دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مصطفى بالعود 00 رد على عجب الفيا
|
ملحوظة: كان من المفترض ان يكون موقع هذا الرد ضمن بوست الاخ عجب الفيا لولا أنه تمت تمت ارشفة بوستات 2003 وكنت وقتها قد اكملت ردي وبصدد ارساله0
العزيز عجب الفيا والاخوة المتداخلون سلام من خالص المحبة الموضوع كما تفضلتم جدير بالنقاش ويثري جانب مهم من تجربة مصطفى والتي ما زلت اعتقد أنها لم تجد حظها الكامل من النقد المنهجي المؤسس، وانما اكتفى العديدون بالندب على مرارة الفقد والانكفاء على وجع الصدمة0 فيما يخص تجربة مصطفى بالعود، فهي رهينة بظرفه اكثر مما هي قناعة شخصية، لأن الاغنية في كامل رهان نجاحها تتوسل التوزيع الموسيقي حتى تصبح رصيدا فنيا تاريخياً تمهد لتميز الفنان ووضعه في مكانه الصحيح في الخارطة الفنية0 كما أن الاغنية التي تستعصي على التوزيع الموسيقي لا بد ان يكون بها خلل لحني (وهذا راي شخصي متواضع- يستطيع المختصون امثال الموصلي وبعض الاخوة العازفين تأكيده او دحضه علميا)0 اذا المسالة ليست مزاج شخصي للفنان بقدر ما هي مقدرة وظرف0 بالنسبة لمصطفى وتجربته اعتقد ان المسألة ظرف لا اكثر، بل الشاهد أن مصطفى كان تواقا لتسجيل كل اغانيه وتوزيعها بشكل حداثي يتفق مع روح العصر، وقد تحدث الاخ موصلي في هذاالشأن اكثر من مرة عن احلامهم المشتركة في انشاء شركة تسجيل صوتي0 كما ان المضطلع على كتاب (أهل المغنى) والذي تحدث فيه مصطفى عن تجربته يؤكد أن الظروف المادية والمعوقات المقصودة لاجهاض التجربة من خلال الجهاز الرسمي الحكومي ممثلاً في الاذاعة والتلفزين يؤكد ابعادالمؤامرة في تكريس السائد والمألوف على حساب اي تجربة حداثية0 كل ذلك ساهم بشكل أو بآخر في التصاق آلة العود بتجربة مصطفى كمتلازمة حتمية، وهذا ليس صحيح بالمطلق ولكن ما هو بحكم المنطقي أن مصطفى سعي حثيثالتجاوز هذاالقصور، ولذلك كان يتحين الحفلات الرسمية في ايامه الاخيرة حتى يفاجيء الناس بأغنية راسخة في الذاكرة من خلال العود0 قد يكون الاداء الموسيقي في بعض الاحيان ليس بمثل الجودة التي يطمح لها البعض ولهذا ايضاً ظرفه الموضوعي المتمثل في ندرة العازفين المحترفين في منطقة جغرافية واحدة خارج السودان0 ولذلك كثيرا ما تكون الاستعانة بهواه مطعمين ببعض المحترفين0 فضلا عن ذلك جدة الالحان نفسها على معظم العازفين مما يجعل صعوبة في حفظها في ايام قليلة مكثفة تسبق قيام الحفل، مما ينتج في النهاية تواضعاً في الاداء تألم منه مصطفى نفسه اكثر من المستمعين!!0 كل هذه الظروف يجب اخذها في الاعتبار حتى يتوافق للتقييم قدر من الحياد والموضوعية يسهمان كثيرا في الاقتراب الايجابي من ملامسة عمق تجربة مصطفى وتقصي عناصر نقصانها بنفس الدرجة التي يسمح ظاهرها بتملس عبقريتها ورسوخها في الوجدان السوداني كتجربةمفارقة للمألوف0 والمتتبع جيدا للاسهام الموسيقي في أغنية مصطفى يجد أنها اضافت الكثير لمسيرته خصوصا عندما يتوفر الظرف الجيد للتجويد، كما في أغنية مريم الاخرى التي ذكرها عجب الفيا والتي كشفت بما لا يدع مجال للشك عبقرية مصطفى اللحنية، وهناك الكثير الكثير الذي سيبقى رصيدا بحثيا وزخيرة حية لمختلف الاجيال الموسيقية القادمة والتي ستكون بمعطيات واقعها وامكانياتها في ذلك الوقت اكثر مقدرة للتوغل في التجربة المتجاوزة لراهننا رغم انفعالنا الصاخب بها0 وان كان هناك من اضافة فهي الاشارة الى حديث الاخ مانديلا بما معناه ان التفرد في تجربة مصطفى هو طرق أبواب نصوص شعرية جديدة على ما هو مألوف وخلص على أن اللحن في الغالب لا يوازي النص العشري0 ايضا اعتقد ان هذه الخلاصة فيها شيء من التحامل على التجربة أو بمعنى اصح لم يجهد الاخ مانديلا نفسه للوصول الى هذه النتيجة