دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحانه
|
بادى ذى بدء نحاول اليوم تقييم تجربة الستاذ مصطفى سيد احمد الفنية ونقدها لو امكن فليس هناك تجربة كاملة مهما بلغت قوتها ومكابر هو من يقول انها تجربة فوق مستوى النقد فالكمال لله وحده فنحن هنا لننقدها ان راينا ذلك والله الموفق
من الصعب جدا الحديث عن تجربة الاستاذ مصطفى سيد احمد او تقييم اى جزئية منها دون الرجوع الى فكرة احساس مصطفى بالمرض ومعاناته ومن ثم فكرة احساسه بالموت , فهذه الفكرة كانت العامل الاساسى الذى كان يرمى بظلاله على معظم ما انتجه مصطفى من ابداع .
فعلى مستوى الصوت فصوته من طبقة (بريتون باص ) وهى الطبقة الاكثر حدة فى طبقات الصوت الغليظة عند الرجال بعدها فقط طبقة (باص) وهى اغلظ الطبقات على الاطلاق وقد تميز مصطفى بقدرته على اداء درجات حادة جدا على طبقته تدخل فى نظاق طبقة (الـتينور) الصوت الرجالى الحاد وهذا يشير الى المساحة الكبيرة التى يملاها صوته . الحانه اغلبها ذات موتفات موسيقية مكنونة من جمل موسيقية قصيرة مرتبطة ببعضها البعض وكثيرا ما تشغل مساحة (اوكتافين) على الة البيانو (الة قياسية والة التاليف الاولى للموسيقى) هذه الجمل تعتمد على الايقاع البطى الهادى المشحون بالتامل والحركة الانسيابية مما يمنحها طابعاً لحنياً حزيناً . وله الكثير من الاعمال ذات الايقاع السريع والجمل الموسيقية الطويلة مما يتناسب مع مدلول النص مثل صوت الموج والبحر المصاحب لـ (هل انا البحر الذى لا يأمن الآن السفينة) فى مريم الاخرى وصوت الدق على الباب المصاحب لـ (ادق ليس يعنينى لانى قادم من حاضر اللحظات للماضى) فى(الشعر المعطار) اذا عادت بنا الايام او صوت الرشاش والرصاص المصاحب لـ ( من المدفع طلع خازوق). او نقرطة الحمار فى عم عبد الرحيم
امتاز مصطفى باختار الالحان البسيطة دون تعقيد وقد كان لذلك اثرة فى توصيل تلك الالحان الى قدر كبير من الناس ورسوخها فى وجدان مستمعيه فى زمن وجيز .اضافة الى اصرار مصطفى على اظهار بعض الكلمات مثل كلمة (التعب) فى هاهى الارض تغطت بالتعب فى مريم الاخرى وكذلك الترقب (وانا الان الترقب وانتظار المستحيل)
محاولة مصطفى سباق الزمن والاكثار من الانتاج الغنائى – وكانه كان يدرك بقصر عمره - كان لها الاثر الكبير فى تجربته الثرة وهذه الفكرة لم تكن مفزعة بالنسبة له فحمل عوده واقام جلسات الاستماع فى بحرى والخرطوم وسنار وغيرها وهذه الجلسات كان لها الاثر الكبير فى ترسيخ تلك التجربة وتوصيلها الى المتلقى فى مكانه وفجر لديه تحدى وجراة كبيرين واستطاع فى زمن قصير نسبياً ان يكون مدرسته الخاصة بلون يختلف عن بقية الالوان المعتادة والمطروحة فى السوق وقتها , وبالرغم من ان محاولة كسب الزمن وغزارة الانتاج قد افرزت كما هائلا من الاغنيات يفوق الاربعمائة وعشرة عمل فنى الا ان نفس هذا الطاقة قد افرزت قدراً ولو قليل من السلبيات نوردها فيما يلى :-
(1) الاسترسال فى التاليف قد افرز اشكالية تتمثل فى هروب عملية التاليف واللحن الى مساحات يصعب السيطرة عليها فالفكرة اللحنية تبدا ثابتة ومن ثم تبدأ فى الترهل , ونتيجة لعملية الاسترسال هذه يفقد اللحن عنصر الجراة فى اللزمات الموسيقية.
(2) غزارة الانتاج كان لها الاثر الواضح فى ميلاد بعض الاعمال اللحنية المتشابهة كما ان اعتماد مصطفى على الة العود فقط فى وضع كل الحانه قد اثر فى ان تجى بعض الالحان فى خط مستقيم مما يؤدى الى الرتابة لان اللحن يسير فى اتجاه النص وخط الكلمات المغناة ولا يحمل عنصر الدهشة والتشويق مما يجعل النبض الموسيقى بطيئا الى حد ما .
(3) كثرة الانتاج ادت الى عدم اهتمام مصطفى كثيرا بالجانب الموسيقى فى اعماله , وربما كانت حقيقة مؤكدة ان يباعد الفنان بين كل عمل واخر خصوصاً اذا هو نفسه الملحن حتى لا يحدث بينها تشابه , ولكن تركز كل اهتمام مصطفى على النص المغنى فقط والا ما استمعنا بصوته الى رائعة مظفر النواب (المساورة امام الباب الثانى) او (غناء العزلة ضد العزلة ) للصادق الرضى او (الرجال العصافير) لفيصل محمد صالح او (المناديل الوضيئة) لمحمد محمد الدين , وهى نصوص لو عرضت على اى فنان غير مصطفى لما حاول حتى مجرد الاطلاع عليها , ورغم ذلك كان مصطفى يلحن ما يقع فى يده من نصوص سواء ان كانت مرسلة اليه من شعراءه او ما يطلع عليه مصادفة فى الصحف والدواوين الشعرية حتى وصل انتاجه فى العام الواحد الى ما يزيد عن الخمسين عملاً خصوصا فى الاعوام الاخيرة من حياته بالدوحة .
(4) راهن مصطفى على النص فقط ولكن تبقى الملاحظة وضحة جدا فى عدم وجود معادلة بين قوة النص الشعرى ودور الالة الموسيقية
الان دعونا نرى الجانب الاخر واهتمام مصطفى بالموسيقى والجوانب اللحنية ويتراءى ذلك جلياً فى اغنية مريم الاخرى ومحاولة استشفاف الثراء الكبير الذى حصل للحن نتيجة الجهد المبذول بشكل واضح مقارنة باى عمل اخر ولك ان تعلم عزيزى القارى ان اغنية مريم الاخرى كان تغنى بالعود وتسمع فى جلسات الاستماع منذ منتصف الثمانينات ولم يقدمها مصطفى مع اوكسترا الا بعد اكتمال فكرتها اللحنية فى العام 1990 بحفل قاعة الصداقة. تاكيد آخر وهو تجربة مصطفى فى اشرطة طفل العالم الثالث والحزن النبيل والبت الحديقة فقد استطاع الاستاذ يوسف الموصلى- متعه الله بالصحة والعافية - ان يسمعنا صوتاً آخر لمصطفى من ناحية إخراج الامكانيات الصوتية إعتماداَ على توظيف المدى الصوتى لمصطفى فى أداء نوتات اكثر جراءة فى المدى الاعلى والاسفل ويرجع ذلك لخروج اللحن من دائرة التوزيع بالعود الى افاق أرحب استخدم فيها علم الهارمونى والكاونتربوينت
Quote:
ولان مصطفى مثقف جدا وواعى ومدرك للطبيعة وتاثيراتها نروى هذه القصة :-
فى حفل بالقاهرة اقيم على ظهر احدى البواخر النيلية كانت الفرقة الموسيقية تقوم بالعزف لاغنية( لمحتك ) وتأخر صوت مصطفى كثيراً وصوت الكمانات سيك سيك والبنقر كك كك وظن الجميع انه عطل المايك لديه واضطرت الفرقة الى تكرار المقدمة ثانية وما أن دخلت الباخرة النيلية تحت أحد الكبارى المقامة على النيل إلا وصدح مصطفى بكلمة لمحتك وتردد صدى صوته من اسفل الكوبرى... لمحتك.. لمحتك ...لمحتك ...لمحتك لاكثر من خمس مرات بفعل الصدى وارتداد الصوت من اسفل الكوبرى دون ان يحتاج الى استعمال التردد من الة الاورغن وبعد خروج الباخرة من الكوبرى اكمل مصطفى .. وقت بر آمن بديت احلم وسط دهشة الحضور وهنا تكمن عبقرية ذلك الرجل الذى كان واعياً ومدركا لما سيحدث اسفل الكوبرى
. |
لعلنا نذكر ان لمصطفى ما يربو عن 410 عملا غنائياً اكثر من ثلث هذه الاعمال وقعت مع اوركسترا بعد اكتمال فكرتها اللحنية والبقية مسجلة كافكار لحنية جاهزة للاضافات القليلة .
لقد ترك مصطفى من الفن ما يجب ان يجمع ويحفظ ويعامل كتراث و يخرج الى النور عبر شركات الانتاج الفنى لتوصيل ذلك الكم الهائل الى الناس فهذا اقل ما يمكن ان نقدمه ان كنا نحب مصطفى حقا بدلا من اقامة حفلات التابين والبكاء مع كل ذكرى تمر لوفاته .
ختاما نقول ان مصطفى كان رقما يصعب تجاوزه رغم عمره القصير فقد استطاع ان يوجد لنفسه موقعاً متقدما فى خارطة الغناء السودانى وربما لو قدر لمصطفى ان يعيش لكان الرقم الاكثر بريقاً وادهاشاً وهو الان كذلك
(عدل بواسطة sheba on 04-04-2003, 11:27 AM) (عدل بواسطة sheba on 09-19-2003, 12:01 PM) (عدل بواسطة sheba on 09-19-2003, 05:37 PM) (عدل بواسطة sheba on 12-16-2003, 11:09 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
اخى شيبا احييك ... سالت سؤال واجبت عليه بذاتك .... فى الاساس اخى شيبا المرحوم مصطفى لم يكن مؤلفا موسيقيا لذلك عندما اتجه لتاليف اغنياته لى قناعته بى التغير اللفظى فى كلام الاغنيه التى يود مصطفى التوصل لها والشكل الغنائى الذى يود ابرازه ... وبدايته لى غناء غيره كانت من النواحى التاليفيه الموسيقيه ناجحه جدا ووجوده فى معهد الموسيقى اثرى الموسيقى فى اغنياته .... وكما قلت .. ارى مصطفى قدم مدرسه جديده فى اختيار الكلام لكنه ما قدم موسيقى جديده فالحانه كانت عاديه فمثلا لا يمكن ان نقول عم عبد الرحيم اغنيه لى عوده يا شيبا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
العزيز حمزة احييك وانت تواصل معنا مشوار التحليل والنقد العلمى
بعيد عن النقد الانطباعى الذى دائما ما يصاحب مثل هذا النوع من البوستات
اتنمى ان توصل معنا بكل صدق وقوة
العزيز الموصلى
فى البداية انا لم اتلقى اى دروس فى الموسيقى
كل معلوماتى وما كتبت فى هذا المجال يقتصر على المعلومات العامة
وكلامك القلتو قبل شوية فوق يمكن ان يكون مفهوما للموسيقين فقط اما بالنسبة للعامة وانا واحد منهم فقد يكون صعبا عليهم
الرجاء ان توضح لنا اكثر باسلوب مبسط يمكن ان يعيه الجميع حتى تعم الفائدة
لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
شكرا ياشيبه الغريبه انا حاولت ابسط كلامي اها احسن اعمل تبسيط للتبسيط وطالما انك لس بدارس للموسيقي اسمح لي اولا ان اهنئك علي ثقافتك العامه في الموسيقي ثانيا باختصار ان ما اعنيه هو ان كل فنان في هذه الدنيا له مخزون لحني محدود فان لم يكن علي معرفه بكيفية الترشيد فان ذلك المخزون سينضب معينه وان الكاتب للقصه يبدا بفكره فان لم يكن علي درايه باسلوب التكنيك القصصي فانه سيكون محلك سر وان هنالك مايفوق المائتا طريقة لتنويع الفكرة اللحنيه ولم يستخدم جل موسيقيونا واحدة منها لك الود عوالتهنئه علي هذا البوست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
الاخوان شيبة ,الموصلى وحمزة سليمان لكم التحية حقيقة انا سعدتة بهذا الحوار النير . فيا حبذا لو سمعنا اراء الاساتذة الموصلى وحمزة سليمان فى الغناء القديم ( الشجن الاليم , المسافة .....الخ) والتجديد عند الفنان مصطفى سيد احمد ( مريم الاخرى , عجاج البر , شهيق ,... الخ ) ودرجة التنيفذ الموسيقى ( الفرقة الموسيقية المصاحبة في الحفلات العامة ) لدى الفنان مصطفى سيداحمد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
العزيز خالد شيبا تحياتي ايها الهمام والله حقيقة لم تترك لنا مانقول فانت تسبقنا بالمعرفة اللصيقة والمؤسسة علي الوعي الكامل بماقدمه الاستاذ مصطفي وها انت تسبقنا ايضا في النقد من موقع الحب لتجربة الحبيب الراحل المقيم مصطفي . الفريبة عندما كنت القي الضوء في بعض النقد السالب لما صاحب بعض إبداعات مصطفي لغزارة إنتاجه في الفترة الاخيرة نظرا لاحساسه بإقتراب الرحيل ومعاناته المرضية وطبعا كان ذلك يحدث في حلقة ضيقه من الاصدقاء والذين يدركون اني احب مصطفي حتي في هذه الحلقة كان الاستغراب واحيانا الهجوم هو ما يحدث لي.الان اخاف عليك من نفس المصير ولكن لابد من الاشارة الي اني اتفق معك في كثير مما اوردته واضيف فقط نقطتين ان الراحل ولإستعجاله كان احيانا يترك فكرة لحن وليس لحنا كاملا. وثانيا هنالك اشكالية عامة تجمع بين مصطفي وغالبية الفنانين السودانيين عندما يتغنون بآلة العود فقط وهي انهم ياخذون راحتهم علي الآخر دون مراعاة للزمن . وهذه الإشكالية لو لم تحدث لكان هنالك امكانية كبيرة في اعادة تسجيل كثير من الاعمال وتوزيعا وتقديمها بالشكل المطلوب. بيد ان الاصعب من هذا كله ان تقدم بعض النقد وانت تسمع مريم الاخري بهذا الالق وقد كنت في الصفوف الامامية في هذا الحفل الذي شدا فيه الاستاذ مصطفي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: Elmosley)
|
الاخ العزيز الطاهر ان مصطفي كان واضحا جدا معي في مسالة تطابق بعض الخلايا اللحنية في اغنياته وكان يعرف تماما ان هنالك بعض التشابه في بعض جمله اللحنية ولكنه كان يسابق الزمن ويقول لي يايوسف العمر قصير ولكن همالك كثير من الاعمال التي واضح انها لحنت بتمهل وبتفكير ودونك مريم الاخري والحزن النبيل وبعد ما عز المزار وغيرها وفي هذه الحالة فهو قمه اما في حالة عم عبد الرحيم او عمنا الحاج ود عجبنا فهو كان يفكر دراميا ويريد مسرحة هذه الاعمال فلو نفذت هذه الاعمال وبتوزيع موسيقي جديد وعرضت بعمل سيناريو لها فانها يمكن ان تكون نواه للاوبرا السودانيه ويكون مصطفي رائدها بلا شك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: Elmosley)
|
استاذى االموصلى تحياتى اليك بالطبع لا اختلف معك فيماذكرت ولكنى كنت اطلب رأيك في هاتين النقطتين التين اثرتهما وهما حكم عام لا يخص مصطفى وحده وهما
واضيف فقط نقطتين ان الراحل ولإستعجاله كان احيانا يترك فكرة لحن وليس لحنا كاملا. وثانيا هنالك اشكالية عامة تجمع بين مصطفي وغالبية الفنانين السودانيين عندما يتغنون بآلة العود فقط وهي انهم ياخذون راحتهم علي الآخر دون مراعاة للزمن . وربما تكون اغنية ارحل هنا مثالاً لذلك وحتى الإيقاع فيها مجاراة لمصطفى وليس تتبعا منه له . وطبعا ربما التركيز على التعايش مع الاغنية على حساب اي شئ اخر هو ما اعنيه بالضبط وبذلك لا يمكننا الاضافة لها اي جهد موسيقى . ولا رايك شنو؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
الكتابة عن الرحل المقيم مصطفى سيد احمد متعة لا أستطيع إنكارها او الفكاك منها, وتجربته الغنائية ذات رهبة توج النفس عند تناولها بالتحليل والتقييم لأنها قيمة حياتية لفنان مبدع وهبنا لحظات من عمره ثم ارتحل وكان لزاما علينا ان نوثق له ولتجربته الفذة .
أقول هذا للذين ما فتئوا يتساءلون - هو الزول الاسمو شيبة ده ما عندو شغلة غير سيرة مصطفى يد احمد دة ؟؟؟ الزول مات ما مريحو فى قبرو ياخى أدعو ليه ربنا يغفرلوا ويرحموا بدل ما انت فاتح لينا البورد مناحة
اللهم اغفر له وارحمه بقدر ما قدم آمين يا رب العالمين
اذكر اننى فى احد الأيام دخلت على جدتى وكانت تستمع الى الإذاعة التى تطلق إحدى أغنيات مصطفى سيد احمد ووجدتها مطرقة تستمع بطرب شديد .. اندهشت لذلك .. سبحان الله .. كنت احسب كغيري ان الكلام الذى يقوله مصطفى والالحان التى يغنيها والنصوص الحديثة العادية والرمزية منها يصعب على الجيل الجديد من الشاب الحالى ناهيك عن امراة مثل جدتى ما الذى يجعل امرأة من الجيل الثالث قبل جيل الحداثة والعولمة وهى التى عاصرت الطمبرة والدوبيت والجابودى والجرار, ما الذى يجعل فى خلاياها بعض الانجذاب نحو ما يغنيه مصطفى .
ولم تكتفى جدتى بذلك بل بدات تطلب ان تستمع الى بعض الاغنيات فقلت فى نفسى – ومالو كدى نشوف اخرتها شنو- واحضرت لها شريط عم عبد الرحيم وعندها بدات تستمع بشغف وحرص وتهللت اساريرها وانتفضت مشاعرها واستعادت وجودها ثم قالت لى – دة غنانا زاتو الجابو ليكم شنو – هسة انتو بتعرفو- الطرقة – الصفاح – تسريح السفر-المشرع- التكل – ثم نادت على حفيدتها وبدات فى سؤالها من كل ما قالته قبل قليل ولما اجابت الصغيرة بالنفى التفتت الى وقالت - ما قلته ليك ده غنانا ذاتو ؟؟
ابنها المهندس الميكانيكى لا يهتك كثيرا بمعظم الفنانين ولكنه يموت فى مصطفى و - مريم الاخرى – تحديدا .اما حفيدتها الصغيرة التى تدخل الجامعة هذا العام فهى لا تستمع لاى فنان سودانى سوى مصطفى تملك كل اشرطته وتحفظ أغنياته
ترى كيف جمع مصطفى بين هذه الاجيال الثلاثة – الجدة التى تقارب على الثمانين- وابنها الشاب - و الحفيدة التى كانت رضيعا عندما استن مصطفى مبدا جلسات الاستماع وبدا فى تقديم تجربته الفريدة فى بداية الثمانينات . جيل هذا الصغيرة الذى ظل يرفض كل أشكال الغناء الذى نشأ بعد العام 1989 وانحاز لتجربة مصطفى الغنائية , اذا طربت الجدة فما الذى يمنع الحفيد ان يطرب هو ايضا وكذلك جيل الوسط .
ولا زلت اذكر ذلك المحاضر الامريكى بجامعة امدرمان الاهلية الذى غنى - والله نحن مع الطيور بالجيتار- فى لقاء تلفزيوني ولم يكتف بالغناء فقط بل وشرح ايضا مضامين تلك الاغنية ورؤيتها العميقة لمعنى الحرية .
من الغرائب والمفارقات التى تبدو جلية وواضحة أننا شعب نحتفي بمبدعينا وهم أموات لا نستشعر قيمة أشياءنا الا حين نفتقدها وتتوارى فى البعيد مع انها كانت رهن أصابعنا . والاحتفال بمصطفى هو ما يجب ان ياتى على الطريقة التوثيقية والتعريفية والتحليلية والنقدية ايضا وهذه مهمة لمشروع مصطفى الغنائى وان يجلس الجميع ويتفاكروا معا , فالاحتفالات والتابين والتصفيق وما يجرى الان لا فائدة منه , نريد ان تكون اغنيات مصطفى فى يد كل زول وفى سمع كل انسان فى الاذاعة وفى التلفزيون وفى الحافلات وفى الشارع والكافتيريات والجامعات وكل بيت سودانى .
حينها فقط يمكن لابو سامر ان يستريح فى رقدته ولروحه الشفيفة ان تستقر و ترتاح
ولكم حبى
(عدل بواسطة sheba on 04-18-2003, 03:03 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
عزيزنا شيبه اطال الله عمرك وزادك وعيا حتي لا تنفجر انت بالحزن الذي واكب المرحوم مصطفي سيد احمد وجعل لحنه صورة الحزن النبيل انا استمع لمصطفي سيد احمد عندما اكون غريقا في الحزن لاعالج ذاتي من الحزن ولكي اشعر بالفرح فهو اداءة لذلك للاسف الشديد. ومن الاشياء التي اذكرها اخر جلست استماع حضرتهاللمرحوم وانا في السودان الذي لم ادخله حتي اليوم كانت سنة 1989 في سنار في تلك اليلة اصيبت بصداع لكمية الابداع التي لمستهاوالفن الذي لمسته اى والله اصيبت بالصداع وهذه حالة الحزن التي لمستها حتي يومنا هذا. لدي اراء حول اداء الاستاذ المرحوم مصطفي سيد احمد ان اجمل ما غناه مصطفي ما صاحبه العود و علي ما اعتقد امكانياته بنيت ليعبر هذا الحزن وحده بالتاكيد قد نجح حتي مع الاوركسترا لكن عندما اسمع مثلا لاغنية اقول ارحل واسوق خطواتي لزولا نسي الالفه للاستاذ محمدوردي في اعتقادي هذه الاغنية فعلت لكي يغنيها مصطفي سيد احمد مع احترامي لاداء وردي لها الاوركسترا تجعل من اغاني مصطفي سيد احمد لكسوس رفاهية ونغنغه لم يعيشها مصطفي سيد احمد و لم يحسها حتي للذين غناء لهم المرحوم وهم عامة الناس تجربة الحزن البيل الكاسيت مع الاوركسترا والبنت الحديقة وووو...اضاعت مقدرات مصطفي سيد احمد علي الرغم من انها تجربة اضافة للذين كونوا هذه الاوركسترا بعدا اخر وهو مشاركتهم لمصطفي سيد احمد المبدع تماما كما اماديوس موزارت قتله ابيه ليس فهذا فحسب و لكن الحزن هو القاتل لمصطفي سيد احمد وهو الشعب السوداني الذي لم يدرك ليومنا هذا لماذا كل هذا الحزن الذي عاشه ويعيشه السودانيين في اي محل في الدنيا. هكذا دايما نشتاق لنيلنا ولجروفنا ومتين ايد الغبش تمد نعاين فى الجروف تنهد ولا يانا ورقاب تمر الجدود تنقص ولا يانا...... ولنا عودة حياك الله يا شيبا من الجمهوريه التتشيكية ووواصل نقراء كل ما تكتبه عن مصطفي سيد احمد ولا تنسي التدوين لهذا سعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غزارة الانتاج وسباق الزمن هل اثرت سلباً على تجربة مصطفى سيد أحمد والحان (Re: sheba)
|
كل الاخوة المشاركون
لكم كل الود
ونذكر هنا ملاحظة يمكن ان تكون لها اهميتها وهى ان
هنالك بعض جلسات الالحان التى قام فيها مصطفى بوضع الحان اولية لبعض النصوص
وهو كعادته دائما ما يقوم بجلب المسجل الضخم الذى احضره من روسيا وكان يسميه الدب الروسى مع كل صغيرة وكبيرة هذه التسجيلات المبدئية والمستمع اليها يلاحظ فيها مصطفى يلحن من الورق حتى صوت تقليب الصفحات يظهر بوضوح هذه التسجيلات المبدئية للالحان تسربت الى الناس رغم عدم اكتمال فكرتها اللحنية والامثلة كثيرة ومتعددة
ويمكن ان تكون لهفة محبى مصطفى على كل ما يخصه هو السبب ويمكن ان يكون استعجال مصطفى لتلحين اكبر عدد ممكن من النصوص لاحساسه بالموت وانه مغادر هذه الدنيا مما ترك اكثر من لحن مبدئى دون ان يكمله وهذا يقودنا الى انتاجه الغزيز جدا خصوصا فى فترة الدوحة
كل ذلك ادى الى خروج بعض الالحان الاولية الغير مكتملة الى العامة وهو مما يسبب تشويها لها
مزيدا من التواصل لكم التحية
(عدل بواسطة sheba on 09-22-2003, 06:33 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|