إغتيال سور الجامع الكبير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 09:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أبوذر بابكر محمد عوض(أبوذر بابكر & THE RAIN)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2004, 08:39 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إغتيال سور الجامع الكبير

    كان سور جامع الخرطوم العتيق أو الكبير، وتحديدا من ناحيته الشمالية، يمثل لنا ونحن أطفال وصبية متوثبون وتواقون للقراءة، بمتعتها وفائدتها من بعد ذلك، موئلا وملاذا مفرحا خاصة فى أيام العطلات المدرسية، كان اليوم يبدأ بسياحة أنيقة فى أفياء شارع البرلمان بعبقه اللندنى الأخاذ وواجهات محاله المبهرة، ثم ينتصف ونحن نتربع على أحد طاولات "حلوانى حمدتو" نستمتع بآيسكريم "عم سعيد" الأبيض، ولا يكدر بهجة اليوم سوى عبوس وجه العم سعيد وتجهم نظراته، ونهاية التطواف تبدأ حين ندلف الى السور الشمالى للجامع الكبير

    هناك رأينا لأول مرة وجه العقاد بشاربه الفخم، وهو يزين أغلفة مؤلفاته، يجاورها فى غير نظام أو ترتيب، مجلد ضخم عليه لغة لم نكن ننتبه كثيرا اليها، وغير بعيد من ذلك، أنت واجد بضع أعداد متفرقة من "آخر ساعة" و "الموعد" و "الصياد" وهى عادة لا تستحوذ كثيرا على محور التركيز والإهتمام، فقد كانت العيون الصغيرة تبحث فى شفق عما تخلف عنها من أعداد "الرجل الوطواط" و "سوبرمان" ثم "ميكى" و "سمير"، تلك التى أتت ونحن فى غمرة أيام المدرسة المتعبة

    وفيما بعد، ومع توسع عرض العمر وطوله، توسعت الإهتمامات وكبرت، ومن هناك إنضمت "إشراقة" التيجانى، و"ملامح" حسن نجيلة، جاء إدريس جماع وتبعه الهادى آدم وكوخ أشواقه، جاء محمد محمد على والناصر قريب الله، ثم جاد المجذوب علينا ب "الشارة والقربان والخروج" وتوالى الوله، وغير ذلك المئات من الكتب والدوريات العربية والأجنبية، و قطعا فإن هناك الملايين من أمثالنا ممن أدمنوا إرتياد وعناق ذلك المكان

    كتاب محمر الوجه قد تجد عليه إسم أو تاريخ أو تذكار بخط اليد، وكأنه يكرس لحميمية كامنة فى جسد الكتاب وصاحبه الأول

    جاء غير ذلك كثير وعديد، وأصبحنا "زبائن" منتظمين ومعروفين لأولئك الناس البسطاء طيبى الدواخل، كانوا لا يتوقفون أمام سعر زاد أو قل، وكأنهم يحاولون الإسهام فى نشر رسالة هى أجل ما تكون، منذ الأزل وحتى راهن اللحظة، رسالة الكلمة والكتاب، بثمن قليل ولكنه حتما غير بخس، وأصبحت تلكم المقتنيات زهيدة السعر ، عالية القيمة، أصبحت جواهرا تزين صدور الآلاف من خزائن الكتب لدى آلاف القراء فى بلادنا

    فوجئت مؤخرا بصدور الأمر، بمنع أولئك القوم من إفتراش تلكم الساحة البهية، ومنعوا من أن يمارسوا عشقهم النبيل ذاك، وحرموا ملايين العشاق من أن يطلوا ويرمسوا معشوقاتهم مغبرة الوجنات، حتى بمجرد النظر

    وكأننا دائما على وعد بوأد كل رموزنا الجميلة الجليلة، فقد بدأنا ب "الخرطوم شرق الأولية" التى قتلت عمدا مع سبق الإصرار والغباء، وهى جارة تلك الساحة المنيرة، وكأن المنارتين قد إتفقتا على الحياة والموت سويا

    وبالتأكيد أيضا، هناك العديد من الرموز الشامخة فى جميع مدن الوطن، التى طالتها يد الإغتيال والتغييب

    حتام إصرارنا على ممارسة القتل البشع لكل الأشياء الجميلة فى حياتنا، قالوا لى أنه إتفاق بين السلطات المعنية وأصحاب المكتبات ودور الكتب، وأنهم قد إدعوا أن هؤلاء البسطاء قد "بوروا" سوق الكتاب عليهم، ولا تعليق، فاللبيب الآن يفهم حتى بدون إشارة

    ليكن ذلك، ألم يكن من الأجدى تقنين ذلك العمل ووضعه فى قالب منظم، ولو بالقليل، ليفرضوا ضرائبهم وليضعوا رسومهم، فقط، لتستمر مسيرة تلكم الساحة المضاءة المضيئة بوهج المعرفة

    وكعادتنا أيضا، سوف نلوذ بالمقارنة المحزنة بجارتنا الشمالية، مصر، والتى إكتشفت وأدركت أهمية المحافظة على كنوزها النفيسة، منذ أمد بعيد، وفات ذلك علينا نحن، مدعى "العرفة"، فسور الأزبكية أصبح ذا شهرة عالمية وهو يمارس نفس الدور التنويرى الذى قام به سور الجامع الكبير، والأهرام أصبحت فعلا هرما رابعا، ونحن نغتال عمدا "الأيام"

    ولكن لن ترحمنا الأيام ولن تغفر لنا غباءنا

    أحسن الله عزاءكم

    أبوذر

    (عدل بواسطة THE RAIN on 02-09-2004, 09:20 PM)

                  

02-12-2004, 08:33 AM

جورج بنيوتي

تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إغتيال سور الجامع الكبير (Re: THE RAIN)

    THE RAIN


    ... كانت الناس رضِيَّه

    من غلو العنجهيه:

    طلع الليل عليهاوتغشتها البليه:

    شكرا لصورة ما تزال ماثله بالقلب ( العين تشتاق )

    ... تلفت حولك: أين أمكنتنا؟ سهل ..

    إنهم يغتالون جيلا بأكمله؟؟ ذلك صعب جدا جدا..

    ... نراجع الكيد, نحفظه عن ظهر قلب, لنا أمل في أجيال لم تهتز

    وللحلم عودة في قلب الصحو..

    شكرا لذكرى شجن !!
                  

02-12-2004, 09:46 AM

willeim andrea
<awilleim andrea
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 3813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إغتيال سور الجامع الكبير (Re: THE RAIN)

    الحبيب المطر ... وانشاء الله دايما مطر خير وانته بترسم تلك اللوحه بريشه فنان رشيقه ... بس ... تعرف يجيك زول ما بيفهم في الفن واشكاله وتنوعه وتاريخه وتاصيله لانو جاي من الواق الواق البعيده ولا حنين ولا مشاعر ما بعرف الفرق بين اللالوب الايس كريم بتاع زكي والا عمك سعد ... اها من هناك وطاخ طوخ وبقدرة قادر بقه هو الكل في الكل وراح اتناول فرشة نقاش وبالجير الاسود قال بيحاول يكحل اللوحه لانو الموضوع فيه مصلحه وقسمه وما ادراك ما القسمه والنسبه والبقيه معرووووووووووفه ...........للجميع ولك مني كل الحب والاحترام ودمته
                  

02-14-2004, 07:07 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إغتيال سور الجامع الكبير (Re: THE RAIN)

    العزيز جورج

    أجل، إنه القتل والتغييب

    تغييب المعانى وفك وشائج حميمية التجذر لأشياء من كثر إرتباطنا ومحبتنا لها، أصبحت ليس جزءا منا فحسب، بل صارت نحن

    لنأمل أن تخلق الأجيال الراهنة، حلمها الخاص، لكن أين يا ترى تكمن الأحلام الآن؟ وهل فى الحب متسع للحلم؟

    تحياتى يا جورج وتقديرى

    أبوذر
                  

02-14-2004, 07:14 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إغتيال سور الجامع الكبير (Re: THE RAIN)

    عزيزى وليم أندريه

    التحايا والود وأنت تشاطرنا الوجع

    بالمناسبة، وليم أندريه، ذلك الفتى المتوهج، سرق منا أيضا ذات ظهيرة حزينة، كان وكأن القدر قد إستكثره علينا وعلى زماننا الكالح ذاك

    وبالمناسبة ايضا، فقد كان جار لنا، كنا أصغر سنا منه، لكنه كان الود والحميمية فى أبهى أشكالها، كان فنانا بمعنى الفنان فعلا، فى الموسيقى والرياضة على حد سواء

    ودمت

    أبوذر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de