دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) ..
|
أمس كانت ليلة نادرة من ليالي الوفاء حيث قامت فرقة عقد الجلاد بإنتهاز فرصة وجود الموسيقار الموصلي بالبلاد بعد غربة إمتدت لاكثر من عشرون عاما وقامت بمحاولة رد جميل الموسيقار الموصلي للفرقة وأعضائها لدوره المقدر في مسيرة الفرقة .. فجاءت هذه لسهرة المتميزة المليئة بفيوض الذكريات والشجن وقدمت لنا درسا في معاني الوفاء والعرفان ..
لأ أريد أن أفسد البوست بالحديث .. أشكر اولا الاستاذة جميلة السعيد من موقع الأغاني السودانية وأشكر الجهدد الفني الذي يبذله الأخوة هناك في توثيق تراثنا الغنائي حاضره وماضيه كما أشكرهم على السماح لي بنقل هذه السهرة هنا والتي قاموا مشكورين بتسجيلها هنالك ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: naeem ali)
|
نعيم ..
كيفك يا صاحب ..
Quote: في التعرف علي (الضيوف وموضوع الحلقه) بمقدار اهتمامهم بالاناقه.. ومهندسي الديكور وروهم الحلقه عن شنو قبل يبدوا الديكور.. كانت طلعت حلقه مجنونه..
|
تعرف يا مان .. أمبارح أنا كنت في صحبة الموصلي للسهرة .. بعد الحلقة إتناقشنا في شوية ملاحظات لكن أهم حاجة في تقديري بالنسبة لموضوع مقدمي البرامج هو عدم معرفتهم بالقامة الموجود أمامهم وبصراحة هذا ليس ذنبهم .. الموصلي خرج من السودان قبل عشرون عاما أو يزيد .. في رأيك كم أعمار مقدمي البرامج ؟!!
حتى عقدالجلاد هنالك ربما ثلاثة أو أربعة اعضاء من الجدد لم يسمعوا للموصلي أو يروه في حياتهم .. وبالرغم من ذلك حدث هذا التواصل الحميم ..
أضف إلى ذلك أن مقدمي السهرة فقد إجتهدوا إجتهادا شديدا في تجميع المعلومات والتحضير للأسئلة والمحاور بمساعدة الموجودين وصراحة السهرة طلعت جميلة جدا مقارنة بالجهد المبذول فيها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
Quote: تعرف يا مان .. أمبارح أنا كنت في صحبة الموصلي للسهرة . |
اول حاجه ماصاح تبيع اخوك بالصوره دي..
Quote: عدم معرفتهم بالقامة الموجود أمامهم وبصراحة هذا ليس ذنبهم .. الموصلي خرج من السودان قبل عشرون عاما أو يزيد .. في رأيك كم أعمار مقدمي البرامج ؟!! |
والله يا ابو النيز زنبهم لمن غلط.. هم دكاتره ولا مقدمين برامج..؟؟ بعدين بقاطعوا الموصلي اثناء تدفق معلومات قيمه جدا.. اعتقد بكون (الكنترول) بتكلم معاهم وهم بخشوا توش.. في (تنافس خفي وواضح) بين المقدم والمقدمه لدرجة بعيدوا كلام بعض.. ياخ ديل ختموا الحلقه تلاته مرات يا ابو النيز (الشي شبع).. بيسألوا السؤال ومابركزوا في الاجابه لانهم بحضروا للسؤال التاني (اظن كده).. وبتاعين الديكور ديل مفروض يدقوهم والله.. شنو صورة ضريح حمد النيل ومسجد النيلين والبجراويه وفجاءه برج الفاتح...!!!! أجي...!!!!؟؟؟؟ الشاشه الخلفيه دي (لو هم اجتهدوا شويه) ماكان ممكن تكون فيها صور للموصلي في كرنفالات خارجيه..؟؟ حفلات عقد الجلاد ذاااااتا...؟؟ انشاء الله يجيبوا (صورة الناس) ياخ..
Quote: ى عقدالجلاد هنالك ربما ثلاثة أو أربعة اعضاء من الجدد لم يسمعوا للموصلي أو يروه في حياتهم .. وبالرغم من ذلك حدث هذا التواصل الحميم |
عقد الجلاد بالنسبه لي (كمستمع معجب جدا) لوحه بصريه وسمعيه.. مامتعود اسمعهم قاعدين (بدوني احساس يا ليلي ليلك جنه) بس.. كانوا متالقين كعادتهم والله.. ___________________ يا ابو النيز اظهر علي اخوك تؤجر ياخ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
عمك ياخ؛ صعب لكن ؛يديك العافية أستاذنا الموصلي.. وحاتك كيفني كيف لمن ضحكته.. دخلهم ليك في سلم ناس طارق وسعد الدين بقو قاعدين على قلوبهم في أغنية على (قدر الشوق)، وفي البداية بقية الفرقة بقى كل زول منتظر التاني يشيل ليهو عشان ما يظهر لو غلط.. بعدين ناس جويلي اشتغلو بنفس نمط وريتم اغاني عقد الجلاد ، بتحس كانو شغال كيبورد واحد، مربطين الكيبوردات كيف.. الاغنية دي عايزة زخم وضخ موسيقي بطريقة مختلفة عشان كده بتحس انو ناس العازفين زي بقوا منمطين في قالب اغاني العقد... شكر ليك ناذر ، وانا لولا ظروفي التي بلغتك بيها لكنت معكم ، لانو ساعتها كنت في مستوصف في دار السلام سمعت بيها يازول الكهرباء زاتها مافي لكن اهو حضرنا من تسجيلكم ده فشكرا.. ياخ صحي رب الفن.. واكيد ياناذر جهز نفسك عشان نعمل ليهو شيتا خرافي بس زي ما قلت خليهو لمن الامور تنضج من جماعتك ديل.. ياخ انا متكيف كيف من حصة الصولفيج وقواعد الموسيقي دي..
دين الموسيقي ذاتها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: معتز تروتسكى)
|
يا نعيم ..
Quote: والله يا ابو النيز زنبهم لمن غلط.. هم دكاتره ولا مقدمين برامج..؟؟ بعدين بقاطعوا الموصلي اثناء تدفق معلومات قيمه جدا.. اعتقد بكون (الكنترول) بتكلم معاهم وهم بخشوا توش.. في (تنافس خفي وواضح) بين المقدم والمقدمه لدرجة بعيدوا كلام بعض.. ياخ ديل ختموا الحلقه تلاته مرات يا ابو النيز (الشي شبع).. بيسألوا السؤال ومابركزوا في الاجابه لانهم بحضروا للسؤال التاني (اظن كده)..
|
خليها مستورة يا مان ..
والسهرة دي مقدمة لسهرات قادمات ستكون فيها الامور أفضل إنشاء الله ..
وكل ما نرجوه ان يكون مقدم الحلقات القادمات ممن عاصروا تجربة يوسف الموصلي ..
Quote: وبتاعين الديكور ديل مفروض يدقوهم والله.. شنو صورة ضريح حمد النيل ومسجد النيلين والبجراويه وفجاءه برج الفاتح...!!!! أجي...!!!!؟؟؟؟ الشاشه الخلفيه دي (لو هم اجتهدوا شويه) ماكان ممكن تكون فيها صور للموصلي في كرنفالات خارجيه..؟؟ حفلات عقد الجلاد ذاااااتا...؟؟ انشاء الله يجيبوا (صورة الناس) ياخ..
|
في دي والله معاك حق ..
Quote: يا ابو النيز اظهر علي اخوك تؤجر ياخ.. |
خليك حريف يوم السبت إنشاء الله ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: معتز تروتسكى)
|
Quote:
دخلهم ليك في سلم ناس طارق وسعد الدين بقو قاعدين على قلوبهم في أغنية على (قدر الشوق).
|
الأخ معتز تروتسكي تحية و إحتراما
تصور يا معتز ياهو ده سلم التأليف الأساسي الإتعزفت بيهو الأغنية من الله ما خلقه و الموصلي ألفه و غناها و تقع المقدمة الإيقاعية في أصوات الدو و جوابه (صوت المسيطر) و السي بيمول و جوابه (تحت المسيطر) وتركز في صوت الفا و جوابه (صوت السلم الأساسي) بس في الحفيفة لم تعزف الفرقة السلم(قا الكبير) في الجزء المخصص له قبل دخول فكرة اللحن الأساسية و ده ما شئ مهم شديد... بعدين لعلمك الأستاذ سعدالدين الطيب الماحي و طارق جويلي ديل ناس مكربين و من أمهر الناس... مع تحياتي و إحتراماتي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: معتز تروتسكى)
|
تروتو ..
Quote: الاغنية دي عايزة زخم وضخ موسيقي بطريقة مختلفة عشان كده بتحس انو ناس العازفين زي بقوا منمطين في قالب اغاني العقد...
شكر ليك ناذر ، وانا لولا ظروفي التي بلغتك بيها لكنت معكم ، لانو ساعتها كنت في مستوصف في دار السلام سمعت بيها يازول الكهرباء زاتها مافي لكن اهو حضرنا من تسجيلكم ده فشكرا.. ياخ صحي رب الفن.. واكيد ياناذر جهز نفسك عشان نعمل ليهو شيتا خرافي بس زي ما قلت خليهو لمن الامور تنضج من جماعتك ديل.. ياخ انا متكيف كيف من حصة الصولفيج وقواعد الموسيقي دي..
|
تسلم يا مان ..
علي مواعيدنا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: nazar hussien)
|
Quote:
بعدين بقاطعوا الموصلي اثناء تدفق معلومات قيمه جدا..
|
ودالخليفه سلامات ومشتاقين . عندما يكون البرنامج جديد بفكرته وموضوعه يجب اختيار مقدمة جيدة وقوية ثم ثانى أعتقد إنه من غير المناسب إختيار مقدم لا يمت للفن بصلة وبالزات فى الحلقه دا وليس لديها الخبرة الكافية لتقديم برنامج يتناول مسيرة السمندل و عقدالجلاد. ياخى عليكم الله فى زول اتكلم تسابيح دا ما قاطعتو , انا كان همى اسمع عن تجربة الموصلى بس البنيه دا شكيته لى الله . دى والله ما اخليها تقدم برنامج جنة الاطفال ما ممكن تطبظ الحلقه كدا . وياناس النيل الازرق لازم تعرفو مقدم البرنامج هو المعدّ له وعليكم اختيار الكوادر الإعلامية بموضوعية و نزاهة و عدم إدخال غير المختص إلى هذا المجال فى مثل هذه الحلقات الما بتتكرر كثير شكرا ناذر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: Abdelmuhsin Said)
|
شكرا يا عبد المحسن ..
Quote: ودالخليفه سلامات ومشتاقين . عندما يكون البرنامج جديد بفكرته وموضوعه يجب اختيار مقدمة جيدة وقوية ثم ثانى أعتقد إنه من غير المناسب إختيار مقدم لا يمت للفن بصلة وبالزات فى الحلقه دا وليس لديها الخبرة الكافية لتقديم برنامج يتناول مسيرة السمندل و عقدالجلاد. ياخى عليكم الله فى زول اتكلم تسابيح دا ما قاطعتو , انا كان همى اسمع عن تجربة الموصلى بس البنيه دا شكيته لى الله . دى والله ما اخليها تقدم برنامج جنة الاطفال ما ممكن تطبظ الحلقه كدا . وياناس النيل الازرق لازم تعرفو مقدم البرنامج هو المعدّ له وعليكم اختيار الكوادر الإعلامية بموضوعية و نزاهة و عدم إدخال غير المختص إلى هذا المجال فى مثل هذه الحلقات الما بتتكرر كثير
|
نرجو ممن يعنيهم الامر قراة ما خطه عبد المحسن أعلاه ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: mohmmed said ahmed)
|
يا سلام عليك يا صلاح شعيب ..
Quote:
: عودة الموصلي صاحب الضمير الأبيض وأخيراً عاد الأستاذ يوسف الموصلي إلى بلده التي أحبها، وتغرب من أجلها بحثاً عما ينميها ثقافياً، وفنياً. وعودة الموصلي إلى وطنه، والتي نقلت لنا المواقع الإسفيرية أخبارها المصورة, دلت على فرح زملاء له بعودته بعد عقدين من الزمان، فيها أنجز الكثير من النجاحات الإبداعية، وراكم علماً موسيقياً بعد حصوله على درجة ماجستير أخرى من جامعة الولاية التي استقر بها في بلاد العم سام.
وأذكر إبان النصف الأول من التسعينيات أن هجرةً قسريةً طالت العديد من المبدعين داخل الوطن وخارجه. المبدعون الذين رضوا بالبقاء والنضال في الداخل، بعد أن ادلهمَّ ليل بيوت الأشباح، وانتشرت أخبار المعاملة القاسية التي يواجهها الفنانون، هاجروا إلى الصمت النازع إلى مخاصمة الأجهزة القومية، والتي أصلاً أوقفت تسجيل الأغنيات العاطفية في وقت كان يعلو صوت (ساحات الفداء)، فيما يتجه المسؤولون الجدد، والذين لا يدركون قيمة الغناء في تشكيل المجتمع السوداني، إلى تجييش، وأسلمة الأغنية. المبدعون الذين هاجروا إلى الخارج وجدوا في القاهرة محطة أولى ريثما تتم العودة المظنونة بأسرع ما يمكن للوطن, الذي أحبوه حين تعود أمواه الديمقراطية إلى مجاريها. وكان الموصلي من بين الفنانين الذين استقروا بجانب وردي، وسيف الجامعة، ورهط آخر في العاصمة المصرية.
في قاهرة المعز المنفتحة على العالم كان الأستاذ يوسف الموصلي يطلع على الجديد في عالم الموسيقى والإنتاج الفني. ووظف وجوده هناك لمواصلة تعليمه العالي وتقديم بعض الحفلات للسودانيين الذين امتلأت بهم القاهرة آنذاك، والمشاركة في بعض المهرجانات الثقافية في العالم العربي. كما ظل يحتضن كل مبدع جديد تزف به أمواج الأسلمة القسرية من الجنوب. وما لبث أن تمكن من إحداث اختراق كبير في عالم الموسيقى والغناء في السودان، حيث وجد أن القاهرة لا تزال بوابة التحديث الحتمية، وهي التي ظلت ترفد الخرطوم بالجديد الموسيقي منذ أيام ديمتري البازار الذي كان يذهب إليها، وفي معيته الحاج محمد أحمد سرور، وإبراهيم عبد الجليل، وكرومة، وعبد الله الماحي والكمنجست السر محمد علي, ليحظوا بتسجيل إبداعهم عن طريق نظام أسطوانات الفنوغراف. ولمن لا يعرفونه، فإن الإغريقي ديمتري البازار الذي نشر أغنيتنا، ونهج الموصلي على خطاه، هو مؤلف أغنية (يا قسيم الريد فوقك النبي) وزوج المغنية فاطمة خميس، فتأمل كيف كان التسامح يضرب في المجتمع السوداني.
سيحفظ التاريخ الغنائي للموصلي أنه أول موسيقي وظف (نظام التراكات) عبر تجربة مكثفة، ومميزة لتشذيب إخراج الأغنية السودانية. وهذا النظام جاء في أعقاب الثورة التكنلوجية التي شملت كل أرجاء الحياة، وكان للموسيقى نصيب الأسد فيها. الشكل الذي عهدته تسجيلات الأغنية قبل العمل بهذا النظام تمثل في أن كل الجوقة الموسيقية كانت تصطف لتقوم بتسجيل صوت المغني، ومن خلفه الموسيقيون الذين يصاحبونه مرة واحدة، سواء من خلال العزف على النوتة، حيث لكل آلة مكانها في البناء اللحني، أو من خلال الإحساس المشترك الذي لا ينبني على توزيع علمي لدور الآلات. ولم يكن أمام المنتج آنئذٍ أن يقوم بمراجعة التسجيل لحذف الصوت النشاز أو إعادة أداء آلة الجيتار مثلاً، أو الأكورديون، أو إعادة صوت المغني عبر مقطع لم يكن ملتزماً فيه بالتون الصحيح، وهكذا دواليك إلى أن يتم تنقية التسجيل من الهفوات التي غالباً ما تلازم الأداء مهما كانت درجة امتياز المغني، أو جوقته الموسيقية.
أما نظام التراكات، والذي كان يشرف عليه الموصلي عبر إنتاج مؤسسة حصاد للإنتاج الفني، وهي المؤسسة الأولى التي مهدت المجال لبقية شركات الإنتاج الفني، فيعطي التسجيل بعداً علمياً، ويتيح للمشرف عليه الفرصة لمراجعته، وإعادة تسجيل صوت المغني على خلفية اللحن الذي تم تركيبه بصوت الآلات، واحدة إثر الأخرى. فوقاً عن ذلك فإن هذا النظام الموسيقي العلمي المعروف بضبط جودة الصوت ونقائه يخرج العمل الموسيقي في تناغم بديع.
كانت أولى المنتجات الغنائية عبر هذا النظام الموسيقي الجديد، والذي استثمرت فيه مؤسسة حصاد لصاحبها الأستاذ يوسف حمد، والذي كان من أصدقاء الشريف الهندي، وهو من بعد شقيق الراحل عبد الفتاح حمد، هي إلبومات (الحزن النبيل) للفنان الراحل مصطفى سيد أحمد و(أرحل) للفنان محمد وردي و(شوق الهوى) للموصلي نفسه، وقام مبدعنا العائد بتوزيع كل هذه الأغنيات التي احتوتها الألبومات الثلاثة. وبعدها تواصلت التجربة، وأعان الموصلي زملاء له، وتلاميذه الموسيقيين ميرغني الزين، وميكائيل الضو، وأحمد باص، وعثمان مبارك، وعبد الله شمو، وآخرين للتدرب على تنفيذ الأغنيات التي قاموا بتوزيعها عبر نظام التراكات. ليس ذلك فقط, بل كان الموصلي من خلال نجاحه الكبير في الإشراف على إنتاج حصاد, قد خلق جسراً بين القاهرة والخرطوم مع زملائه الفنانين السودانيين الذين أغلقت أجهزة الإعلام الرسمي الأبواب في وجوههم. وكانت رحلات الفنانين من الرواد والشباب تتم على دفعات للقاهرة لتسجيل أعمالهم القديمة والجديدة معاً. وشكلت تلك الرحلات مجالاً للترويح والانفلات من قبضة أيام عجاف للنصف الأول من التسعينيات، وكانت هذه الرحلات أشبه بتكريم من مؤسسة حصاد للمبدعين وهي من بعد توثق إبداعهم، على ما لعبوه من دور في تنمية اسم المؤسسة التي كان يشرف عليها في القاهرة الأستاذ أحمد يوسف حمد، فيما كان الأستاذ صلاح المبارك مدير مكتب الخرطوم حلقة الوصل بين المبدعين ومركز القاهرة. وأذكر أن الفنانين إبراهيم عوض، ومحمد الأمين، وأحمد الجابري، وأبو عركي البخيت، وعوض الكريم عبد الله، وعبد القادر سالم، وعلي السقيد، وكمال ترباس، وعمر إحساس، وخالد الصحافة، هم من شملتهم هذه الرحلات، وكان تنفيذ هذه الأعمال يتم بواسطة عازفين كبار يرافقونهم، وكان هؤلاء المبدعون يعودون من هناك بروح معنوية عالية بعد إكمال مهمتهم.
من جانب آخر، فإن الفنانين الذين كانوا يذهبون إلى القاهرة يجدون عوناً كبيراً من زميلهم الموصلي الذي يقضي الساعات الطوال في الأستديو متابعاً للتسجيل حتى يخرج بالصورة المشرفة للغناء السوداني. كما كان منزله يشهد حوارات وجلسات مطولة عن مستقبل الفن السوداني في ظل الهجمة الإنقاذية الجديدة. وكانت تلك الجلسات تمتد إلى الساعات الأولى من الصباح. ولعل أكثر الفنانين الذين أحيطوا بعون الموصلي الذي كان قد درس في القاهرة، وعرف دروبها، هو الفنان مصطفى سيد أحمد. فقد شكلا علاقة صداقة متينة. وكان الموصلي عوناً لا يتناهى لمصطفى وسط الظروف الصعبة التي واجهها إبان وجوده هناك، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد ذهب إليه في الدوحة للوقوف على مستوى صحته، وقام بتسجيل بعض أعماله في إحدى أستديوهات العاصمة القطرية. وأثناء وجوده في القاهرة كان الموصلي يكتب في صحيفة (الخرطوم) عن قضايا الموسيقى والفن، وذلك امتداداً لدوره حينما كان يشارك بالنقد الصحفي منذ أن كان أستاذاً مميزاً بالمعهد العالي للموسيقى. وهناك كانت علاقة الموصلي بطلابه تتجاوز السائد في علاقة الأستاذ بالتلميذ. ولعله قام بإهداء بعض طلابه الفنانين بعض من الألحان المميزة التي ضنَّ بها على نفسه.
والشاهد في الوسط الفني أن أسباب المنافسة الفنية تتخذ أحياناً أبعاداً شخصية معيبة. فقد نشأ بعض التوتر بين جيل وآخر، ومبدع وآخر، حتى أن وردي وجد سخرية من إبراهيم عوض يوماً. وكاد زيدان إبراهيم أن ينزوي ليبحث عن مهنة أخرى بسبب مضايقات واجهها. كما أن الفنانين محمد الأمين، ومصطفى سيد أحمد تعرضا لمن سخر وهزء من التطور الذي أحدثاه على مستوى التجديد الموسيقى والشعري. بينما أن الموصلي المعروف بضميره الأبيض في الوسط الفني، وبثقته في نفسه، والتي مهدت له نجاحاً كبيراً في مجال التلحين والتجديد الموسيقي، كان يختلف عن الكثير من أبناء جيله في علاقته بالجيل الجديد من المغنيين. وكان إبان وجوده بالمعهد يتعامل بود ملموس مع من يرى أنهم يمثلون إضافة جديدة للغناء والموسيقى. بل ظل إلى الآن يهدي أجمل أعماله اللحنية للجيل الجديد, في وقت ندر أن يهدي فنانون كبار أعمالاً لمن أتوا بعدهم برغم أنهم وجدوا عوناً من الذين سبقوا تجاربهم في بداية التحاقهم بالساحة الفنية. وظل الموصلي يشارك المغنيين الجدد بالنصح، ويشجعهم على التجديد، والخروج عن الأنماط الموسيقية المألوفة إلى أنماط جديدة تخلق التميز والإضافة. فضلاً عن ذلك فقد ظل الموصلي يدرك قيمة الرواد من المغنيين ومن جايلهم من الفنانين، وكثيراً ما يشير إلى أفضالهم ويعترف بإضافاتهم في هذا الحقل.
وبرغم أن اجتهادات الموصلي المدعومة من إدارة مؤسسة حصاد في تمهيد المجال لترقية الساحة موسيقياً، وفنياً، وإنتاجياً، إلا أن هذه الاجتهادات لم تسلم من النقد الحاد من بعض ذواقة الغناء، كونها تمثل جديداً لم تألفه الأذن الموسيقية، هذا برغم أن هناك مؤسسات اقتفت أثر إنتاج حصاد، فظهرت مؤسسة (شدياق) للأستاذ يوسف شدياق، بل أن هناك مؤسسات إنتاج فني أخرى مثل (السناري) و(عالم النجوم) و(فرسان) السعودية و(هاف) للأستاذ عمر بانقا وسودانيز سيستم للأستاذ عز الدين, دخلت دائرة المنافسة في محاولة لاستنساخ التجربة، ولم تكن بعض هذه المؤسسات تأبه بضرورة الاهتمام بالتوزيع الموسيقي مثلما فعلت حصاد، والتي عنت بالجودة، شكلاً ومضموناً، في إخراج هذه الإلبومات. وكان همها الاستفادة من التقانة الجديدة لأجهزة تسجيل الصوت وتحقيق الربح السريع.
ومهما يكن من أمر، فإن قصر التجربة التي بدأها الموصلي لا يسعف في الحكم عليها، إذ أنها لم تتعدَّ الخمس سنوات. ولم يكن هناك مجال لتنمية هذه المجهودات بحيث أن يتكثف نوعها، وتتنوع المعالجات الموسيقية عبر أفكار مختلف الموسيقيين التي تغذيها، وتساعد في تلافي بعض نواحي القصور. ولا ندري كيف سيكون حال هذه الاجتهادات الآن، والتي أشرف عليها الموصلي، إذا استمرت إلى يومنا هذا. ولكن على كل حال يمكن القول إن تجارب فنوغراف ديمتري البازار، ومؤسسة منصفون، وحصاد الموصلي، ستبقى مرجعاً مهماً في تأريخ الإنتاج الغنائي، ولا بد أنها فتحت المجال لترقية هذا النوع من الاستثمار المرتبط بالتذوق الإبداعي. وأيضا لا بد أن الظروف ستخدم الموصلي يوماً للبناء فوق ذلك المجهود المقدر إن تيسرت له السبل، ووجد عوناً من المستثمرين القادرين على تفهم أهمية، وضرورة، المساهمة في تطوير إنتاجنا الفني، خصوصاً وأن هناك عقداً ونصفه يفصلنا من تأريخ بدء تجربة نظام التراكات. ومؤكد أن القدرات الموسيقية للمبدع الموصلي تطورت أكثر في الولايات المتحدة التي تحصل فيها على ماجستير في مجال الموسيقى كما أشرنا، ولا مناص أن وقوفه على حجم ونوع التجارب المماثلة هناك أعطاه المزيد من المعارف، وأن أذنه الموسيقية قد صارت الآن، بطبيعة الحال، أكثر حذقاً عما هو عليه حالها في النصف الأول من التسعينيات.
