|
السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم
|
الاعزاء بالمنبر لكم تحيات الورد اعيد هنا نص المقال الذي نشره من قبل صديقي صلاح عبد الرحيم ( اللورد )
الذي نعى فيه حال السينما السودانية اهديه الى كل المهتمين بالسينما السودانية وأخص الصديق محمد مصطفى الامين
تداعت في خاطري متتاليات لصور نازفة تعضد مافي الروح من قيد . هي صور لحالنا الذي لا يخفى علينا نحن السينمائيين السودانيين الذين عملوا على صون عبق الزهرة ورموا اثقال الغيوم ، هي تلك الصورالتي عرضها ببراعة وعبقرية الروائي عبد الحكيم قاسم في ـ ايام الانسان السبعة ـ .. عالما من الجمال والجلال يتهاوى .. ان السماء الرحيبة ذات الرواء البهي والعمق اللانهائي والقدرة المطلقة على اشاعة الأمان والطمانينة تسقط ، ويكابد البطل محنة السقوط وقسوة الوحدة في مواجهة العالم الصلب الخشن المدبب والمحدد الراسخ والمغلق باحكام ، بحسب قول الناقد محمود عبد الوهاب فان القراءة لقصة " وجوه الشيخ " لابد وان تكشف للقارئ كم تخلفنا عن الماضي حين فقدنا الكثير مما عرفه اجدادنا عن صور النظافة والاناقة والجمال ورهافة النقوش وتناسق الزخارف . وفي هذا العالم الضيق الخانق الشائه والمفضوح والمترع بألوان الدمامة والقبح ، تعشعش الكآبة المعتمة وتنمو الغلظة وتندلع الرغبات المكبوتة عدوانية وشراسة بالغة الضراوة ، الناس مكسورون شاحبون ، سمر وناحلون ، فزعزن كالطيور ، صامتون ومنطوون ، نسيت قلوبهم حتى الحكايات القديمة لكن الخوف لازال ماثلاً . وحينما صرح دانتي " انتم الداخلون تخلوا عن كل أمل " كأنما كان يعني القادمين الى وحدة وحدة افلام السودان ، حيث الكلام عن الموت مثل الحديث عن الطقس او المطر في وحدة افلام السودان اليوم التي اصبحت جسراً للموتى المتراصين ، هي مكان يولد الكآبة ويخنق الصرخة وينهك الانفاس ، هي مدينة فقدت حتى لونها وعطرها ونبضها " طوال الخمسين عاماً المنصرمة لم تلق السينما المكان اللائق بها كأهم الفنون ، والفن الأكثر جدارة بالاحترام وهي الفن الذي ينبض حيوية بمقدار تنوع وظائفها الى الدرجة التي يقر بها " رالف ستفنسون " الى انه من العبث تقييد الحياة فالسينما فالسينما تعبر عن الحياة وشكل من اشكالها . طوال الخمسين عاماً المنصرمة وعلى مدار كل عهودنا السياسية كان للدولة تلك النظرة المتخلفة تجاه السينما والتي بالطبع تولد وضعاً شائها ومتخلفاً ومع كل المتغيرات الادارية والمؤسسية التي طرأت على وضعيتنا لم تستقر الدولة على ماتريده ، هل السينما صناعة أم وسيلة ثقافية ام إعلامية ، ان تخفيف المعادلة الصعبة يحتاج الى وضوح الرؤية إذ ان لانتاج الدولة أو الانتاج السينمائي العام شروطه وتقاليده .. اننا المحروقين بالجمرة نبحث لايجاد معادل إنتاجي .. اننا نبحث بدأب لسينما موازية تنتمي الى صيغة اقتصادية مختلفة . حلمت قبلها في تلك والقمر يجلس على عرش السماء لابساً قبعة الغبطة كنت انا وشداد ومهدي وسليمان فنانون كالورد وكانت رياح الحصار عاتية فآثروا ان لايموتوا ، كنا حينها نتناول اقداح الشاي في حوش رحيب ونتبادل الحديث عن الحب والوطن والسينما ونمحو ما في الجوارح من زيف ! بعدها كانت الكارثة وكان القرار الخاص بتصفية وحدة افلام السودان والحاقها بالاذاعة كان القرار الذي الغي اخيرا سبقاً لامثيل له في كل اركان الدنيا وبكل اتجاهاتها الاربع ! هوتنا الرعود والقصف العنيف فنهضنا جميعا .. مشهد صغير كبير من مشاهد الكوميديا السوداء اصابني بالارتعاش ساعتها وذلك حين تسارع الممثلون ذوي الابتسامة البلهاء والتي تعلن عن زهو الخيبة وهم يقومون بلملمة الاجهزة كمن يعمل غلى ازالة الالغام ! وقد اجهدت نفسي وما فتئت في تحليل ابعاد ذلك القرار هل هو انتقال اصول السينما من موظفي الثقافة الى موظفي الاذاعة ! ام هو توسعة وامتداد لمبنى الاذاعة المهيب . قال ابي الفتح " كان عندنا بخراسان انسان قروي له عجل وذات يوم دخل العجل الدار وادخل رأسه في جب الماء ولم يقدر على اخراجه فاستحضر معلم القرية ، الذي قال " انا اخلصك ، اعطني سكيناً فذبح العجل وأخذ حجراً وكسر الجب فقال القروي : قتلت العجل وكسرت الجب.. .. ولاتثريب عليك يامعلم عصرنا العيب فينا إن قدمناك فان كنا نعلم فتلك مصيبة وان كنا لا نعلم فالمصيبة اعظم ، اننا كسينمائيين نقدر ان علاقتنا بالسينما تتم عبر القداسة والطهارة والنقاء وبمثل هذا التوهج الروحي لانتصور ان يبلغ حد الاستفزاز ان لا نشار فيما نحن اهل له ولا نتصور وبكل تلك اللجان اللجان والميزانيات الضخمة الخاصة بتنمية الثقافة ان لاتوجد اي اشارة للنهوض بالسينما ! . لانتصور ان يكون هم الجهة القائدة للانتاج السينمائي هو الترقيات والعلاوات .. اننا نطمح فقط لفيلم لا تتجاوز مدته عشرة دقائق ! لانتصور ان لايكون في لجنة اصلاح السينما ولجنة الرقابة على الافلام سينمائي واحد ، ان الخوف ما زال ماثلاً طالما ظلت وضعيتنا بوحدة افلام السودان كما هي اذ يصبح المصير مجهولا ومناخاً خصباً لتوالد الغريبة والمفعمة بالعبقرية ! هي دعوة لكل مثقفينا للالتفاف معاً لانقاذ السينما في بلادنا لان الرصاص الذي يخترق القلب والمحكم بالتمام والكمال في اتجاه اغتيال السينما يستقر في ذاكرة التاريخ . انه ليس وساما للخلود والمستقبل حيث ينابيع الضوء والذي كان فيه السينمائيون أول من حفر له مجرى ، هو فعل بصادر افكارنا فيما بينهما ينهد حاجزاً ضخم لنشاهد حينذاك سهلاً قاحلاً وعلى مد البصر لينتصب شعرنا فوق رؤوسنا ونسارع الخطى ونصيح يا مثقفي السودان : كونوا معنا كونوا معنا حينما نعلن وبصوت عال صيحة جارسيان في جحيم سارتر : ها أنذا موجود ، اتذوق نفسي ، انني احس بالطعم القديم للدم والماء الحديدي ، وذوقي اني احيا والحياة هي هذه ، اني اتمتع وارتوي منها بلا ظمأ .. اربعة وثلاثون عاما وقد كبرت قد اشتغلت وانتظرت وبلغت ماكنت اريد .. مارسيل وباريتي والاستقلال ان انبهارنا بالسينما هو انبهار بالحياة .. انبهار بالحرية ، وكما قال اندرية جيد : ان اشرب الشكولاته بالقرفة معنها انني اشرب اسبانيا .ز ان كل عطر .ز كل مشهد يبهرنا ويلقي بنا بعيداً خارج انفسنا .. ان امتلاء الكينونة هو الابدية الحقة .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: خالد العبيد)
|
ومتابعة اخرى من المجلة السودانية
شهدت السبعينيات تجارب سينمائية سودانية ناجحة لخريجي كليات ومعاهد سينمائية معروفة في العالم شكلت نقلة عن النمط الوثائقي الذي لازم الإنتاج السينمائي منذ بدايته في أواخر الأربعينيات حظيت فيه أفلامهم بتقدير العديد من المهرجانات الدولية والإقليمية في السنوات اللاحقة.
ومن هذه الأفلام "الجمل" للمخرج إبراهيم شداد الفائز بجائزة النقاد في مهرجان كان عام 1986، وفيلم "ولكن الأرض تدور" لسليمان محمد إبراهيم الحائز على ذهبية مهرجان موسكو عام 1979 إضافة إلى فيلم "الضريح" للطيب مهدي الذي نال ذهبية مهرجان القاهرة للأفلام القصيرة عام 1972.
كما شهدت الفترة ذاتها بدء إنتاج الأفلام الروائية السودانية بداية من أول فيلم سوداني هو "آمال وأحلام " للمخرج الرشيد مهدي وما تلاه من أفلام كـ"عرس الزين" الذي كان الإنتاج والإخراج فيه كويتيا انتهاء بفيلم "تاجوج" الحائز على جوائز في تسعة مهرجانات دولية وإقليمية.
ويرجع كثير من المهتمين بالسينما الأزمة إلى حل مؤسسة السينما في أوائل التسعينيات ودوره في احتضار السينما السودانية.
ويرى هؤلاء أن تعثر النهضة السينمائية السودانية يعود إلى عدم اهتمام الدولة بالإنتاج السينمائي الذي ظل وثيق الصلة بالسياسة الثقافية للدولة حيث كانت الأفلام الوثائقية وأفلام الخريجين وليدة الدعم الحكومي عبر الأقسام الإدارية المخصصة للسينما في الوزارات الحكومية.
ويقول المخرج التلفزيوني والمسرحي الشفيع إبراهيم الضو إن دعم الثقافة ليس من اهتمامات الحكومة الحالية التي رفعت يدها عن كل المؤسسات الحكومية وأهملت إدارة الإنتاج السينمائي عن قصد، مضيفا أن معدات الإنتاج السينمائي من كاميرات وأجهزة مونتاج موجودة وتحتاج فقط إلى القرار الرسمي بإعادة تأهيلها وإلى سياسة جديدة تراعي التخطيط السليم وتدريب الكوادر الجديدة.
ورغم ترديد المخرج السوداني وجدي كامل لمقولة عثمان سامبين المخرج السنغالي والروائي العالمي أن "السينمائيين الأفارقة بمقدورهم أن يصنعوا سينما عظيمة عندما يكف السياسيون الأفارقة عن صناعة الأفلام الرديئة"، فإن المسؤولين ينفون ما يوجه لهم من اتهام بعدم الاهتمام بتطوير صناعة السينما, إذ يقول وزير الدولة للثقافة صديق المجتبي في لقاء إذاعي مؤخرا إن وزارته اتفقت مع الهند على إيفاد كوادر سينمائية هندية للسودان للمساهمة في إنتاج أفلام سودانية في غضون السنوات القليلة القادمة.
لكن رواد السينما يرفضون هذا الاتفاق لأنه لم يستشر أصحاب الخبرة السودانيين في مجال السينما, داعين -بدلا من ذلك- إلى أن تقوم الدولة بدعم وتحفيز المنتجين والمخرجين وإنشاء مدينة للإنتاج الفني كما فعلت مصر, واعتبروا أن إنتاج فيلم "تور الجر في العيادة" في الخمسينيات وفيلم "آمال وأحلام" في مدينة عطبرة بشمال السودان دليل واضح على إمكانية ازدهار السينما محليا.
ويطالب آخرون بضرورة الدعم وحتمية وجود مجلس للسينما مؤكدين أن المشكلة تكمن في أن استيراد الأفلام ترك للقطاع الخاص الذي يبحث عن الربح المادي فقط.
وفي ظل ما تشهده السينما السودانية لا يزال بعض المخرجين السودانيين يعملون في إنتاج الأفلام الوثائقية في محاولة لتسجيل الثقافة السودانية وسيرة أبرز الشخصيات والأحداث, يراودهم في ذلك أمل مشوب بالحيرة بشأن نهوض صناعة السينما في بلادهم مرة أخرى إما مع عودة السينمائيين المهاجرين أو مجيء جيل جديد له رؤى مغايرة لعلاقة السينما بالواقع الاقتصادي أو السياسي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: خالد العبيد)
|
عزيزي الرائع خالد شكرا لهذه المقالات التشريحية من صلاح عبد الرحيم لقد ظللت انا لامد طويل افكر في تلك الازمة السينمائية التي هي اسوا انعكاسات الازمة السياسية والاقتصادية علي فنوننا الا ان السينما فقد تضررت اكثر برغم اننا نمتلك كل الكفاءات اللازمة
الا اننا لانملك من يملك الشجاعة ليمول ويهتم وعلي راس هؤلاء الدولة
انني وبعرفتي المتواضعة للموسيقي التصويرية
امد يدي لاي مخرج للمساهمة بصورة حديثة متقدمة مثلما يحدث في السينما الامريكية لا اريد من ذلك الا خير السودان فارجو ان توصل هذا العرض الي المهتمين من مخرجينا والممولين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: خالد العبيد)
|
العزيز الموصلي لك تحيات الورد لقد اصبت كبد الحقيقة بان السينما السودانية الاكثر تضررا من جراء السياسة التدميرية التي شنها كافة الذين تولوا امر الثقافة في السودان منذ مجئ حكومة الجبهة الاسلامية الى سدة الحكم واثمن عاليا صدقك ورغبتك الحقيقة في العون والمساعدة للنهوض بالسينما السودانية وهذه الدعوة نحولها الى المبدعين السودانيين في مجال السينما ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: ودقاسم)
|
سلامات يا خالد؛
اولاً دعني اشكر الاخت بيان من على البعد حيث
قرأت في بوست لها بسودانيات تنويهاً بهذا البوست.
و هي دائماً ما تشير للبوستات الفخمة
التي تستحق عناء القراءة و المتابعة.
كما اشارت في بوستها ذاك لخطأ توثيقي ورد في سياق
الجملة التالية:
Quote: كما شهدت الفترة ذاتها بدء إنتاج الأفلام الروائية السودانية بداية من أول فيلم سوداني هو "آمال وأحلام" للمخرج الرشيد مهدي وما تلاه من أفلام كـ"عرس الزين" الذي كان الإنتاج والإخراج فيه كويتيا انتهاء بفيلم "تاجوج" الحائز على جوائز في تسعة مهرجانات دولية وإقليمية. |
و طبعاً لا يخفى عليك؛ و على كل المهتمين بالاداب و الفنون
و السينما على وجه الخصوص؛ ان فيلم امال و احلام كان من اخراج
المرحوم ابراهيم ملاسي و ليس الرشيد مهدي كما هو مذكور اعلاه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: Hussein Mallasi)
|
قريباً؛ كنت اقرأ في مقال صحفي للدكتور وجدي كامل؛
يتحدث في عن تاريخ السينما او سبل نهضتها - لا اذكر تحديداً -
و اثناء قراءتي لبداية المقال و جدته يشير الى ان مخرج
فيلم امال و احلام هو الرشيد مهدي - ايضاً - استغربت جداً
مثل هذا الخلط من شخص متخصص - او مهتم - بالسينما مثل
وجدي كامل.
طبعاً لم اكلف نفسي عناء قراءة بقية المقال؛
و فضلت ان ازجي بقية وقتي في قراءة الصفحة الرياضية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: Hussein Mallasi)
|
كنت قد شاركت بمداخلة في بوست الاخت مريم الطيب؛
المشار اليه اعلاه؛ فارجو ان تسمح لي يا خالد بان اعيد
كتابتها هنا؛ حيث بها يتم التوكيد على بضعة اشياء:
الاخت الكريمة مريم
تحياتي و احترامي
و شكرا على طرح هذا الموضوع الجميل و اسمحي لي ان اشارك بالمقال التالي
للدكتور خالد المبارك ...و لك جزيل الشكر ....
__________
آمال و أحلام أول فيلم روائي سوداني بقلم د. خالد المبارك
منقول بالنص
جريدة الخرطوم العدد250 الأحد 18/4/1996م الموافق 26 شوال 1413هـ
في عام 1968 أي قبل ربع قرن , قدم الأستاذ الرشيد مهدي (منتج) و الأستاذ إبراهيم ملاسي (مخرج) أول فيلم روائي سوداني طويل و هو "آمال و أحلام" .
اشترك في التمثيل ليلي حسن – جعفر عز الدين – عبد الرحيم عبد الله – عيسي محمد الطيب – الطيب حسن – عثمان علي فضل و الراقصة "فتحية" و آخرون. و ساهم فيه المطرب حسن خليفة العطبراوي.
و كما ان مدينة مدني سبقت العاصمة المثلثة في اكثر من مضمار فان عطبرة قد سجلت السبق السينمائي لان الفيلم انبثق من استديو الرشيد للتصوير الفوتوغرافي. و كان المخرج آنذاك ناظراً للمدرسة الثانوية بالمدينة.
لم يحدث هذا مصادفة فقد عرفت عطبرة نهضة مسرحية بدأت بعروض الجالية البريطانية في العشرينات و اتصلت بالعروض المصرية ثم السودانية الخالصة في الثلاثينات. كما ان صلة آل ملاسى بالفنون تمتد إلى الأستاذ حسين ملاسى ( والد مخرج الفيلم ) الذي يعتبر أول مخرج مسرحي سوداني خلال الحرب العالمية الأولى و حتى ثورة 1924.
الجدير بالذكر ان الفيلم أرسل عام 1969 إلى معامل س. دوناتو في ميلان بإيطاليا حيث صدرت شهادة تقييم مشجعة للغاية. و قام الفنيون بإيطاليا بتكبير الفيلم من 16 مليمترا إلى 35 مليمترا. كما ان وزارة الصناعة و التعدين" اتخذت قرارا مستنيرا بتخفيف الرسوم الجمركية علي الماكينات و المعدات و الآلات اللازمة لاستديو الرشيد لتصير 10% فقط من القيمة الكلية.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: Hussein Mallasi)
|
الجزء الثاني:
يعرض الفيلم كما لخصته الأستاذة فاطمة سعد الدين في السودان الجديد (28/04/196 حكاية أسرة فقيرة في قرية سودانية. يسافر الابن الوحيد الخضر إلى الخرطوم ليلتحق بالكلية الحربية. يجاهد والده "أبو الخضر" و أمه لتحسين المنزل الصغير لكي يليق بمقام الابن الضابط عندما يعود. أبو الخضر مزارع أما الأم فتبتكر شتي المساهمات لتبيعها في السوق المحلية. بالقرية طبيب يهتم بأخبار الأسرة. يحلم هذا الطبيب ذات يوم لن أبا الخضر قد أثرى فجأة و انه فقد توازن شخصيته من جراء ذلك فاخذ يعاقر الخمر و يسهر. يعاتب الطبيب الشيطان لأنه ضلل أبا الخضر فيقنعه الشيطان ان حياة أبى الخضر الجديدة افضل من الاستقامة فينزلق الطبيب أيضا في الاتجاه نفسه. يواصل أبو الخضر الضلال فيقرر أن يتنكر لزوجته الصابرة التي عرفت معه الأيام المرة و يتزوج أخرى و يشيد لها منزلا فخماً.
يعاقر الطبيب الخمر مع آبي الخضر و في إحدى مشادات السكر يقفز الطبيب علي صديقه و يخنقه حتى يموت. عندها يستيقظ الطبيب من الحلم - الكابوس علي اثر طرقات علي الباب. يدخل ثلاثة من شبان القرية ممن وصلوا من الخرطوم بعد أن تخرجوا في جامعة الخرطوم يرحب بهم الطبيب ثم يروي لهم حلمه المقلق ويصطحبهم لمنزل الخضر للتحية. و قبل أن يصلوا للمنزل تفاجئهم النيران المتصاعدة.
شبت النار في المنزل الذي بذل الخضر أبو الخضر و زوجته جهداً كبيراً لإعداده. و في تلك اللحظات يصل الخضر الضابط قادماً من الخرطوم بعد أن تخرج.
و هكذا ينتهي الفيلم بمأساة احتراق الآمال في المنزل الصغير و وصول البن الخريج, الأمل الشاب الذي سيبني لوالديه منزلاً يؤويهما.
و بما أننا لم نشاهد الفيلم فان أي تعليق علي فنياته أو مستواه العلم لا يليق. حسبنا أن نشيد به كمحاولة جادة لعرض الفرق بين الريف و المدينة – و بين الفقر و الغني.. و لأنه ينتهي بالأمل في الخريجين الشباب لإعادة بناء البيت الذي هو السودان.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: Hussein Mallasi)
|
الجزء التالت:
و يستنتج المرء من الوثائق التي تحصل عليها الدكتور احمد محمد علي الحاكم عن الفيلم ان به مشاهد لاحتفالات الختان و مشهد لحفل عرس و أغان و أناشيد تتصل بموسم الحج من الصعب أن يتصور المرء موقعها من تسلسل القصة أو السيناريو. و من تلك الأناشيد نشيد الناس نووا الحج, من كلمات و أداء عبد الرحيم عبد الله, و يقول فيه:
الناس عيدت دقت طبولها و طارها و نحن بقينا في كبسيبة بأمطارها نكافح ليل نهار وأرزاقنا بالقطارة خايفين يوم نموت تصبح حياتنا خسارة للحج نووا و قاموا بالطيارة لكن نحن في الأكل الضروري حيارى يا جامع الكواكب الثابتة و السيارة يا ملك الملوك دي الحالة جود بغيارها
و لقد مضي ربع قرن علي هذا الفيلم الرائد. و درس فن السينما عشرات من السودانيين النابهين و اخرجوا عددا من الأفلام التي لفتت الأنظار خارج الحدود. لكن تطور السينما و دور العرض يعتبران مخيبين للآمال و الأحلام.
و السينما ليست فنا فحسب, إنها صناعة. تعرفت عليها بعض الأقطار في أفريقيا الغربية بعدنا و تفوقت علينا.
و سؤال أخير, أين هؤلاء المبدعون الان ؟ أين الرشيد مهدي و الأستاذ الجليل إبراهيم ملاسى ؟
هل يذكرهم أحد في هذه المناسبة. في وطن يموت أبناءه المبدعون كمدا و حسرة بعد أن تدفن آمالهم و أحلامهم و هم أحياء يرزقون.
خالد المبارك
انتهي المقال ___________________________________ نشر هذا المقال بجريدة الخرطوم يوم الأحد 18/ أبريل 1993م توفي الاستاذ ملاسي في اكتوبر 1994 لم يكن الأستاذ إبراهيم ملاسى قد اصبح يوم ذاك ناظرا لعطبرة الثانوية بل كان أستاذا للعلوم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السينما السودانية .. المدينة الي فقدت لونها وعطرها.. صلاح عبد الرحيم (Re: خالد العبيد)
|
العزيز خالد العبيد لك كل الود
وشكرا لنبشك للموضوع مرة اخري...
كما اشار الاخ ملاسي للبوست السابق خاص الزميلة مريم وهو تقريبا في نفس المنحني
ويبدو ان الامر في غاية الوضوح حيث ان السينما كفن يتطلب نوعا من التخطيط وتدخل
فيه صفة الصناعة كجزء اصيل لصناعته شابه ما شاب كل الاشياء في بلدي...
ماذا تنتظرون من سلطة كهذه لم تراعي ابسط اساسيات الحياة ليقيم الانسان عوده ويمارس
حياته بشكل انساني .... الاحباط كبير وكبير جدا والمعوقات مصنوعة ومصنوعة جدا ومع سبق
الاصرار والترصد... في نفس البوست السابق والذي ذكره ملاسي اشرت الي ان قرار حل
مؤسسة الدولة للسينما أصدره الوزير السابق سيء الذكر عبدالله محمد أحمد...ولا احد حتي
الان يدري لما كان الحل وما هي الجدوي الاقتصادية او الاجتماعية أو.....
فاقد الشيء لايعطيه وعن نفسي اقول انا محبط محبط محبط محبط محبط محبط وفي غاية
الاحباط.... ( اللعبة انتهت)
وكل سنة وانتم طيبين.
هناك الكثير من المعلومات غير دقيقة منها ما ذكره الاخ حسين حول امال واحلام
وايضا منها ... فيلم الضريح فاز في مهرجان قرطاج وليس القاهرة.
فيلم الجمل فاز في مهرجان (ليل) بفرنسا وليس كان
سأحاول مرة اخري الكتابة بالتفصيل وشكرا حبيبنا خالد دائما ما تصحي فينا أشياء
| |
|
|
|
|
|
|
|