مما يجعل لها صوت جزافي0 قد يكون الاصح من وجهة نظري على الاقل أنه لو لم يكن هناك جهد لحني متميز ومفارق لما هو سائد لما كان للتجربة نفسها مثل هذا الصدى وتلك المقدرة العاتية على الخلخلة لما هو سائد0 والاهم من ذلك هو ان التجارب الغنائية وان كان بين عناصر نجاحها وشائج ثابتة الا أنها ليست متساوية المقادير، بل أنه يصح المجازفة بالقول أن العنصر اللحني هو الاكثر علواً في تحديد نجاح الاغنية من عدمها0 وبالنظر الى النجاح الساحق الذي سجلته أغنية مصطفى نستطيع أن نؤكد أن مرد ذلك في المقام الاول هو النجاح في خلق معادلة لحنية متميزة اتسقت مع معادلها الموضوعي (النص المتميز)، ولذلك خرجت التجربة بكاملها في ذلك الثوب المتفرد0 قد يكون من الموضوعي الاتفاق مع مانديلا بأنه ليست كل الالحان كانت جيدة أو بمستوى مثالي كم أن هناك شبه تكرار شابت الكثير من الاغنيات في أخريات ايام الراحل ونتاج العجلة في تلحين أكبر قدر من النصوص، ولكن هذا وضع طبيعي لأي تجربة انسانية لا يتوقع لها الكمال0 وهذا ما اقصد الاشاره اليه دوما الا وهو التصدي الحقيقي لتجربة مصطفى لكي تكون امتداد طبيعي للاغنية السودانية المعاصرة0 ولكم خالص المحبة عبد الخالق السر/ ملبورن
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مصطفى بالعود 00 رد على عجب الفيا (Re: atbarawi)
|
Quote: فيما يخص تجربة مصطفى بالعود، فهي رهينة بظرفه اكثر مما هي قناعة شخصية، لأن الاغنية في كامل رهان نجاحها تتوسل التوزيع الموسيقي حتى تصبح رصيدا فنيا تاريخياً تمهد لتميز الفنان ووضعه في مكانه الصحيح في الخارطة الفنية0 كما أن الاغنية التي تستعصي على التوزيع الموسيقي لا بد ان يكون بها خلل لحني |
شكرا اح اتبراوي مجددا علي رفع البوست اتفق معك ان تجربة مصطفي العود رهينة لظروف محددة ذكرها مصطفي واوردتها انا في البوست حيث برر مصطفي ذلك بالعنت والمشقة التي يجدها من العازفين في توقيع الحانه ولعل هذا هو السبب نفسه الذي يجعلنا نستمتع بمصطفي بالعوداكثر لان التنفيذ الاوكسترالي غير قادر علي مجاراة اللحن وهذا ظاهر في اغاني كتيرة من تجربة مصطفي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصطفى بالعود 00 رد على عجب الفيا (Re: Al-Masafaa)
|
Quote: لان التنفيذ الاوكسترالي غير قادر علي مجاراة اللحن وهذا ظاهر في اغاني كتيرة من تجربة مصطفي. |
العزيز عجب الفيا هذه جملة فضافضة وتحتمل كافةالمعاني0 فيمكن أن نفهم مثلا أن هناك عجز في مقدرة العازفين لتعالي النص اللحني0 كما قد يفهم أنه نسبة للظروف المشار اليها آنفاً من عنت ومشقة ف يجمع العازفين واجفالهم في مسالة البروفات الطويلة لتوقيع الالحان وما تستبعه من انضباط والتزام تامين0 اياً كان الحال أنه لمن المحزن حقاً أن لا يجد مثل هذا الرصيد الضخم من الانتاج حظه من التوزيع باحدث السبل حتى يحافظ على مستقبليته كعمل متجاوز لزمانه0 ولكن تكمن المفارقة أنه وفي حين أنه عمل متجاوز، نجد أن الظروف حتمت أن يتم حفظه للاجيال القادمة بأكثر الوسائل بدائية حتى في زماننا هذا0 انها واحدة من المحن الكثيرة التي عايشها هذا العبقري ولاشك أنها عجلت برحيله حسرة0 انني مثلك عزيزي ومثل الكثيرون أعشق معظم الاعمال التي انتظمت العود، ولكن بمرور الزمن يتكشف لك ان مثل هذه الالحان العظيمة تشق على العود ويسلبها بمحدوديته الكثير من ألقها وعبقريتها0 هذا فضلا عن التقنية الهائلة التي وصلت اليها صناعة الاغنية مما يجعل بعد وقت قصير ان تسجيل مثل هذه الالحان بالعود كأنها أعمال قادمة من قرون سحيقة0 وهذا ظلم بين لأعمال هي بكل المقاييس سابقة لزمانها بعدة قرون0 لك وللجميع عظيم المحبة عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
|