إن الحديث عن عودة الموصلي إلى وطنه يجب أن يرتبط بالحديث عن حاجة المؤسسات الثقافية والفنية إلى المساهمة في تهيئة شروط العودة لأولئك المبدعين الذين تفرقوا في الدياسبورا أيدي سبأ. وما أكثر الموسيقيين المميزين الذين كانوا يزاولون مهنة التدريس بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، وتلقى بعضهم وتلاميذهم شهادات عليا في هذا المجال. ووقفوا على شكل التطور المضطرد في مجال العمل الموسيقي، وازدادت ثقافتهم العامة، وعرفوا حجم استعداد المستمع العالمي للاستماع إلى موسيقى الشعوب متى ما تمكنت من تقديم تراثها الموسيقي بشكل علمي يوازي إبداعية التراث الموسيقي الإنساني, الذي يتم إنتاجه بين الفينة والأخرى بشكل موسيقي يشجع على القبول. وبرغم أننا لا ننتظر الدولة في أمر المحافظة على تراثنا الموسيقي، وتجديده. وبرغم أننا لا نتوقع تصالح هذه الدولة قريباً مع خبرائها وعلمائها في مجالات الإبداع كافة, إلاّ أن هناك مؤسسات خاصة بالإبداع تنشط الآن لسد النقص في إحجام الدولة عن رعاية الإبداع والمبدعين، والأمل كل الأمل أن يجد الأستاذ يوسف الموصلي ورفاقه الدعم من هذه المؤسسات الخاصة، والذي يغريهم بالعودة النهائية للبلاد بعد هذه الغربة الطويلة، وذلك حتى تستفيد منهم هذه الأجيال التي تتفتح مواهبها في بيئات هجرها قسراً من أسهموا في ترقيتها لردح من الزمان.
هنئياً لصديقنا الأستاذ يوسف الموصلي العودة إلى وطنه الذي أحبه، وأسهم في خدمته فنياً. و(على قدر الشوق) تكون العودة النهائية إلى بلادنا راجحة مهما تطاول ليل الشجن، والسهد، والخوف، والرتابة. وهنيئاً لأصدقائه الذين تلقفوه بمطار الخرطوم بالأحضان والدموع تبلل خدودهم، ولعله صديقهم صاحب الضمير الأبيض.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قناة النيل الازرق والإحتفاء بالمبدعين .. سهرة رد الجميل (عقد الجلاد + يوسف الموصلي) .. (Re: محمد مكى محمد)
|
ياناس ياعسل الموصلي وصل
بما أنني والحمد لله شهدت انتخابات 1965 بوعي لابأس به، وانتخابات 1968 بوعي رغم أنني لا أملك حق التصويت. أمّا انتخابات 1986 فقد كنت مشاركاً فيها مشاركة كاملة ومازالت ذكريات كل هذه الانتخابات الليبرالية راسخة في ذهني؛ مصنّفة في خانة الذكريات الجميلة، لقد كانت متابعة تلك الانتخابات تقوم على الندوات في الليالي السياسية والمواكب الهتافية، لذلك حرصت على متابعة هذه الانتخابات الأخيرة التي كانت محملة بدعاش ليبرالي من حيث التدشينات والحملات، ولكن اللقاءات التلفزيونية كان لها القدح المعلى في المتابعة هذه المرة. والحال هكذا وجدتُ نفسي في معسكر رفقتني فيه القنوات والصحف والإذاعات والإنترنت، ولما كان الضغط المعلوماتي مكثفاً كنت أحياناً أشعر بأن دماغي يكاد أن ينفجر فأحتاج الى ترويح؛ مشكورة قناة النيل الأزرق فقد رفدتني بتراويح حلوة، فهذه القناة لم تغيّر برمجتها واستمرت ببرامجها المنوعة الظريفة مع جرعات سياسية وثقافية لابأس بها. ففي إحدى هروباتي من المعسكر وجدت فيها علي إبراهيم بصوته ذي المسحة السنارية يغني (الكنينة يارطب الجنينة الله لينا) فتذكرت عمنا الراحل قسم الله الذي كان يحب الطرب، فدُعي ذات مرة إلى حفل بأم درمان وكانت الحلفة مقامة بفرقة جاز، ولما شعر بالإقصاء رفع عكازه ودخل الحلبة وأخذ يغني