كموهبة ديلاكروا حين رسم لوحته ( المأساة علي وجه فتاة) .. يالشطحاتي الانتقائية . أخيرا أقنعت نفسي بمغادرة الفراش ... قمت ببعض الطقوس الصباحية .... أعددت كوب شاي و دهنت شريحة من الخبز ببعض الجبن ... حملتهما في صينية و عدت إلى غرفتي المحراب .. أكلت و شربت بشهية جيدة فشهيتي تتناسب عكسيا مع مزاجي ..... قررت أن أبدد الصمت بصوت فأدرت جهاز التسجيل و بقيت أتأمل ما رسمته بليل ..... ليس سيئا كنتاج لأول لقاء مع الفرشاة.......كنت قد رسمت فتاة صغيرة سوداء نحيلة بفستان ابيض فضفاض ربما هو لأختها الكبيرة .. تطيّر الريح ذيله كاشفة عن ساقين هزيلتين ... تنتعل في أقدامها صندلا بيتيا شعرها القصير ممشط علي شكل جدائل كثيرة ... لها عينين واسعتين جميلتين برغم أجفانهما الثقيلة ... ثمة أثر لتقطيبة علي جبينها ... عجزت أن أرسم لها فما .... لابد لها من شفتين رقيقتين ... عجزت عن تخطيط شفتيها فتركتها بلا فم حتى يفتح الله به علي .لازالت اللوحة تحتاج إلى عمل كثير. في تلك اللحظة كان الكابلي يغني "أنا من ضيع في الأوهام عمره" ابتسمت حتى و إن لم اكن فأنا الآن أحس بقليل أو كثير من الضياع و بثقل الوهم في رأسي . تذكرت خساراتي المتكررة بدعوى المبادئ و التي و للآسف اعلم أنني ما كنت أستطيع سوي التزامها مدعية أمجادا صغيرة هي الغباء المنقطع النظير في رأي الكثيرين . عدت أتأمل لوحتي فكرت بوالدي.... ترى هل ستعجبه؟ ..... هو رجل رقيق يخشى بتواضعه أن يضع توقيعه علي لوحاته يخشى أن يقلل خط اسمه من جمالها..........أما أنا !!..... هاهاها .. ضحكت ضحكة شريرة متواطئة مع أفكاري لقد كان علي أن ابدأ بتوقيع لوحتي قبل أن اشرع في الرسم ....... نعم أحتاج لإنجاز ما أنسبه الي حتى و إن كان لوحة بيضاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
أختنا العزيزة الد\كتورة نجاة
أولا الحمد لله على السلامة
وكل عام وأنت وجميع أفراد الأسرة الكريمة بخير
وعودتك كنا فى انتظارك وها أنت تمدينا بروائع الأدب من
أشعار وقصص وفروع الإبداع الأخرى
ستكون هذه ذخيرة لنا نسوح فيها لأيام وأيام
سلام كتير دكتورة وكانت لك وحشة
أخوك صديق ضرار
بالمناسبة أرسلت كذا إى - ميل ولم يأت رد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
دكتوره بيان شكرا لهذا ، واسمحي لنا بمشاركتك في هذا الغنا المميز،،،
1/ اجتمعوا، انفضوا، قاموا جلسوا اختلفوا اتفقوا على تقسيم الكعكه بينهم ،، التفوا حولها اخرجوا مسدساتهم لتقسيمها،اختلفوا صوبوا مسدساتهم الي بعض انسحبت الكعكه من بين ارجلهم هاربه،، قرأوا في صحف اليوم التالي : كعكه ترفع مذكره الي لجنة حقوق الكعك مطالبة بالحمايه. الدوحه يناير 2002
2/ كان يحبها جدا وتحبه اكثر دعاها لاحتساء قهوه في مكان عام ، كانت الرغبة في الاكل اقوى ، اكلا وشربا قهوه ، أتى النادل بفاتورة اكبر من جيبهما، استأذها في الخروج لاحضار مزيدا من المال ، التهمته اول عربه في الشارع العام وذهب الي قبره، انتظرته في ذاك المكان وعلى ذلك الكرسي ايضا حتما احتفل المشيب برأسها ووهن عظمها ، وبعد فترة ليست بالقصيره خرجت جنازتها من ذاك المكان ايضا.. كان اول مستقبليها بقبرها .... الخرطوم 1988
3/
سألته زوجته مبلغ الفان جنيه لشراء دواء منقذ لحياتها، اجابها رافضا بحجة انه لايملك قرشا للمواصلات. ماتت .. في يومها الثاني،، صرف مايقارب ال20000000000000 من الجنيهات بعد ثمانية ايام فقط من تاريخ وفاتها...
