لطالما فتنتنا هذه الملحمة الرائعة، ومحمد المكى إبراهيم بكل بهاء الشعر فيه، وبذكاءه المتبصر، إستطاع أن يولد صورا هى قمة الإدهاش والخلق الشعرى، إستطاع بحس الشاعر المتفرد أن يرسم لوحات تتجسد للتو أمام العين من شدة وفرط هذه الشاعرية المتدفقة، ينضم الى ذلك بساطة المفردة وسهولة سريانها فى مجرى التذوق
هذا هو محمد المكى، وهذا هو قطار الغرب الممتد وصلا ومحبة وطيبة، المحتشد أنسا يختلط بدمعات وداع أو إبتسامات لقاء، أهديكم شجوه الشجى، وأهدى كل أهلى فى غربنا الأحب خالص المودة والحب الصادق
عفوا عفوا يا أجدادى شعراء الشعب يا من نظموا عقد الكلمات بشكة سهم أنا أعلم أن الشعر يواتيكم عفو الخاطر عفو الخاطر وسبقتونى فى هذا الفن : وداع الأحباب خضتم أنهار الدمع وراء أحبتكم بالاكتم بالدعوات مسار أحبتكم من أسكلة الخرطوم الى الجبلين الى الرجاف قاسيتم، وأنا يا شياخى قاسيت كل السودان يقاسى يا شعراء الشع فدعونى أسمعكم شجوى شجوى أدعوه قطار الغرب
اللافتة البيضاء عليها الإسم باللون الأبيض باللغتين عليها الإسم هذا بلدى والناس لهم ريح طيب بسمات وتحايا ووداع ملتهب كل الركاب لهم أحباب هذى إمرأة تبكى هذا رجل يخفى دمع العينين بأكمام الجلباب "سلم للأهل ولا تقطع منا الجواب" وارتج قطار الغرب، تمطى فى القضبان ووصايا لاهثة تأتى وإشارات ودخان وزغاريد فهناك عريس فى الركبان
ها نحن تركنا عاصمة الإقليم ودخلنا وادى الصبر كل الأشياء هنا لا لمعة تعلوها كل الأشياء لها ألوان القبر الصبر الصبر الصبر الكوخ المائل لا يهوى والشجر الذاوى ليس يموت والناس لهم أعمار الحوت أحياء لأن أبا ضاجع أما أولدها فأسا يشدخ قلب الأرض يحتاز كنوز الأرض ويبصقها دما لتظل البورصة حاشدة والسوق يقام وقطار الغرب يدمدم فى إرزام تتساقط أغشية الصبر المترهل حين يجئ ألوان الجدة فى وديان الصبر تضئ والريح الناشط فى القيعان يمر يا ويل الألوية الرخوة يا ويل الصبر
ساعات الأكل تعارفنا الصمت الجاثم فى احجرات انزاح وتبادلنا تسآل فضوليين تحدثنا فى ساس يسوس وتحذلقنا عن جهد الإنسان الضائع فغرسنا كل الأنحاء مزارع جئنا بالجرارات حرثناها هذى الأرض الممتدة كالتاريخ حبلى بالشبع وبالخصب المخضل والناس هنا خيرات الأرض تناديهم لا أذن تصيخ دعنا منهم – وتدارسنا تحديد النسل وتجولنا عبر الدرجات عربات شائخة تتأرجح بالركاب ومقاصير للنوم بها أغراب الأولى خشخش فيها الصمت والرابعة العجفاء بها إعياء ضاعت تذكرة المرأة ذات محط ورجال يكتتبون ورجرجة وضجيج ومآذن فى الأفق المدخون تضيع كوستى وأناس ينصرفون بلا توديع وأناس يشتجرون على الكنبات
ها نحن دخلنا ما بين النهرين الناس هنا جنس آخر فقراء وثرثارون ولهجتهم فى لين القطن والباعة ملحاحون وحلاقون ولهم آذان تسمع رنة قرش فى امريخ هذا نوع فى كل نواحى اقطر تراه جنس رحال منذ بدايات التاريخ أرض الذهب البيضاء بهم ضاقت رغم الخزان المارد والذهب المندوف بهم ضاقت فانبثوا فى كل متاهات السودان الشئ المفرح أن لهم آذان وعيونا تعرف لون اللص الرابض للقطعان وسواعد حين يجد الجد تطيح
هذه ليست إحدى مدن السودان من أين لها هذه الألوان من أين لها هذا الطول التياه لا شك قطار الغرب الشائخ تاه وسألنا قيل لنا الخرطوم هذى عاصمة القطر على ضفات النيل تقوم عربات أضواء وعمارات وحياة الناس سباق تحت السوط هذا يبدو كحياة الناس خير من نوم فى الأرياف يحاكى الموت ما تعسها هذى الأرياف ما أتعس رأسا مشلول الأقدام ما أتعس راسا لا تعنيه تباريح الأقدام
