|
فى ذكرى رحيله -رسائل الى مصطفى سيد احمد - بقلم سراج مصطفى
|
سراج مصطفى - صحيفة الصدى الرياضية -العدد 38 الاثنين 2/1/2006 م
صندوق بريد مجرتق للارض
الراسل : سراج مصطفى المرسل اليه : مصطفى سيد احمد
عزيزي مصطفى سيد احمد
والعام 2005م انقضى اكتب اليك وانت هناك بعيد بين يدى الله بعد ان (سافرت) بلا متاع وتركت كل الدنيا فراغ تبكى لفقدك وتنوح .. فمنذ غيابك تشابهت الفصول وتقلبت اوقاتها والزمن استحال الى فراغ قاتل وممل ومميت .. حاولنا ان نبكيك ولكن الدمع تيبس وفترت كل العيون ولم تعد فيها قطرة واحدة لتنسال .. (بس وحاتك فاقدنك) وفقدنا غناك .. واذا سألت عن احوالنا اقول لك (اسكت ساكت) حالاً ما هو زين.. ناس مجرورة وتجر وناس في العمارات السوامق والليالي المخمرية .. المعادلة كما تركتها مازالت مختلة .. وصدقني لسه بنغني (واجعني في البحر السكات)..
عزيزي مصطفى :
السلام الذي كنت تحلم وتنادى به اصبح حقيقة ولكنها لم تنزل على ارض الواقع .. وامنياتك بارتقاء الناس التحتانية .. مازال قيد الامل وان بدأت تلاويح وبشارات ، ولكن اطمئنك بان العدالة الاجتماعية مازالت مجهولة الملامح .. ولكن يا حبيبي موت جون قرنق المفاجئ احدث بلبلة كادت ان تعصف بالاستقرار ولكن (ربك لطف) الامور بدأت تعود لوضعها الطبيعي وبدأت تخفت الاصوات التي تنادى بالانفصال (عموما ما تقلق وما تشيل هم خليك مرتاح).
عزيزي مصطفى :
بعد 9 اعوام من غيابك حلت علينا مناسبة الخرطوم عاصمة الثقافة العربية .. وبصراحة با مصطفى ما سمعنا باي حاجة تخص الثقافة .. فقط سمعنا بضربة البداية وحفل الختام .. لكن غير ذلك لم نشهد ولا فعالية ثقافية واحدة شدت انتباه الناس .. والجرايد كتبت عن فشل المشروع (كعاصمة لثقافة العرب) .. وافيدك بان بعض المثقفين طالبوا بمحاكمة المسؤولين عن العاصمة الثقافية ولكن ذى ما انت عارف حتمر كل الامور بدون محاسبة وبالمناسبة بعضهم اطلق عليها تسمية (الفين وخمشه) .. وما تقول لى (خمشه) يعني شنو..
عزيزى مصطفى :
(لو قلت ليك ما حتصدق) كل عام (المثقفاتيه) بتذكروك ويقيمون الليالي وهاك يا هجيج وطرب وما فيهم واحد اتطرق لمشروعك الفنى ، وناس الجرايد برضو بعملوا ملفات عن حياتك وعن اخر مكالمة ليك واخر خطاب واخر اغنية و(اخرات) كتيره ما عندها حد .. وسنويا بظهر واحد بقول انو كان لصيق منك وقريب جدا وحافظ اسرارك وهو اول واحد يسمع اغنياتك قبل ما تطلع .. جرايد السودان كلها تقريبا بتبقى (بيت بكا) .. والحاجة (ست الجيل) كويسه وعال العال لكن بعض الصحافيين بقولوله كلام ما قالتو.
عزيزي مصطفى :
في غيابك دار لغط كبير حول اغنية (حاجة فيك) الملحن بدر الدين عجاج قال بانه ملحن الاغنية وانت قلت في افادات سابقة بانك ملحن الاغنية وذكرت قصتها حين قرأها شاعرها هاشم صديق في قاعة الصداقة ولم يتفاعل معها الحضور والتقطت القفاز ولحنت الاغنية فكانت (حاجة فيك) التي يحفظها كل الشعب السوداني عن ظهر قلب .. الحقيقة بصراحة يا مصطفى غائبة .. واصدقك القول باننا احيانا نسلب الموتي اشباؤهم بدون وازع او ضمير .. وبدر الدين عجاج قال بانه يملك المستندات التي تؤكد بانه ملحن الاغنية.
عزيزي مصطفى :
انت راهنت على بعض الفنانين وقلت بانهم سيحملون لواء التغيير والتبشير بعالم جديد ولكن الذين راهنت عليهم كانوا خيول خاسرة انهزمت عند اول منحني وتركت القضية، وسيف الجامعة الذي كنت تؤمن به اصبح (سيف عشر) وهو حاليا رهين ملحن جديد اسمه (على احمد) ملأ الدنيا بالالحان الدائرية وشغل الناس كثيرا اما ابو عركى (اكتم السر) .. وخالد الصحافة (محلك سر) فمنذ شريطة الاول الذي ساهمت بقدر وافر من الاغنيات معه .. لم يزل في تلك الخانة ولم يتحرك شبر واحد .. وبصراحة يا صفصف كنت داير احكى ليك عن (نادر خضر وجمال فرفور) لكن ما فى داعى اعذبك.