كوستي فبراير 1986
4/ لمم اطرافه عند التاسعة والنصف ليلا عائدا الي منزله بعد عناء يوم طويل ، محصلته صفرا،،، استغل اول مركبة امامه وعلى آخر مقعدا فيها رمى بتعبه الثمل فاتحا فخذيه تدلى شيئه بينهما تاركا له الرغبة في التبول ،، حينها زغردن كل نساء المركبه احتفاءا برائحة النضال.... الخرطوم 1992
5/
تزوجته لحبها الكبير له ، تزوجها لمالها ، رغم فارق العمر بينهما ذهبت الي منزل اسرتها لتضع اول مولود لهما، بعد رتبت منزلها وزينت الجدران بلوحات وصور فتوغرافية لهما ،، كان يمارس العشق سرا في سريرها ،، لمحته صورتها المعلقه اعلى الجدار محطمة اطارها مادة يدها طالبة ورقة الطلاق....
فيصل عباس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: Ali Alhalawi)
|
الصديق العزيز الحلاوى اولا لك وحشة بقدر السماء وطيراتو والبحر وسمكاتو
وكل سنة وانت بالف خير.. الرجاء مراجعة بوست الافطار الجماعى للخنفشاربة.. حتى لا تفصل من المدرسة..
ونتمنى ان تستقر وترجع لنا مرة اخرى محملا بالهدايا الجميلة
مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
ظنـون مبعثـرة
نص : رانيا مأمون
•
أظنُ أن الخرطوم هي المدينة الوحيدة التي يصدمك فيها الآخرون من كل تجاه، ومع حذرك فإنك لا تنجو حتماً من الاصطدام. لا أدري إلى متى يستمر هذا التوسع والتمدد والترهل وكل المرادفات .. لا أدري إلى متى يستمر طولاً وعرضاً ويخلق كل هذا الزحاااااااام ..؟ • قال: (حين أشاهد مايكل جاكسون غير واثق الخطوة يمشي شبحاً، أظنه هرب من إحدى المقابر المجاورة على عجل، وكان محظوظا؛ً لأنه وجد على الهيكل العظمي المجاور لجثته ثياباً أنيقة تناسب مقاسه) (محي الدين اللاذقاني) كاتب سوري أظنُ أن (مايكل جاكسون) كان خارج الوعي والإدراك عندما نفى خضوعه لعمليات تجميل كثيرة حوّلت لون بشرته من أسود إلى أبيض وأنفه من أفطس إلى معتدل، وقال إنه لم يجرِ سوى عمليتين إحداهما في الأنف. أما تحول لونه فيعود إلى الجينات وأنه تحول طبيعي .. أصابني العجب، ولم أنفِ تهمة أنه مجنون؛ فرجلُ يلعب بابنه من نافذة من علو شاهق والكاميرات تصوِّر، لا نستهجن أن يزعم مثل هذا .. لا بُدّ أن السيد (جاكسون) لا يدري أن هناك مثل يقول: إن كان المتحدث مجنوناً فالمستمع عاقل .. بالطبع خارج أسوار مستشفى الأمراض العقلية.. عجبي ...! • أظنُ أننا فعلاً شعب لا يقرأ، فإن كنا نستدل على مبنى صحيفة من خلال محل لتركيب العطور هل علينا بعدها السؤال .. أي وضع معكوس مقلوب ..؟ حينها أدركتُ أننا أمة لا تقرأ إنما تتعطّر .. ووافقت اليهود عندما قالوا: إن الأمة العربية أمة لا تقرأ، هذا يحيلني إلى ما يتحدث عنه البعض الآن عن أزمة القراءة، ولكن أهي أزمة قراءة أم قاريء ؟ أيهما نحتاج نحن قاريء أم قراءة .. وهل هما منفصلان اصلاً ..؟ أظنُ بقليل من التوقف هنا نصل إلى أن القراءة فعل يمارسه شخص ما، يسمى هذا الشخص قارئ. إذن ما العلاقة بين أزمة القراءة وأزمة القاريء .. وبالأصح إن أردنا التدقيق أظن أن السؤال يجب أن يكون: ما الاختلاف بين أزمة القراءة وأزمة القاريء ..؟ مع العلم أن المحصلة واحدة بين الأزمتين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: bayan)
