يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الفنان الراحل مصطفى سيد احمد
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2003, 08:54 AM

sheba
<asheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية


    يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية


    .........يحى فضل الله.........

    برزت قصيدة يحى فضل الله وأخذت موقعها المميز فى تجربة الأستاذ مصطفى سيدأحمد ـ حيث كان واحداً من أوائل الذين رفدوا هذه التجربة ، وهى فى بواكيرها مطلع الثمانينات ، بمجموعة نصوص أقل ما توصف بأنها جديدة تماماً شكلاً ومضموناً ، حيث كانت هذه النصوص موغلة فى الرهافة ، لكن رهافة مختلفة عن سائد رهافة الغناء الأنيق حينها ..

    وكان بينه وبين الراحل مصطفى ود كبير وعلاقة اخوية صادقة كانت اكثر من علاقة شاعر ومغنى

    تغنى له الراحل المقيم باكثر من اثنى عشر نصاً تقريبا ..حيث كانت بداياته مع مصطفى بنصوص (يا ضلنا) و(حبالنا الجوة) و(السحاب ) و(ياخطوتك) ، وهى نصوص توازى فى عنفوانها عنفوان تجربة مصطفى..
    رويداً بدأت نصوص يحى فضل الله تتخذ لنفسها روحاً جديدة وخطاً رافضاً ، وهذا أقل ما يمكن أن نوصف به نصوصاً كأغنية (استلاب)

    بعد ذلك إمتازت المرحلة الثانية من النصوص التى غناها مصطفى ليحى فضل الله بكونها قد كتبت بلغة فصحى ، وإن كانت محافظة على وتيرتها المتداعية غير المحافظة على أساليب القصيدة التقليدية ، ويبرز ذلك جلياً فى أغنية (استلاب ) و(أسئلة ليست للإجابة) .. وعلى نفس الوتيرة جاءت ، قصيدة (غيابات الخليل ) .. آخر ما تغنى به الراحل المقيم مصطفى لمبدعنا يحى فضل الله .. ثم اغنيات (مساماتك) و(ضوء شبابيك البيوت )

    ثم ان هنالك اغنية (صرخة) التي تغنت بها عقد الجلاد والاغنية سُمعت في تسجيل له بالعود لكن بعد ما سمع مصطفي بان عقد الجلاد قد تغـنت بها قام " حردها "

    وهنالك اعمال مشتركة بينه وبين الشاعر قاسم ابوزيد مثل اغنية علميني الاحتمال و عمل اخر جميل كتب لمسرحية ضوء البيت وهو اغنية زمن بروح زمن بجي شارك فيهما يحى قاسم بالكتابة وغناهما مصطفى

    يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية ، تلك التجربة الثرة التى مازالت ـ ويقينى أنها ستظل تشكل وجدان هذا الشعب الباحث عن الحرية
    التحية له فى منفاه فى برارى كندا ، مع أمنياتنا له العودة .. إلى دفء شموس الإستواء .. وإلى وطن ... متسع كالسماء





    (1) يا خطوتك
    يحى فضل الله
    *********
    لا زمن حبك حقيقة
    لا تعب زمنكفرح
    لا دغش وترك صدح
    لا بعد ليلك صبح
    ....
    يا خطوتك ... يا خطوتك
    يا خطوة الوجع الجرح
    لا الفيها منك ابتدى
    لا البيها منك انتهى
    يا خطوتك يا خطوتك
    يا خطوة ضاعت
    بين صراخك والصدى
    بين المسافات والنوى
    بينك وبين كل المشاعر
    الفينا غرقت فى الغنا
    يا خطوتك يا خطوتك
    يا خطوتك داست على
    الحرف اليبس فوق الشفاه
    داست على البوح والكلام
    داست عليك
    على انتظارك والملام
    داست عليك
    على الدروب الماشة منك
    وجاية ليك
    لا فتر فيها الولف
    لا سكت فيها الحرف
    يا خطوتك يا خطوتك
    بين ابتعادك وانتظارى
    بين مشاوير طفلة ضاعت
    بين عيونك وافتكارى

