موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 09:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ندى امين(Nada Amin)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2004, 05:05 PM

Nada Amin

تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 1626

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب


    بقلم/ مريم بنت زيدون
    نقلا عن الجزيرة نت
    http://www.aljazeera.net/cases_analysis/2004/4/4-1-1.htm

    - ظروف موت الصحفيين
    - الصورة والخبر والموت
    - حماية الصحفيين

    "سنة سوداء على الصحافة والصحفيين" هكذا أعلنت منظمة "صحفيون بلا حدود" في تقريرها السنوي الخاص بالسنة 2003، وقد صرحت بأن هذا الحكم جاء نتيجة للظروف التي مات فيها 42 صحفيا، وهو الرقم الذي أحصته هذه المنظمة في حين أعلنت الجمعية العالمية للصحف أن 53 من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام قتلوا بينهم 15 في حرب العراق وحدها وهي الأحدث في تاريخ الحروب المتراوحة بين العصيان المسلح والغزو الكامل والتي راح ضحيتها خلال العقد الماضي 400 صحفي.

    وبرغم أن الرقم الخاص بقتلى السنة 2003 قد ورد في التقرير بجانب الأرقام الخاصة بعدد المعتقلين والمعتدى عليهم والمهددين والذين يعانون من إجراءات رقابية -وكل هؤلاء قد زادت أعدادهم أيضا خلال هذه السنة السوداء- فإن قتل صحفي يحمل آلة تصويره أو قلمه يبقى الأفظع والأكثر تأثيرا.

    فما هي الظروف التي تكتنف موت الصحفيين عادة؟ هل يستحق الخبر والصور التي يحصل عليها أبطال القلم والكاميرا الموت من أجلها؟ وهل يوفر القدر الكافي من وسائل الحماية للصحفيين العاملين في أماكن الخطر، خاصة الصحفيين العرب الذين كثر الموت بينهم مؤخرا؟

    ”بينما يمكن التحكم في التصريحات والمؤتمرات الصحفية ودراستها، تصعب ملاحقة الكاميرات المتسللة بحثا عن الوجه الحقيقي للحرب التي كانت يوما ما قبل ظهور الصحفي لا تترك العيون ترى ما اقترفته”

    ظروف موت الصحفيين
    بالعودة إلى التقرير السنوي للجمعية العالمية للصحف والخاص بالسنة 2003 نجد أن أكثر من نصف حالات الوفاة بين الصحفيين وقعت في ثلاثة بلدان. فبالإضافة إلى الـ15 الذين قتلوا في العراق، قتل سبعة صحفيين في الفلبين وستة في كولومبيا. وبينما كان الذين قتلوا في العراق من المراسلين الذين يغطون الحرب فإن بقية القتلى كانوا من الصحفيين الذين يحققون حول الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والفساد السياسي.

    السمة الوحيدة التي كادت تجمع بين كل عمليات القتل كونها جاءت كهجمات عقابية، وكون المنفذين تحركوا من دون أن يخشوا العقاب، وكون غالبية هذه القضايا لم يعترف مقترفوها بها ولا يزال أكثرها معلقاً.

    وفي كل الحالات ليس غريبا أن يغتال نظام فاسد أو مافيا منظمة صحفيا يحاول نشر معلومات أو صور تزعجه، لكن قاذفات الصواريخ وقصف الدبابات ورشاشات الجنود ستبقى الكابوس المرعب لكل صحفي يحاول تصيد الحقائق أثناء الحروب.

    ففي الوقت الذي تحولت فيه الحروب إلى حروب تلفزيونية، حروب تتم على الهواء مباشرة ويعيش الناس أثناءها أجواء الحرب الحقيقية، وهو أمر يجسد الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة ممثلة في صحفييها المتواجدين في الميدان، يدرك قادة الحرب أنهم بينما يتحكمون في ساحة المعركة فإن ساحة أكبر -هي العالم بأسره- ترى بعيون هذه الثلة المترصدة في كل مكان، الباحثة عن كل خبر وصورة.

    وبينما يمكن التحكم في التصريحات والمؤتمرات الصحفية ودراستها تصعب ملاحقة الكاميرات المتسللة بحثا عن الوجه الحقيقي للحرب، الوجه الذي يختفي خلف مساحيق المبررات والتلويح بالوعود، الوجه الذي كان يوما ما قبل ظهور من يسمى بالصحفي لا يترك العيون ترى ما اقترفه حتى يدفن الموتى ويضمد الجروح.

    وبسبب هذا الحضور الكاسح والتأثير القوي يصبح الصحفي هدفا حربيا يتم التسديد إليه مباشرة، وغالبا ما يتهم أثناء تغطيته للحرب بأنه طرف مهما اعتدل واجتهد في نقل الحقائق وذلك ما يعرضه للهجوم من أحد الطرفين. وأيضا فإن ارتفاع احتمال الموت خطأ أو الموت بنيران صديقة وارد، وذلك لتواجد بعض الصحفيين في الخطوط الأمامية. يضاف إلى ذلك احتمال الموت برصاصة طائشة أو قصف صاروخي عابر، شأنه شأن أي متواجد في مكان تدور فيه الحرب. ولعل اجتماع كل هذه الظروف هو ما يفسر للمستغربين الارتفاع النسبي لعدد القتلى بين الصحفيين منذ بداية الحرب على العراق.

    ”أدى البريق الإعلامي في صفوف المراسلين إلى زيادة الجرأة والإقدام للحصول على السبق الصحفي. وكلما أقدم الصحفي على مغامرة ونجا منها ازداد جرأة وتعود على المخاطر”

    الصورة والخبر والموت
    صحفي يتأخر عن المنسحبين من قندهار عشية إعلان قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أنها ستقصفها خلال ساعات، وأنه على جميع الصحفيين وهيئات الإغاثة الانسحاب منها.. السبب هو أنه ينتظر مقابلة مع شخصية مهمة من القاعدة.

    صحفي آخر يكر ويفر حاملا الكاميرا مع كتيبة من شهداء القسام تدافع ببسالة عن حيها في وجه هجوم من قوات الاحتلال الإسرائيلي تدعمه الدبابات والطائرات.

    صحفية أخرى يمسك بها رجال طالبان والقاعدة متخفية في زي النساء الأفغانيات تخفي في طيات عباءتها آلة تصوير.

    أنواع وصنوف من الشجاعة في البحث عن الحقيقة تطالعنا بها الأخبار يوميا، لا يمكننا إزاءها إلا أن نتساءل: هل الأمر إيمان بالمهنة إلى درجة التهاون بالموت أم أن له أسبابا أخرى؟

    وهنا لا يمكن لأي كان أن يغمط الصحفي الشجاع حقه في المدح والثناء، فكم من صورة عرضت كذكرى لصاحبها غيرت وضعا خاطئا كان قائما، وكم من كلمة آتت أكلها بعد أن دفع صاحبها حياته ثمنا لها. لكننا في المقابل نشاهد صورا وكلمات تعرض حياة أصحابها للخطر دون أن يكون بينها فرق مع ما يعرض على شاشات التلفزة يوميا.

    فهل الصورة القيمة فرصة على متصيديها المثابرة والجد، إذ لا يعلمون متى تحين اللحظة المناسبة لها وبذلك عليهم المداومة في تسجيل كل ما هو متوفر أم أن للأمر خلفية أخرى؟

    لقد أصبح مراسلو وسائل الإعلام اليوم نجوما وعلى وجه التحديد من تخصص منهم في تغطية الحروب، وهو أمر أحاط مهنة الصحفي المراسل بالإثارة والشهرة والكسب المادي. وقد أدى ذلك البريق إلى زيادة الجرأة والإقدام في صفوف المراسلين للحصول على السبق الصحفي، وكلما أقدم الصحفي على مغامرة ونجا منها ازداد جرأة وتعود على المخاطر.

    وبينما يمكن أن يعيش بعض الصحفيين حياتهم على هذا النحو ويتكرر معهم الخروج بسلامة، فإن النسبة التي تحصدها هذه المخاطر سنويا لا يدركون أن الشهرة والمال لا ينفعان إلا بوجود جسد وروح حتى يفوت الوقت ويصبحوا في عداد الأموات.

    ”يحظى الطاقم الصحفي في قنوات أجنبية بالتدريب قبل إيفاد أفراده إلى أماكن التوتر، كما يحظى بالتأمين على الحياة بل وأحيانا على الأعضاء، وهو عكس ما يحدث لدى القنوات العربية”

    حماية الصحفيين
    لقد دأب ممثلو كبرى شبكات التلفزيون والإذاعة والصحف العالمية على إثارة النقاش حول الحاجة إلى توفير حماية قانونية خاصة للمراسلين الذين يغطون أنباء الحروب. وقد ناقش الاجتماع السنوي لمعهد أمن الصحافة الدولي في بودابست هذه السنة سؤالا مهما هو: كيف تتم محاسبة قتلة الصحفيين؟

    وتمنح معاهدة جنيف بالفعل الصحفيين في مناطق الحروب نفس الحماية القانونية التي تمنحها للمدنيين، أي أنه يجب ألا يكونوا أهدافا للمقاتلين.

    لكن بعض وسائل الإعلام دعت إلى معاملة الصحفيين مثل عمال الإغاثة في مناطق الحروب ومنحهم وضعا خاصا للحماية، مما يجعل أي هجوم يتعرضون له جريمة يعاقب عليها مثل جرائم الحرب.

    ورغم القوانين والاهتمام من طرف الجمعيات الإعلامية لا يزال الصحفيون يقتلون جهارا في أماكن مثل العراق وفلسطين، دون أن يعترف الجنود الذين صوروا وهم يقتلونهم بالمسؤولية عن ذلك.

    ونتيجة لوضع المحتلين في هاتين المنطقتين من العالم يزداد نصيب الصحفيين العرب من الخسائر. ويرجع المراقبون الأمر إلى تزامن التطور الحاصل في وسائل الإعلام العربية والذي نتج عنه إقبالها على جمع الأخبار والتقاط الصور مع احتلال العراق والتدهور الأمني في فلسطين المحتلة.

    لكن المؤسف في الأمر هو أنه بينما توفر قنوات الأخبار العالمية المحترمة حدا أدنى من الحماية والحقوق لمراسليها فإن مثيلاتها العربية لا تزال حتى الآن في غفلة عن الأمر، ولعل هذا ما يسهل اقتناص صحفيي هذه القنوات.