|
فيصل عباس
فيصلو ،ما خيبت عشمنا ! ومازلنا ننتظرك في شارع طويل لكي نمارس بعض الغوايات ونهاجس بعض الأشياء! رغبة أكيدة في تناول بصحبتك والبهاء وحتى نلتقي دع الباب موارب { وخلي الهوى يدخل زي الهواء ينساب } والجو في الدوحة مواتيء للمقاربات الحميمة ،هييء العودواشواء من زهرة لنان وسنهتف للنضال المشترك تماما كالنسوة الزغردن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصصقصص (Re: أبو ساندرا)
|
لا تكابس
عبدالمنعم الجزولى
- لاتكابس حيا وميت. خاطبته اللقية بت التومة وهو يقاوم ملك الموت, ويعافر ويدافر ويزافر مثل زواج وحل فى رمال المعيشة. والناس من حوله يمسكون باطرافه ويلزمونها الجابرة حتى لايموت مكرفسا, كما قال ود دوليب, الامام وهو يشرح للحاضرين والحاضرات بما فيهم ملك الموت نفسه: - الزول لابد ان يموت مستقيما. قال ادم جبر الخواطر: - ولا الضالين امين... ضرط ضرطة كبيرة شُمت عفنتها فى غرفة تاج السر اللولية, واخرج استه شريطا رفيعا لالون له كما الماء, رغم تماسكه... كما الدودة, فى التواءه...كما الوعود الانتخابية والبيان رقم واحد, لا اول له ولا اخر. ازاله عبد النبى الطباخ بيده والقى به الى الارض. بينما تصاعدت احتجاجات اللولية على مثل هذه المساخر. وتاج السر قد سمى باللولية لانه كان معتقدا فى الظار, وتحديدا ظار الحبش وخواجة ارض الصين, لهذا اشتهر بنظافته النوعية واناقته النسبية وحبه الجم للعطور والبخور. خرج ادم جبر الخواطر من الغرفة تاركا الباب مفتوحا كفخذى عروس غافلة, انهمك عريسها للتو فى افتضاض بكارتها, فدخل نوح الله جابو يدمدم كعادته بما لا اذن سمعت ولا عقل فهم, كانه وسط طقوس عشق سرية وضعت كل الاحتمالات فى سلة واحدة وما الفرج الا من عند الله. انقطعت الكهرباء فجأة فأصبحت الغرفة مثل بيت اشباح انقاذى لاتملك فيه سوى ان تستنفر ماتملك ومالا تملك من حواس, متوقعا ضربة تأتيك من بين يديك ومن خلفك ومن كل حواليك, وامسك حتى ملك الموت عن معافرته مستنفرا هو الآخر حواسه الملائكية يتلمس بها دامس ظلام الغرفة. انهمك موسى العبد فى سلسلة طويلة من سعال, ظن الناس ان نفسه سينقطع بانقطاعها, ثم عاد لمعافرته ومدافرته ومزافرته مرة اخرى بعد ان تلمس ملك الموت طريقه اليه فى ذلك الدامس , وراحت الايدى تتلمس هى الاخرى طريقها الى اطرافه منقضة عليها فى محاولة لاماتته باستقامة حتى دخلت اللقية عليهم بفانوس تكسرت زجاجته وارتخت شعلته وكثر دخانه وتشبحت اضاءته. وتتالت ضرطات موسى العبد, خافتة, ولكن متوالية كمقاومة يائسة من اطراف انقلاب مدحور. فجأة همد جسده وارتخت عضلاته فارتخت عضلاتهم بدورها وصاح ود دوليب بصوت جاء كمخبز الامانة المجاور, آلى وخالى من اى نفع: - انا لله وانا اليه راجعون... وسرعان ماامتلأت الغرفة بحشد ممن كانوا يتناثرون مثل الخراء اليابس فى تلك الخرابة, وتعالت همهمات ودمدمات ونهنهات ...حتى باغتهم الصوت المألوف : - اشرب... وخيم صمت مغتاظ.. - مامات !! - لاحول ولاقوة الا بالله.. - معجزة ألهية.. - يعنى ربنا يترك كل الخلق ويسوى معجزته فى موسى العبد ؟! - يضع سره فى اسود خلقه. - ونصرانى.. - يضع سره فى اكفر خلقه. - وما عنده قرش واحد.. - يضع سره فى افلس خلقه. - اشرب ياناس.. صاح موسى العبد بصوت اوهنته كثرة المعافرة وطول الضراط واشياء اخر. - الحقوه بشربة.. - سبحان الله.. - الحقوه بكباية عرقى.. ياخوانى صاح اللولية وهو يمسك بطرف القميص الساكوبيس الناصع البياض مثل ضمير مستتر تقديره لا احد, والمنسدل جزئيا على جسده العنكوليبى , مثل ملاءة انحسرت بفعل فاعل عن همزة الوصل بينها وبين المرتبة فأفصحت وأبانت عن ارجل السرير المخروطة بعناية وكشفت عن متاع قديم اخفاه اصحاب الدار عن اعين الزائرين , وارتعش مابين فخذى اللقية. فقد ود دوليب صبره وحلمه ونسى الدرس والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وكل شئ كان يعظ به الناس, فمنذ اسبوع وهم تركوا اشغالهم وتحلقوا حول العبد يساعدوه على الموت باستقامة وهاهو قد اضاع كل مجهوداتهم سدى ولايريد ان يموت !وافلتت من محجريه نظرة ضلت طريقها الى فخذى اللقية المنفرجين قليلا بفعل رداءة المقعد ( مقعد الغرفة وليس مقعد اللقية لذا وجب التنويه ) ورغم خفوت الضوء الا ان اللقية بحسها الجنسى العالى احست ببصره ينهش مابين الفخذين وتبسمت راضية, واخذت تفكر رغم غرابة الموقف فى آلة ود دوليب الاسطورية, ممنية نفسها بليلية اخرى تحته وصدره يرزم مثل خور ابى عنجة فى أوج الخريف, غير ان ود دوليب سرعان ما انقض على موسى العبد وجثم على صدره المعلول وراح يخنق بيديه الغليظتين العنق النحيل حتى تدلى لسان العبد نصف متر خارج فمه المفتوح كنقاش رياضى فى مواصلات عامة, وخرجت كرتان سوداوان صغيرتان من مكمن ما فى اسفل جبهته ادرك نوح بعد زمن طويل انهما بؤبوءا عينيه فصاح فى الامام - استغفر يازول.. لاتقتله.. - قتله الله ..العبد الزنيم - الله وفره وانت تريد قتله! - اذا عجز ملك الموت عن قبض روحه سأفعل انا نيابة عنه. خرجت انا من الغرفة ولم اعد اعرف ماحدث بعد ذلك. وكل ماسمعته وعرفته ليس سوى اقوال وافادات الشهود وسنوافيكم بكل ذلك فى حينه.
__________________
| |
|
|
|
|
|
|
|