    يا عيونك وافتكارى
    يا عيونك وافتكارى




    (2) استلاب
    يحى فضل الله
    **********
    خبرينى
    والمساء الشاحب الخطوات
    يحترف التعب..
    ورحيل أغنيةٍ توشوشُ
    فى خبايا الإنتظار
    تضيع منى
    كى اجاذب كل أطراف الزمان
    أهدهد الكلمات
    لا أقوى على شىءٍ من الذكرى
    وهذا العقلُ متعب
    رجوع الدرب .. لا يفضى إليك
    ولا إلى اللغةِ الصريحة
    كى أحدد ما تبقى من رحيقك
    فى مسام الروح .. والجسد إشتعال
    وهذا النبض .. أتعب
    *********
    وتلك الخطوة إبتعدت
    عن الصحو المكمِّل للحقيقة
    أغلقت بالخبث أبواب الوضوح
    زيفت صوت المغنى
    عهرت لغة النشيد
    ضيعت حلم الصبايا ..
    فى طوابير الرغيف
    غيبت حلم الطفولة
    أنهكت حزن الشيوخ
    همشت منك .. القضايا
    فى إحتمالك للتواصل
    والمرابون إستباحوا
    هذه الأرض الحلوب
    فيا جميلة .. خبرينى
    كيف بددنا الكذوب
    فى انتظارك بالكذوب
    ثم إنّا لم نعد ندرى بأنا
    مذ حملناكِ .. جنينا
    قد نسينا أن نضع فيه الملامح
    كى نحددما فعلنا بانعتاقك
    لو سـُئلنا كيف ضيعنا
    إنبهارك بالخصوبة
    وأرتضينا أن نسلم للعساكر
    من ثمارك ما يطيب




    (3)ضو شبابيك البيوت
    يحى فضل الله
    ***********
    يا ضو شبابيك .. البيوت
    بين التوهج .. و الخفوت
    بسرح معاك .. و اسألك
    قبال ما يخنقنا الرماد ...
    و يعلم العقل الحياد
    قبّـال لهب حلمك يفوت
    وجذوتك تبهت ... تموت
    بسرح معاك و استفسرك
    عن ظلمة تمتد و تطول
    وإتلخبطت فيها الفصول
    عن كلمة ضاعت في الفراغ
    بين البزيـِّف و البقول
    عن سر يباس البذرة ..
    في طين الحقول
    عن كل أحلام .. الصغار
    الما لقت ... غير الذبول




    (4)تعالى نشوف
    يحى فضل الله
    **********
    حبالنا الجوة .. ما تخنت
    حبال السما الممدود
    حبال الصوت وكت يرجع
    يجيب الخاطر المردود
    *********
    تعالى نشوف..
    غنواتنا البقت فى الدنيا ما بتشوف
    تعالى نشوف..
    حروف البكا .. الجوّاها مافى حروف
    تعالى نشوف .. تعالى نطوف
    على المدن البِقت أشباح
    على الجوع القعد مرتاح
    على الكلمة البِقت فى الجوف
    تفتش سكة الأفراح
    **********
    تعالى نشوف
    منو البقدر يخاصم طفلة
    صِبحت هازلة فوق مدّ
    الأسى .. الحرّاق
    يا غنوتنا ما تفوتى
    ويا كلمتنا ما تموتى
    فتشى فوق ضمير الكلمة
    عن وتراً رحل ... فرّاق
    وعن ولداً رحل ... فرّاق
    وعن بلداً رحل ... فرّاق
    وعن عِلماً رحل ... فرّاق
    تعالى نشوف ..
    غُنانا الفينا ما بشفع
    حديثنا الجوّة ما بِنفع
    زمنا الفينا ما بشفع
    تعالى نشوف .. تعالى نطوف
    تعالى ..نعلم الشُفّع
    تعالى ..نعلم الشُفّع





    (5) السحاب
    *******
    السحاب لو اصلو
    خاصمنا ... و تعب
    و الرياح الفي الدرب
    شتّتتْ فرح القوافي
    و بّددت حزن المنافي
    برضو ريدك فينا باقي
    في الحنايا ..وفى الزوايا
    في عيون أطفال بتكتب بالدوايا
    في المشاوير والحكايا
    و جّوه ثابت في القلب
    ************
    يا سمحه ما غابت مدينة
    يا سمحه ما بموت الفريق
    و لابينهش في غناوينا الحريق
    و الوتر دايماً بغني ..
    للقوافل الجايه من وجع الطريق
    ***************
    و السحاب برضو بيعود
    ويجينا بي برق البشارة
    بينا بينك لا موانع لا سدود
    بيناتنا بس تبقي الجسارة




    (6)غيابات الخليل
    يحى فضل الله
    **********
    بالأمس .. كان غناؤنا عذبآ
    و كنت تتخذين قافيةً
    لها طعم التواصلِ .. و التبادلِ بين قمحٍ و خصوبة
    فلماذا تأخذين الآن شكلاً يرتدي لغة الظهيرة
    يقتفي ظل الفجيعةِ
    تختفي منه العذوبة؟
    إنها اللغة التي عمقت فينا التداعي
    و غلغلت بين العظامِ
    تزامن الوجعِ المعبأ بالضياعِ ... و بالرطوبة
    فأخترنا من بين الزحام
    خرائط الفرح الملون
    بالطبول العازفات مقاطعآ تنمو علي عين الحبيبة
    بادرتني هواجسي
    فأستعرت من الشوارعِ عظمةً كانت تحدقُ في الحياةِ
    و تعتريها الأمنياتْ
    و سمعتُ من مدنِ الخرابِ حكاية الآتين منك
    يلعقون السمّ
    من شفةٍ تدندنُ بالرخيصِ من التباكي .. التشاكي 00 الأغنياتْ
    فيا بنتُ المسافةِ والرجوعْ
    و يا بنتُ الخريطةِ و الدموعْ
    إذهبي مني 00 تمنِّي
    و أمنحي القلب التجلِّي
    و غادري اللغة التي ظلت تموتْ
    أغرزي فيّ الثباتْ
    الله يا وجعآ تمدد في العشيةِ 00
    و الصباحْ
    الله يا حلمآ تناثر بين افواهِ الرياحْ

    و يا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها
    تحدقُ في حطامِ الأمسياتْ
    سافري
    سافري
    سافري
    سافري 00 فيّ 00 شموسآ و وتر
    عمقي جرحي اقترابآ و سفرْ
    لأغنيكِ التماسك
    أبتغي منكِ الوصول
    أمنحي القمح الخصوبة
    أمنحيني نفسي 00 دون خوفٍ 00 دون همس
    وأمنحي المدن الدليل
    فيا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها
    بين دمعٍ 00 و رحيلْ
    هل يكون الموت نوعآ من تآلف
    في غياباتِ الخليلْ ؟




    (7) يا ضلنا
    ******
    يا ضلنا المرسوم ..
    على رمل المسافة
    وشاكى من طول الطريق
    قول للبنيـّة الخايفة
    من نار الحروف
    تحرق بويتات الفريق
    قول ليها ما تتخوفى
    دى النسمة بتجيب الأمل
    والأمل بيصبح رفيق
    والأصلو فى الجوف إندفن
    لا بتنسى .. لا بنمّحى
    لا بنتهى منو الحريق
    ********
    والفينا من آهات أليمة
    فى حكاوينا القديمة
    لا بيرحل عن عيونـّا
    ولا بتغشاهو الهزيمة
    والقبيل راجِنو نحنا
    يوم تبشـِّر بيهو غيمة
    لما تمطر يوم علينا
    الفرح يملا المدينة
    والبلودات الحزينة
    يا ضلنا...




    (8.)اسئلة ليست للاجابة
    يحى فضل الله
    ************
    ما معنى أن نحيا .. ولا ندرى
    بأن العشق قد يبقى
    سجيناً فى الخلايا....
    ما معنى أن نشهد موات الأغنيات
    ما معنى هذا الصمت الذى لا ينتهى
    وبرغم حوجتنا الصراخ
    ***************
    هل يختفى الظل الذى لا ينتمى
    إلا لمعرفتى وجهلى ؟
    هل نودع بعضنا ونذهب
    فى سراب الذكريات؟
    كيف تبدو الذكريات ؟
    كيف يبدو طعم أيام الشجن ؟
    من يعلم ذكرياتى
    كل اشكال التداعى
    والرحيل المر دوماً
    حين يختلط المدى بالمآسى ..
    والمخاوف وأحتضار الأمنيات ؟
    ****************
    تعِبٌ هو البرق الذى
    لا يضيءُ أقبية الخبايا
    لا ينتمى للسحبِ ..
    والعشبُ الذى لا يرتوى
    إلاّ بطعمك يا عصيراً من
    خليط الدهشةِ الأولى
    وأحتراف الأغنيات