لنفسه (الكنينة الكنينة يارطب الجنينة نحن انتهينا) أي قام بعمل الإيقاع الخاص به. ولكن تبقى أجمل ما قدمته النيل الأزرق في هذه الأيام هو سهرة الفنان يوسف الموصلي مع عقد الجلاد، فقد كانت سهرة ولا كل السهرات، أطربنا فيها الفنان الموصلي مع الفرقة بأعذب الغناء لا بل ثقَّفنا فنياً، حيث أطلعنا على آخر مستجدات الغناء والموسيقى العالمية، ودافع دفاعاً مستميتاً عن الأغنية القصيرة من حيث الزمن. وسعدتُ بقول الموصلي أنه جاء وفي جعبته 35 عملاً جديداً ستكون كلها للفنانين الشباب، وأعجبني توقير واحترام أفراد فرقة الجلاد لأستاذهم الموصلي، وإن كنت افتقدت الفنان الرائع عثمان النو، وبهذه المناسبة أقول لعثمان إنّ فرقة عقد الجلاد هي بيتك وأسرتك ومولودك، فإنّ خروجك عنها يعتبر بمثابة خروج السمك من الماء والعكس كذلك، أي أن الفرقة بدونك سمكة بدون ماء هي الأخرى. عودة للموصلي أول مرة وآخر مرة قابلته فيها كانت قبل حوالي الأربعين سنة تقريباً، حيث جاء لقريتنا (اللعوتة) لزيارة أخته التي كانت تعمل معلمة هناك، ولما كانت تسكن في داخلية المعلمات أمضى يوسف ليلته معنا وأخبرنا بأنه طالب في معهد الموسيقى والمسرح، وونسنا ونسة جديدة علينا بالموسيقى، ومن يومها أصبحت متابعاً لمسيرته الفنية وطربت حتى الثمالة لغنائه المتفرد، فـ(الأماني السندسية) كنت أضعها مع أغاني وردي وإبراهيم عوض. أما أغنية (على قدر الشوق ما يمد مديت) فأعتبرها مَعْلَماً بارزاً في خانة الغناء السوداني، عتبت عليه ذات مرة كتابه لإدخاله كلمات على الأغنية الدكاكنية الشعبية (حبيبنا الكان معانا الليلة ماجانا) فأصبحت عنده(وطنا نادانا) ولكن اكتشفت فيما بعد أن الموصلي حافظ على اللحن الرائع من الضياع. الموصلي كان في هجرة اختيارية لاتخلو من البُعد السياسي، فأذكر أنني قرأت له في مقابلة في مطلع التسعينيات قال إنه ليس لديه أي اهتمام بالسياسة وأنه أبعد ما يكون عنها، ولكن بعد أن طبَّق النميري قوانين سبتمبر؛ شعر بأن السياسة لن تتركه. وعندما جاءت الإنقاذ خرج من البلاد وظل في بلاد الغربة عشرين عاماً، وعلى حسب علمي إنها كانت مقسّمة بين القاهرة وأمريكا، فقد كان له نشاط جم وقام بتوزيع لبعض أغاني وردي. وفيما بعد قال وردي إن الموصلي (خرب أغانيه) وعندما طلب أحد الصحفيين من الموصلي أن يرد على وردي، قال إن وردي أستاذ الجميع وهو لايُسأل عما يقول، وساعتها كبر الموصلي في عيني وهو أصلاً كبير. لقد خرج الموصلي من البلد (حرداناً) حرد سياسي وهاهو يعود اليوم في ظرف سياسي غير عادي، وهو ظرف الانتخابات الحالية، مهما كان رأي الناس فيها يعود وهو كله حماسة لخدمة مسيرة الفن، وكان يغني في تلك السهرة بتطريب شديد يخرج من دواخله، فهل هذا مؤشِّر لبداية مرحلة جديدة في بلادنا؛ مرحلة يسود فيها التسامح والحرية ويزدهر فيها الفن الراقي المدعوم بالعلم والثقافة؟ لقد بدا أن الأقدار وضعت عودة الموصلي وهي لحظة مفصلية في حياته لتكون متطابقة مع لحظة مفصلية من تاريخ بلادنا، وكأنما أراد أن يواصل مسيرة توقفت منذ عشرين عاماً، مرت خلالها مياه كثيرة تحت جسر الموصلي وجسر البلاد، فيا أستاذ يوسف رغم عدم المعرفة الشخصية بيننا إلاّ أنني أشعر بأنّ روحاً وصديقاً وقريباً لي قد عاد إلى أرض الوطن.
عبداللطيف البوني
| |
|
|
|
|
|
|
|