دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني
|
اصدر الحزب الشيوعي السوداني كتاباً جديداً بعنوان البحث عن السلام في السودان الكتاب من اعداد وتقديم المناضل الفذ الاستاذ التجاني الطيب بابكر عضو سكرتارية اللجنة المركزية لحزبنا ورئيس تحرير جريدة الميدان وقد اهداني الاستاذ التجاني نسخة مزينة باهداء من قلمه الرشيق لن انساه ابداً اسمحوا لي ان اشرككم في قراءة جزء بسيط من الاهداء قبل ان استعرض لكم التقديم الذى حوى كلمة ضافية عن محتوى الكتاب
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
ومحتويات الكتيب توثق لمواقف الحزب الشيوعي والجهد المتصل الذي بذله خلال الديمقراطية الثالثة ثم بعد انقلاب الجبهة ، كما تعرضه افتتاحيات جريدة ( الميدان ) وبياناته في مناسبات مختلفة ، ولكن الشيوعيين لم يكونوا وحدهم النشطيين في تلك المعركة ، فقد كانت هنالك قوى اوسع بكثير تنادت لانهاء الحرب الاهلية وللقضاء على الاسباب التي اشعلتها . وامتداداً لانتفاضة ابريل ، وبفضل الدور الذي لعبته المقاومة الجنوبية بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في تفجيرها وانتصارها ، تبلور رأي عام طاغ وحركة شعبية واسعة لانهاء الحرب ، وجدا التعبير عنهما في اعلان كوكادام بين التجمع الوطني لانقاذ الوطن ( مارس 1986 ) ثم في اتفاق الميرغني وقرنق ( اغسطس 1988 ) ، وكان برنامج 4 مارس 1989 ، وحكومة الوحدة الوطنية التي انبثقت عنه من القمم التي بلغتها هذه الحركة الشعبية الواسعة . ان التقديم الأدق والأوجب لكل ذلك يستحق جهداً اكبر كثيراً في التوثيق . ويجد القارئ ضمن هذا التقديم ( كلمة الميدان ) يوم 28 مارس 1989 ، غداة اول اجتماع لحكومة برنامج 4 مارس الذي اجمعت عليه كل القوى النقابية والسياسية السودانية باستثناء الجبهة الاسلامية . وفي ذلك الاجتماع تبنت الحكومة رسمياً اتفاق الميرغني قرنق وشكلت لجنة وزارية واسعة التمثيل للشروع في عملية السلام .
واواصل
| |
|
|
|
|
|
|
شكر (Re: خالد العبيد)
|
مشكور علي الجهد اخي خالد ونحن في انتظار المزيد من الكتابات الشيوعية الصادقة والعميقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
مواصلة لمقدمة الكتاب
ويستطيع القارئ ان يتابع ما احاط بعملية السلام هذه من عطلة وتقصير وعثرات وعقبات ومؤامرات ساعدت بعد ثلاثة اشهر على نجاح الجبهة الاسلامية في تنفيذ انقلابها على الديمقراطية والسلام في 30 يونيو 1989 ، وبررت الجبهة انقلابها الغادر بالاسباب التي نجدها في كل ( بيان اول ) . وسعت الجبهة الى تغطية علاقتها بالانقلاب وتضليل الرأي العام السوداني والاجنبي بمجموعة من الحيل . ولكن تكشف خلال فترة وجيزة ان الجبهة الاسلامية بقيادة امينها العام ( المعتقل ) بسجن كوبر مع القادة السياسيين الآخرين ، هي التي خططت للانقلاب ونفذته . وأقامت الجبهة نظاماً ديكتاتورياً دموياً ارتكب من الجرائم ما لم يسقط بالتقادم . وكان مخططها يشمل سحق ارادة الشعب السوداني وتحقيق انتصار عسكري كاسح في الحرب الأهلية واقامة دولة ثيوقراطية في السودان تتمدد بالتآمر والارهاب لتصبح امبراطورية كبرى عاصمتها الخرطوم . لكن هذا المخطط تناثر اشلاء امام صمود الشعب السوداني ومقاومته الباسلة ونضاله المسلح ، مما بدد اوهام الجبهة والحق الهزيمة بمشروعها ( الحضاري ) كله . وتحت ثقل العزلة والضغط الاقليمي والدولي قبلت الخرطوم على مضض الدخول في مفاوضات استغرقت سنوات من المماحكة والمراوغة والتعنت قبل التوصل الى الاتفاقات التي وقعت قبل اشهر ، وهي اتفاقات ماتزال مفتوحة بسبب تلكؤ الحكومة ، بينما تبدأ مفاوضات جديدة حول نفس القضايا في كل من ابوجا والقاهرة . والحكومة اذ تضع برتكولات نيفاشا في المقعد الخلفي كما يقولون ، تلوح بالترغيب والترهيب في وجه الآخرين ، ناسية ان ضعفها وعزلتها باديان للجميع .
واواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
وهذا استمرار لمنهج المراوغة الذي مارسته وأدمنته الحكومة يحدوها وهم اطالة حياتها . ففي حين كان مطلوباً ومتاحاً التفاوض من منبر واحد تشارك فيه كل القوى الوطنية من اجل حل ديمقراطي عادل وشامل يعالج كافة جوانب الازمة السودانية ، اختار النظام منهج تجزئة القضايا والسعي لتفكيك المعارضة . انه يحلم باللعب على تناقضات متوهمة وبالتقافز من منبر الى آخر ، مما يظنه يتيح له مخرجا. ولكن الازمة السودانية تصرفت مثل المرض الخبيث الذي ما ان يغلق في موضع من الجسد المريض حتى ينفجر في موضع آخر . في سياق نهج النظام . تلفت النظر تصريحات ادلى بها مؤخراً النائب الاول لرئيس النظام " الانقاذ " ، تسويق رؤيته للبروتكولات التي وقعها في مايو الماضي مع الدكتور جون قرنق . وجاء في تلك التصريحات ان البروتوكولات تقوم على العدالة والشمول ، وانها بنيت للتؤسس لمجتمع فيه مساحة لكل الوان الطيف السياسي والمعتقدات الفكرية وانها جهد بشري مفتوح للنقد والتجويد ، ودعا لدراستها والتقدم بقترحات حولها ، ونصح من يحملون السلاح بان اقصر الطرق لتحقيق المطالب هو الجلوس الى مائدة الحوار كما دعا من يعارضون في الخفاء وفي الخارج ( في اشارة للشيوعيين والاتحاديين ) للعودة لان الحريات وحقوق التنظيم متاحة ومكفولة !! كلام جميل شكلاً ، يستحق عبارة ( أفلح أن صدق ) . ورغم كل تجربتنا من الجبهة الاسلامية وعلي عثمان نفسه ، فاننا نأمل ان يصدق ، والا ينطبق عليه قول المصريين ان الكلام ليس عليه جمرك . ولعل اكبر معيار لجدية وصدق النائب الاول هو ان يراجع سجل حكومته ، وموقعه فيها معلوم ، فيما يتعلق بالحديث عن منهج الحوار ومنها السلاح ، وان يبدأ من تصحيح ذلك السجل وليس من نقطة معلقة معزولة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
ونتنازل عن اي مطلب بانتقاد الذات على ما مضى . فكثيرون قالوا ليس من العدل اعتقال شخص او مجموعة في لحظة او لحظات تاريخية فاتت ، وان في ما قاله النائب الاول افكاراً وتوجهات جديدة . ولكن الباب مفتوح امامه ليقرن القول بالعمل . الواقع ينفي الحديث عن كفالة الحريات وحق التنظيم . وحكومة الخرطوم مازالت تشهر السلاح في وجه الشعب . كما ان النائب الاول لن يصعب ان يجد اطناناً من الآراء والمقترحات حول برتوكولات نيفاشا من مجتمع لن ينتظر دعوته لدراستها ونقدها وتقويمها وتقديم اقتراحات بديلة . وقد طالبنا من قبل ، على ايام ( المبادرة المشتركة ) ، بتهيئة مناخ افضل للتفاوض . وما زال ضروريا الاستجابة لمطلبنا هذا ، ونحن نبدأ التفاوض بالفعل وذلك بانهاء حالة الطوارئ واطلاق المعتقلين ووقف الاعتقالات والاستدعاءات ورفع الرقابة عن الصحف ، وغير ذلك من الافعال الدالة على الجدية ، بدلاً من الاقوال عن توفر الحقوق والحريات في بلد تقيد قوانينه الأحزاب والنقابات والندوات ، وما زالت الحكومة تعتقل مواطنين ارادوا ان يسهموا بدون خفاء في حل أزمة دار فور التي كانت صنعها هي دون غيرها .
| |
|
|
|
|
|
|
ت (Re: خالد العبيد)
|
ربما تبدو بعض الاحكام والتقديرات التي تضمنها هذا الكتيب ، وكأنها فقدت صدقها وتاريخها ، مثل الحديث عن " اجتثاث سلطة الجبهة من الجذور " . ولكن الاهداف انواع ، منها ما يتم بضربة واحدة ، ومنها ما لا يمكن ان يتحقق الا عبر عملية ممتدة . ونضال الشعب السوداني ضد مخطط الجبهة وسياستها وآثار حكمها المدمر لم يبلغ نهايته . ولكن عندما يفعل ، فلا بد ان يتمثل المحصول النهائي لذلك النضال في محو كل ما سعت الجبهة لتحقيقه ، في اجتثاثه من جذوره . ان معركة السلام والحل العادل الشامل مازات مفتوحة ، وان قضاياها الاساسية مازالت مطروحة . و "وكلمة الميدان " المنشورة مع هذا التقديم تستهل حديثها بعبارة " تحقيق السلام لن يكون عملية سهلة " . ان مرور 15 عاماً تلك الكلمة لم يقلل من صدق ما جاء فيها . ونأمل ان يجد القارئ في هذا الكتيب ما يعين على تبين الطريق .
القاهرة اغسطس 2004 التجاني الطيب بابكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: حسام يوسف)
|
الأخ خالد العبيد
تحياتي
شكرا على طرح الكتاب الجديد. سؤالي من أين يمكن الحصول على هذا الكتاب،؟ الموضوع حائز على إهتمامي جدا حيث أهتم بدراسة المحتوى الفكري لموقف الشيوعيين من قضايا الأقليات إذ ثمة مشكلة ما تبدو بتأمل مواقف الحزب من قضايا الأقليات، و تحدثك بذلك قضية الجنوب نفسها، و القضية الأريترية التي توجب على الحزب لاحقا تصحيح موقفه منها، و الآن قضية دارفور تشي بنفس العطب الأيديولوجي، إذ لا موقف رسمي من القرار 1593 و هو في ذاته عطب فكري و تكتيكي فالحزب يتفادى طرح موقف صريح من هذا القرارو مثل هذه القضايا لا يتم التعامل معها بمثل هذه الذهنية العتيدة المعطوبة.كمأإن الجزء الذي صدر من كتاب "سليمان حامد" "دارفور... وضع النقاط على الحروف" لم يقدم أي أجوبة لهذا الصراع قدر ما إنهمك في إلصاق الجريمة بالجبهة الإسلامية و حكومتها و هي زاوية محدودة للتعاطي مع الإشكال ككل و غير ذات فائدة على الأقل الآن (و هو تأريخ صدور الكتاب) فالقرار 1593 يأتي متجاوزا ذلك بتحديد المسئزل عن تلك الفظائع و يضع صيغة لمحاسبته، عموما أنا منهمك في إعداد مقاربة بين مواقف الحزب الشيوعي من قضية الجنوب، دارفور و القضية الأريترية و البحث عن المراجع هو أقرب إلى مهمة مستحيلة فالموقع على الإنترنت يفتقر لأي مادة تفيد في هذا المسعى.
تشكر مرة اخرى و أرجو إرشادنا فيا يتعلق بكيفية إمتلاك نسخة من الكتاب فالكتاب مكتوب للقراء و يتوقع منه أن يرفد المكتبة السودانية أليس كذلك؟
لك الإحترام
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
ح (Re: خالد العبيد)
|
العزيز حسام يوسف لك تحيات الورد ومشكور على الطلة الجميلة من هنا وسأحاول قدر جهدي ووقتي ان اكون على حسن الظن لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
العزيز خالد لك الشكر الجزيل على هذا العرض . حقيقة المكتبة السودانية تفتقد للكثير من مثل هذه الكتابات الجادة . أظننا موعودين بالكثير إذا عاد الإستقرار لسوداننا الحبيب . آمل أن أتمكن من إقتناء نسخة من هذا الكتاب ، وأناشد أسرة تحرير الميدان من نشره أسوة بكتاب الأستاذ سليمان حامد .
مرة أخرى لك الشكر والسلام للأسرة الكريمة . صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
ص (Re: خالد العبيد)
|
العزيز صلاح لك تحيات الورد وشكراً لطلتك البهية وانا مثلك اتمنى ان ارى الكتاب على موقع الميدان لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
س (Re: خالد العبيد)
|
العزيز سلطان لك تحيات الورد كل الشكر لمرورك من هنا اتمنى انت تثري هذا البوست بمزيد من الوثائق لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: س (Re: خالد العبيد)
|
الأخ خالد العبيد
لك التحية
Quote: العزيز مرتضى جعفر لك تحيات الورد الكتاب متوفر الآن في مصر الشركة الطابعة مقرها هناك ومن السهولة الحصول عليه من القاهرة |
يا سيدي مشكور، لو تكرمت تمدنا بإسم الشركة الطابعة دي تكون عملت فينا خير.
Quote: وأتمنى لك كل التوفيق في دراستك وبحثك القيم عن المحتوى الفكري لموقف الشيوعيين من ما اسميته انت ـ قضايا الاقليات ـ مشيراً الى قضية الجنوب ـ ودارفور ، ثم ارتريا وموقف الحزب منها . اولً لماذا اسميت هذه المناطق اقليات ؟ واقليات ممن ؟ وبالتالي من هم الاغلبية ؟ فجنوب السودان الذي تعادل مساحته يوغندا وكينيا مجتمعتين ليس باقلية لا من حيث المساحة ولا الثروات داخل الارض وخارجها ولا التعداد السكاني ولا الموروث الثقافي فبأي منظار تنظر اليهم كأقلية ؟! وانا اعني ما اشرته اليه انت للجنوبيين او اهلنا في دارفور بحسبهم اقليات |
ياخي تشكر على إحساسك الجميل تجاه بحثي القيم ده و نتمنى ليك فيهو مخلصين الإسهام، ما تفضلت به من أسئلة حول فهمي لكون الجنوبيين و الفور قاطني إقٌليم دارفور اقلية، لم يزل حكم إنهم أقلية عليهم فالمفهوم يا سيدي أوسع من هذه الدلالات الجغرافية و العددية و المتعلقة بالمساحة، فالمفهوم سياسي، ثقافي، إجتماعي و إقتصادي و ديمغرافي و يمكن أن يتسع لأن يشمل التهميش من هنا فإن الشماليين (ليس الشمال الجغرافي طبعا كما تفضل القائد ياسر عرمان بل التقافي، الإجتماعي و السياسي فمن هذا المنظور أو المنظار فهم أقلية نسبة لسيادة الشماليين في تلك المستويات و ظننت و أنا أكتب ذلك أنه من ثوابت الحياة التي لم أتوقع جدال عليها لكن تاتي الرياح هكذا في هذا الشرق.
عموما و عشان أقول إنني حصلت على الدراسة ديك الفاتتني يوما ما أستقطع الآتي من مداخلة ما:
Quote: Very grateful to you for making the effort |
لك الإحترام يا خالد
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: س (Re: Murtada Gafar)
|
الاخ خالد العبيد
لك تحياتى
سوف احاول ان اساهم معك فى نشر الكتيب فى المنبر,لو سمحت الظروف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: س (Re: elsharief)
|
Thanks elsharief... For the benefit of the readers I re-post the PR issued bt SCP on 11/21/2005 regarding the UNSC resolution 1593:
الحزب الشيوعي ومأساة دارفور الحزب الشيوعي ومأساة دارفور
ذكرنا من قبل وسنظل نكرر إن مأساة دارفور التي لفتت انتباه العالم أجمع، قضية سياسية وهي جزء لا يتجزأ من الأزمة العامة التي تواجهها البلاد ولا يمكن حلها إلا عبر التفاوض السياسي.
وبما إن سلطة الجبهة القومية الإسلامية في مطلع أيام استيلائها على السلطة لعبت دوراً أساسياً بقيادة الدكتور حسن الترابي في تصعيد الأزمة لتصبح دارفور الكبرى حزاماً أمنياً لدولة إسلامية عربية إذا ما دارت الدوائر على هذه الدولة، فإن ذات المخطط يتواصل الآن وفق سيناريوهات مختلفة رغم الفشل الذريع الذي مني به بعد انفضاحه داخلياً وعالمياً.
غير إن أخطر مافي هذا المخطط انه وضع دارفور في جحيم حرب أهلية استئصالية متصاعدة وقودها إنسان دارفور المسالم الذي يواجه ببشاعة غير مسبوقة: القتل والحرق والنهب والاغتصاب والقسر على النزوح والتشرد وكل صنوف العذاب ... بل يضع البلاد كلها أمام خطر الاحتلال الأجنبي المباشر بعد ان أصبحت في واقع الأمر محمية يقرر في مشاكلها العديد من الدول بعد أن صارت مهدداً أمنياً للبلاد والإقليم.
إن حزب المؤتمر الوطني الذي يمثل الأغلبية في الحكومة وسلطة إصدار القرار غير موثوق به في أي تصريح يصدره عن حل للأزمة ... والدليل على ذلك عدم انصياعه لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة: 1590، 1591، 1593 القاضية بتجريد مليشيات الجنجويد من أسلحتهم وهم يمثلون الذراع المساعد لقوات السلطة النظامية الأخرى في تنفيذ مخططاتها، ورفضها بكل صلف تقديم المجرمين المتورطين في وضع المخططات وهم في قمة أجهزة الدولة، وكل الذين ارتكبوا جرائم القتل والحرق والنهب والاغتصاب للمحاكمة والإصرار على عدم السماح للمحكمة الدولية بمباشرة عملها في السودان.
من جهة أخرى فإن الاتحاد الإفريقي الذي كان مؤملاً أن يساهم في حل الأزمة يعاني من الضعف البين في تفاصيل إمكاناته المختلفة ولهذا فهو أكثر عجزاً أمام حل الأزمة.
لهذه الأسباب مجتمعة أخذ الوضع في دارفور يتدهور بوتائر عالية وتتفاقم مأساة مواطنيه.
أمام كل ذلك يصبح الحل بيد الشعب السوداني ولا أحد سواه وكل ما يأتي من الخارج لن يتعدى دور المساعد كما أكدت التجربة الماثلة.
هذا الحل يكمن في:
- استمرار المفاوضات السياسية بين الحكومة والمقاومة المسلحة بهدف التقسيم العادل للسلطة والثروة لصالح جميع أهل دارفور والاستجابة لمصالحهم العادلة في إدارة شؤونهم بأنفسهم وحقهم في المشاركة في كافة أجهزة الدولة المركزية التشريعية والتنفيذية ومجلس رئاسة الجمهورية.
- الضمان الأساسي لاستجابة الحكومة لهذه المطالب لن يتم ولن ترضخ له السلطة ما لم تتوحد كلمة وإرادة مواطني دارفور على اختلاف قبائلهم وأحزابهم وعلى رأسهم حركات المقاومة المسلحة وتصفية الانقسام الحالي في حركة تحرير السودان والذي يصب في طاحونة السلطة وسياسة حزب المؤتمر الوطني القائمة على (فرق تسد).
- وبما إن الحزب الشيوعي عضو فاعل في الملتقى الخاص بدارفور الذي جمع معظم قوى المعارضة في دار حزب الأمة في 9/11/2005، فإننا ندعم التوصيات وما هو إيجابي في القرارات التي خرج بها وتوحدت حولها قوى المعارضة ونركز على:
* الحل القومي لأزمة دارفور وفك احتكار الحكومة وشمول حل الأزمة بديلاً للحلول الجزئية والانفرادية الفاشلة.
* دعم وتوسيع مبادرة الرزيقات لتشمل كل القبائل الكبيرة في المنطقة على طريق تكثيف الجهد الشعبي لحل الأزمة.
* عقد مؤتمر عام لأهل دارفور تحت رقابة المجتمع الدولي لإزالة الغبن والمظالم بمشاركتهم في قسمة السلطة والثروة.
* عقد مؤتمر قومي جامع لتأكيد المعالجة القومية وتضمين ما يتم الاتفاق عليه في الدستور القومي الانتقالي بحضور دولي وإقليمي مع الحكومة والحركات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية والأحزاب السياسية ... الخ.
* العمل الجماهيري الشعبي المثابر الذي تشترك فيه كل قوى المعارضة برفع المذكرات وغيرها من الوسائل النضالية المجربة التي تمثل الضمان والشرط الأساسي لتحقيق المطالب. فقد أكدت تجارب شعبنا استحالة هزيمة الجماهير الموحدة والمنظمة والمصممة بوعي وإرادة وإصرار على الانتصار.
سكرتارية اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي السوداني
21/11/2005
| |
|
|
|
|
|
|
ا (Re: خالد العبيد)
|
العزيز ود الشريف لك تحيات الورد شكرا كتير ليك وعشت ابو الزمل ومعا في الدرب الصعب
| |
|
|
|
|
|
|
; (Re: خالد العبيد)
|
العزيز مرتضى لك تحيات الورد ابدأ من اهم النقاط التي تريد ان تتجاوزها قلت في ردك الاخير : ( لم يزل حكم انهم اقلية عليهم ) من يا عزيزي هذا الحكم الذي حكم على ابناء الجنوب ودارفور بانهم اقلية ؟ وتريد ان تعلمني بـ ( فالمفهوم أوسع ) لا بأس ولكن لا تستقطع مداخلاتي بطريقة ( ويل للمصلين ) انا لم اعدد لك ان المفهوم ينحصر في الجغرافيا والمساحة فقط قلت المساحة + الثروات داخل الارض وخارجها + السكان + الثقافة وكذلك تضيف بان الشماليين بثقافتهم ووضعهم الاجتماعي والسياسي ينظرون الى تلك القوميات بانهم ( اقلية نسبة الى لسيادة الشمال في تلك المستويات ) وتخلص الى انك ( ظننت انه من ثوابت الحياة ) واتعجب من ( باحث )( يظن) وانت الادرى بان بعض الظن ًًإثم ن بل واثم لو تعلمون عظيم في مثل هذه القضايا وعليك ان تعلم ان الشيوعيين لم يشيروا في اي وثيقة او بيان او دراسة بان تلك المجموعات اقلية ( ويمكنك ان تراجع وثيقة هامة نشرها الحزب قبل استقلال السودان بعنوان موقف الحزب من قضية الجنوب قبل اندلاع الحرب نشرت في جريدة الصحافة العدد 422 بتاريخ 28 / 9 / 1954 من القرن الماضي !! وستجدها في موقع الميدان ( الفقير )!! كما تجد غيرها
واواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
مرتضى قلت ان كتاب سليمان حامد ( نوع من الدعاية اصبح مملاً وممجوج .. لن اتقدم بطلبي تأسيساً على هذه الدعاية الرخيصة ) سلامة تحليلاتك يأخي وسلامة عيونك .. لن اجاريك في هذا الاستهبال وحشر الكلام في غير موضعه وعن اي قوائم تتحدث ! لم يذكر الكتاب على الاطلاق اي قوائم ما كتبه الاستاذ سليمان حامد اسماء الذين وقعوا على مذكرة باسم التجمع العربي رفعت للسيد الصادق المهدي 1987 اما عن موقع الميدان فسأعمل بنصيحتك الغالية وهي كما ذكرتها ( قصروا الكلام ) تريدنا ان نمدك بمعلومات ونلقمك اياها هكذا من الايد للخشم لا يا عزيزي سنقصر الكلام ونترك لك اجر الاجتهاد والبحث المضني في صفائح الحاج يوسف وان شئت واستطعت الاتصال باجهزة الامن من زمن عبود مروراً بالنميري والبشير فيمكنك الحصول على وثائق حزبية مصادرة منذ تلك العهود وان لم تشأ فانتظر الديمقراطية الجاية ! بعد ان تعود دار الوسيلة للطباعة والنشر ستجد انشاء الله ما يعينك على بحثك الخطير ودمت
تخريمة الشركة الطابعة للكتاب في القاهرة هي
الشركة العالمية للطباعة والنشر لصاحبها الاستاذ الشيخ عووضة العنوان 7 شارع ممر ناصر حدائق المعادي ـ القاهرة المراسلات صب 202 محمد فريد 11518 ادارة المبيعات موبايل 0127910431 ايميل [email protected]
( قصرنا ) معاك !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
Dear Murtada Thanks for the information.Regarding your on going research about the SCP and the national question in Sudan,I wonder if you get in touch with Dr. Richard Lobban or Abdelfadhil as his Sudanese friends call him. Richard is a Sudanist professor, and a good friend of Sudan who worked closely with the late Joeseph Garang during the period 1969- 1971. Also you can contact Dr. Ali Bob, the former dean of Economics at Juba University. Feel free to contact me if you need any assistance. Wish you luck in your research Elmoiz Abunura
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الاعزاء جميعاً لكم تحيات الورد اواصل عرض الكتاب القيم الذي اصدره الحزب الشيوعي عن السلام وابدا بالكلمة التي تصدرت صدر الافتتاحية التي كتبها الاستاذ التجاني الطيب ولكم الود
السلام يحتاج الى جهدنا جميعاً تحقيق السلام لن يكون عملية سهلة . وقد يعلق البعض على هذه العبارة بانها تحصيل حاصل . وهي كذلك . غير ان الظروف تستوجب احياناً قول ( تحصيل حاصل ) وتأكيده . ونحن الآن امام بعض من يرون ان كل ماهو مطلوب لأجل السلام هو ان يصدر قرار من مجلس الوزراء يتبنى مبادرة 16 نوفمبر وتشكيل لجان لمتابعة مختلف الجوانب ، وبعد ذلك تصبح عملية السلام نزهة . وهذا تبسيط مخل . فالحرب الدائرة الآن ، كما نعلم جميعاً ، ليست حدثاً اعتباطياً ، وانما هي نتاج لتفاعل وتشابك وتداخل مشاكل وعوامل وعناصر لا حصر لها ، اجتماعية وقومية واقتصادية وثقافية وسياسية . انها نتاج كل ما شكل السودان المعاصر ولم يجد له حلاً حتى الآن . وعندما نتحدث عن استتاب السلام فأننا نعني العملية التي تمتد من وقف اطلاق النار وعقد المؤتمر الدستوري الى الاتفاق على صياغة شكل ومحتوى الحكم في السودان . وذلك يعني اننا لابد ان نتحدث عن السلام بمفهوم جديد لا يقتصر على ايقاف القتال الدائر الآن وحسب ، وانما يعني ايضاً استبعاد الحرب نهائياً كمنهج لحل المشاكل القومية والاجتماعية والسياسية . ومن هنا اقتناعنا بان عملية السلام شاقة ومعقدة وبانها تحتاج الى جهد السودانيين جميعاً لانها تهمهم جميعاً . وقد اتيح لنا ان نقول مراراً من قبل على سبيل المثال ، ان الجبهة الاسلامية لا ينبغي ولا يمكن ان تعزل عن تلك العملية . وسنؤيد كل جهد لاشراكها فيها ما لم ترفض هي ذلك . وفي هذه الحالة ستبرهن هي بالدليل العملي على انها تضع نفسها خارج النضال في سبيل المصلحة الكبرى الأولى لشعبنا . وفي نفس الوقت فان علينا جميعاً ألا نركن الى الاعتقاد بأن الحركة الشعبية هي المعبر الوحيد عن رأي الجنوبيين ، أو ان الجنوبيين مجمعون كلهم على رأي واحد . ولهذا فان المطلوب هو أخذ كل الآراءئ والاتجاهات في الاعتبار . وبأختصار فان علينا ان نعبئ كل الرأي العام السوداني وراء عملية السلام . وهذه ليست امنية عاطلة بل هي هدف ممكن التحقيق . واذا كنا واقعيين فسوف ندرك ان اي ثغرة يمكن ان تنفذ منها خميرة لتهديد السلام . ولذلك يصبح المطلوب بذل أكبر جهد فكري وعملي لاجتذاب السودانيين كلهم الى عملية السلام .
كلمة الميدان بتاريخ 28 / 3 /1989م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الخميس 8 /أغسطس 1985
حتى لا تتكرر تجربة 1965 لابد أن ينتاب القلق كل الحريصين على مستقبل الديمقراطية البرلمانية والوحدة الوطنية من الاتجاه المتسارع لإجراء انتخابات الجمعية التاسيسية حتى ولو استثني الجنوب منها بسبب أوضاعه الأمنية . فرغم إن الفريق تاج الدين مثلا حرص في تصريح أدلى به مؤخرا إلى ضرورة اشتراك الجنوب في الانتخابات القادمة الا إن حديثه اللاحق في نفس التصريح حول حركة تحرير شعب السودان والعقيد جون قرنق لا يمكن الا أن يقود المرء إلى الاعتقاد بان الفريق تاج الدين يئس تماما من إمكانية الوصول إلى تفاهم . بالرغم من كل ما لهذا من انعكاسات سلبية على مجمل الوضع السياسي . وتتسم نبرة أجهزة الإعلام الرسمية ، المسموعة والمرئية ، اكثر فاكثر بالتحريض العدائي ضد العقيد جون قرنق وحركته على نحو لا يختلف الا قليلا ـ وفي التفاصيل ـ عما كانت عليه الحال في ظل حكم السفاح . لقد أعلن الحزب الشيوعي انه يدعم كليا إنهاء الفترة الانتقالية في مدتها المحددة . وبرهن على حديثه في انه كان أول حزب يتقدم بتصوره عن قانون وقواعد الانتخابات . ومن نفس منطلق الجدية أكد الحزب الشيوعي على ضرورة الوصول إلى اتفاق مع حركة تحرير شعب السودان حول إجراء الانتخابات في موعدها إذا أرادنا أن تجرى الانتخابات في كل السودان وألا نكرر تجربة 1965 . غير إننا ما نزال نعتقد إن عدم إعلان سياسة واضحة من الدوائر المسؤولة هو العقبة الأساسية أمام الوصول إلى الحوار والاتفاق . كما لا نزال تعتقد بان البحث عن مخرج من الأزمة الراهنة عبر تغيير سياسات بعض الدول المجاورة لقاء اتفاقات خاصة معها هو حرث في البحر . الطريق الوحيد هو مواجهة القضية ومعالجتها بصورة مباشرة. بدون ذلك يصبح استتباب الأمن في الجنوب خرافة ، رغم الحديث عن إن الموقف هناك (لصالح القوات المسلحة). ومن ثم يصبح الحديث عن إجراء الانتخابات لكل السودان في وقت واحد خرافة! وفي هذا من الضرر ما لا يخفى على أحد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/كلمة الميدان الأحد 18/ أغسطس 1985م: لمن تدق طبول الحرب؟ جاء في الأنباء إن السيد وزير الدفاع وجه الدعوة لقادة الأحزاب السياسية للتجمع النقابي وممثلي وسائل الإعلام لاجتماع مشترك يعقد غدا / الاثنين/ بغرض التنوير – فيما أعلن – والتشاور حول الوضع الأمني في جنوب البلاد وغربها… والفكرة ، في حد ذاتها تجد منا الترحيب بالرغم من إنها تأتي متأخرة ، وكان بالإمكان أن تشمل العديد من القضايا الهامة الأخرى خاصة وقد طالبنا بذلك من قبل. والمؤسف أن تأتي الدعوة للتشاور وقد سبقها ورافقها في ذات الوقت جو مشحون بالإثارة ومناخ مشبع بالتعبئة تمثل في تصريحات اللواء عثمان الأمين حول مذكرة موكب بعض أبناء كردفان ودارفور وتصريح اللواء فضل الله برمه بالأبيض حول تسليح المواطنين. وما يصدر من تصريحات لا يفصح عن حقيقة القرار وكيفية تنفيذه ، وفيها كثير من الغموض الذي يتطلب التوضيح آخذين في الاعتبار تضارب التصريحات. كما نلحظ كلاما يطلق عن قوى خارجية غير محددة. وهذا أمر خطير ولا يمكن المرور عليه بلا مبالاة ، وهو يذكرنا بتصريحات وعنتريات الدكتاتور نميري، وكأنما أعيدت الحياة لخطبه ونبشت ملفاته وأزيل عنها التراب . وإذا كان الموقف من أمريكا معروفا وتوصف بالصديق ، فمن حقنا أن نستنتج إن التلميح إلى القوى الخارجية المجهولة إنما المعني به إثيوبيا وليبيا والاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي. وللأسف أيضا فان هذه نغمة باهتة واسطوانة مشروخة لا تفيد ولا تقدم خطانا نحو حل المشاكل ، ومن شأنها أن تعوق الجهود المبذولة ، وتشكل خطرا يهدد الديمقراطية وتكون منطلقا ومبررا للإجهاز عليه. لقد ساندنا موقف التجمع في إرساله لوفد منه للتفاوض مع جون قرنق ودعوته للمشاركة. ومرة أخرى نؤكد تمسكنا ذلك الموقف ونرى إن الظروف تفرض متابعته بإعادة إرسال وفد آخر لقرنق ودعوته للمشاركة في العمل السياسي بصرف النظر عن رأيه في المجلس العسكري لان الابتعاد عن الحوار والمشاركة لا يقربنا من إيجاد الحلول… والمتابع للأحداث المتلاحقة والمتصلة بالحالة الأمنية يلمح محاولات نقل الصدام المسلح للغرب. ولكن علينا أن لا نخلط الأوراق . فالصراع القبلي لغرب السودان صراع قديم يمتد إلى أكثر من عشرين عاما باعتراف مذكرة موكب الثلاثاء الماضي… وهو السابق لحركة قرنق. ومعروف إن ذلك الصراع كان ينشب ويدور حول المراعي ومواقع المياه بين قبائل تلك المناطق. ويقيننا إن الزج باسم قرنق فيما يدور من صراعات في الغرب لا يفيد بشيء ، ويصرف أنظارنا عن رؤية الأسباب الحقيقة لصراعات القبلية والصدامات الدموية وبالتالي يبعدنا عن محاولات الوصول لحلها أو إيجاد صيغة تمنع تكرار وقوعها. وعلينا أن نضع الأمور بمنتهى الموضوعية – بعيدا عن العواطف الملتهبة – في حجمها الطبيعي وان نسعى بجد وصدق مفعم بالإخلاص لإيجاد الحلول . ونرى أنه من المهم والعاجل أن يوقف نزيف الدم المراق حاليا عبر الحوار والتفاوض بروح المسؤولية… وهو أمر ليس باليسير ويحتاج إلى قدر من الصبر وسعة الصدور والمثابرة وبعد النظر مع فهم دقيق لطبيعة المشاكل. فالضيق والعجلة والإثارة لا تؤدي إلى نتيجة إيجابية إنما تقود إلى طريق مسدود. ومن هنا فنحن ندعو التجمع النقابي والوطني للاضطلاع بدورهما أخذ زمام المبادرة وبذل الجهد ومتابعة ما بدأ … ولا حرج في متابعة المناقشة مع حركة تحرير السودان ونحن على يقين بان حركة تحرير السودان لا تستطيع وحدها ومنعزلة أن تحرر السودان، لا عسكريا ولا سياسيا. كما إن الجيش لا يستطيع في الظروف القائمة أن يحقق نصرا عسكريا. وهذا جهد مهدر وطاقة مبدد خيرا للوطن وابناء الوطن توظيفها لحل القضايا الأساسية للخروج بالسودان من دوامة التمزق والتخلف إلى رحاب الوحدة والبناء. ولتتحول طبول الحرب وصيحاتها إلى أناشيد وأنغام التماسك والتغلب على مصاعب التطور والدفاع عن مكاسب الانتفاضة وتطويرها.
| |
|
|
|
|
|
|
4 (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان / الثلاثاء 10 سبتمبر 1985م: علينا أن نوفر الجو الصالح للحوار. أحسنت القياد العامة صنعا أمس لتجاوباها الفوري مع ما طالبت به الحركة الشعبية لتحرير وشقها العسكري… وذلك بإعلان توفير الضمانات الأمنية لمندوب الحركة الذي أعلن انه سيحمل رسالة برأيها في التفاوض إلى قائد حملة الناصر. ونأمل بصدق أن تتلو هذه الخطوة خطوات حتى يتوفر الجو المناسب للحوار وحتى يتحقق الوصول إلى الحل السلمي. ولابد وقد فتح المنفذ أقاول، أن نوفر كل الظروف التي يمكن أن تساعد لتحقيق ذلك الهدف. ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن هو الدقة والحرص فيما تنقله وسائل الإعلام المختلفة ومن بينها الصحف خصوصا تلك التي ما زالت مملوكة للحكومة. ومن حق الآخرين أن يفترضوا إنها تنطق باسمها. لقد لاحظنا، للأسف ، إن إحدى هذه الصحف قد نشرت أمس وفي صدر صفحتها الأولى وبالخط البارز خبرا ملخصه ونصه(إن قرنق لا يمثل القاعدة الشعبية بالجنوب) وتحمل صياغة الخبر دلالات كافية على إن مصدره هو السيد رئيس اللجنة السياسية التابعة للمجلس العسكري الانتقالي أو عضوا آخر من أعضاء اللجنة أو متحدث باسمها. ونشر مثل هذا الخبر- حتى إذا كان صحيحا مائة في المائة – أمر لا يخدم غرضا في هذه المرحلة ويوحي بان الغرض منه نسف ما تحقق حتى هذه اللحظة للتقدم في مجال فتح الحوار مع قيادة الحركة الشعبية بتحرير السودان. لقد دقت طبول الحرب – عبر وسائل الإعلام – قبل بضعت أسابيع وكانت وراءها جماعة معينة واتجاهات محددة لا يخف غرضها على أحد ولكن السيد رئيس المجلس العسكري الانتقالي تصدى لذلك الهوس في حينه وتحدث حديثه العابر الحكيم فالقم دعاة الحرب حجرا واسكت أصواتا أوشكت أن تغضي على كل أمل في الحوار والتفاهم. لقد كتب الزميل محرر (الأيام) في عددها الصادر أمس ، وبعد عودته من أديس أبابا ، مقالا رئيسيا حول المشكلة تميز بكثير من الروية وبعد النظر . فهو مثلا يدعو لتحرك الأحزاب والتجمع تحركا فعالا لأن المرحلة مرحلة حوار سياسي قبل أن يكون حوار حكوميا ، وهو مثلا يدعو لعدم الإحساس بخيبة أمل إن بدت الشروط التي تحملها الرسالة الأولى القادمة غير معقولة. إن المشاكل المتراكمة عبر السنين وعمق الخلافات والمرارات السابقة والاقتناع التام بان لا حل للمشكلة القائمة إلا عن طريق الحوار كل هذا يجعل الصبر والمثابر والحرص على نجاح المفاوضات وتهيئة المناخ لذلك واجبا مقدما على كل ما سواه.
| |
|
|
|
|
|
|
5 (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان / الثلاثاء أول أكتوبر 1985 اهو نكوص عن سياسة الحوار ؟ كشف التحقيق الأولي في قضية التمرد الأخيرة ، وفق ما أعلنه الوزراء المسؤولون ، عن إن هناك تآمرا عنصريا واسعا شمل عسكريين ومدنيين وامتدت حباله إلى خارج السودان ، فقد أعلن رئيس الوزراء في بيان رسمي إن المخطط يتلقى دعما خارجياً وانه كان سيبلغ ذروته بوصول طائرة من دولة أجنبية تحمل قادة التمرد وأعوانهم إلى الخرطوم . وتم القبض ، فيما أعلن رسميا أيضا ، على المنفذين الا قلائل ، كما تم القبض على المتهمين بالقيادة ممن يقيمون داخل البلاد . إذن فلم يبق الا أن نتابع التحقيق الدقيق العادل وننتظر كلمة القضاء عسكريا كان أم مدنيا وفق صفة المتهم . ويجدر بالمسؤولين أن يتوقفوا هنا فلا مصلحة في مواصلة الإثارة واطلاق التصريحات والأحاديث غير الدقيقة وكل ما من شأنه أن يزيد النار اشتعالا ويفسر على انه ( عنصرية ) من نوع مضاد !. ويقودنا الحديث عما يدور الآن إلى القضية المركزية ، قضية الجنوب ، والحرب الأهلية الدائرة رحاها فيه . إن الأحداث الأخيرة ، والتصريحات والتفسيرات التي لازمتها ، تعني إن الخرطوم قد قررت أو هي بصدد اتخاذ قرار بالنكوص عن سياسة الحوار التي اتفق الرأي من قبل ـ ورغم المعوقات التي وضعت ـ على انه لا سبيل غيرها ولا مخرج بدونها . إننا نتساءل ، هل يعني اتهام حركة تحرير شعب السودان وجناحها العسكري بالاشتراك في المؤامرة أو التمرد الأخير ، إن الخرطوم قد انتهت إلى إدانة هذه الحركة نهائيا وبالتالي وضعها موضع العدو الذي لا يمكن الحوار معه ؟. وهل كانت هذه الحقيقة في حسابات السادة الوزراء والمسؤولين الذين قرنوا وربطوا بين حركة الأربعاء والخميس الماضيين وحركة قرنق ؟ أم أن تلك التصريحات أطلقت دون تقدير دقيق مسئول لما يمكن أن يترتب عليهما ؟ إن مناداتنا بالحوار مخرجا لمشكلة الجنوب لم ينبع من خور أو ضعف ولا من هذا إلى يردده البعض من أن الحزب الشيوعي حليف لحركة تحرير شعب السودان ، ولكنها ، أي المناداة ، جاءت نتاجا لدراسة دقيقة للواقع تستلهم حقائق الماضي بكل إيجابياتها وسلبياتها وتنظر إلى القضية بوصفها قضية عميقة الجذور أثارتها سياسات رعناء خاطئة وأججت بها أوار ماض سحيق مظلم . وما زلنا عند رأينا في انه لا سبيل غير الحوار وهو ما نرجو أن يؤكده المسؤولون مرة أخرى خروجاً من ضباب التصريحات وما أحدثته من بلبلة تعني النكوص على ما اتفق عليه من قبل .
| |
|
|
|
|
|
|
6 (Re: خالد العبيد)
|
/كلمة الميدان الأربعاء 9 أكتوبر 1985 لا .. للانتخابات العامة جزئياً أعلن السيد رئيس مجلس الوزراء إن هناك شبه إجماع حول إجراء الانتخابات العامة خلال الفترة الانتقالية وقبل نهايتها ، وهذا أمر طبيعي يتفق مع الميثاق القومي ومع التوجه العام لقوى الانتفاضة ، ومن هنا فتنه جدير بالترحيب والقبول . ولكن السيد رئيس الوزراء قال ، وهو في مجال الحديث عن الانتخابات العامة ، إن إجراءها يمكن أن يتم في الشمال بأسره وفي الأجزاء التي يسود فيها الاستقرار في الجنوب ، وهذا يعني إجراء انتخابات جزئية غير شاملة وهو أمر نرفضه ونحذر من مغبته . لقد دخلت بلادنا في تجربة مماثلة في الانتخابات العامة التي أجريت بعد ثورة أكتوبر عام 1964م فقد كانت انتخابات جزئية لم تشمل السودان كله ، واجريت في بعض مناطق الجنوب التي قيل يومذاك إنها مستقرة وان الأمن فيها مستتب . وجاءت النتيجة في بعض تلك المناطق مدعاة للسخرية إذ دخل البرلمان أو الجمعية التاسيسية يومذاك تفر فاز بأصوات عشرة ناخبين! أو عشرات منهم وكان الإقبال على التصويت والتسجيل ضعيفاً هزيلاً لا علاقة بينه وبين عدد المواطنين المؤهلين المقيمين في الدائرة ، وكانت تلك بحق لطمة للديمقراطية ونكسة من نكسات ممارساتها التي أسهمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في نهاية الوضع الديمقراطي نفسه . فهل يراد لهذه التجربة المريرة أن تتكرر ؟ إن نظام الحكم القائم بشقيه ، العسكري والمدني ، يتفق في أن لا سبيل لحل مشكلة الجنوب وإنهاء الحرب الأهلية الا بالحوار ، وقد أكد هذه الحقيقة السيد رئيس مجلس الوزراء مرة أخرى يوم أمس الأول في حديث له عن المضي قدماً في التحضير للمؤتمر القومي الخاص بالجنوب . وفي تقديرنا ـ وبعيد عن الانفعالات الصادرة عن حسن نية حينا وعن قصد وسوء نية أحيانا اكثر ـ في تقديرنا إن فرص الحوار والمناقشة ما زالت قائمة وإننا لم نستنفذ بعد كل الوسائل والطرق للوصول إلى مائدة التفاهم والأخذ والرد . إن وضع الأولويات الخاصة بالقضايا الوطنية الكبرى يجب أن يكون موضع دراسة موضوعية دقيقة ومن هنا فإننا نقول إن التوجه نحو إجراء انتخابات جزئية خطأ فادح وان المصلحة الوطنية الكبرى تقتضي مراجعة الأمر بتعقل وحكمة قبل اتخاذ قرار تكون نتائجه وبالا على الوحدة وعلى الديمقراطية .
| |
|
|
|
|
|
|
7 (Re: خالد العبيد)
|
بادرة حسنة جديرة بالترحيب نقلت الزميلة ( الأيام) على صدر صفحتها الأولى أمس رسالة لمندوبها في أديس أبابا بعد أن اجتمع بالدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان . قال العقيد قرنق انه ملتزم بإجراء الحوار الوطني للوصول إلى حل سلمي للمشاكل ، واكد تمسكه بوحدة السودان وادانته للنعرات العنصرية ولأي حركة انقلابية ، وقال إن حركته على استعداد لإجراء حوار مع كافة القوى السياسية والنقابية والجيش السوداني ، وانهم مستعدون لحضور أي مؤتمر وطني في الخرطوم لإجراء مثل هذا الحوار ، وان القضية بالنسبة لهم ليست قضية الجنوب وانما هي مشكلة كل أقاليم السودان . وان القوى السياسية كلها تستطيع أن تصل إلى حل لهذه المشاكل ، وإنها هي مجتمعة تملك الشرعية التي تخول لها الوصول للحلول ، ونحن واثقون من قدرة الشعب الذي أطاح بالحكم العسكري مرتين على الوصول إلى الحل . هذه هي الكلمات وفق ما نقلته الزميلة ( الأيام) . وكنا نحن ـ ومن هذا المكان ـ قد أشرنا بعدد الأمس إلى أهمية التفرغ للعمل المتصل الجاد حتى يبدأ الحوار وتصل الأطراف كلها إلى اتفاق يوقف نزيف الدم ويؤمن النظام الديمقراطي ، وقلنا انه بإقرار الدستور للفترة الانتقالية نكون قد وقفنا على أعتاب المشكلة الكبرى الأخرى وهي حرب الجنوب ، ولا بد من الولوج لحلها مباشرة ... وقلنا كذلك إن هناك من المؤشرات الصادرة من العاصمة الإثيوبية ما يجدد الأمل ويعزز التفاؤل وها هو ما نقلته (الأيام) يؤكد ما ذهبنا إليه ويدعمه . ولعلنا لا نذيع سرا إذا قلنا إن اكثر من رسول قد عاد مؤخرا من العاصمة الإثيوبية يحمل بالتقريب من بشائر التفاؤل مثل ما نقله مندوب ( الأيام ) . إن التجمع الوطني بشقيه النقابي والحزبي هو الذي تصدى منذ البداية ـ بوصفه مفجر الانتفاضة والأمين على برامجها ـ للحديث عن حل مشكلة الجنوب ومشاكل الحكم الأخرى ، وهو الذي ظل يمسك الآن بخيوط الاتصال حول هذه القضية التي تعرضت ، وستظل معرضة ، لكثير من التآمر والتعتيم والتضليل ، وبالتالي فان المسؤولية الكبرى الملقاة على كاهل التجمع هي إن يمضي قدما فيكشف الحقائق ويطلع عليها الجماهير ويلعب دوره بصورة فعالة حتى يبدأ الحوار فعلاً لا قولاً وحتى يتحقق الاتفاق . إن البادرة التي نقلها واكدها حديث ( الأيام) لا بد أن تجد ما هي أهل له من قبول وترحيب ، وليت أول رد فعل هو أن نسمع تصريحا أو حديثاً رسميا يتجاوب مع ما نقلته ( الأيام) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الأربعاء 13نوفمبر 1985 تكريس الجهود لوقف التدهور في الجنوب تجدد القتال في بعض مناطق الجنوب واحتدمت المعارك فيما تقول الأنباء بصورة عنيفة اشترك فيهل آلاف المقاتلين من الجانبين قوات الشعب المسلحة وقوات ( الجيش الشعبي لتحرير السودان ) وهو أمر يدعو للقلق والأسف العميقين . إن الحديث عن الحرب الأهلية في الجنوب ما فتئ منذ انتصار الانتفاضة يحمل الحيز الأكبر من تفكير كل مواطن حريص على وحدة هذا الوطن واستقراره وتقدمه . وقد ظل السعي للوصول إلى صيغة مقبولة للجانبين هو الشاغل الأول حتى أعلن الطرفان قبولهما مبدأ الحوار وتمسكهما به وإيمانهما بان القتال لن يحقق هدفاً وان لا مناص من الجلوس إلى مائدة التفاهم . ورغم المعوقات المتعددة ، ورغم تآمر بعض الجهات التي تنظر إلى المشكلة نظرة ذاتية ضيقة ، فقد قطعت الجهود الصادقة شوطاً بعيداً حتى أعلنت قيادة حركة تحرير شعب السودان وقف إطلاق النار وابدت استعدادا لمواصلته وقبلت مبدأ الحوار بل إرسال وفد للخرطوم وطلبت لأعضائه ضمانات أمنية يصدرها المجلس العسكري الانتقالي ومجلس الوزراء . وجاء تجاوب الخرطوم سريعاً بناءاً فرحبت بما طالب به الجانب الآخر ولاح في الأفق إننا قاب قوسين أو أدنى من الجلوس إلى مائدة واحدة للحوار والتفاهم . وفجأة تندلع نيران الحرب مرة أخرى في الجنوب فيتبدل الأمل قلقاً ويلوح في الأفق كما لو إن كل ذلك الجهد سيضيع سدى ... ونحن نتساءل من هي الجهة ذات المصلحة في أن يتجدد القتال مرة أخرى وبصورة عنيفة كما حدث مؤخراً ؟ من هي تلك الجهة إذا كانت القيادة في الجانبين قد أنجزت ما أنجزت ، وفق ما أسلفنا الإشارة إليه وبعد جهد جهيد ؟ إن ما حدث في الجنوب مؤخراً ، ووفق ما أعلنته المصادر الرسمية ، ليس خرقاً لقرار وقف إطلاق النار ولكنه حرب شاملة يشترك فيها ألوف المقاتلين وهذا هو ما يضاعف الخشية والقلق . لقد قدم السيد صوميل ارو نائب رئيس مجلس الوزراء اقتراحاً قبل عدة أيام يهدف إلى تشكيل لجنة من المجلس العسكري ومن مجلس الوزراء لمراقبة وقف إطلاق النار ولكن اقتراحه لم يطرح للمناقشة الجادة ، وهناك اقتراحات وأفكار متعددة يدور تداولها بين الناس بهدف الوصول إلى صيغة مثلى تضمن تنفيذ وقف إطلاق النار من الجانبين وتفرض من الرقابة على ميادين القتال ما يجعل استئنافه أمر غير ممكن .. إن القضية المركزية هي إن الجهد الذي بذل إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه يجب أن يدعم بالبحث عن كل وسيلة ممكنة حتى لا تنتكس تلك الجهود ومن هنا فنحن ندعو كل المخلصين إلى التشاور والتفاكر واقتراح السبل التي يمكن أن تؤمن ذلك وتجدد الأمل والتفاؤل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/كلمة الميدان الثلاثاء 31ديسمبر 1985م المطلب هو إلغاء قوانين سبتمبر خلاصة ما يخرج به المرء من النظر في قرار مجلس الوزراء بشأن مذكرة التجمع التي يقترح فيها إلغاء قوانين سبتمبر 1983م ، ... إن المجلس لا يستجيب لهذا الاقتراح . ولكن مجلس الوزراء لا يقول ذلك صراحة وبوضوح واستقامة ، وانما يغلف موقفه بكثير من الكلمات التي تنشر الأوهام والتطلعات غير المؤسسة والتي تغذي الأماني الحلوة التي لا طائل من وراءها ، والتي تبلد إحساس الجماهير وتخدرها إزاء قضية في مثل خطورة قوانين سبتمبر المشؤومة . إن مجلس الوزراء يعدنا ( بتنقية ) هذه القوانين من موادها المقيدة للحريات ، لكنه يذكر في نفس الوقت انه سوف يبقي على الحدود ، ثم يعود ليقول انه سيدعو لعقد مؤتمر يضم الفقهاء والاختصاصيين للنظر في هذه الحدود على ضوء الشريعة . إن أية محاولة للإبقاء على أي جزء من قوانين سبتمبر لا تعدو أن تكون محاولة للإبقاء على طابعها القمعي بأشكال واثواب والوان أخرى . إن المطلب الشعبي القاطع هو الإلغاء . والاستجابة لهذا المطلب لا تكون جزئية لان قوانين سبتمبر كل لا يتجزأ ـ جوهرها وشكلها وعقوباتها وحدودها كلها تهدف إلى ذات الشيء ، وهو تأسيس دولة تقوم على القمع والإكراه وإرهاب الشعب وإخضاعه . ولذلك لابد من إلغائها جملة وتفصيلا . ونؤكد مرة أخرى انتفاء أية علاقة بين قوانين سبتمبر والشريعة الإسلامية . فليس فيها من الإسلام سواء ادعاءات السفاح ومستشاريه ، والذين يواصلون هذه الادعاءات اليوم يبغون إحاطة هذه القوانين بسياج يمنع فضحها على حقيقتها وإلغاءها . إذا كان هناك اتجاه لسن قوانين إسلامية فليكن ذلك بالطرق الديمقراطية ، عن طريق الجمعية التاسيسية القادمة مثلا ، وليس بالاعتماد على تشريعات سنها ديكتاتور فاسد وخائن . واخيراً لنا كلمة قصيرة حول الدعوة إلى عقد مؤتمر للفقهاء المسلمين . لا نعتقد إن الهدف هو الوصول إلى تنقية قوانين سبتمبر مما بها من تشويه للشريعة وللدين الإسلامي . وانما القصد الحقيقي هو تكريس تلك القوانين وإبقاؤها بحجة إنها لقيت موافقة الفقهاء والاختصاصيين . إن المطلب الشعبي الديمقراطي هو إلغاء قوانين سبتمبر إلغاء تاما . وهذا المطلب الشعبي هو وحده الذي سيكتب له البقاء وسوف يناضل الشعب اليوم وغداً وبعد غد من اجل انتصاره وسوف ينتصر الشعب ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/كلمة الميدان الأحد 5 يناير 1986م حتى ينجح المؤتمر الدستوري يأتي اللقاء بين العقيد جون قرنق والسكرتير العام للحزب الشيوعي استمراراً ومواصلة للجهود التي ظلت القوى الحادبة على وحدة الوطن تبذلها لوقف اقتتال الاخوة وللجلوس إلى مائدة الحوار . إن نجاح هذه الجهود عملية شاقة تحتاج منا إلى بذل كل قوانا الفكرية للغوص في أعماق المشكلة ، مثلما تحتاج إلى المرونة والى أن يعرف كل منا كيف يفكر الطرف الآخر والقضايا التي تشغله وتؤرقه . بهذا فقط يمكن أن نتوصل إلى اكتشاف نقاط اللقاء المشتركة التي تقود إلى الوفاق والاتفاق . ولن يفيد هذه الجهود كيل الاتهامات بالخيانة والعمالة وبالديكتاتورية والمايوية . فإذا صحت الاتهامات ففيم المعاناة للدخول في حوار ، ولماذا ندعو لعقد مؤتمر ، ولماذا نتحدث عن الحل السلمي ؟ من الواضح إننا نتقدم ، وان يكن ذلك ببطء ، ونقترب من أزال العقبات على طريق التحضير المشترك للمؤتمر . ويخطئ من يظن أنها عقبات مفتعلة . ذلك أنها نشأت وتراكمت نتيجة ظروف ذاتية وموضوعية . ومن تبسيط الأمور أن نظن إنها يمكن أن تزول بين يوم وليلة بمجرد الإعلان عن النوايا والرغبات الطيبة . وكما سبق أن قلنا مرارا فان مداولات المؤتمر القومي ـ إذا انعقد ونحن نأمل على أن ينعقد ـ ستكون شاقة ومعقدة ، وستمتحن صبرنا جميعاً . ذلك إن الأطراف المشاركة فيها لديها وجهات نظر متباينة انبنت على حمل هموم الوطن كله ، وحبه وحب شعبه . والذين يدعون إلى أن نمضي قدما في التحضير للمؤتمر دون انتظار لقادة الحركة الشعبية ، بل وحتى دون إشراكهم في ذلك التحضير ، يرتكبون جرما كبيرا في حق وطننا وشعبنا . ذلك انه بدون مشاركة الحركة الشعبية فلن يكتب للمؤتمر غير الفشل والخيبة . ومن وجهة أخرى فإننا نقول لقادة الحركة إن مكانها الطبيعي هو داخل السودان فقد أسهمت في النضال من اجل الحرية السياسية ومن حقها وواجبها أن تمارسها وتحميها . وهنا ، ومن داخل السودان ، يمكن أن تزداد معرفة بالقوى صانعة الانتفاضة وان تواصل معها دفع مسارها إلى للأمام . ونقول لهم إن مواصلة الحرب لن تحقق لهم انتصارا عسكرياً ، وان الاقتتال لن يحل المشكلة . ولا سبيل أمام الوطن للخروج من الأزمة الا بالحوار . فلتتصل الجهود إذن من اجل إنجاح المؤتمر . فان نجاحه ـ كما قال البيان المشترك بين الحزب الشيوعي والحركة الشعبية ـ ( سيفتح الباب واسعاً لإنهاء الحرب واقتتال السودانيين فيما بينهم ، وفتح الآفاق لسودان جديد مزدهر بالتنمية الاقتصادية المتوازنة والواقع السياسي المعافى ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
10/كلمة الميدان الأحد 9 فبراير 1986م لماذا يبقى المجلس التنفيذي للجنوب بعيداً عن جوبا ؟ لم يبق من نهاية الفترة الانتقالية الا شهران ونصف الشهر ورغم ذلك فان المجلس التنفيذي العالي لجنوب السودان وما زال يمارس مهمته ـ إن كان فعلا يمارسها ـ من الخرطوم .. من على بعد آلاف الأميال من مقره الطبيعي ومن المسرح الذي يجب أن يكون فيه ... من جوبا عاصمة الاستوائية . وهذا الوضع مخل ترتبت عليه أضرار جسيمة من شأنها أن تزداد جسامة وضخامة ما استمر الوضع على ما هو عليه . والمجلس العالي لجنوب السودان ليس جماعة خيرية أو منتدى خاصا أو ما إلى ذلك ولكنه هيئة دستورية من هيئات الحكم أنشئت وفق قرار لاعلى سلطة في الدولة هي المجلس العسكري الانتقالي . وأي تراخ أو تفريط في تنفيذ قرار على هذا المستوى لا نتاج له غبر أضعاف نظام الحكم بأسره من الناحية الواقعية ومن حيث هيبة الحكم ، وعندما يكون هذا الضعف أو الإضعاف في منطقة كالجزء الجنوبي من السودان ـ ونحن نعرف واقعه ـ فانه يكون اعمق أثرا واشد ضرراً . ولعلنا لا نفشي سراً إذا قلنا إن العملية بأسرها أخضعت منذ البداية لمناورات وموازنات ولم تعالج علاجا منطقياً موضوعياً يضع الأولويات والأسبقيات على ضوء الواقع وتقديراً للمصلحة العليا . وكانت النتيجة الطبيعية إن هذا التكتيك القاصر لم يحل مشكلة حسب البعض انه سيحلها ، بل وأدى في النهاية إلى أن يكون نظام الحكم في الإقليم الجنوبي غير ثابت الأركان مزعزعا ضعيفاً . والأدلة على هذه الحقيقة كثيرة متعددة ، على رأسها إن كل الجهاز القضائي في الاستوائية معطل عن العمل لان السادة القضاة توقفوا عن أداء واجبهم المقدس لخلاف بينهم وبين مفوض الشؤون الإدارية وهو خلاف واضح المعالم والقسمات وكان يمكن أن يحسم لصالح الاستقرار لو كان المجلس التنفيذي العالي للجنوب يمارس سلطاته حقاً وفعلاً ومن عاصمته في جوبا . ثم إن هذا الوضع المخل ، أي قبول استمرار بقاء المجلس التنفيذي بعيدا عن مقره قد اسهم وما زال يسهم وسيسهم بصورة مباشرة في دعم الثغرات القبلية وتأجيج أوارها وتفتيت الرأي العام في الجنوب على أساس إن هذا ينتمي لهذه القبيلة وذلك ينتمي إلى القبيلة الأخرى . وإذا حسب بعض المسئولين إن هذا أسلوب يمكن أن ينفع في حل القضية الكبرى فانهم واهمون بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ... ويكفي هؤلاء إن يذكروا الوسائل التي كان يمارسها السفاح وهي ليست ببعيدة عن هذا الأسلوب ـ والتي لم تصل به الا لمزيد من العزلة في الجنوب وفي الشمال . إن رئيس المجلس العالي للجنوب عضو في المجلس العسكري الانتقالي وهذه ضمانة ان المجلس التنفيذي لن يكون في ممارسته وسياسته الا امتدادا للمجلس نفسه . فهل يبقى بعد هذا من عذر لبقاء المجلس التنفيذي عاكفاً بنسبة مجمد في الخرطوم رغم ما وضح من خطر هذه السياسة ورغم ما تأكد من إنها تصيب هيبة الحكم في الصميم وتبذر بذور الفتنة في إقليم الاستوائية ؟ هل من عذر ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الاثنين 10فبراير 1986م عقبات في طريق المؤتمر الدستوري لابد من أزالتها علي رأس القضايا المدرجة في مقدمة مهام الحكومة الانتقالية قضية المؤتمر الدستوري الذي اتفقت قوي الانتفاضة علي أن يكون مؤتمرا شاملا لكل عناصرها ويبحث مهام مستقبل الحكم في السودان ويعالج القضايا الكبرى التي كانت ومازالت تشكل الخطر الأول علي وحدة السودان واستقراره و أمنه ، وعلي رأس تلك قضية الشق الجنوبي من البلاد ..وقضايا المناطق التي لم تنل قدرا مناسبا من التطور والتقدم بالمقارنة إلى مناطق أخري بسبب السياسات الخرقاء والرعناء التي لازمت كل فترة ما بعد الاستقلال بصورة عامة ، وفترة حكم الفرد بصورة خاصة . ورغم أن أمر المؤتمر الدستوري قد طرح للبحث والمناقشة في أكثر من نطاق وجري حوله الحديث مرات عديدة ، الا أنه مازال متعثرا واقفا حيث بدأ . ويمكن تحديد أسباب هذا الفشل في ثلاث نقاط : • النقطة الأولى ا، الجماعة التي لجأت إلى السلاح وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية ، أي حركة تحرير الشعب السودان (س ب ل م) لم تشأ حتي الآن أن توافق علي المشاركة في هذا المؤتمر لأسباب معروفة . • النقطة الثانية آن مجلس الوزراء لم يخط خطوة واحدة في اتجاه التمهيد لذلك المؤتمر بصورة جادة بموقفه السلبي حيال قضية قوانين سبتمبر 1982ورفضه إلغاءها رغم التزام رئيسه بوصفه رئيسا للتجمع النقابي – بعد الانتفاضة – بذلك المبدأ الهام . • أما النقطة الثالثة فهي إن السيد رئيس الوزراء نفسه يصر إصرارا شديدا علي وجوب إشراك الجبهة القومية الإسلامية في هذا المؤتمر حتي رغم ما وضح له من أن كل الأطراف الأخرى لا توافق علي ذلك وتري فيه نسفا للمؤتمر وأهدافه قبل انعقاده . وقد يكون لقيادة حركة تحرير السودان عذرها في الإحجام من المشاركة فذلك أمر لا تريد الخوض فيه الآن ولكن إحجام هذا الطرف يجب الا يكون حائلا دون قيام المؤتمر حتي ولو اختصرت قراراته وتوصيانه علي اتفاق عام أو ميثاق بين المشاركين فيه . تبقي بعد ذلك النقطتان الأخريان ، إلغاء قوانين 1982واشراك الجبهة القومية الإسلامية في المؤتمر. ولما كانت القضية المطروحة للمؤتمر قضية محورية تبنتها قوي الانتفاضة وركزت علي وجوب حلها فإنها بالتالي يجب الا تخضع للأهواء والأغراض حتي إذا كان صاحب ذلك الغرض هو رئيس مجلس الوزراء نفسه . فقوانين سبتمبر يجب أن تلقي أولا للتمهيد لنجاح ذلك المؤتمر . وإلغاءها كان أحد أهداف الانتفاضة ، وكفي الناس خداعا من إنها هي الإسلام . أما مشاركة الجبهة الإسلامية ، وقد كانت قيادتها طرفا فاعلا في السياسات التي أدت إلى الخراب الذي يعقد المؤتمر لإزالته ، وكانت ومازالت ، تنتهج سياسة معادية للحلول الديمقراطية لقضايا الاقليات عامة وقضية الجنوب خاصة ، فان الإصرار أمر ليس له مبرر الا رفض فكرة المؤتمر من أساسها بطريقة ملتوية.
| |
|
|
|
|
|
|
ن (Re: خالد العبيد)
|
الاثنين 23/6/1986م اكشفوا الحقائق فان إخفاءها ضار سمتان كانتا ملازمتين لنظام حكم الفرد . • إخفاء الحقيقة عن الناس مهما كانت درجة الخطورة . • والاعتماد على إعلام كاذب ملفق مهما بلغت درجة ذلك التلفيق . ولا غرابة في أن يلجأ نظام كذلك النظام إلى اتباع سياسة كهذه ، فقد ولد في الظلام ، ونما وصار كالأخطبوط في جنح الظلام وارتكب ما ارتكب من آثام وهو واهم بان الصبح لن ينجلي والشمس لن تشرق مرة أخرى . وزال النظام وبقيت ممارساته أو هكذا يحق لنا التقدير . في الأنباء فيض من القول بان الأحوال الأمنية في الجنوب متردية بصورة تثير الخوف والقلق ... أخبار تنشرها الصحف اللا حكومية بصورة أساسية ولا تتعرض لها الصحف التي ما زالت في يد الدولة إلا لماما ـ وتصريحات وبيانات تصدرها أحزاب سياسية جنوبية ، ومؤتمرات صحفية تعقدها قيادات تلك الأحزاب فتتحدث عن سوء الحالة الأمنية وعن تردي الأحوال المعيشية ...وعن ... وعن إلى ما لانهاية . وأمس نقلت (الميدان) ما أطلقت عليه ( بوادر فتنة في بحر الغزال ) حيث قامت منظمة من بعض قبائل الفرتيت هدفها إبادة القبائل الأخرى التي تقيم في المنطقة وبصورة أساسية الدينكا والجور .. وقالت (الميدان) على لسان عضو من أعضاء الجمعية التاسيسية أن حوادث قتل متعمد تمت بصورة يقشعر لها البدن .. وان دماء النساء استبيحت وان السلطات قد عثرت على قبر حديث به عشرات من القتلى من الرجال والنساء ، وان عناصر معينة من القوات المسلحة تشارك في هذا الجرم . هذا في بحر الغزال . وفي أماكن أخرى حديث بتداوله الناس في مجالسهم ولم يستوثقوا منه مائة في المائة لينشروه. حديث عن أجزاء متعددة من الاستوائية انفرط فيها الأمن وصار الأمر إما بيد عصابات تقتل وتنهب وتهرب ، أو في يد قوات جيش تحرير شعب السودان . حديث عن إن غرب الاستوائية (ياي وضواحيها) مقطوعة الصلة المباشرة بالعاصمة جوبا . وحديث عن منطقة الزاندي في الجنوب الغربي هي أيضا على غير اتصال ببقية أنحاء المديرية . وحديث عن استحالة السفر بين جوبا ونمولي . وحديث عن سيطرة لغير قوات الحكومة حوالي توريت في شرق الاستوائية وعند كابويتا وغيرها . أحاديث لا تنقطع واقوال تتردد في المجالس يرويها من لهم علاقات بالجنوب من سكانها الأصليين أو من التجار أو الضباط والجنود العاملين هناك . والعجيب كل العجب انه رغم ما نشر على لسان مواطنين مسؤولين وفي اكثر من مناسبة وانه رغم ما يثار من اتهامات خطيرة فان المسؤولين يلزمون الصمت .. وكأن في الصمت حلاً أو كان إخفاء الحقائق يمكن أن يكذبها أو كأن ترك الشائعات تنتشر وتزدهر يمكن أن يصل بنا إلى وأدها ونسيانها . وهذا وهم وأسلوب خاطئ لا يستقيم بعد أن أشرقت شمس الديمقراطية واصبح من حق الجماهير أن تعلم كل شئ لأنها هي إلى تتحمل نتائج كل شئ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الاثنين 26مايو 1986م إعادة النظر في اتفاقيات التنقيب شرع السيد وزير الطاقة والتعدين في وضع الخطوات الأولى لاعادة النظر في اتفاقيات التعدين المختلفة التي أبرمت في العهد المباد فقد طلب السيد الوزير من المختصين في وزارته إعداد الدراسات المتأنية والشاملة لتكون هي النبراس الذي يهتدي به المتفاوضون عندما تبدأ هذه المرحلة التي نأمل الا يطول انتظارها . وعلى راس الاتفاقيات الخاصة بالتعدين التي تحتاج إلى مراجعة شاملة عاجلة اتفاقيات التنقيب عن البترول المعقودة مع عدد من الشركات وعلى رأسها شركة شيفرون ذات الامتياز الأكبر والأوسع . وكانت ( الميدان) قد أفسحت المجال في اكثر من عدد واحد أعدادها في أبريل الماضي لنشر دراسة موضوعية أعدها القسم الاقتصادي بالصحيفة وتناولت بشيء من التفصيل الاتفاقية المعقودة مع شيفرون ومدى الإجحاف الذي حاق بالسودان اثر تفريط قادة العهد الماضي واستسلامهم لكل ما كانت تشير به الشركات متعددة الجنسيات . لقد بدأ العهد المباد التعاقد مع هذه الشركات ( شركة شيفرون بصورة خاصة ) في منتصف السبعينات ، وكان العالم حينذاك قد شهد تطورات وقفزات في نوع التعاقد بين بلدان العالم الثالث وشركات التنقيب عن البترول .. كانت أهداف تجارب ثرة بدأت من عهد مصدق في إيران في الخمسينات وحتى تجارب سوريا ومصر والجزائر وليبيا في العقود التالية ... ولكن نظام نميري ترك كل هذه التجارب خلف ظهره وتوصل إلى اتفاقية منح بموجبها شركة شيفرون من الامتيازات كما لو كان ذلك التعاقد قد تم قبل نصف قرن من الزمان . و يتسع مجال هذه الكلمة إلى لنتعرض بالتفصيل إلى كل مثالب هذه الاتفاقية ، ويكفي أن نشير هنا إلى بعض مظاهرها كمثال فقط . • تقوم الاتفاقية على أساس ما يسمى اتفاقية اقتسام الإنتاج وهو نظام تخلت عنه وتجاوزته بلدان العالم الثالث منذ أمد بعيد واستبدل بأنظمة جديدة تعطي هذه البلدان نصيبا أوفر وقدرا اكبر من الإشراف والمراقبة . • منحت شيفرون الامتياز في مساحة قدرها 516 ألف كيلو متر مربع وهي معظم الحوض الرسوبي في جنوب أواسط وجنوب غرب السودان ... وكانت الشركة ذاتها هي التي رسمت المنطقة وحددتها وهو عمل كان الأصح أن تقوم به الدولة وهو ما نص عليه قانون الثروة البترولية لعام 1972م • حصلت نفس الشركة على منطقة إضافية مساحتها 73200كيلو متر مربع وهي تقارب 3% من مساحة السودان وبذلك تكون المساحة الكلية الممنوحة لهذه الشركة بموجب اتفاقيتي 1975، 1973 هي 589200كيلو متر مربع أي ما يعادل 22,75% من مساحة السودان الكلية . • رغم كل الامتيازات فان شيفرون دـأبت على تعديل نصوص الاتفاقيات وكانت تجد على الدوام سنداً من العهد المايوي . • لقد حدد قانون الثروة البترولية حداً أقصى لمنطقة الترخيص الواحد بثمانمائة متر مربع ولكنهم تحايلوا على هذا الشرط ومنحوا شيفرون 645امتيازاً كل واحد منها قائم بذاته حتى بلغت المساحة الكلية ما بلغته . • إن هذه المساحة ليست الا بعضاً من الأسس والقواعد التي قامت عليها اتفاقيات التنقيب مع شيفرون ولابد من مراجعتها كلها مراجعة دقيقة وعاجلة لينتهي كل إجحاف ولنضع أسسا جديدة ولنفتح الباب لتنافس شريف ولنبدأ على الأقل من حيث انتهى الآخرون .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الثلاثاء 22يوليو 1986م حصار جوبا لماذا حدث وما هو الحل ؟ • جوبا عاصمة الجنوب الأولى محاصرة • مطار جوبا لا يستقبل طائرات وجبل لادو المطل على المدينة في يد قوات قرنق • قوات قرنق تشن هجوما انتقامياً للعدوان الذي يقوم به أبناء المنداري ضد أبناء الدينكا في عاصمة الاستوائية . هذا هو باختصار ما أعلنه السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي صباح السبت الماضي ، ومنذ ذلك اليوم لم يصدر من الجهات الرسمية ما يفيد بما هو جارٍ في عاصمة الجنوب . إن هذه المرة الأولى في تاريخ الحرب والاقتتال في الجنوب التي تتمكن فيها قوة مضادة من فرض حصار على عاصمة من العواصم الثلاث ولهذا فان هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة وبالتالي فان مسؤولية الحكومة القائمة أن تعامله بنفس القدر من الأهمية . إن عدم توفر الأنباء لا يجعلنا في موقف نستطيع أن نحكم به على حقيقة الوضع هناك وعلى الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع وعلى كيفية معالجته ، وسيظل هذا هو موقفنا طالما التعتيم مستمراً . ولذلك فان تناولنا في هذه المرحلة سيكون عاما ومحدوداً . إن السيد رئيس الوزراء يعزو بعض أسباب هذا الحصار إلى رغبة قوات قرنق في أن تنتقم من أبناء المنداري الذين اعتدوا على الدينكا في المنطقة بحجة انهم من أنصار حركة تحرير شعب السودان . وقد يكون هذا التعليل دقيقاً وقد لا يكون ، ولكنه بدوره يثير التساؤل عن الممارسات القبلية الغريبة التي ظهرت وانتشرت وتحدثت الصحف عن وقوعها خصوصا في جوبا وواو . واشارت الأنباء كذلك إلى إن بعض هذه الممارسات لا تخلو من تأييد خفي من جهات ذات صفة رسمية أو إن تلك الجهات تغمض أعينها عما يدور عمداً وتتركه ليستشري وينتشر ظناً منها إن مثل هذا العمل يمكن أن يساعد الحكومة في مهمتها ، أو انه يمكن أن يكون خطوة مفيدة لحل عسكري للمشكلة الرئيسية . ومثل هذا الرأي لا يخلو من سذاجة وقصر نظر وهو أسلوب مارسه النظام المباد من قبل ولم يكن رد الفعل له الا مزيداً من التعقيد للمشكلة وتصعيد الخلاف . لقد أكد رئيس الوزراء أن القوات المسلحة قادرة على فك الحصار عن جوبا وإعادة الحياة فيها إلى حالتها الطبيعية وهو أمر نأمل أن يتم بأقصى سرعة ممكنة وبأقل أو بلا أية خسارة في أرواح المدنيين والممتلكات . ولكننا نكرر القول بان مشكلة الجنوب بأسرها لا بد أن تعامل بتنفيذ ما تم عليه الاتفاق من قبل بين وفد التجمع الوطني وحركة تحرير شعب السودان في (كوكا دام) ، تنفيذاً عاجلاً لان كل لحظة من شأنها أن تزيد الموقف تعقيداً وصعوبة تنأى بنا عن الحل السلمي وهو ما اتفقنا على أن لا مخرج سواه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الأحد 3 أغسطس 1986م لقاء الصادق وقرنق .. وما بعده تابع أهل السودان باهتمام بالغ ما كان يدور في العاصمة الإثيوبية في نهاية الأسبوع الماضي من لقاءات بين رئيس الوزراء السيد الصادق المهدي ووفد التجمع الوطني من جهة والدكتور جون قرنق رئيس حركة تحرير شعب السودان ووفده من الجهة الأخرى . ولم تصل تلك الاجتماعات إلى قرارات حاسمة قاطعة ولكنها وصلت إلى حد أدنى يمكن أن يكون قاعدة لمزيد من الحوار والتفاهم ، وذلكم هو اتفاق على إن تستمر المشاورات ومساعي السلام من خلال اجتماعات لجنة المتابعة والتنسيق وفق إعلان كوكا دام والتي ستتواصل في أديس أبابا ابتداء من يوم الاثنين 5 أغسطس بعد غد . وقبل ذلك وبعد نهاية لقاءه الأول مع جون قرنق ، كان السيد رئيس الوزراء قد طرح بأنه ينوي التحرك إلى حد ما نحو تلبية مطالب الحركة الشعبية فيما يتعلق بإلغاء قوانين 1983م واتفاقية الدفاع المشترك مع مصر والاتفاقية العسكرية مع الجماهيرية الليبية . وفي نفس هذا الوقت تقريباً تشهد جلسات الجمعية التاسيسية ـ وهي منعقدة في شكل لجنة ـ ظاهرة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ، إذ انسحب الأعضاء الجنوبيين بلا استثناء وكذلك انسحب نواب الحزب القومي السوداني في احتجاج على رفض مطلبهم بالرجوع إلى قوانين 1974 وليس استبدال قوانين 1983 بأخرى (إسلامية) وفق ما جاء على لسان الحكومة . وبصرف النظر عما لو كنا نوافق على هذا الأسلوب أو لا فإننا يجب أن ننبه إلى ما نرى خلاله من خطر على الديمقراطية وعلى الوحدة الوطنية إذا كانت القضايا الكبرى تعالج بمنطق الأغلبية الميكانيكية دون اعتبار للجوانب الأخرى في خصائص المجتمع السوداني. إن العودة إلى لإقرار بيان كوكا دام أساسا لمواصلة المناقشة والحوار تعتبر ـ في تقديرنا ـ خطوة إلى الأمام ذلك لان السيد رئيس الوزراء وحزبه كانا قد المحا إلى التخلي عنها ـ ولو جزئياً ـ قصد إرضاء الشريك الآخر في الحكم الحزب الاتحادي الديمقراطي . حدث هذا رغم إن الحزب الاتحادي لم يعلن رأيا محدداً ضد بيان كوكا دام ولم يوضح للرأي العام ما يرى من خطأ في ذلك البيان ولم يبين لماذا يعترض عليه . وهو أمر يحتاج إلى بيان لا سيما والاتحاد الديمقراطي حزب كبير يشارك في أعباء الحكم وله جماهير لابد أن تتضح لها رؤية القيادة في قضية مركزية كهذه . إن ما تم مؤخرا في أديس أبابا يجدد الأمل والرجاء في أن الاجتماعات التي ستبدأ هناك بعد غدٍ يمكن أن تصل بنا إلى بر السلام إذا لقيت من كل الأطراف ما يساندها ويدعمها من سياسات وقرارات
| |
|
|
|
|
|
|
ج (Re: خالد العبيد)
|
الأربعاء 20اغسطس 1986م خطأ جسيم يعيق جهود الحل السلمي ارتكبت حركة تحرير شعب السودان (حركة جون قرنق)خطأ جسيما واقترفت إثما لا يغتفر بعدوانها علي طائرة الركاب السودانية صباح يوم السبت الماضي علي مقربة من ملكال ولوثت قيادة هذه الحركة أياديها بدماء الشهداء الأبرياء الستين دون أن تملك سببا واحدا يبرر هذا الجرم البشع . صحيح أن الحركة أنذرت بأنها لن تسمح لأية طائرة مدنية كانت أم عسكرية بعبور الأجواء التي تملك فيها سيطرة ، وقالت إنها ستسقط مثل تلك الطائرة لأنها لا تثق فيما تعلنه حكومة السودان من أن هذه الطائرات تحمل مؤنا للإغاثة أو غير ذلك . وهذا منطق قد يكون مقبولا في حالة الحرب ولكنه يخضع وفق قوانين الحروب لقيود وشروط . فقد كانت هذه الطائرة هي السفريه الأسبوعية المعروفة سلفا والمبرمجة وفق جدول طيران الخطوط الجوية السودانية ، ويقينا إن قيادة حركة تحرير شعب السودان تعلم حقيقة إن لسودانير سفرية واحدة في الأسبوع إلى ملكال تتم صباح كل يوم سبت . وهنا قد يكون من حقنا أن نوجه اللوم للحكومة في أنها كان يمكن أن تثق أولا في السفرات العادية المبرمجة لن تتعرض لمثل هذا التصرف الأحمق وان الإنذار لا يشملها . ولكن تقصير الحكومة لا يبرر الجرم مهما كان مدي ذلك التقصير . إن جهودا سياسية مكثفة تتم بهدف الوصول إلى حل سلمي لقضية الحرب الأهلية في الجنوب. *فقد سعي التجمع الوطني وما زال يواصل السعي منذ انتصار الانتفاضة في أبريل قبل الماضي . *وتوصل التجمع الوطني من خلال هذا الجهد إلى ما عرف بإعلان كوكادام الذي اشتمل علي أسس كانت تمهيدا حسنا لخطوات تالية تنتهي بمؤتمر السلام . *وشاركت الحكومة المنتخبة في هذا الجهد فعقد رئيس وزرائها اجتماعا مطولا مع العقيد جون قرنق اعتبرت حصيلته خطوة إلى الأمام. • بل إن آخر اجتماع لوفد التجمع الوطني مع وفد حركة تحرير شعب السودان انتهي قبل عطلة العيد بيومين أو ثلاثة أيام. فهل تظن قيادة حركة تحرير شعب السودان إنها يمكن أن تخدم قضية جهود الحل السلمي بارتكابها هذه الجريمة النكراء؟ إن حركة تحرير شعب السودان تعلم قبل غيرها أن هناك قوي سياسية لا تريد حلا سلميا، وإنها بطبيعة تكوينها تقف مع الحل العسكري (رغم أنها لا تعلن ذلك صراحة) ..تقف مع الحل العسكري مهما طال أمده ووضحن استحالته بل أن هناك فصائل من هذه القوي تفضل الانفصال التام للجنوب بديلا لأي وضع ديمقراطي أصيل في الشمال وفي الجنوب. وهذا الذي أقدمت عليه حركة تحرير شعب السودان يوم السبت الماضي لن تكون نتائجه الا دعما لدعاة الحل العسكري وأضعافا لدعاة الحل السلمي. إننا ندين هذا العمل وتستنكره بكل قوة ونأمل أن يتحسس دعاة الحل السلمي، من الجانبين، خطاهم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا وألا نسمح لمثل هذه الأخطاء مهما كانت قاسية أن تقعدنا عن مواصلة السير في طريق لا طريق سواه وان نملك من الشجاعة في الحق رفض واستنكار أي خطأ صدر من هنا أوهناك. ولشهداء الطائرة الرحمة ولاسرهم أحر العزاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الأحد 24اغسطس 1986م فقدت حركة تحرير شعب السودان مصداقيتها والحل مازال قائماً قال السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي نهار الخميس الماضي أن هناك أربعة احتمالات لسقوط الطائرة وحدد احتمالا واحدا هو سقوطها بصاروخ الا أنه ، فيما قال ، احتمال قابل للطعن لأن الطائرة لم تنفجر في الجو بل سقطت محترقة وتناثرت في دائرة قطرها 20مترا ..أما الاحتمالات الثلاثة الأخرى فان السيد رئيس الوزراء لم يحددها واكتفي بالقول بأنها موضع تحقيق جار الآن. وسواء برهن التحقيق علي إن الطائرة أسقطت بصاروخ أو أنها سقطت لأسباب أخري تتعلق بعطل فني فيها أو بازدياد حمولتها ، أيا كانت نتيجة التحقيق فأن الواقع يؤكد أن حركة تحرير شعب السودان قد فقدت مصداقيتها في أفعالها وأقوالها فإذا كانوا هم الذين أسقطوا الطائرة وفق ما أدعو فهم مدانون وإذا كانوا لم يسقطوها وأدعو ذلك كذبا فانهم مدانون أيضا. هذه حقيقة يجب أن تدركها قيادة هذه الحركة تماما ، و لا سبيل لنمضي علي الطريق خطوة واحدة إذا لم يتم ذلك الإدراك . لقد نسف الحادث الأخير كل الجهود التي بذلت منذ الانتفاضة والوسائل التي اتبعت بفتح جسور الحوار والتفاهم والتي استقطبت قوي أخري ووصلت إلى مستوي :- (أ) أعلن فيها الحزب الاتحادي الديمقراطي الحزب الثاني في الحكومة – وهو لم يكن في إعلان كوكادام ولم يكن عضوا في الجمع الوطني- أنه سيرسل وفدا من عضوين للتحدث إلى حركة قرنق وفق ما أعلن السيد امينه العام . (ب) التقي زعيم الجبهة القومية الإسلامية بممثل الحركة في لندن أعلنت الجبهة أنها بصدد إرسال وفدا من عضوين للقاء قادة الحركة أيضا- والجبهة القومية هي من عرفت بعدائها السافر المتصل لتلك الحركة ، وهي من عرفت مواقفها ماضيا وحاضرا ضد الحل السلمي. وكنتيجة لهذا فقد عاد الوضع خطوات وخطوات إلى الوراء وأصبح لزاما علي كل الأطراف أن تبدأ من جديد . وهو وضع تتحمل قيادة حركة تحرير شعب السودان مسئوليته الكاملة ، وعليها طالما كانت حركة سياسية شعبية ، وفق ما تعلن ، أن تعيد حساباتها مرة أخري وتسعي من جانبها هي وبمبادرة منها إلى أعادت فتح الأبواب مرة أخري وتقديم ما يمكن أن يسهل تلك العملية من إدانة ما حدث واعتذار عنه وفتح القنوات مرة أخري للتفاهم . ولن تعود لحركة(قرنق)مصداقيتها السابقة الا إذا عرفت كيف تمحو هذا الخطأ وتفتح أبواب الحوار من جديد . وفي حديث السيد رئيس الوزراء ما يشجع علي ذلك إذ انه أكد أنه مازال متمسكا بمبدأ الحوار ومازال ملتزما بعقد المؤتمر الدستوري ومازال مؤمنا بوجود مشاكل كبري لابد من مناقشتها والوصول حولها إلى تراض قومي .
| |
|
|
|
|
|
|
ج (Re: خالد العبيد)
|
الأربعاء 3سبتمبر 1986م الموقف في الجنوب والحديث عن تنشيط لائحة قانون الطوارئ تحدث السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي أمس باستفاضة حول الوضع المعيشي في الشطر الجنوبي من الوطن . ويكتسب الحديث أهمية خاصة لان حياة الناس هناك تتعرض الآن لأقسى الظروف وابشعها . • عشرات الألوف وربما مئات الألوف يواجهون شبح المجاعة وشح المواد الغذائية في بعض الأماكن وانعدامها تماما في أماكن أخرى . • ارتفاع نسبة الوفيات خصوصاً بين الأطفال ـ نتيجة سوء التغذية . • العقبات والعراقيل التي تحول دون وصول مواد الإغاثة إلى من هم في أمس الحاجة لها . قال رئيس الوزراء إن سبل المواصلات الثلاث بالبر والجو والنهر يجري تنشيطها الآن بصورة جادة للوصول لعواصم الاستوائية وبحر الغزال واعالي النيل . وقال أيضا انه يعتقد إن وكالات العون والغوث العالمية تتجاوب مع الحكومة في المساهمة في مواجهة المشكلة ليس بالمواد الغذائية وحدها بل وبالمشاركة في توفير سبل توصيلها . وقال كذلك إن لا تبديل في العلاقة بين حكومته وحكومة يوغنده ، واكد إن تلك العلاقة ستدعم وتقوى بما يخدم مصالح البلدين وان ما جرى من قبل كان نتيجة سوء فهم . كل هذا من شأنه إن يطمئننا على إننا نمضي في طريق سليم لمعالجة أزمة حادة تعرض أرواح مواطنين أبرياء لخطر عظيم . ولكننا نقف عند نقطة أثارها السيد رئيس الوزراء في مؤتمره عندما تحدث عن ( لجنة فنية مؤهلة تعكف الآن على تحيد الخط اللازم اتباعه لضبط الشروط الأمنية وما يراد تنشيطه من لائحة قانون الطوارئ لمواجهة الوضع الأمني في الجنوب وتقديم ورقة عمل شاملة حول الخط الإعلامي ) . ورغم إن السيد الصادق لم يسترسل في شرح هذه النقطة الا إننا نشتم منها رائحة ما قد يكون حجراً على الحريات أو حداً منها وهو أمر سيكون ضرره اكثر من نفعه وستكون نتائجه عكسية سلبية . إن حالة الحرب في الجنوب تعني ان ذلك الجزء من الوطن يخضع واقعا لقانون طوارئ وهذا هو الأمر الممارس فعلا لا قولا ولكن الحديث عن تحديد الخط الإعلامي حول الحرب في الجنوب يعني إن قيداً سيوضع على الصحافة وغيرها من وسائل الاتصال ليجعلها لا تنقل الا ما تريده الحكومة . وفي هذا اعتداء على الحريات مرفوض من أساسه ، ثم انه لن يكون عونا للحكومة في معالجة قضايا ذات طابع قومي تقتضي مشاركة الجميع . وإذا كانت هناك انحرافات واضحة في العمل الإعلامي بصورة تعوق الخط القومي العام فان في قوانين العقوبات ما يكفي .
| |
|
|
|
|
|
|
ن (Re: خالد العبيد)
|
الجمعة 12 سبتمبر 1986م الالتزام بالدستور والقانون في مسألة إدارة الجنوب من بين القضايا التي تثير البلبلة والقلق عدم حسم موضوع الإدارة في الجنوب والانتقال به من مرحلة المناقشات والمشاورات التي لا تنتهي إلى قرار واضح بتعيين المجلس التنفيذي العالي ورئيسه . وكان الأستاذ محمد إبراهيم نقد ، السكرتير العام للحزب الشيوعي يعلق على اجتماع رئيس الوزراء بقادة الأحزاب صباح الاثنين الماضي حين قال بضرورة معالجة هذا الموضوع كمسألة قومية والانتقال به من مناقشة بين رئيس الوزراء والأحزاب الجنوبية إلى مناقشة تشمل كل الأحزاب . وهو اقتراح قديم طرحه الحزب الشيوعي عبر مندوبه في التجمع الوطني منذ يوليو الماضي . وها هي مجموعة من الأحزاب والمنظمات الجنوبية تتبنى الدعوة إلى عقد ميثاق لإدارة الجنوب وفقاً للدستور والقانون ، وناشدت الفعاليات السياسية الأخرى بالانضمام إلى ذلك الميثاق . إننا نرى إن هذه خطوة إلى الأمام . فهي تقترح أن نلتزم بالدستور الانتقالي الذي تنص المادة 16(2) منه على أن يقوم نظام الحكم الذاتي في الإقليم الجنوبي وفقاً لقانون الحكم الذاتي الإقليمي للمديريات الجنوبية لسنة 1972م . إن هذا القانون يتضمن أن ينشأ مجلس تنفيذي عال ، وان يكون له رئيس ويتولى تعيين حكام للمديريات الجنوبية . إن الدعوة إلى الالتزام بالدستور والقانون في قضية إدارة الجنوب ينبغي أن تكون مخرجا مقبولا من الدوامة الراهنة . فرئيس الوزراء نفسه أكد عدة مرات ، آخرها في لقائه المذكور بقادة الأحزاب ، على ضرورة قيام المجلس التنفيذي قبل تعيين الحكام . فإذا كانت هذه نقطة اتفاق واسع ينبغي أن يكون الالتزام بالدستور والقانون الموقف المشترك لمختلف الأحزاب ، فإن المطلوب هو وضع المسألة على مائدة المناقشة بين هذه الأحزاب والبت فيها كمسألة قومية تتطلب حسماً سريعاً . إن الوضع في الجنوب يزداد خطرا كل يوم . والتلكؤ في حسم موضوع إدارته يفاقم ذلك الخطر . وإننا لنتفق مع الأحزاب والتنظيمات الجنوبية في الإعراب عن الأمل في البت فوراً في ذلك الموضوع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الأربعاء 29أكتوبر 1986م فرصة جديدة أمام قرنق نرحب بالإشارات التي وردت في بيان السيد رئيس الوزراء أمس الأول عن مشكلة الجنوب ، لأنها تحتوي على عناصر إيجابية هامة . بداية نحن نتفق مع السيد الصادق في أن (الحركة الشعبية لتحرير السودان) مطالبة ببيان موقفها تجاه حادث إسقاط طائرة الركاب عند ملكال . ذلك إننا نعتقد ـ وقلنا ذلك مرارا-أن (الحركة) قد بترت التطورات الطيبة التي بدأت بشكل جدي في محادثات كوكادام حتي وصلت إلى الاجتماع المشترك بين رئيس الوزراء والعقيد قرنق . وهي خطوات تمت بمبادرات من هذا الجانب من المتاريس . ومن ثم أصبح الآن علي ( الحركة ) أن تعود إلي طريق التفاوض، طريق البحث عن حلول سلمية ، بمبادرة جدية وجديدة من جانبها . غير أن الحركة بدلا من ذلك تواصل عرقلة التفاوض وتعقيد الأمور حين تبذل كلما في وسعها-مثلا لمنع وصول الإغاثة على سكان ومدن وأرياف الجنوب غير المقاتلين. لهذا كان جيدا جدا من رئيس الوزراء أن يعيد التأكيد بأن حكومته ترحب بكل جهد من شأنه أن يؤدي إلى الحل السلمي للمشكلة في جنوب البلاد . كما كان جيدا أيضا أن يعيد تأكيد موقفه السابق من أن للمشكلة وجودا موضوعيا يتطلب الاتجاه إلى علاجه سلميا . وكان منطقيا بعد كل هذا أن يعلن السيد الصادق أنهم ماضون في التحضير لعقد المؤتمر الدستوري . وهكذا فتح رئيس الوزراء بابا كاد أن يغلق أمام الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الأهلية التي تحصد أرواح أبناء الوطن بأيديهم وتهلك الزرع والضرع وتلقي أعباء ثقيلة علي اقتصادنا الوطني وتكاد تعصف بوحدتنا الوطنية . وهاهي فرصة أخري تتاح لقادة(الحركة الشعبية لتحرير السودان) ليحكموا العقل والمنطق والمصلحة الوطنية ، وليتقدموا بمبادرة تعود بنا إلى طريق التفاوض والتحضير للمؤتمر الدستوري القومي والحل السلمي الديمقراطي للمشكلات القائمة .
| |
|
|
|
|
|
|
' (Re: خالد العبيد)
|
الأحد 14دبسمبر1986م المبادرة الجديدة كان يقيننا الدائم والثابت هو إن السودانيين يستطيعون بالجهد والمثابرة أن يجدوا مدخلا لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في الجنوب وللتوصل إلى حل سلمي وديمقراطي لقضية الوحدة الوطنية عبر المؤتمر الدستوري القومي . وظللنا تدعو باستمرار للامتناع عن سد المسالك إلى الحلول وعن إقامة العقبات علي طريف الحوار. ولم يكن هذا الموقف سهلا في مواجهة الشعارات المسمومة التي ظلت تطرحها القوي والدوائر ذات المصلحة في الحل العسكري وفي استمرار الأزمة ، وأيضا في مواجهة الأخطاء وقصر النظر السياسي لدي أولئك الذين يعتقدون-علي طرفي الصراع- إن من الممكن حسم القضية عسكريا . وخلال الأشهر الماضية لم تعكر الأجواء فقط حادثة الطائرة-التي كانت عملا بشعا بكل المقاييس تقع مسئوليته علي عاتق قرنق وحركته- وإنما عكرتها بعض التصريحات الصادرة عن الحكومة ، وأكاذيب وحكايات روجتها صحف بعينها ، وتحركات لبعض الدوائر الأجنبية التي تسعي لخدمة أهداف إقليمية عدوانية وتريد من السودان أن يكون أداة لتنفيذها وتبريرها عالميا. الآن تتاح فرصة جديدة لابد من استثمارها .
ونحن هنا لا نريد أن نثير تفاؤلا قبل الأوان . فالقضية، كما قلنا مرارا من قبل ، معقدة وقد تعاقبت عليها الأعوام والسياسات المرتجلة المختلفة فزادتها تعقيدا . وليس من الجدية في شئ افتراض أن الاتصالات التي أجراها الأب باولينو مع قرنق وزملائه ستؤدي بالضرورة إلي نتائج إيجابية سريعة أو ستترتب عليها خطوات متواصلة ومترابطة . ولكن الشيء المهم هو إن اليأس الذي حاول البعض أن يبثه بيننا ليس له ما يبرره . وقد تكون الفرصة الجديدة ضيقة ، وقد يزيدها ضيقا الشك المتبادل . ولكن لا سبيل إلى التغلب علي هذا الواقع بغير مزيد من البذل لفتح المسالك وإزالة العقبات . ومن ثم يصبح علي كافة القوي التي تؤمن بالحوار بديلا للسلاح لحل المشاكل بين أبناء الوطن الواحد ، والتي ترفض مخططات التصعيد والتدويل ، أن تشجع علي إنجاح المبادرة الجديدة وجعلها نقطة انطلاق نحو مبادرات أخري لوقف القتال وإجراء المحادثات والتقدم علي طريق المؤتمر الدستوري .
| |
|
|
|
|
|
|
/ (Re: خالد العبيد)
|
1فبراير 1987م حرب أهلية في الجنوب أم عدوان أجنبي ؟؟ ظل السيد رئيس الوزراء يصف الحرب الأهلية الدائرة في الجنوب ، خلال الأسابيع الماضية بأنها حرب أجنبية التسليح ، أجنبية المقر ، أجنبية الإعلام . وانتقل السيد رئيس الوزراء خطوة أخرى في حديثه أمام مؤتمر حقوق الإنسان العربي يوم الجمعة الماضي فقال إن الحرب في الجنوب ليست حرباً أهلية ولكنها تدخل أجنبي صريح . حسناً ، ولكن ماذا لو ادعت إثيوبيا بدورها بان هذا الذي يدور في حدودها الشمالية الغربية ، في إرتريا وفي التقراي وفي غبرها ليس هو كذلك بالحرب الداخلية ولكنه بدوره عدوان وتدخل أجنبي ؟ ما هو المخرج إذن وما هو الحل ؟ لقد قامت الحرب الأهلية الأخيرة في الجنوب لأسباب معلومة ومعروفة منها قرار تقسيم الجنوب إلى اكثر من إقليم ، ومنها التدخل المباشر وغير المباشر الذي مارسه نظام حكم الفرد خروجاً على اتفاقية أديس أبابا ومنها فرض القوانين المسماة زوراً وبهتاناً بأنها قوانين ( الشريعة) ، ومنها إن القيادات السياسية الجنوبية التي تولت مقاليد الأمور في الجنوب في الفترة منذ إنهاء الحرب الأهلية الأولى وحتى الإطاحة بنظام مايو فشلت فشلا بينا في أن تغير حياة المواطن الجنوبي أو ترفع عنه الغبن أو حتى تخطو خطوة واحدة في طريق الخروج بالجنوب إلى رحاب التقدم والطمأنينة والاستقرار . فهل زالت هذه الأسباب التي نعلمها جميعاً ؟ لا . وبالتالي فيبقى الحل في اجتثاث تلك الأسباب والقضاء عليها ، يبقى الحل في إزالة الشرارات التي أججت نار القتال . يبقى الحل في معالجة قضية العلاقة بيننا وبين إثيوبيا علاجاً جذريا لا يترك لهم حجة ولا يجعل في إمكانهم الرد على السيد رئيس الوزراء بنفس منطقه . وهذا أمر لا نعتقد إننا اوفيناه حقه حتى الآن ولا نعتقد إننا استنفذنا كل وسائله . يبقى الحل في إلغاء قوانين سبتمبر وغيرها من القوانين التي تسهم في بذر التفرقة ، ويبقى الحل في المثابرة السياسية والدبلوماسية وفي خلق الإطار المناسب والمناخ السليم لانعقاد المؤتمر الدستوري ليجلس الجميع من حملة السلاح ليتدبروا أمر بلادهم بموضوعية وصدق حتى نصل إلى بر الأمان ونضع من الأسس ما يجعل قيام حرب أهلية في المستقبل أمرا مستحيلاً . ليكن ذلك طريقنا قبل أن نصل بشعبنا إلى حد الاستنفار بأنه يواجه عدوانا أجنبيا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الاخ خالد العبيد تحياتى اول مرة اسمع بالكتاب دا.ماتقول لى كدا والاكدا حاجيك بعدين اخده وتانى يوم ارجعة ليك يعنى انت مجكن الكتب وتصرفها لينا بالقطارة فى سودانيزاون لاين ؟ انا قراية الرهاب دى مابقدر عليها والكتاب كان ماحضنته وقلبته صفحة صفحة مابرتاح.عرفت ان الكتاب متوفر فى كل المكتبات المصرية وخاصة مكتبة الرصيف عند تقاطع 26 يوليو وطلعت حرب لكن لمن يجينى داير ليه شهرين تلاته. جزيل شكرى لعم التجانى ولك ولكل من ساهم فى اصدار هذا الكتا ب الوثيقة. سلمت لنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: حسن النور محمد)
|
الاخ خالد العبيد شكراً لعرض الكتاب *أولا تعلم أن طلاب الجامعات اضناهم البحث عن رؤية الاحزاب السياسية السودانية للسلام في السودان تكاد تكون معدومة كمراجع أو وثائق يمكن الاعتماد عليها كمادة توثيقية قابلة للدراسة والتحليل الاكاديمي. * هذه النصيحة أقدمها لكل الأحزاب السياسية السودانية أن تزود مكتبات الجامعات بانتاجها الفكري ووثائقها التي تراها مناسبة, لاننا نعاني شحاً يجعل الدراسة والبحث شبه مستحيلاً. * شكراً لانك زودتنا بكيف يمكن أن نحصل على الكتاب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الثلاثاء 5مايو 1987م الأحزاب الجنوبية وقضايا الجماهير اليومية رغم إن الأزمة التي نشبت مؤخرا حول تشكيل حكومة الاستوائية وتوزيع حقائبها الوزارية قد بدأت تنقشع بالاتفاق على ما طرحه مجلس الجنوب بان تكون الحكومة من ثلاثة أحزاب هي حزب الشعب التقدمي وحزب سابكو وحزب التجمع السياسي ، الا إننا نرى من الواجب الوقوف عندها بالتعليق على ما حدث . دأبت الأحزاب الجنوبية على إثارة أزمات كبرى حول قضايا ثانوية غافلة عن القضايا الجوهرية والأساسية التي تمس حياة الشعب المباشرة في مأكله ومشربه ومأواه وأمنه وبدأ يتكون إحساس لدي الجماهير بان الأهداف النهائية التي تسعى لها الأحزاب الجنوبية هي الحصول على المناصب الحكومية مركزية كانت أم إقليمية أم غيرها . والازمة الأخيرة التي نشبت حول تشكيل حكومة الاستوائية تعمق هذا الإحساس . فالأحزاب الجنوبية لم تبذل جهداً مقنعا من اجل تخفيف أعباء الحياة اليومية على المواطن الجنوبي . فهي لم تهتم بقضايا نقل مواد الإغاثة للمواطنين في الجنوب الذين تطحنهم الحرب والمجاعة . وفوق ذلك لم تهتم حتى بقضية الحرب الأهلية التي زعزعت أمن المواطنين وشردتهم صوب الشمال حيث يعيشون ظروفاً مزرية من الفقر والعطالة والسكن في أكواخ الصفيح والبروش والكرتون في أطراف المدن ولم تعط نصيباً من الاهتمام بقضايا الصراعات القبلية عند نقاط التماس بين القبائل العربية والقبائل الجنوبية ولا بالصراعات بين قبائل الجنوب نفسها . وبالمقابل تصطرع هذه الأحزاب بحمية حول اقتسام مناصب السلطة في المركز وفي الأقاليم وبمستوى يطغى على كل القضايا الأخرى ويضعها في (الرف) . وكلما كانت هناك مناصب تنتظر من يتولاها يدب النشاط وسط هذه الأحزاب وتنشأ الأزمات وتحتد الصراعات فيما بينها بل وتظهر الخلافات داخل كل حزب على حدة وتحدث الانقسامات فيه ويخرج بعض قادته منه لتولي المناصب . وكأن المنصب أهم من الحزب وبرنامجه وأهدافه . وكأن الانتماء للحزب هو فقط قنطرة للوصول للمنصب . المشاركة في السلطة هي واحدة من الوسائل التي تسعى عبرها الأحزاب لتحقيق أهدافها وبرامجها . ونحن لسنا بصدد التقليل من شأنها . ولكن أن تصبح وكأنها هدف نهائي ، فهذا ما يجب أن نقف ضده ونستنكره . هل تستجيب الأحزاب الجنوبية لدعوتنا لها بإعلاء القضايا الملحة والمباشرة التي تتعلق بحياة أهل بلادنا عامة وأهل الجنوب خاصة وتعطيها مكان الصدارة في نشاطها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الثلاثاء 5مايو 1987م الأحزاب الجنوبية وقضايا الجماهير اليومية رغم إن الأزمة التي نشبت مؤخرا حول تشكيل حكومة الاستوائية وتوزيع حقائبها الوزارية قد بدأت تنقشع بالاتفاق على ما طرحه مجلس الجنوب بان تكون الحكومة من ثلاثة أحزاب هي حزب الشعب التقدمي وحزب سابكو وحزب التجمع السياسي ، الا إننا نرى من الواجب الوقوف عندها بالتعليق على ما حدث . دأبت الأحزاب الجنوبية على إثارة أزمات كبرى حول قضايا ثانوية غافلة عن القضايا الجوهرية والأساسية التي تمس حياة الشعب المباشرة في مأكله ومشربه ومأواه وأمنه وبدأ يتكون إحساس لدي الجماهير بان الأهداف النهائية التي تسعى لها الأحزاب الجنوبية هي الحصول على المناصب الحكومية مركزية كانت أم إقليمية أم غيرها . والازمة الأخيرة التي نشبت حول تشكيل حكومة الاستوائية تعمق هذا الإحساس . فالأحزاب الجنوبية لم تبذل جهداً مقنعا من اجل تخفيف أعباء الحياة اليومية على المواطن الجنوبي . فهي لم تهتم بقضايا نقل مواد الإغاثة للمواطنين في الجنوب الذين تطحنهم الحرب والمجاعة . وفوق ذلك لم تهتم حتى بقضية الحرب الأهلية التي زعزعت أمن المواطنين وشردتهم صوب الشمال حيث يعيشون ظروفاً مزرية من الفقر والعطالة والسكن في أكواخ الصفيح والبروش والكرتون في أطراف المدن ولم تعط نصيباً من الاهتمام بقضايا الصراعات القبلية عند نقاط التماس بين القبائل العربية والقبائل الجنوبية ولا بالصراعات بين قبائل الجنوب نفسها . وبالمقابل تصطرع هذه الأحزاب بحمية حول اقتسام مناصب السلطة في المركز وفي الأقاليم وبمستوى يطغى على كل القضايا الأخرى ويضعها في (الرف) . وكلما كانت هناك مناصب تنتظر من يتولاها يدب النشاط وسط هذه الأحزاب وتنشأ الأزمات وتحتد الصراعات فيما بينها بل وتظهر الخلافات داخل كل حزب على حدة وتحدث الانقسامات فيه ويخرج بعض قادته منه لتولي المناصب . وكأن المنصب أهم من الحزب وبرنامجه وأهدافه . وكأن الانتماء للحزب هو فقط قنطرة للوصول للمنصب . المشاركة في السلطة هي واحدة من الوسائل التي تسعى عبرها الأحزاب لتحقيق أهدافها وبرامجها . ونحن لسنا بصدد التقليل من شأنها . ولكن أن تصبح وكأنها هدف نهائي ، فهذا ما يجب أن نقف ضده ونستنكره . هل تستجيب الأحزاب الجنوبية لدعوتنا لها بإعلاء القضايا الملحة والمباشرة التي تتعلق بحياة أهل بلادنا عامة وأهل الجنوب خاصة وتعطيها مكان الصدارة في نشاطها .
| |
|
|
|
|
|
|
' (Re: خالد العبيد)
|
الأحد 7يونيو 1987م نتوقع أن يحوي خطاب الحكومة مبادرة جديدة لإنهاء الحرب الأهلية لا جدال إن الحرب الدائرة في الجنوب هي اخطر واعقد قضية لها اعظم تأثير منفرد على كامل تتطور الحياة السياسية في بلادنا في الوقت الراهن . • وسواء شاء البعض أم أبى فات الحرب تدور حول عقدة مستقبل الحكم في السودان : الدستور الديمقراطية والمساواة بين المواطنين على اختلاف أعراقهم ودياناتهم وحضاراتهم ، والعلاقة بين التكوينات القومية المختلفة ، والعلاقة بين الدين والسياسة، وغير ذلك من المساءل التي تتعلق بتامين وحدة التراب والشعب في ظل حكم ديموقراطي . • تحصد الحرب يوميا أبناء السودان ، وتلتهم موارد مادية يستحيل حصرها من أسلحة وذخائر ووقود ، وتكلفنا يوميا ملايين الجنيهات في خسائر يستحيل تعويضها . • تهيئ الحرب بصورة متصاعدة مناخا مساعدا للتدخل الأجنبي الإمبريالي الذي يهدد سيادتنا الوطنية بأوخم الأخطار . • تسمم الحرب علاقتنا بأكثر جيراننا على الشرق والجنوب والغرب وتخلق أوضاعا متوترة على الحدود بما يهدد أمننا ويفتح ثغرات واسعة للتآمر الأجنبي . لكل هذه الأسباب فإننا نتوقع أن يأتي إنهاء هذه الحرب على رأس أولويات مهام الحكومة الجديدة في خطابها الذي يلقيه رئيسها أمام الجمعية التاسيسية غداً. وبعبارة أخرى فإننا نتوقع أن تقدم الحكومة مبادرة جديدة تبدد الغموض الذي يحيط بنواياها من جراء إغفال المواثيق التي قادت إلى التشكيل الجديد عن أي إشارة إلى قرارات كوكا دام والى مبادرة السيد الصادق المهدي في احتفالات 6 أبريل . وهو إغفال يقود إلى الاستنتاج بان الحكومة ربما تريد أن تبدأ من نقطة تتراجع عما تم تحقيقه على طريق الحوار والحل السلمي. إن تأكيد مبدأ الحوار ، والتدابير التي يمكن أن تتخذ لوقف القتال بضمانات لتنفيذه واستمراره، وتهيئة المناخ لعقد المؤتمر الدستوري لإلغاء قوانين سبتمبر ورفع حالة الطوارئ ووقف الاشتباكات القبلية في مناطق التماس بين الجنوب والشمال وعدم الشروع في البت في قضايا ستطرح أمام المؤتمر ـ كل ذلك يمكن أن يشكل مبادرة جديدة شجاعة تقودنا إلى اكثر من نصف الطريق إلى الحل السلمي والى وضع أسس راسخة لعلاقة ديموقراطية بين الشمال والجنوب تؤمن الوحدة الوطنية لبلادنا والى إقامة نظام ديمقراطي راسخ ومزدهر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
14 يونيو 1987م مخاطر التعامل بردود الأفعال "1" في موقعين متتابعين من خطاب الحكومة أمام الجمعية التاسيسية ، بدأ السيد رئيس الوزراء كما لو قرر الانتقال من منهج ضبط النفس ، الذي أعلن مرارا انه يلتزمه ، إلى التعامل برد الفعل ، المرة الأولى عندما تحدث عن الاشتباكات القبلية والمرة الثانية وهو يتحدث في تلميح مكشوف عن العلاقة مع إثيوبيا . في المرة الأولى قال :" استنهض التمرد قبائل جنوبية وقبائل شمالية ضده . وكلما ازدادت حماقات التمرد زاد استنهاض هذه القوى المضادة التي حولها التحدي والترويع إلى موجات شعبية مسلحة لا يقودها توجيه رسمي ، يدفعها اعتداء المعتدين " . ومن الواضح إن الخطاب يشير ، وتعاطف واضح ، إلى الاشتباكات القبلية في الجنوب وعلى مواقع التماس بين الشمال والجنوب ، والتي اتخذت شكلا حادا وبالغ الخطورة عندما شجعتها السلطة الانتقالية إلى حد توزيع السلاح على قبائل عربية وجنوبية معادية لقبيلة الدينكا ، التي تعتبر رسمياً السند الرئيسي للحركة الشعبية لتحرير السودان . وكان ذلك وفق مفهوم تكتيكي يبرر استخدام العداوات القبلية كعامل مساعد لقوات الشعب المسلحة . وكثيراً ما يكون ذلك تكتيكاً معقولاً بين دولتين ، حين تعمد إحداهما إلى إثارة "القلاقل" الداخلية ضد الأخرى . ولكن اتباع هذا التكتيك داخل الوطن الواحد سلاح ذو حدين ، وخاصة في ظروف السودان بقبائله الكثيرة المتزاحمة على مساحات محدودة من الماء والكلأ يقلصها باطراد الجفاف والتصحر فتتفاقم النزاعات والصدامات الدموية . وهناك أدلة كثيرة على قلة جدوى هذا "التكتيك" في مساعدة جهد القوات المسلحة ، وعلى جسامة الأضرار الناجمة منه على أمن الوطن . ولا نشك إن الحكومة تستطيع أن تجمع الكثير من المعلومات التي تؤكد ما نقوله ، مثل القتل الجماعي والنهب المسلح وتوتير العلاقات بين قبائل لم تعرف قبلا غير التعايش والتعاون . وفي ذلك من الخطر على حاضر الوحدة الوطنية ومستقبلها مالا يحتاج إلى بيان . والاشتباكات بين القبائل ضاربة في تاريخ بلادنا . ومنذ ربع قرن وهي تزيد شراسة . وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ـ وقبل ظهور قرنق ـ وقعت اشتباكات دموية بين قبائل عربية / عربية وأخرى عربية / جنوبية . ومن المؤكد إن الحرب الأهلية في الجنوب قد فاقمت من الصدامات القبلية المسلحة ، ولكن تصويرها وكأنها نتيجة " لحماقات التمرد " فيه كثير من خداع النفس لتبرير تكتيك استخدام العداوات القبلية لضرب " الحركة الشعبية لتحرير السودان " . ينبغي أن ننظر إلى ابعد من احتياجات الساعة . ينبغي أن ننظر إلى احتياجات الوطن وبنيه بعد أن تنتهي هذه الحرب العقيم ، والتي لا بد أن تنتهي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الاثنين 15يونيو 1987م مخاطر التعامل بردود الأفعال "2" تناولنا بالأمس ما ورد في خطاب الحكومة أمام الجمعية التاسيسية حول الاشتباكات القبلية ، واعتبرناه نوعا من التعامل بردود الفعل يعرض الوحدة الوطنية في بلادنا لمخاطر وخيمة . واليوم نتناول في نفس الزاوية ما ورد في الخطاب حول العلاقة مع إثيوبيا . يقول الخطاب :" السند الأجنبي الذي يقف وراء التمرد يقوم على أرجل من طين . ففي التحصيل النهائي يستطيع السودان أن يؤذي المعتدين أضعاف ما يستطيعون إيذاء السودان . كما قال " السودان يجب ( أم تراها يجب ) تبادل المصالح والمنافع لا المضار " . وحتى لا يكون هناك أدنى لبس حول المقصود ، يضيف الخطاب في الفقرة التالية مباشرة :" إن أسس التماسك القومي متوافرة للسودان بصورة تفوق توافرها لكثير من البلاد المجاورة له . ولذلك ففي الصراعات التي اختارها البعض ، الخطر المصيري عليهم لا على السودان " . والتهديد واضح ومباشر . وهو يتنافى مع تصريحات كثيرة سابقة لرئيس الوزراء ، وأكد فيها ـ وهو محق ـ انه لن يقايض أمنا بأمن . وذلك موقف عاقل ومسؤول ، فالذين سيتجهون إلى تدمير سيادة إثيوبيا واستقلالها ووحدتها لابد أن يدوسوا على سيادتنا في طريقهم الى هدفهم . وبداهة لن يكون السودان هو مصدر المساعدات العسكرية والمادية للجماعات والمنظمات التي تحارب الدولة الإثيوبية ، فالمصدر معروف هو أمريكا والسعودية وحلفاؤهم وأذنابهما . وكما كان الأمر على عهد النظام المباد ، ستكون الأرض السودانية هي ممر السلاح والمساعدات الأخرى ، وميدان التدريب ومنطلق العمليات العسكرية . ونحن نعلم علم اليقين إن هذا تم في الماضي على حساب الوطنية السودانية : نعلم إن أقساطا من سيادتنا بيعت مقابل الحصول على مساعدات ، ونعلم إن وكلاء الإمبريالية الأمريكية وجواسيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أتيح لهم أن يتصرفوا في وطننا دون رقابة تماما كما لو كنا مستعمرة . فكانت مراكز التدريب ، وكان التسلل عبر الحدود ، وكانت الإذاعات الموجهة ، وكان ترحيل الفلاشا ..الخ . وعندما هب شعبنا في انتفاضته الباسلة نسف كل ذلك تأكيداً لتمسكه بسيادته الوطنية . غير إن خطاب الحكومة يهدد بالعودة إليه من جديد . وقد ظللنا نكشف الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة حين تقبض يدها عن مساعداتها وقروضها الا بشروطها ، ومن بينها السكوت عن مخططها لضرب إثيوبيا . وكذلك الضغوط التي تمارسها السعودية التي كثفت نشاطها مؤخراً في هذا الجانب . وما نريد أن نؤكده هو إن الذي يخطط لنسف استقلال دولة تجاورنا لن يحترم استقلالنا إذا قبلنا أن نساعده في مخططه . وهكذا فان "الخطر المصيري " سيشملنا أيضا . إن لدينا مشاكل لا شك فيها مع إثيوبيا ، ولكنها مشاكل عابرة ، بينما مصالحنا معها أزلية ودائمة . وعلينا أن نحل مشاكلنا معاً مهما تعقدت بالتفاهم المباشر ، وألا نسمح بان تدخل بيننا دول أخرى لا ريب في نواياها الشريرة لبلدينا كليهما .
| |
|
|
|
|
|
|
' (Re: خالد العبيد)
|
17يونيو 1987م لا بد أن ينتصر العقل من الذي يستفيد من استمرار الحرب الأهلية ؟؟ سؤال لابد انه يطرح بجدية تامة في مواجهة حرب تتواصل لأربع سنوات ، تقضي على الأخضر واليابس ، وتقصف أعمار شباب بلادنا سواء في هذا الجانب من ميدان القتال أو الجانب المقابل وتستنزف مواردنا ونحن على شحها أحوج ما نكون إليها ، وتفتح ثغرات واسعة للتدخل الأجنبي والتآمر الداخلي . إن مقياس الوطنية الحقة الآن هو مقدار الجهد الذي تبذله كل جماعة وقوة سياسية لإنهاء هذه الحرب ، وذلك بتقديم مقترحات وحلول عملية تضع الفأس على جذر المشاكل التي أدت إليها. بعض الناس يحلو له أن يردد باستمرار إن ما هو حادث في الجنوب تمرد . وهو من الناحية الحقوقية كذلك بالفعل ولو تحدثنا بالتجريد المطلق لقلنا إن الانتفاضة التي أطاحت بالنظام المباد ـ بما فيها انحياز الجيش لها ـ كانت تمرداً أيضا . لذلك ينبغي أن نبتعد عن هذا النوع من المعالجة لقضايانا الوطنية الكبرى . فنحن جميعاً نعرف إن الحرب الدائرة الآن هي امتداد للصراعات السياسية بوسائل أخرى . ونعرف إن هذه ليست الحرب الأولى في تاريخ بلادنا . ونعرف إن للحربين أسبابا سياسية واجتماعية . ونعرف إن جهوداً لا حصر لها بذلت خلال الأعوام الثلاثين الماضية لمنع الحرب أو احتوائها أو وقفها . ونعرف إن هذه الجهود تواصلت رغم مرارات القتال وكثرة الضحايا والخسائر في اتجاه العثور على صيغة وطنية تقوم على التعدد القومي والديني والحضاري والسياسي وتضمن التعايش الديمقراطي بين السودانيين في وطنهم الواحد بحقوق وواجبات متساوية . إن المبادرة التي قدمها الحزب الشيوعي بالأمس للحكومة وللقوى السياسية الأخرى هي مواصلة لهذه الجهود ، وهي امتداد للعمل المخلص الذي ظل يبذله لإدراك طبيعة النزاع وللتوصل إلى حل سلمي ديمقراطي له . إنها مبادرة جادة تستحق كل اهتمام . إن الحرب تبتعد بنا كل يوم عن الوطن الواحد . وهي تزيد كل يوم من المخاطر على سيادتنا ونظامنا الديمقراطي . والذين ينعقون كالبوم ويدقون طبول الحرب ويصبون الزيت عل لهبها ، يبرهنون بالدليل العملي على انهم لا يريدون لوطننا وحدة ولا سيادة ولا ديمقراطية . غير إن العقل لابد أن ينتصر . وسوف ينتصر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان : الأحد 21 يونيو 1987م موضوعية ومبدئية الحزب الشيوعي زعمت دوائر الجبهة الإسلامية – مباشرة أو بالوكالة – أن الحزب الشيوعي لم يتقدم بمبادرته الأخيرة لانهاء الحرب الأهلية والتقدم نحو عقد المؤتمر القومي الدستوري إلا بعد موقعة الجكو . ( ونرجو من القراء أن يسمحوا لنا – احتراماً لعقولهم وعقولنا – بتجنب الاشارة إلى الاتهامات والافتراءات الأخرى التي يوجهها إلينا قادة الجبهة وكتابها والتي لا تصدر إلا عن عجز يجد في شتم الخصوم السياسيين بدون مبرر مهرباً من مواجهة القضايا الوطنية الكبرى ) .
إن تاريخ حزبنا في المعالجة الجادة والمسئولة لقضية الجنوب يملأ اعتزازاً مشروعاً . ومع ذلك فنحن لا نود العودة إلى بعيد للرد على مزاعم الجبهة حول مبادرتها الاخيرة ، مما قد يتهم بأنه من نسج الخيال ، بل تكفينا الاشارة إلى أحداث قريبة سجلنا إزاءها مواقف اثارت علينا هجوماً متواصلاً من الجبهة ، لا يزال بعض غباره عالقاً . إن مواقفنا مبينة في مبادرات ومذكرات ومقالات واقتراحات مسجلة وموثقة .
وفي تلك المذكرة : * اقترح الحزب الشيوعي على المجلس العسكري الانتقالي أن يصدر على الفور بياناً يوضح سياسته نحو الجنوب . * قال الحزب : " إن حجم الحرب اليوم أكبر وأخطر عشرات المرات مما كانت عليه عام 1969 . ولسنا في مكان من يتطاول لتبصير القيادة العامة بحجم خسائر القوات المسلحة في الحرب ، وضحايا المعارك من الطرفين أبناء الوطن الواحد . وما عاد خافياً على الرأي العام في الداخل والخارج أن تكلفة الحرب تتراوح بين 3 و 5 مليون جنيه سوداني في اليوم خلال شهري يناير وفبراير هذا العام " . * وقال : " إن الدعوة للحوار بدون سياسة محددة لن تجدي ولن تعدو كونها بادرة لإظهار حسن النية " . * وقال " ولنستعرض تجارب الماضي البعيد والقريب لندرك كم أخطأ الحاكم الفرد في حساباته عندما توهم أنه يستطيع ضرب الجنوبيين بعضهم بعضاً ... وفشل الحكومات المتعاقبة لاستقطاب ساسة جنوبيين أو قوى سياسية جنوبية طيلة فترة 55 / 72 لتطويق وحصار التمرد وعزل قيادته العسكرية والسياسية " . * وقال : " جذور أزمة الجنوب في الداخل وليست بالخارج . إنها جزء من أزمة السودان .. ولا سبيل لمواجهتها إلا بالإعتراف بحجمها وتضافر الجهود لحلها وتوفير الديمقراطية بكامل ضماناتها ليسهم الجميع كل حسب قدرته وما هو ميسر له في الحل " . ما نجده في مذكرة 17 أبريل 1985 ليس الذعر من جسامة خسائرنا في معركة ، وإنما النظر بعينين ثابتتين ومفتوحتين في جسامة الحرب كلها وجدواها وأخطارها قبل عامين من تلك المعركة . وفي هذا الدليل الذي لا يدحض على الثبات الراسخ على الموضوعية والمبدئية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الاثنين 22 يونيو1987م مهلاً رئيس الوزراء المبادرة التي قدمها الحزب الشيوعي لانهاء الحرب والتقدم نحوالمؤتمرالقومي الدستوري مبادرة جادة تتناول إحدى أهم القضايا الوطنية ، والتي هي في الوقت الحاضر المهمة ذات الأسبقية الأولى لمواجهة تطورات الوضع السياسي المعقد الذي تمر به البلاد. ونحن لا نتوقع بأي حال أن تكون محتويات هذه المبادرة محل اتفاق نت الوهلة الأولى بين الأحزاب والمنظمات السياسية . ومن المؤكد أن هناك اختلافات جوهرية في المنطلقات وفي التصور وفي الاستنتاجات النهائية تقف حتى الآن دون التوصل إلى صيغة ملائمة لإدراك طبيعة الحرب القائمة والمخرج منها إلى حل سلمي ديمقراطي ، تحظى بتأييد غالب الرأي العام . ونحن ندرك أن بعض خصومنا السياسيين سيهربون من المناقشة الموضوعية إلى الشتائم الاستفزازية ، قاصدين خلق جو سلبي يستحيل فيه التفكير المستقيم . ولكننا لم نتوقع أن يلجأ رئيس الوزراء إلى المنهج الذي سلكه وهو يتناول المبادرة أمام الجمعية التأسيسية الليلة قبل البارحة ، حين تعرض بشكل غير صحيح لنصها حتى يتمكن من نقدها والاعتراض عليها . * وقال سيادته أن المبادرة كانت رقيقة مع جون قرنق بصورة " لا تليق " وهذا مجرد انطباع – على أحسن الفروض – يختلف فيه الناس ويتفقون . غير أن المبادرة كانت دعوة للحوار ، ولوقف الحرب وللجلوس حول مائدة التفاوض ، ولم تكن دعوة لمزيد من النزال والاقتتال ومن ثم للتباري في حدة التعبير . وقال سيادته إن المبادرة تحدثت عن " التمرد المزعوم ". ونحن نحب أن نؤكد أن مذكرة المبادرة ،وهي الآن بحوزته وغيره من المسؤولين وقادة الأحزاب والمنظمات النقابية والإجتماعية ، لاتحوي كلمة " تمرد" ناهيك عن اضافة صفة " مزعوم " . وقد جاءت عبارة " التمرد المزعوم " في خطاب المعارضة الديمقراطية وفي سياق آخر . وقال سيادته أن المبادرة ذكرت" إن تدمير الجيش السوداني القائم مادياً ومعنوياً يمثل قصر نظر ". وتوقف عند هذا الحد وكال من التهكم ما أعانته قدرته عليه. ونحن نحب أن نتوقف كثيراً هنا لأن الفقرة التي ابتسرها سيادته تمثل فكرة مركزية عند الحزب الشيوعي عبر عنها منذ خطابه أمام مؤتمر المائدة المستديرة.والفقرة المعتدى عليها تقول بالكامل:" أياً كانت نتيجة الحرب فإن السودان الموحد _ وهو الهدف المعلن للجميع _ يحتاج إلى جيش وطني واحد متماسك ومتلاحم وقادر على حماية حدود الوطن وسيادته . ولا يمكن أن تقوم الوحدة الوطنية بدون الأمن. ومن ثم فإن تدمير الجيش السوداني القائم مادياً ومعنوياً يمثل قصر نظر لا يغتفر ويتنافى مع الوطنية السودانية ". إن السخرية بالخصوم سلاح مشروع في الصراع السياسي والحزبي . لكننا نرجو أن تقوم على أسس غير مختلقة ، وألا يكون الهدف منها طمس قضايا الصراع وخلق مصاعب أمام فهمها وحلها . ونحن واثقون أن اعتراضات السيد الصادق المهدي على مبادرة الحزب الشيوعي ليس مردها قراءة خاطئة لحروفها ، ولكننا نتطلع إلى إرساء منهج أفضل في ممارسة الخصومة السياسية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الاثنين 6 يوليو 1987م هل عقد اتفاق كهذا فعلاً ؟ صدَّرت جريدة ( الراية )صفحتها الاولى أمس بعبارة نسبتها إلى السيد الصادق المهدي تقول : " اتفاق بين الامة والجبهة والاتحادي حول الجنوب " . وفصّلت الجردية في خبرها الرئيسي أن رئيس الوزراء تحدث لها عن تبلور هذا الاتفاق في تصور محدد تم تتويجه باجتماع ضمه مع السيد محمد عثمان المرغني ودكتور حسن الترابي حيث صيغت النقاط الرئيسية لقضية الجنوب التي اتفق عليها . ولكن الوثيقة التي تضمنت هذه النقاط لم يوقع عليها بعد .
وبشكل عام يبدو أن ( الراية ) يزدهيها الفخر والطرب بوجود اتفاق بين الجبهة الاسلامية والحزبين المؤتلفين . فطالما تحقق الاتفاق حول قضية محورية ورئيسة واستراتيجية مثل قضية الجنوب . نكون الابواب قد فتحت على مصاريعها لاشراك الجبهة في الحكومة .
وفي تقديرنا أن الاتفاق على قضية الجنوب ليس بالأمر العابر الهيّن الذي يمكن أن " يحدث " ويبقى في طي الكتمان وخارج مدار الاهتمام العام في بلادنا ومن المقطوع به أن الاتفاق بين أي حزبين سودانيين على قضية الجنوب هو حدث هام . فإذا وقع الاتفاق بين احزاب ثلاثة في حجم الامة والاتحادي الديمقراطية والجبهة فإنه اشارة غلى تطور سياسي بعيد المدى والتأثير .
إن قضية الجنوب – وتعتبر الحرب الاهلية الدائرة امتداداً عسكرياً لها – تمثل عقدة اهم خيوط وشرايين الحياة في بلادنا . أنها احدى أهم قضايا الديمقراطية ، لأنها تعالج العلاقة في اطار التعددية بين مختلف القوميات والأديان والحضارات واللغات . وهي احدى أهم القضايا السياسية لأنها تتعلق بمستقبل الحكم – بالدستور والقوانين وشكل الدولة وتقسيماتها المختلفة -وهي احدى أهم الأسباب والنتائج لنهج التنمية المتوازنة للسياسات الاقتصادية المبنية عليه . وهي احدى أهم قضايا الوحدة الوطنية والسيادة . وهي احدى اهم العوامل التي تشكل سياستنا الخارجية ومن بينها علاقات الجوار والمحاور والارتباطات الدولية .
ومدهش أن يتم اتفاق على قضية بهذا الحجم دون أن يحظى بالنشر . ومدهش أكثر ألا ينعكس مثل هذا الاتفاق أثناء مناقشة خطاب الحكومة أمام الجمعية التأسيسية . بل مناقشة كشفت عن اختلاف رئيسي في نقطة جوهرية هي الموقف من اتفاقية الدفاع المشترك . فبينما يجعل قادة الجبهة الاسلامية من الاتفاقية قناة الانقاذ لمشكلة تسليح القوات المسلحة والوسيلة الضرورية لتحقيق الانتصار ضد ( حركة قرنق ) ، يؤكد قادة حزب الأمة أن الاتفاقية ماتت ودفنت ، وأن الالتجاء إليها أمر لا يتفق والوطنية السودانية .
غير أن كل ذلك لا ينفى امكان الاتفاق بين الأحزاب الثلاثة على تصور واحد ، شامل أو جزئي ، لقضية الجنوب . بل ليس لدينا ما يكذّب ما نشره ( الراية ) . والأمر الوحيد المؤكد هو أن مثل هذا الاتفاق الذي لم يشمل الأحزاب الجنوبية ، ولم يشمل أحزاب ومنظمات الانتفاضة وبينها الحزب الشيوعي ، لابد أن يكون مائلاً نحو خط الجبهة الاسلامية ، خط التصعيد والتدويل ، خط الخيار العسكري .
إن اتفاقاً مثل هذا ، إن حدث فعلاً ، يمثل تطوراً سلبياً وسيؤدي إلى عواقب وخيمة ، وسيتسبب في مزيد من الآلام لشعبنا . ولكنه يقود غلى طريق مسدود ، ولن يكون مآله غير الفشل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
32/ كلمة الميدان الثلاثاء 7يوليو 1987م السعي للسـلام من " موقع القوة " هذا تعبير جديد ظهر مؤخراً في الساحة السياسية السودانية ، ويبدو أن من الضروري أن نوطّن أنفسنا على العيش معه لبعض الوقت . وإذا كان حكام الولايات المتحدة قد دأبوا على تفسير مغالاتهم في سباف التسلح وبناء القواعد العسكرية وتوتير الأجواء الدولية ، بأنهم يريدون أن يتفاوضوا مع السوفييت من " مواقع القوة " للتوصل إلى السلم العالمي ، فإن بعض الأحزاب في بلادنا ترى إنها ليست أقل شأناً ، وأنها هي أيضاً تسعى لتحقيق السلام في الجنوب " من موقع القوة" ! وقد برهنت أحداث الأعوام الأربعين الماضية على أن قادة الإمبريالية الأمريكية دفعوا البشرية مرات عديدة إلى " حافة الهاوية " على حسب تعبير وزير الخارجية جون فوستر دالس الذي يعتبر أحد أكبر مهندسي الحرب الباردة . وكانت سياسة " مواقع القوة " هي التبرير النظري لمصالح رجال الاحتكارات الكبرى الذينجنوا الأرباح الطائلة من صناعة السلاح ، والذين جعلوا من التلويح بخطر العدوان السوفيتي عصاهم الغليظة للتسلط على الشعوب الضعيفة . وكان منطق أصحاب نظرية " مواقع القوة " هو أن الاتحاد السوفيتي دولة معتدية ، ولا سبيل إلى ردعه إلا بترسانة من أفتك أنواع الأسلحة ، وأن ذلك هو السبيل الوحيد للسلام . وهكذا صّورت الامبريالية الأمريكية نفسها إنها عدوة الحرب ، في حين إنها بذلت كل ما تستطيع لإشعالها . ولولا نضال الشعوب والدول والقوى المحبة للسلام لكانت البشرية قد ذاقت أهوال كارثة ماحقة . ومازال الخطر قائماً ويستدعي تعبئة كل قوة خيّرة لإزالته . وعندما يتحدث قادة الجبهة الإسلامية اليوم عن أنهم يسعون للسلام من " مواقع القوة " ، فإن موقفهم أسوأ من مجرد رجع الصدى . إذ كيف يفكرون في الوصول إلى حالة القوة التي تجعلهم يُملون إرادتهم على الطرف الآخر ويجبرونه على الجلوس إلى مائدة التفاوض والقبول بالحوار ؟ من الواضح إنهم لا يجدون طريقاً إلى ذلك إلا بتدويل الحرب الأهلية واستعداء دول أجنبية . ولكن السلاح له ثمن ، والمعونة العسكرية الأجنبية لها ثمن . ولما كان السودان لا يملك المال فلا يبقى إلا أن يبيع سيادته وكرامته _ إضافة إلى كل ويلات الحرب الأهلية _ للحصول على العتاد والسلاح . هذه ليست مجرد ببغاوية الشعارات ، وإنما هي محاولة لبيع المواقف والسياسات القديمة في ملابس جديدة . إن إدعاء السعي للسلام من " موقع القوة " هو نفسه العمل على تصعيد الحرب وتطويل امدها ، أملاً في انتصار عسكري . غنه الخيار العسكري لحل قضية الجنوب مصاغاً في نظريات ممضوغة من قبل. والخيار العسكري لن يقود إلى انتصار جانب على آخر ، ولن يقود إلى الحوار . إنه طريق مسدود .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الجمعة 10يوليو1987م هذا أو تمزيق الوطن إن معركة إلغاء قوانين سبتمبر هي معركة حقيقة من أجل الديمقراطية والوحدة الوطنية في بلادنا . وفي كل يوم جديد تتكشف مواقف الذين يريدون الإبقاء على تلك القوانين بصورة أو أخرى عن برامجهم الحقيقية التي يحاولون إخفاءها بالشعارات الجوفاء . ولنأخذ كمثال إصرار بعض القوى السياسية ، داخل الحكومة وخارجها ، على سن قانونين عقابيين ، احدهما إسلامي والآخر وضعي ، والمأزق الناشيء عن ذلك والذي يزداد ضيقاً كل يوم . هل يقوم التشريع على أساس شخصي ، أي وفقاً لدين كل مواطن أينما كان ؟ دعاة تطبيق الحدود يتخوفون من ذلك ويقولون إنه سيؤدي إلى فتنة المسلمين عن دينهم خوفاً من العقوبات الحدية . وهذا منطق غريب من الذين يزعمون انهم يتحدثون باسم المسلمين السودانيين عندما يطرحون إقامة الجمهورية الإسلامية والدستورالإسلامي وتطبيق الشريعة نظاماً للحكم في البلاد . فإذا كان هناك قسم محسوس من هؤلاء المسلمين يصل به رفض تطبيق الحدود أو الخوف منها درجة التحلل من دينه ، فأن ذلك أدعى لأن يعيد قادة الجبهة الإسلامية ومن لفّ لفّهم النظر في برامجهم بصورته الراهنة . ولكنهم بدلاً من ذلك يعملون من أجل إصدار تشريع عقابي إسلامي على أساس إقليمي . وهذا يعني ان يطبق ذلك التشريع ( الحدود ) في الأقاليم ذات الأغلبية المسلمة ، وألا تطبق الحدود في الأقاليم الأخرى ، وهو يعني أيضاً أن تطبق الحدود في الأقاليم ذات الأغلبية المسلمة على جميع سكانها مسلمين وغير مسلمين . أما في الأقاليم الأخرى فيعفى المسلمون من تطبيق الحدود . والنتيجة المباشرة في هذه الحالة ستكون رحيل جميع غير المسلمين عن الأقاليم ذات الأغلبية المسلمة . ولكن الأمر يتعدى ذلك ، فتمشياً مع منطق الذين يخشون " الفتنة " فإن كل الذين يرفضون تطبيق الحدود أو يخافون منها سيجدون سهلاً عليهم أن يرحلوا إلى الأقاليم ذات الأغلبية غير المسلمة ، وحتى دون أن يضطروا للتحلل من إسلامهم بينما يبقى في تلك الاقاليم المسلمون الذين كانوا أصلاً يقيمون بها من قبل . وربما يكون هذا من أحلام بعض الغلاة الذين يحنون إلى جعل الشمال (دار إسلام ) صافية للمسلمين لا يخالهم فيها غيرهم . وربما تكون نتيجة هذه آخر صيحة عندهم لحل مشكلة مستقبل الحكم في السودان وللتخلص من مشكلة الجنوب ومن قضية التعددية السياسية والدينية والعرقية المزعجة ! وهذا وجه آخر لعدم القدرة على احتمال مشاكل بلادنا المعقدة . إنه وجه آخر للذين يعتقدون أن حل مشكلة الجنوب مثلاً ، يجيء بتعميم الإسلام أو تعميم العروبة . فإذا لم يكن ذلك ممكناً فليكن الحل في شق السودان قسمين . إنه وجه آخر للأساس الأيدولوجيللخيار العسكري . نحن في وطن متعدد القوميات والأديان والثقافات واللغات والطبقات والمذاهب السياسية . من هذا الأساس وحده ينبغي أن تنبثق ممارستنا الديمقراطية ، وفي تربته وحده ينبغي أن تنمو الوحدة الوطنية . وليس هناك مفر من أن نعيش معاً مواطنين متساوينفي الحقوق والواجبات . وهذا لن يتأتى إلا بدستور ديمقراطي علماني ، وبقانون واحد لا تمييز فيه لمواطن على آخر . هــذا أو تمزيــق الوطــن .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الإثنين17أغسطس1987م بشائر مشجعة قليلة ، ولكن إيجابية لابد من الترحيب بهذه الأنباء المشجعة التي تبشر بأننا على عتبة تطورات عملية في إتجاه إنهاء الحرب الأهلية وحل المشاكل التي أثارتها بطريق الحوار السلمي الديمقراطي . ولا يجوز أن نقفز قفزاً فوق كل المشاكل والصعاب والعقبات والموروثات إلى تفاؤل غير مؤسس . ولكننا نرى بشائر حقيقة في وساطة الرئيس النيجيري السابق أبانقو واتصالاته في الخرطوم وأديس أبابا والإنطباعات الإيجابية التي خرج بها القادة السياسيون هنا وبينهم رئيس الوزراء من تلك الإتصالات ، ثم ما جاء في إذاعة ( الحركة الشعبية ) يوم الجمعة ، واتصالات وزير الخارجية السوداني بالمسؤولين الأثيوبين ، وتصريحات نائب رئيس مجلس رأس الدولة . وهذه البشائر كلها ثمرة حقيقة لمثابرة قوى الخيار السلمي داخل مختلف الأحزاب والتنظيمات . صحيح إنها مازالت قليلة وفي بدايتها ، ويجب دعمها وتوسيعها بالمزيد من المثابرة والجهد . ونحن نعتقد أن الوجهة المثلى هي الانطلاق من ميثاق كوكادام وحتى لا يكون هناك أي سوء فهم نود أن نوضح أننا لا نفهم ذلك الميثاق كشيء نهائي وانما نراه كمشروع ، كنهج ، ونرى أن كل القوى التي لم تنضم إليه، بما في ذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي، والجبهة الإسلامية، يمكن أن تشارك فيه وأن تعمل على تطوره بما لا يمس روحهوجوهره . والجوهري في كوكادام هو الاقرار بوجود قضايا ومشاكل موضوعية في بلادنا ونبذ الخيار االعسكري لحلها وتمهيد المناخ الملائم لإنجاح المؤتمر الدستوري القومي لتقرير الإصلاحات الديمقراطية اللازمة في شكل ومحتوى الحكم في مختلف جوانب الحياة الإقتصادية والتنموية والإجتماعية والقانونية والثقافية والروحية . وفي إتجاه تغليب التطور الغيجابي ندعو قوى الخيار السلمي للنضال ضد مختلف المظاهر السلبية ، بدءاً من الكشات وتهديم المساكن العشوائية وسوف يحسن رئيس الوزراء صنعاً إذا لبى دعوة الرئيس منقستو للمشاركة في احتفالات إعلان الجمهورية الإثيوبية الشهر القادم وانتهز الفرصة لمباحثات مثمرة بين البلدين ، وربما لمقابلة العقيد قرنق . إن الحرب الأهلية هي عقدة كل مشاكلنا الأساسية ، السياسية والأمنية والأقتصادية .والصحيح والمنطقي أن يحتل إنهاؤها قمة الأولويات الملحة في نشاط الحكومة . والمتمعن في الأزمة الوزارية القائمة يستطيع أن يرى بوضوح أن الشروع في خطوات عملية لوقف القتال والتمهيد للمؤتمر الدستوري يمثل _ حتى على المستوى القريب _ خياراً منتجاً لتبديل المناخ السياسي داخل الجمعية التأسيسية وخارجها ، ويمثل بالتالي عامل استقرار في الحياة السياسية والحزبية وفي الحكم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الثلاثاء 15سبتمبر1987م إعـلان كـوكـادام في 24 مارس 1986م ، وفي منتجع كوكادام بالقرب من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ،تم التوقيع على إعلان تاريخي ، كان ولا يزال يصلح أساساً متيناً لإنهاء الحرب الأهلية في الجنوب ولإرساء حل سلمي وديمقراطي للمشاكل التي أثارتها . وها نحن ، مواصلة لنشر مواثيق الإنتفاضة ، نقدم نص هذه الوثيقة التاريخية بعد حذف مقدمتها : 2/ إن هذا الإعلان بين التجمع الوطني لإنقاذ الوطن وحركة وجيش تحرير السودان واللذين سوف يشار إليهما هنا فيما بعد بـ " الطرفين " يؤكد هذا الغعلان ، إن الشروط المسبقة التي تمهد وتساعد على خلق الجو الملائم لعقد المؤتمر الدستوري هي : أ) أن تعلن جهراً كل القوى السياسية وحكومة اليوم بالتزامهم بمناقشة "مشكلة السودان الأساسية "وليس ما يسمى بمشكلة الجنوب . وسيكون ذلك طبقاً للأجندة المتفق عليها في هذا " الإعلان " . ب) رفع حالة الطواريء . ج) إلغاء قوانين سبتمبر 1983م وكل القوانين المقيدة للحريات . د) العمل بدستور 1956م المعدل 1964م مع إضافة ( الحكم الإقليمي ) وأي مسائل أخرى تتفق عليها القوى السياسية . هـ) إلغاء الاتفاقيات العسكرية التي تمت بين السودان وأي أقطار أخرى والتي تمس سيادة السودان . و) بذل المحاولات المستمرة بين الطرفين لاتخاذ الإجراءات الضرورية واللازمة لوقف إطلاق النار . 3/ تؤمن حركة تحرير السودان وجيش تحرير السودان بأن الإلتزام المعلن بواسطة كل القوى السياسية وحكومة اليوم بأن تلك الحكومة سوف تحل نفسها إذا تم الإتفاق على ذلك في المؤتمر الدستوري المقترح ويستعاض عنها بحكومة انتقالية تمثل كل القوى السياسية بما فيها حركة وجيش تحرير السودان إن هذا الإلتزام المسبق ضروري جداً لبدء المؤتمر الدستوري المقترح . وقد اتفق الطرفان على إرجاء هذا البند لمناقشات مستفيضة في المستقبل القريب . 4/ اتفاق الطرفان على أن المؤتمر الدستوري المقترح سوف يعقد تحت رايات السلام والعدالة والمساواة والديمقراطية . وقد اتفق الطرفان أيضاً أن تحتوي أجندة المؤتمر على الآتي : (1) أ/المشكلة القومية _ ب/ المشكلة الدينية_ ج/حقوق الإنسان الأساسية – د/ نظام الحكم_ هـ/ التنمية والتنمية غير المتوازنة_ و/الموارد الطبيعية_ ز/القوات النظامية والترتيبات الأمنية_ف/ مشكلة الثقافة والتعليم والإعلام _ ع/ السياسة الخارجية . (2) اتفق الطرفان على أن الأجندة المذكورة أعلاه لا يفهم منها بأي حال من الأحوال إنها شاملة وكاملة . 5/ اتفق الطرفان مبدئياً على أن يعقد المؤتمر الدستوري المقترح بالخرطوم في الإسبوع الثالث من يونيو 1986م علىأن تسبقه اجتماعات تمهيدية على أن المؤتمر سوف يبدأ حقيقةً بعد أن تعد وتعلن الحكومة اليوم ترتيبات الأمن الضرورية والظروف الملائمة لعقده . 6/ وإدراكاً لضرورة المشاورات المنتظمة بين الطرفين فقد اتفق الطرفان على تكوين لجنة مشتركة مكونة من خمسة أشخاص من كل طرف لهذا الغرض . وقد اتفق الطرفان أن تعقد اللجنة المشتركة اجتماعها الأول يوم الأربعاء 7 مايو 1986 في أديس أبابا . عاش نضال الشعب الســوداني .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الاثنين 21سبتمبر1987م التجاوزات والقوات المسلحة (1) يلفت النظر أنه طرحت قبل اسبوعين أمام الجمعية التأسيسية مسألتان مستعجلتان ، بفارق زمني قليل بينهما ، تتعلقان بالقوات النظامية وأمن المواطنين، وسط أخبار وروايات متواترة من مصادر محلية وأجنبية عن تجازوات ارتكبت وضحايا سقطت . والتجاوزات ليست بالأمر غير المألوف بالنسبة للقوات النظامية ، سواء في السودان أو غيره . وهي أكثر وقوعاً في ظروف الحروب وانفراط عقد الأمن . وهناك حالات معروفة ومحددة تكون فيها القوات النظامية لدولة ما ، بما فيها الجيش ، خاضعة لنظام فاشستي أو عنصري ويكون من ضمن سياسات ذلك النظام تدبير حملات إبادة متعمدةللبشر . وهي حالات معروفة ومدونة في التاريخ حفلت بها فترات العنف البالغ في معارك الصراع الإجتماعي والوطني والسياسي . وأقرب الوقائع إلينا ما يقوم به الآن جيش الصهاينة ضد العرب ، وعصابات الإنعزاليين الفاشيين اللبنانيين ضد الفلسطينيين . ولكن الجيوش النظامية الحديثة تخضع عموماً لضوابط مقرة دولياً ، أو هي على الأقل لا تشمل الجيش المعني كله . ونحن نعلم أن القوات المسلحة السودانية تخضع لمثل هذه الضوابط . بل ونعلم أيضاً أنها كمؤسسة تأخذ على عاتقها مهام إنسانية ، وقد انجزت العديد من هذه المهام في ظروف الكوارث وفي الظروف العادية على السواء . ولكن الحرب ، أهلية أو غيرها ، هي الحرب ، يخوضها بشر تتنازعهم أخواؤهم وردود الفعل الإنعكاسية التلقائية التي تصعب السيطرة عليها . ولهذا ليس غريباً أن تقع تجاوزات . وفي الحرب الأهلية الدائرة في الآن تأتي هذه التجاوزات من ( قوات الشعب المسلحة ) ومن ( الجيش الشعبي ) على السواء . وهي تصيب بشرورها المواطنين غير المقاتلين ، الذين يفترض أن يكونوا آمنين في سكنهم وعملهم . ونحن إذ نعارض التجاوزات التي تطول الآمنين لا ننظر بالطبع بلا مبالاة إلى هدر الأرواح ونزيف الدماء الذي يتعرض له مواطنونا المقاتلون على طرفي المعركة ز ولكن هذا مصير إختاروه طواعية ونفترض إنهم يرتضون التضحية والإستشهاد كنتيجة طبيعية لاختيارهم . أما الآخرون فإن ترويعهم وتقتيلهم وحرق مساكنهم وإهلاك ممتلكاتهم ، وكل ما يدخل في ذلك ، يعتبر جريمة سواء بالعرف أو القانون . ولذلك فإننا نستنكره من أي مصدر أتى. وقد أتيح لنا أن نعبر عن ذلك أكثر من كرة . وإننا إذ نرفض هذه الحرب الأهلية برمتها ونعتبرها إهداراً لا مبرر له للأرواح والموارد ونطالب بوقفها فوراً ، فإننا نرفض أكثر من الطرفين بذل جهد خاص لإيقافها بحزم . وبالنسبة للمسائل المستعجلة أمام الجمعية فإننا نود أن نعبر عن ثقتنا في أن الأغلبية الساحقة من الجنود والضباط تعارض أي تجاوزات ولا تشارك فيها . ولكن يبقى إنها تقع ، لذلك يصبح ضرورياً أن تسارع القيادة إلى تطويقها بسعة وإخطار الرأي العام بما حدث وبما اتخذ إزاءها من إجراءات وسد الطريق أمام الشائعات والأخبار المبتورة والمشوهة . وهذا قمين بأن يرد عن القوات المسلحة ظلم التعميم في خطأ جزئي أو فردي يقع لسببٍ ما أو لظرفٍ ما هنا أو هناك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الثلاثاء 22سبتمبر1987م التجاوزات وقوات الشعب المسلحة (2) ما كتبناه أمس في هذا المكان عن الجهد الذي ينبغي أن تبذله قوات الشعب المسلحة لتبرئة ساحتها من التجاوزات التي حدثت في واو أو في أي مكان آخر ، ليست فكرة جديدة أو طارئة علينا . فبعد إسبوع واحد فقط من عودتنا للصدور العلني وبالتحديد في 23 يوليو 1985 ، جاء في ( كلمة البيان ) تحت عنوان " حتى لا يكون تعذيب ! حتى لا تكون مجازر ! " ما يلي : " باسم قوات الشعب المسلحة ارتكب السفاح نميري جرائم لا حصر لها ضد شعبنا .. انتهك شرف الجندية وهو ينكل بخصومه العسكريين والسياسيين ، وخلا سلاوكه من السماحة العسكرية عند الهزيمة والانتصار. " وقوات الشعب المسلحة ، وقد أطاحت مع الشعب بهذا الطاغية ، مواجهة بان تعيد النظر في كل ما فات لتنظف سمعتها مما لحق بها من أدران.." خلال 16عاماً لم يكف شعبنا عن المقاومة ، وعن الانتفاض المرة بعد الأخرى. وعقب كل هزيمة لقوى المعارضةكان السفاح يطلق أجهزته تمارس الإعتقال والتعذيب المجنون والإعدام بمحاكمة وبغير محاكمة .. " إننا نطالب بالتحقيق في كل التجاوزات التي جرت والنشر الوافي لكل ما يتوصل إليه التحقيق .. " واختتمنا ( الكلمة ) بالعبارات التالية : " ربما تجد قوات الشعب المسلحة بعض الحرج أو كثيراً منه في الكشف عن جرائم دموية ومخزية ارتكبت باسمها . وربما تطغى على تفيرها المقولة الشهيرة _ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . وربما يسود مبدأ _ عفا الله عما سلف . وربما يكون هناك ضباط شاركوا بالفعل في التدبير والتنفيذ فيعوقون بشتى الأساليب مواجهة هذا الأمر كما ينبغي ، خوفاً من الفضيحة أو العقاب . " لكن مصلحة الوطن والشعب ومصلحة القوات المسلحة نفسها ، تقتضيان اماطة اللثام عما جرى ، حتى لا يكون للتعذيب مكان في حياتنا قط ! حتى لا يكون للمجازر مكان في حياتنا قط ! " لقد بدأت التجاوزات في الجزيرة أبا في مارس 1970 وبلغت قمتها في مجازر الشجرة في يوليو 1971 ، واستقرت كممارسة مشروعة في سبتمبر 1975 وفي يوليو 1976 . وكان لابد لكل ذلك أن يترك آثاره السلبية على بعض أقسام قوات الشعب المسلحة وعلى بعض جنودها وضباطها . ونحن عندما ندعو إلى إعادة النظر في ما حدث من انتهاكات لقواعد شرف الجندية المقرة والتي نثق أنها مستقرة في ضمير الأغلبية من رجال القوات المسلحة فإنما لأننا نريد من جهة أن نسد الطريق على عودة تلك الانتهاكات ونريد من جهة أخرى تثبيت الجريمة على اللذين ارتكبوها فعلاً وهم نميري وزبانيته حتى تنفضح اعمالهم أمام الشعب وأمام القوات المسلحة معاً . ولا يوجد طريق إلى ذلك غير كشف الحقائق تماماً عن كل التجاوزات التي وقعت والمسئولين عنها. وما نقوله عن الماضي نقوله عن الحاضر ايضاً . ففي مواجهة ما يتواتر تناقله عن تجاوزات هنا وهناك ، يكون الكشف عن الحقيقة هو العاصم من تعميم الاتهامات بلا أساس . ونحن نأمل أن تتحرر قوات الشعب المسلحة من عقدة الحرج إزاء هذه القضية – أي قضية التجاوزات – سواء في الاشكال التي ظهرت بها في العهد المباد أو تلك التي تتبدى بها الآن . فالذين ارتكبوها أو يرتكبونها الآن لا يستحقون الحماية التي تصبغها القوات المسلحة عليهم بل وبالطبع لا يستحقون أدنى قسط من الثمن الذي تدفعه الأغلبية من جنودها وضباطها مما ينال سمعتهم وشرفهم العسكري من تلويث بسسب أفعال لم يكونوا طرفاً فيها. مرة اخرى نقول أن مصلحة الشعب ومصلحة قواته المسلحة تقتضيان إماطة اللثام عن كل التجاوزات حتى لا يكون في حياتنا مكان للمجازر قط !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
38/ كلمة الميدان الجمعة 25 سبتمبر1987م القوات المسلحة بين الجدية ودوافع الكسب السياسي استمرأ بعض الناس المتاجرة بورقة التظاهر بالحدب على القوات المسلحة . وهي تجارة مغشوشة هدفها الحصول على مكاسب سياسية ، اعتماداً على حساب خاطئ على للقدرات الفكرية لرجال القوات المسلحة على تمحيص تجاربهم وتجارب البلاد . وهذه لعبة خطرة ، جربناها من قبل فكانت ثمارها شديدة المرارة . فالذين دبروا انقلاب 25 مايو كان من أكثر أساليبهم فعالية أنهم خاطبوا في الجنود والضباط تذمرهم ، لامن تردي الحالة السياسية وحسب ، وإنما بالدرجة الأولى من اوضاعهم وصوروا لهم أن الحكام آن ذاك يهملونهم ولا يأبهون للمصاعب التي يلاقونها في صد التمرد ... إلخ ، وجعفر نميري ظل يعمل طيلة فترة حكمه على استمالة القوات المسلحة بمختلف الوسائل الخادعة بما في ذلك اعلانهم المستمر بلن يخلع ملابسه العسكرية . وقبل عامين أنشأ الإخوان المسلمون ما اسموه هيئة ( أمان السودان ) وأطلقوا من الوعود بتقديم المساعدات للقوات المسلحة ما يملأ مجلدات ، واعلنوا بدء حملة لجمع قنطار من الذهب تبرعاً من نساءهم للقوات المسلحة . ولكن كل ذلك كان لأغراض سياسية كشفناها في حينها . فهم لا يذكرون اليوم من وعودهم شيئاً ونامت ( هيئة أمان السودان ) نومة ثقيلة لن يوقظها منها حديثنا هذا إلا لتنام مرة أخرى . وهكذا نجد أن متاجرة الأخوان كانت كذباً ونفاقاً ، مصداقاً لما جاء في الحديث الشريف عن المنافق أن من آياته أنه إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف . والآن ما ان يحدتم الصراع حول قضية سياسية ذات اهمية حتى تسارع جهة واخرى لتباكي على القوات المسلحة وإلى إتهام الآخرين بالتنكر لها . وبصفة خاصة ما أن تلوح في الأفق بارقة امل في امكان إنهاء الحرب الاهلية وبدء الحوار الديمقراطي وغلبة الخيار السلمي على الحل العسكري حتى تفتعل معركة هنا أو هناك لاقحام الموقف من القوات المسلحة عنصراً من عناصر الخصومة . وهذا لعمر الحق أمر لا يتفق مع مصلحة شعبنا وقواته المسلحة ولا مع شرف الخصومة . نحن الشيوعين نقول بكل وضوح : أولاً : أن جرائم كثيرة ارتكبت وترتكب باسم القوات المسلحة فتنسب ظلماً إليها . ومن المصلحة فضح تلك الجرائم ومرتكبيها وإنزال العقوبة بهم وتبرئة القوات المسلحة من أوزار أفعال لم ترتكبها . وكل الذين يعطلون هذا النهج الصحيح يعملون في الحقيقة ضد مصلحة القوات المسلحة وجنودها وضباتها . ثانياً : أن انهاء الحرب الأهلية وفق حل ديمقراطي عادل يخدم وحدة الوطن وترابه ويحمي سيادته وحدوده ونظامه الديمقراطي ، هو المطلب المقدم الىن . وتحقيق هذا المطلب ليس ضرورياً فقط لتوجيه امكاناتنا ومواردنا الشحيحة للتنمية وتخفيف الضائقة المعيشية وإنما هو ضروري ايضاً لوقف نزيف الدم وإهدار أرواح ابناءنا بمن فيهم رجال القوات المسلحة وإنهاء المآسي التي تتعرض لها الاسر كل يوم . ثالثاً أن نميري الحق تخريباً هائلاً في القوات المسلحة في كافة الميادين . وتصفية آثار مايو التي نطالب بها تعني أول ما تعني تصحيح الوضع في هذه الجبهة وتعويض القوات المسلحة تدريباً وتسليحاً ورفعاً للقدرة القتالية والتكنيكية وامداداً بأحدث الفنو العسكرية . هذا هو مقياس أي جدية في المواقف تجاه المشاكل التي تعاني منها القوات المسلحة . وهي مواقف لا تنفع فيها التجارة المغشوشة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الخميس 8 أكتوبر1987م من هم الذين يدافعون حقاً عن القوات المسـلحة ؟ (1) من الأولويات المقدمة لدى قادة الجبهة الإسلامية أن يسعوا لدق أسفين بين قوات الشعب المسلحة والحزب الشيوعي وتأليب الجنود والضباط ضد الشيوعية والشيوعيين . ولبلوغ هذا الهدف فإنهم لا يتورعون عن الهبوط إلى أدنى درجات الإختلاف والتزوير والفبركة . لكن ، عندما كان قادة الجبهة يبايعون نميري إماماً ويصلون وراءه ،وعندما كانوا يسكتون على جرائمه تجاه القوات المسلحة وعلى التخريب الذي مارسه ضدها وعلى خياناته ضد الوطن والشعب ، كان الحزب الشيوعي يرفع صوته دفاعاً عن شرف الجندية السودانية وعن السيادة الوطنية ونضالاً في سبيل الديمقراطية . وهذه حقائق لن يحجبها غبار الأكاذيب . ونورد فيما يلي كلمة ( الميدان ) السرية في عدد يوليو 1983 بعنوان "الجيش السوداني وحماية الوطن " . " مازال جعفر نميري ونظامه في قفص الإتهام الذي وضعته فيه 19 يوليو،وبصفة خاصة خيانته لوظيفة الجيش في حماية أمن وسيادة السودان ". حان الوقت لأن يفكر كل جندي وصف وضابط في الحال الذي وصلت إليها القوات المسلحة وقد التحق بها للدفاع عن الوطن ونيل شرف وشهامة الجندي الوطني . فأين تلك المثل العليا من واقع الحال ووقائع الحياة ؟ لقد باع نميري الإستقلال والسيادة والكرامة يوم تبرع للإمبريالية الأمريكية بمواقع عزيزة من أرضنا لبناء أربع قواعد عسكرية، ومنحها التسهيلات على شواطىء البحر الأحمر ومرتفعاته وتلاله في منطقة أركويت . واستباح قدسية الأرض السودانية التي ظلت طوال تارخها مقبرة للغزاة ، لتصبح مسرحاً لمناورات وعمليات سبعة آلاف من قوات الإنتشار السريع خلال يوليو وأغسطس . وتنفيذاً لأوامر أمريكا أرسل نميري القوات السودانية لتشاد حاملة فاقد الحليف والوجيع حسين هبري إلى السلطة ، ويرسلها اليوم أيضاً لتحمي بقاءه في مدينة الأشباح والبوم أنجمينا بعد أن حاصرت قوات معارضيه وقطعت عليه طريق النجدة والإمداد من السودان . بل وأين تلك المثل العليا من ممارسات نميري في تصريف شؤون الجيش كقائد عام وقائد أعلى ؟ حطم هياكله القيادية " وشلع " القيادة العامة وأوسع الرتب تسريحاً وتشريداً ، ووضع كل الجيش تحت رقابة وإشراف جواسيس المخابرات الأمريكية من البيض والسود في زي خبراء وفنيين عسكريين ... واندلعت شرارة الحرب الأهلية الثانية في الجيش كصاروخ الضوء الكاشف فتبدد ظلام الخداع والتضليل عن الحالة الحقيقية للقوات في الشمال قبل الجنوب . خيانة نميري لشرف الجندية والوظيفة القومية للقوات المسلحة ، امتداد لخيانته لكل قضايا الوطن . ومن هنا وحدة مصير معركة الجنود والصف والضباط لاصلاح الجيش واستعادة دوره الوطني وطرد الجواسيس الأمريكان من صفوفه ، بمعركة الشعب للإطاحة بالنميري واستعادة الحرية والسيادة الوطنية وانهاء السيطرة الأمريكية . ولا سبيل أمام الجنود والصف والضباط سوى طريق شعبهم وتوحيد همومهم بهموم شعبهم تلك الهموم الثقيلة كالكابوس تثقل حياة المواطنين طوال ساعات يومهم ، وتحاصر رجال الجيش صباح مساء في ميدان التدريب وفي العنابر والمعسكرات والمكاتب . وهي هموم لن تخفف ثقلها رشوة رخيصة كعلاوة بدل المواصلات والسكن . لقد تمادى نميري في الإستبداد والإنفلات والعربدة السياسية ، متوهماً أنه مخلد في الحكم تحت حماية القوات الأمريكية ومخابراتها . لكن جبروت أمريكا وهيبتها حطمها شعب فيتنام . وكرامة أمريكا تتمرغ كل يوم في الوحل تحت ضربات ثوار السلفادور وصمود نيكاراجوا ، ومظاهرات وإضرابات شعب شيلي . لقد فشلت أمريكا في إخماد حركة الشعوب في بلدان على مرمى حجر من ترسانتها العسكرية ، ولن تنجح في إنقاذ نميري في السودان . فليرتفع صوتنا شعباً وجيشاً رفضاً قاطعاً لناورات قوات الإنتشار السريع الأمريكية في الأراضي السودانية ، ولتواجد الجواسيس الأمريكان في صفوف الجيش السوداني " . فمن الذي يدافع حقاً عن الجيش وأبنائه ومن الذي كان يسلند السفاح ضد الشعب وضد قواته المسلحة ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
40/ كلمة الميدان الجمعة 9 أكتوبر 1987 من هم الذين يدافعون حقاً عن القوات المسلحة ؟ (2) ليس خافياً أن الأخوان المسلمين يحضرون لإنقلاب عسكري يحقق لهم بالقوة والعنف ما عجزوا عن تحقيقه بالوسائل الديمقراطية التي يعتمد على إقناع الجماهير بمواقفهم وسياسياتهم وبرامجهم . وبُغية الوصول إلى أهدافهم فإنهم يتبعون إعلامياً خطين : أولهما تملُق القوات المسلحة وتقديم أنفسهم في صورة الحادب عليها والمدافع عن مصالحها ، وثانيهما إثارتها ضد الأحزاب الأخرى كالحديث مثلاً عن أن الشيوعيين ينحازون ( للحركة الشعبية ) ضد قوات الشعب المسلحة أو أن حزب الأمة يسخر أجهزة أمنه الخاصة للتجسس على الوحدات العسكرية ، والقصد من كل ذلك هو كسب تعاطف القوات المسلحة مع الطرح الساسي والحزبي للأخوان واستعداؤها على خصومهم . والواقع أن كل ما يعني الأخوان المسلمين ، وهم يلهثون وراء مكاسبهم الحزيبة الضيقة والعاجلة ، هو مخاطبة عواطف الجنود والضباط بالأقوال المفبركة وهم يبذلون قصارى جهدهم لإثارة غبار يحجب القضايا والحقائق الجوهرية والمهمة . وعندما يكونون في غنى عن التحريض السياسي كما كان الحال طيلة فترة تحالفهم الذيلي مع نميري ، لم يتحدثوا بكلمة عن التدهور الذي لحق بالقوات المسلحة تدريباً وتسليحاً ، أو عن إرسال الجنود السودانيين خارج البلاد في مهام تتعارض مع امن الوطن السوداني أو عن بناء قواعد عسكرية أجنبية تمس سيادة السودان، أو عن مشاركة القوات المسلحة في مناورات النجم الساطع ، أو عن التجاوزات التي كان يرتكبها السفاح باسم القوات المسلحة ، بما في ذلك التنكيل بمعارضيه في داخلها والغدر بهم وتقتيلهم وتشريدهم . صمتوا آنذاك رغم كل الأذى الذي تعرضت له القوات المسلحة لأن مصلحتهم الأنانية كانت تقتضي أن يصمتوا . وهكذا وضعوا مصالحهم الزائلة فوق مصالح الوطن الباقية . واليوم يفعلون نفس الشيء ولكن في سيناريو مختلف . وعلى العكس من ذلك تماماً نجد موقف الشيوعيين . فقد ظلوا دائماً ومنذ حداثة حزبهم ينظرون إلى قضايا السيادة والديمقراطية والأمن والوحدة الوطنية والتنمية باعتبارها قضايا مترابطة ومتساندة ومتشابكة . وفي هذا الإطار كانوا ينادون دائماً بأن يكون للسودان جيش وطني قوي يحمي حدوده وسيادته ووحدته الوطنية، ويحمي الديمقراطية وأمن المواطنين . ففي مؤتمرهم الثالث ، في فبراير 1956 ، بعد شهر من إعلان الإستقلال طالبوا بإنشاء جيش وطني بعيد عن الإرتزاق ومحرر من الممارسات المذلة للجنود . وفي اليوم التالي مباشرة لإنقلاب عبود في 17 نوفمبر 58 أصدر الحزب الشيوعي بياناً أوضح فيه الطبيعة الرجعية للإنقلاب ودعا إلى تجميع كل القوى الوطنية من عمال ومزارعين وطلاب ومثقفين ثوريين بالإضافة إلى الوطنيين من جنود الجيش وضباطه في جبهة تطيح بالحكم الديكتاتوري . وكانت تلك أول إشارة في أدب الحركة الوطنية في الجيش والسعي لاستنهاضها إلى صف الشعب . وفي مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965 أكد الحزب الشيوعي أنه لا وحدة وطنية بدون أمن ، وأن السودان الموحد يحتاج إلى جيش وطني واحد متلاحم وقادر على حماية حدوده وسيادته . وفي عام 1972 كان من الإنتقادات الأساسية التي وجهها الحزب الشيوعي لاتفاق أديس أبابا أنه ، بدمجه للأنيانيا في القوات المسلحة ، خرق هذا المبدأ الهام لأنه مس وحدتها ووضع في داخلها أحد عوامل تمزيقها . ربط هموم أبناء القوات المسلحة بهموم شعبهم ، ووضع مهمة حماية الوحدة الوطنية كحاجة ضرورية لحماية الوطن نفسه ، وتحديد دور واضح للقوات المسلحة في حماية الديمقراطية _ هذه هي المهام التي تمسّك الشيوعيون بطرحها والعمل على هديها . ولنا عودة إلى هذا الموضوع الحيوي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الجمعة 16 أكتوبر 1987 حتى لا يستعيد أعداء السلام زمـام المبـادرة ليس مجدياً أن نتساءل عما إذا كانت حادثة الهجوم على قطار أويل أمراً مدبراً بقصد نسف التطور الإيجاني فب الجهود المبذولة لوقف الحرب الأهلية والشروع في التدابير الالعملية لعقد المؤتمر الدستوري القومي . ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يُقطع فيها مثل هذا التطور . ومن المنطقي أن نفترض بالتالي أن هناك قوى لها مصلحة أكيدة في عرقلة إعادة السلام إلى وطننا ومنع التوصل إلى حل سلمي وديمقراطي لعقدة مشاكله الكبرى ألا وهي قضية الجنوب . وكالعادة فإننا نتوقع أن ترتفع الأصوات الصاخبة لا بإدانة الهجوم على القطار وحسب وإنما بإدانة أي توجه نحو السلام . وسوف تبدأ دوائر سياسية من جديد في اكتشاف أن قرنق مجرم وأن التعامل معه خيانة إلـخ . غير أننا نفترض أن كل الذين يتوجهون بجدية لمعالجة هذه القضية المزمنة يدركون دون شك أنها قضية معقدة وأن حلها لن يتحقق بين يوم وليلة . ومن ثم فإن المعارك ستتواصل بكل ما يترتب عليها من خسائر . منذ يومين فقط أكدت تصريحات من السيدين سيد أحمد الحسين وعمر نور الدائم أن تطوراً إيجابياً قد حدث في مسار الجهود المبذولة لإنهاء الحرب .ونعرف أن الرجلين في قمة المسؤولية في حزبيهما وفي الحكومة . ونفترض أنهما يعرفان الحقائق المتصلة بموضوع تصريحاتهما ، ويدركان أن الطريق إلى الإتفاق النهائي طويل وسوف تتخلله عقبات ومطبات لا يمكن حصرها أو التنبؤ بها ، كما يدركان احتمالات تكرار حوادث مثل إسقاط طائرات الركاب المدنية وربما أسوأ منها قبل الخروج من المأزق . وفي تقديرنا أن تقدماً كبيراً قد تحقق بالفعل . وهذا التقدم ليس معزولاً عن مجمل الجهود التي بذلتها كافة الأحزاب السودانية ( شمالية وجنوبية ) منذ الإنتفاضة لتغليب الخيار السلمي وإنهاء الحرب وحل المشاكل والقضايا التي أثارتها بوسيلة التفاوض والحوار . وتمتد هذه الجهود من الاتصالات الأولى إلى الاتفاقات التي توصلت إليها مؤخراً كتلة الأحزاب ( الأفريقية ) مع ( الحركة الشعبية ) . وأبرز ما تمخضت عنه تلك الجهود إعلان كوكادام والذي شاركت في صياغته مع ( الحركة ) أحزاب التجمع الوطني وفيها حزب الأمة . وكما أكدنا أكثر من مرة فإننا لا ننظر إلى ذلك الإعلان باعتباره صيغة منتهية وتامة ، وإنما نعتبره نهجاً للحل المطلوب . ومع أن بعض القوى السياسية لم تنضم إليه ، إلا أن الجبهة الإسلامية أجرت منذ ذلك الحين مفاوضات مع ( الحركة الشعبية ) في أثيوبيا ، كما أن السيد محمدعثمان الميرغني إلتقى بممثلين عنها في لندن . ونحن لا نعارض في إضافة نتائج تلك المفاوضات إلى إعلان كوكادام طالما أنها تصب في خانة تغليب الخيار السلمي وعقد المؤتمر الدستوري القومي للإتفاق عاى مستقبل الحكم في السودان بطريقة ديمقراطية . ونحن نعتقد بأنه ينبغي الا نسمح لحادث الهجوم على القطار بأن ينسف التقدم الذي تحقق ، وألا نسمح كذلك لأنصار تغليب الحل العسكري بأن يستعيدوا زمام المبادرة الذي فقدوه ولذلك فإن علينا أن نواصل من النقطة التي بلغناها بمحادثات الأحزاب ( الأفريقية ) في أديس أبابا وكمبالا ونيروبي ، وبتصريحات السيدين سيد أحمد الحسين وعمر نور الدائم ، والمناقشات الجادة التي انتظمت كل أطراف الحركة السياسية والشعبية في بلادنا . والخطوة العملية الجدية الوحيدة للمواصلة هي إلغاء قوانين سبتمبر والعودة إلى القوانين التي كانت سائدة قبل إعلانها . ولا نشك في أن هذه الخطوة ستخلق على الفور مناخاً إيجابياً ومداً هائلاً في حركة شعبنا وإزالة المخاطر المحدقة بسيادتنا ووحدتنا الوطنية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
42/ كلمة الميدان الأحد 18أكتوبر 1987 حتى تنتصر إرادة السـلام ركز اللواء (م) فضل الله برمه ناصر في مؤتمر الصحفي امس الاول على حقيقة ان الهجوم على قطار اويل استهدف منع وصول مواد الاغاثة الى الجنوب . وقال انه يود بذلك ان يوضح للرأي العام السوداني والعالمي ان الحكومة حريصة على توصيل تلك المواد الى المحتاجين اليها وتبذل في سبيل ذلك جهداكبيرا ومضنيا في حين أن ( الحركة ) التي يقودها العقيدة قرنق تعوق ذلك الجهد وتعرقله . ولم يكن اللواء (م) برمه يقلل عن الضحايا في الارواح ، ولكنه اعتبر ان الحرب تفترض ذلك على الدوام ، وان الجنود والعاملين في قواطع القتال يواجهون مصيرا يتقبلونه طواعية . ونحن ايضا نرفض حرمان مواطنينا في مدن الجنوب وقراه من الاغذية و الادوية وحاجات الحياة الضرورية الاخرى ومن ثم فاننا نجدد استنكارنا وادانتنا للهجوم على قافلة القطارات المحملة بتلك المواد ونعتبره عملا لا انسانيا لا مبرر له . وقد ظللنا نحن الشيوعيين نطالب باستمرار في كل المذاكرات والمبادرات التي تقدمنا بها حول قضية الجنوب بوضع قضية اغاثة المناطق المنكوبة بالجفاف والحرب في مقدمة الا سبقيات لان الحالة هنال اصبحت لاتطاق . ونسوق كمثال اقتراح النائب الشيوعي جوزيف موديستو الذي طالب فيه بذهاب نواب الاقاليم الجنوبية مع قوافل الاغاثة الى مناطقهم لتطمين ناخبيم وللتاكد من وصول حصصهم اليهم . إن منع وصول الاغاثة إلى المواطنين المحتاجين إليها مرفوض ولذلك فإن الهجوم على قافلة قطارات أوبل يصلح حافزاً قوياً لتوحيد جهود كل الذين يريدون أن يروا نهاية للحرب الأهلية واعادة سلام عادل وديمقراطي إلى ربوع وطننا . ولكن هناك من يعتبرون أنه قد أتيحت لهم فرصة لتغليب الخيار العسكري . وفي تقديرنا أن هؤلاء لا يشغلهم كثيراً أن يقتل السوداني أخاه أو تتبدد موارد البلاد في حرب لا طائل من ورائها بل ولا هم يريدون حقيقةً دعم القوات المسلحة ورفع قدراتها على حماية الوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي . والواقع أن ما يريدونه أن يخروجوا من أزماتهم السياسية وهم يعملون على استغلال الاحداث لمصلحتهم الحزبية الانية الضيقة . وغير خافٍ أن الحل العسكري الذي يبشرون به هو انقلاب يحقق لهم أهدافهم السياسية . إننا نوجه الخطاب إلى الذين يحكمون العقل والجدية في تناول ومعالجة قضايا الوطن . وفي هذا الصدد نشير إلى ان الأسابيع القليلة الماضية اظهرت أن هناك دوائر واسعة بين الأحزاب والقوى السياسية ترغب في التوصل إلى اتفاق مع ( الحركة الشعبية لتحرير السودان ) وينعكس هذا ليس فقط في كلمات اللواء ( م ) برمه فاصو ، وإنما أيضاً في البيان الذي اصدره حزب الأمة . فرغم الهجوم الحنيف الذي شنه ذلك البيان ضد قرنق ووصفه بأشنع النعوت ، نجده يقول : " إن الموقف من حركة التمرد يجب أن يكون واضحاً وبيناً ولا مجال للدخول معها في أي نوع من الاتفاقات ما لم تثبت للشعب السوداني وتؤكد للقوات المسلحة أنها ابتعدت نهائياً عن كل عمل اجرامي . ولا بد أن توفر لأهل السودان القناعة التامة بجديتها في السعي للحل السلمي وتؤكد ذلك بسلوكها قولاً وفعلاً " . إن الحدة الظاهرة في البيان لا تخفي حقيقة أن حزب الأمة لا يقطع الأمل نهائياً في الحل السلمي في الحل السلمي وفي الاتقاق مع قرنق . وهذا شيء إيجابي . إن المطلوب هو تكثيف النضال ضد دعاة الخيار العسكري أينما كانوا ومواصلة الجهود لوقف القتال والسير نحو المؤتمر الدستوري القومي . وإلى ان يتم ذلك فلا بد من التغلب على كل الصعوبات لتوصيل مواد الإغاثة غلى مواطنينا في مدن الجنوب وريفه ، ولا بد من تعبئة رأي عام سوداني قادر على منح جهود الحكومة في هذا الصدد كل السند المعنوي الذي تحتاج إليه ، ولا بد من توفير الدعم الكافي للقوات المسلحة لكيما تنجز مهمتها في حماية قوافل الإغاثة . هذه هي المهام العاجلة التي تواجهنا الآن .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
43/ كلمة الميدان الأربعاء 11 نوفمبر 1987 م حتى لا تحدث مجاعة اخرى في الجنوب أي حديث أو حتى اشارة عابرة لاحتمال حدوث مجاعة ثانية في أية بقعة أو جزء من وطننا تثير قلقاً وازعاجاً مشروعين . تكفي تجرب سنوات الجفاف والتصحر والمجاعة في غرب السودان . كم من مواطنينا ماتوا ؟ وكم فقدنا منالثروة الحيوانية النافقة بسبب الجوع ؟ أما الاحياء فما كانت عليه حياتهم يعرفها الجميع في الأحزمة حول المدن . من رغم تجاوز أغلب آثار المجاعة بفضل العون الدولي وإنقاذ حياة المواطنين إلا ان بعض الآثار السلبية ما تزال موجودة . المواطنون الذين هجروا ديارهم ومزارعهم – تحت ضغط الخوف من تكرار المأساة – آثروا البقاء في اطراف المدن تطحنهم ظروف جد قاسية وأليمة ، إنهم يسكنون عشش الغيش والكرتون والصفيح ، لا يجدون أدنى خدمات سواء أكانت أمنية أو خدمات صحة البيئة ، ولا خدمات طبية تقدم إليهم . دعك من تعليم أولادهم وبناتهم . صاروا مرتعاً خصباً للأوبئة الفتاكة ومصدر خطر على المدن . هذا هو سبب القلق والانزعاج ولا نريد للمأساة أن تتكرر . في مطلع هذا الشهر تحدث السيد صاموئيل أرو رئيس حزب التجمع السياسي لجنوب السودان عن نذر المجاعة في الجنوب . ووصفها بأنها تفوق في حدتها وخطورتها مجاعة عامي 83 و 84 . وأرجع أسبابـها الاساسية للحرب الدائرة هناك . ويوم الإثنين الماضي نشرت ( الميدان ) وصحف أخرى حديث السيد الصادق المهدي عن خطر المجاعة في الجنوب مؤكداً ما اورده السيد صاموئيل أرو . وكنا في ( الميدان ) أشرنا منذ شهور لما أثير حالياً . الكل الآن على علم بما يهدد الجنوب من مجاعة جديدة فضلاً عما يعانيه المواطنون هناك من شح في الموارد التموينية والسلع الضرورية وهم يئنون تحت وطئة غلاء طاحن وفاحش فاق كل تصور وخيال ، فما العمل ؟ ذكر الصادق ان الحكومة تسعى الآن لتوفير إغاثة لدرء خطر المجاعة وإرسالها عاجلاً وإلا فإن المجاعة ستحل بالجنوب في ديسمبر المقبل . إننا نريد أن نرى ترجمة حقيقية بالإجراء العاجل وأن تقوم الحكومة بواجبها كاملاً خاصة وهناك فسحة من الوقت . ومع أخذ ظروف الطبيعة في العتبار غير أن الإعتماد على توفير الإغاثة وتأمين وصولها للمحتاجين إليها في الجنوب لا يعدو كونه حلاً مؤقتاً . فالجنوب لم يعرف المجاعة إلا بعد إشتعال أوار الحرب الأهلية في ربوعه وكان حديث السيد صموئيل أرو واضحاً إذ قال إن " المعارك العسكرية التي تدور عادة في الحقول الزراعية وحول مراكز الإنتاج الزراعي مما يدمر معظم المنتوج الغذائي للمواطنين " . الحرب إذن هي السبب الرئيسي وراء كل ما يقاسيه المواطن في الجنوب ووقفها هو الحل الأساسي ووضع حد للمآسي . وعلى الحكومة مثلما تسعى لتوفير إغاثة عاجلة أن تسعى لتوفير المناخ الملائم لنعبر نحو الحل السلمي ، ونحن لا نزال نرى أن مبادرة حزبنا على هذا الطريق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
44/ كلمة الميدان الأربعاء 12 نوفمبر 1986 النتيجة المنطقية لاحتضان أنيانيا (2) نقلت الزميلة ( سودان تايمز ) في عددها الصادر صباح الجمعة الماضي نبأ مفزعاً حول نشاط إجرامي واسع الأبعاد تقوم به قوات الإنيانيا (2) المسماة بالقوات الصديقة للقوات السودانية المسلحة . من ذلك على سبيل المثال لا الحصر : * يقومون بهجمات مسلحة على عدد من القرى غرب النيل على مقربة من ملكال ينهبون ويسلبون ومن يقاوم أو لا ينصاع لمطالبهم مصدره القتل فوراً. * بلغ عدد من عرف من ضحاياهم خلال الشهرين الأخيرين حوالي 50 مواطناً وهناك من يعتقد أن العدد الحقيقي أضعاف ذلك إضافة للجرحى . * حرموا بعض سكان ملكال نفسها – تحت التهديد بالسلاح – من الخروج لحصاد مزارعهم التي قرروا أن يكون حصادها لهم . وكما هو معلوم فإن السلاح الذي تستعمله هذه الجماعة يجيئها إهداءً من قوات الشعب المسلحة لأنها هي المسماة ( بالقوات الصديقة ) . لقد انقضت الىن على نشر هذه الانباء أربعة أو خمسة أيام ولم يصدر بشأنها نفي من اي جهة حكومية مما يحمل على اعتبار تلك الاخبار حقيقة واقعة . لقد حذرنا من قبل من خطورة رعاية تنظيم مسلح مثل تنظيم انيانيا (2) بدعوى أنها قوى صديقة للقوات المسلحة ونبهنا أكثر من مرة إلى خطأ المبدأ وإلى خطورة النتائج التي يمكن أن تترتب على تلك الخطوة الهوجاء . ونحن نعلم أن في داخل قيادة القوات المسلحة اتجاهين : اتجاه يدعو لرعاية مثل هذه الجماعات ( أنيانيا 2 ) واتجاهاً يرى العكس . وقد ساد الاتجاه الأول لأن الحكومة المدنية – وهي صاحبة القرار النهائي – ساندته وأيدته ، وها هي نتائج مثل ذلك العمل واضحة للعيان . وكما قلنا من قبل فإن أنيانيا (2) ستتبعها أنيانيا (3) وأنيانيا (4) إلى غير نهاية .. وبالفعل فقد ظهرت أنيانيا (3) التي لم توصف حتى الآن بأنها ( صديقة ) . إن هذه السياسة الخرقاء لن تؤدي إلا إلى مثل ما أدت إليه في ملكال وضواحيها وفق الأخبار المشار إليها ، وإن هذه السياسة لن تساعد في حل مشكلة الجنوب بل ستزيدها تعقيداً وعنفاً وتنتهي بالحكومة القائمة في الخرطوم طرفاً في نزاعات قبلية تضعها أمام حالة تستحيل السيطرة عليها . إن كل الدلائل تشير إلى فشل هذه السياسة وخطرها وليس أقل – في هذه المرحلة – من استدراك الخطأ وإنهاء فرية ( القوات الصديقة ) وإطلاق يد القوات النظامية الرسمية في كبح جماح كل عابث بالأمن مهدد سلام المواطنين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان الثلاثاء 17نوفمبر 1987 الكرمك والعلاقات السودانية الإثيوبية نحن السودانين عموماً نود أن نكون دائماً على خير علاقات حسن الجوار مع إثيوبيا وشعبها ، لما يجمع بيننا من مصالح مشتركة وروابط في التاريخ . وهي رغبة يشاركنا إياها فيما نعتقد شعب وحكام إثيوبيا . وهذا الطموح إلى الجوار الحسن يتناقض كل التناقض مع الأعمال العدوانية بين بلدينا ، وهما بلدان فقيران لديهما ما يكفي من المشاكل وزيادة ، ويحتاجان إلى كل مواردهما البشرية والمادية ، ولذلك لا يتحملان حرباً بينهما ويكفينا عظة ما نشاهده من ويلات الحرب الإيرانية العراقية وما خبرناه وعرفناه عن ويلات الحرب الصومالية الإثيوبية . ولكن وطنياً سودانياً واحداً لن يقبل أي مساس بسيادة السودان وسلامة أراضيه وأمن مواطنيه . فالتفريط ولو لحظة واحدة في هذا المبدأ الأساسي من مبادىء الوطنية السودانية خيانة لا تغتفر . وقد أكد رئيس وزراء السودان ، وهو يخاطب من موقع المسؤولية قادة الأحزاب ورؤساء تحرير الصحف ، أن إثيوبيا هي التي قصفت مدينة الكرمك من عمق أراضيها ، وإنه بسبب ذلك اضطرت القوات السودانية لإخلاء المدينة للإبتعاد عن مرمى أسلحة لم تكن متأهبة لمواجهتها ، مما أدى إلى إحتلالها بواسطة قوات ( الحركة الشعبية ) . إن إستعادة الكرمك لها الأولوية القصوى الآن .وهذا يتطلب دعم القوات المسلحة بالقدر الكافي الذي يمكنها أداء هذه المهمة في أقصر زمن وبأقل الخسائر . وأمام هذه الحاجة الملحة فإننا نطالب بألا يخضع دعم القوات المسلحة لأية مزايدات أو مناورات حزبية كما نطالب بحل جميع المشاكل التي تعاني بلا إبطاء أو نقصان . إننا نريد أن يكون لنا جيش قوي حسن التدريب عالي الكفاءة له القدرة على حماية سيادة الوطن وأمنه وسلامة أراضيه في كل الظروف . ومن جهة أخرى فإننا ندعو إلى معالجة المشاكل بين السودان وإثيوبيا على أساس من الموضوعية والمبدئية والوضوح التام . وفي هذا الصدد فإننا ننطلق من حقيقة إنه توجد مشاكل معترف بها بين البلدين . وعلى رأس تلك المشاكل الآن أن قوات ( الحركة الشعبية ) تتحركمن داخل الأراضي الإثيوبية بينما تتحرك قوات الأريتريين والأرومو والتقراي من داخل الأراضي السودانية . وهذا هو أخطر مصدر للإحتكاكات بما فيها للصدامات المسلحة المحتملة بين بلدينا . وتشير الوقائع إلى أن قصف الكرمك _ كما ألمح رئيس الوزراء _ قد تكون له علاقة وثيقة بذلك . إننا نكرر مطالبتنا بألا تكون أراضي أي من البلدين منطلقاً لنشاط عسكري موجه ضد الآخر . وهذا هو الضمان الأدنى لمنع الصدام العسكري بين البلدين والمشروع في بناء جسور التفاهم وتطبيع وتحسين العلاقات بين البلدين وأرساء السلام فيهما . وإلى أن يتم ذلك لإإننا لن نسكت على أي عدوان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
46/ كلمة الميدان الجمعة 27نوفمبر 1987 لتكن استعادة الكرمك خطوة رئيسية على طريق إنهاء الحرب الأهلية إنه توجه ايجابي ذلك الذي يسير فيه مجلس رأس الدولة لتوحيد كل الجهد الشعبي لدعم القوات المسلحة ومركزيه . وهو اتجاه يجد منا كل تأييد لأنه يخرج بهذا العمل القومي الكبير من متاهات ومزالق المزايدات والمناورات والإدعاءات والمتاجرة السياسية وغير السياسية بالظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها بلادنا . وغني عن القول أن القتال ووضع الخطط العسكرية وتحديد الإحتياجات اللازمة من العدد والعتاد هو عمل قوات الشعب المسلحة والقيادة العامة . ومن ثم يمكن أن تلخص مهام المدنيين في دعم القوات المسلحة في زيادة قدرة الحكومة على تحمل النفقات التي تتطلبها الإحتياجات المحددة للجنود والضباط والتي تتطلبها أيضاً إغاثة السكان المتضررين في المنطقة . وهذا أمر يمكن إنجازه بأفضل النتائج عبر تنظيم قومي عام كالذي يفكر فيه ويعمل لإنشائه مجلس رأس الدولة ويمكن لهذا التنظيم أيضاً أن يوّحد العمل الإعلامي والتعبوي الذي يتطلبه دعم القوات المسلحة ، ليخرج به من دوامة الغوغائية والهيستيرية التي تريد أن تغرقه فيها بعض الدوائر السياسية . ولقد تحدثنا في هذا المكان قبل إسبوعين ، غداة إخلاء الكرمك ، وأكدنا أن إستعادة تلك المدينة لها الأولوية القصوى إلى أن تتحقق . غير أننا أكدنا أيضاً ومازلنا نؤكد، على ضرورة معالجة المشاكل بين السودان وإثيوبيا على أساس من الموضوعية والمبدئية والوضوح التام . وقلنا إنه توجد مشاكل فعلية بين البلدين وكررنا اقراحنا المستمر بأن حل تلك المشاكل يكمن في أن تنفذ الدولتان الجارتان إالزاماً مشتركاً ومعلناً بألا تكون أراضي أي من البلدين منطلقاً أو معبراً لنشاط عسكري ضد البلد الآخر . ونكرر أن السودان وإثيوبيا لديهما من المشاكل ما لا يتحمل أية زيادة . وهما يحتاجان لكل مواردهما المادية والبشرية لمواجهة تلك المشاكل . ومن جهة أخرى فإن إستعادة الكرمك لن تنهي الحرب الأهلية المدمرة التي نخوضها . ولابد أن ننظر إلى ما بعد احتياجات الخطة الراهنة وأولوياتها . ولابد أن نعبىء كل القوى داخل البلاد وخارجها من أجل الحل السلمي الديمقراطي . وأسس هذا الحل لم تتغير باحتلال الكرمك لأنه ما دامت الحرب قائمة فإن المعارك كراً وفراً لن تتوقف . فما زال الأساس هو إلغاء قوانين سبتمبر والإعداد الجدي والمسؤول لإنجاح المؤتمر الدستوري وسحب البساط من تحت أقدام كل الذين يريدون للحرب أن تستمر ، أياً كان الجانب الذي يقفون فيه. وباختصار : نبذل كل جهد لدعم القوات المسلحة لا ينطلق من دوافع نفعية ذاتية ، ونساند أن يكون هذا الجهد ممركزاً وموحداً . على أن نواصل في ذات الوقت سعينا الجاد لتصفية المشاكل المعلقة مع إثيوبيا ولإنهاء الحرب الأهلية والتقدم نحو المؤتمر الدستوري القومي . هذا هو الطريق إلى تحرير إرادتنا الوطنية من كل ضغوط التدخل الأجنبي التي تمارس ضدنا . إنه الطريق إلى الوحدة الوطنية وتوفير كل جهد للتنمية وللتقدم الإجتماعي ولحل مختلف قضايانا المزمنة . إن إستعادة الكرمك ينبغي أن تكون خطوة كبرى على طريق الحل السلمي الديمقراطي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
/ كلمة الميدان 29 نوفمبر 1987 م القمة الافريقية مدخل إلى لتحسين علاقات الجوار كأن من المتوقع أن يغادرنا اليوم السيد رئيس الوزراء ليقود وفد السودان إلى مؤتمر القمة الأفريقية المكرسة لقضية الدين الخارجي . ولكن للأسف ورد نبأ مفاجئ بإلغاء سفر السيد رئيس الوزراء لحضور هذا المؤتمر . وكنا أن سفره فرصة طيبة يمكن الاستفادة منها للإلتقاء بالرئيس الأثيوبي لتبادل صريح وعميق للراي حول إنهاء المشاكل القائمة بين البلدين وارساء قواعد راسخة لعلاقات جوار طيبة بينها . وما زلنا عند رأينا بأن ندخل إلى ذلك هو التزام كل من البلدين الجارين بالا تكون اراضيه منطلقاً أو معبراً لنشاط مسلح من الآخر . ونحن نطلب من الحكومتين تجنب دفن الرؤوس في الرمال ، والاعتراف بأن كلاً منهما تسمح بنشاط عسكري مسلح ضد الاخرى ، وأن هذا هو السبب المباشر لتوتر العلاقات بينهما . ومن المعلوم ان هذا النوع من الصراع المرتبط بقضايا قومية قد يستمر سنوات دون حسم . ولقد اجمعت الحركة السياسية في السودان على أن هناك ظلامات واقعة على الأقاليم والاقليات القومية كما اتفقت على عقد مؤتمر قومي ودستوري لحل مشاكل الحكم في السودان . وتعلن كل الأحزاب السياسية أن القتال الدائر الآن لن يقود إلى حل ، وأنه لاسبيل سوى حل سلمي وديمقراطي عن طريق الحوار . ولذلك فنحن متمسكون باتفاق كوكادام للتمهيد للمؤتمر الدستوري . وفي تقديرنا أن الذين يبشرون بانتصار حاسم ونهائي في هذه الحرب ، إنما يعملون في الحقيقة من أجل حل عسكري لمشكلة الحكم ذاتها ، عن طريق انقلاب ينسف الديمقراطية . وانطلاقاً من هذا الفهمدابنا من ذالانتفاضة على دعوة ( الحركة الشعبية ) لكيما تأخذ في الاعتبار مستجدات الوضع في بلادنا ولكيما تسهم في التوصل إلى حل عبر المفاوضات . ولا بد من القول بأن احتلال الكرمك أضر يتطور الحركة السياسية في السودان وعطل جهود السلام كثبراً جداً . ويتحمل المسئولية في هذا العقيد جون قرنق ومن معه من قياداته . واليوم ، وفي ظل التطورات الجديدة ، تمارس الدوائر الأمريكية والسعودية ضغوطاً فظة على السودان ليفتح لها كل المنافذ القديمة لنشاطها الرامي لاسقاط النظام الاثيوبي . أنها تريد من السودان أن يتقهقر إلى وضعه الذليل الذي كان عليه تحت نميري . ونحن نقول أن النظام الداخلي لكل بلد هو من أخص شئون شعبه ، ولا يحق لأي كان أن يفرض عليه غير ذلك . وشعب السودان الذي ناضل طويلاً في سبيل تحرير إرادته لا يمكن أن يكون أداة في يد الىخرين لسلب تلك الإرادة من شعب آخر ، وخاصة في جوارنا المباشر . علينا أن نفتح عيوننا جيداً ، وأن نتيقظ ضد الذين يريدون أن يجعلوا من شعار دعم القوات المسلحة منصة للوثوب إلى السلطة ، والذين يريدون أن يجعلوا من الصراع ضد أثيوبيا طريقاً إلى تدويل مشاكلنا معها وإلى التبعية .
| |
|
|
|
|
|
|
p (Re: خالد العبيد)
|
الإثنين14ديسمبر1987 إغاثة الجنوب قبل فوات الأوان تواجه الأقاليم الجنوبية تهديداً مباشراًبالمجاعة وخاصة إقليم بحر الغزال ومدينة واو بالذات . وفي الثامن من نوفمبر الماضي قال السيد الصادق المهدي " إذا لم ترسل إغاثة عاجلة للجنوب لتصل قبل نهاية ديسمبر فالمجاعة ستحل بالمواطنين " . رغم الخطر الماثل تظل مواد الإغاثة محجوزة ومخزنة في العاصمة وكوستي والغرب بانتظار الترحيل . وهي بذلك عرضة للتلف والتلاعب والفساد كما حدث أبان الفترة الإنتقالية . وليس سراً ما يدور من أحاديث حول بيع " كوتات " الجنوب في الأسواق .فالطفيليون لا يهمهم أن يموت الناس جوعاً والمبررات التي تساق حول عدم وصول السلع الضرورية ومواد الإغاثة للمحتاجين إليها غير مقبولة . ولا يمكن اتخاذ موقف اللامبالاة حيال مواطنيين تهدد حياتهم المجاعة . نعم هناك حرب أهلية في الجنوب وهناك مشاكل أمنية ، ولكن هل نستكين ونكتف أيدينا ؟ من قبل تقدم النائب الشيوعي جوزيف موديستو باقتراح بان يصحب كل نواب الأقاليم الجنوبية قوافل الإغاثة وذلك بالتنسيق مع السلطات والقوات المسلحة . هذا الإقتراح ممكن التنفيذ إذا استشعر النواب والمسؤولون واجبهم تجاه مواطني تلك الأقاليم . ألم تصل القطارات إلى أويل ؟ وصلت وعادت تحت حماية القوات المسلحة والشرطة رغم ما تعرضت له من هجوم . ألم تصل الجرارات النهرية إلى ملكال ؟ وصلت وعادت. ويجد منا الترحيب اقتراح بعض منظمات وسلاطين بحر الغزال ومطالبتها بتفويض د. باسيفيكو باستلام وتوزيع مواد الإغاثة وتكوين لجان لتوزيعها . إن إشراك المنظمات والسلاطين والحكام والنواب يضعهم جميعاً أمام واجبهم بما يضمن وصول وتوزيع مواد الإغاثة بعدالة وإبعاد شبح الطفيلية والمنتفعين والمتلاعبين بقوات الشعب .
49/ كلمة الميدان 15ديسمبر1987 ماذا تريد الجبهة الإسـلامية ؟ وصفت القيادة العامة للقوات المسلحة مانشرته بعض الصحف دون ان تسميها يوم السبت الماضي بأنه يلحق ضرراً كبيراً بسير العمليات العسكرية ونشرت (الميدان) خبراً عن بيان القوات المسلحة وذكرت فيه تلك الصحف باسمائها،(الراية) و(الوان). وظللنا ننبه لما تنشره صحف الجبهة الاسلامية . ففي عدد الأحد 6/12 نشرنا خبراً عما نشرته (الراية) وتسآلنا : لمصلحة من تتبرع (الراية) بنشر معلومات خطيرة عن الدفاعات السودانية في منطقة الحدود؟ وفي كلمة (الميدان) الخميس 10/12 كشفنا مرامي صحف الجبهة الاسلامية من وراء اثارة الهلع . ثم جاءت القشة التي ينبغي أن تقصم ظهر صحف الجبهة وتسكتها فما نشرته صباح السبت كان استفزازاً لكل المواطنين مما دفع القيادة العامة إلى اصدار بيانها المشار إليه . فماذا تريد الجبهة الاسلامية؟لماذا هذه الضجة الإعلامية المكثفة العمياء التي تخبط في كل اتجاه؟ تريد الجبهة الاسلامية للتصعيد العسكري أن يأخذ أبعد مدى وبلاحساب لإحباط أي محاولة وكل خطوة نحو السلام وانهاء الحرب الاهلية .إنها تريد الإبقاء على قوانين سبتمبر وتقاوم باستماتة دفاعاً عن آثار مايوالتي طالبت جماهيرقوى الانتفاضة بالغائها وإزلتها . إننا ننظر الى هذا التصعيد وإلهاب المشاعربأنه عمل مخطط ومنظم من أعداء الانتفاضة،في الداخل والخارج لتهيئة المناخ السياسي لمغامرة انقلاب يعيد السودان للتبعية للامبريالية كما كان عليه الحال في العهد المباد. لتحقيق هدفها لا تتورع الجبهة الاسلامية عن استخدام صحفها وإعلامها لإيهام القوات المسلحة بأن الشيوعيين والتجمع ضد الجيش ونحن إذ نفضح نفاق الجبهة وصحفها "ودهنستها" للقوات المسلحة، وندعو في نفس الوقت لمزيد من اليقظة لما تدبر له الجبهة واعداد الانتفاضة للإنقاض على الديمقراطية ووأدها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
15ديسمبر1987 ماذا تريد الجبهة الإسـلامية ؟ وصفت القيادة العامة للقوات المسلحة مانشرته بعض الصحف دون ان تسميها يوم السبت الماضي بأنه يلحق ضرراً كبيراً بسير العمليات العسكرية ونشرت (الميدان) خبراً عن بيان القوات المسلحة وذكرت فيه تلك الصحف باسمائها،(الراية) و(الوان). وظللنا ننبه لما تنشره صحف الجبهة الاسلامية . ففي عدد الأحد 6/12 نشرنا خبراً عما نشرته (الراية) وتسآلنا : لمصلحة من تتبرع (الراية) بنشر معلومات خطيرة عن الدفاعات السودانية في منطقة الحدود؟ وفي كلمة (الميدان) الخميس 10/12 كشفنا مرامي صحف الجبهة الاسلامية من وراء اثارة الهلع . ثم جاءت القشة التي ينبغي أن تقصم ظهر صحف الجبهة وتسكتها فما نشرته صباح السبت كان استفزازاً لكل المواطنين مما دفع القيادة العامة إلى اصدار بيانها المشار إليه . فماذا تريد الجبهة الاسلامية؟لماذا هذه الضجة الإعلامية المكثفة العمياء التي تخبط في كل اتجاه؟ تريد الجبهة الاسلامية للتصعيد العسكري أن يأخذ أبعد مدى وبلاحساب لإحباط أي محاولة وكل خطوة نحو السلام وانهاء الحرب الاهلية .إنها تريد الإبقاء على قوانين سبتمبر وتقاوم باستماتة دفاعاً عن آثار مايوالتي طالبت جماهيرقوى الانتفاضة بالغائها وإزلتها . إننا ننظر الى هذا التصعيد وإلهاب المشاعربأنه عمل مخطط ومنظم من أعداء الانتفاضة،في الداخل والخارج لتهيئة المناخ السياسي لمغامرة انقلاب يعيد السودان للتبعية للامبريالية كما كان عليه الحال في العهد المباد. لتحقيق هدفها لا تتورع الجبهة الاسلامية عن استخدام صحفها وإعلامها لإيهام القوات المسلحة بأن الشيوعيين والتجمع ضد الجيش ونحن إذ نفضح نفاق الجبهة وصحفها "ودهنستها" للقوات المسلحة، وندعو في نفس الوقت لمزيد من اليقظة لما تدبر له الجبهة واعداد الانتفاضة للإنقاض على الديمقراطية ووأدها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
الاستاذ خالد
شكراً لهذه المتابعة , وآمل أن أتحصل علي الكتاب في زيارتي القادمة إلي مصر
, الشئ الاخر المفرح هو أن أهمية التوثيق لبعض ما خص الحزب الشيوعي ضرورة
أكيدة ولذلك ينبغي أن تكتب القيادات عن تجربتها في شكل سيرة ذاتية تلامس القضايا
العامة التي ارتبطت بالحزب والسودان.. كنت تمنيت لو أفادنا الاستاذ التيجاني الطيب
بمذكرات أتوقع أن تكون مجلدات في مسائل السياسة والثقافة والادب والصحافة وغيرها,
والامر نفسه ينطبق علي الاساتذة سليمان حامد وكبلو ونقد وغيرهم. طبعاً أنا أدرك أن
التوثيق بغيابه يمثل ازمة سودانية (كاربة) لها علاقة فيما سبق بأمور الطباعة الشاقة
والتوزيع الاشق وكذلك مسألة التصديقات بالصدور وماشابه ذلك من (كواديك سلطوية)
ولكن في زمن الانترنت إنماصت هذه الكواديك وصار النشر ممكناً وقادراً علي أن يصل إلي كل
الابعاد والزوايا المعتمة, وكما قال بيل قيتس أن العشرة السنين القادمة سيشهد موات
الصحافة التقليدية وأظني به يعني فاعلية الانترنت في جذب القراء إليه.
أقول هذا وأنت أقدر مني في معرفة غياب ( مذكرات بعض الشخصيات التي ذكرتهاوأخري) مع
تثميني لبعض ما نشرته عضوية الحزب من أنتاج في هذا الخصوص.
مع تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن السلام في السودان .. كتاب جديد للحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد العبيد)
|
17ديسمبر1987م بدلاً من القلق والهلع قلنا في هذا المكان في وقت سابق " إن احتلال الكرمك أضر بتطور الحركة السياسية في السودان وعطل جهود السلام كثيراً جداً . ويتحمل المسؤولية في هذا العقيد جون قرنق ومن معه في قيادته " . (الميدان 29نوفمبر 1987م) . لقد أثار احتلال الكرمك قلقاً وسخطاً مشروعين وسط كل شعبنا . أولاً لأنها مدينة حدودية ومن ثم تتصل أوثق الاتصال بمفهوم سيادة الوطن وسلامة أراضيه . وثانياً لأن احتلال الكرمك يعني أن الحرب الأهلية امتدت شمالاً ، وكل السودانيين يريدون لها لا أن تنحصر في منطقة عملياتها الأولى وحسب وإنما أن تنحصر وتنتهي تماماً .وثالثاً لأن أوساطاً إجتماعية واسعة في الشمال وخاصة في المدن _ ولنقلها صراحة _ تربط بين امتداد الحرب شمالاً وأحزمة النازحين من الجنوب وغيره من المدن ، ومن ثم تنتشر بينها شائعات تثير الفزع والهلع . ونحن جميعاً نعرف التدابير التي تتخذ حالياً بين الأسر في مواجهة الاحتمالات التي تتحدث عنها الشائعات . ومرة أخرى يتحمل العقيد جون قرنق ومعاونوه المسؤولية عن هذا الجو المسموم .ولابد من القول أنه أتاح بذلك فرصة نادرة للجبهة الإسلامية لركوب موجة القلق والهلع وتحويلها إلى هيستيريا تهيىء مناخاً ملائماً للتآمر المعادي للإنتفاضة وللديمقراطية على النحو الذي نراه اليوم . غير أن جو الهلع _ كما سبق وأوضحنا من قبل _ لا ينتج عنه سوى الارتجال بكل ما يحف به من مخاطر وخسائر لا مبرر لها . وما نراه هو أن تعطي الأولوية الآن لاستعادة الكرمك وفق تخطيط ذكي وجرىء . وهذه هي الخطوة الأساسية لإعادة الإطمئنان والثقة إلى الساحة السياسية والشعبية ، وتهيئة الأذهان والرؤية الصافية للإنتقال إلى الخطوة التالية . وفي نفس الوقت فإننا نعتقد أن على الحكومة أن تواصل ما بدأ في لقاء كمبالا بين الصادق ومنقستو ، بتكوين اللجنة السودانية الأثيوبية المشتركة وبدء عملها لدراسة المشاكل بين البلدين وتقديم توصيات بشأنها للتوصل إلى حلول مرضية لها . إن استعادة الكرمك وتصفية المشاكل القائمة مع اثيوبيا يفتحان طريقاً واسعاً إلى حل ديمقراطي وسلمي لقضية الجنوب وإلى إنهاء الحرب الأهلية التي ما فتئت منذ اربع سنوات تأكل الأخضر واليابس . وهذا هو البديل السياسي لحالة القلق والهلع التي تستغلها الجبهة الإسلامية وتسهم بها الجو السياسي وتستخدمها للإساءة للديمقراطية وللتحريض على انقلاب عسكري ولإعادة السودانإلى حالة التبعية التي كان عليها في ظل النظام المباد . إن طرح البديل السياسي هو الكفيل بتبديد المناخ الذي تفرخ فيه الشائعات ، وهو الذي يمنح الامل بوجود مخرج حقيقي من الوضع المعقد الراهن . وهذا البديل هو الذي يمكن أن يصبح منبراً للعمل المشتركلكل قوى الانتفاضة ، والذي يمكن أن تجد فيه كل الأحزاب التي تقف مع الحل السلمي والديمقراطي فرصة للاسهام بدورها في انقاذ الوطن .
وساواصل عرض الكتاب
| |
|
|
|
|
|
|
|