    (9) مساماتك
    يحى فضل الله
    ***********
    مساماتك بتشقق
    عشان تشرق صباحاتك
    صباحاتك بتتعانق مع الفكرة
    وتاخد من جراحاتك
    نضيف إحساسنا بى بكرة
    ويا بكرة . .. ويا بكرة ..
    *********
    يا بكرة الغصن ناشف
    ويا بكرة الفرح يوماتى بيكاتل
    حزن أطفال بيتشابى
    عشان تعرف شنو الفى
    إيدنا لى بكرة
    شنو الداخرنـّوا لى السكة
    عشان تشرق صباحاتك
    عشان تقصر مسافاتك
    عشان تبرق غماماتك
    عشان تخضر مساحاتك
    عشان بكرة
    وبعد بكرة



    جزء من النص فى الاعلى نقلا عن سودانايل بقلم محمد حامد عبد الماجد/جدة
                  

12-31-2003, 02:41 PM

sheba
<asheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية (Re: sheba)


    تهشيم صورة الشاعر

    صيف العام الثالث و الثمانين من القرن المنصرم
    علي خشبة مسرح قصر الشباب و الاطفال كنا نستعد لامتحانات التخرج تمثيل و اخراج و كان وقتها مبني قصر الشباب و الاطفال قد تم منحه للمعهد العالي للموسيقي و المسرح بامر جمهوري من جعفر نميري و كان ذلك كرد فعل لتمرد الحركة الطلابية بالمعهد ضد اشكالات داخلية الامر الذي جعل كل طلاب المعهد يتقدمون باستقالة جماعية و لكي اكون دقيقا هنالك طالبان احدهما في قسم الموسيقي والاخر في قسم المسرح لم يوقعا علي هذه الاستقالة الجماعية وكان اول من وقع علي هذه الورقة الاستثنائية هو مصطفي سيد احمد و لازلت اذكر وقفته الشامخة وهو التوقيعات التي تتابعت بعد ذلك المهم كنا نستعد لامتحانات الدبلوم دبلوم التخرج علي خشبة مسرح قصر الشباب وكانت هذه الاستعدادات تعزلنا عن العالم لاكثر من ثلاثة شهور وقد تزيد الداخلية المعهد المعهد الداخلية و كنت اشارك بالتمثيل في كل عروض دفعتي ما عدا المسرحية التي اخرجها حكاية تحت الشمس السخنة للكاتب الدرامي المتميز صلاح حسن احمد و مسرحية اخري للزميلة شادية مغازي لذلك كنت لا استطيع التحرك خارج قصر الشباب و الاطفال
    في ظهيرة يوم من تلك الايام و انا علي خشبة المسرح جاءتني الاخت ليلي موظفة الكبانية بالقصر تدعوني لمكالمة تلفونية مع مصطفي سيد احمد و قد كان يستحيل علي تماما ان اعطل بروفة زميلي عباس الزبير الذي كان يخرج مسرحية للكاتب نبيل بدران هي جحا باع حماره فطلبت من الاخت ليلي ان تطلب من مصطفي الاتصال بي بعد ربع ساعة هي موعد نهاية البروفة و قد كان ..
    -تقدر تجيني هسه يا يحي ؟
    -في شنو يا مصطفي؟
    -كدي انت تعال
    -بس لكن يا مصطفي البروفات ما عندي اي زمن فاضي انا عندي ساعة ونص بس
    -خلاص اركب تاكسي و ارجع بي تاكسي
    -في شنو يا مصطفي؟
    -بقول ليك نت كدي تعال
    -خلاص هسه الساعة واحدة ونص انا مفروض اكون علي الخشبة الساعة تلاتة
    -بقول ليك اركب تاكس و بعدين ارجع بي تاكسي
    -انت ما تخلني اجيك بعد نهاية البروفات و ابيت معاك
    -ما بنفع يا يحي لازم هسه
    -خلاص انا جاي
    اتحرك طوالي
    كان مصطفي يسكن الديم و حين كان التاكسي يتحرك بي الي هناك عجز خيالي تماما ان يعرف لماذا يريدني الان و بهذا الالحاح
    شارع الغابة...في كوبري الحرية ازدادت و تكثفت فكرتي المرعبة تجاه ان اتاخر عن موعد البروفة القادمة وذلك بسبب الزحمة و بطء الحركة..
    حين وصلت كان مصطفي ينتظرني امام الباب كان يرتدي جلابية ويضع البشكير كعادته دائما علي كتفه
    -في شنو يا طبوز
    -هكذا كنا نناديه منتمين الي وضوحه الشديد و المعلن تجاه كل امور
    -انت مالك مستعجل؟ حتعرف في شنو

