اليوم، الحادى والعشرون من يونيو/حزيران، يحتفل العالم مع موسيقييه بيوم الموسيقى
وأتوجه فى مقام هذه المناسبة بالتحية لكل موسيقيى بلادنا الجميلة
بدءا باؤلئك الموزعين فى شتى أصقاع الوطن، الذين يسكنهم عشق الموسيقى وتعتمل فى دواخلهم الموهبة الأصيلة، الذين لا يعرفون عن الموسيقى سوى أنها محبة وعشق وفن، لم يقرأو عنها ولم يتعلموها فى مؤسسات أكاديمية منهم من يحتضن مزامره القصبى، ومنهم من يحتضن طمبوره الرشيق، ومنهم من ينسج أحلامه وآلامه على "مساير" أم كيكى، ومنهم من يربت بكفيه على أضلاع صدر البالمبو
ثم مرورا بالرعيل الأول من الموسيقيين، خاصة الذين عملوا فى فرقة دفاع السودان، وهم من نمت على ايديهم وترعرعت الموسيقى الحديثة، من أمثال الرجل السامق "أحمد مرجان" وزملاءه
وصولا الى جيل المبدعين الألمعيين اللامعين، اسماعيل عبد المعين، بدر التهامى، دكتور أدهم، حسن خواض، برعى محمد دفع الله، عبد الفتاح الله جابو، خليل أحمد،عبد الله العربى، علاء الدين حمزة الماحى اسماعيل بشير عباس، على مكى، على ميرغنى، وغيرهم من الأفذاذ
والتحية زاكية ومعها إنحناءة تقدير وإجلال وعرفان لكل المبدعين الذين درسوا وعرفوا وصقلوا ونموا موهبتهم الجميلة، التحية لكل خريجى "معهد الموسيقى والمسرح" هذا الصرح الشامخ الزاهى، وهم حتما كثرٌ لا يحصيهم العد، ولكنهم شموس منيرة لا تخطءها العين اينما نظرت، وعطاؤهم الجزيل يضئ جنبات أرواح كل الناس وفى كل آن وحين، وأخص منهم بروفيسر الفاتح الطاهر، الدكتور الماحى سليمان، الدكتور كمال يوسف، الأستاذة ليلى بساطى، أنس العاقب، عثمان مصطفى، عبد القادر سالم، أبوعركى البخيت، والقائمة تطول، وكلها تشع ألقا وإبداعا وعطاءا
وأخص منهم، ثلة الأصدقاء، د. الفاح حسين، فايز مليجى، سعد الدين الطيب، عثمان النو
وزملاءنا الأصفياء الأحباب هنا فى "سودانيزاونلاين"
يوسف الموصلى، حمزة سليمان، بكرى سمندلاوى
وكل عام وجميع الأهل فى الوطن طيبين وسعداء وهانئين، يرفلون فى حلل العافية يعمهم السلام والوئام والمحبة
وفى هذه المناسبة الشجية ليت كل موسيقيى بلادى، ينتبهون الى عظم دور الموسيقى وسهولة وصولها الى الجوانح والأرواح والعقول، ليوظفونها فى خدمة قضايا الوطن ونشر السلم الإجتماعى وخلق روح التصافى بين الأهل فى الوطن الحبيب، فالموسيقى لم تكن يوما للطرب أو الترفيه أو التسلية، بل هى عنصر وعامل مهم وخطير يمكنه، إن أحسن توظيفه وقيادته، أن يخلق ما لا تقدر على خلقه أشياء كثيرة
ونحن مقبلون على تحول، بل تحولات ليست بالهينة، ليت مبدعينا ينتبهون الى دورهم الذى سوف يكون حتما مؤثرا وفاعلا، فما يستطيع فعله أهل السياسة فى سنين عددا، يستطيع أهل الموسيقى عمله فى لحظات
ولتوظف الموسيقى من أجل خدمة الناس ونشر المحبة وإزالة الفوارق المتوهمة بينهم ولتكن الموسيقى طريقا جميلا تصطف على جنباته حشود المحبة والإلفة، يوصل الى وطن واحد شامخ وجميل، تتعايش فيه كل تلك الثقافات الغنية الثرة والجميلة
والأمنية الأخيرة والمقيمة دوما
أن نرى ذات يوم قريب، حلمنا الكبير وقد تحقق، وهو
قيام "أوركسترا سيمفونى" كامل متكامل
لأننا وبكل بساطة، وحين كان لدينا معهد للموسيقى وموسيقيون يعلمون الموسيقى ويدرسونها، كانت هناك شعوب لا تزال تعيش فى عتمة القرون الوسطى، ولهم الآن فرقة سيمفونية تعزف باسم بلادهم فى "البرت هول" فى لندن وفى "الأولمبيا" فى باريس وفى أرقى قاعات فيينا وبروكسل وبرلين، ولا نملك إلا أن نحييهم لأن استطاعوا أن يوظفوا قدراتهم وعلمهم ومواهبهم فى خدمة بلادهم
الاخ المطر. سلام وموسيقى تعمر روحك وروح الكون المضطرب. وموسيقى تسيل على بلدنا السودان، فتحيل حروبه سلامآ، وعسف سلطانه أمنآ وطمأنينة، ومسغبة غالبية أهله طعامآ حلالا بلالا، يسد رمق الطفل والام والكادح فى مصنعه، والمعروق فى حقله. موسيقى! التحية للموسيقيين ومن لف لفهم من الذواقة مثلك. الموسيقى طوال تاريخها تؤلف القلوب، وتتخطى حواجز اللغات والاعراق والثقافات. أهديكم 40 دقيقة من غناء عذب، مشجون، وموسيقى ألفت بين قلوب العرب واليهود فى الماضى والان. ياسمين ليفى مغنية يهودية من اصل اسبانى. تغنى بدم قلبها. اراه فى حنينها، ولوعة صوتها، وفداحة احساسها بالفقدان، وبالفجيعة. كأنها تغنى لبلدنا السودان، رغم فارق اللغة. استمعوا اليها بدون حساسيات تاريخية، او احكام سياسية، ايديولوجية لا محل لها من الاعراب فى خريطة الابداع الانسانى. rtsp://rmv8.bbc.net.uk/radio3/wmdayyasminlevy.rm
تحياتى والود وأشكر لك سخى نداك بإهدائنا هذه الياسمينة العطرة، وللأسف فإن الرابط لا يعمل وهو inactive وكنت قد إستمعت إليها من قبل فى مناسبات عدة، وهى بالفعل وكمل ذكرت أنت، تذوب طربا وجذبا فى محراب شدوها المتميز حقا
Quote: الموسيقى طوال تاريخها تؤلف القلوب، وتتخطى حواجز اللغات والاعراق والثقافات.
وهذا هو بالضبط ما نتمناه ونرجوه من الموسيقى وأهلهاخاصة فى بلدنا الغالى نظرا لعمق التنوع الإثنى والثقافى الجميل
أجدد لك التحية والمعزة والتقدير يا عادل والشكر
06-21-2005, 09:52 PM
بدرالدين شنا
بدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514
Quote: ليت كل موسيقيى بلادى، ينتبهون الى عظم دور الموسيقى وسهولة وصولها الى الجوانح والأرواح والعقول، ليوظفونها فى خدمة قضايا الوطن ونشر السلم الإجتماعى وخلق روح التصافى بين الأهل فى الوطن الحبيب، فالموسيقى لم تكن يوما للطرب أو الترفيه أو التسلية، بل هى عنصر وعامل مهم وخطير يمكنه، إن أحسن توظيفه وقيادته، أن يخلق ما لا تقدر على خلقه أشياء كثيرة
لو سمحت ممكن البس جلابيتك دي أحضر بيها إحتفال الموسيقيين؟؟؟ لك الود أخي وصديقي أباذر
06-22-2005, 09:20 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
شكرا أباذر على هذا التنوير الرائع ، اقف إجلالا لموسيقيي بلادي ، وهم يرهفون مشاعر هذا الشعب الموسيقي خلقة ،،، أقف إجلالا لأهل البدايات ، وللمتوسطين ، وللمعاصرين ،،، واحيي الذين رسموا خطى دربنا الموسيقي بالتمتم ، والمردوم ، والطمبور ... وليت الاخوة يكتبون لنا شيئا عن بدايات معهد الموسيقى والمسرح الذي أعتبره سابقا لكثير من التجارب في العالمين العربي والإفريقي ...
كل سنة وانت بخير ، وكل سنة وكل البورداب والسودانيين والعالم بخير ، وبموسيقة مزدهرة ، متجددة متطورة نحو الأفضل .
حقيقي انت أحد الناس الذين يهتمون بالموسيقى ، وتحرك جوانحك الموسيقى ، فقد التقيتك أول مرة في بوست (لماذا تركت الغيتار وحيداً ) كنت مشاركاً لامعا في ذاك البوست .
أكن لك كل الاحترام والتبجيل ..
ذكرت بعض الأسماء – الرعيل الأول - وقفز إلى ذاكرتي ( عثمان آدمو)
وفي الرعيل الثالث ( أحمد تاور ) (كاميليو) (شاكر )
أنا واثق تماماً انها اسماء سقطت منك في غمرة احتفالك بهذا اليوم العظيم
ولكني ما زلت عاتب على موسيقينا السودانيين الذين – أراهم – في حالة خمول ، وعدم قدرة للتطوير والقفذ بموسيقانا للعالم ، في الوقت الذي أرى فيه بلداناً ما كانت بحجم السودان تقدم للعالم الكثير و أراها خرجت وأصبح الجميع يدندن بموسيقاها . مثال لذلك ( الجزائر – المغرب – أثيوبيا – موريتانيا – ساحل العاج إلخ ) .
نحن الآن في عصر التيكنو وال آر & بي والاولترنيتيف ، فأين فنانونا وموسيقيونا من هذا كله ؟؟
إن السودان يعاني من إنهيارات سحيقة في كل المجالات ( الموسيقية – الرياضية – الأدبية ) وأصبحنا في ذيل كل القوائم ، حتى في الكلام الفارغ .!!
لا شك أن الموسيقى تمثل الآن المعبر المهم للحضارات والحوارات الانسانية ، والتواصل ، وأكبر مثال على ذلك فرقة عيون (سمير شما ) وفرقة الفنان العظيم سفير اليونيسكو ( مارسيل خليفة ) وسفيرة الفاو (ماجدة الرومي ).
وقبل هؤلاء كلهم الراحل المفكر العظيم إدوار سعيد وصديقه الارجنتيني (دانيال بارنبويم) وفرقة ديوان الشرق ، بتشكيلتها الرائعة من الشبان والشابات العرب والاسرائيلين ، والرسائل الجليلة النبيلة التي تروج لها هذه الفرقة ،
وفي الختام تحية للفنان العالمي ( بوب غيلدوف ، وفرقة ديستنيز شايلد) الذين تبنوا فكرة نداء لمجموعة الثمانية الكبار لمساعدة الدول الفقيرة ، فأي انسانية جميلة هذه التي تتدفق من هؤلاء الجميلين !!
أحمد
06-23-2005, 10:35 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
أحيى بدءا هذى الحروف المموسقة، والتى حفزت فى الحس والذكرى، الكتابة شوقا، أو قل تبريحا، لعذوبة ووهج ما فات من أيام، كانت كل لحظة فيها، تأخذ طعم سوناتا رشيقة، وكل برهة منها، تأت بنكهة كوردة سريعة لكنها تختصر معنى العمر كنت وما زلت مثلك، مهووسا ومسكونا بعشق مكين لهذا الكائن العجيب، الموسيقى، بكل ما فيها، وقد تتطول الحكاية وتتمطى، ولكن دعنى أمجد ذلك الأهيف الجميل "الغيتار" بكل سحناته الوسيمة
العزيز أميرى باراكا
المقطع أعلاه، كان بداية مداخلتى الطويلة فى ذلك الموضوع البديع، وقد حفزتنى ذكراه الآن للعودة بحثا عنه فى أرشيف المنبر، وليتنى أظفر به لآتى به الى هنا لما فيه من طرح جميل وعميق زاهى ومن معلومات طيبة وثرة
وكما قلت أنت فقد سقط العديد من الأسماء السامقة من موسيقيينا من بين ثقوب هذه الذاكرة الخربة، ولكنهم حتما راسخون فى عمق الإمتنان والتقدير والمحبة لهم جميعا
الموسيقى أتعامل معها ككائن حى، حى تماما، كائن يتسلل الى الروح ليس عبر الأذن كما يتخيل البشر، لكنه يدخل عبر كل مسام فى الإنسان ليسيطر بقوة جميلة على كل أصقاعها
وأتفق معك ايضا فى إستمرارية تكريس الموسيقى، كيفما أتت، كأداة للمتعة وهى كما ترى وتحديدا فى موسيقانا السودانية، تجئ و فى أحسن الأحوال مصاحبة لأداء غنائى لدعم اللحن وتنغيم الكلام
وأتمنى مثلك أن ينصلح الحال فى الوطن، وفى كل المجالات، وما الفنون إلا جزءا اصيلا من حياة الناس، تؤثر وتتأثر بمجمل الوضع
كما أن هناك سؤال يلح دائما على كل مهتم بالموسيقى اين نحن من الموسيقى البحتة والتى، وأعتذر عن تطرفى هنا، التى أراها فى أهمية الطعام والشراب، على الأقل فيما يخصنى، فإن كنا نغذى الجسد بالأكل والشرب ونحرص عليه
فلم لا نغذى الروح والوجدان ايضا؟
وهل هناك غذا اشهى وأفيد من الموسيقى
تحياتى يا أميرى
وأتمنى أن أعود مجددا للحديث مطولا حول العديد من المحاور
ولك الود
06-23-2005, 10:32 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة