دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عبد التواب عبد الله يروى قصة جمعنا قدر وذكريات مع الراحل مصطفى سيد احمد
|
الفنان عبد التواب عبد الله يروى قصة جمعنا قدر وذكريات مع الراحل مصطفى سيد احمد حيث يقول عبد التواب :- اكتب هذه المرة عن الفقيد مصطفى سيد احمد والذى برغم قصرعمره الفنى الا انه استطاع الاستحواذ على حب وتقدير قطاع كبير من الناس لجودة عطاءه واجادته بجانب موهبته الفذة والتى جسدتهااعماله المتميزة فقد سطر الراحل اسمه بمداد من ذهب فى خارطة الغناء السودانى فحباه الله بحب الناس والذىلا يقوم باموال الدنيا والتى كان مصطفى لا يعيرها ادنى اهتمام.
الراحل كان لا يتحرك اثناء الغناء وقد ناقشته فى هذا الموضوع حيث كنا نسكن تحت سقف واحد ,واوضحت له ان الحركة مهمة جدا للفنان فاحيانا نرى مطربا يتمايل والاخر يهز راسه والبعض يرقص والاخر يهز يديه او كتفه لكنه اصر فى عناد على ان الحركة اثناء الغناء تعتبر تقليلاً من وقار الفنان.
شارك الفنان مصطفى سيد احمد فى مهرجان الثقافة الاول 1978 باغنية الشجن الاليم وهذه الاغنية جاء ترتيبها الرابع وانى اتساءل من هم الفنانون اللذين تفوقوا عليه حسب قرار لجنة التحكيم اين هم الان ؟؟ وماذا قدموا للفن السودانى طيلة هذه السنوات ؟؟
الراحل مصطفى كان يكن لى حبا عميقا و كان فى بداياته الفنية يحفظ معظم اغنياتى وكان يرددها فى حفلاته العامة وكنت اداعبه واقول له : " انت ورثتنى عديل وانا حى " وقدمت له من الحانى اغنيتين ولولا اغترابى المبكر لكان تعاوننا اكثر من ذلك.
ومن المواقف التى لا انساها اننى اخذت منه العود الذى يخصه لفترة من الزمن واحتفظت به فى منزلى لمدة طويلة لم نتقابل فيها ويبدو ان الراحل قد احتاج العود لعمل بروفات فى هذا اليوم فامتطى سيارته وجاءنى فى المنزل ورحبتبه الوالدة وبعد تقديم واجب الضيافة طلب من والدتى ان تعطيه العود الخاص به وكان امام عينيه فى راس الدولاب لكن الوالدة اصرت بان لا تعطيه اياه معللة ذلك بان عبد التواب يزعل لو اتصرفنا فى حاجاته وهو غير موجود ورغم الحاح مصطفى الا ان والدتى رفضت طلبه فخرج من منزلنا وعلى وجهه علامات الغضب وعدم الرضا وكان ذلك حوالى الساعة الخامسة مساءاً . وبمجرد عودتى للمنزل ليلاً اخبرتنى الوالدة بمجى مصطفى وحديثهما معاً فتناولت العود وتوجهت لمنزله فى وقت متاخر وعندما طرقت الباب قابلنى مصطفى ووجه لى لوما شديدا بحجزى العود كل هذه المدة وكان لديه بروفة مهمة اليوم والعازفون معه بالمنزل منذ الرابعة عصراً ولم يعثر على عود اخر لاجراء البروفات وكان الراحل قد جهز عشاءاً "بخروف" للعازفين فدخلت عليهم واعتذرت لهم واخبرتهم اننى احمل لهم هدية منى وهى اغنية جديدة لمصطفى وهى "تقول لى الفراق مكتوب زى اول جمعنا قدر " لحنتها قبل يومين وغنيتها لهم فكان إعجاب الموسيقين كبيراً واعجاب مصطفى اكبر واجروا البروفات عليها حتى الصباح ,وكانت هذه الأغنية خير شفيع لى لتسببى فى تاخير العود والبروفات وكنت امازح مصطفى واقول له ان هذه الاغنية تساوى مئة100 عود مثل عود مصطفى ولو لم يكن عود مصطفى معى لما كانت هذه الاغنية . وكانت جمعنا قدر من الاغنيات التى ثبتت اقدام مصطفى فى بداياته الفنية .
هاتفته قبل ايام قليلة من وفاته تحدث معى باسهاب وحكى لى عن وضعه الصحى والنفسى ووجه لى دعوة لزيارته فى الدوحة لتقديم اعمال من الحانه لى واعتذرت له بعدم تمكنى من الحضور لظروف خاصة وبالعدم طلب منى ان ارسل له شريط لاغنيات لى طلبها بالاسم لانها تعيد له ذكريات جميلة ونصحنى بان لا اتراخى فى مشوارى الفنى والتركيز على تمارين الصوت والاستمرار فى الانتاج . وبعد اتصالى الهاتفى بيوم واحد اتصل بى الشاعر مدنى النخلى من الدوحة وعبر لى عن سعادة مصطفى بمحادثتى الهاتفية واكد ان مصطفى يكن لى حبا عميقا والح على فى ان اهديه لحنا جديدا برغم المسار الذى سلكه مصطفى لنفسه فى عدم الغناء من الحان الاخرين واختيار الكلمات وقال انه على اسعداد لتسليمى نص شعرى لتلحينه لكن القدر كان اسرع ورحل مصطفى قبل ان ابدا فى اى شى رحل عن عالمنا وكان حزنى عليه شديدا , واعزى نفسى دائماً واغنى واقول :
علمتينا يا دنيا كيف نتحمل الهجران وكيف نصبر على المكتوب وكيف نعمل مع الاحزان
(عدل بواسطة sheba on 02-19-2003, 12:45 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|