    ذلك أن قنوات مثل سي أن أن وبي بي سي يتنقل عمالها في سيارات مدرعة -مضادة للرصاص- ويتلقون تدريبات أمنية على أيدي خبراء يعلمونهم طريقة التصرف تجاه أي موقف خطر يمكن أن يتعرضوا له، وذلك قبل سفرهم إلى أماكن التوتر. وتتولى هذه الهيئات الإعلامية التأمين على حياة مراسلها وفي بعض الأحيان التأمين على أعضائهم في حال التعرض لانفجارات الألغام على سبيل المثال.

    وفي المقابل فإن قنوات مثل الجزيرة والعربية -وهما اللتان كان بعض الضحايا من موظفيهما- تحطم السيارات يوميا على مراسليها مما يعرض حياتهم للخطر، ويضطرون إلى ارتجال التصرفات في مواقف غير عادية ربما يكون الرد فيها بما ليس مناسبا سببا للموت. ويستعاض عن التأمين على حياتهم بمواقف عاطفية مكلفة كترك راتب المراسل الضحية لذويه.

    ومع كل الصعوبات والمخاطر سيظل شعاع الحقيقة مغريا يجذب كاميرات المميزين، وسيظل رنين البحث عن الخبر ملهما لأقلام النخبة، ويبقى المتغير في هذه المعادلة هو سهام من يحاولون الإخفاء، وهي سهام لن يقف في وجهها إلا قوانين صارمة وتعاون جدي بين كل المهتمين بهذا الشأن المدركين ما لوجود الصحفيين من أهمية في الأماكن المظلمة والتي على رأسها أماكن التوتر والنزاعات.

                  

05-05-2004, 03:34 AM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    الأستاذة ندى أمين
    شكراً لك لأن فتحت جرحاً ما يزال نازفاً لدي، فلذات الأسباب بعاليه انتحب على زميلين راحا شهيدين برصاص القوات الأمريكية فيبغداد.. وربما نعود ذات يوم فنفتح باب ما يحدث للصحفييين في العراق على مصراعيه.. دونك الآن هذا الموضوع المنقول أيضاً:
    عن: http://www.islammemo.cc/taqrer/one_news.asp?IDnews=139

    الإعلام في عام المحنة : من العصا والجزرة إلى الرصاصة والدولار

    كانت الذريعة المعلنة لاحتلال العراق تتلخص في النقاط التالية :

    1- امتلاك العراق أسلحة دمار شامل .

    2- استمرار تهديد العراق لشعبه وجيرانه وللأمن القومي الأمريكي .

    3- انتهاك النظام العراقي السابق لحقوق الإنسان في معاملته لمواطنيه ومعارضيه على وجه الخصوص .

    4- انتهاك العراق لقرارات مجلس الأمن .

    وإزاء ذلك ومن أجل تحقيق ' الأهداف النبيلة ' تم اجتياح العراق بجيش من العسكريين وجيوش من الإعلاميين , كانت أمريكا تعلم أنها لكي تربح الحرب يجب أن تحسن إدارتها إعلاميا , وفي المقابل كان الجانب العراقي يدير حربا إعلامية اقرب إلى الكاريكاتير عبر شخصية الصحاف الذي استدعى من القواميس مصطلحات أربكت المترجمين ولكنها لم تمنع الغازين , وفي الحالتين كانت الحقيقة هي الضحية , ودفع بعض من حاولوا اكتشافها حياتهم ثمنا لها .

    وبعد مرور ما يزيد على سنة على غزو العراق، نقبت القوات الأمريكية خلالها كل شبر فيه، وبحثت في القصور الرئاسية وجيوب الناس، ووضعت أحدث أجهزة التنصت على آذانهم وألسنتهم، لا يزال بوش يصر على أن أسلحة الدمار الشامل موجودة، بل إنه ظهر قبل أيام على شاشة التلفزيون يبحث بين أثاث البيت الأبيض، وتحت السجاجيد، ويقول ساخرا: “أسلحة الدمار الشامل لا بد أن تكون موجودة في مكان ما”.

    عشية الغزو , وبينما كان الإعلام الأمريكي بجوقته يهلل للمستقبل الباهر الذي ينتظر العراقيين , كتب أحد الصحافيين العرب مذكرا بقصة الساق الثالثة التي تتلخص في أن سلطات الاحتلال في إحدى الدول أصدرت قراراً بقطع الساق الثالثة لكل رجل يمتلك ثلاث سيقان، وأثار القرار حالة ذعر بين الناس، ودفعهم إلى الجري في كل مكان، في محاولة للنجاة بسيقانهم من القطع، وعندما استغرب أحد الذين يدعون الواقعية والعقلانية والتفكير المنطقي أن خوف الناس غير مبرر، لأن كل واحد منهم له ساقان فقط، ولا ساق ثالثة له، ولذلك فإن القرار لا يشمله، قال الناس له: “المشكلة هي أن سلطات الاحتلال تقطع الساق أولا، ثم تعدّ”. وكعادة العراقيين أبناء الرافدين انقلب السحر على الساحر من جديد , ومزق العراقيون أشلاء الأمريكيين المحترقة ومسحوا بها شوارع الفلوجة من دون أن تهمهم مسألة العد هذه .

    وبعيدا عن الميدان , وفيما يخص إدارة الحرب إعلاميا نستطيع أن نرصد بعض المفاصل الرئيسية _ على سبيل المثال لا الحصر _ والتي يمكن أن نوجزها في النقاط التالية :

    أولا : كيف تمت إدارة الحرب إعلاميا من أطرافها الرسمية .

    ثانيا :كيف تعامل الإعلام العربي مع القضية .

    ثالثا : واجبنا في التعامل مع الاحتلال الأمريكي للعراق .

    أولا : كيف تمت إدارة الحرب إعلاميا من أطرافها الرسمية :

    أ‌-التحالف الانجلو أمريكي :

    تعامل التحالف مع الحرب كفيلم سينمائي أعد له بإتقان .. الفرق الوحيد هو أن الممثلين كانوا في معظمهم فاشلين .. كما أن البطل الرئيسي _ بوش الابن _ كان غالبا يفسد المشاهد برعونته .

    جرى أولا تقسيم الإعلاميين إلى ' معنا ' وهم الوحيدون الذين يمكن أن يضمن التحالف سلامتهم , و ' الآخرون ' الذين كانت تصوب إلى رؤوسهم الرصاصات وتصيبهم الصواريخ الذكية , وسقط عدد كبير من الصحفيين والمراسلين ضحية الكاوبوي الأمريكي

    ورغم أن معاهدة جنيف تمنح الصحفيين في مناطق الحروب نفس الحماية القانونية التي تمنحها للمدنيين، أي أنه يجب ألا يكونوا أهدافا للمقاتلين إلا أن القوات الأمريكية كانت تصر على استهدافهم ويكفي أن نذكر أن ما يقارب نصف الصحفيين الذين قتلوا عام 2003 سقطوا في العراق.

    وعلى السياق الإعلامي الجماهيري ظن المخرج الأمريكي أن العراق كرومانيا

    .. ويذكر التاريخ أن الرئيس الروماني السابق نيكولاي شاوشيسكو سقط وقتل بسبب صورة بدا وكأنها تمثل مجزرة جماعية ارتكبها بحق شعبه.

    والصورة عرضتها شبكة تلفزيون رومانية محلية، ومنها انتقلت لتعرض عبر شاشات العالم أجمع لتؤلب الرأي العام العالمي ضد شاوشيسكو وهي تمثل عددا من الجثث. قال خصوم شاوشيسكو إنها “التقطت سرا لضحايا نظام الديكتاتور الغاشم”، وتبين فيما بعد أنها صورة عادية لأموات جيء بجثامينهم من مشرحة مستشفى رسمي، وجرى التقاط صورة لهم لحفظها في الملفات والسجلات، ولكنها قدمت، كذبا، كدليل على أن شاوشيسكو كان يرتكب مجازر جماعية، الأمر الذي أشعل الشارع الروماني بالغضب، ودفع الناس في مظاهرات حاشدة إلى الشوارع، وقد انتهت المظاهرات بقلب النظام واعتقال شاوشيسكو وقتله.

    ويشعر الرومانيون الآن بأنهم تعرضوا لخديعة كبيرة، فرومانيا، في عهد رئيسهم الراحل، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمكنت من تسديد ديونها لصناديق النقد الدولية، أما الآن، فإن محلات الهمبورجر والبيتزا تنتشر في كل مكان، ولكنهم لا يملكون المال لشراء هذه الأغذية، وهم يغنون الآن أغنية مطلعها “سامحنا يا نيكولاي، لم نكن نعرف”.

    وعلى خطى رومانيا ركز الإعلام الأمريكي على صور ما يزعم أنه مقابر جماعية , وجرى تدبير السقوط المريع للتمثال وضربه بالأحذية في الصورة التي تبين فيما قبل وما بعد أنها كانت معدة سلفا كرمز , بدليل زوايا التصوير التي لم تكن أبدا عفوية ..

    وبدلا من أن يستقبل العراقيون الأمريكيين بالترحاب كمحررين استقبلوهم بالقنابل ولم تنجح صورة التمثال المهان ولا المقابر الجماعية وتبين أن العراق يختلف تماما عن رومانيا ..

    اعتمد الأمريكيون وحلفاؤهم على التعتيم ومحاولة التستر على خسائرهم وسعوا بقوة للسيطرة على وسائط الصوت والصورة في هذه الحرب، واقتنعت معظم وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية مع أول رصاصة أطلقت باتجاه العراق أن الحرب على العراق واجب قومي يتوجب دعمه بالصوت والصورة حتى لو غضت الطرف عن أجزاء واسعة من المشهد.

    ويهمنا أن نشير هنا إلى المصطلحات التي ابتكرها الإعلام الغربي التابع للتحالف أثناء الحرب مثل ' الحرب النظيفة ' و' النيران الصديقة ' و' تحرير العراقيين ' و' نشر الأخلاق والقيم النبيلة ' .. إلى غير ذلك من المصطلحات .

    أخيرا حاول أساطنة الإعلام الغربي تحسين الصورة وجرى تدبير بعض المشاهد ..التي أفسدها دائما الممثل الفاشل برعونته .. فقد جرى تصوير الرئيس الأمريكي بين جنوده أمام ديك رومي ضخم في قلب العراق الجريحة .. لكن الكاوبوي الأرعن بعينيه الزائغتين وتصريحاته اللاحقة عن الديك البلاستيكي وتسلله تحت جنح الظلام .. كلها أفسدت المشهد.. وبدلا من أن يوحي بالأمن أظهر بوضوح أن العراق لن يكون أبدا مسرحا يحتفل عليه جنود التحالف بانتصارهم.

    المعلم البارز بجانب الكذب والتعتيم هو التناقض , فبينما أقامت أمريكا الدنيا احتجاجا على صور أسراها التي بثها التلفزيون العراقي .. جرى تصوير عملية اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين بصورة مزرية .. وحتى القصة المعلنة لاعتقاله لم تخل من الثغرات , بدليل التمر الناضج الذي ظهر في خلفية الصورة المنشورة والذي تردد أنه يستحيل وجوده في ذلك الوقت في العراق !

    ب‌- الإعلام العراقي الرسمي :

    كان التعامل العراقي الرسمي مع الحرب أقرب إلى الكاريكاتير عبر شخصية مثيرة للجدل هي وزير الإعلام الصحاف , فقد استدعى الوزير من قواميس اللغة العربية مصطلحات أربكت المترجمين والمراسلين العرب والأجانب على السواء.. وتحولت مصطلحات مثل ' العلوج الأمريكان ' و' الذبح ' و' الأساليب غير التقليدية ' إلى فاكهة الشارع العربي .. كان الصحاف يقدم معلومات بدا أنه واثق تماما منها بينما كانت الحقيقة على الأرض مغايرة ..

    وحتى عندما عرض التلفزيون العراقي صور أسرى التحالف لم يتم التعامل معها احترافيا ..

    الثغرة الأهم في الموضوع هي أن الإعلام العراقي ركز على شخص الرئيس في وقت كان العراق كله مهددا .. وتحول التلفزيون العراقي إلى نشرة فاشلة تركز على تمجيد الفرد في وقت كانت الأمة كلها تنهار فيها .. حتى الصور التي بثت للرئيس العراقي جاءت باهتة وغير معدة جيدا لا على صعيد الصوت ولا الصورة .. وكان المضحك المبكي معا هو ظهور بعض وزراء الحكومة العراقية بأسلحتهم الرشاشة في المؤتمرات الصحفية !

    لم يحسن الإعلاميون العراقيون إدارة الحرب إعلاميا .. لم يفكروا مثلا في بديل إذا تم قصف التلفزيون الرسمي وإخماد صوته ..كان الدرس المستفاد قاسيا فالإعلام الذي تعود على مدى عقود إلى أداة لتمجيد فرد واحد تبين انه لا يحسن غير ذلك وافتقده العراقيون حين احتاجوه في مواجهة مصيرهم المحتوم .

    جـ - المقاومة العراقية :

    رغم النجاحات اللافتة التي حققتها المقاومة العراقية على الأرض إلا أن أداء المقاومة إعلاميا كان باهتا إلى حد كبير فلم تظهر قيادة موحدة تتبنى العمليات وتوضح الموقف مما يشوبها , وجرى الخلط لفترة طويلة بين مقاومة تسعى لتحرير العراق و' ثارات ' تنسب لأتباع زعيم حاول الإعلام الغربي بذكاء الربط بين المقاومة العراقية وبقايا حزب البعث .. وجرى تصوير الرئيس العراقي كقائد للمقاومة ومحرك لها .. ووزعت قوات التحالف صور المطلوبين على أوراق اللعب وإعلان الجوائز المالية الضخمة لمن يشي بهم .. وتساقط معظم أوراق اللعب لكن المقاومة ظلت مستمرة حتى بعد سقوط المطلوب رقم واحد ' الرئيس العراقي '.

    الخطأ الثاني للمقاومة العراقية إعلاميا هو السكوت عن تضخيم دور القاعدة المتعمد في المشهد العراقي .. إن تصوير المقاومة على أنها تابعة لتنظيم مهما كانت قيمته خطأ كبير والواقع على الأرض يشهد أن معظم المقاومين هم من أبناء العراق .. و الربط بين المقاومة والقاعدة قد يفقد المقاومة تعاطف جمهور كبير من العراقيين العاديين معها.

    الخطأ الثالث هو في عدم توضيح الموقف بجلاء من استهداف مدنيين بطرق وحشية أثناء احتفالاتهم الشركية , ونحن لا نعتقد بتورط المقاومة العراقية في تلك الأحداث ولكن سكوت المقاومة عن بيان موقفها يعطي الفرصة للآخرين في توريطها.

    أخيرا وفيما يخص المشهد الإعلامي للعراق المحتل لا يمكن أن نغض الطرف عما حدث في الفلوجة .. إن الصور المنشورة لما حدث هناك ورغم عدم وجود محترفين وراءها كانت أقوى من المشاهد كلها .. لقد أرسلت الصورة المطلوبة للشعب الأمريكي .. والراجح أن انتفاضة الكاوبوي الأمريكي الجريح لن تطول كثيرا وسيسرع بالفرار من المستنقع العراقي ' القصعة سابقا ' .