ونزلنا فى الخرطوم بلا استقبال فتذكرت الحشد المتدافع فى إحدى السندات برتينتهم وقفوا فى وجه اريح وأطل من الشباك فتى القرية قد عاد أفنديا إبن القرية وانهالت بالأحضان تهانيهم وأنا لا حضن سوى الشارع يتلقفنى، يتلقف أجدادى الشعراء هم فى الطرقات وفى المذياع بكاء خلف المحبوب من الجبلين الى الرجاف ما أحلى أياما لا تحمل إلا هم الحب ها نحن الآن تشبعنا بهموم الأرض وتخلخلنا وتعاركنا بقطار الغرب إنى يا أجدادى لست حزينا مهما كان فلقد أبصرت رؤس انبت تصارع تحت الترب حتما حتما ستطل بنور الخصب ونور الحب حتما حتما يا أجدادى شعراء الشعب
01-14-2004, 08:27 PM
noha_g
noha_g
تاريخ التسجيل: 06-14-2002
مجموع المشاركات: 2119
الغالي المطر ليك وحشه وكل الشكر لقطار الغرب الجابك لينا وجدت ديوان (امتى)في موقف الاتوبيسات في حلوان مفروش على الارض واشتريته بي 50قرش مصري وفرحت بيهو شديد وبعتبر قطار الغرب رائعه (ماستر بيس) (ون اوف اكايند)
one of a kind عليك الله يا ابو ذر لو عندك لمصطفى سند نزل شايفه امضتك منه
اللافتة البيضاء عليها الإسم باللون الأبيض باللغتين عليها الإسم هذا بلدى والناس لهم ريح طيب بسمات وتحايا ووداع ملتهب كل الركاب لهم أحباب هذى إمرأة تبكى هذا رجل يخفى دمع العينين بأكمام الجلباب "سلم للأهل ولا تقطع منا الجواب" وارتج قطار الغرب، تمطى فى القضبان ووصايا لاهثة تأتى وإشارات ودخان وزغاريد فهناك عريس فى الركبان
+++++++ مكتول هواك يا كردفان .. شكرا ليك يا ابمنه
دمت
01-14-2004, 11:42 PM
Tabaldina
Tabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844
.. . اللافتة البيضاء عليها الإسم باللون الأبيض باللغتين عليها الإسم هذا بلدى والناس لهم ريح طيب بسمات وتحايا ووداع ملتهب كل الركاب لهم أحباب.. ++++ حليل القبه فحل الديوم وتانى شكرا ليك يا مطر الخريف الرش لانه جيت داخل وشت الرد ضفارى ما عارف انه عمر مهدى ما طلع وجا الرد باسمه ..
تحياتى
01-15-2004, 09:00 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
تحياتى وسلامى بلا حدود وحمد لله على السلامة، كتبت ليك مع رجاء قبل فترة، وآسف للتأخير لأنى كنت فى السودان
فعلا والله قطار الغرب من أشهى ما كتب محمد المكى، ومن زمان كنت معجب بيها لما فيها من ملحمية ووصف ساحر
يا ريت كان بالإمكان البى ليك طلبك الجميل من قصائد مصطفى سند، بس المشكلة انه والله المكتبة كلها فى السودان، والعبد لله ضعيف جدا فى الحفظ، ولكن برضه حأحاول بكل ما اوتيت من حرص انه القى أى أعمال لسند وتحياتى والمعزة
أبوذر
01-15-2004, 09:05 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
نعم هى من أروع ما كتب ود المكى .. أتخيله كما قالها يومـا ... هناك مفترشا رمال ( فولة القبة ) .. تحايا عطرات أن ذكرتنــابكل هذا البهاء فى زمن أصبحت فيه الذاكرة مثقوبة و مطحونة .. و خربة .. تحايا لك و لكل صحبك الذين ما زالوا مكتوبين بلغة الحب و جمال كردفان ... تذكرت معك ايضا عبدالفتاح .. و كان العريس من بــارا .. و العروسة الرائعة من القبة .. أغمض عينى و أجتر تلك الذكرى الراسخة معك ..
لك و لهم تحايا عطرات .. و دعاش البان جديد... و... شكرا لمحمد المكى إبراهيم .. و شكرا لك أخى الحبيب.
01-17-2004, 09:35 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
تحياتى لك وشكرى على أن حططت رحل الذاكرة هنا، وللشكر والتقدير آلاف المرات لمحمد المكى ولنشيده البديع، والذى إستدعى كل ذاكرة الحنين لتهبط وملؤها الأشجان والتوق لأيام مضت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة