|
الاعزاء /شيبا وكل محبى مصطفى اهديكم هذه القصيدة من صديقى /صابر عبد الهادى
|
ليلٌ أبابيلٌ) ((شعر: صابر عبد الهادي)) ((حينما يذهبُ الشهداءُ إلى نومهم..
أصحو…
لأحرسهم.. من هواةِ
الرثاء)) محمود درويش ما الليلُ غير توهجاتِ الحزن في هذا النهار مولولاً في لوعةٍ مِحراقةِ الأجفانِ تنعي زهونا المبذور في رحم المشاوير العتيقةِ نحو ماعونٍ فسيح؟! * ما الليلُ غيرَ تجرُّعِ الأسف القبيح؟! * يا أيُّها المصلوب في تاريخ ضحكتنا ولوعتنا وليلتنا الحميمةِ بعد هذا الليلِ لن يأتي نبيٌّ حاملاً بين الأضالع غصّةِ الميلادِ والوسنِ الجميلِ على الجفونِ ونبرة الحزن المقدّسِ والحكايا البيض، لن يأتي وما بين المسام بذور قمحٍ غالياتْ، متأبطاً سَفراً عريض المنكبين و(صمصونايتاتٍ) عجاف * يا مصطفى إنّا نخاف * الليلَ أن يتوسّد الصبح البهيَّ وننفصل * إنّا نخاف هذا الجفاف * لا يرتحل * ونظلُّ بعدك في الأسى * يا مصطفى *
(وتمشي بالحسرة وتفوت؟؟!!)
فلتملإ الحسراتُ أجيالاً وأفيالاً تهرطقُ في مسامعنا، فإنّا لن نبيع كلامنا ونشيدنا، لن نرتضي أن تختفي عنّا قصيدتنا الودودَ وأن تضلَّ ديارنا (كاكيّةَ) الأبوابِ نسمتنا الحبيبةَ، أو تساومنا طقوسُ الموتِ بالشجنِ الأليم * رهافةَ الموتِ المزنّرِ بالحكايا والتحايا والبقايا من ورودِ السهلِ حين تُطِلُّ من بينِ الطلولِ الفائقاتِ الطولِ، ساعةَ يرتمي العصفورِ بين نيوبِ هذا القهرِ ملتحفاً (سكاليبِ) النساء الأخريات، يواصلُ السعيَ الحثيثِ على الدروبِ المارقاتْ، ليلاً يطولُ على المواعيدِ الحميمةِ، بعد هذا الليلِ لن يبقى على الأوطانِ كائنُ لم تُضاجعهُ الهواجسَ مرتينِ على إمتدادِ الرِقعةِ الملقاةِ بين ثوابت التاريخ والبحر الرحيم * مازال في قلبِ الثُريّاتِ البغيضةِ ينبِضُ الضوءُ الغريبُ عن البروقِ الـمُشرعاتِ على أيادي المِئذناتِ الخُضُرِ والأيامُ قاتمةَ السديم ْ* ما ذنبُنا نحنُ الذينَ تململتْ في الجهرِ ساعاتُ الكآبةِ في دواخلنا القويةَ مثلَ ظِلُّ الشمسِ سامقةً دِمانا حينَ تغمِرُ أرضَ شارعنا المجاورِ أو (تؤسِّسُ) شارعاً يلِجُ السماءَ بفيضِ بُشرى العندليبِ الرائعِ القسماتِ ينبئُنا بأنّا لم تزل ملأئ شواطئنا بأحلام الطفولةِ لم تزلْ تعتادُ أرجلنا التسكعَ دون جدوى نركِلُ القصر الذي شِدناهُ بالعرقِ المسكَّرِ نملأُ البحر إحتراماً للّذي عَلِمَ الحكايا والتحايا والأراجيزُ التي شاختْ مواكبها بها ولكلِّ ذي علمٍ عليمْ * ما ذنبَ من كانت أصابعهُ الطليقةُ غابةً من فائقِ الدعواتِ تخترقُ الطيورَ مسامها، ترمي بأنفاسِ الحصى أفيالَ هذا العالمِ الحاديعشر.. طاش الحجرْ؟.. ماتَ الحجرْ؟! سبحانَ من جعلَ المقابرَ تمتلئ من كلِّ ذي حجرٍ كريم * هجعتْ مصابيحي ودارتْ دورتينِ سلاحفُ الوقتِ إنتهتْ كلَّ النيازكِ من ترصُدِها وأغلقتِ النوافذَ ما أنتهى ليلي، كأنّي الآن أنوي أنْ أضعْ رأسي على (ترابيزةِ) الأشياءَ قُربَ هواجسي، بُعداً لهذا الليلِ لا يطوي ستائرهُ المجيدةِ ذاتَ شمسٍ، موغلٌ فيهِ التوغّلِ نحوَ لحظاتٍ كثيفاتِ التوحشِ، بارعٌ في اللَّفِّ والدورانِ حولَ الذاتِ، معدومَ الضمير * لله درُّكَ يا رفيقَ الأنجمِ، أينَ المدارُ يروحُ بي؟ ولأيِّ ضُفدعةٍ تنِّقُّ مفاصلي التعبَى تُفتِّشُ عن (سلالمَ) ثامنهْ، ثمنٌ غليظٌ إختراعُ الليلِ في وقتِ النهارِ البكرِ، ما جدوى المدارِ إذنْ؟! قليلٌ من مسامِ الأصبعِ المكتومةِ الأنفاسِ يكفي للطيورِ العائداتِ إلى القواعدِ سالمهْ، لملمْ بغاثكَ إنَّ هذا الليلِ قد يُفضي إلى الأفيالِ قادمةً من الليلِ الأخيرْ *
|
|
|
|
|
|