    ووضع يده علي كتفي و دلفنا الي الداخل.. تركت يده كتفي في الممر بين الغرفتين و انحرف قبلي يسارا حيث تلك البرنده التي امام غرفته و حين دخلت بعده اشار نحوى بطريقة مسرحة وقال اهو ده يحيي فضل الله !!!

    وجدت نفسي امام فتاتين تبدو عليهما النعمة وذلك الجمال المرتاح حين اشار نحوي مصطفي معلنا اسمي بتك الطريقة واحدة من الفتاتين لم تملك الا ان تعلن عن دهشتها تجاهي ككائن ..قائلة و باستنكار :-
    اصلو ما بصدق ؟؟!!
    وقذفت الفتاة الاخري نحو بتساؤل غريب بينما مصطفي مستمتع جدا بهذه الشبكة
    -ده يحيي فضل الله؛؟
    -ايوه انا يحيي فضل الله عندك شك؟
    -لا .. بس انا ما كنت قايلاك كده

    ابتسامة علي وجه مصطفي جعلتني اتزحزح عن رغبتي في مشاجرة لا معني لها خاصة حين تذكرت انني الان في هيئة لا تحمل مطلقا مواصفات ذلك الشاعر لدي الفتاتين فقد كنت ارتدي بنطالا من الكاكي متسخا جدا.. اما القميص فيعلن عن اهتراء دعك من اتساخه و علي قدمي انتعل شبشب تموت تخلي وشعري كثيف تراكمت عليه فترات طويلة من اهمالي تصفيفه ووجهي معترق الي درجة يمكن ان تلاحظ حبيبات صغيرة من الاملاح علي الحاجبين

    هانذا اقف بهيئتي تك امام الفتاتين و مصطفي يستمتع بتهشيمه لصورة الشاعر في ذاكرة و خيال الفتاتين و يتحسس بملاحظاته الدقيقة كيفية تعاملي مع هذا الموقف الذي وضعني فيه

    قبل ان اغادر الديم وحين خرج معي مصطفي الي الشارع كي استغل تاكسي الرجوع الي قصر الشباب و الاطفال حكي لي انه دخل في جدل مع احدي الفتاتين عن حالة كوني شاعرا رقيقا كانت الفتاة تراهن علي رقة الشاعر الذي هو انا بينما مصطفي يحاول ان ينفي تلك الرقة عني لذلك قرر ان يستدعيني و انا في تلك الحالة حتي تكتمل الصدمة

    وقد حكي لي عن شاعر جاءه مرة لن اذكر اسمه لانه لا يستحق ذلك جاءه ذلك الشاعر في ظهيرة حارقة وقد كان يرتدي بدلة من الشامواه الازرق و يسبقه عطر نفاذ و لزج لايستقيم تمما مع تلك الظهيرة الحارقة شعره مصفف بعناية يمكنك ان تلاحظ قسوة الفرشاة علي فروة الرأس جاء هذا الشاعر وقدم لمصطفي قصيدة عن فتاة في معرض الزهور و قبل ان يقرأ الشاعر قصيدته شرحها قائلا :-
    انا شفت البت دي في معرض الزهور فقلت ليه ما تكون البت الجمة زهرة من زهور المعرض

    لا زال صوت تلك الفتاة وهي تقول :- ده يحيي فضل الله؛؟؟؟
    يحيلني الي تلك الابتسامة المتأملة علي وجه مصطفي سيد احمد

    ...............
                  

12-31-2003, 02:44 PM

sheba
<asheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية (Re: sheba)



    هل يكون الموت نوعاً من تآلف ...- يحى فضل الله يحكى عن مصطفى سيد احمد
    -
    هل يكون الموت
    نوعاً من تآلف
    فى غيابات الخليل؟
    بهذا التساؤل كنت قد أنهيت قصيدة وأرسلتها فى عام 1994 إلى ( هبابة عرق الجباه الشم ) مصطفى سيد أحمد كما يصفه صديقى خطاب حسن أحمد ، وقتها أدخلنى هذا التساؤل ..فى منطقة خوف لا أستطيع أن أصفه ، خوف ميتافيزيقى يستعصم بغموض التفاسير ، وحين إتكأ مصطفى سيدأحمد إتكاءته الأخيرة مغادراً هذه الحياة معلناً وجوده الشفيف فى ذاكرة كل الذين إلتفوا حوله ،،،،، عرفت بعدها أن آخر حفلاته الغنائية إستهلها بأغنية ( عازة ) لخليل فرح ،،،، وقد ختم الحفل بها أيضاً.. وقتها عرفت أن مصطفى سيد أحمد كان هو تساؤلى هذا الذى أدخلنى منطقة خوفى الميتافيزيقى.
    جالت فى ذهنى هذه الخاطرة فى نهار الجمعة 21 يونيو 1996 ونحن نستمع إلى صوت مصطفى سيد أحمد وهو يتحدث من خلال الكاست إلى بثينة والأولاد ، يعلن عن هواجسه تلك التى عادة ما تتحول إلى أوتار لها قدرة أن تمتص كلمات شعرائه ،،،، يوصى سيد أحمد ويحرضه على الرسم ، يسأل سامر عن أحلامه ويوصى بشير بمواصلة تعلم الكمبيوتر ........ ولأن كل الذى إليه نستمع هو عبارة عن رسالة عبر الكاست ومن فنان لا يستطيع أن يتخلى عن صفته الفنية ... تكون هذه الرسالة أشبه بخطاب فنى رفيع يعلن فيه عن قلقه فى أنه لم ينجز عملاً جديداً لأن هنالك بعض إحباطات حتماً سيتجاوزها ويعلن عن آخر أعماله ... وتدخل أوتار العود فى نسيج هذا الخطاب ، ويفاجئنى مصطفى وهو يغنى تلك القصيدة والتى لأول مرة أسمعها وهو يهبها عذوبته المعهودة ..
    ( سافرى فىّ شموساً ووتر
    لأغنيك التماسك
    أبتغى منك الوصول
    أمنحى القمح الخصوبة
    أمنحينى نفسى دون خوف .. دون همس
    وأمنحى المدن الدليل
    فيا طفلة
    ... ظلت تفتش عن ضفيرتها،،، بين دمع ورحيل
    هل يكون الموت نوعاً من تآلف
    فى غيابات الخليل؟ )

    فى هذا النهار ، نهار 21/6/96 أستمع إلى مصطفى وهو يدخل منطقة خوفى الميتافيزيقى ويغنى هذا السؤال: "هل يكون الموت نوعاً من تآلف........فى غيابات الخليل ؟"
    ترى هل أملك المقدرة على أن أحيل كل ذلك إلى عمق التواصل الذى يجعل من الموت نوعاً من تآلف ... ذلك التآلف المجازى بين الموت وبين غيابات الخليل ؟.....
    كنا نستمع ـ خطاب حسن أحمد ، بثينة محمد نصر التى خصتنا بهذا الإستماع إلى صوت خليلها الذى غاب ،، بشير لا يملك إلاّ أن يهرب من الغرفة خائفاً من دموعه .. كل ذلك كان بالإسكندرية ، حى الإبراهيمية حيث تسكن الأخت الحميمة بثينة محمد نصر زوجة مصطفى سيد أحمد ــ وولديه سامر وسيد أحمد ... بعدها غنى مصطفى قصيدة العميرى،،،،،،،، ذلك الذى تآلف مع الموت من قبل ....
    " مكتوبة فى الممشى العريض... شيلة خطوتك لى البنية "
    لا أستطيع أن أصف ذلك الفرح الذى تداخل مع الحزن فى وجه خطاب حسن أحمد حين إكتمل غناء مصطفى لقصيدة العميرى كاملة لأننا كنا نبحث عن تكملتها حيث إستمعنا إليها ناقصة فى عدد من الأشرطة ـ وأخيراً وجدنا تلك القصيدة كاملة هنا فى الإسكندرية ـ بين ثنايا خطاب مسجّل من مصطفى إلى بثينة ... أعفونا من زخم المشاعر حين كنا نستمع إلى الغائب الحاضر وهو يتحدث ،،،،،،، أعفونى من أن أصف تلك المشاعر ... حقيقةً ليست لدىّ هذه القدرة .

                  

12-31-2003, 02:46 PM

sheba
<asheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية (Re: sheba)


    هذا هونص رسالة كتبها الاستاذ يحى فضل الله للراحل المقيم مصطفى سيد احمد
    بتاريخ 6/1/94

    البيت خلا ..
    حتى العصافير البتفضح سر صباحات الغنى
    نفضت جناحاته وطارت ..
    خاصمت حتى السما

    هل تفرقت بينا السبل ام ما زلنا نلتقى؟ دائماً احتاج الى أن ألجأ الى اسئلة قد لا تفضى الى إجابات .. مصطفى هل انت بخير
    ؟ ماذا يعنى ذلك الرجوع الى القرية ؟كنت تخاف من ذلك حيث يكون الجرح هو الرفيق الثانى لكن رفيقك الاول "العود"كانت له وجهة نظر اخرى , تخيل انك لا تخاف الآن على ذلك الرجوع ..انت أيها المسافر مع المرض لكنى أجزم تماماً انك لم تغادر الامكنة الحميمة ؟ مصطفى هل كل الارض منفى ؟هل عرفت ما معنى المنفى؟ هل انت محاصر بالرحيل والغربة ؟؟علمتنا يا مصطفى ان نختلف ان نتآلف مع الاستثـناءات .. أن نصمت حين يعلو الصراخ وأن نصرخ حين الصمت يلبس اقنعة الخوف ويمشى برجلين من خيبةٍ وإنكسار
    ..
    طعنا الضل ..طعنا الضل
    وفى الاحلام ..طعنا الضل

    كنت اقرا حديثك المسموع فى كتاب أهل المغنى ها انت تقول " كانت آثار المعاناة فى ظروف المرض إيجابية لحد كبيرفبين آلامى الشخصية ومشاعر من حولى والخطابات المحملة بالدعاء والحب الذى يظهر فى عيون الناس وانفعالاتهم تشتعل مشاعر متنوعة وعميقة ,قد تؤثر فى إختيار نصٍ او لحنٍ بعينه وهذا يؤكد اننى ما توقفت لحظة رغم الألم " حين يصمت المغنى لتموت فى أحشاءه أسرار البقاء هكذا يقول محمود درويش ,إختلفت الاسرار حول معنى الاغنية يا مصطفى وقد إختلفت معها الاراء قال احد كبار الفنانين " والله انا خايف ناس مصطفى ديل يجوا ينافسونا كمان " ألم أقل لك يا مصطفى أن فكرة هزيمة الغياب هى فكرة ممتعة .. ها أنت غائب ولكن رأيت بعيونى كيف يلتف أولئك الباحثين عن مقعد خال فى البص أو الحافلة رايتهم ينسون ذلك الصراع اليومى والدائرى ويقنعون بممارسة الانتظار لعل تلك الزحمة تخف .. يلتفون حول كشك مرطبات بالقرب من موقف " الجميعاب " ويعرفون أن الإنتظار ممتع جداً مع صوتك الذى يتسرب الى الوجدان من خلال أجهزة التسجيل فى المحلات المجاورة إنها حالة حضور مكثف ولكن يبدوان حالة غيابك لها نفس القدر من الكثافة

    ها نحن نفتقدك .. نفتقدك دائماً .. احلم يا مصطفى ان أتناول معك كوب شاى .. ترى هل هذا حلم سريالى .. أحس تلك الأوتار القلقة وهى تبحث عن مدخل لقصيدة تحمل القلق والشفافية ما يكفى تماماً للمغامرة .. يكفى تماماً ان نعرف أن ابتعادك هو مادى بجسمك فقط ولكن نحس أن اقترابك يتقمص حالة الطيف المتسرب عبر الصوت وتشكيلاته ..
    هل تراك يا مصطفى ما زلت تضع البشكير على رأسك ؟؟ انا واثق جدا أن برنامجك الداخلى مرتب جداً .. مصطفى ان الدموع التى مارست قداستها على وجه الشاعر صلاح حاج سعيد تكفى تمامًًاًًًًً لكى تعلم أن حضورك ..غيابك..مسالة مازق نحاول كلنا ان نجد مخرج له ..

    كان صلاح يستمع الى الحزن النبيل بتوزيع الموصلى – ضجت فيه الخبايا وتنوعت عنده أشكال الشجن وحين بحث عن الذكرى كانت دموعه أقرب .. مصطفى إنها الارض التى تغطت بالتعب .. القدرة وحدها هى التى تستطيع أن تجعل من هذا التعب شجرة أصلها ثابت وفروعها فى السماء إن مساحة الشوق دائماً خضراء ومتسعة
    مصطفى ترى كيف يفكر سامر وسيد احمد فى هذا الرحيل المتواصل . سلامى الحار لبثينة والاطفال يا بنية بغنوا والاحلام بدونك عادت لو واصلنا صباحة بيطلع
    ..
    مصطفى ان البحث عن صباح جميل ونقى بحث وجودى لا يقيم وزناً للاستسلام ان الاستمرار فى فتح اماكن جديدة وتصورات مختلفة يعمق معنى الحياة ...يا مصطفى احلم بان نلتقى احس بحاجتى الملحة لدرجة الاحلام .. احلم بونسةحميمة معك ..

    يا مصطفى هل انت بخير

    يحى فضل الله 6/1/ 94

    .............
                  

12-31-2003, 02:47 PM

sheba
<asheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية (Re: sheba)



    يحى ف ضل الله يرثى مصطفى سيد احمد
    .....


    لا تتركوني لهذا الحزن وحدي
    فباب ذاكرتي موارب
    وطير الروح
    لا يقوي علي النسيان
    لا تستقيم دروب عاطفتي
    كي احادل خطوة الامكان
    و الوتر الرفيق
    كيف الطريق و لا رفيق؟
    كيف احتشادك بالعذوبة
    و الحرف يفقد سر ان يرتاح
    في لحن صديق
    يا صديق الغربة و الالم الحريق
    يا منتمي للالفة و المعني العميق
    يا وتر عزة هوانا
    يا مصابيح الطريق
    يا مبعثر
    و منسجم
    يا معاند
    يا رقيق
    يا منسرب كالنسمة
    من جوف المضيق
    يا حوار روح الفراشة
    مع الرحيق
    يا جدال الريح
    مع الموج الغريق
    يا مصطفي من التألف
    في الاجنة
    وكل اوجاع الطريق
    يا معادي
    وانت عادي
    للرمادي
    وكل حيادي
    وكل منتفع صفيق
    يا مصطفي من هميم الاغنيات
    من هميم الاغنيات علمتنا
    ان برق الصحو
    ميلاد البشارات
    و تاريخ التفأول و البريق
    يا صاحبي
    هذي ثمارك اينعت
    و العصافير استراحت
    علي غصن وريق
    لك ان تنام الان
    فالحب يسقي
    بذرة الامكان
    و الشجر الصديق
    بالله
    كيف سلبت الدمع حزنه
    و خبرت اسرار العشيق؟؟
    و انحزت طوعا
    لاحلام الطفولة
    في الفريق؟؟؟؟؟؟


    ......................
                  

01-01-2004, 03:35 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية (Re: sheba)

    شكرا شيبا وانت تمنحني همتك و اهتمامك
    و اجمل الاغنيات هي تلك التي لم تغن بعد
    وكل سنة وانت طيب و مشروع مصطفي سيد احمد اكثر عافية و قادر ا علي منح ثماره الجمالية الخالدة
    مع كثيف ودي وتقديري
                  

02-27-2004, 04:30 PM

sheba
<asheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية (Re: sheba)

    فوق
                  

03-09-2004, 10:32 AM

Al-Masafaa
<aAl-Masafaa
تاريخ التسجيل: 04-25-2002
مجموع المشاركات: 1586

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية (Re: sheba)

    لكم التحايا الطيبة
    و الود العميق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de