    ثانيا : كيف تعامل الإعلام العربي مع القضية :

    الإعلام العربي جزء من منظومة أكبر تحكمه .. ولا يمكن أن نتصور منه أن يكون حرا ومستقلا تماما , ورغم ذلك حاول الإعلام العربي اختراق حصار الوهم الأمريكي وتقديم صورة مغايرة عن المشهد العراقي .. ولكن رد الفعل الأمريكي كان عنيفا ومباشرا .. كانت الرصاصة في مواجهة الكاميرا , والصاروخ في مواجهة الفكرة .. لم تكن هناك حصانة لأحد سقط مراسل الجزيرة ومراسل العربية ومصورها . ورغم الإرهاب الأمريكي رفع الصحفيون العراقيون شعارا يلخص المسألة كلها 'أقلامنا أقوى من بنادقكم'، وذلك أثناء مسيرة حاشدة تعبيرا عن غضبهم واستنكارهم لإقدام جنود الاحتلال الأمريكي على قتل اثنين من زملائهم هما مراسلا قناة العربية.

    والمؤسف في الأمر هو أنه بينما توفر قنوات الأخبار العالمية المحترمة حدا أدنى من الحماية والحقوق لمراسليها فإن مثيلاتها العربية لا تزال حتى الآن في غفلة عن الأمر، ولعل هذا ما يسهل اقتناص صحفيي هذه القنوات.

    ورغم بعض الاستثناءات , إلا أن الإعلام العربي في معظمه حاول التكيف مع المشهد عبر نشر وجهة النظر الأمريكية بعد التقليل من حدتها ورعونتها .. ولكن المشهد على الأرض وأخبار القتلى الأمريكيين التي ملأت قنوات إعلامية غربية شجعت الإعلام العربي على التمرد ولو على استحياء .. وبدأ الإعلاميون العرب الحديث مجددا عن ' المقاومة ' و' الاحتلال ' , بل إن قتل المراسلين واستهدافهم لم يمنع الآخرين من المغامرة , حتى أن صحافيا كبيرا كأحمد منصور ينتقل إلى الفلوجة في أوج أزمتها ليقدم للعالم صورة مغايرة تماما عن المقاومة والصمود واستهداف بيوت الله بالطائرات.

    ثالثا : واجبنا في التعامل مع الاحتلال الأمريكي للعراق :

    أ‌- عدم تصديق الشائعات الكاذبة التي يروجها الإعلام الغربي وتابعوه .

    ب‌- متابعة أخبار المقاومة العراقية ونشرها وتوفير المنابر الإعلامية للمقاومين لنشر وجهة نظرهم وتوضيح موقفهم من الأحداث.

    ت‌- على الإعلاميين المخلصين من أبناء هذه الأمة إشاعة روح التفاؤل والتبشير بالنصر دفعا لليأس عن نفوس أمة تخوض معركة وجود لا معركة حدود .

    ث‌- ما حدث ويحدث يلفت الانتباه إلى أهمية الإعلام في المعركة وتقصير كثير من المخلصين في هذا الجانب , وقد يصل الأمر إلى فرضية العين على كل مستطيع في هذا الميدان .. ومن ثم يجب التركيز على بناء إعلامي إسلامي صلب يعتمد الحرفية العالية في التعامل مع الأحداث ويعمل على تكوين جيل إعلامي مخلص لقضايا أمته يسانده في معركتها المصيرية التي لم تبدأ في العراق , والتي قطعا لن تنتهي فيه

    أيمن جمال الدين

    [email protected]


                  

05-05-2004, 06:36 AM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    Thank you Nada this is a very illuminating article.

    up
                  

05-05-2004, 11:58 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    كان الله في عون اهل الصحافة دوما
    شكرا ياندي
                  

05-06-2004, 09:28 AM

شتات
<aشتات
تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    العزيزة ندى ..
    كانت الثورة الفكرية .. ثورة الحداثة في القرنين السابع عشر والثامن عشر مع اندلاع الثورة الفرنسية ، وكانت الثورة الصناعية في القرنين التاسع عشر والعشرين .. وفي القرن العشرين والحادي والعشرين انفجرت الثورة التقنية .. ثورة المعلومات والاتصالات .. وهنا زادت أهمية الخبر والمعلومة وازدادت شدة التنافس الإعلامي وأخذت الرسالة الإعلامية بعدا آخر ..
    وإذا كانت الصحافة والإعلام بشكل عام تسمي مهنة المتاعب ، فهي الآن مهنة الصعاب والتضحيات .. انتقل العمل الإعلامي من المكاتب المكيفة والصالات الأنيقة إلى الجبهات الأمامية والخنادق ونيران الراجمات والصواريخ .. لذا زاد عدد الضحايا .. فمن أجل البحث عن الخبر الصحيح والمعلومة السليمة والحق يموت الإعلاميون .. ومن أجل الوصول للحق وإدراك الحقيقة شهد التاريخ في مسيرته الإنسانية الكثير من الضحايا من الأنبياء والمفكرين والفلاسفة والعلماء .. ابتداءا من سقراط مرورا بالحلاج والسهروردي وصولا إلى همنجواي ومحمود محمد طه .. انتحر همنجواي ببندقيته بعد صراعه الطويل مع فكرة الموت والحياة .. الحق الباطل وربما كان انتحاره لعجزه عن إدراك الحقيقة أو سخطا على واقعه أو رحيلا من السؤال . في حقل الإعلام يقفز إلى ذهني إعلاميتان كمناذج حية لشرف المهنة :
    شيرين أبوعاقلة ..
    تلفزيون الجزيرة ..
    رام الله ..

    جيفارا البديرى ..
    تلفزيون الجزيرة ..
    القدس المحتلة ..
    عندما استمع إلى هذه الأصوات الندية أمتلئ بالتساؤل .. ما الذي يدفع هذه الفروع اليانعة إلى المخاطر .. ونيران المجهول؟ لا شك هو النبل وأصالة المعدن رغم ليونة العود .. كان يمكن لأي منهما أن تكون موديل أو ممثلة أو مقدمة لبرنامج تحت صدى الضحكات ونسيم المكيفات ولكنهما اختارتا ميدان الدماء والضحايا .. أرى في ملامح شيرين أبوعاقلة كل ما حملته القضية الفلسطينية من مآسي ودموع وأحزان وكل ما صرخته الأم الفسلطينية من صرخات وعويل .. هذه البنت المسكونة بالشجن ، أما جيفارا فكأنها تحمل الوجه الأخر من الأمل والتفاؤل وكأنها تقول إن فجر الحياة في الربوع الفلسطينية آت رغم الجراح النازفة .. مملوءة بجمال الحياة وروعة الأمل رغم تصاريف الأقدار العنيفة ..
    وهكذا أضحى العمل الإعلامي في مرامي الخطر وسيزداد عدد الضحايا ما ازدادت المظالم التي يتعرضون لها ويتعرض لها من يتولون الدفاع عن قضاياهم حتى تشرق شمس العدالة .. ولن يتوقف الأمر على العمل الإعلامي فقط ولن يظل الجندي وحده في ميادين المعارك فسيتبعهم أصحاب كل التخصصات في كل المجالات ولن تترك شراسة الحياة أحدا فمن لم يتصدى لها ستأتيه زاحفة إلى بروجه العاجية .. ولا مكان للاسترخاء والكسل البليد ولابد من الألم والمعاناة والتضحية .. فالإنسان مخلوق رسالي وصاحب الرسالة يجب ألا يتخلف .

    مع أطيب تحياتي ..
    صلاح / شتات
                  

05-07-2004, 10:17 PM

Nada Amin

تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 1626

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    Thank you dears for your fruitful input
    I will reply soon to your contributions
                  

05-14-2004, 05:20 PM

Nada Amin

تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 1626

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    الأعزاء و العزيزات
    serender,الموصلي، ندى علي، و شتات

    لكم من الود أجمله و انتم تشاركون في هذا الموضوع المهم، و السؤال العاصف عن ما الذي يدفع الصحفي الى مناطق الحروب و الأزمات لدرجة تعريض نفسه للخطر و الموت؟
    هل هو البحث عن الحقيقة أم عن المجد الصحفي؟ هل هو ارضاءا لطموحات شخصية أم ولاءا لأخلاقيات المهنة؟

    صرحت صحيفة الغارديان البريطانية في السابع من مايو الحالي بأنه في العام الماضي قد وصل معدل موت الصحفيين الى 44 صحفيا و هذا يعتبر أعلى معدل في خلال العقد الأخير. و كان للعراق نصيب الأسد في هذا اذ ان عدد الصحفيين الذين قتلوا في العراق وصل الى الثلاثين.

    و كان هناك جدل كثير عن هل يمكن للصحفيين تغطية مناطق الصراعات تحت حماية حراس مسلحون أو بمصاحبة قوات الجيوش to be embedded with the militay forces أم يجب عليهم القيام بمهمتهم وحدهم دون اللجوء الى حماية؟
    أم يجب أن يكونوا مسلحين و مؤهلين للدفاع عن أنفسهم ؟

    serender

    ما زلت أذكر بحسرة موت الصحفيان اللذان كانا يعملان بقناة العربية، ففي الوقت الذي توفر فيه الدول الغربية الكثير من اجراءات الوقاية و الحماية مثل وسائل الحركة المقاومة للرصاص و غيرها نجد أن الصحفي في دول أخرى لا تتوفر له حتى وسيلة للنقل مما يعرض حياته لخطر مضاعف.

    و أعجبني جدا ما ذكرت يا صلاح عن اقتحام النساء العربيات لهذه المهنة المليئة بالتحديات بل و حتى اختراقهن لمناطق الصراعات. و أذكر أيضا احدى الصحفيات الجسورات في كولومبيا و التي تعد واحدة من أخطر الدولة للعاملين/ات في مجال الاعلام اذ تنتشر فيها عصابات المخدرات و الرأسمالية البرجوازية، صرحت هذه الصحفية بأنها اضطرت للتدريب على حمل السلاح و ذلك للخطر و التهديدات التي تتلقاها نتيجة لكتاباتها الجسورة.

    (عدل بواسطة Nada Amin on 05-14-2004, 05:35 PM)

                  

05-14-2004, 07:37 PM

omer almahi
<aomer almahi
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    شكرا استاذة ندى أمين على الموضوع الشيق (المحزن)
                  

05-14-2004, 07:44 PM

omer almahi
<aomer almahi
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    شكرا استاذة ندى أمين على الموضوع الشيق (المحزن)
                  

05-14-2004, 08:57 PM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الصحفي أثناء عمله...الملابسات و الأسباب (Re: Nada Amin)

    الأستاذة ندى أمين
    بعد التحيات، استوقفني تساؤلك المقلق:
    Quote: و السؤال العاصف عن ما الذي يدفع الصحفي الى مناطق الحروب و الأزمات لدرجة تعريض نفسه للخطر و الموت؟
    هل هو البحث عن الحقيقة أم عن المجد الصحفي؟ هل هو ارضاءا لطموحات شخصية أم ولاءا لأخلاقيات المهنة؟

    ومن البديهي أن الأسباب تختلف باختلاف الناس والمواقع والثقافات والسياق الذي يأتي فيه الحدث. لكن مناط مخاطرة الصحفي بحياته لا تخرج من حالتين:
    الدافع الذاتي: وهذا يختلط فيه البحث عن المجد الشخصي بالولاء للمهنة. لكنه ايضاً محفز قوي- اياً كان منبعثه من السببين المذكورين- للتنقيب المستمر عن الحقيقة.. لكن مع الأسف الشديد، تختلف ألوان الحقيقة باختلاف عدسات النظر عند الصحفيين. ذلك أمر سأفصل لك فيه لاحقاً.
    ًالدافع الموضوعي: وهو يقتصر في أغلب الأحيان على ذوي المهنية العالية، والواعز الأخلاقي السليم. وهؤلاء أندر من أسنان الدجاج.
    اسمحي لي بسرد جانب من تجربة شخصية هنا. فخلال الحرب الأخيرة على العراق، كان لي شرف التواجد هناك من ضمن فريق العربية لتغطية الحرب. من المواقف التي لا أنساها موقف الصحفي الأمريكي العتيق بيتر أرنيت-مراسل السي إن إن خلال حرب الخليج الثانية- حينما فصلته القناة التي كان يراسلها، لأنه لم يكن متحيزاً للقوات الأمريكية في توصيفه لما يجري هناك، ونقله للأحداث. أرنيت لم ينقلب على عقبيه، بل عمل خبيراً زائراً في أكثر من قناة، يصف ويحلل ويوازن ويستنتج، ويصيب كبد الحقيقة غالباً. كان أكثر ظهور أرنيت- بعد فصله- في قناة العربية، وتابعت بشغف طريقته الفذة في سرد ما يحدث من زاوية المراقب الراصد، ويتبعها بتحليل نافذ..
    حوادث أخرى متفرقات ما تزال تختلط ببعضها في ذاكرتي الكسلى، لكن كثيراً ما أحزنني ايامها تلوين بعض الزملاء ما ينقله بصبغة ذاتية تظهر بطولاته في نقل الحدث، ناسياً أن المشاهد ذاكرته قصيرة. فإن تذكر المراسل فسينسى الحدث فور طروء آخر جديد. وهو بذلك يستهزيء برسالته التي غامر بحياته من أجلها.
    زميل عراقي اسمه (ر) كان كثيراً ما يزيد أرقام القتلى والمصابين من عنده- خاصة إذا كانوا من القوات الأمريكية.وإذا عاتبناه، بررها بحديث الرسول (ص) في معنى ان الحرب خدعة، فخذِّل عنَّا. يريد بذلك أنه يحارب مع إخوانه العراقيين، ولربما خدمه الحظ ليرتفع الرقم إلى العدد الذي ذكره، فيكون قد أصاب عصفورين بحجر.. هكذا!!!
    على سبيل الإجابة عما يدفع الصحفي للمخاطرة، هاك مثال. مجموعتنا التي خرجنا فيها إلى بغداد ونار الحرب تفح فوق رقابنا كانت ستة. منا اثنان خرجوا إيماناً واحتساباً، باعتبار أن الجهاد بالكلمة أضعف الإيمان. والله عليم بالنوايا. أحدنا لم يخفها، وقالها علانية: هذه فرصتي لأصبح نجماً. شخصي الضعيف والبقية توافقنا على أن شرف الكلمة ومطالب المهنة أسمى من الخوف (الطبيعي) الذي يعترينا. فأصاب منا هدفه من أصاب، وخاب من خاب. لكن الشاهد هنا: اختلفت الدوافع والمقصدواحد.
    وفي الذاكرة آلاف القصاصات.. أرجو أن يتسع لي صبرك ذات بوست لأحكي لك طرفاً منها.
    ولي عودة مرة أخرى للإجابة على باقي السؤال.
    حاشية:
    نكأت لي جرحاً يأبى أن ينسد بذكرك الزميلين العزيزين علي الخطيب وعلي عبد العزيز.. والله لو كتبت لك عنهما سطوراً بمقدار ما نشر في هذا المنبر، لما كفيت.. لكنهما راحا شهيدين للحق وكلمة الحق.. لا أزكي على الله أحداً، لكن العليين كانا من طراز نادر، ولا أعرف من بين من أعرف من هو أحق منهما بمثل هذه الشهادة الرفيعة. "ولا تحسبوا الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de