عزيزي مصطفى :
بالمناسبة نحن عاتبين عليك شديد بخصوص ازهرى محمد على وقاسم ابوزيد ويحيى فضل الله وكل الشعراء، لماذا امرتهم بعدم كتابة الشعر بعدك فكلهم الذين تغنيت لهم تركوا كتابة الشعر وطبقوا اوامرك عن ظهر قلب ، فمنذ غيابك لم نسمع باي واحد منهم يحيى فضل الله هاجر الى بلاد تموت من البرد حيتانها وقاسم ابوزيد اتجه للمسرح وله محاولات مع الهادى الجبل اما ازهرى محمد على (..............) وحميد برضو .. لقد افتقدنا اقلامهم الشعرية الوسيمة كما افتقدناك.
عزيزى مصطفى :
مازلنا نسمع اغنية (ارحل) من محمد وردى ولكنها تتجمل بصوتك وتأخذ ابعادا اخرى .. ولكن يا عزيزى محمد وردى احرز ثمانية اصوات فقط في انتخابات الفنانين وواحد من عازفيه احرزه (186) .. تتخيل يا مصطفى .. وردى بكل مكانته ينهار تاريخه العريض امام مبنى اتحاد الفنانين .. كل العضوية تجمعت ضده واسقطته في الانتخابات .. ولكن اطمئنك بان وردى لم يزل في الشارع وفي الوجدان وسقوطه في الانتخابات رفع سعر تذكرة حفلاته بل ازدادت شعبيته بدرجة خرافية .. وهؤلاء لم يستطيعوا (تغبيش) الوعى الجميل .. فهذا الشعب كما يتذكرك بكل جميل .. مازال يحفظ لوردى مكانته وحتى محمد الامين الذي انسحب مازال يتمتع بشعبيته الجارفة ونادى الضباط يشهد على ذلك.
عزيزى مصطفى :
ما شفت شاعرك صلاح حاج سعيد (البشتنه) البقت عليهو .. تصدق يا مصطفى (صلاح رافع شكوى ضد صلاح) في مكتب العمل ويساسق يوماتي بحثا عن حقوق ما بعد الخدمة .. عارفك بتعزو وما بترضى ليهو البهدلة .. لكن والله يا مصطفى مشى براهو للبهدلة .. لانه بصراحة نسى كل الغنا الجميل الكتبو ليك واصبح يكتب علشان السوق.
بالمناسبة صلاح حاج سعيد فقد التعاطف .. واصبح وحيدا يمشى بلا رؤية .. ضاعت كتاباته الجميلة وانزوت .. وانا عارف الكلام دا بألمك شديد لانو كتب ليك :
لسه بنياتنا المسافة والعيون
واللهفة والخوف والسكون
رنة الحزن البخافا
كيف تعدى بالفرحة وتفوت
وامشى بالحسرة واموت
عزيزى مصطفى :
(الكلام كتير) وكل اوراق الدنيا لا تكفى ولكن اعاهدك في الخطاب القادم ان احكى لك بالتفاصيل المملة عن اشياء كثيرة .. بالمناسبة نسيت اقول ليك ظهرت اغنية اسمها (سلام يا عوض دكام) وهذه الاغنية يطرب لها الشاعر التجاني حاج موسى طرب شديد .. سأكتب لك عنها وعن مغنيها وعن اشياء كثيرة .. ولن استعجل في كتابتها ربما اكون معك لاحكيها لك او اكتبها .. اسأل الله لك .. الراحة في تلك الجنان.
سراج مصطفى - صحيفة الصدى الرياضية -العدد 38 الاثنين 2/1/2006 م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فى ذكرى رحيله -رسائل الى مصطفى سيد احمد - بقلم سراج مصطفى (Re: sheba)
|
طوبى للرجال العصافير كلما حط طائرهم فوق غصن.. غنوا بشجي الكلام..بديع الصور وبؤسا لنا نحن الرجال الشجر كلما جرفتنا شجون المنافي تهاوت جذور الكلام..جفت ينابيعنا وارهقتنا ليالي السفر تؤرقنا الذكرى توقد نار المواجد فينا فيوجعنا الشوق في صرة القلب يتابى حتى السكون الذليل نخرج الآن من جلدنا ونخدش صمت السؤالات نركض عبر الطريق الطويل من اي ثقب في الحكايات جئنا ومن اي باب في السماوات كان التماس السكينة ومن اي ذنب عصي.. تعلم القلب سفر الرحيل الطيور قطعت رحلتها..ثم عادت والاماني استكانت والليالي ما عادصمتها مستحيل والنساء اللاتي علمننا العشق في زمانات النداء الجميل نسجن من كذوب الروايات ما يخلع الدفء عن جسد الحب ثم تذوقن للحبيب البديل
يا صديق المسافات اركض ما عاد في الحزن متسع لصغير الجراحات قلبي وقلبك ولا صبر في الافق لانتظار الخيول كل المراكب تاهت انكرتنا الشموس والحبيبات خانت لفظتنا البحار فهل يستطيع البنفسج ان يكون الكفيل؟ ايوجعك الوصف؟ آه من زمن كنا ننتقي فيه العبارات من فصوص المحار نتمشى في مفاصل الشعر تاخذنا كل ساعة..في مدار آه من كل ذاك الزمان النبيل اصرخ الآن او اخرج او انزف او اكتم الشدو في الفؤاد العليل
فيصل مخمد صالح
| |
|
|
|
|
|
|
|